الأربعاء، 3 أبريل 2013

أُمبيرطو إيكُّو: " بدون كُتب؛ الحياة أَقصر"./ ترجمة جواد المومني


         حوار مترجَم
     
أُمبيرطو إيكُّو: " بدون كُتب؛ الحياة أَقصر".

 ترجمة جواد المومني

      تقديم و تنويه لا بد منهما :
إستضافتْ أسبوعية لوپوان الفرنسية الروائي والأديب والمفكر الكبير: أُمبيرطو إيكُّو، وقام الصِّحافيان طوماس ماهلر وكريسطوف أُونو دي بْوا باستجواب  صاحب " إسم الوردة " (المُترجِم: الرواية الهائلة الحائزة على عدة جوائز عالمية منذ صدورها سنة: 1980، والتي 
بيع منها لحد الساعة أكثر من 17 مليون نسخة ! )
وما سأقوم بعرضه خلال السطور التالية؛ إنما هو ترجمة مقتضبة وبتصرف لِأهم ما جاء في الحوار الشيق، حيث تفاديتُ عن قصد مجموعة شذرات تدخل ضمن التسلسل الحواري، لم أَرَ جدوى لِإدراجها ما دامت تندرج في إطار الإستطرادات وليس المواقف والرؤى الشخصية للمُحاوَرِ .
  1ـــ يقول إيكـــــو : " وأنا في سن 82 من عمري، أُشير إلى آخر إبداعاتي، كتاب بعنوان " إعترافات روائي شاب "وهو في الحقيقة عبارة عن تجميع لعدد من المحاضرات الملقاة بجامعة أَطَلَنْطا عام 2008 . أمَّا عن العنوان وعن إيحاءاتِهِ، فوَجَبَ التنويه إلى أن أولى رواياتي صدرت أواخر 1980 ( وكان عمري لحظتئذ 52 عاماً ) ،عندها ٱعتبرتُ نفسي روائيا شابا.
  2 ـــ وقد طرحتُ في مؤلَّفي المشار إليه أعلاه تساؤلا أدبيا عميقا: ـــ لماذا يَصدمنا موت " آنَّا كارِنِينْ " رغم كونها  بطلة من صنع الخيال، مقارَنَةً مع فجيعة مقتل أو موت أطفال وضحايا مدنيين عندما يتعرض الإعلام لذلك؟
( المُترجم: " آنَّا كارِنِينْ " عمل روائي عظيم للكاتب الروسي: ليون تولستوي سنة 1877 )، أجبْتُ على الأمر من منطلق أن صيرورة الحدث في العمل الروائي تتطلب تقمُّصاً للدور وحُلولاً في بعض جزئياته، ما يجعلنا ــ كقراء ــ نحْيا الهوية المفترضة، للشخصية عبر ما يُسميه العلماء ب " الْخَلايا المِرْآة "؛ بعيداً عن الخبر الذي يبثه الإعلام بشكل سريع، ما يدفعنا إلى النفور منه. وقد أذهب إلى أبعد من ذلك؛ فالخيال يبقى دائما أقوى رغم " جاذبية
الواقع "... وبين ثنايا المؤلَّــــف المتحدَّث عنه تعثرون على تساؤل آخر: " ـــ لماذا نبكي الشخوص الروائية بتفاعل، رغم يَقينِنا كونها من صنع الخيال ؟
  يجد التساؤل مشروعيته من خلال النَّظم الأنطولوجي للشخصية الروائية ومن خلال " واقعية " تواجدها ! وهكذا تتحصَّــلُ لدينا قناعاتٌ وشبه يقينيَّــــات ضمن عالمٍ كله خيالٌ ( فَيَقيناً أنَّ " آنَّا كارِنينْ " قد ٱنتحرتْ ) في الوقت الذي تُساوِرُنا فيه شُكوك ضمن عالم " الحقيقة " ( هناك ٱحتمال أن يكون " ناپوليون " قد مات يوم 5 ماي 1821،  
ما لم يُفَنَّذ الزعم عبر مجموعة وثائق أخرى تُثبت العكس ! ) إذاً... فالحقيقة المُطلقة هي الحقيقة الروائية .
  3 ــ يستمر إيكو في تبنيه للموقف الرامي إلى أنَّ " الكتاب شيء كامل " وأنه لن يتلاشى في العالم الرقمي . ويستطرد في تفاؤله رغم ٱعترافه بضراوة النزال! لكنه، يؤكد بالمقابل أنّ إغلاق عدد من دور النشر ليس نتيجة لذلك فقط، إنما للأزمة العالمية الحالية يد أيضا. وهذا ما حاول إبرازه بمعية: " جانْ كْلودْ كارْييرْ " من خلال كتابهما المشترك :" لا تُراهِنوا أَنَّكم سَتُقْصُونَ الكُتُب ! "
(المترجم: ـــ صدر هذا المؤَلَّف عام 2009 عن دار النشر كْراسّي ) .
  يقول أمبرطو إيكو في هذا الصدد :
 " كنتُ أعلم أنه من الأسهل تحميل موسوعة: " لاروسْ " على جهاز الْآيْپادْ على تَحَمُّلِ عِبْءِ ضخامة الكتاب... لكن، أَيُعْقَلُ مُقارنة ذلك مع متعة القراءة وتصفح الأوراق المطبوعة ؟ "
و قد حاول الصِّحافيان المستجوِبان ربط رأي إيكـــــو السابق بما كان قد ٱعتبره الفيلسوف الفرنسي: " ميشال سِيرّْ "
" مأساةً وبلاهةً " عندما تم تدشين " المكتبة الوطنية الفرنسية "، في زمن التطور الرقمي السريع والأنترنيت ! كان ردُّ " إيكــــــو " مقتضباً وعميقا، يقول: " أنا متأكد أن صديقي ميشال سِيرّْ يعشق التجوال بين مرافق ورِدَاهِ مكتبةٍ قديمة مثلي تماماً، وفي نفس الوقت، هذا لا يمنعني شخصيا من تحميل عشرين كتابا قَيِّماً على لوحتي الإلكترونية / الْآيْپَّادْ حين أهمُّ بالسفر لمدة أسبوعين أو أكثر، بدلاً من وضعها في حقيبتي ! " ( ... ) و أنا أظن أن الأجيال الحالية 
ستستعمل ـــ و بدون حدود ـــ وسائل الاتصال المعاصرة دون التغاضي عن مثيلتها التقليدية ! "
  4 ـــ و في سؤال حول مصدر المكانة العلمية المُمَيَّزة التي يحظى بها " إيكـــو "، كان جوابه كالآتي :
  ـــــ " دائماً أردد أنّ الإنسان الذي لم يقرأ كتابا واحداً طيلة حياته، سيموت حزيناً، ولن يتذكر وقائع حقيقية، أو ذات قيمة، كما لو أن حياته كانت أَقْصَرَ ." وهكذا ، فعندما سأُودع حياتي، وأنا قد عشتُ مقتل يوليوز قيصر، أو معركة واتِرْلُو، أو الرحلة إلى الجحيم ( لِ: دانْتي ) .. سأكون سعيداً بحياتي الغنية و الطويلة ! "
  5 ـــ وحول آخر نصيحة يُسْديها في مُواجهة الآلة الجهنمية لعصرنا، قال أمبرطو إيكـــــو: " أظن أنه يجب علينا 
تطبيق ما قال به غْرامشي: ـــ تشَاؤميَّةُ العقل، دون التغاضي عن تفاؤُليّة الإرادة .. "

               أَنجزَ الترجمة و بتصرف: جواد المومني
              پـــــــــيــــــرپـــــــيــــــنــــــيـــــــان / فرنسا في: 1 أبريل 2013
---------------------------
عن المجلة الأسبوعية الفرنسية: لُوپْوان ــ 14 مارس 2013 ــ العدد: 2113 ــ ص: 108،109 .
الصحافيان المستجوِبان: طوماس ماهلر وكريسطوف أُونو دي بْوا .

السبت، 30 مارس 2013

تازمامارت/محمد رحو


تازمامارت(*)(+)

محمد رحو

منها تغار الأحجية
طقوس القرون الكهفية!
منها تغار
فهل لمخالب الحصار
ألا تغار
من مخالبها الخفية
هي لغز يفضي للدمار
هي صحيفة وحشية لا مرئية
هي يومية المحو حد الافناء
هي جدول السحق حد الابادة
هي قصيدة تقضم مخيال الشعراء
حيث لا يملك القراء
إلا أن يتقبلوا الأعذار
كلما "ضبطوا" شعراءهم
في وصف مراياها
تباعا يندحرون!
و من ترى يملك أن يصف
جحيم جحيم الجحيم!
من يستشرف تخوم الذهول
ولا يعترف أن باطن المشهد
من ظاهر الشهادة أفظع!
أولائك ضحاياها
على سرير من ثلج يبيتون
على فحيح من جمر يصبحون
من خلف أسوار لا ترى
من خلف مسافات تنسف التصورا
كانت تصلنا الحشرجات الناتئة
ويلذعنا شيء ما
لكأنه شقيق النشيج
نرف السمع قليلا
ويلف المدى السكوت
وتسحبنا حدائق الغفوة
فنبحر خلف ساق امرأة
تستوطن الشاشة الصغيرة
والشهوة الكاسرة الكسيرة
ولا ندركها
ولا ندرك أن خلف المسافات/الأسوار
بشر مثلنا
يجوعهم "بشر"!
يمرضون و لا أثر
لطبيب يعارض العلة
يعوون ولا ممر
لأنين الروح المجروح
ملء قلاع العزلة
ما أقساها من رحلة
تحت كتائب الكبت
فوق عقارب الصمت
بين مضارب الموت
هناك
حيث للشمس أسماء النسيان
حيث لشعاعها البكر
قشعريرة الفقدان!
هناك مسكن الآلام
هناك مدفن الأحلام
هناك بصمت كانوا يقبرون
لا صلاة للجنازة
ولا من يشيع الجنازة
سوى حرس يسحبون الجثث
مرحين نحو ما انتشر
من أشداق الحفر!
هناك معجم يجسم روح العبث
هناك جسم يمحي و روح تتحدب
هناك أخي الانسان يصلب!
هناك لم يبسم القمر منذ الأزل
هناك رمس الأمل
هناك وطني الذي لم يكتشف
مغارته تطفل السائح
هناك وطن اغترابي الفادح!
--------------
(*)تازمامارت ..معتقل سري بالمغرب خلال عقود الرصاص.
(+)الى ضحاياها..الناجون والأموات

الجمعة، 29 مارس 2013

في اليوم العالمي للمسرح تكتفي "المديرية الجهوية للثقافة" بقراءة كتاب في القنيطرة، ومحمد صولة يقرأ في "ملاك الجحيم" لعباس جدة

المديرية الجهوية للثقافة تنظم توقيع كتاب مسرحي بالقنيطرة في اليوم العالمي للمسرح
قراءة محمد صولة في "ملاك الجحيم" لعباس جدة
محمد بدري، محمد صولة، عباس جدة، محمد الزيات

مصطفى لمودن
احتضنت المكتبة الجهوية بالقنيطرة مساء الأربعاء 27 مارس قراءة في كتاب"ملاك الجحيم" للكاتب المسرحي عباس جدة، من تنظيم "المديرية الجهوية للثاقفة"، وقد قدم الناقد والكاتب المسرحي المتخصص محمد صولة ورقة تقديمية حول المسرح بمناسبة يومه العالمي الذي وافق نفس الموعد، عنونها ب"شعرية الفن الدرامي"، لينتقل إلى تقديم قراءة في نص واحد ورد في  كتاب"ملاك الجحيم" عنوانه "يا للخسارة العظيمة"،  وقد صنفه ضمن "مسرح العبث"، وعزز طرحه بأمثلة متنوعة، واعتبر في الأخير جملة وردت على لسان أحد بطلي  المسرحية (العمياء والمقعد) تقول " الإنسان هو الذي أفسد الكون والعالم والطبيعة" بمثابة ملخص لمضمون المسرحية..
  أهم الإشكالات التي أثير حولها نقاش أكثر مسألة اللغة التي تكتب بها النصوص المهيأة للعروض المسرحية، فالكاتب عباس جدة يصرح بشدة؛ " اخترت أن اكتب بالعربية، العربية أعشقها أحبها، وأنا من مناصري اللسان العربي.. كي أتجاوز الكلمات المبتذلة وإضحاك الجمهور، والحفاظ على البعد الأدبي والفني.." قبل أن يستدرك بعد ذلك بقوله " لكن أستعمل كلمات دارجة وفي سياق آخر".. غير آخرين منهم مصطفى لكليتي الكاتب ورئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بالقنيطرة يعتقد أن حصر الكتابة المسرحية في العربية وحدها يكون سببا في انحصار المسرح واكتفاءه بنخبة مثقفة فقط، وأضاف أن النصوص التي نناقشها ليست سوى مشاريع عروض مسرحية.. أما محمد صولة فركز في إطار الرد على التنوع اللغوي والتعبيري في المسرح، بحيث إنه عمل جماعي، واللغة يتم تذويبها من خلال خطاب معين.."، ليختم بوضع تساؤل عريض حول الثقافة العربية والمسرح عموما وهو "كيفية الخروج من السماعي إلى المنظور"، ويقصد بذلك العرض المسرحي المركب..
  الإشكال الثاني الذي أثار نقاشا وردودا هو غياب المسرح الحقيقي في اليوم العالمي للمسرح، والاكتفاء بعرض قراءة في كتاب يحتوي  نصوصا مسرحية، فحينما طرح السؤال نفسه بحدة، كان أول من رد محمد بدري عن "المديرية الجهوية للثقافة" والمشرف على المكتبة الجهوية، وقد أرجع سبب غياب عرض مسرحي لعدم وجود مسرحية بجهة الغرب الشراردة بني أحسن كلها، وأضاف "كنا مستعدين لتمويل ذلك".. لكن ظهر أن لمتدخلين آخرين رأيا مخالفا، أول مبرر موضوعي هو الغياب المطلق لقاعة العروض المسحية بالجهة وبمدينة القنيطرة كذلك.. وهناك من وجه اللوم لوزارة الثقافة التي لم "تبعث" بأي عرض مسرحي إلى القنيطرة أو الجهة كما فعلت مع مناطق أخرى وبلدات صغيرة، ورأى المتحدث أن ذلك مدعاة للاحتجاج ضد الوزارة، وأثير بحدة وحسرة عدم حصول سبع عروض مسرحية من القنيطرة على منحة الإنتاج المسرحي من وزارة الثقافة.. وذكر مطلع للجريدة بعد ذلك أن هذا الأمر قد يكون هو السبب في مقاطعة عدد كبير من المسرحين لهذا النشاط الذي نظمته "المديرية الجهوية للثاقفة"..  وقد كان الحضور باهتا جدا..   
 تلا في البداية المسرحي محمد الزيات رسالة اليوم العالمي للمسرح  لهذه السنة والتي كتبها المسرحي الإيطالي داريو فو وترجمها إلى العربية  يوسف عيدابي..


الخميس، 28 مارس 2013

هنا "إذاعة" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية !!


هنا "إذاعة" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  !!

مصطفى لمودن
قيل إن إدريس لشكر ينوي فتح إذاعة خاصة بالحزب (*).. فكرة جيدة، خاصة أن أغلب المغاربة يهتمون بالشفوي أساسا، ومع انحصار المقروء والجريدة الحزبية وفراغ المقرات وهروب الناس إلى الماضي والفراغ، قد يكون هذا الحل مفيد للتواصل أحسن.. لكن، هل يمكن للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن يحصل على رخصة؟ لا أظن ذلك، ومعاذير القائمين على "الترخيص" كثيرة منها صعوبة فتح هذا الباب.. وقد رأينا العراقيل التي وضعت أمام قنوات تلفزية "خاصة"، فما بالكم بإذاعة تابعة لحزب.. فهل يمكن أن يفكر مثلا لشكر في فتح إذاعة بقبرص أو جزر الخالدات؟ تقنيا يمكننه ذلك ويصل صوته إلى المغاربة في قمم الجبال وكهوف دور الصفيح وشقق العمارات.. لكن هل يمكنه فعل ذلك أصلا؟ (أي في قبرص؟)، وهل ستجد مثل هاته الإذاعة الحزبية أذنا سامعة (أو صاغية على أبعد حد) أمام زحمة الإذاعات والقنوات التلفزيونية والتواصل بالهواتف النقالة.. هل ستقدم هذه الإذاعة العيوط والطقطوطقة والراب والهيب هوب حتى تجد من يستمع لها ومن يبحث عن "نشوة" موسيقية قبل أي استماع إلى البيانات والخطب.. إن نخبنا "تستفيق" متأخرة، فلو أن أحزاب "الحركة الوطنية" كانت ذكية وجادة لكانت قد أنشأت قناة فضائية تبث من أنجلترا مثلا في عز صولتها حينما كان الحسن الثاني يفاوضها كي "تشترك" في الحكم قبل 1998.. لكن في الغالب فنخب المغرب الحزبية تعلن عن بعض القرارات للمزايدات أو لإثارة الانتباه في إطار الإعلان عن التواجد أو محاولة تصريف الاحتقانات الداخلية والسلام.. على أي أتمنى أن يفتح الاتحاد الاشتراكي قريبا إذاعته الخاصة، فقد تكون مدرسة إعلامية جديدة كما ظلت صحافة هذا الحزب لعقود مدرسة إعلامية حقيقية إلى أن قتلها "التناوب" المغشوش.. إن الزمن الآن يفتح المجال للصورة المتحركة قبل الصوت الخافت الذي لم يعد يلتفت إليه إلا القلة القليلة جدا. وكل يوم تبدع التكنولوجيا صرخة جديدة آخرها الانترنيت بكل حمولاته عبر الهواتف المتنقلة. ويبدو أن لشكر مازال في زمن "هنا لندن" عندما كانت تخرج رنانة من راديونات في حجم الصناديق الكبيرة..
-----------------------
(*) "المساء" 27 مارس 2013

الأحد، 24 مارس 2013

تأسيس "جمعية أفق للثقافة والإبداع" بسيدي سليمان


تأسيس "جمعية أفق للثقافة والإبداع" بسيدي سليمان

إثر تأسيسها وبعد توصلها بوصل الإيداع القانوني أصدرت "جمعية أفق للثقافة والإبداع" بلاغا جاء فيه


"تأسست بمدينة سيدي سليمان "جمعية أفق للثقافة والإبداع"، وهي "تهتم بالثقافة والفنون والإعلام والنشر والتربية والتراث" وفق ما جاء في قانونها الأساسي، وتهدف إلى المساهمة الجادة في مجال الثقافة والإبداع والتربية.. من موقع المسؤولية والتضحية البناءة، وتهيب الجمعية بكافة المهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي عموما دعم أنشطة الجمعية لما في ذلك من مصلحة مجتمعية تؤسس لقيم التنوير والعقلانية والحوار والانفتاح والمساواة والإبداع وتشجيع مختلف الكفاءات الثقافية والفنية ودعم أشكال التواصل والحضور والتعاون مع  الجمعيات والشخصيات النشيطة في المجال الثقافي والفني والإبداعي..
تشكل المكتب المسير للجمعية من محمد صولة رئيسا، وعضوية كل من نظيرة رفي الدين، محمد ناصر العلـْـوي، عماد حيطور، عبد اللطيف فوزي، علي البوخاري، مصطفى العطشي، عبد الإله الأنصاري، مصطفى لمودن.. واتخذت الجمعية كمقر لها دار الشباب "11 يناير" بسيدي سليمان.".
  هذا وقد سطرت الجمعية برنامجا طموحا ستشرع في تنفيذه قريبا..






الأربعاء، 13 مارس 2013

وزير التربية الوطنية يتحول إلى معلن بإحدى المدارس


وزير التربية الوطنية يتحول إلى معلن بإحدى المدارس
 
مصطفى لمودن
تحولت وزارة التربية الوطنية ومنذ سنوات إلى معلن لشركة كبرى في مجال الحليب بدعوى تعليم التلاميذ الغذاء الصحي.. فتغرق هذه الشركة المدارس بإذن من الوزارة بلمصقاتها ومطوياتها دون أن تستفيد تلك المدارس بشيء من الشركة.. وساهم الوزير الوافا بذلك حينما قدم "درسا" في التغذية بأصيلا تحت يافطة وإشهار الشركة يوم الثلاثاء 12 مارس 2013، حينما تقمص دور "تلميذ" جلس في الصف مع التلاميذ، قبل أن يقوم إلى السبورة يلقي درسا في "التغذية السليمة"..
 ومعلوم أن  الشركة المعنية بالحليب ومشتقاته تبتز الفلاحين وتقتني منهم الحليب بثمن بخس يقدر ب3 دراهم للتر الواحد.. وهي تساهم بذلك في تفقير العالم القروي وحرمان الفلاحين من مداخيل يستحقونها.. وبذلك تحرم هذه الشركة بشكل فعلي الأطفال من تغذية سليمة لأنها تتسلم الحليب من آبائهم بثمن لا معنى له ولا يراعي حتى مصاريف إنتاجه من طرف الفلاح وأسرته.. ويبدو أن الوزير المسيس حتى النخاع لا يقدر ذلك، ويهمه فقط الظهور الإعلامي لخرجاته..  

الأحد، 10 مارس 2013

جمعية العقد العالمي للماء تصدر بيانا إثر انسحاب "فيوليا" من المغرب


 جمعية العقد العالمي للماء تصدر بيانا إثر انسحاب "فيوليا" من المغرب

استمرار اللجوء إلى سياسة التدبير المفوض ضرب لحقوق المغاربة


إثر قرار شركة فيوليا الانسحاب من المغرب ومغادرة فروعها لتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير الذي تشرف عليه ببعض المدن، "جميعة العقد العالمي للماءACME-Maroc "  المهتمة بالبيئة والماء تدعو إلى تقييم موضوعي لسياسة ّالتدبير المفوض"، وتعتبر المؤسسات العمومية والجماعات المحلية هي الكفيلة بتلك المهام، وأهم ما جاء في البيان:   

تعتزم شركة "فيوليا" الانسحاب من المغرب نهائيا، وهي الشركة التي كانت مستفيدة من صفقات التدبير المفوض لعدة قطاعات في عدد من المدن المغربية وعلى رأسها الماء والتطهير، النقل، والنفايات؛ بطريقة فيها العديد من الاختلالات التي لطالما نبهنا إليها كجمعية سواء عبر بياناتنا ومواقفنا المعبر عنها من طرف مسؤولينا، أو عبر مختلف الأنشطة التي نظمناها كالندوات العمومية والصحفية وغيرهما. وتزامنا مع هذا يصرح وزير الداخلية أمام لجنة الداخلية بمجلس النواب بأن الوقت ليس وقت الرجوع للتدبير العمومي المباشر لهذه القطاعات، ولكن المطلوب فقط هو مراجعة عقد التفويض حسب النظام الجديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما صرح بأن وقف العمل بالتدبير المفوض سيكون خطأ وأنه على العكس من ذلك يجب الحفاظ على ما أسماه انخراطا للقطاع الخاص في هذه المجالات!
إننا في جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب "أكمي-المغرب" ، وعكس ما ذهب إليه وزير الداخلية، نعتبر أن انسحاب شركة فيوليا من المغرب بعد فشلها الذريع على كل الأصعدة، وبعد النقائص التي شابت عملها على غرار باقي الشركات المستفيدة من صفقات التدبير المفوض في المغرب؛ هو فرصة للقيام بتقييم موضوعي لهذه التجربة بالنظر إلى مدى تحقق الأهداف المعلنة لهذا النوع من التدبير بالفعل على أرض الواقع، وخاصة مدى إسهام الشركات المستفيدة منه في تخفيض الضغط المالي على الدولة والجماعات الترابية، ومدى وفاء هذه الشركات (الأجنبية خاصة) بوعودها فيما يخص نقل الخبرات العلمية والتقنية إلى الفاعلين الوطنيين، وأخيرا هل كانت الخدمة المقدمة في مستوى انتظارات السكان وملبية لحاجياتهم وبتكلفة أقل أم أن الأمر كان عكس ذلك تماما؟
كما نعتبر هذا الانسحاب فرصة لمراجعة شاملة لهذه السياسة في أفق العودة بهذه القطاعات الحيوية إلى حظيرة التدبير العمومي عبر المؤسسات العمومية والجماعات الترابية، التي تعتبر تلك المهام من صلب مهامها ومن أسباب وجودها، كما أن إصرار السيد وزير الداخلية على الاحتفاظ بالتدبير المفوض -مهما كان- يعتبر تناقضا مع الفصل 31 من الدستور المغربي الذي يجعل حقوقا أساسية مثل الوصول إلى الماء، و العيش في بيئة سليمة، والتنمية المستدامة، من مسؤوليات الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية.

وعليه فإن جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب تجدد نداءها بجعل مصلحة المواطن فوق كل اعتبار بدل الإصرار على خدمة مصالح شركات خاصة بينت التجربة أنها، وبطبيعتها الساعية وراء الربح، غير قادرة على تلبية حاجيات السكان في قطاعات تمس معيشهم اليومي.

الثلاثاء، 5 مارس 2013

المعلم حمار الطاحونة كما يراد له!


المعلم حمار الطاحونة كما يراد له!
 
مصطفى لمودن
بحكم مهنة التدريس التي أزاولها منذ زمن بعيد، وبفعل التعاطي النقدي مع موضوع التربية والتعليم، ومع كل الكتابات التي ساهمت بها في الموضوع، تراكمت المعطيات وظهر أن الكثير من الإشكالات التي تعترض التعليم طابعها بشري وأساسا مفتعل أو ناتج عن سوء تدبير وتقدير، فكيف ذلك؟ وما دور المدرس فيما يسمى "الفشل" الوطني في المنظومة التربوية الذي يكاد يتفق عليه الجميع؟
  بداية لا بد من التعريف ب"حمار الطاحونة"، إنه "بطل مغوار"، مسؤول بعضلاته على طحن الزيتون أو استخراج الماء من عمق بئر أو نهر.. على الحمار أن يدور لتدور طاحونة حجرية تعصر الزيتون، أو لتدور "ناعورة" خشبية تغرف الماء وتفرغه في ساقية معلقة توصل الماء إلى الحقول.. كل ذلك يتم بدوران الحمار، وإذا توقف يقف كل شيء.. لكن في نفس القوت ليس من الضروري أن يظل "مراقب" بجانب الحمار يستحثه على الدوران، لهذا يلجؤون إلى حيلة تجعل الحمار يدور حتى ولو لم يبق زيتون في الطاحونة أو ماء في البئر، يكفي أن يضعوا غشاء على عينيه حتى لا يرى ما يدور حوله، ويأمرونه بالحركة مع ضربات متتالية، ثم يعقبها صمت، وضربات أخرى.. وهكذا يبقى الحمار يدور حتى ولو بقي وحده..
  ونقصد بالمعلم (ة) المدرس المشتغل بالتعليم الابتدائي ـ مثلي تماما ـ ، كثيرون لا يعرفون ما يجري بالتعليم الابتدائي، قد يقرؤون هنا وهناك أو يسمعون عن "أزمة التعليم"، وقد يجدون من يتحدث عن البيداغوجيات وعن الكتاب المدرسي وعن الإضرابات.. الخ. وقليلا ما يكون المعلم (ة) هو  صاحب الكلمة أو القلم في هذا الخضم المتلاطم.. وإن تحدث فسيطلعون على حقائق يجهلها الكثيرون على واقع التعليم الابتدائي، حيث المشاكل تتراكم يوما بعد آخر، ويكون الضحية هم التلاميذ والمستقبل..  فما علاقة المعلم بذلك؟
 إن المعلم هو المنفذ لكل الإجراءات التي تهم التعليم، وحده من يبقى مع التلاميذ مباشرة وطيلة الوقت لينقل لهم المعارف والمهارات والقيم المنتظرة..  لكن لماذا هناك إشارة إلى تشبيه المعلم ب"حمار الطاحونة"؟
 هناك من يريد أن يتعامل مع المعلم ك"حمار الطاحونة" المشار إليه أعلاه، يريده أن يظل يدور ولو على الفراغ دون أن يكون لذلك أية فائدة على التدريس، مادام الآخرون يتنصلون من مهامهم، في التكوين ومد المدرسة/ المعلم بالوسائل التعليمية وتوفير الظروف المناسبة والفضاءات الصالحة للتدريس.. بل أكثر من ذلك وهو إغراقه في أشغال كثيرة مرهقة له وللتلاميذ، ويستحيل أن يتم تدريس كل المواد الدراسية المقررة وفق استعمال الزمن الموجود، فكيف ذلك؟
  لنعطي مثلا بمعلم المستويات الرابعة والخامسة والسادسة لأنها متقاربة..
  دون الحديث عما ينتظر معلم المستوى الأول والثاني، فذلك تعب آخر ومجال مختلف يمكن الحديث عنه لاحقا.. أما المستوى الثالث فهو حلقة وسيطة لها معطياتها الخاصة لكنها لا تخرج كثيرا عن السياق التعليمي بالابتدائي عموما.
  ولنترك الحديث عن ظروف معلم الفرنسية لذوي التخصص، فهم القادرون على تشريح الوضع.
   حتى نتملس الطريق لنتطلع على المواد التي يدرسها المعلم في المستويات التي أشرت إليها (4←6)، فمطلوب من معلم اللغة العربية أن يدرس القرآن والعقيدة والعبادات والآداب الإسلامية والحديث النبوي، هذا في مجال التربية الإسلامية. وفي وحدة اللغة، عليه تدريس القراءة بأشكالها المختلفة وهي الوظيفية والمسترسلة والشعرية والسماعية، ثم التراكيب، والصرف والتحويل، والإنشاء، والإملاء.. (والأساليب).. وفي دروس التفتح عليه تعليم التلاميذ النشاط العلمي والتربية التشكيلية، ومع الاجتماعيات عليه التطرق إلى التاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة، ولا نسى في الأخير التربية البدنية.. هذا كله بشكل مزدوج، أي كل حصة مضروبة في اثنين، فإما أن يرافق المعلم فصلين من مستوى واحد إذا كانت المؤسسة كبيرة وبها تلاميذ كثر، وهو نادر جدا.. أو أن يتناوب على مستويين متتاليين مثل الخامس والسادس، علما أن المحتوى يختلف من مستوى إلى آخر في نفس المواد المدرسة.
  كل هذه الدروس توزع على مدى أسبوع، وبعضها يقدم بشكل تناوبي على فترات ليست متباعدة كثيرا كحال القراءة السماعية.. لكن ما المشكل في كل هذا؟
  ما سأتطرق إليه الآن هو ما لا يعرفه الكثيرون وما  يفضل آخرون تجاهله في إطار "كم حاجة قضيناها بتركها"؛ إنه عامل الزمن، تخصص لكل مادة ثلاثين دقيقة كمعدل أو خمسة وأربعين دقيقة في حدها الأقصى، وبنية أغلب المواد أثناء حصة الدرس تشمل التمهيد والعرض ودراسة الظواهر والخروج بالقواعد وإجراء تقويمات شفوية ثم كتابية على الدفاتر وبعد ذلك تصحيحها جماعيا وفرديا.. هذا بالنسبة لدروس اللغة مثلا.. ولكل مادة مراحل يجب إنجازها تنتهي بكتابة ملخص كما هو الحال مع الاجتماعيات.. الخ.. ما يعني أن الوقت لا يكفي لكل المواد المقررة في نفس اليوم، إذا أراد المعلم تقديمها وفق "المنهجية" المقترحة (المفروضة)، فكيف "يحل الإشكال"؟
  الجميع من المسؤولين عن "التربية الوطنية" يعرفون ذلك، ولا أحد يريد إثارته والحديث عن عواقبه، ويتضح أن واضعي المقررات والبرامج فئات متنافرة لا تنسيق بينهم ولا بعد نظر ولا إلماما بما يحدث في حجرة الدرس..
على المعلم أن يترك "أثرا" عما قدمه من دروس، ويكون هذا "الأثر/ الدليل"، هو التمارين أو الملخصات أو ما أنجزه التلاميذ.. وهنا كل يتدبر أمره بطريقته.. وعلى المغاربة أن يتخيلوا ما يقع.. والنتيجة هي هذا المستوى المتدني في التحصيل الدراسي، ومظاهره مختلفة منه عدم تمكن فئة عريضة من التلاميذ من كفايات لغوية نطقا وكتابة..
   المشكل الآخر الذي يجب ألا  نمر عليه، وهو ما يرهق المعلم ويدفعه إلى حافة الجنون، هو أنه مطالب بإعادة استنساخ محتويات تلك القوائم الطويلة والصفحات التي لا تنتهي من "المراجع المقررة"، وقد أشرنا إليها أعلاه، أي كل تلك المواد، فتجار "الكتب المدرسية"، قد تعمدوا تطويلها، وتحميلها كل ملاحظاتهم الكبيرة  منها والصغيرة، وتوجيهاتهم التي يحشونها بين ثنايا كل درس يقدمونه بل ويظلون يكررونها.. والأغرب أن يـطالب بعض المفتشين بتوفر المعلم لما يسمى جذاذات الدروس بخط يده، أي ما يستنسخ من تلك المراجع.. وهو ما يتطلب الساعات الطوال وأكواما من الأوراق..  وأحيانا يقول مفتش للمعلم علي أن أجد عندك في كل زيارة جميع الجذاذات من تاريخ زيارتي هاته..
 بالإضافة إلى كل ما سردنا، فالمعلم مطالب بإعادة قراءة كل ما يكتبه التلاميذ من ملخصات وتمارين وإنشاء.. ليصححها حرفا حرفا وجملة جملة.. (زنكة، زنكة !)
 أليس هذا أكثر من "حمار الطاحونة" الذي يعصر الزيت؟ إنهم يريدون من المعلم أن يكون فعلا كذلك، لا يريدونه مبدعا مثقفا مساهما في حل معضلات التعليم من خارج مقترحاتهم البئيسة، يريدونه أسيرا لتوجهاتهم وأمراضهم وتسلطهم.. وهم غير قادرين على حل معضلات التعليم، من ذلك توفر المعلم المتخصص في وحدات دراسية معينة، توفير الوسائل التعليمية وتحسين فضاءات المدارس الابتدائية، إلغاء مطالبة المعلم باستنساخ الجذاذات، تبسيط المقررات واختصارها، وإجراء تقييم موضوعي لمستوى التلاميذ في بداية السنة الدراسية وفي نهايتها، ويسمح للمعلم بحرية التصرف وفق الطريقة التي يراها مناسبة للتلاميذ حسب شروط الزمان والمكان، وعلى ضوء ذلك ينال المدرس الاستحقاق الذي يناسبه..
 إن تعليمنا المغربي ينحو تجاه الفشل الدريع، بسبب تكالب عقليات انتهازية متسلطة لا تعرف شيء عن نماء المعارف والقدرات ولا تنمية الروح النقدية لدى أبناء المغرب ولا التعاون مع المعلم للنهوض الفعلي بالتعليم فعلا وحقيقة. 
-----------------
نشر في  موقع الحوار المتمدن 
نشر بموقع لكم