‏إظهار الرسائل ذات التسميات إشارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إشارة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 20 فبراير 2012

جماعات محلية بسيارات 4*4!


 جماعات محلية بسيارات 4*4!

في بلد مازال فيه الفقر والحاجة وضعف البنية التحتية والتجهيزية تقتني جماعات "منتخبة" سيارات ضخمة وغالية الثمن من ذوات الدفع الرباعي، وطبعا ذلك بمباركة سلطة الوصاية، أي وزارة الداخلية وممثليها في الجهات والأقاليم.. وطبعا تكون الخدمات متبادلة، هناك سيارات تقتنى للقياد والباشوات ورؤساء الدوائر.. من مالية الجماعة، وفي الغالب يأخذ هؤلاء ما شاؤوا من بنزين.. يحدث هذا حتى لو لم تكنالجماعة القروية أو الحضرية تتوفر حتى على سيارة إسعاف أو ثانية احتياط.. حتى لو لم تكن تتوفر على مدارس وممرات معبدة، حتى لا نتحدث عن بقية الفضاءات من ملاعب ودور الثقافة وإيقامات خاصة بالتلاميذ..الخ.. في سيدي سليمان اقتنى المجلس الحضري عشر سيارات للاستعمال الخفيف (وقيل في حديث آخر سبعا).. وعند مرورك بالشارع لابد أن تصادف واحدة أو أكثر تسير أو متوقفة في مكان ما! وهي تحمل في لوحتها حرف ج الأحمر أو الأسود (الأمر سيان).. لا نعرف بماذا يشعر الكثير من المنتخبين وغالبية أعوان السلطة "الكبار" وهم يركبون سيارات فاخرة في مدن وقرى متخلفة، في بلد تنخره البطالة وشبابه معطل منه من يحرق نفسه احتجاجا؟ ألا تكفيكم سيارات اقتصادية؟إن ركوبكم لها وأنتم تستعملونها للحاجة وخدمة المواطنين سيجعلكم "ترتقون" في عيون الناس الذين يرونكم يوميا وهم متأسفين على واقع بئيس، ومنهم من لن يكتفي مستقبلا بالأسف والحسرة، وهو ما لا نتمناه ولا ندعو إليه.. لقد غضب بعض شباب تازة لما مر وسطهم عامل الإقليم بسيارته الفاخرة لأداء صلاة الجمعة دون أن يسمع لهم أو يراعي أوضاعهم ويركب سيارة بسيطة للحاجة الملحة. وإذا كانت وزارة الداخلية تريد "تكريم" أطرها ولا يهمها حال الشعب فلتقتني لهم سيارات فاخرة من ميزانيتها.
 (الصورة لسيارة تابعة لإحدى الجماعات، أخفينا الرقم، لأن ما يهم هي الظاهرة والعبث)

الثلاثاء، 11 يناير 2011

احتفاء المؤسسات التعليمية بذكرى 11 يناير ترسيخ قيم النضال من أجل المواطنة


احتفاء المؤسسات التعليمية بذكرى 11 يناير
ترسيخ قيم النضال من أجل المواطنة
دعت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي  جميع المؤسسات التعليمية بالمغرب إلى الاحتفاء على صعيد كل مؤسسة بذكرى تقديم وثيقة 11 يناير للمطالبة بالاستقلال وذلك يوم الأربعاء 12 يناير، عبر مذكرة (رقم 1) صادرة عن نفس الوزارة بتاريخ 3 يناير 2011، ورغم ذلك تأخر وصولها إلى المؤسسات التعليمية… ومن المعلوم أن "الحركة الوطنية" تقدمت للإقامة العامة الفرنسية بمطلب الاستقلال، بعدما كانت قد وضعت تحت اسم "كتلة العمل الوطني" لدى الإقامة الفرنسية مطالب إصلاحية فقط سنة1936، اعتبرها المقيم العام آنذاك الجنرال نوكيس بمتابة أطروحة جامعية استهزاء منه  بذلك… أعدت وثيقة الاستقلال في سرية تامة ووقعت من طرف بعض النخب من مدن مغربية ضمنهم امرأة واحدة هي مليكة الفاسي.. وإذا كانت قد نصت وثيقة المطالبة بالاستقلال على ضرورة استقلال المغرب ومغادرة فرنسا له، اعتمادا على ما نصت عليه وثيقة الحماية الموقعة في 1912 بفاس، حيث بررت فرنسا احتلالها للمغرب بتحديث إدارته… لكن وثيقة المطالبة بالاستقلال بقيت ناقصة فيما يخص طريقة أسلوب الحكم بالمغرب، رغم تنصيصها على "الشورى"، وهو ما يمثل إغفالا لاستحضار الديمقراطية، ومستوى وعي نخبة تلك المرحلة التي كانت "سلفية" في أغلبت اتجاتها، وقد كان الهدف الأساسي بالنسبة لهم هو "الاستقلال".. غير أن هذا الاستقلال لم يأت نتيجة رفع مطالب والاكتفاء بذلك، بل تطلب تضحيات جسام، ومقاومة عرفت شدة في غالب الأوقات، انطلقت حسب أغلب القراءات سنة 1953 (هناك من يعتبر أن المقاومة بقيت مستمرة منذ الحماية، وتوقفها سنة 1933 بجنوب الأطلس الصغير، لم يكن إلا لجمع الأنفاس وتغيير الخطط)..
 على الأجيال الحاضرة الآن أن تتمم المشوار من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية والحداثة، واعتماد الانتخابات الحرة والنزيهة لتسيير دفة التدبير في المغرب.. ونتمنى ألا يكون الاحتفال بهذه المناسبة مجرد وقفة للنظر في التاريخ، أو جعل الأمر مجرد حفل فلكلوري، بل يجب التعريف بالتضحيات التي خيضت من أجل الاستقلال بعدما كانت فرنسا تهدف إلى توطين مواطنيها في المغرب بشكل دائم، ولا أدل على ذلك من استحواذهم على خيرات البلاد الاقتصادية أثناء فترة الاستعمار..
من المنتظر أن يحمل الأطفال الأعلام الوطنية في المدارس، ويؤدون النشيد الوطني جماعيا، لكن من المفروض على الوزارة أن توفر ـ على الأقل ـ مطويات تحكي عن الذكرى ومدلولاتها، تعد من طرف مؤرخين وتربويين، وتكون على شكل مقبول، بحيث لا يكتفي كل طفل بقراءتها فقط، بل سيحملها إلى منزل أسرته ليطلع عليها آخرون… فهل تقدر الوزارة على هذا "التحدي" البسيط؟  
 
نص وثيقة "المطالبة بالاستقلال" من الأفضل قراءتها انطلاقا من زمنها

السبت، 8 يناير 2011

لاعبو فريق الفتح الرباطي لم يتوصلوا بمستحقاتهم


لاعبو فريق الفتح الرباطي لم يتوصلوا بمستحقاتهم
أرجع مدرب الفتح الرباطي حسين عموتة سبب تراخي فريقه وتحقيقه لنتائج سلبية مؤخرا في البطولة إلى الإحباط الذي يشعر به اللاعبون بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم التي وعدوا بها قبل الفوز بكأس العرش و كأس الاتحاد الإفريقي… لقد قام اللاعبون والمدرب بواجباتهم، لكن تماطل المسيرين أحدث مشكلة، وهنا نتذكر رئيس الفريق ورئيس جامعة الكرة علي الفاسي الفهري عندما نزل من الطائرة العائدة من تونس وهو يعبر عن انشراحه أمام عدسات الكاميرة، وهو يوحي بأنه كان وراء نجاحات الفريق، لكنه لم يتحدث عن فراغ خزائن الفريق، وبأنهم يدبرون اليوم في نفس اليوم بدون أي مخطط أو أفق واضح، بالمناسبة نقترح على هذا الرئيس وعلى من يقف وراءه أن يضيف مكسا (ضريبة) حسب الطريقة القديمة على فاتورات الماء والكهرباء في المغرب كي يجمع للفريق ما يحتاجه، ومن يمنعه وهو في نفس الوقت الشاف الكبير للماء والكهرباء في المغرب ومقرب من الوزير الأول؟ يكفي بعض المسؤولين استغلال بعض لحظات النجاح التي ينجزها أبناء المغرب بعرقهم وجهدهم وبعد ذلك تظهر حسابات متنوعه آخرى، نخشى أن يتملص الرئيس من أداء مستحقات لاعبين كانوا في مستوى الانتظارات، ويستحقون التنويه وجزالة العطاء. 
وعلاقة بموضوع الرياضة وإهدار المال العام ذكرت بعض المصادر أن نفقات افتتاح ملعب مراكش يوم الأربعاء 5 يناير 2011 كلف مليار سنتيم، نفقات جلب فريقين من فرنسا (فرنسا فقط) وإطلاق الشهب وواجبات المغنيين وبقية التفاصيل لا تعرف طبعا.

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

في نقاش وضعية الاتحاد الاشتراكي وعلاقته مع أحزاب اليسار


في نقاش وضعية الاتحاد الاشتراكي وعلاقته مع أحزاب اليسار


مصطفى لمودن
نص هذه القراءة المتواضعة جاء نتيجة التفاعلات والردود التي حصلت بعد نشرنا على صفحتنا بالفايسبوك لخبر الظهور "المتجدد" والمتكرر لإدريس لشكر عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في التلفزة المغربية حسب إعلان نشرته القناة الثانية، وقد تطرق صديق نحترمه(*) للموضوع من وجه نظره المنافحة عن كل عمل مشترك يشمل كافة "العائلة الاتحادية" كما سماها، وهو (الصديق) ينطلق من نية صادقة يؤكدها منطق الحساب والقوة الكامنة.. التي يمكن أن تتحول إلى قوة فاعلة، بالنسبة لي شخصيا رغم أنني غير منتم إلى الاتحاد الاشتراكي. فأعرف عنه الكثير وأتتبع كل صغيرة وكبيرة تقع فيه ولديه.. ولولا بيروقراطية بعض أعضائه في مدينة منشئي لكنت اتحاديا من أول دخولي ميدان التحزب (حتى لا أقول السياسة).. غير أن مطالعاتي المستمرة لجريدة أنوال بمخارجها المختلفة(السياسي ـ الثقافي ـ الاقتصادي) وبفعل علاقات صداقة ولجت دون تردد منظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1992(1)، أقول هذا لأؤكد على منحى التوافق والعمل خلال تكثل معين قد يسوقه المستقبل مع الاكراهات التي تنتظر الجميع، ولن يتحقق أي نفع أو تغيير بدون حشد قوى ضاغطة، هذا قانون السياسة.. لكن لنكن واقعيين، لقد بنيت جدران عالية بين الذوات الفاعلة في أغلب التنظيمات (أقول الأشخاص)، وبالتالي أصبح صعبا ردم الهوة. كما أن قيادة الاتحاد الاشتراكي الآن غامضة، وغير معروف توجهها بالضبط، فهي مع الكتلة التي ضاقت بثلاث تنظيمات فقط، وهي مع "التحالف الحكومي" الهجين، وهي ترفع شعارات طنانة كما وقع أثناء آخر مؤتمر للحزب ينحو نحو المطالبة بالتغيير الدستوري، وقيل أن نفس القيادة أعدت مذكرة في الموضوع رفعتها إلى الملك، ولا تفاصيل عن ذلك. ورأينا كيف أن نفس القيادة تفاوض أو تضغط أو تجعل ذوي الأمر يلتفتون لها، فيحصل هذا على منصب وذاك على كرسي.. حتى ضد منطق الأشياء ورغبة القواعد، فهذا فتح الله ولعلو عمدة /رهينة/ على الرباط وحزبه يتوفر على 6 منتخبين فقط، وهذا لشكر "ناضل" بأسلوبه الخاص عبر الابتزاز المبطن حتى حصل على "وزير" يتشرف بحضور الاجتماعات ويتكلف ببريد البرلمان. وهذا عبد الواحد الراضي لا أحد يعرف بالضبط ما فعله في وزارة العدل (إن كان قد فعل شيئا) وهو قد دخل بنية الإصلاح، وأعطيت له الأوامر من اجل ذلك، وهو نفسه وعد قبل المؤتمر بالتفرغ للحزب، لكن انقلب 180 درجة، دون أن يكلف نفسه إقناع أعضاء حزبه فبالأحرى بقية المواطنين، وهذا اليازغي يحمل حقيبة دون مسؤوليات، فيظهر أمام المواطنين كمستهلك للمالية العمومية دون عائد، وربما ينال أجرا مقابل سكوته وخراجته غير المحسوبة كما وقع مع سلفه الوزير بدون حقيبة في الحكومة السابقة وأقصد به عباس الفاسي، عندما لم يتوقف عن انتقاد حكومة التناوب رغم مشاركة حزبه فيها.. باختصار قيادة الاتحاد في هذه الفترة دخلت آخر مرحلة في استخلاص "عائد النضال" عبر عقود مضت، ولا أمل في تغيير توجهاتها.. يمكن أن نراهن على المناضلين المحتلين للصف الثاني كحميد باجو وعلي بوعبيد وآخرين. فهؤلاء قد يكون لهم تصور آخر يقوم على أساس التحالف مع قوى اليسار، لكن إذا تخلى "الكبار" عن مسؤوليتهم الحزبية، وهو حدث قادم لا محالة بفعل عامل بيولوجي، وإذا انسلخ الحزب عن جانبه الذي احتله "الأعيان" ذوي المصالح الضيقة، كما وقع في السنوات الأخيرة عندما سطع نجمهم( الأعيان) الانتخابي وأصبحوا ملاذا لكل راغب في مقاعد إضافية.. فهل سيكون الجيل القادم من المسؤولين الاتحاديين في مستوى التقاط الإشارة التي تهدف إلى ما فيه مصلحة الوطن والشعب المغربي قبل المصالح الضيقة لبعض القياديين؟
وكذلك يجب ألا نغفل إطلاقا عن الانغلاق الذي تعيشه التنظيمات التي يمكن تجاوزا إدخالها ضمن طائفة "الحركة الاتحادية"، وهي لم تغير من أسلوب عملها، وارتكنت إلى نعث "النضالية" التي تطلقه على نفسها دون عمل واضح وله عائد تنظيمي وانتخابي وإشعاعي. وأصبح مفروض عليها إبداع أساليب متجددة من أجل الانخراط في واجهات نضالية بنفس مختلف.  
ونضيف تساؤلا أعمق، وهو هل أصبحت تحركات بقية أحزاب اليسار مرهونة للتجاوب الإيجابي للأخ الأكبر الاتحاد الاشتراكي؟ أم أن بقية أطياف أحزاب اليسار يمكن أن تشكل بدورها قوة تساهم بفعالية في المشهد الحزبي والسياسي في المغرب؟
ــــــــــــــ
(*) الأستاذ أحمد نشاطي رئيس تحرير جريدة "الصحراء المغربية" و"المشهد" و"نسمة"
(1) منظمة العمل الديمقراطي الشعبي اندمجت مع أربعة تنظيمات سنة 2002 لتكون "اليسار الموحد"، ثم مع الوفاء للديمقراطية"(ذات الأصول الاتحادية) سنة 2005 ليتشكل "الحزب الاشتراكي الموحد"

السبت، 27 نوفمبر 2010

مناضلو آخر ساعة… التوقف عن العمل في المقاولات الإسبانية قرار غير صائب


مناضلو آخر ساعة…
 التوقف عن العمل في المقاولات الإسبانية قرار غير صائب 
مصطفى لمودن
من أغرب القرارات التي سمعت إعلان نقابتين اتفقتا (على عجل) عن إضراب في المقاولات الإسبانية العاملة في المغرب يوم الاثنين المقبل، وقد ظهر نوبير الأموي في أخبار التلفزة وهو يتلعثم ويبحث عن المفردات المناسبة ليعلن عن "الفتح العظيم" الذي خرجت به نقابته، وقد وقف وراءه وفي نفس إطار الصورة زعيم آخر من زعماء آخر ساعة وهو يفصح عن "ابتسامة" بلهاء ويرتدي ملابس تقتضيها "الاجتماعات العمالية"، تجعله يبدو من عداد البروليتاريا، إنه حميد شباط (عنترة فاس)، والزعيمان معا خرجا ليدعوان العمال والمستخدمين إلى التوقف عن العمل في مقاولات الإسبان، كأنها (المقاولات)جميعها تحرض البوليزاريو وتمده بالمال والعتاد !!!
هل كل هذه المقاولات التي اختارت الاستثمار في المغرب مع "الحزب الشعبي الإسباني" الذي يسيء للمغرب باستمرار؟هل الإضراب بمثابة دعوة كي تغادر هذه المقاولات المغرب في وقت تمتد ألف يد لهذه المقاولات (لم أستعمل فعل تمد) قصد استقطابها، خاصة من طرف الجيران في شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، كيف ستضع النقابتان العمال والمستخدمين في موقف بين حدين؛ إما أن يكونوا مع القضية الوطنية ويضربوا عن العمل،  أو ضدها عند عدم الاستجابة للدعوة "الحازمة" من النقابتين لسبب من الأسباب، وحينها لا يمكن للجميع أن يصدق أنهم ضد الوحدة الوطنية لأنهم لم يضربوا..
 أخطاء السياسيين تعالج بطرق أخرى، منها الدبلوماسية وتوازن القوة والمصالح والضغوطات المختلفة، والعلاقات… لم أصدق أن "الزعيم الأول" لحزب "يميني" كالحركة الشعبية (امحند العنصر)ظهر في التلفزيون وهو يكاد يسب "الحزب الشعبي" الإسباني عوض أن يطير عندهم ويناقشهم ويقنعهم بلباقة السياسي "المحنك" الذي يوضح مكن مصالح الآخرين… وقبل ذلك أن تكون له ولبقية الأحزاب المماثلة (إن كانت هي أحزاب فعلية) كالاستقلال والأحرار و.. لربط علاقات مع أول حزب يميني في إسبانيا منذ زمن بعيد، من يمنعهم من ذلك؟ وقد تكونت "أممية يمينية" منذ عهد الداهية ماركريت تاتشر رئيسة وزراء انجلترا سابقا لفترة طويلة، وقد سعت لسرقة الأضواء من "أممية" أخرى تنعث بالاشتراكية، عبر تأسيس "أممية حزبية" نقيضة، لا تتورع أحزاب محددة في إعلان "شرف" الانتماء إليها، لكن دون عائد أو طائل… أغلب هذه الأحزاب اليمينية عندنا في المغرب لا تعرف غير مباركة السلطة واللهاث وراءها، ومباركة كل قراراتها وخرجاتها، ألم يصرح زعيم "أول حزب يميني" بشهادة انتخابات 2007 والوزير الأول الحالي عباس الفاسي أنه يطبق خيارات الملك؟ رغم أن حزبه قاد حملة انتخابية "ببرنامجه" الخاص، أغلب هذه الأحزاب تعيش وتقتات على ما تقرره الدولة سواء في عدد المقاعد المحصل عليها بعد كل انتخابات أو في اتخاذ حتى بعض القرارات الداخلية كتعيين "زعيم"لها، أو استدماجها ودمجها بالقوة أو باللين، أو تنزيل وزراء باسمها في الحكومات… ولعل مثل هذه السلوكات ما يسيء للمغرب ولمصداقية مؤسساته المنتخبة، وما يجعل الكثير من المواطنين يهجرون الانتخابات ويعتبر بعضهم كل الأحزاب متشابهة، لها نفس الملمح ونفس التوجه ونفس الخطاب… مادامت نفس الصورة ونفس الأشخاص ونفس المشاهد البئيسة يحرص التلفزيون المغربي على عرضها وتكرارها، ولنا في برنامج مصطفى العلوي "حوار" خير شاهد، دون تنويع الحوارات، وإتاحة الفرصة لكل الأصوات… والمثير هو عندما تتقمص بعض النقابات نفس الموقف، وتغدو بدون قرار "سيادي" ينبعث من قواعدها، وتتخذ "مبادرات" ضرها أكثر من نفعها كما فعل "الزعيم الخالد" نوبير الأموي" وزميله "الساقط من السماء" على نقابة أخرى حميد شباط.. ليدعوان إلى توقف العمل في مقاولات بعينها، ذنبها الوحيد أنها قررت اللجوء إلى المغرب.
نذكر هذا ونحن نتأسف على الوضع السياسي والنقابي في المغرب، وكيف يعيش البعض بدون مصداقية حقيقية وبدون امتداد شعبي، لكنه دائما يستغل أدنى فرصة للتقرب إلى السلطة لأنها حسب وجهة نظره أحسن وسيلة لضمان استمرار المصالح والمنافع.
 نستعرض هذا الأمر مضطرين، ومنبهين للفراغ الكبير الذي يحدث في مجال تأطير المواطنين، فلن تنجح السلطة دائما في هذا الجانب، ونفس الشيء يحصل كذلك مع الأحزاب والنقابات التابعة… ودليلنا على ذلك النسبة المتدنية التي عرفتها المشاركة في الانتخابات الأخيرة رغم مختلف الدعوات.
 نؤكد من جهة أخرى أن قضيتنا مقدسة ولا تقبل المزايدات ولا الاستغلال السياسوي، بل تكثيف كل الجهود الخيرة من أجل الدفاع عن الوطن ومصالحه العليا.

الخميس، 16 سبتمبر 2010

التضليل الإعلامي في التلفزة المغربية


 التضليل الإعلامي في التلفزة المغربية

حدث فعلا تضليل، جاء ذلك في النشرة المسائية للقناة الأولى ليلة الأربعاء 15 شتنبر، حيث قدمت خبر فوز سباحة مغربية بالميدالية الذهبية(نبارك لها ونعتز بها)، وذكرت المذيعة أن هذه هي الثالثة بعد فضية ونحاسية(!!! ) ، ثلاث لا غير  رغم مرور ثلاث أيام على بداية البطولة التي قبل المغرب رعايتها بعدما تخلت دولة أخرى عن ذلك في آخر لحظة، بينما لم تشر القناة إلى أن جنوب إفريقيا حصدت العشرات من الميداليات من الأصناف الثلاثة، وكذلك دول أخرى منها جيراننا طبعا، فلمَ هذا التعتيم رغم أن البطولة 10 هاته تجرى في الدار البيضاء؟ ولم تستطع القناة (صاحبة الجبهة العريضة في التعتيم طبعا)إخفاء خبر تحطيم رقم قياسي عالمي أدرجته على استحياء في آخر الموضوع لسباحة من جنوب إفريقيا، إنها لم ترد أن يعرف الناس هذه الحقيقة المفجعة، حقيقة تخلفنا الرياضي، وهكذا تضلل "قناة الشعب" المواطنين عوض قول حقيقة تدهورنا في كل المجالات، بما في ذلك الرياضة عموما والسباحة خاصة، رغم توفرنا على شاطئين طويلين، وأنهار كبيرة تجري طول السنة، وسواقي وضايات وكلتات.. يظل الأطفال والشباب يسبحون فيها دون تأطير.. وهل الوزير الذي جاء ليبيع عقارات الوزارة قادر على توفير البنية والتأطير رغم قوله إنه يعمل ب"عقلية أمريكية"؟  وهاهي قناة البريهي تساهم في التغطية عن الفشل الذريع في "النهوض" بالرياضة كما تقول الحكومة، وهي ترى الذهب يطير من أمام أعينها، ليتقلده شباب دول إفريقية استطاعت  أن تعتني فعلا (لا قولا) بأبنائها، إنها مجرد رياضة تجعلك تقبل بالانتصار وبالهزيمة، لكنها عنوان لوضع عام، وتغطية القناة المذكورة بهذا الشكل يظهر بوضوح أمام العام والخاص هذا الضعف المزدوج، ضعف إعلامي، تساهم فيه القناة الممولة من طرف الشعب بهذه "التغطية" الفضيحة، وضعف رياضي تؤكده النتائج المحصلة لحد الآن، وليس في السباحة فقط… هذا منتهى الإهمال وفساد خيرات متبعة.  
ــــــــــــ

الجمعة، 9 يوليو 2010

ماذا دار بين إدريس الراضي وعبد اللطيف اليوسفي؟


ماذا دار بين إدريس الراضي وعبد اللطيف اليوسفي؟

 
جلس عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد إلى جانب إدريس الراضي رئيس المجلس الإقليمي لسيدي سليمان، ورئيس فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس المستشارين، وقيادي بارز في حزب الاتحاد الدستوري، أثناء الاحتفال الإقليمي الذي خصص بسيدي سليمان مساء الجمعة 9 يوليوز 2010 لتكريم التلميذات والتلاميذ المحققين لنتائج دراسية جيدة.. الأول مناضل ورجل تربية وهو عضو المجلس الأعلى للتعليم، تدرج في أسلاك الوظيفة العمومية وهو معروف بحزمه وجديته… الثاني من فلاح بسيط وسائق طاكسي، إلى أقوى محترف للسياسة بمنطقة الغرب، ومكون لأوسع شبكة من المستشارين، وقد استطاع أن يستقطب لديه حتى المنتمين للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كحسن القاسمي الذي هو عضو بهذا الحزب، وكان عضوا في مكتب المجلس البلدي في سيدي سليمان باسم نفس الحزب "اليساري"خلال الولاية السابقة التي انتهت في 6 يونيو 2009، ورغم أنه عضو كامل العضوية في حزب القوات الشعبية أصبح عضوا في مجلس المستشارين مع الاتحاد الدستوري منذ إجراء انتخابات غير مباشرة شارك فيها المستشارون قبل سنوات إلى الآن، وقد تستمر تسع سنوات إذا لم يسقط في المنعرج بحكم "القرعة"(أغرب أسلوب لإنهاء الولاية النيابية في العالم).. إنه مثل فقط مما يعتمل في مطبخ السياسة المغربي من ترحال حزبي، واستبدال الألوان كما تستبدل المعاطف، بالمناسبة فالاتحاد الدستوري الذي يتخذ الحصان رمزا انتخابيا له، ظهر في 1983 وأثناء ولادته حصل على أكبر نسبة في انتخابات تلك السنة، وتحمل أعضاء منه مسؤوليات حكومية عديدة كان أهمها الوزارة الأولى والعدل التي تسلمهما المعطي بوعبيد (فيما بعد تسلم العدل عبد الرحمان أمالو الذي سمح مرغما على التنكيل ببعض التجار). وقد ساهموا جميعا في سياسة"التقويم الهيكلي" التي أتت على الأخضر واليابس، وأدخلت فئات اجتماعية جديدة في دائرة الفقر، مما أدى فيما بعد إلى سياسة الخوصصة و"السكتة القلبية" المعلومة
كانت صحافة الاتحاد الاشتراكي تنعث هذا الحزب بأقدح الأوصاف كان أهمها "حزب الكوكوت مينوت" الذي دخل على عجل وحصد نتائج انتخابية "باهرة"، وهو "تقليد" مغربي صرف يكرر نفسه باستمرار في أغلب المناسبات الانتخابية. ورغم ذلك فهاهو الاتحاد الاشتراكي يستعير منتخبيه لهذا الحزب الذي طالما واجهه (إعلاميا على الأقل)، وقبل أيام أصدر الحزبان معا بيانا مشتركا بعد عقد اجتماع في المقر المركزي للاتحاد الاشتراكي بطلب من هذا الأخير.
حتى لا يتشعب بنا الحديث جانبا، كم كنت أتمنى أن أسمع ما دار في حديث مدير أكاديمية التربية والتكوين مع "أقوى" مستشار بربوع الغرب، وقد لاحظت في بعض الأحيان تحوله إلى حديث "قوي"، فلعله كان يدور حول قضايا تربوية بحكم المناسبة، والجميع يعلم مقدار "الجفاء" الموجود بأغلب الجماعات الحضرية والقروية بالجهة تجاه المؤسسات التعليمية، بل هناك من يعتقد من أساتذة وعامة المواطنين أن بعض المستشارين يتمنون أن تغلق المدارس وتنتشر الأمية! فكيف نفسر الغياب الشبه التام للمستشارين أثناء انعقاد "مجالس التدبير" في كل مؤسسة التعليمية؟ رغم أنهم أعضاء يحق لهم أن يساهموا في اتخاذ القرار، ورغم توصلهم بالدعوات من رؤساء المؤسسات التعليمية فهم يفضلون المقعد الفارغ، وأغلب الجماعات لا تعير المؤسسات التعليمية المتواجدة على ترابها  وقضايا التربية أي اهتمام، وما جرت به العادة لدى هؤلاء هو تلبية "الأوامر" التي تأتيهم من سلطة الوصاية على أن يبادروا ويبدعوا، فيمكن لعامل أي إقليم مثلا أن "يقترح" تكفل الجماعات بشيء ما فيكون الرد في حينه، وبهذه الطريقة تساهم بعض الجماعات ببناء سور أو جزء منه أو وضع مراحيض أو غير ذلك، مما هو أقل دلالة وذا طبيعة رمزية.  
كنا نتمنى نقل ذلك (الحوار أو جزء منه)للقراء، خاصة إذا كان يهم التربية والتعليم، ونبسط أمامهم أوجه الاختلاف والمآخذات بين الطرفين، لعل الجليد يذوب وتنبسط طرق التفاهم لما يخدم الناشئة والمستقبل.
ــــــــــــ
إشارة: نعتذر عن ضعف جودة الصورة، ونخبر أننا سننشر تقريرا مفصلا عن الحفل   

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها


المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها 
حصلت النقابات "الأكثر تمثيلية" على المزيد من العدم، من النتائج المترتب عن "الحوار الاجتماعي" الأخير، رفع نسبة الدعم الحكومي لهذه النقابات من 15 إلى 20 مليون درهم، وبذلك يظهر أن النقابات هي من خرج "منتصرا" من مراطون المفاوضات الأخير، هذا ما أعلن عنه اليوم الثلاثاء 29 دجنبر 2009، وقد أظهرت القناة الأولى التي أذاعت الخبر الوزير الأول وبعض أعضاء الحكومة في مقابل الزعماء النقابيين، والجميع تبدو عليهم علامات الانشراح، في انتظار توضيح كل الملابسات في غضون ساعات أو أيام قادمة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية بعض "المتكسبات" الأخرى، كحذف السلاليم الدنيا من 1 إلى أربعة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 2200 درهم، ودفع تعويضات للعاملين في العالم القروي النائي تصل إلى 700 درهم بدون ضرائب، وذلك بأثر رجعي يبتدئ من فاتح يناير 2008، وتم الحديث كذلك عن إجراءات تهم الرفع من قيمة التعويض عن المرض بالنسبة للقطاع الخاص… ويدو أن النقابات لم تنجح في مطلبها الداعي إلى الرفع من الأجور بما يناهز20 %، ولم تحصل على مسعاها الرامي إلى الرفع من عدد المترقين في بعض القطاعات كالتعليم، الذي راكم أعدادا هائلة طال انتظارها ضمن الكوطة الجاري بها العمل..
 وعليه يحق للشغيلة أن تتساءل الآن:
 ـ هل ستستمر بعض النقابات في الجري وراء تحصيل عائد بطائق الانخراط ، والحال أنها تمنح أموالا مهمة من دافعي الضرائب المغاربة؟ 
ـ هل ستقوم النقابات التي تحصل على الدعم المذكور بدورها التأطيري للعمال والمستخدمين والموظفين (على الأقل منخرطيها) فيما يخص التوعية القانونية والتشريعية، والتكوين حول السلامة والوقاية من مخاطر الشغل، وهل ستسعى لتتوفر على مقرات مناسبة تضمن الراحة أثناء الاجتماعات؟ وهل ستنكب على اقتناء أدوات لوجستيكية للعروض والتثقيف تغير حالة البؤس التي توجد عليها بعض المقرات؟

بنصميم في القناة الثانية هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟


بنصميم في القناة الثانية   
هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟  
عرضت القناة الثانية المغربية لموضوع قرية بنصميم في معرض نشرتها المسائية ليوم الإثنين 28 نونبر، وقد كانت مادة إعلامية متوازنة بخلاف ما سبق أن عرض في الأجهزة الرسمية، جاء في التقرير صور من عدة وضعيات للقرية ومجرى الماء والعين ومعمل التعبئة الذي يتم بناؤه وقد شيدت الطريق الموصلة إليه، كما تحدث المذيع عن الأضرار المنتظرة التي ستلحق ساكنة القرية ال3000 نسمة في حالة ما إذا تم تحويل الماء إلى المعمل، وأدلى علي الطاهري من سكان القرية برأيه في الموضوع، مبرزا نفس المخاطر، ثم فاعل جمعوي سرى على نفس الاتجاه، ومهندس حلت عليه الكاميرا في مكتبه ليتحدث عن رأي الجهة المسؤولة، لكنه كان متدبدبا، بحيث ذكر أنهم يمكن ان يوقفوا المعمل غذا ما تجاوز حصته المسموح له بها! فهل يعني هذا بداية إعادة النظر في الموضوع ، على جمعية التعاقد العالمي للماء (ACME – Maroc)  أن تتحرك باستمرار لمساندة السكان، في وقت يتم في الحديث عن إعادة فتح الملف من جديد من قبل "وكالة حوض سبو" للماء، الجهاز الرسمي المسؤول عن الماء في المنطقة، وتجدر الإشارة أن شركة أجنبية حصلت على تفويت بموجبه "يحق " لها ملأ  قنينات الماء من العين وبيعها، مما جعل السكان يدخلون في حركات احتجاجية عرفت مدا وجزرا منذ 2002، وتدخلت جمعيات وطنية وأجنبية على الخط مساندة لمطالب السكان.    

الخميس، 24 ديسمبر 2009

جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم


جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم
حميد هيمة 
ذكرت تقارير إعلامية أن هناك خمسين(50)جمعية ذات طابع تربوي في وضعية غير قانونية بسيدي قاسم، على خلفية عدم التزامها بتجديد مكاتبها طبقا للمقتضيات القانونية ذات الصلة بقانون الجمعيات. و أشارت يومية " الأحداث المغربية "، في عددها ( 3910) بتاريخ (11/12/2009)، في تقرير  لها حول الموضوع، أن عدة فعاليات نقابية طالبت بإصدار مذكرة نيابية تطالب فيها بضرورة تجديد مكاتب جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ في المؤسسات التعليمية الخاضعة لنفوذ النيابة الإقليمية لسيدي قاسم . ووفقا لتصريح السيد رئيس فيدرالية جمعياتالآباء و أولياء التلاميذ بالنيابة، للجريدة المذكورة، فإن هناك ما يقارب من (50) جمعية في وضعية غير قانونية. ورغم الوضعية " غير القانونية " لهذه الجمعيات، فإنها تستأنف، في بداية كل موسم دراسي، استخلاص رسوم الجمعية من التلاميذ، وتستنكف عن القيام بدورها  في تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والمادي للمتعلمين والمتعلمات حسب التقرير الصحفي المذكور. يذكر أن " المخطط الاستعجالي"  يراهن علىالمجتمع المدني من أجل تصريف أهدافه الراميةإلى إصلاح اختلالات المنظومة التربوية، بحسب  ما أكدته تصريحات الجهات الوصية على القطاع. و السؤال المطروح: هل يمكن المراهنة على بعض الجمعيات، التي تتخبط في مشاكل قانونية وتفتقر لأفق وتصور واضحين، من أجل إعطاء نفس جديد للمدرسة العمومية ؟

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

سيارة المجلس الجماعي الخاصة بالرئيس!


  سيارة المجلس الجماعي الخاصة بالرئيس!

غالبا ما تكون سيارة أنيقة، تحمل حرف  جوبالأحمر من فضلكم، وبدون أي مبرر قانوني أو إنساني تبقى في الغالب تحث تصرف الرئيس، كيفما كان حجم هذا الرئيس، سواء من أكان على رأس مجلس حضري لمدينة معينة، أو رئيس مقاطعة حضرية بمجموعة حضرية، أو مجرد أول مسؤول منتخب في جماعة قروية كبيرة أو صغيرة في ربوع الوطن…
 تظل هذه السيارة في خدمة الرئيس طول الوقت، وأحيانا يضاف إليها سائق على حساب ميزانية الجماعة طبعا، تحمل "السيد الرئيس المحترم" حسب اللغة الجاري بها العمل إلى كل وجهة أرادها، تبيت عنده، تستعملها المدام والأبناء وبقية الأسرة والعائلة والعشيرة… في تحد صارخ للجميع، بل بدون وازع أو استحياء. ممن قد يستحي هؤلاء؟ هل من فقراء جماعتهم؟ هل من المرضى الذين قد لا يجدون سيارة إسعاف تنقلهم إلى أقرب مستوصف أو مستشفى؟ هل من أغلبية السكان الذين لا يجدون وسيلة نقل تـــقلهم إلى مقر أعمالهم أو إلى السوق؟ (حسب ظروف كل جماعة طبعا)، هل من التلاميذ أبناء الشعب الفقراء الذين يتكبدون مشاق التنقل لمؤسساتهم التعليمية البعيدة؟ ومنهم من قد ينقطع عن الدراسة بسبب ذلك…
لا محاسب لمثل هؤلاء الرؤساء، ولا يمكن أن يوجد في أي موقع من يقول لهم "كفى"، ليس للسكان المقهورين سلطة على رئيسهم للحد من سطوته، فقد يعود إلى سدة الرئاسة في المرة القادمة أو يخلفه آخر من نفس الطينة حسب الطرق المعهودة…  بقية الأعضاء المستشارين كل منهم قد نال نصيبه من "الوزيعة" حسب مستواه ودرجة قربه أو بعده من الرئيس، ولا يمكن أن يرفعوا أصبع "لا" في وجه ولي نعمتهم، السلطات تعتبر ذلك من صميم "شغل" الجماعات المحلية، في إطار ديمقراطية مغشوشة طبعا، بل بعض رجال السلطة يكتفون بما ينالون من بونات الوقود وامتيازات أخرى ليباركوا باسم سلطة الوصاية بعض أفعال النهب والتبذير الجارية على "قدم وساق".
يجب وضع حد لمثل هذه المهازل التي تمس كرامة المواطنين بسرقة أموالهم مباشرة فماذا سيفعل مثلا رئيس جماعة قروية بسيارة الجماعة؟ وهو ليس مطلوبا منه الحضور كل يوم إلى مقر الجماعة. إن بعضهم يعض على "امتيازات" خاصة بالنواجذ، ويحرص على العودة إلى المسؤولية ولو كلفه ذلك مال قارون، ليس من أجل خدمة الناس، بل لغرض إشباع نزوات مرضية، تدخل في إطار المباهاة والتنافس الشخصي والعشائري والقبلي مع منافسين محليين حقيقيين أو وهميين، ومن أجل مراكمة المنافع ونيل الصفقات(أونصيبا منها) وتمهيد الطريق للعلاقات المشبوهة… ونستثني طبعا من يؤكد بسلوكه عكس ذلك، ولا يقترب منأموال دافعي الضرائب، وهي مناسبة كذلك ندعو من خلالها إلى التفريق في الرموز بين سيارات الجماعات الحضرية أو القروية (ج) وسيارات السلطة التي يستعملها مثلا القواد والباشوات أثناء مزاولتهم لمهامهم، (يمكن أن تحمل حرفد)هذا الخلط يعرف كيف يستغله بعض ضعاف النفوس ومهتبلو الفرص لقضاء بعض "الأغراض"، وعلى كل إدارة أو مصلحة أن تتحمل نفقات عتادها المهني، هذا إذا كنا نريد إحياء مصداقية افتقدت للجماعات المنتخبة وعدد كبير من المنتخبين.

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

من ذكريات المسيرة الخضراء


من ذكريات المسيرة الخضراء
  تعود الأحداث إلى 34 سنة خلت، كأنها البارحة لمن عايشها، وكأنها تاريخ سحيق لمن يسمع بها. 


أحكي عن تجربة عشتها مفعمة بالأمل والخوف والحنين والقلق، كنت في المدرسة الابتدائية ذات زمن خريفي غير مضطرب عندما فاجأنا الأب مساء بقوله أنه سيذهب إلى المسيرة، لم أستوعب معنى قوله بما يكفي، قال أن مكتبا فتح بمقر إحدى إدارات السلطة، فهرع المئات للتسجيل بتلقائية، لكن السلطات قيدت العدد التي تريد وأغلقت بعدها، رغم تزايد الطلبات من أجل ذلك، حتى النساء سيشاركن، سيمثلن 10% من كل مجموعة! وقع هذا في منتصف السبعينيات، كنا نصغي باهتمام نحن الصغار لأحاديث الكبار وقد تفتحت أذهاننا إلى مزيد من المعلومات، عندما كان شغل الناس اليومي هو الحديث عن أخبار المسيرة؛ مما كان يقال أن رقم 350 ألف مشارك ومشاركة في المسيرة لم يختر اعتباطا، فحتى لو تعرض المشاركون جميعا للهلاك عن طريق تدخل متهور للجيش الإسباني المحتل للصحراء، فهذا الرقم في نفس الوقت هو العدد الذي كان يضاف كل سنة من الولادات الجديدة! ما يصطلح عليه في الديموغرافية بالزيادة السكانية السنوية حينذاك… لم أتصور أن يكون المشاركون والمشاركات في المسيرة هم فقط رقم اعتباطي أو له معنى معين ومن ضمنهم والدي معيل أسرة متواضعة، ذهب إلى الصحراء على بعد مئات الكيلومترات وكله حماس، غير أنه لم يترك لأسرته غير قوت أيام معدودات.  
  لم نكن نحن الأطفال الصغار غفلا غير مكترثين، كان لنا إلمام ببعض شؤون السياسة وأخبار الوطن وحتى العلاقات الدولية ونحن في أقسام الابتدائي، كان أساس تناقل المعلومة والخبر هو المذياع، لم يكن دائما الاعتماد على إذاعة الرباط هو المعول عليه، بل إذاعات أخرى يختلي البعض إليها ليستمع وبعدها يحكي للآخرين، طبعا همسا وبعد التأكد من هوية الحاضرين، كانت أذني تلتقط باستمرار وعبر مختلف أحاديث الناس كلاما عن الوطن ومشاكله، وعن فلسطين وحروب أمريكا ووصول الإنسان إلى القمر، وتسابق العظماء لامتلاك أفتك الأسلحة (النووي منها وغيره)، وقمم دول العالم العربي والدول الإسلامية التي لا ينتج عنها شيء مفيد، باختصار كان المجتمع مهتما بمختلف القضايا رغم انتشار الأمية والفقر، لكن لم يتم تحويل شحناتهم إلى تشكيل تنظيمات أو مطالب، لأنه ببساطة كانت المراقبة قوية وفي كل مكان، وأدنى تحرك تتم معاقبته، ولو تأخر بسيط عن أداء ديون القرض الفلاحي الذي كان يثقل كاهل الفلاحين الفقراء (ربما عمدا) يتطلب تحرك قوة عمومية لإلقاء القبض على المقترضين أو أحد أقاربهم.
   في هذه الأجواء المشحونة أعلن عن خبر فاجأ الجميع، وهو أن الملك الحسن الثاني يخطب في العاشر من أكتوبر عن تنظيم المسيرة نحو الصحراء لإحياء الرحم واسترجاع جزء من الوطن، الحسن الثاني بقوته التي لا تقهر يطلب من شعبه المشاركة في أمر جلل! هذا معطى جديد، وفعلا لقد كان كذلك، المسيرة الخضراء تؤرخ لنهاية مرحلة اتسمت بالتوتر مع من تبقى من الحركة الوطنية التي شاركت في مسيرة التحرر الصعبة والطويلة ومع الحسن الثاني من جهة ثانية، وهو الذي كان قد ضم إليه كل السلطات والصلاحيات رغم بعض الفترات القصيرة التي كان يشكل فيها برلمان، لكن غالبا ما يغلق بعد ذلك، ومع استمرار جرائد تعبر عن وجهة نظر المعارضة وهي تذكر باستمرار عن  تواجدها ورفعها مطالب التحديث والديمقراطية، ظهر أنه ليس هناك غالب أو مغلوب في لعبة الصراع من أجل السلطة، رغم كل الأساليب التي انتهجت من كلا الطرفين من أجل اجتثاث الخصم ولو بالقوة.
  غادرنا أبي كما كان يغادرنا دائما لشهور من أجل العمل في بقعة من بقاع الوطن نحن لا نعرفها وربما نسمع عنها  لمرة واحدة ثم ننساها، لكن مغادرته هذه المرة ليست كسابقاتها، إنها نحو المجهول، لكن تحت رعاية المخزن الذي كنا نعتقد أن قوته لا حدود لها. 
   كان المذياع مخبرنا الوحيد بما يقع، تفرّغ راديو الرباط للمسيرة، كل برامجه عن السيرة، كل العاملين بالإذاعة الوطنية والإذاعات الجهوية تفرقوا في ربوع المغرب، ربورتاجات تقدم من مختلف الأقاليم عن تحركات الحشود، أمام قوة المخزن/السلطة الكل أصبح في خدمة المسيرة، فالقضية تهم الوطن، كل الشاحنات رهن الإشارة، لقد تنقل أغلب المشاركين عبر شاحنات مكشوفة، وبعضهم في القطارات، حتى عربات نقل السلع استخدمت، هذا عرفناه بعد ذلك من أحاديث المشاركين، ومن تسجيلات التلفزة في السنوات اللاحقة، كان الأمر خرافيا وعظيما وله حمولة قوية لن يقدّرها إلا من عاش اللحظة، إلى درجة أن هناك من سمى وليدا له مسير أو مسيرة! ممثلو شعب بكامله من مختلف المناطق يقومون برحلة إلى الصحراء المستعمرة، لا أحد يعرف ما سيقع، هل سيقصفهم الجيش الاسباني؟ هل ستشتتهم إلى أشلاء قنابل مدفونة في الرمل؟ لا أحد كان يعرف جوابا، ربما وحده الحسن الثاني وقلة من مساعديه من رتب بعض الأمور، فهناك بداية انتقال للسلطة في اسبانيا في ظروف صعبة ورحيل رجل قوي اسمه فرانكو وسم تاريخا بكامله عبر عنفه وجبروته، هناك حكم في صالح المغرب صادر عن محكمة لاهاي يقول بوجود رابطة بين المغرب والصحراء، وهناك دعم للحلفاء منه الظاهر ومنه الخفي الذي لا تعلمه غير كواليس السياسة والعلاقات الدولية التي كان الحسن الثاني يعرف كيف يحرك خيوطها مستغلا تضارب المصالح في زمن الحرب الباردة، وهناك جيش مغربي كان يراقب عن قرب لكن لا يتم الحديث عن ذلك… إنها سابقة لا يشبهها غير مسيرة ماوتسي تونغ مع رفاقه في الصين، ومن حيث الفكرة والتمثيلية الشعبية مع ما وقع أثناء بناء طريق الوحدة غداة الاستقلال، فالشعوب على أهبة التضحية، لكنها تنتظر محركا من أجل قضية سامية.
 وكما كان الإعلان عن المسيرة مفاجئا، كان الأمر بتوقفها بعدما قطعت الحدود قرب طرفاية لتعود أدراجها، لقد حققت أهدافها يقول الحسن الثاني في خطاب له من أكادير هذه المرة، سمعت الخطاب مباشرة على الراديو، فعرفت أن أبي سيعود إلينا من جديد، الأمر ما فيه شك، فكم من مرة سافر وعاد بعد ذلك.
 علمنا بالوقت الذي ستعود فيه المجموعة التي ضمنها الوالد، وبينما الشاحنات تعود بعد سفر طويل محملة بالمتطوعين وهي التسمية التي أطلقت على من شارك في المسيرة، أمرني مدرسي في الابتدائي بأن أغادر حجرة الدرس كي أستقبل أبي، نسمع عبر النوافذ الأهازيج التلقائية التي ترددها النسوة احتفاء بعودة المشاركين/المتطوعين… هرولت بسرعة إلى جانب الطريق حيث هناك تجمع من المرحبين والمستقبلين، هناك من لا ينتظر أي أحد من أفراد أسرته، ولكنه متواجد هناك، كأنه لا يريد تضييع هذه اللحظة التاريخية.
عن بعد أرى الشاحنة تنزل بعض العائدين، ومن المفترض أن يكون ضمنها أبي، أقترب بسرعة وأنا أجري، لكن غادرت الشاحنة المكان لتستمر في رحلتها إلى قرى أخرى. لم أعرف ما وقع، لم يحدثني أحد ولم استفسر أحدا، أكملت مشيي على مهل ومحفظتي على ظهري، رأسي متدل بين كتفي الصغيرين، قلت لأمي أبي لم يصل، لم ترد، ربما هي أدرى بكل الاحتمالات التي دارت بسرعة في رأسها، لكنها لم تشأ إخباري بها.
 خرجت أنظر إلى الأفق وإلى السماء وإذا بي أرى الوالد قادما بين حقول مقلوبة تنتظر استقبال بذور جديدة ونزول أمطار تأخرت قليلا، رأيت الوالد يسير بخطى حديثة، لم أره مستعجلا كهذه المرة، يحمل على كتفه حقيبة مملوءة، تساءلت عما يكون فيها؟ هل هناك هدايا لنا؟ هل بها ملابس؟ ونحن كنا نعد قطعنا القليلة مما يتوفر لنا منها طول العام.
 حل أعمامي وأبناؤهم لتحية أبي الذي كان يكبرهم جميعا، لم انتظر كثيرا لمعرفة ما في الحقيبة، قطع مكسرة من السكر، حبات تمر… في الصباح لم استسغ الشاي الذي أعدته الوالدة قبل ذهابي إلى المدرسة، ولما عدت مساء فتشت في الأمر، فوجدت أن حبات السكر مختلطة بأجزاء يابسة من الخبز يطلق خميرته في الماء الساخن فيجعل الشاي غير مستساغ، نسيت إضافة أخرى، لقد حمل أبي معه بعد عودته من المسيرة مصحفا أخضر من ستة أحزاب، وقنينة بلاستيكية تسع للترين من الماء لها علاقة كي توضع على الكتف… وبعد سنوات من ذلك رحل الوالد في ظروف غامضة تتحمل مسؤوليتها إحدى إدارات المخزن وليترك وراءه أطفالا صغارا ذاقوا مرارة التشرد، لكنه خلف لنا وساما نحاسيا نعتز به، وقدوة لا تنحني أمام أي جبروت.   
6 نونبر 2009
ــــــــــــــــــــــــ 
نشر بموقع هسبريس:
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16431
وبالحوار المتمدن: اضغط على الشريط الأصفر أسفله

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

هدر مدرسي يساوي خسارة أمة


هدر مدرسي يساوي خسارة أمة
بعيدا عن لغة الأرقام الحقيقي منها والمزيف، وبعيدا عن هرج الصالونات ومرجه، وبعيدا عن الأماني الخادعة، نتحدث من خضم واقع عنيد عن هدر مرسي بحجم الكارثة، فما أقبح أن نغيّـب فلدات أكبادنا عن متابعة الدراسة، بأي وجه سنواجه المستقبل الذي ينتظرنا في أقرب منعطف، خاصة أن قضية كل توقف قسري لأي تلميذ عن متابعة دراسته يحسب بمقياس الخسارة بسنة ضوئية ضمن سرعة الشعوب الأخرى المتقدمة في مجال التربية والتعليم، وتكون الخسارة أفدح إذا كانت الضحية تلميذة بل تلميذات يعول عليهن ـ على الأقل ـ لتنشئة أسرة حسب مقاس كل مرحلة تاريخية ومتطلباتها، فالمرأة الأم تساهم بشكل وافر في تغيير وجه العالم إلى الأحسن إذا تزودت بالعلم والمعرفة، وقد يكون العكس، فتنغمر في عالم التخلف والخنوع والجهل والشعوذة… عن غير إرادتها، وتجر معها جيلا آخر، فتنتج بذلك دورة التخلف بامتياز، وتتوقف عجلة التاريخ إذا لم تتراجع.
   مناسبة هذا القول انقطاع ثماني تلميذات ـ ممن درستهن ونجحن من المستوى السادس ـ  عن التحاقهن بالثانوية الإعدادية، ثمانية من اثنتي عشر فتاة، بنسبة 66.66%، كلهن زهور متفتحة من أجل التعلم والرقي بذاتهن، كلهن قطعن أشواط الابتدائي بأمان، ويعلمن كم ضحينا معهن  ـ نحن مدرسوهم ـ ليصلن إلى مستوى لا بأس به، لكنهن توقفن عند أول حاجز، أمام أول بوابة انغلقت دونهن بلا سبب، سوى لأن أسرهن فقيرات، سوى لأنهن يقطنن في العالم القروي المهمش، سوى لأن لا أحد فكر فيهن، ولأنه لا أحد يفكر في المستقبل وعواقب انتشار الأمية بين نساء المغرب، إنها حالات معدودة قد يقول البعض، ولكنها نموذج، نموذج يجعلنا كدولة وكمجتمع نخجل من أنفسنا، حتى نحن المدرسين نخجل من وضعيتنا مع التلاميذ، كيف يمكن أن نطلب بعد اليوم من أخريات يسرن على نفس طريقهن أن يجتهدن كما اجتهدت سوالفهن؟ فمن تذكرك اليوم يا سهام ر. ويا نهيلة ق. ويا نهيلة ش. ويا عواطف م. ويا حليمة أ. ويا فاطمة ق. ويا نادية ب. ويا فاطمة ن؟ من سيتذكركن غير أرقام جافة خطها مدير الإعدادية غبر مبال عن غير الملتحقات، وأرسلها نائب وزارة التربية الوطنية للأكاديمية، لتدبج بها الوزارة تقاريرها عن المنقطعات والمنقطيعن؟ هل تذكركم مستشار جماعي باع العنب والقفة معا، واستخلص عائداته وهو يصوت على الرئيس أو على أعضاء مجلس الجهة أو على المستشار البرلماني؟ هل تذكركن عامل الإقليم ووالي الجهة ومدير الأكاديمية الجهوية، هل سأل عنكن مسؤول معني كبر أو صغر شأنه؟ هل تذكرتكن حكومة عباس؟ وهل وهل…؟ بقلب حزين يا تلميذاتي العزيزات أخط خربشاتي هذه ولا عزاء لي ولكن.
  عودة على بدء، نؤكد أن الدولة قامت بمجهود من أجل تقريب المدرسة وهذا من صميم مهمتها، لكنها لم تقرب بعد الإعدادية للجميع، رغم  السعي لتكون إعدادية بكل جماعة قروية على الأقل(يقولون إعداة لكل جماعتين قرويتين)، لكن البعد وصعوبة التنقل  تحول دون تحقيق المبتغى، وليست هناك آلية لمساعدة المحتاجين في هذا الشأن خاصة الأسر المعوزة في العالم القروي، كما أن الأسر بسرعة تستسلم لقدرها دون القيام بمجهود ولو جماعي من أجل التضحية مع بناتهن… إن تخلي أي بنت عن متابعة دراستها كأنه خسارة أمة بكاملها، كأنه عثرة في حفرة نساهم كلنا في وضعها.  
مصطفى لمودن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ  

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

.جمعية لأصحاب المقاهي


إشارة: تنشر أسفل الجانب الأيمن أولا
(نافذة جديدة شبه يومية)
.جمعية لأصحاب المقاهي

من حق كل مواطنين اثنين على الأقل تأسيس جمعية حسب القوانين الجاري بها العمل وحسب منطوق الفصل الأول من ظهير الحريات العامة: "الجمعية هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الأرباح فيما بينهم." (غير توزيع الأرباح)
ولعل أول خروج لهذه الجمعية الفتية الخاصة بأصحاب المقاهي هو عقد لقاء مع مسؤول محلي عن الإدارة الترابية بسيدي سليمان، كان أهم موضوع له هو تخلي هؤلاء عن احتلالهم المبالغ فيه للملك العام، بحيث أن أغلبهم تعودوا على توزيع الكراسي في كل الفضاءات المحيطة بهم، وحسب الأخبار المتسربة عن الاجتماع فقد التزموا باحترام القانون، وقد ذكرهم المسؤول بالتزاماتهم وحثهم على ذلك الآن قبل مجيء العامل إلى المدينة، أي أحسن يكون التنفيذ بالخاطر ولا ندوزو لحاجة أخرى.. علما أن القانون المصادق عليه من قبل المجلس البلدي هو احتلالهم لثلث المساحة المتوفرة أمامهم.
 ثم الخرجة الثانية والمهمة جدا لهذه الجمعية التي ستجعلها تفتخر وتعتز بمنجزاتها هو حصولها على مراجعة الرسوم الحضرية الخاصة باحتلال الملك العام، من 9.5 درهم للمتر المربع كل ثلاثة أشهر إلى 8.5 درهم، بناقص درهم واحد… وقد كانت حجتهم أو حجة المستشار الذي "رافع عنهم" هو ضعف المداخيل ومساهمة المقاهي في التشغيل وكثرة وتنوع الضرائب. وفي خضم النقاش المحتدم صرح أحد المستشارين قائلا إذا لم يستطيعوا الدفع فلينسحبوا بل  اقترح أن يؤدي هو هذه الضريبة "ولكن ما يفرشوش" كما ذكر، في تلميحه إلى ضعف قيمة هذه الضريبة بالمقارنة مع عائد كل متر مربع خلال 3 أشهر، وأشار آخر لحقوق الشغيلة وهل تحترم فعلا، بينما رئيس المجلس البلدي، الشاب القادم من المقاولة وعالم المال، قال كيف يعقل أن تخفض الدولة عددا من الضرائب ولا نخفض نحن…
   النتيجة التي خرجت بها، هو تضارب المصالح، كل يدافع عن مداخيله ومصلحته بطريقة أو بأخرى، لكن المغيب هو المواطن الذي توضع أمامه باستمرار الحواجز كي لا يمر ويسير في الشارع بأمن وأمان، ويضطر ليعرض نفسه وأقاربه لخطر الدهس بالعربات.
فهل سيكون من مهام الجمعية الفتية المذكور السعي لدى أعضائها ولدى أصحاب المقاهي ليكتفوا بما سمح به القانون؟ بل هل يمكن أن يدفعوا ثمن ما احتلوه من ملك عام لسنوات طوال؟ بل وهل يمكن محاسبة الجباة الذين استخلصوا الضرائب حسب ما هو في الأوراق وليس حسب ما يوجد في الواقع..؟  تتناسل الأسئلة، والرهان الحقيقي من وراء كل هذا هو هل نريد دولة الحق والقانون أم نشرع للفوضى وقانون الغاب يأكل به القوي الضعيف؟ وربما إلى مثل ما سعى إليه أحدهم حينما دعا زبانيته من الشداد كي يدافعوا عن "حرمة" مكتسبة حسب اعتقادهم لمكان يحتلوه عنوة منذ زمن بعيد!
    وإلى موضوع آخر.  
 سيدي سليمان في 30 أكتوبر2009

الخميس، 29 يناير 2009

المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها


المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها 
حصلت النقابات "الأكثر تمثيلية" على المزيد من الدعم، هذا ما ظهر من خلال النتائج المترتب عن "الحوار الاجتماعي" الأخير؛ فقد رفعت نسبة الدعم الحكومي لهذه النقابات من 15 إلى 20 مليون درهم سنويا، وبذلك يظهر أن النقابات هي من خرج "منتصرا" من مراطون المفاوضات الأخير، هذا ما أعلن عنه اليوم الثلاثاء 29 دجنبر 2009، وقد أظهرت القناة الأولى التي أذاعت الخبر الوزير الأول وبعض أعضاء الحكومة في مقابل الزعماء النقابيين، والجميع تبدو عليهم علامات الانشراح، في انتظار توضيح كل الملابسات في غضون ساعات أو أيام قادمة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية بعض "المتكسبات" الأخرى، كحذف السلاليم الدنيا من 1 إلى أربعة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 2400 درهم، ودفع تعويضات للعاملين في العالم القروي النائي تصل إلى 700 درهم بدون ضرائب، وذلك بأثر رجعي يبتدئ من فاتح يناير 2008، وتم الحديث كذلك عن إجراءات تهم الرفع من قيمة التعويض عن المرض بالنسبة للقطاع الخاص… ويدو أن النقابات لم تنجح في مطلبها الداعي إلى الرفع من الأجور بما يناهز20 %، ولم تحصل على مسعاها الرامي إلى الرفع من عدد المترقين في بعض القطاعات كالتعليم، الذي راكم أعدادا هائلة طال انتظارها ضمن الكوطة الجاري بها العمل..
 وعليه يحق للشغيلة أن تتساءل الآن:
 ـ هل ستستمر بعض النقابات في الجري وراء تحصيل عائد بطائق الانخراط ، والحال أنها تمنح أموالا مهمة من دافعي الضرائب المغاربة؟ 
ـ هل ستقوم النقابات التي تحصل على الدعم المذكور بدورها التأطيري للعمال والمستخدمين والموظفين (على الأقل منخرطيها) فيما يخص التوعية القانونية والتشريعية، والتكوين حول السلامة والوقاية من مخاطر الشغل، وهل ستسعى لتتوفر على مقرات مناسبة تضمن الراحة أثناء الاجتماعات؟ وهل ستنكب على اقتناء أدوات لوجستيكية للعروض والتثقيف تغير حالة البؤس التي توجد عليها أغلب المقرات؟