الجمعة، 12 أغسطس 2011

شـاعـر حـر محمد رحو


شـاعـر حـر
       محمد رحو
 
يتخيل برج النقدة
أن تشخيص دور الشارد
عما يكابده الشاعر
أو التوغل في نفق لا يفضي
لوهج قصيدة متقدة
يجعلها تدوي
كوردة عزلاء
تحاصرها رماح الصقيع
من أقصى تخوم الإقصاء!
هي التي منذ تمردت
على حاجز اليقين
ارتاب بهويتها شهود الزور
نعتها البوق المأجور
ب" الطفلة الشقية الرعناء"!
     ***
الجوف الأغبياء
لم ينتبهوا قليلا
للذي يحدث الآن
على ركح الواقع السريالي
فمنذ انبجس النداء
من صدر بلاغة العمق
تجلت فداحة الفرق
بين مستنقع يصون قذارته
و نهر يحرض كف الماء
على لطم صفاقة المتمسحين
بحائط زخرفه الرياء!
     *** 
حين انكشفوا تماما
بحضرة مرايا المصير
لم تجرفك ريح الدهشة
لم يجهز قصيدك نعشه
لأنك تعرفهم
مجرد ظلال بائتة
لفصول الزيف المقيت
و لا يخجلهم أن تقتات
ديدان الشبهات
من لحم أرواحهم المهزومة
في حرب تشرعها الصيرورة
على مهندسي خرائط محوك!
     ***
هم هكذا
هي سيرتهم
منذ البدء..استطابوا الإقامة
بجحر الحذر المرضي
كأنهم يخشون أن يشرئب
من تحت غلالة المجاز
شبح المدعو"كل ما من شأنه"/
الوحش (القانوني) القادر
على وضع شاعر حر
في خانة المذنب الخائن
ل"قصيدة"روضوها على التمسح
بحائط طلوه لون ( القداسة) !
كي تفتعل "السمو" السخيف
عما يكابده القارئ
من قيود اللغة الشمطاء!
     ***
هل تراهم يخشون
أن تضبطهم يد الليل
متلبسين باقتراف الحوار
مع شاعراختارالسفر بعيدا
عن فصام خطاب هرم
مستقرئا خرائط الألم/
محصيا ضحايا السدى
حد الحلول في الكوني
و الإقامة في المدى!
     ***
الجبناء
لم يمتلكوا ذرة من جسارة
كي يتخيلوا فجرا يتمرد
على ليل الأوصياء!
لم يرتقوا قليلا
سلالم استعارة سنية
ليشجوا رأس الطباق
بحجر يجوهر السؤال
عن فداحة المشهد الطبقي!
     ***
متى ترى يفقهون
أنهم مازالوا يجهلون
(رغم فائض شحومهم النظرية)
أن القصيدة لا تحتاج وسطاء
يتاجرون برؤياها الجوهرية
فهم لحد الآن
وبعد أن بان وجه التمويه
وانفضحت ملامحه الغبية
لم يدركوا أنها أحلى رسالة
يبعثها الشاعر الغريب
   مباشرة
لقلب القارئ الغريب
 **************
 ذ . محمد رحو شاعر من الدار البيضاء وقد خص مدونة سيدي سليمان بقصيدته، تحية له…