لا يحق نعث أدب محمد شكري ب"القذارة"
مصطفى لمودن
أمر لا يمكن الـــــســــــكـــوت عـــنه، أن تنعث "كاتبة" أدب الراحل محمد شكري ب"القذارة"! فقد كتبت ذلك سلوى ياسين صاحبة عمود أسبوعي في آخر صفحة بجريدة "المساء"، وقالت في العدد 1695 ليوم الثلاثاء 24 يناير :" لا أحب الخبز الحافي لمحمد شكري، لأنني حين أقرؤها تترك بداخلي أثرا سيئا مقيتا، وهناك رائحة تفوح من أغلب كتاباته لا أطيقها"، ثم تصف كتاباته بالقذارة (هكذا)، وللتذكير فهذه "الكاتبة" ذكرت قبل أسابيع في عمودها أنه لا يجمعها مع الكتابة غير الخير والإحسان وقد دفعها مدير النشر السابق المعتقل رشيد نيني لتكتب، ويظهر من خلال غالبية ما تنشره هذه السيدة ضحالة في التفكير وضيق في الأفق… إن ما كتبته عن شكري لا يعدو أن يكون رأي أي سيدة غارقة في وسطها الضيق وليست على دراية بأي مبادئ في النقد أو بسط "الرأي" على عموم الناس في جريدة وطنية.. إنها غالبا لا تعلم ظروف كتابة شكري لرواية "الخبز الحافي" وأشك في أن تكون قد قرأتها أصلا، إن هذه الرواية تحمل الكثير من الحياة الواقعية للكاتب نفسه، وهي بمثابة "محاكمة" لمجتمع لا يرحم الفقراء والبئيسين مثل عائلة شكري ومثله هو وهو طفل يتسكع، ولم ينظر لوضعه أحد بما في ذلك والده.. وأعتقد أن الكاتب شكري قد نجح حينما قالت "الكاتبة" أنه ترك لديها "أثرا سيئا"، وأظن هذا ما كان يقصده الكاتب من كتابته للرواية، ثم أظنها لا تلم بمعلومات تنقصها، وهي أن هذه الرواية من أكثر ما قرأ ويقرأ المغاربة، وهي الأكثر ترجمة إلى مختلف لغات العالم، وأظنها لا تعلم أن شكري لم يجد ناشارا لروايته وعدد من أعماله، رغم أنه كان يؤدي ثمن الطبع من جيبه، ولم يسمح بنشرها وتوزيعها إلا بعدما ظهرت في الخارج مترجمة من طرف الكاتب الطاهر بنجلون، وقد مر على ذلك عشر سنوات، حينها انتبه قراء العربية إلى متن أدبي جدير بالمطالعة والدراسة.. ثم لتمنع الرواية على المغاربة لسنوات طويلة، ولم تعد إلى المكتبات إلا بعد وصول حكومة التناوب إلى "السلطة" سنة 1998، إن ما نشرته "المساء" حول أدب شكري فيه تحريض على العنف ولو كان رمزيا، وبداية شرارة قد لا توقف حول مصادرة الرأي المخالف للسائد خاصة في مختلف الفنون، فهذه "الكاتبة" قدحت في مصنف أدبي مغربي له قراء ومعجبون كثر، فهل كل هؤلاء يتشبثون بالقذارة كما هي في مفهوم السيدة المتطفلة على النقد والكتابة معا؟ وهل يحق لها فرض وصايتها على ما يقرأه المغاربة وما يخطه الكتاب عموما؟ وما مسؤولية إدارة"المساء" في مثل هذه الكتابات غير الواقعية وغير الصائبة؟ أم ذلك يدخل ضمن خطها التحريري؟
——————————–
نشر ب:
وبالفايسبوك وقد خلف عدة تعاليق