الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

هل يتحلى شباط بالشجاعة ويرد مقرات حزب الاستقلال إلى الشعب؟


هل يتحلى شباط بالشجاعة ويرد مقرات حزب الاستقلال إلى الشعب؟
مصطفى لمودن
لا يعاني حزب الاستقلال من معضلة المقرات كما يحصل لدى بقية الأحزاب، حيث تحتاج (الأحزاب) شهريا إلى جمع التبرعات بالنسبة للأحزاب المناضلة عموما،(لأن الأحزاب الغنية لا يمثل لها كراء المقر شيء، وقد لا تعتبره من الأولويات) من أجل تسوية أداء المقرات التي تكون في الغالب دورا سكينة، ولا تصلح أصلا لتنظيم أنشطة حزبية، وهذا ما يرهق هذه الأحزاب، ولا تستطيع أن تساير الأحزاب الغنية كحزب الاستقلال الذي حصل على مقرات مجانا في عدة مدن بعد الاستقلال.. فهل يحق له أن يظل محتفظا بها رغم أنها من ممتلكات الشعب المغربي؟
حزب الاستقلال الذي لا يجد مشكلة في المقرات وميزانيته مرتاحة من ذلك، وهو يستطيع أن يستقطب عددا من الأعضاء الذين لا يطلب منهم جمع التبرعات لأداء كراء المقرات كما يحدث عند أحزاب أخرى.. حيث يكون مرهقا ويحول دون انخراط البعض..
 أسوق مثلا، سبق أن قرأت من كتابات مصطفى العلوي في "الأسبوع الصحفي" بأن حزب الاستقلال كان يرغب في "مقهى باليما" المقابلة لمقر مجلس النواب في شارع محمد الخامس في الرباط كمقر له.. لكن أب فتح الله ولعلو الذي كان مكلفا بالأملاك المخزنية حينذاك حسب الكاتب طبعا، رفض ذلك، وعرض على الحزب المقر الحالي بباب الحد. وهكذا تجمع للحزب عقار ضخم في غالبية المدن.. طبعا  يكون الاستقلاليون قد وثقوا عقودا باسم أعضاء منهم أو باسم الحزب لتلك العقارات، وأغلقوا الملف.. لكن جاء وقت فتحه، كما وقع مع حالة مشابهة في الجزائر، إذ أرجعت "جبهة التحرير الجزائرية" المقرات التي كانت بحوزتها إلى الدولة قبل سنوات قليلة فقط.. 
 
ونفس الأمر يصدق كذلك على نقابة "الاتحاد المغربي للشغل"، هي كذلك حصلت على مقرات بنفس الطريقة.. فهل المسيرون الجدد لهاتين الهيئتين (الاستقلال والاتحاد المغربي للشغل) قادرون على تغليب المصلحة الوطنية على كل نزعة انتهازية ضيقة؟ هل سيقبل هؤلاء بأن يـُجروا صراعا متكافئا وشريفا حول السياسة والعمل النقابي في المغرب؟ وهل يقدر حميد شباط الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال أن ينفذ مثل هذا القرار الذي يعيد الحق لأصحابه؟ وهم كافة المغاربة الذين يمرون من أمام المقرات الواسعة والعريضة لحزب الاستقلال في عدد من المدن دون أن يكلفه الحصول عليها درهما واحدا؟  
لن نكون متفائلين أكثر، لا أحد في مثل هذه الحالة يتنازل عن امتيازاته في غياب مطالبين باسترجاع الحقوق المغتصبة.
هل يتحلى شباط بالشجاعة ويرد مقرات حزب الاستقلال إلى الشعب؟