السبت، 26 مايو 2012

عربون كساد


 عربون كساد
 
مصطفى لمودن
قضيت غرضا بكشك والتحقت بمقهى مجاور، أخذت مقعدا، وجلست أتابع بدوري مباراة في كرة القدم بين المنتخبين المغربي والسينغالي التي جرت بمراكش مساء يوم الجمعة 25 ماي..غير العادي ليست نتيجة المباراة، ولا الأجر الخيالي وغير المبرر للمدرب.. إنه ما وقع بالمقهى.. حين انتهى الشوط الأول بهزيمة المنتخب المغربي بواحد لصفر.. وأثناء الاستراحة بين الشوطين، طالب البعض بمشاهدة مباراة كروية أخرى خارج الحدود، ولكنها داخل القلوب.. إنها نهاية كأس الملك في إسبانيا، والتي جرت بين فريق برشلونة وأتلتيك بلباو في مدريد، تابع الجميع المقابلة بحماس.. وظلت الكرة تجول في الملعب بسرعة هائلة، كل عطور فرجة كروية متوفرة، لاعبون في المستوى، ملعب أنيق غاص بالمتفرجين، نقل تلفزي أنيق.. ونسي الجميع المقابلة الأخرى، لا أحد تساءل عنها.. آلمني الوضع، كيف تحولت القلوب والعقول إلى الضفة الأخرى؟
كل صغير وكبير يتابع الدوري الاسباني بلهفة وشغف.. أعداد غفيرة تقصد المقاهي، وتتفاعل بشكل مباشر مع المقابلات كأنها داخل الملعب، تتصايح، تشجع، تنادي اللاعبين بأسمائهم، وتحث هذا وتستفز الآخر من وراء شاشة تبعد عن الميدان الحقيقي بمآت الكيلومترات ومن وراء البحر! كل أسبوع يعقد الشباب سمفونيات بالشوارع وهم يتناغمون بالصياح والتشجيع والتنكيت والشماتة حتى في "خصومهم" الكرويين عقب كل مقابلة..
حينما انتهى الشوط الأول من مباراة كأس ملك إسبانيا، غير صاحب المقهى القناة، وعاد "للرياضية" المغربية، كانت الدقيقة 86، تأسف البعض على النتيجة، ومنهم من قال إنها كانت منتظرة.. هكذا يحس الناس ب"الهزيمة" قبل بداية "المواجهة"، رغم توفر كل المتطلبات، ملعب مراكش في المستوى اللائق على حساب مالية الشعب طبعا، ولا ضير في ذلك، فهو مكسب للجميع، مدرب في رصيده الملايير من عائدات راتبه إذا جمعنا ما يحصل عليه خلال بضعة شهور فقط، لاعبون يحصلون على كل ما ينتظرون وأكثر، ومن له ما ينفي هذا يعلنه، فلماذا هذه "المهازل" التي تكرر نفسها باستمرار؟ لقد انهزم فريقنا الوطني في عقر داره أمام السينغال بهدف لصفر، وهو يستعد للاقصائيات المؤدية لكأس العالم في البرازيل ضد غامبيا والكوت ديفوار.. 
فضل جمهور المقهى مقابلة إسبانبا لأنها تضمن الفرجة، كما أن قلوبهم الكروية قد مالت منذ زمن غير يسير إلى ما يجري في الجارة الإبيرية، ولهذا الأمر ألف معنى ودلالة وعبرة وتبعات ونتائج لا يجهلها إلا أعمى أو ناكر للحائق الواضحة.
إن مقابلة في كرة القدم تشبه أكلة، إما أن تكون معدة بشكل لائق، وهنا تتدخل عدة أطراف في ذلك وليس الطباخين فقط، أو تكون طبقا فاسدا لا يصلح لشيء، بل ضرره أكثر من نفعه، وقد يكون ذلك من مسببات العنف الذي بدأ يستشري في الملاعب المغربية.
والرياضة ليست تسلية أو ملهاة، بل علما وصناعة واستراتيجية وديبوماسية ومرآة للشعوب..
———–
انتهى الشوط الأول في اسبانيا لصالح البارصا ب 3 لصفر.. غادرت المقهى قبل بنهاية المقابلة.

الخميس، 24 مايو 2012

مبادرات ومكاسب ملموسة للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة


 مبادرات ومكاسب ملموسة للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة
 
     محمد حمضي
 علمت الجريدة بأن وفدا برئاسة السيدة سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة قد عقد يوم 14 ماي الجاري لقاء مع السيد والي جهة طنجة .
  اللقاء، وكما جاء على لسان رئيسة اللجنة الجهوية في كلمتها عند افتتاح  الاجتماع الذي احتضن أشغاله المعهد الوطني للعمل الاجتماعي يومي السبت والأحد 19 و 20 ماي، كان مثمرا للغاية .
  فبعد أن قدمت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لمحة عن اختصاصات المجلس الوطني لحقوق الإنسان كما حددها الظهير الشريف 1.11.19، وعن آلياته الجهوية التي تعتبر لجنة جهة طنجة واحدة منها، وبعد عرضها لمختلف الأنشطة التي قامت بها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة منذ تنصيب أعضائها بتاريخ ثاني فبراير الأخير، بسطت بعد ذلك أمام المسؤول عن الإدارة الترابية الجهوية الظروف التي تشتغل فيها اللجنة بكل إكراهاتها وصعوباتها التي لن تحد من عزيمة أعضاء اللجنة من أجل حماية حقوق الإنسان والنهوض بها على مستوى جهة طنجة .
  السيد الوالي عبر عن رغبته ورغبة إدارته في التعاون مع اللجنة الجهوية بما يرتقي بحقوق الإنسان على مستوى هذه الجهة. ولتجسيد هذه الإرادة على أرض الواقع، قرر أن يكون هو بنفسه مخاطب اللجنة التي سيعقد مع أعضائها جلسة الاثنين الثاني من كل شهر لمعالجة مختلف القضايا المطروحة. كما أبدى استعداده الكامل من أجل توفير قطعة أرضية توضع رهن إشارة اللجنة الجهوية لبناء مقر يليق بمقام هذه المؤسسة الدستورية. وطلب من وفد اللجنة الجهوية تنظيم دورات تكوينية مشتركة بين أعضاء اللجنة وموظفي الإدارة الترابية من أجل تطبيع وتجسير العلاقة بين المواطنين والإدارة الترابية، بما يساهم في تشبع الموظفين بثقافة حقوق الإنسان التي يعتبر تمثلها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية  .
   الوالي وفي إطار التوضيحات المقدمة لأعضاء اللجنة الجهوية في موضوع مهاجري جنوب الصحراء الذين يستقر بشكل غير قانوني عدد كبير منهم بمدن الجهة، عبر عن التزامه باحترام كافة الحقوق التي تضمنها القوانين للمهاجرات اللواتي لهن أطفال .
  بعد ذلك انتقلت السيدة سلمى الطود تقديم العناصر الأولية لموضوع زيارة وفد عن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لمستشفى الأمراض العقلية والنفسية الموجود بحي بني مكادة بطنجة، على أن تعود للموضوع في تقرير مفصل في لقاء جديد .
 يذكر بأن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة صادقت يوم الأحد 20 ماي على خارطة طريقها لما تبقى من السنة الجارية، كما استفاد أعضاء اللجنة يوما قبل ذلك من ورشة تدريبية حول الرصد والتقصي وتقنيات زيارة السجون. وتعود الغاية من تنظيم هذه الورشة بالإضافة إلى طابعها التدريبي، حرص أعضاء اللجنة الجهوية على بناء علاقة ناضجة ومسؤولة مع كل جهة توجد في علاقة تماس مع موضوع السجون، على اعتبار أن العلاقة التي تجمع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان انطلاقا من اختصاصاتها، بالإدارة الجهوية والمحلية للمؤسسة السجنية هي علاقة تشارك وتكامل وتعاون بما ينعكس إيجابا على أوضاع المحتجزين والسجون.  

الأربعاء، 23 مايو 2012

مــقــطــع مــن روايـــة


   مــقــطــع مــن روايـــة 

رغم صعوبات الكتابة وقلة الوقت ثم ما يلي ذلك من طبع ونشر وتوزيع وضعف المقروئية في المغرب وقلة الإقبال على الكتاب وغياب كل دعم في ذلك، بحيث يعتبر في "عداد" الحمقى كل مقبل على إصدار كتاب أدبي في المغرب،  وبعد إصدار المجموعة القصصية "نزيل في تراب"، في أفق قريب قد تظهر رواية مطولة تدور أحداثها بين فضاء القرية والمدينة.. النص التالي جزء من وسط الرواية.
مصفطى لمودن 
بعد انتهاء شيخ الزاوية من قراءته وشرحه، شرع مرافقوه في إنشاد أذكار وأمداح تطرب الحاضرين، تجعلهم ينشرحون ويتمايلون برؤوسهم طربا، يستفيق من كان قد غلبهم النوم، أغلب الحاضرين يرددون بعض الأبيات الشعرية البسيطة، تكون كلازمة الهدف منها إشراك الحضور، وإتاحة فرصة للمنشدين كي يستعيدوا أنفاسهم ليستأنفوا بقية الإنشاد، وقد أعجب المستمعون كافة ببراعة الأطفال الأربعة في الإنشاد، كلهم لهم أصوات رخيمة، ومقدرة كبيرة على التذكر، ويحلو الاستماع لهم أكثر عندما يتلو كل واحد منهم على حدة آيات من القرآن. 
وقف شيخ الزاوية، أراد أن يخرج، سارع الفقير لحسن لمده ببلغتيه وهو جد منشرح لذلك، ينتظر دائما أدنى إشارة من الشيخ لينفذها عن حذافيرها، جره الشيخ جانبا، اعتقد الفقير لحسن أن الشيخ يريد قضاء حاجته كبقية البشر، كان ينتظر منه أن يطلب منه ماء ساخنا ونعلا بلاستيكيا يغسل فيه قدميه، وفي باله الغلاية الجديدة، فهو يريد أن يكون أول مستعمل لها الشيخ. لكن حينما أخذه من يده وجره مبعدا إياه عن مكان الإنشاد، فقد تأكد للفقير لحسن أن في الأمر شيءً آخر. توقفا بجانب السور الخارجي للمسجد، مسح الشيخ لحيته بيده اليسرى، بينما اليد الأخرى ما تزال قابضة بيد الفقير لحسن، وهو ما استطابه هذا الخير وتمنى أن يتوقف الزمن على هذه الحالة، رفع الشيخ رأسه ونظر في وجه الفقير لحسن وهو مستضاء بشعاع ضوء متسرب من باب المسجد، ازدادت حيرة وارتياب هذا الأخير، يقول في نفسه ودقات قلبه بدأت تتسارع هل أخطأ في شيء، هل وقع مكروه، هل غضب الشيخ من شيء حصل، ينتظر ما سيقوله الشيخ بفارغ الصبر والوجل. 
أعيى الانتظار الفقير لحسن، رغم أن ذلك لم يكن ضمن زمن طويل، مقدار المشي البطيء من باب المسجد إلى محاذاة جدار مقابل، لا يجرؤ على وضع السؤال على الشيخ، هو ينتظره أن يتكلم، بدأ يفقد التحكم في هدوئه، سرت رعشة في كامل جسده. 
قال الشيخ بصوت هادئ: 
ـ أين عبد الرحمان ابنك؟ لم أره اليوم. 
الشيخ يعرف جميع سكان القرية واحدا واحدا، يسأل عن كل واحد، عندما يسلمون عليه يذكر أسماءهم، وإن نسي اسم أحد، خاصة بالنسبة للأولاد الذين يكبرون وتتغير ملامحهم، يتدخل أحدهم ليذكره بالاسم والنسب واسم الأب والجد، كأنه بذلك يتأكد من ولاء الجميع للزاوية، بينما يعتبر أغلبُ سكان القرية ذلك ودّا وعطفا من الشيخ لا مثيل له 
نزل السؤال كالصاعقة على الفقير لحسن، فعلا بدوره لم يلاحظ غياب عبد الرحمان، لكن كيف لم ينتبه للأمر وهو يتساءل مع نفسه، لم يستطع رفع عينيه لينظر في وجه الشيخ، أحس ببرودة تغزو جسده، وتصبب عرق بارد على أسفل ظهره، كيف لا يمكن لابنه، فلذة كبده ألا يحضر مثل هذه المناسبة، بينما يحضرها كل سكان القرية، وكل من يعرف بركة شرفاء الزاوية ونفعهم للقرية، ودعاءهم بالمن والسلوى، بفضل الله وبفضل هؤلاء وبفضل الصبية والدواب يسقط المطر، وتحيى الأرض بعد موتها، ونجني نحن الثمار، ونعيش في ود وسلام… هذا ما يظل يردده باستمرار الفقير لحسن على أفراد أسرته وكل من يحدثه عن الزاوية.
رد على الشيخ قائلا: 
ـ سأبحث عنه وأحضره حالا. 
واستأذن الشيخ في الذهاب، لكن الشيخ استوقفه قائلا: 
ـ والحسين؟ بدوره لم أره 
كأن الفقير لحسن تلقى صفعة قوية، أو استفاق مذعورا على صوت رعد مجلجل، فعلا لم يأت أخوه الحسين للحفل، رغم أنه أخبر بذلك منذ عودته قبل أسبوع، وهو شديد الحرص على الحضور، ويعتبر مثل هذه المناسبة فرصة لملاقاة كافة الأهل والأحباب ورفاق الطفولة… لإحياء الرحم كما يقول والتبرك من الشرفاء قبل الرجوع إلى المهجر، في الحقيقة يعتبر الحفلة التي يقيمها أخوه الفقير لحسن مناسبة يلاقي فيها الجميع وذلك يغنيه عن زيارتهم كلهم في منازلهم، وتوزيع كم هائل من الهدايا، حيث أن كل دار يدخلها يجب أن يحمل لكل فرد من أفرادها هدية، وهو ما أصبح يجده جد مكلف له. 
ـ لقد أخبرته بالموعد وكان من المقرر أن يحضر، الغائب حجته معه يا مولانا، له سيارته قد يحضر بين الفينة والأخرى. 
سمح له أخيرا الشيخ بالانصراف للبحث عن عبد الرحمان.

الاثنين، 21 مايو 2012

مدرسة سعد بن أبي وقاص تحتفي بالتلاميذ الأيتام والمتخلى عنهم


 مدرسة سعد بن أبي وقاص تحتفي بالتلاميذ الأيتام والمتخلى عنهم

مصطفى لمودن
كانت المبادرة من الهيئة العاملة بمدرسة سعد بن أبي وقاص بسيدي سليمان، فقد نظموا حفلا ذا طابع تربوي وخيري بمدرستهم يوم السبت 19 ماي 2012، حيث تيمز بتوزيع ملابس جديدة على ثمانية وثلاثين طفلا يتيما أو متخلى عنهم يتابعون دراستهم بنفس المؤسسة، كما حصل ما يربو على عشرين آخرين من ذوي الخصاص والعوز على ملابس مماثلة، وذكر مصدر حضر الحفل أن التلاميذ جميعهم حصلوا على قطعتين أو ثلاث أو أربع من الملابس المخصصة لكل جنس ووفق أعمار الأطفال في المدرسة..
كما نظم كذلك حفل شاي على شرف التلاميذ وذويهم خاصة الأمهات اللواتي رافقن أطفالهن.. وقدم التلاميذ للحضور مجموعة أناشيد ومسرحية،  وأضاف المتحدث أن المبادرة تطوعية، وقد ساهم فيها محسنون، وفضل أحد مموني الحفلات المساهمة من جانبه مجانا لصالح العمل الخيري، كما أحضر آخر أكلا بعد الحفل..
لكن الملفت هو خيبة الأمل التي شعر بها البعض عندما تغيبت نائبة وزارة التربية الوطنية عن الحضور واكتفت بإرسال من ينوب عنها، علما أن هذا الحفل كان قد أجل لأسبوع بسبب التزامات سابقة للنائبة.
وتجدر الإشارة أن مدرسة سعد بن أبي وقاص المجاورة لمحطة القطار، كانت تمثل "النموذج" السيئ في إهمال التعليم العمومي، من حيث بنيتها التحتية وشكلها غير اللائق، وتعرف في هذه الأثناء "إصلاحا وترميما" يرى البعض أنه طال كثيرا، ويشوش على سير التدريس، وكان يمكن أن يقع  أثناء العطلة،  وهناك من يثير مسألة الجودة بحدة ويطالب بالمراقبة والتتبع لعملية الترميم.
تستقبل هذه المدرسة نسبة كبيرة من أطفال العالم القروي من جهة أولاد أحميد، هؤلاء الأطفال يعانون كثيرا جراء التنقل اليومي، ومنهم من يقضي سحابة يومه متسكعا بمحيط المدرسة، دون أن تتوفر هذه المؤسسة التعليمية على مطعم أو ملجأ يحمي هؤلاء الأطفال البعيدين في منتصف النهار مادام هناك رفض للعمل وفق استعمال الزمن التناوبي.. ويرى آخرون أن الحل هو في إنشاء مدرسة قريبة من سكن التلاميذ..

نقابة أعوان الحراسة والنظافة والطبخ بالمؤسسات التعليمية بوزان تضرب


  نقابة أعوان الحراسة والنظافة والطبخ بالمؤسسات التعليمية بوزان تضرب
محمد حمضي
دعا  المكتب النقابي لأعوان الحراسة والنظافة والطبخ، العضو بالفيدرالية الديمقراطية للشغل في بيان صادر عن اجتماعه المنعقد يوم 18 ماي،  عموم الأعوان العاملين بالمؤسسات التعليمية بإقليم وزان، إلى الانخراط في المعارك النضالية المقبلة التي سيتم تدشينها بالدخول في إضراب لمدة 24 ساعة، وذلك يوم الخميس 24 ماي الجاري، مصحوبا بوقفة احتجاجية لمدة ساعتين، أمام مقر النيابة ابتداء من الساعة العاشرة صباحا.
  إطلاق هذه النقابة الفتية التي تأسست في 18 أبريل الأخير، لسلسلة من الأشكال الاحتجاجية جاء يقول مصدر نقابي مسؤول، كرد فعل على تملص الشركات المفوضة بتدبير قطاع الحراسةوالنظافة والطبخ بالمؤسسات التعليمية بإقليم وزان، وعلى عدم احترامها للحقوق التي تنظمها وتكفلها مدونة الشغل للأجراء، ويتجلى ذلك كما ورد في الملف المطلبي في انتهاك الحرياتالنقابية، والتماطل في صرف أجور الأعوان، وعدم تحويلها لحساباتهم البنكية أو البريدية حتى لا ينكشف أمر هذه الشركات التي لا تقدم لهذه الفئة الحد الأدنى للأجور، وما يتبع ذلك من تصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والتوفر على بطاقة الشغل، وورقة الأداء وهي كلها حقوق وأخرى محروم منها هؤلاء.

الأحد، 20 مايو 2012

الاحتفال السنوي لجمعية العقد العالمي للماء أنشطة تربوية وفنية، وتجديد هياكل الجمعية


   الاحتفال السنوي لجمعية العقد العالمي للماء
أنشطة تربوية وفنية، وتجديد هياكل الجمعية
مصطفى لمودن

عرف الاحتفال السنوي ل"جمعية العقد العالمي للماء" نجاحا باهرا حسب أغلب الحاضرين والمشاركين، فقد احتضنت الثانوية الإعدادية أحمد النجاعي بتمارة الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية.. جرت صباحا أربع مقابلات في كرة القدم (ذوي الحاجات الخاصة، الكتاكيت، البنات، الشباب)، ومقابلات في كرة اليد وسط حماس غمر المؤسسة،  وفي المساء قدمت عروض فنية مختلفة من تمثيليات وأناشيد وسكيتشات وعروض راقصة.. شارك فيها التلاميذ بتأطير من أساتذهم،  وممثلو عشر مؤسسات تعليمية، واحدة من سيدي سليمان.. وعرف الحفل عرض لوحات فنية حول الماء والبيئة.. وزعت أثناء الحفل كؤوس وميداليات وشهادات تقديرية وجوائز رمزية ولوحات فنية..
تابع الحفل مسؤولون إداريون وتربيون كالنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية على إقليم الصخيرات/تمارة محمد شابلي ومديري المؤسسات التعليمية المشاركة وبعض أطرها، وآباء وأولياء التلاميذ وومثلي جمعياتهم، وأعضاء من الجمعية وضيوف مدعوين وعدد غفير من التلاميذ..
وفي اليوم السابق نظمت ندوة" المدرسة وتفعيل الحق في الماء"  بكلية الحقوق، جامعة محمد الخامس أجدال شارك فيها نجيب العوفي عن الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية، ووجون بيير بوكي وهو خبير من فرنسا في مجال الماء، والمهدي لحلو.
كما وفرت الجمعية شتائل لغرسها بالمؤسسات التعليمية.
وتجدر الإشارة أن الجمعية المهتمة بالماء والبيئة جددت هياكلها، وقد أصبح محمد ياسر أكميرة (صيدلي) هو رئيسها، واكتفى المهدي لحلو  (أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للإحصاء) بالعضوية داخل المكتب الوطني، كما تقرر مراجعة القانون الأساسي كي تتشكل بموجبه فروع للجمعية، وليس الاكتفاء بمجموعات عمل..
وقد دأبت الجمعية على تنظيم نفس الحفل بنفس التاريخ كل سنة بمدينة مغربية منذ 2008.
——————–
 
المدونة: العودة لاحقا للتفصيل أكثر ونشر الصور 

سَرْد: " اَلْعرس الذي لا ينتهي…"


  سَرْد: " اَلْعرس الذي لا ينتهي…"
          
ـــ حين تَأْسِرُكَ العاصفة اسْتَسْلِمْ 
 لكنْ كُنِ الوَتَرَ الذي يَعْزِفُ الريح.  ( أَدونيس ـــ أَبجدية ثانية)

 ـــ إلى الجسد " الإلْكُوي " بغير استثناء أيّ عُضو…
عن صفحة جواد المومني بالفايسبوك: "رُفْقةَ المناضلين العُظماء: يدّار ( شيخُ الثُّوار الأحرار )عبد اللطيف بنلحسن محمد الشاوي… في بورصة باريس/سان دوني"

سرد: جواد المومني
تَسَمَّرَ في مكانه وهو يَفْتح باب الدار..كانت تُمْسك سَمّاعةَ الهاتف، وبغزارةٍ تُذْرف الدموع؛ صوتُ أختها كان يَحكيها عن تطورٍ مُفاجئٍ وغير سار في مسار صراعِ والِدَتِهما مع المرض اللعين… جَذَبها إليه و تَرَكها تَنْتحبُ على صدره، عَلَّها تُخفف عن نفسها. أَكَّدَ لها أنَّ الأعمار بِيدِ خالقها، و أنّ النهاية الحَتْمِيَّةَ أمرٌ مُطْلقٌ لِلْجميع. حاولَ جاهِداً أنْ يُقاسِمها المُكابَدَةَ و أن يَرْسُمَ البسمة على وَجْنتيْها، سأَلَها عن الأحوال، عن أدهم عن أكرم عن الدراسة… كانت تُجيب باقْتِضابٍ، ثم تَسْترسلُ في عودةٍ مُستمرّة إلى وَضْعِ أُمها الحَرِجِ أَكَّدتْ أنّ لِبُعْدِ مَوْطنِ الأحِبّة تأثيرٌ قوي على تَمْتين الْآصِرَةِ. فَكَّرَ لِوَهْلةٍ ثمَّ رَدَّ: " حُبُّ الأوطان من الإيمان" يا لَيْلَى… ما في ذلك من شك، إلّا أنّ " ظُلمَ الأوطان " أَمرٌ مُؤْسف حقّاً، وغَيرُ حَقيقٍ بالوطن أن يُهينَ أبناءَهُ أو أنْ يُذيقَهُمُ المَذَلّاتِ
عَرَّجَ بهما الحديث عن السياق، وسأَلَتْهُ عن إمكانية تَحْضيرها لوجبة غذائية ما، لكنه امتنع مُكْتفيا بما تَناوَله في قطار " التِّي.جي.في." أثناء رحلة العودة إلى پـــــــيرپـــــــينيان مِن باريس. جلسَتْ أمامه على الأريكة ثم طالبَتْهُ أن يحكيها ما عاشه خلال اليومين الفائتين في باريس،
قام و أَحْضر كأس ماءٍ، عَبَّهُ كاملاً، أَطْرَقَ رأسَهُ ثم تحَدّث في نَشْوةٍ..
يا ليلى؛ إن ما عشتُه هناك شيء لا يُوصف. لقد تمكّنا أخيرا من هدم جدار سميك لم يكن مسموحاً أبداً بِتجاوزه أو حَفر ولو ثُقْبِ مسمار فيه. لقد قَدِرْنا على فك طلاسم شعوذةٍ إلْتصقتْ رِدْحاً من الزمن بهذا الجسد. لقد اسْتطعنا هَزَّ شِباك خصم حاصَرنا بخُطةٍ ظن أنها الأقوى، وأن لا أحدَ يقدر على استقرائها أو تَحطيمها بالتالي… آهٍ، أُعْذُريني قد أَخذَتْنِي حماسةُ الحَكْي ونسيتُ أنْ أُحدثكِ " عنَّا " ؟ نحن ممثِّلي اللغة العربية والثقافة المغربية في أوربا، وعن الآخر، ذلك المسؤول عن المحنة التي تُدركين عُمقَها بكل تأكيد..
ما أحسَسته وقتَها تَجاوز ما سطَّرهُ خيالي في البدء، ويَعِزُّ نَظيرُ تلك الروح الأخوية: هُتاف، صياح، تَنديد، شَجْب، صَفير، شعار… وفي المقابل؛ صَمتٌ رهيبٌ!! لا أدري أَهِيَ الزَّلزلةُ ما صنع ذلك أمِ الخَرَسُ العَنيدُ ٱسْتوطَنَ جُدران تلك البناية الشامخة المُطِلَّة على " المرأة الحديدية "؟
يا ليلى، لقد قيل في الحِكمة قديماً: " مَقْتَلُ الرَّجل بين فَكَّيْهِ"، ومع ذلك سأُقاسمكِ اللحظة شعوراً ينتابُني، وأتساءلُ بالتالي عن أيِّ رجلٍ سأتكلمُ: أَرَجلٌ هذا منْ يَفوهُ بكلامٍ ولا يصنعه؟ أوِ ٱمْرُؤٌ هذا من يعترف لك بحقكَ في العيش الكريم ولا يُطَبِّقه؟ أيُّ مخلوق هذا يؤكد أنَّ من واجبه توفير الحماية الكاملة لذاتكَ وللمُحيطين بكَ وفي المقابل يتركُ حياتَكَ عُرْضةً للكلاب تنهشها في تَأنٍّ؟ أي إنسانٍ هذا يَعْلَمُ جيداً مصيرَكَ ويَفْقَهُ كلَّ خَباياهُ، لكنه يَتَغاضى عن هذه المعرفة ويغدو جاهلاً؟
إنَّ ما عشتُه، كان وِلادة ليستْ بالسهلة. فَهَلَّا علِمْتِ أنّ مخاض التحضير أمرٌ آخرُ ما حضَرْتُهُ لم يكن سوى قَطْعٍ للحبل السُّرِّي؛ فأين أنا من الاجتماعات؟ و اللقاءات؟ والأوراق؟ والبيانات؟ والحوارات؟ والسهر؟ والتنسيق؟  والتدوين؟ والليالي الباردة المَطيرة؟ والسفر في الْمِتْرو؟ وجمع المساهمات؟ والتكليفات؟ والأعباء والمشاغل المرافقة؟
وحشد الدعم؟… أين أنا من كل ذلك؟ صَدِّقيني، لقد كان صادقا من قال: " العَروسةُ لِلْعريس، والجَرْيُ لِلْمتاعيس! " لكني، رَمَقتُ في عيون الجميع فَرحاً طُفوليّاً جميلاً، وذاك غيرُ غريب… الكُلُّ يُرحب بالكل، والكل يُعانق الكلَّ، الكل يدعو للكل بالتوفيق في قابل الخُطى، الكل يَهتفُ بِحياة غيره، والكل يَضْرب للآخر مواعيدَ لِلِقاءٍ قريب وَشيكٍ قد تَنفرج فيه الشمس ساطعةً، هازمةً فُلولَ الغيم المُتبقي..
حَضرتُ قبل " صَرْخةِ " الميلاد إياها بعضَ لحظات المخاض القبلي، ولَكَمْ سَرَّني أن أعيش سُوَيْعاتٍ حتى آخرِ دَقات الليل رُفْقَةَ كائناتٍ أَدْركتْ عُمقَ المرحلة وتاريخِيَّتَها؛ كائناتٍ صَدَحَتْ بِأعلى صوتها أَنِ الدَّعمُ كلُّ الدعم والتضامن الَّلا مشروط معَ وَلِمُمَثِّلي 
حَرْفِ الضاد " في بلاد المهجر..
عايشتُ عن قُرب مُؤازرةً حَديدِيَّةً قَلَّ أنْ سادتْ: ذاكَ يكتب بخط اليد على الوَرق المُقوّى أو على اليافِطاتِ، وتلك تصنع العجائن، وأخرى تُتَبِّلُ " الحَريرة " وآخرُ يُرتب الكؤوس والأواني وباقي المستلزمات لِلْإِطْعام الجماعي على شرف ضيوف باريسَ. كُلٌّ يعمل بتفانٍ يعلو سٌحْنته فخـرٌ واعتزازٌ..
إليكِ أعودُ يا ليلى وأقول على سبليل الخـتم  إن الفردَ منّا لا يعيش بالخبز فقطّ، ولكنما هي المبادئ والقيَم النّبيلة التي تؤطِره هي من يُحْيي فيه أصالة الإنسان. 
انتهى في: بيربينيان، يوم الخميس 17ماي/أدار 2012 لري

الجمعة، 18 مايو 2012

تأسيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي التربية الوطنية بسيدي سليمان


 تأسيس جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي التربية الوطنية بسيدي سليمان
انسحاب نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وتقديم طعن
الكاتب العام للجمعية ذ. سعيد عبد الله: سنحدد المشاريع ذات الأولوية ونستفيد من التجارب الناجحة

ذ. سعيد عبد الله الكاتب العام لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي التربية الوطنية
مصطفى لمودن
تأسست جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي التربية الوطنية بعد عقد جمع عام لمنتدبي المؤسسات التعليمية ومن يحق له المشاركة يوم الاثنين 16 ماي بثانوية علال الفاسي، وقد أسفر التصويت على انتخاب مكتب إقليمي يتشكل من تسعة أساتذة، هم سعيد عبد الله كاتب الفرع، وبوعزة الهيرس أمين المال، ومحمد نويكة، ومصطفى المهداوي، ومحمد الكورش، وكمال الصغير، ومحمد لحليبة، وخالد البهجاوي، ومحمد الشطيبي.  
بلغ ممثلو المؤسسات التعليمية 102، وهو نفس عدد الأصوات المفترض أن تشارك، المصوتون الفعليون 75، الأصوات المحسوبة 72 والملغاة 3، وقد بلغ عدد المنخرطين على الصعيد الإقليمي 1482، كلهم أدوا واجب الانخراط المقدر بخمسين درهم، وذكر أن هذا الانخراط قياسي بالمقارنة مع بقية الأقاليم…
وقد تحالفت "الفدرالية الديمقراطية للشغل" المقربة من "الاتحاد الاشتراكي" مع "الاتحاد الوطني لموظفي التعليم" التابعة للاتحاد الوطني للشغل المقربة من "حزب العدالة والتنمية"، وحصدتا فيما بينهما التمثيلية داخل المكتب الإقليمي، الأولى حصلت على أربعة أعضاء وصفة الكاتب، والثانية على خمسة أعضاء ومسؤولية الأمانة.
بينما لم تحصل قائمتين أخريتين على أي عضو، أحدهما تابعة للاتحاد العام للشغالين، والثانية للاتحاد المغربي للشغل، ولم تتقدم أي لائحة مستقلة..
بينما أنسحب المندوبون الكونفدراليون من الجمع العام، عددهم 23، وقد وقعوا طعنا أرسل إلى المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية ، يطالب حسب حميد هنكارة الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بإعادة العملية برمتها على أساس اعتماد الديمقراطية ومشاركة كافة نساء ورجال التعليم، وأضاف عبر اتصال هاتفي مع "مدونة سيدي سليمان" أن العملية وفقه شابهتا عدة "خروقات" مند انطلاقها، وقد جرد عددا منها تعود لبداية شهر أبريل السابق، منها تحفظ نقابته على تاريخ الجمع العام التأسيسي، وعدم إخبار المكتب الوطني والجهوي للأعمال الاجتماعية وإشراكه،  لتنضاف حسبه بعد ذلك مبررات أخرى كإشراك نقابيين في توزيع وصولات الانخراط، وعدم إشراك أعضاء منخرطين في المؤسسة الاجتماعية كانوا تابعين لإقليم القنيطرة..وقال كذلك إن نقابته راسلت في الأمر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين… وحول رأيه في التحالف الذي حصل بين النقابتين المذكورتين قال حميد هنكارة "نحن لا يمكن أن نتحالف إلا مع الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وأعتبر ما وقع لخبطة، وليس فيها أي انسجام بالنسبة لما يقع على المستوى الوطني". واعتبر قرار نقابته منسجما مع مواقفها.
ترأس الجمع العام نائبة وزارة التربية الوطنية على إقليم سيدي سليمان نعيمة ركيوي، والحسين الإبراهيمي ومحمد بلاط عن الجمعية، تترأس نائبة وزارة التربية الوطنية المجلس الإداري للجمعية، ومن حقها إضافة ست مديرين للمؤسسات التعليمية، وتهتم الجمعية المؤسسة بكل ما له علاقة بما هو اجتماعي وثقافي وترفيهي لمنخرطيها..
وفي هذا الصدد ذكر سعيد عبد الله كاتب فرعى "جمعية الأعمالالاجتماعية" بسيدي سليمان متحدثا عن الانتظارات والأهداف المرتقبة بقوله:
"هي كثيرة، سنجلس كمتكب ونحدد مشروعا، وننفتح من أجل ذلك على كافة المنخرطين والمنخرطات، إن فترة التأسيس ليست سهلة، وتتطلب الكثير من الجهد،  وسنحاول الاستفادة من التراكمات والتجارب الناجحة التي حققتها جمعيات مماثلة، كما هو عليه الحال في اخنيفرة ومكناس والقنيطرة.. نتمنى أن نجد مقرا أو ناديا، سنفكر مستعجلا في مسألة التخييم والاصطياف والعمرة.."
وإذا ما استطاع المكتب تجميع مطالب المنخرطين الألف والأربعمائة وجعل منها قوة مفاوضة ومن خلال تنسيق محكم يمكن أن يتحقق الكثير على المستوى الخدماتي والترفيهي… وتبدع الجمعية شركات لذلك مع عدة فاعلين خواص ومن القطاع العام.. وتجدر الإشارة أن الجمعية على المستوى المركزي عقدت اتفاقية شراكة مع "مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي التربية الوطنيةوالتكوين المهني"، وهي التي تتوفر على موارد مالية مهمة، منها ما يقتطع من أجور الموظفين مباشرة.
——–   
صور الجمع العام: محمد بوبلاح

قراءة في المجموعة القصصية “نزيل في التراب” للقاص مصطفى لمودن/ بقلم مريم التيجي


قراءة في المجموعة القصصية “نزيل في التراب” للقاص مصطفى لمودن
 
 
مـريـــم الـــتـــيجي 
تعدنا المجموعة القصصية الأولى لمصطفى لمودن منذ البداية برحلة في اتجاه الأعماق، أعماق المجتمع؛ حيث ستقودنا إلى الدروب الضيقة والأزقة الفقيرة والقرى المنسية، وإلى كل ما يرمز إليه التراب.
وقد وفق الكاتب في اختيار القصة الأولى لمجموعته، حيث تعكس تجربة شاب مغربي في بداية المشوار وجها من وجوه هذا المجتمع، فتقايض فتيات في مقتبل العمر ليلة دافئة بأجسادهن الغضة.
في هذه الرحلة يخير الشاب بين حضن امرأة لا يحبها ولا يعرفها، بل بين عدة أجساد كان له حرية الاختيار بين واحد منها، وبين النزول إلى التراب والتيه في الفراغ، فمال دون تفكير للاختيار الثاني..
وإن كانت القصة تعكس وجها قبيحا تسترخص فيه أجساد فتيات في مقتبل العمر، فإنها تعكس أيضا وجها مشرقا لموقف الشاب الذي لا نعرف كيف انتهت رحلته..
وما يثير الاهتمام في هذه المجموعة القصصية بالإضافة إلى مطلعها، هو الحضور القوي للمرأة فيها، كما أنها تتحفنا بتنوع المشاهد والمواقف، رغم تشابهها في محاولة لرسم الوجه القاسي للمجتمع المغربي خلال التسعينيات من القرن الماضي.
ولا يكتفي القاص بتنويع المواقف لكنه يحاول تنويع اللون القصصي أيضا بين القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا أو ما بات يعرف اختصارا ب ق.ق.ج.
وما يمكن تسجيله على اللغة التي كتبت بها مجموعته القصصية الأولى عموما أنها تجمع بين البساطة والقوة والعمق. حيث لا يكتفي النص بالسرد القصصي، بل يضيف عليه أحيانا البعد التأملي، ويتحفنا بصور رمزية، تصل إلى ذروتها في بعض اللمحات، مثل ما تشي به قصة “حيرة” حيث أننا ننطلق مع الكاتب من البداية في رحلة لا تهم فيها الملامح والسحنات: “يصعب علي تذكرهم جميعا، حتى سحناتهم ونبرات أصواتهم انمحت من ذاكرتي” ولا التفاصيل البسيطة للمكان والزمان، إنها رحلة تيه مقلقة محيرة سببها حمى غريبة كانت صورة رمزية لحال المجتمع، وتنتهي القصة بنفس الحيرة التي انطلقت منها لتترك القارئ حائرا بين كل الاحتمالات.
يحضر سكان قرية ما في تجربة مصطفى لمودن بما يشي بنوع من العرفان والامتنان أكثر مما كان تعبيرا عن مجرد الانتماء، في كل قصة هناك رائحة لتراب القرية، حتى عندما لا يأتي على ذكرها بشكل مباشر، إلا أنها تتجسد بوضوح في بعض المحطات كما هو الحال في قصة “الثعبان والبيض المسلوق”.
تجربة المجموعة القصصية “نزيل في التراب” تستحق اهتماما نقديا أكبر، لأنها تحمل في ثناياها بذور تجربة مغربية واعدة، لامتلاكها للخيال الواسع، والتمكن القوي من الصورة الرمزية ومن أدوات اللغة.
وككل عمل لا يزال في بدايته لابد أن تشوبه بعض الشوائب، وكقارئة تمنيت لو وضعت بعض القصص القوية جدا في بداية المجموعة القصصية قبل غيرها.
كما أني لاحظت أن لعبة العناوين ليست من السهولة التي تبدو عليها، فإن كان بعضها قويا ودالا مثل “نزيل في التراب” “عين على مهزلة” “حيرة”…فإن بعض العناوين التي اعتمدها الكاتب افتقدت إلى الدقة، وكانت أطول مما يجب مثل “تاء التأنيث غير المتحركة :عائشة غير التعيسة” في وقت كان من الممكن أن يكتفي بمقطع واحد من هذا العنوان المركب، أو ربما بكلمة واحدة “عائشة”.
انطبق نفس الأمر على عنوان آخر وهو “حالة: فاصلة من حياة مواطن” وكان يمكن، بدل محاولة قول كل شيء في العنوان، الاكتفاء بوضع كلمة واحدة: “فاصلة” أو “حالة” وستكون أبلغ في رأيي المتواضع.
ويجمع النقاد على أن وضع النهاية لأي قصة قصيرة هي الأهم والأصعب في بعض الأحيان، وقد وفق الكاتب في أغلب الأحيان في نسج نهايات بدقة متناهية، لكنه سقط أحيانا في فخ “وعدت فرحا مسرورا” مثل ما حدث معه في نهاية قصة “تاء التأنيث المتحركة: عائشة غير التعيسة” حيث جاءت النهاية باردة تميل للسذاجة.
وفي نفس القصة يقع القاص في بعض الهنات اللغوية، ويتداخل لديه منطوق الكلمات بين اللهجة الدارجة وبين العربية الفصحى، ففي الصفحة 12يقول “كل الكراسي مملوءة، بل محتجزة بالنسبة إلي أنا التي تعبت من المشي..” وبغض النظر عن الصياغة الكاملة للجملة، فربما كان الأولى وضع كلمة “محجوزة” بدل “محتجزة”.
في نفس الصفحة يضيف”خاطبتني إحدى النسوتين” بدل “خاطبتني إحدى السيدتين، أو المرأتين، أو إحداهما..
وفي الصفحة 15″ وتتحسس أطرافك وتنعل الشيطان” بدل و”تلعن الشيطان..
وتتسرب كلمة أخرى من القاموس العامي دون قصد في الصفحة 17 “وهم يعسفون دون رحمة”
كما يخل الإطناب والإكثار من الكلمات التي تحمل نفس المعنى أحيانا بجمالية النص مثلما حدث في الصفحة 16 “ولا ينسى بعضكم الحديث عن الكرة والبارصا والريال والرجاء والوداد” وتبدو كلمة “الكرة” زائدة يمكن حذفها حيث إن ما بعدها يحيل عليها.
كما تبدو كلمة “عن كلام” إضافة يمكن حذفها في نفس الصفحة “منكم من يتحدث عن كلام في السياسة..” ونفس الملاحظة يمكن الانتباه إليها في الصفحة 18 في عبارة “لا ينادي عليك أحد إلا في بضع المرات القلائل..”
وتبقى هذه الملاحظات إضافة لبعض الهفوات المطبعية القليلة دون تأثير كبير على قيمة العمل، أو قيمة اللوحات القوية التي تزخر بها المجموعة القصصية “نزيل في التراب” مما يؤشر على انطلاق الخطوات الأولى لرحلة قصصية واعدة في المغرب.


  —————————–