النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
أهم الشعارات المرددة أثناء الوقفة
الكاتب الوطني ينتظر سيارة الإسعاف
في أفق المؤتمر الأول انعقاد المجلس الوطني بمراكش
ضمن برنامجها الاحتجاجي المسطر، نظمت النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي وقفة احتجاجية، أمام وزارة التربية الوطنية بالرباط، يوم الأربعاء 6 يونيو 2007، ابتدأت على الساعة العاشرة، وكان من المنتظر أن تنتهي على الساعة الواحدة زوالا؛ في الوقت المحدد بدأت جموع أساتذة وأستاذات التعليم الابتدائي تصل إلى المكان المقرر، منهم من يفتح لافتة، أو يحمل لوحة تختصر بعض المطالب…لا وقت للراحة أو التذرع بوعتاء السفر الطويل، كانت هناك تمثيلية من مختلف المناطق والجيهات – تشهد على ذلك بعض اللافتات- وإن كان المبرر يهم الجميع، فقد اقتنع المناضلون أن المساهمة فرض كفاية، رغم كل الصعاب ، من مشاق السفر، وضيق ذات اليد، فقد كان الحضور متميزا، قدر حسب بعض المنظمين والحاضرين في 1500 شخص، غير أن الاستقبال في الرباط العاصمة الإدارية كان "متميزا" من قبل قوات الأمن، حيث أعدت "وليمة قمعية" على شرف الحاضرين، وعلى مقاس تضحية معلمي ومعلمات المغرب في المدن والقرى! وهم الذين يتكلفون بتدريس قيم "حقوق الإنسان والمواطنة" للنشء/ رجال الغد، من خلال الدروس المستحدثة ضمن المقررات الجديدة…وهكذا حوصر المحتجون منذ البداية، في مساحة ضيقة، هي رصيف الشارع البعيد المقابل للوزارة، بين الإسفلت والعشب الأخضر!… حضور أمني لافت، يبدو أن التعليمات كانت صارمة، وهي منع هؤلاء المحتجين الاقتراب من بوابة الوزارة، في البدء بدأ الدفع والتهديد بالهراوات، ثم انتزعت بعض اللافتات بالقوة، وفي حدود الساعة العاشرة وخمسين دقيقة أضيفت تعزيزات أمنية جديدة "للميدان"، أمرت القوات السابقة المحاصِرة بالتراجع إلى الوراء، ليتم تشكيل صف موحد، ويبدأ الهجوم على المتظاهرين العزل، إلا من حقائب وسواعد تحمي الرؤوس من عصي طائشة، لم يسعف المعلمين والمعلمات الصدع الجماعي بالنشيد الوطني - الذي يحرصون على تلقينه للتلاميذ في أقسامهم - لوقف عملية الضرب والركل والرفس، وتفريق المتظاهرين إلى جماعات عبر الطرق المتفرعة، تحت زعيق السيارات التي توقفت عن السير تفاديا لصطدم الفارين، بينما كانت أكبر مجموعة قد التجأت إلى شارع النصر، وبقيت هناك محاصرة، إلى حدود الحادية عشر والنصف، لتعود القوات الأمنية إلى مكان ترابطها أمام الوزارة وقد نفذت مهمتها " على أحسن ما يكون". ربما كان الهدف هو الحيلولة دون إتمام الوقفة، أثناء الخروج الكثيف للموظفين والمستخدمين في الساعة الثانية عشر، ومشاهدة "فضيحة" اضطرار المعلمين للاحتجاج، وقد سدت في وجوههم أبواب الحوار وتلبية مطالبهم، التي تشكلت من أجلها هذه النقابة الفئوية، حيث انعقد مؤتمرها التأسيسي بمراكش في 17-18-19 يوليوز2006، وهي تعرف توسعا تنظيميا ملحوظا.
لوحظ في عين المكان" تمييز صارخ" في القمع، إذ في نفس اللحظة كانت ببوابة الوزارة وقفة احتجاجية سمح باستمرارها إلى نهايتها، وقد كانت منظمة من طرف المساهمين في "التربية غير النظامية" الذين لم يتسلموا أجورهم!…
وتجدر الإشارة أن النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، هي ثالث نقابة فئوية في قطاع التربية الوطنية، بعد نقابة الأساتذة الجامعيين ونقابة المفتشين، ولم يكن استقبال هذه النقابة الفتية بالأحضان المفتوحة، حيث يعتقد البعض أنها تزاحمهم وتسحب البساط من تحت أقدامهم، خاصة بالنسبة للذين يتخذون "النقابة" مطية لتحقيق أغراض حزبية وانتخابية ومصلحية ضيقة، كما تعاني هذه النقابة من تعتيم إعلامي غير مبرر، وقد استنكر ذلك المكتب الوطني في بيان له، إثر اجتماعه الأخير بالناظور في 24 من ماي المنصرم، وقد ذكر مسؤولون وطنيون من النقابة المذكورة، أنه تم إخبار عدد من المؤسسات الإعلامية بالوقفة الاحتجاجية، منها صحف "تدعي الاستقلالية"، وقنوات تلفزية، وحتى قنوات فضائية تقول أنها تقدم الخبر بشكل محايد!لكن أغلبها لم يحضر، وصدرت تغطية للحدث من قبل خمس جرائد وطنية فقط من ضمنها "اليسار الموحد" ع:191.
من أعطى الأوامر لسلخ المعلمين والمعلمات؟ ومن له مصلحة في ذلك؟ بينما الوقفة الاحتجاجية كانت سلمية، تنتهي على الساعة الواحدة زوالا، ليعود كل واحد من حيث أتى، هل يريد البعض أن يفرض "الحجر" على العاملين في الابتدائي؟ والعمل تحت مظلة نقابة معينة؟ من يريد إذا استغلال رقم المعلمين الأكثر عددا لغرض ضيق؟ لماذا أغفلت باستمرار أوضاع المعملين في الابتدائي والمدرسة كذلك، خاصة في العالم القروي؟ للعلم فقد كان الكاتب العام للنقابة المذكورة السيد محمد بلبهلولي من أكبر من استقبل جسمه أهم كمية من "وليمة" الضرب، حيث نقل في حالة سيئة على متن سيارة الإسعاف في حدود الساعة الحادية عشر والنصف، وسط تحية حشد من رفاقه، يؤدون النشيد المعروف: " قم للمعلم وفه التبجيلا…"، رافعين إشارات النصر، بالإضافة إلى حالات إغماء وكدمات بأجساد البعض.
حسب بيانات النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي، فإن الملف المطلبي الذي يتم النضال من أجله، يتضمن التسوية المالية للمعلمين والمعلمات، خاصة بالنسبة للذين ينتظرون الترقية منذ مدة، ولم تسعفهم بعد شروط الكوطا(نظام الحصيص)، مثل المرتبين في السلم التاسع، وهم الغالبية العظمى، والذين يعانون فعلا صعوبات مالية واضحة، تؤثر على مستوى عيشهم، ثم المجازون المرتبون في السلم العاشر لمدة طويلة، الذين يطالبون بترقيتهم للسلم الموالي. تقليل الفوارق بين السلاليم، ففي نفس المؤسسات التعليمية تظهر الأجور متفاوتة إلى الضعف، خاصة بين السلم 11 والسلم 9، رغم أن الجميع يقوم بنفس المهام! ومطالب تهم ترسيم الأعوان ومنحهم أجورا تناسب على الأقل الحد الأدنى الجاري به العمل، وتعويض المديرين عن أعباء الإدارة التربوية، مع ميزة خاصة بالنسبة للعاملين في الوسط القروي، منح تعويضات تحفيزية حسب لغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين للمدرسين المشتغلين بالمجموعات المدرسية، حيث يتنقلون بشكل يومي إلى المدن المجاورة، أو يقيمون في محل عملهم، في ظل ظروف صعبة، ولا إنسانية أحيانا، تحسين فضاء العمل، إذ أن عددا من "المؤسسات التعليمية"، لا تتوفر على شروط الحد الأدنى لمزاولة مهنة التربية…
حالة تضامن
في مثل هذه الحالات العصيبة، غالبا ما تظهر في المجتمع المغربي حالات تضامن ملفتة، جديرة بالنشر والإطلاع، ونعطي لذلك مثلا من مدينة الرشيدية، حيث قضى القادمون منها إلى الرباط ليلة كاملة في الطريق، لكن الأهم هو أن معلمي ومعلمات هذه المدينة، ساهم أغلبهم ماليا وبشكل تطوعي، لمساعدة من مثلهم في الوقفة الاحتجاجية المذكورة، وقد ذكر الأستاذ عزيز الرحيوي، عضو اللجنة الإدارية للنقابة، وهو من نفس المدينة، أن المبلغ المجموع وصل إلى 3700 درهم، وأضاف أن عدد الانخراطات في إقليم الرشيدية وحده بلغ 1600
أهم الشعارات المرفوعة أثناء الوقفة:
حقوقي حقوقي دم في عروقي..لن أنساها ولو أعدموني/ الوعود فالثلاجة..والحقوق فالتلفازة/ المعلم في جحيم..والوزير في نعيم/ المعلم اليد فاليد..ووحدتنا لازم تصمد/ هذا مغرب الكرامة..ما شي مغرب الزرواطة/ التصعيد التصعيد..هذا صوت القواعد/ هذا تعليم طبقي..أولاد الشعب فالزناقي..شي تطرد وشي باقي/ هذا تعليم طبقي..شي ترقى وشي باقي/ يا وزير الخوصصة..عداك تبيع المدرسة/ ثم النشيد الوطني، وقصيدة إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي…الخ
بيان المكتب التنفيذي:
بعد تعرض الوقفة الاحتجاجية للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي للتفريق من قبل القوة الأمنية، أصدر المكتب التنفيذي بيانا أهم ما جاء فيه:" على إثر التدخل العنيف لقوات الأمن، لمنع الوقفة الاحتجاجية السلمية التي دعت إليها النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يوم الأربعاء 6 يونيو2007 أمام مقر وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالرباط، والتي أبانت خلالها قوات الأمن، التي نفذت التدخل عن الوحشية والكراهية لنساء ورجال التعليم قل نظيريهما، حيث لا يستند على أي أساس قانوني أو أخلاقي، خصوصا وأن نقابتنا استوفت كل الإجراءات والشروط القانونية المنصوص عليها في قانون الحريات العامة، ولم تتوصل إلى حدود العاشرة صباحا من اليوم المذكور أعلاه – موعد بدأ الوقفة– بأي منع مكتوب ومبرر من لدن السلطات المحلية"، ويعتبر البيان أن الحكومة المغربية في شخص السلطات المحلية قد اختارت أسلوبا غير حضاري، ولا شرعي للرد على المطالب الملحة لشغيلة القطاع، ويحمل السلطات المذكورة المسؤولية على الضرر النفسي والبدني الذي أصاب المحتجين، ولم يفت النقابة التأكيد في بيانها على تشبتها بكل مطالبها العادلة، وأنها ستعمل على تحقيقها بالطرق النضالية المشروعة…
تجدر الإشارة إلى أن النقابة الوطنية المستقلة للتعليم الابتدائي من المحتمل أن تعقد مؤثمرها الأول في أجل قريب، وهو ما سيهيئ له ويضع ترتيباته المجلس الوطني، الذي سيجتمع يومي 6و 7 من يوليوز القادم بمراكش.
مصطفى لمودن
رأيك يهمنا