الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف


توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف
 
مصطفى لمودن
توقفت مباراة في كرة القدم بين النادي المكناسي والمغرب الفاسي بعد انطلاقة الشوط الثاني بقليل إثر أحداث عنف عرفها الملعب الشرفي بمكناس.
 وقد كانت تجري المقابلة بين الفريقين الجارين برسم الدورة 13 من "الدوري المغربي للمحترفين" مساء الثلاثاء 27 دجنبر، وبمجرد تسجيل الفريق المضيف للهدف الأول بعد دقيقتين من انطلاق الجولة الثانية، تلقى أولا مدرب الفريق الضيف رشيد الطاوسي ضربة جاءته من جهة الجمهور، وقد أوقعته طريحا على الأرض، وبدأ يتألم في بطنه، ليقاد وهو يعرج إلى مستودع الملابس، ويعود بعد ذلك.. لكن تلقي اللاعب الفاسي عبد المولى بن رابح لضربة على رأسه بواسطة حجر، ليسقط على العشب والدم ينزف من رأسه، جعلت الحكم بوشعيب لحرش يوقف المقابلة على وابل من الأحجار المتساقطة من جمهور "غاضب".
 ومعلوم أن الفريقين تقابلا قبل أسبوعين في الرباط (الأحد 17 دجنبر) برسم نهاية كأس العرش، وقد تغلب المغرب الفاسي بإصابة واحدة لصفر. 
 ويلاحظ المتتبعون لشأن الكروي في المغرب بروز ظاهرة العنف والشغب بحدة في الشهور المنصرمة، رغم القانون الصارم والعقوبات التي تطال فرقا وملاعب (الجمهور) كما هو حاصل مع "المغرب التطواني" الذي تنتظره مقابلة في ملعبه بدون جمهور وأخرى خارج ملعبه، وكذلك معاقبة أشخاصا ذاتيين إثر ممارستهم للشغب..
وتجدر الإشارة أن السلطات العمومية في المغرب ماتزال تعتمد القوة في معالجة ظاهرة الاهتمام بكرة القدم من طرف القاصرين والشباب، كما يساهم الفراغ التأطيري في ذلك من قبل جمعيات المجتمع المدني، مادامت الرياضة بقيت لزمن طويل (وماتزال)حكرا على السلطة ومن يدور في فلكها، تتحكم فيها كما تشاء، ويبقى للإعلام كذلك دور في تهييج بعض الفئات من الجمهور، ما يحوله إلى "منتقم" من خصومه الرياضيين..
 ويجب بالمناسبة أن نقف عند سوء معاملة جمهور فريق "النادي القنيطري" يوم الأحد المنصرم إثر منع عدد كبير من الشباب من امتطاء القطار والتوجه إلى الرباط لمتابعة مقابلة فريقهم مع "الجيش الملكي" رغم أدائهم للتذاكر ذهابا وإيابا، وحضرت القوة العمومية لثنيهم بالقوة عن السفر! مما حولهم إلى غاضبين ومحتجين بطريقتهم في شوارع القنيطرة (جريدة المساء يوم الثلاثاء 27 دجنبر) .. كما سبق أن منع نفس الجمهور من صعود حافلات النقل الحضري من سيدي الطيبي لمتابعة مقابلة خاضها فريقهم بسلا، وقد أكملوا سيرهم على الأقدام..
إن الرياضة مجال للتربية والتكوين والحماس والتنفيس عن المشاكل الاجتماعية والنفسية، ويمكن أن تتحول إلى أدوات للإدماج الاجتماعي عوض زرع الحقد والكراهية والعنف.
____________
الغريب في الأمر أن مذيع قناة "الرياضية" المغربية ظل يطالب المخرج بعدم نقل صور اللاعب المضروب والدم يسيل من رأسه.. وقد نقلتها كذلك إحدى نوات "الجزيرة"..