الجمعة، 9 يوليو 2010

ماذا دار بين إدريس الراضي وعبد اللطيف اليوسفي؟


ماذا دار بين إدريس الراضي وعبد اللطيف اليوسفي؟

 
جلس عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد إلى جانب إدريس الراضي رئيس المجلس الإقليمي لسيدي سليمان، ورئيس فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس المستشارين، وقيادي بارز في حزب الاتحاد الدستوري، أثناء الاحتفال الإقليمي الذي خصص بسيدي سليمان مساء الجمعة 9 يوليوز 2010 لتكريم التلميذات والتلاميذ المحققين لنتائج دراسية جيدة.. الأول مناضل ورجل تربية وهو عضو المجلس الأعلى للتعليم، تدرج في أسلاك الوظيفة العمومية وهو معروف بحزمه وجديته… الثاني من فلاح بسيط وسائق طاكسي، إلى أقوى محترف للسياسة بمنطقة الغرب، ومكون لأوسع شبكة من المستشارين، وقد استطاع أن يستقطب لديه حتى المنتمين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحسن القاسمي الذي هو عضو بهذا الحزب، وكان عضوا في مكتب المجلس البلدي في سيدي سليمان باسم نفس الحزب "اليساري"خلال الولاية السابقة التي انتهت في 6 يونيو 2009، ورغم أنه عضو كامل العضوية في حزب القوات الشعبية أصبح عضوا في مجلس المستشارين مع الاتحاد الدستوري منذ إجراء انتخابات غير مباشرة شارك فيها المستشارون قبل سنوات إلى الآن، وقد تستمر تسع سنوات إذا لم يسقط في المنعرج بحكم "القرعة"(أغرب أسلوب لإنهاء الولاية النيابية في العالم).. إنه مثل فقط مما يعتمل في مطبخ السياسة المغربي من ترحال حزبي، واستبدال الألوان كما تستبدل المعاطف، بالمناسبة فالاتحاد الدستوري الذي يتخذ الحصان رمزا انتخابيا له، ظهر في 1983 وأثناء ولادته حصل على أكبر نسبة في انتخابات تلك السنة، وتحمل أعضاء منه مسؤوليات حكومية عديدة كان أهمها الوزارة الأولى والعدل التي تسلمهما المعطي بوعبيد (فيما بعد تسلم العدل عبد الرحمان أمالو الذي سمح مرغما على التنكيل ببعض التجار). وقد ساهموا جميعا في سياسة"التقويم الهيكلي" التي أتت على الأخضر واليابس، وأدخلت فئات اجتماعية جديدة في دائرة الفقر، مما أدى فيما بعد إلى سياسة الخوصصة و"السكتة القلبية" المعلومة
كانت صحافة الاتحاد الاشتراكي تنعث هذا الحزب بأقدح الأوصاف كان أهمها "حزب الكوكوت مينوت" الذي دخل على عجل وحصد نتائج انتخابية "باهرة"، وهو "تقليد" مغربي صرف يكرر نفسه باستمرار في أغلب المناسبات الانتخابية. ورغم ذلك فهاهو الاتحاد الاشتراكي يستعير منتخبيه لهذا الحزب الذي طالما واجهه (إعلاميا على الأقل)، وقبل أيام أصدر الحزبان معا بيانا مشتركا بعد عقد اجتماع في المقر المركزي للاتحاد الاشتراكي بطلب من هذا الأخير.
حتى لا يتشعب بنا الحديث جانبا، كم كنت أتمنى أن أسمع ما دار في حديث مدير أكاديمية التربية والتكوين مع "أقوى" مستشار بربوع الغرب، وقد لاحظت في بعض الأحيان تحوله إلى حديث "قوي"، فلعله كان يدور حول قضايا تربوية بحكم المناسبة، والجميع يعلم مقدار "الجفاء" الموجود بأغلب الجماعات الحضرية والقروية بالجهة تجاه المؤسسات التعليمية، بل هناك من يعتقد من أساتذة وعامة المواطنين أن بعض المستشارين يتمنون أن تغلق المدارس وتنتشر الأمية! فكيف نفسر الغياب الشبه التام للمستشارين أثناء انعقاد "مجالس التدبير" في كل مؤسسة التعليمية؟ رغم أنهم أعضاء يحق لهم أن يساهموا في اتخاذ القرار، ورغم توصلهم بالدعوات من رؤساء المؤسسات التعليمية فهم يفضلون المقعد الفارغ، وأغلب الجماعات لا تعير المؤسسات التعليمية المتواجدة على ترابها  وقضايا التربية أي اهتمام، وما جرت به العادة لدى هؤلاء هو تلبية "الأوامر" التي تأتيهم من سلطة الوصاية على أن يبادروا ويبدعوا، فيمكن لعامل أي إقليم مثلا أن "يقترح" تكفل الجماعات بشيء ما فيكون الرد في حينه، وبهذه الطريقة تساهم بعض الجماعات ببناء سور أو جزء منه أو وضع مراحيض أو غير ذلك، مما هو أقل دلالة وذا طبيعة رمزية.  
كنا نتمنى نقل ذلك (الحوار أو جزء منه)للقراء، خاصة إذا كان يهم التربية والتعليم، ونبسط أمامهم أوجه الاختلاف والمآخذات بين الطرفين، لعل الجليد يذوب وتنبسط طرق التفاهم لما يخدم الناشئة والمستقبل.
ــــــــــــ
إشارة: نعتذر عن ضعف جودة الصورة، ونخبر أننا سننشر تقريرا مفصلا عن الحفل