الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

مدونة سيدي سليمان في حوار صريح وشامل مع الأستاذ إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية بمناسبة ترشيحه وكيلا للحزب بدائرة سيدي سليمان.


 مدونة سيدي سليمان في حوار صريح وشامل مع الأستاذ  إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية بمناسبة ترشيحه وكيلا للحزب بدائرة سيدي سليمان.
إسماعيل العلوي:
ترشحي هو رد على سلوك دنيء وتكالب بعض القوى ضد حزبي.
 
تطرق إسماعيل العلوي لظروف ترشحه الطارئة، ولجزء من تاريخه النضالي مع حزبه، ولعلاقته مع سكان دائرة سيدي سليمان التي سبق أن مثلها في البرلمان، ثم أعطى رأيه في "المقاطعة" والتحالفات، وتشتت اليسار، ودور الحكومة المرتقبة…
أجرى الحوار من سلا لفائدة مدونة سيدي سليمان عبد الإله عسول
 
-سؤال: في عجالة أستاذ إسماعيل، نود منك أن تتفضل بإعطاء المدونة نبذة مقتضبة عن حياتك الشخصية والحزبية…
جواب-إنني من مواليد سنة 1940. رأيت النور بسلا بحومة بابا حسين في أسرة محافظة تسكن بجوار الزاوية الدرقاوية التي كان جدي من أبي مقدما عليها.
درست بمدرسة "الشراطين" ومدرسة "الرمل" بسلا وتعلمت اللغة العربية بالمنزل على يد أساتذة مثل الأستاذ الطازوطي والأستاذ العوفي، ثم الأستاذ محمد الغربي قبل أن أنهي تعلمي بالعربية مع الأستاذ اليابوري الذي أصبح من بعد رئيسا لاتحاد كتاب المغرب.
في مطلع الاستقلال سنة 1956 انتقلت الأسرة إلى القنيطرة وتابعت دراستي الثانوية هناك بعد ما بدأتها بثانوية كور والتي تحولت إلى ثانوية الحسن الثاني. وبعد حصولي على الباكالوريا بقسميها تابعت الدراسة في قسم "البربيدوتيل" أي التحضير للدراسات العليا بثانوية "ليوطي" بالدار البيضاء، وكنت أتابع دروسا في السنة الأولى علوم سياسية في آن واحد.
بعد حصولي على شهادة "البربيدوتيل" التحقت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط شعبة الجغرافيا والتاريخ قبل أن استكمل دراستي بباريس في معهد الجغرافيا.
وخلال مكوثي بالرباط التحقت بصفوف الحزب الشيوعي المحظور آنذاك في سنة 1961 انطلاقا من قناعتي بضرورة القضاء على كل أنواع الاضطهاد والاحتقار وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية. ومازلت وفيا لهذا الاختيار وسأبقى وفيا إليه إلى أن ألتحق بالرفيق الأعلى.
وبموازاة مع الانضمام إلى الحزب انخرطت في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حيث تحملت داخل صفوفه مسؤولية التنسيق بين الفروع التي كانت له بفرنسا.
وسنة 1965 عدت نهائيا إلى أرض الوطن وتزامن ذلك مع وفاة الوالد رحمه الله.
في يوليوز 1966 كان لي شرف المساهمة في المؤتمر الثالث للحزب الذي انعقد في السرية حيث انتخبت عضوا في اللجنة المركزية؛ كما حصل لي شرف العمل  بجوار أستاذي ورفيقي عبد العزيز بلال، وتكلفت تحت رعايته بالعمل في وسط الفلاحين بالغرب مع رفاق شباب آخرين آنذاك. وحيث كان الحزب محظورا كنا نلتقي مع رفاقنا الفلاحين والعمال الزراعيين في بعض الأضرحة ليلا بمنطقة دار بلعامري وسيدي سليمان.
في 1968 عاد الحزب إلى العمل العلني قبل أن يمنع من جديد سنة 1969 وكتب لي أن قضيت مدة وجيزة في سجن العلو بصحبة رفيقي علي يعتة ومحمد شعيب الريفي اللذين قضيا شهورا حبسا نافذا، أما أنا فأطلق سراحي بعد 15 يوما لأنه تبين أني لم أحضر في الاجتماع الذي اتخذ ذريعة لمنع الحزب، والحكم على أمينه العام وأحد أعضاء ديوانه السياسي.
وسنة 1975، بعد المسيرة الخضراء، تم الاعتراف القانوني بالحزب وساهمت في تأسيس حزب التقدم والاشتراكية وفي مؤتمره الأول انتخبت عضوا مساعدا بالديوان السياسي قبل أن أصبح في المؤتمر الثاني عضوا كامل العضوية في الهيأة التنفيذية للحزب.
أما ما حدث في حياتي الحزبية فيما بعد فهو معروف ولا داعي للإطالة في هذا الموضوع لأن على أي نبذة أن تكون مختصرة. وأنا رهن الإشارة إن أردتم المزيد.
 
السؤال الأولأول سؤال يتبادر لذهن المتتبع، هو ما الذي حصل حتى تخرجون من تقاعدكم السياسي، ومن جبتكم كرمز للحزب وأحد حكمائه الذي طالب إعفاءه أكثر من مرة من مسؤولية الأمانة العامة لأسباب صحية، لتعودون إلى تحمل هذه المسؤولية التي ليست بالسهلة؟
الجواب: أولا لم أصبح في يوم من الأيام متقاعدا عن العمل السياسي بمفهومه النبيل. أنا مناضل أعتمد في حياتي على قيم ومبادئ وقناعات وكل هذا يمنعني من أي تقاعد.
صحيح أني طالبت أكثر من مرة بالتخلي عن مسؤولية الأمانة العامة لأسباب شخصية منها ما هو عائلي، ومنها ما هو أخلاقي. تعلمون أني تجاوزت السبعين من عمري ومن الأفيد لحزبي أن ينعم بالطاقات الشابة التي يزخر بها.
أما عودتي إلى الترشيح بإقليم سيدي سليمان فهذا يعزى إلى أمر طارئ حصل وهو تكالب بعض القوى على حزبي وهذا لا ولن أقبله أبدا.
قررت مع حزبي أن نرفع التحدي وأن نعمل بحكمة المقولة الشعبية "لي عندو باب واحد الله يسدو عليه". أني أعتبر أن لي مع إقليم سيدي سليمان روابط حميمية تعود إلى منتصف الستينيات وكان لي شرف تمثيل جزء مهم من سكان هذا الإقليم الفتي في الثمانينيات وبداية التسعينيات بالبرلمان.
ولم أنقطع عن الاهتمام بهذه المنطقة وبسكانه في الحواضر والأرياف. ويسعدني أن أقول أني مع رفاق ورفيقات وإخوة وأخوات أقوم بنشاط جمعوي في إطار الجمعية التي أترأسها وهي "جمعية تنمية عالم الأرياف" والتي أعطت حروفها الأولى بالفرنسية كلمة "ADMR" "أدمر" ونعلم جميعا معنى هذه الكلمة الدارجة المقتبسة من الأمازيغية.
طبعا عندما قررت عن طواعية رفع التحدي الموجه لحزبي لم أسقط في الغرور. سأخوض المعركة الانتخابية بنفس الحماس الذي كان لي في المعارك الانتخابية الأخرى دون المبالاة ب "الهزيمة" إن حدثت. إني أفعل في العمل السياسي الشعار الأولمبي القائل:  "الأهم ليس هو الانتصار بقدر ما هو المساهمة".

السؤال الثاني: كيف تنظرون من موقعكم كسياسي خبر العمل الحزبي من موقع المعارضة والحكومة إلى الوضع السياسي العام بالبلاد، خصوصا مع ما يشهده العالم العربي من تطورات سريعة مفتوحة على احتمالات مختلفة، ومع ظهور حركة شباب 20 فبراير، الذي يطالب بتغييرات في ممارسة العمل السياسي بدءا بمحاربة الفساد والمفسدين وتطهير السياسة من الانتهازيين وأصحاب الشكارة والنفوذ..؟
الجواب: إن راهن الوضع السياسي ببلادنا يتميز بمجموعة من المفارقات. فشعبنا بفضل كفاحه ونضالات أبنائه ولاسيما منهم الشباب، استطاع أن يحقق من خلال الحراك الذي انطلق مع حركة 20 فبراير مكاسب هامة في الميدان السياسي والمؤسساتي؛ لكن يبدو لي أن عدداً من المواطنين ولاسيما منهم المسيّسون لم يقدروها حق قدر هذه المكتسبات، وأخذوا يستخفون بها وكأنهم في قرارات أنفسهم يريدون التنكر إليها، هذه هي المفارقة الأولى في تصوري.
أما المفارقة الثانية فيمكن تلخيصها في كون  بعض الهيئات السياسية التي أخذت تساهم في العمل السياسي في إطار المؤسسات لمدة طويلة من الزمن وتحت مضلة دستور أقل تقدما من هذا الذي اقر في فاتح يوليوز 2011، تنادي إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية. أين هو المنطق يا ترى! أعتبر شخصيا أن العمل السياسي يجب أن يتنافى وكل انفعال ذاتي سلبي(sans états d’âme)  كما يقول الفرنسيون، وما لا يأخذ كله لا يترك كله.
المفارقة الثالثة هي أن الدستور الحالي( كما هو حال كل الدساتير في العالم) رهين فعلا في تطبيقه بمدى المستوى السياسي العام للشعب. ودون التقليل من فطنة وحدس شعبنا يجب الاعتراف بأن "المشكلة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" لشعبنا في الوقت الراهن لا تناسب كل ما يمكن أن ينجم عن تفعيل الدستور الجديد. وبالتالي من الممكن إن لم نكن حذرين أن يبقى هذا الدستور المقدم حبرا على ورق.
ولتوضيح ما أقول آخذ مثل دستور مملكة الدانمارك. إن هذا الدستور الموضوع سنة 1953 أصبح متجاوزا إذ ينص بصراحة في مادته الثالثة أن العاهل الدانماركي "يتقاسم ومجلس الشعب السلطة التشريعية" وأنه "ينفرد بالسلطة التنفيذية"! لكن المستوى العام للشعب الدانماركي جعل هذه الصياغة متجاوزة. وما لوحظ إيجابا في حالة الدنمارك يمكن أن يلاحظ سلبا في بعض الحالات. وهذا ما أخشاه بالنسبة لنا في المغرب. ولتفادي هذا الوضع يجب الانخراط بوعي وبقوة في عملية "تنزيل" مضامين الدستور الجديد مما يقتضي لا "المقاطعة" بل الاجتهاد من أجل قطع الطريق على المفسدين وعلى كل من لا يريد التفعيل الحقيقي لمضامين هذا الدستور. وبالمناسبة أود أن أدقق مفهوما أصبح متداولا في الفترة الأخيرة وهو مفهوم "المقاطعة" الذي يترجم بكلمة "boycott." إن المقاطعة في المعجم السياسي تفترض العمل المنظم الواعي لا لعدم المشاركة في العملية الانتخابية بل إفشال هذه العملية بكل الوسائل بما فيها العنف! وهذا أمر غير وارد حتى في التصورات الأكثر تطرفا في بلادنا. 
إن الخطأ الحاصل في استعمال هذا المفهوم ليدل على أن جزءا من طبقتنا السياسية لم يرتقي بعد إلى مستوى الأحداث. وهذه هي المفارقة الثالثة.
خلاصة القول هو أن محاربة الفساد والمفسدين وتطهير الساحة السياسية من الانتهازيين وأصحاب "الشكارة" و "النفوذ" كل ذلك يقتضي لا المقاطعة ولا عدم المشاركة والامتناع بل الانخراط بكثافة وبقوة في العملية الانتخابية. فهذه الطريقة هي الوحيدة الكفيلة بقطع دابر الفساد والمفسدين والانتهازيين الذين يستغلون الفقر والجهل اللذين ما زالا منتشرين بين صفوف شعبنا.

السؤال الثالث: ما هي أهم المستجدات التي ترون أنها تشكل دافعا جادا لانقطاع المواطنين بالإقبال على المشاركة في الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الجاري؟ خصوصا أن هناك دعوات لأطراف سياسية معارضة، لمقاطعة الانتخابات، اعتبارا منها أن لا جديد عرفه ملف الإصلاح السياسي والدستوري – في نظرها-؟
الجوابيبدو لي أن الجواب على هذا السؤال متضمن فيما سبق؛ لكن أستسمح إن أكدت مرة أخرى على عدم منطق قبول العمل السياسي في إطار الدستور القديم والتواجد في المؤسسات التي كان ينص عليها، ورفض العمل في إطار دستور جديد أكثر تقدما! فهذا موقف بعيد عن المنطق السليم. هذا موقف لا يمكن لا فهمه ولا قبوله من مناضلين لا نشك في حسن نواياهم. إنما كما يقول المثل "فطريق جهنم معبدة بالنوايا الحسنة" la route de l’enfer est pavée de bonnes intentions.

السؤال الرابع: هل تعتقدون أن دائرة سيدي سليمان توفر حظوظا للنجاح أكبر من دوائر أخرى مثلا؟
الجواب: لم انخرط في هذه الانتخابات سعيا وراء مقعد. وحتى في الماضي لم يكن سعيي هو الحصول على مقعد في البرلمان، أعتبر الحملة الانتخابية مناسبة للتعريف بخطة حزبي، بقيمه وبمبادئه، كما أعتبر في نفس الوقت أن مثل هذه المناسبة (أي الحملة الانتخابية) هي مناسبة للتعلم أكثر من شعبنا وإدراك محاسنه ومساوئه. 
وأتأسف لكون العديد من المناضلين لا يحسنون العمل عن قرب ولا يتوفر لهم النفس الطويل الذي يمثل وحده ضمان النجاح السياسي (إضافة طبعا إلى توفر الخط السياسي والقدرة على التحليل الصائب).
ثم لا تنس أني أتيت إل دائرة سيدي سليمان نظرا لما يجمعني بسكانها منذ الستينيات وكذلك للرد على العمل الدنيء الذي اقترفه البعض ضد حزبي. لربما سيعتبر البعض أن موقفي كان نتيجة "انفعال" واعترف بذلك لأن ما أقدم عليه بعض الفاسدين المفسدين في دائرة سيدي سليمان وفي غيرها من الدوائر ضد حزبي، هو الذي جعلني أثور وأقدم على ما أقدمت عليه من ترشيح. لكن من وراء رد الفعل هذا نجد الرغبة في دق ناقوس الخطر إذ أن السلوك الدنيء الرامي إلى عرقلة حزب مثل حزب التقدم والاشتراكية واستعمال أساليب تذكرنا بماض ولى بدون رجعة، يمثل خطرا على استقرار البلاد وضربة لتقدمها على درب التحديث والتقدم.

السؤال الخامس: ما هي محاور برنامجكم الانتخابي سواء بالنسبة للحزب الذي تمثلونه، أو بالنسبة لكم كسياسي له علاقة حميمية بالمنطقة؟
الجواب: فيما يخص برنامج الحزب الانتخابي فمن دون شك أنكم اطلعتم عليه وعلى ما يتضمنه من التزامات. إننا كحزب وفي لدوره ولهويته نناصر أولا وقبل كل شيء الكادحين والمستضعفين من شعبنا في مطالبهم المشروعة، ولهذا اخترنا كشعار مركزي لهذه الحملة الانتخابية: "الكرامة الآن". و الكرامة تعني القضاء على الفساد وعلى كل تبعاته من استغلال النفوذ والجاه واحتقار المواطنين والمواطنات البسطاء في حياتهم اليومية عن طريق الرشوة والإقصاء والتهميش واستغلال الجهل والفقر.
إن تصريف هذا الشعار يهم كل مناحي الحياة اليومية للمواطن والمواطنة في ميدان السكن والصحة والتعلم والتثقيف والمساواة بين الجنسين، مما يقتضي تحسين شروط وظروف العيش الكريم، فمن الصعب تلخيص البرنامج في بعض السطور لكن الأهم هو جعل المواطنين والمواطنات يرتقون إلى مستوى أعلى من الوعي، وأن يصبحوا قادرين على تفعيل "الديمقراطية المشاركتية".« démocratie participative »
إضافة إلى كل هذا فنحن في حزب التقدم والاشتراكية نعطي أهمية قصوى لمفهوم العدالة الاجتماعية مما يفرض الانكباب على الحقل الاقتصادي وحقل العلاقات الاجتماعية للإنتاج، وهنا نصل إلى محاربة اقتصاد الريع وإلى ضرورة مراجعة نظامنا الجبائي حتى يساهم الجميع في تمويل احتياجات أفراد المجتمع بشكل عادل. وكل ما قلته في هذه العجالة ما هو إلا قطر من فيض فيما يخص منطقة سيدي سليمان فإنكم تعلمون أنها توجد في إحدى أغنى مناطق الوطن اقتصاديا، لكن سكانها من أفقر سكان هذا البلد، وهذا يطرح إشكالات منها ما هو متصل بالهياكل الزراعية والعقارية، وما هو متصل بالأوضاع الاجتماعية الطبقية. لذلك أعتبر أن على المجتمع المدني المتنور أن ينخرط في حل هذه المعضلة ليس فقط بتنظيم عملية حركات مطلبية، بل وكذلك بالمساهمة الفعلية الميدانية  في حل العديد من جوانب هذه المعضلة: ميدان تعميم المعرفة، الصحة الجماعية، توفير السكن اللائق، تسهيل الاتصال: المسالك – الطرق… الخ.
إن مثل هذا الاختيار الذي أحبذه وأعمل على أساسه في إطار جمعية تنمية الأرياف رغم قلة الإمكانات لمن شأنه أن يساهم في ارتقاء وعي المواطنين والمواطنات والقضاء على العادات التي ترسبت نتيجة العملية التخريبية التي ما فتئ يمارسها الفاسدون المفسدون مستغلين الفقر والجهل.

السؤال السادس جرت العادة أن تواصل أي منتخب لمجلس النواب مع منتخبي دائرته بمجرد نجاحه، هل لكم خطة تواصلية تخالف هذا الأمر مستقبلا، خصوصا وأنكم تدخلون الانتخابات في دائرة سيدي سليمان بعدما كنتم ممثلين لها في البرلمان ابتداء من 1997.
الجواب: أولا أريد أن أصحح ما جاء في سؤالكم لقد مثلت دائرة سيدي سليمان التي كانت تلقب آنذاك "بدائرة بني احسن" من سنة 1984 إلى غاية سنة 1992 وليس ابتداء من 1997 كما ورد في السؤال.
وعندما كنت نائبا عن سكان هذه المنطقة كنت حريصا على التواجد المستمر بين سكان الدائرة وكان لي مكتب مخصص للاتصال بالسكان للمساهمة في حل بعض قضاياهم الفردية والجماعية والدفع بعديد من المشاريع تهم المنطقة. وكنت أسعى عند نهاية كل دورة من دورات المجلس أن أتقدم برصيد عملي كبرلماني. كما نظمنا مناظرات متمحورة حول إشكال تشغيل الشباب. وقاعة بلدية سيدي سليمان التي تحولت إلى مركز العمالة شاهدة على ذلك.
وحتى بعد سنة 1992 لم أنقطع عن تتبع أحوال المنطقة التي تعرضت مرارا إلى كارثة الفيضان وقمت حتى عندما لم أبق منتخبا ممثلا للمنطقة ببعض المبادرات قبل وإثر وبعد تحمل مسؤولية تدبير شؤون وزارية (التعليم الابتدائي والإعدادي من مارس 1998 إلى غاية شتنبر 2000 والفلاحة من شتنبر 2000 إلى نونبر 2002). فاسألوا سكان العبيات ودوار السوالم وأولاد عقبة وغيرهم. إذن لم أكن من ذلكم الصنف من النواب الذين تنقطع علاقتهم بالمواطنين بمجرد نجاحهم، لقد بقيت متصلا بالمنطقة وسكانها خلال تحملي المسؤولية التمثيلية وحتى بعدها.

السؤال السابع: ما زال اليسار مشتتا، لا يدخل الانتخابات بناخب مشترك، ويسار آخر يقاطع، متى يمكن أن يكون اليسار المغربي وفق رؤية متقاربة؟ ما الدور المنتظر من حزبكم لتفعيل لذلك؟
الجواب: مع كل أسف ما ورد في سؤالكم هو الواقع: اليسار مشتت وبعض فصائله تائهة. ما العمل؟ سؤال مركزي لكن يصعب الجواب عنه في سطور. أعتبر أن عملية الإفراز لم تنته بعد وعملية النضج هي كذلك لم تصل إلى نهايتها. لقد حاولنا في حزب التقدم والاشتراكية عدة محاولات من أجل جمع الشمل لكن لم نفلح. من دون شك أننا نحن كذلك لم نكن منطقيين في حالات عديدة لكن يبقى أن إرادتنا راسخة. وبالمناسبة أشير إلى أن حزبنا قرر مساندة مرشح الاتحاد الاشتراكي في دائرة تيزنيت رغم النفوذ الكبير الذي يحضى به هناك. وهذا دليل على حسن نيتنا، علما أن نظام الاقتراع وقانون الأحزاب في صيغته الحالية لا يساعدان على جمع الشمل. هذه معركة لازالت طويلة ومثابرتنا أقوي من طول المعركة.

السؤال الثامنقبيل الانتخابات تشكل التحالف الثماني المعروف، ضمنه أحزاب كان يمكن أن تكون معكم، وقيل من بعضهم أن "الكتلة" خذلتكم فتوجهوا نحو اليمين؟ هل تشعرون بنوع من المسؤولية فيما حدث بصفتكم الحزبية؟
الجواب: خذلان "الكتلة" ذريعة وتبرير واه. إن ما حصل يندرج حسب تصوري في نوع من التيه وعدم التبصر. والمستقبل كشاف!

السؤال التاسع هناك دعوات لتشكيل لجنة وطنية تشرف على الانتخابات عوض وزارة الداخلية، هل هناك تأكيدات جدية بالتزام الحيادية الإيجابية لدى أجهزة الإدارة في الانتخابات المقبلة؟
الجواباستمعنا إلى التأكيدات التي وردت من أعلى سلطة في البلاد. ونتمنى أن تفعل هذه التأكيدات على أرض الواقع من لدن الجميع. وسنقوم بتقويم هذا الوضع في حينه علما أن العقليات والسلوك لا تتغير بجرة قلم. وعلى الملاحظين والمواطنين أن يقوموا بواجبهم وكان عليهم أن يقوموا بذلك حتى قبل الخوض في الحملة الانتخابية.

السؤال العاشر: هل تعتقدون أن الدستور الجديد يوفر كل الشروط القانونية والتنظيمية لتتحمل الحكومة مسؤوليتها كاملة في تدبير مختلف قضايا الوطن التنفيذية؟
الجوابأظن ذلك. لكن يبقى هذا الأمر مرتبط بنوعية الأغلبية المقبلة. وإذا تشكلت هذه الأغلبية -لا قدر الله- من الأحزاب " الإدارية" التي تفتقد لاستقلالية قرارها فلا شك أن هذا سيشكل ضربة حقيقية لتنزيل مبدأ فصل السلط المنصوص عليها دستوريا على أرض الواقع. كما أن تشكيل الحكومة كسلطة تنفيذية حقيقية قادرة على تسطير السياسات العمومية وتنفيذها سيظل حبر على ورق. ومن جهة أخرى أعتقد أن اضطلاع المؤسسات الدستورية بدورها كاملا، وخصوصا الحكومة، رهين بمدى قوة شخصية من سيتحمل مسؤولية رئيس الحكومة.

السؤال الحادي عشر كلمة أخيرة لقراء المدونة.
الجوابتحيات حارة لجميع قراء المدونة وتهاني الحارة لأصحاب المبادرة لأن مثل هذا العمل سيساعد في تحقيق كل ما أشرنا إليه في هذا الحوار والذي مازال ينتظر التحقيق.
فالمزيد من الصمود والمزيد من الابتكار.


الأحد، 13 نوفمبر 2011

دعوات لمقاطعة "بيداغوجيا الإدماج"


 دعوات لمقاطعة "بيداغوجيا الإدماج" 
الوزيران المكلفان بالتربية الوطنية، أحمد اخشيشن ولطيفة العابدة 
 
مصطفى لمودن

لم تجد "بيداغوجيا الإدماج" كامل الترحيب والموافقة من طرف جميع المدرسين، وتظهر بين الفينة والأخرى معارضة صريحة ضد العمل بها..

تستعد النقابات التعليمية في سيدي سليمان لتوزيع عريضة من أجل مقاطعة "تنزيل بيداغوجيا الإدماج"، التي تخصص لها أربع مراحل موزعة على زمن السنة الدراسية، كل مرحلة تمتد على مدى أسبوعين، وهي تطبق للسنة الثانية على كافة المدارس الابتدائية في المغرب، في أفق تعميم ذلك على جميع المراحل (إعدادي، ثانوي)..

أتناء تنزيل  "بيداغوجيا الإدماج" يتوقف إعطاء دروس جديدة بشكل شامل، لمدة أسبوعين في كل مرحلة من المراحل الأربع، ليتفرغ التلاميذ للإجابة عن "وضعيات إدماجية" مختلفة، وهي بمثابة أسئلة دقيقة مرفقة بتعليمات محددة، يتطلب الإجابة عنها من طرف التلاميذ الاستنجاد بمختلف "الموارد الدراسية" (الدروس) المختلفة، ويبدو أن العملية تتضمن جملة إيجابيات، منها استغلال التعليم ومختلف المكاسب فيما له علاقة بحياة ومعيش التلاميذ… لكن تعترضها جملة صعوبات، منها عدم تمكن التلاميذ من "الموارد"، نظرا لطول المقررات وكثرة المواد وقلة الوسائل التعليمية والاكتظاظ وضعف الحصص الزمنية.. كما أن تفريغ "الحصيلة" في جداول يجد فيه المدرسون عملا مرهقا، في غياب حتى المطبوعات الورقية، ونفس الشيء يعاني منه المديرون الذين يجب عليهم جمع "الحصيلة" وتنظيمها.. والبناء عليها فيما يخص "الدعم" (يكون للروائز نفس المبتغى كذلك= من أدوات التقويم).

وهناك من المدرسين من يعتبر ألا جدوى من كل هذه العمل المرهق على مستوى تحسين التعلمات والرفع من جودة التعليم… ويرون أن الدروس المقدمة أصلا لا تراعي في منهجيتها ""بيداغوجيا الإدماج"، حيث يتطلب الأمر العمل بالمجموعات، ومشاركة المتعليمين، وتلقي بعض الموارد (الدورس) في فضاءات أخرى غير الحجرة الدراسية، كالمؤسسات العمومية بالنسبة للتربية على المواطنة، أو الطبيعة بالنسبة للنشاط العملي.. الخ. وهو شيء غير متوفر لعدة أسباب.

وفي نفس سياق الدعوة لمقاطعة ""بيداغوجيا الإدماج"، دعت تنسيقيات ولجن وطنية "لموظفي التعليم المرتبين في السلم التاسع" المدعمة من نقابات (دعت) لعدم تنفيذ ذلك في بياناتها، وهي تخوض إضرابات متتابعة من أجل الترقي..

وتجدر الإشارة أن وزارة التربية الوطنية قد نظمت تداريب لجميع المدرسين والمدرسات طيلة خمسة أيام لكل واحد ضمن مجموعات بالنسبة للتعليم الابتدائي، وتواصل بقية التداريب بالنسبة للمستويات الأخرى، وهناك تداريب إضافية هذه السنة للتعليم الابتدائي من جديد، تصل مدتها إلى أربعة أيام.. وقد كلف ذلك أموالا طائلة.
 

دروس الديمقراطية الحديثة، التداول السلمي على السلطة


دروس الديمقراطية الحديثة، التداول السلمي على السلطة

 
البرلمان الإيطالي
مصطفى لمودن

تحل المجتمعات الحديثة خلافاتها حول السلطة بطرق ديمقراطية، وقد رأينا درسا آخر من ذلك قادم من إيطاليا، فأمام المشاكل الاقتصادية التي دخلت في دوامتها هذه الدولة الأوربية/المتوسطية، اضطر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني تقديم استقالته يوم السبت 12 نونبر الحالي، بعدما فقد أغلبيته البرلمانية في تصويت على الثقة جرى يوم الثلاثاء، ومن المرتقب أن يكلف الرئيس جورجيو نابوليتانو المفوض الاوروبي السابق ماريو مونتي بتشيكل حكومة من التكنوقراط يوم الاثنين، وقد كان يشغل منصب مفوض أوربي في الشؤون المالية، ومن المنتظر أن تستمر هذه الحكومة التي سميت بحكومة الائتلاف الوطني ثمانية عشر شهرا، لكن مراقبين يستبعدون إتمامها لهذه المدة، بسبب الهزات السياسية المستمرة  التي تعرفها إيطاليا وتجديدها للحكومات عقب انتخابات برلمانية منها ما يكون سابقا لأوانه، ثم بسبب الظرفية الاقتصادية الصعبة التي تعانيها إيطاليا وقد أصبحت تحت وصاية صندوق النقد الدولي ورحمته معا، وقد بلغت ديونها 1900 مليار دولار، ما يمثل 120 % من الناتج االداخلي الخام، ونسبة نمو جد ضعيفة لم تتعد 0.6 % طيلة العقد الأخير، وسيكون من أولويات الحكومة الجديدة تبني سياسة تقشف صارمة، منها حصول تسريحات وفقدان مناصب شغل بالآلاف، ورفع سن التقاعد إلى 67 سنة،  وتدابير مالية لإعادة الاطمئنان إلى منطقة الأوري التي تعاني الأمرين جراء أزمات مستفحلة هنا وهناك (اليونان، إسبانيا، البرتغال، السويد، فرنسا…)، وقد وجدت أوربا ودول غربية أخرى نفسها تعيش فوق طاقتها وإمكانياتها مند مدة طويلة، إلى أن استفاقت على أزمات خانقة.

  ما يهمنا من الأمر هي العبرة، فقد تمكنت الدول الديمقراطية عبر مخاضات عسيرة من إيجاد حلول جذرية للتداول على السلطة بشكل سلمي انطلاقا مما يقرره الشعب عبر الانتخابات، فرئيس فرنسا نيكولا ساركوزي ينتظره امتحان عسير بعد خمسة أشهر، ليبقى لولاية ثانية بقصر الإليزيه، أو يتركه لغريم آخر، قد يكون فرانسوا هولاند ممثل الحزب الاشتراكي، والأمثلة كثيرة.. بينما في الدول المتخلفة، يستمر الحاكم وحاشيته في السلطة على ظهر الذبابات وفوق الجامجم، ولا يتنحى إلا بانقلاب أو ثورة أو اغتيال.. بعدما تكون الخسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد.. 

تنحى بيرلسكوني وتوعد بأن يعود إلى الحكم، طبعا ليس بواسطة  فيالق عسكرية، ولكن عبر الانتخابات، وستكون الكلمة النهائية في ذلك للشعب.

اجتماع من أجل استحقاق انتخابي شفاف بوزان


 اجتماع من أجل استحقاق انتخابي شفاف بوزان

وزان:محمد حمضي

   أشرف عامل إقليم وزان بمقر العمالة يوم الجمعة 11 نونبر ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال على اجتماع يدخل في إطار الإعداد لانطلاق الحملة الانتخابية .
   اللقاء الذي حضره رئيس المحكمة الابتدائية ووكيل الملك بها، ورجال السلطة، والمصالح الأمنية من شرطة ودرك وقوات المساعدة ، وممثلو الأحزاب السياسية بالإقليم، ووكلاء اللوائح الانتخابية، وتابعه ممثلو الصحافة الوطنية والجهوية، افتتح بآيات بينات من الذكر الحكيم، تناول فيه عامل الإقليم كلمة مقتضبة أشار فيها بأن الاجتماع يأتي بناء على تعليمات الإدارة المركزية. وبعد تذكيره بما ينص عليه الفصل 11 من الدستور، وعرضه لمقتطفات من الخطاب الملكي الأخير، دعا الجميع إلى الالتزام بالقانون ضمانا لاستحقاق انتخابي شفاف ونزيه ينقل المغرب إلى مصاف الدول الديمقراطية.
    وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان، أخبر وكلاء اللوائح وممثلي الهيآت السياسية، بأن النيابة العامة قد استنفرت كل إمكانياتها وأمنت ديمومة لاستقبال الشكايات المتعلقة بالتجاوزات التي قد تعترض سير الحملة الانتخابية، وذكر بمسطرة التعامل مع كل شكاية، والتي تختلف حسب خطورة كل واحدة. أما السيد رئيس المحكمة فقد أكد من جديد بأن السلطة القضائية ستتعامل بحياد مع المتنافسين، وتمنى أن تمر الحملة الانتخابية وفق الضوابط القانونية.
  يذكر بأن الدائرة الانتخابية لإقليم وزان التي تم حصر هيأتها الناخبة في 117575 ناخبا، لا يشكل منهم الناخبون بالمدينة إلا الثلث، يتنافس على الظفر بالمقاعد الثلاثة المخصصة لها 13 حزبا، أما عدد مكاتب التصويت فقد تم تحديده في 383 مكتبا، يضاف إليهم 32 مكتبا مركزيا.

السبت، 12 نوفمبر 2011

الحل هو المقاطعة (موضوع مثبت أثناء فترة الحملة الانتخابية، تنشر مواضيع أخرى أسفله)


 الحل هو المقاطعة
(موضوع مثبت أثناء فترة الحملة الانتخابية، تنشر مواضيع أخرى أسفله)

انطلقت يوم السبت 12 نونبر فترة الحملة الانتخابية، من المنتظر أن تسيل وعود كثيرة ويوزع مال وفير أثناءها، وقد تنفق أحزاب المخزن 800 مليون التي توصلت بها للدعاية لدستور 1 يوليوز(حزب الاستقلال تسلم 900 مليون)، وتنفق "الدعم" المالي الذي يقدر ب 220 مليون درهم المسلم لها من المال العام بمناسبة هذه الانتخابات، وجرت العادة بأن الأعيان يشترون التزكيات من الأحزاب بالملايين، دون ذكر "الدعم" الآخر الذي تؤديه الدولة للجرائد الحزبية (ومعها أخرى يقال إنها مستقلة)، هو ريع سياسي كذلك… وطبعا تبقى لكل "نبيل أو إقطاعي أو  مترف.." أن ينفق ما يشاء في تحد للقانون الذي يلزم كل مترشح بألا يتعدى في "صوائره" 350 ألف درهم، لكن لا من يحاسب، ومازال لحد الآن برلمانيون أو مشاركون في انتخابات سابقة لم يقدموا أي تبرير عن مصاريفهم للمجالس الجهوية للحسابات.. مما جعل هذه المجالس تراسل الداخلية من أجل منعهم من الترشح مجددا (…).
   كل الديمقراطيين يعتبرون الانتخابات لحظات حاسمة في صنع التاريخ، وفي تنافس البرامج، وانتخاب رجال ونساء قادرين على تحمل مسؤولية الحكم أو المعارضة بكل روح وطنية.. إلا عندنا، حيث هناك مثبطين على الأقل يحولان دون ذلك؛ الأول يهم الصلاحيات الضعيفة الممنوحة للمؤسسات المنتخبة، وثانيها يمس انتهازية وتهافت أغلب هؤلاء المرشحين للدفاع عن مصالحهم… الحل هو المقاطعة حتى إصلاح دستوري حقيقي يعتمد ملكية برلمانية، تكون فيها السيادة للشعب، وفصل حقيقي للسلطات، وتوفير أجواء حرية التعبير والتظاهر السلمي، ومحاكمة المفسدين وناهبي المال العام، واسترجاع كل ما نهب من ثروات الوطن، وتكليف لجنة وطنية للسهر على الانتخابات…
 فلنقاطع المهزلة الجديدة المسماة انتخاب أعضاء وعضوات مجلس النواب.  
                                        
      توقيع: مصطفى لمودن

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

تهديد حرية الصحافة والإعلام: "منظمة حريات الإعلام والتعبير" تصدر بيانا استنكاريا


 تهديد حرية الصحافة والإعلام:
"منظمة حريات الإعلام والتعبير" تصدر بيانا استنكاريا
 من إحدى الندوات المنظمة من طرف "حاتم"
مصطفى لمودن
أصدرت " منظمة حريات الإعلام و التعبير " (حاتم) بيانا تحدثت فيه عن استغرابها " الاستنطاق الذي تعرض له مدير نشر جريدة "المساء" السيد عبد الله الدامون والصحافية بنفس الجريدة السيدة نزهة بركاوي من قبل أجهزة الأمن بمدينة مراكش يوم الثلاثاء 01 نونبر 2011 على خلفية ملف يتناول موضوع  "شبكة الجنس الجماعي" نشر بنفس الجريدة." وتستنكر نفس الجمعية في بيانها الصادر في الثالث من نونبر الحالي " الأسلوب غير اللائق الذي عوملت به الصحافية، و ابتعاد أسئلة المشرفين على "التحقيق" عن الموضوع"، وشجب مكتبها التنفيذي " استسهال رجال الأمن اللجوء إلى استنطاق الصحافيين ولساعات طوال بشأن عملهم المهني مما يعتبر تضييقا على حرية الصحافة و تهديدا للصحافيين في اتجاه تضخيم الرقابة الذاتية."
ومعلوم أن جريدة "المساء" كانت قد نشرت على صدر صفتها الأولى موضوعا عن السياحة الجنسية، وعن"اعتقال جميع الموجودين داخل الفندق وثمن الغرفة يناهز 10 آلاف درهم لليلة الواحدة"، وضعت له كعنوان" الأمن يفكك شبكة مختصة في الجنس الجماعي المعروف ب البوكا بوكا" بمراكش" يوم الخميس 27 أكتوبر المنصرم عدد 1585، تطرقت فيه إلى تفكيك مصالح الأمن ل "شبكة متخصصة في الدعارة الجماعية(..) حيث اعتقلت مجموعة من الأشخاص"، ولم تشر الجريدة بالاسم في المقال الذي حررته نزهة بركاوي إلى أي متهم أو محل معد لذلك..  وأضافت نفس الجريدة في العدد الصادر يوم الثلاثاء 1 نونبر أن الصحافية المعنية تم التحقيق معها لمدة خمس ساعات من طرف عناصر الشرطة القضائية بولاية الأمن بمراكش، وجاء في نفس القصاصة الصحفية أنه "ينتظر أن تستمع" الشرطة لمدير نشر "المساء" الجديد عبد الله الدامون في نفس الموضوع لتعذر حضوره إلى مراكش يوم الأحد، وقد عوض مدير النشر الحالي رشيد نيني الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها سنة نافذة بسجن عكاشة بالدار البيضاء، بتهمة "تسفيه مقررات قضائية".
وتجد متابعة الصحافيين والحكم على بعضهم بالسجن والغر امة واستدعاء آخرين للتحقيق حول ما ينشرون معارضة من عدد من المتتبعين والحقوقيين والإعلاميين، وقد كتب رئيس تحرير جريدة "الاتحاد الاشتراكي" عبد الحميد جماهري في "المساء" يوم الجمعة 11 نونبر  مقالا يعلن فيه عن حيرته تجاه ما يقع وهو "يرى زميلين من المساء منهما المدير الجديد، يقاد على التحقيق والأسئلة حول المقالات التي تكتب أو الأخبار التي يكتبها الصحافي أو الصحافية"، بينما "وبكل صراحة، فإننا (يقول جماهري) ننتظر أن يساق مفسدو الانتخابات، وبعضهم في المدن الكبرى والمتوسطة، وبعضهم تعرف الساكنة حركاته وسكانته من طرف أبسط المواطنين"، وقد علم مؤخرا كذلك أن النيابة العامة حركت مسطرة الاتهام  والمتابعة تجاه موقع "كود" لنشره استطلاعا حول الانتخابات..

" لُوكْليزْيو" في المتحف الإنساني.


لُوكْليزْيو" في المتحف الإنساني.
 
                       
ـ أَعَدَّ الترجمة: جواد المومني
 
 أستاذ اللغة العربية ـ پيرپينيان، فرنسا
 
 ـ عن: ليبيراسيون لُوماڭ. السبت/الأحد 12و13 نونبر
2011.
 
    تقديم لا بد منه :
 
       في تقليد سنوي، دأب متحف "اللوفر" بباريس على استضافة وجوه من الفكر والأدب العالميين، حيث يعرض المستضافما استطاع تخزينه من موروثات أو تحف ومنحوتات أو مسكوكات مختلفة وكذا ما تَجَمَّع لديه من أعمال عريقة متنوعة، تخص ثقافاتالشعوب وحضاراتها القديمة. وتكون بالتالي المناسبة سانحة لولوج الحوار المباشر مع الزوار والمهتمين، بعيداً عن " الصنعة " والتحضير المسبقين.
  وما سأقوم به هنا، ليس ترجمة كليةً إجمالية للجلْسَة الحِوارية التي أَنْجَزَتْها الصِّحافية "بياترتس فالايس" لصالح مجلة"ليبيراسيون لُومَاڭْ " الفرنسية؛ وإنما " ترجمة عاشقةً " ـ إنْ صح التعبيرـ لبعض الآراء والأفكار التي بثَّها " لوكليزيو" في مداخلاته وردوده، حيث ـ وَجَبَ التنويه ـ كانت الأسئلة متنوعةَ المشارب، و بالتالي تداخلتْ أيضا التعقيبات، ولم تتقسّم إلى أبواب أو مَحاورَ بعينها.
       فالتقرير التالي عبارة عن ترجمةٍ لِ "كلامِ" لُوكْليزْيو، يكنز بين طياته "متعة " المحكي، مثلما لا يُخفي" لذة " التصور، كمالا يتوانى عن إبراز المواقف المبدئية من جملة قضايا؛ وسيتم تجزيئه إلى خمس فِقْرات.
 
  يقول جان ماري كوستاف لوكليزيو في معرض هذا الحوار المطول:
 " أحْببتُ كثيرا " أندري مالرو" صاحب " الأمل" ولم أحبَّ " مالرو" وزير الثقافة، الذي صدمني كثيراً.
(…) عند إقامتي ب "تايلاند" أثناء خدمتي المدنية، درَّستُ في الجامعة البوذية لبانْكوك، تعرَّضتُ لمجموعة مضايقات. فضمن المقررات الجامعية وَردَ اسم ماو تسي تونغ دون الإدراك أنه كان ممنوعاً تداوله؛ وقد رغب بعض الطلبة في التعرف على " الكتاب الأحمر الصغير"
فأَقْرَأْتُهُمْ مجموعة مقاطع، إثر ذلك تم طردي من البلاد، لم أقل لِطلبتي إني متشبع بهذه الأفكار، أو إني أنخرط في تيارها، و لكني كنت أوضحأنه يتعين معرفتها قبل الحكم عليها، وفي الواقع، ما يحصل هو المنع قبل المعرفة!!
الإنسانية بِرُمَّتِها تتواصل، و من الحُمق أن نتخيلَ أن ثمة ثقافة مفصولة عن غيرها. قد تكون مختلفةً، وهذا حقيقي، أو غريبة، لكن أن تكون " نقيةً " خالصةً صافيةً، فهذا غير معقول تماماً.
(…)أَمْرٌ صادمٌ حقا أنْ نعتبر شعباً ما بدون تاريخ !! (في إشارة إلى خطاب ساركوزي بالسينيغال) فالسَّاسةُ يُخطئون كثيرا في ذلك،وستكون للأمر تبعات خطيرة. يجب أن يتوقف بعض رجال السياسة عن احتقار الشعوب الأخرى أو تبخيسها حقها !! فالقارة الإفريقية تعطينا أمثلة قوية عن نماذج في الحكم جد متقدمة، فمملكة " بُورْنُو "، تُعْتَبَرُ المجموعة السكانية الأولى  بالعالم التي أنْجَزَتْ " دستوراً "
و" ديمقراطْيَا " جد متقدمين ومتطورين في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية، قبل الإغريق! نَحْن في حاجة بالتالي إلى التواصل مع كل التراث الإنساني. 
 وخلاصة القول، إننا نمتلك تقنياتٍ كبيرة ورائعةً، لكننا نفتقد التدابير السياسية الفذة..
 (…) خلال كلمة تسلُّمي جائزة نوبل 2008 للأدب، أكَّدْتُ أن من بين أحلام الكاتب " المبادرة "، فالحركية والفعل لا يَتِمّان إلا بالمساهمة في عمل صالح و نافع للآخرين، 
وليس فقط بالكلمات أو بالكتب، ولذلك تكلمتُ في " ستوكهولم " عن " غُربة الكاتب ".
وحتى في آخر مؤلفاتي:( الأقدام و أَمْزِجةٌ أخرى ) المليء بالقصص المؤلمة والجارحة، فأنا أُحبذ " النهاية السعيدة " غير التراجيدية، أظن أن الحياة أمْرٌ هائل ورائع يجب أن نعيشه.لا أن نتهيَّأهُ، كما أفضل الرؤية والتفكير الساحريْن/الحالمَين ولعل لذلك ارتباطاً
بالهَوَس " الإفريقي " الذي يحيا بداخلي.
 كانت مجموعة:" الكوكب لِلْإِبحار" أوّل أعمالي ( وأنا يافع ) وشخصياًّ ما أبحث عنه الآن هو تلك " النظرة " الغريبة، الحنون،العاطفة من والدتي بخصوص ما كنت أكتب. فبكل حب كانت تعمل على تجميع مخطوطاتي، وتَخيطُها، وتضع لها غلافاً، ثم تَقْرأها.
تلك هي " الغربة " التي أبحث عنها.
في " ستوكهولم " كَرَّمَ ألبيرْ كامو في كلمته " النوبيلية " مُعَلمَه، السيد " جيرمان "، بينما أنا أردتُ ردَّ الإعتبار لِ " إيلْفيرا "، تلك المرأة الأمريكية من الهنود الحمر، من غابة " إيمْبِيرا "، حكواتية، ساردة وروائية.في الحقيقة، كنت عاشقا لهذه الشخصية الفذة، المتفردةِ
القادرة على العيش متحررةً بدون رجل وسط مجتمع ذكوري. كانت تنسج الأساطير وتمنحها روحاً عذبة حين تُرخي عليها ظِلالا من حياتها. إنها فنانة بكل المقاييس.. وأنا أعتبر نفسي " عَبّاراً " أو بالأحْرى " شاهداً ".. فبالكتابة نتحرك على الأقل.
 معركة المرأة صعبة جداً؛ فليس عليها أن تقاوم ما يُقاومُه الرجل فحسب، بل أن تجابه الرجلَ كذلك ، أن تتحرر منَ: المراقبة، من السلطة،من العَسْف الذكوري . فشجاعة المرأة مضاعفة بالتالي.تحدثتُ عن الهنود الحمر، وقلتُ إنهم يعيشون في عالم أُسَمّيه ب " شُيوعية الضَّرُورَةِ "، فهم يرفضون بالمطلق كل " سلطة " ويميلونأكثر إلى " الفوضى الطبيعية المُعقْلنة ". ما يُدهشهم هو حاجتنا إلى الوزراء وإلى رجال الشرطة… فحين يرتكب أحدهم جُرما ما فهم لا يُلقون عليه القبض، و إنما يراقبونه عن قرب ويرصدون تحركاته اللاحقة حتى لا يتكرر الفعل. وفي مراتٍ يقومون بمراقبة الذين يُشْتَبَهُفيهم القدرة على ارتكاب جُرمٍ ما، فيكون الضغط بالتالي أخلاقياًّ، لتفادي الخطإ. إنه تنظيم إحتياطي داخل المجتمع. فليس ثمة سجون ولا جدران عالية، إلا أن " نظرة الآخر" تبقى فاعلةً وذات مصداقية، و ليس ثمة فروق اجتماعية بين من يملك ومن لا يملك. وهذالا يعني أنه لا وجود للصوص، غير أن المغزى عميق: فلِلْأخطاء حقُّها في الإدماج، إما بإيجاد الحلول لها، وإما بإمكانية العفو والصفح.
بكل أسف، أجدُني مصدوماً حُيال النظرة الدُّونية التي يُعامَلُ بها المهاجرون في أوروبا عموما. فعلى العكس مما هو حاصل، يجب استقبالهم ومدُّ يد العون لهم، مع محاولة التخفيف من الآلام التي يفرون منها.
 
***************
 تمت الترجمة ب: پيرپينيان/فرنسا في: 6/12/2011

الخميس، 10 نوفمبر 2011

تكريم الأساتذة المتقاعدين اعـــــتــــــراف وامــــــتــــــنـــــان


 تكريم الأساتذة المتقاعدين
اعـــــتــــــراف وامــــــتــــــنـــــان  

مسؤولو التضامن الجامعي المغربي: ذ. حسن أوحدو (أمين المكتب الإقليمي)، ذ. محمد المواق (عضو المكتب الوطني)، ذ. الحسين الرزاني (الكاتب الإقليمي بسيدي سليمان)، ذة. فاطمة الزهراء العطار (الكاتبة الجهوية)
إعداد: مصطفى لمودن  
 نظمت "جمعية التضامن الجامعي المغربي" حفلا لتكريم الأساتذة المتقاعدين بإقليم سيدي سليمان مساء الأربعاء 2 نونبر بالخزانة البلدية، تميز الحفل بإلقاء كلمات من طرف مسؤولي الجمعية الراعية، وقصائد شعرية بالمناسبة. وقد تابع الحفل زملاء وزميلات المتقاعيدين من مختلف السلاك، وشخصيات مختلفة، وزعت في آخر الحفل هدايا تذكارية على المتقاعدين وعلى مساهمين في إنجاح الحفل..  
 
 
جانب من الحضور  
 
 
شاي وحلويات، وهدايا رمزية وتذكارات
الكلمة للشعراء 
 
ذ. محمد ناصر العـلـْوي 
 
ذ. عبد السلام لعبيسي  
 
ذ. محمد صولة
 
الزجال عبد الخالق الوالي
 
ذ. أنــس أمــيــن  
المــكــرمــون:
 
 ذ. حسين أحجيج من مدرسة بئر أنزران، يتسلمها نيابة عنه عبد الحميد هنكار
ذة. زهرة آيت حمادي من مدرسة أبي بكر الصديق، تتسلمها نيابة عنها ذة. فتيحة العماري 
 
ذ. مـحمد دكل مدير مدرسة آمنة بنت وهب  
 
ذة. ربيعة النقاش من مدرسة أبي بكر الصديق  
ذ. محمد الطوطي 
ذ. محمد الخنوسي  
 
ذ. ة محمد لطفي يتسلم الهدية من ذ. مصطفى هنون عضو المجلس الإداري للجمعية  
 
ذ. إدريس العبدوني نيابة عن ذ. محمد اعشيش يتسلم الهدية من ذ. محمد نوخال مفتش التعليم 
 
 ذ. عبد السلام خير الله
 
ذ. مصطفى بوكرين 
 
ذ. محمد بن ابريك، يتسلم الهدية من ذ. أحمد المصمودي رئيس الفدرالية الإقليمية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ  
ذ. علال الأنصاري 
 
 شواهد تقدير للشعراء المشاركين
  وعلمت مدونة سيدي سليمان أن الحفل تكلفت به الجمعية المنظمة، وذكر مسؤول في أول الحفل أثناء عرضه لمزايا الانخراط في الجمعية أن هذه الأخيرة تخصص 10 % من مداخيل الانخراطات لأغراض اجتماعية كما هو عليه حال هذا الحفل.. وتساءل البعض عن غياب جهات مختلفة في دعم هذا التكريم الذي هو بمثابة امتنان وشكر لما قدمه هؤلاء الرجال والنساء من تضحيات طيلة مشوارهم/هن المهني..
المدونة: الصور مصغرة لدواعي النشر الإلكتروني، والموضوع مازال عرضة للإضافات، خاصة بالنسبة لأسماء كل المشاركين الذين ظهروا على الصور..

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

وجهة نظر: في سبيل "يسارٍ اشتراكي فعّال…


 وجهة نظر:
في سبيل "يسارٍ اشتراكي فعّال
   
جـــــــواد الـمــومــني
(پيرپينيان ـ فرنس)

تقودني تجربتي الميدانية المتواضعة؛ التي جانبت وما تزال تجانب المخاض السياسي في البلاد؛ إلى محاولة التفكير في المصير الذي يمكن أن يؤول إليه اليسار، مع طرح كل ما يمكنه أن يساهم في النهوض بهذا الفكر والممارسة الإنسانيين، الطموحين، القمينين بتحقيق القفزة المرجوة… وسأكون مقتضبا، لعاملين اثنين:
  ـ أولهما: "التركيز" الذي بات مطلوبا أكثر من ذي قبل؛
  ـ وثانيهما:
   أنَّ المساهمة هاته، في حد ذاتها، ليست غاية بل هدفا إلى تفعيل التطارح، ثم إغناءً للثروة الفكرية الكائنة أصلاً في هذا الباب.
فعلى اليسار الاشتراكي أن يسعى إلى :
1 التقرُّب أكثر من الجيل الرقميّ..
2 مزيدٍ من التدرج في الارتباط بالشارع..(الهمُّ اليومي للمواطن قد يكون أحياناً " تحقيق التواصل" و ليس النقاش المستفيض..!!))
3 تشبيبِ القيادة السياسية..( قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر..)
4) الوعيِ أكثرَ بالسُّـــلـَّم الاجتماعي؛ أقصدُ: التّحديد السوسيوـ ثقافي لشرائح المجتمع المغربي، فالواقع يُثبت أن مطالب الفئات الاجتماعية ليست على نفس المقاس؛ وبالتالي هناك اختلافاتٌ جمَّةٌ في فهم طُرُق الإنتاج، بل و حتى الوعيُ بِسُبُلِ الإنجاز…( أدبياتنا الحزبية تَحْفل بالكم الهائل من قبيل هذه الأطاريح ).
5) اعتبارِ المبادئِ غير جامدةٍ/حركية القوانين تبعاً للواقع المتغير… فالماء الراكد يضر أكثر مما يُفيد !!
6) وحْدةِ الصف اليساري/ المُشتت أصلاً؛ حيثُ ما أحوجنا إلى " لعنِ شيطان " القوة العددية و" رجْمِ " فكرة " امتلاك الحقيقة ".. فلِمَ الاختلاف الرحيم و الغرض يُوَحِّدنا ؟؟؟
7) إستشارةِ " المواطنِ (المعني بالأمر): فقد يبدو أمراً واهياً في البدء، إلاّ أنّ تجاربَ أوروبية قائمةً، تُثْبت مدى صحة هذا المنحى في سبيل تسطير المدى اليساري الاشتراكي.
وقد يحقق هذا التصور طـُفْرة نوعية في " رأسمال التواصل" الأفقي.
8) قَبولِ الآخر.. وتَقبُّلِه :فليس من الألْيَق خلال عصر " التقاطبات " نفي أو تجاهل الرأي المخالف..( و كمْ من حاجةٍ قضيْناها بتركها !!) و لاِعْتبار أنّ الساحة مفتوحة على كل الرؤى والأفكار
9) التصورِ العقلي ـ العقلاني للواقع: بمعنى التخطيط  السليم تبعاً ِل" لـَّحظة التاريخية "والابتعاد عن الأطاريح " التّْرَنْسَنْدَنْتاليَّة"(المثالية المطلقة) بحيث تصير الفكرة/الهدف في واد والتطبيق/الفعل في آخر!! فصراعنا أرضيٌّ سُفْلي، وغايته التحقيق الماديُّ
لِجَدلٍ فكري
10) الإنتاجية ُالفكريّة المُنتظمةُ: التي تساير المستجدات وتنْأى عن المزايدات؛ والتي تُمَكِّنُ من تحقيق النَّقلة/الثورة النوعية المرجوة وتفكُّ بالتالي عُزلة ضُرِبتْ من جانبين: إنْ من جهتنا ـ كيساريين ـ بفعل تراكم الخيبات، وإنْ من جهة الطبقة الحاكمة المتحكمة عبر تواتُر التضليل و التعتيم..
______________________
پيرپينيان/فرنسا في: 01 نونبر 2011
_______________________________________________ 

من مشاكل التطبيب في المغرب، على مريضة جمع الفريق المعالج!


 من مشاكل التطبيب في المغرب، على مريضة جمع الفريق المعالج!
 
مصطفى لمودن
 منذ أن اكتشفت قريبة لي ورما مجهولا في رحمها قبل سنة تقريبا، وهي تعيش ظروفا نفسية وصحية صعبة، كانت تشعر بالوهن ومشاكل في الدورة الشهرية، فزارت عدة أطباء قبل وصف الحالة، وكان في الأخير رأي طبيبة للنساء تعمل مرة في الأسبوع بمستشفى عمومي هو أن تستأصل السيدة المعنية الورم.. وقد أكدت لها باستحالة إجراء ذلك في المدينة المتوسطة التي تقطن فيها لعدم توفر الشروط الكافية للعملية، منها انعدام دم تعويض النزيف! 
وتتعقد معاناة السيدة المريضة بسبب وضعيتها الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، أرملة بدون عمل قار أو مدخول، وطبعا بدون ضمان اجتماع أو تأمين على المرض 
لتشرع في مسلسل ماراتوني مع المواعيد التي ما أن تحل حتى تؤجل لمواعد لاحقة، وتستمر المعاناة، بل لتجد نفسها أمام الباب المسدود من أجل حقها في العلاج.. 
واضطرت إلى السفر نحو مدينة أخرى، والقيام بالمستحيل من أجل عرض "قضيتها" على طبيب جراح تابع لمستشفى عمومي له سمعة طيبة لدى فئات عديدة من المواطنات والمواطنين في تلك المنطقة، وقد تأكدنا عبر مقابلات مختلفة مع أفراد عديدين من صدق ذلك، حيث أن هذا الطبيب لا يقبل أي رشاوى ولا يساوم المرضى وأحيانا يمنح الفقراء والفقيرات مالا من عنده لشراء بعض الأدوية أو توفير ثمن التنقل… بالمناسبة نحييه ونهنئه على وفائه لقسم "أبو قراط" والتزامه بمساعدة المحتاجين، وعبره نحيي كذلك جميع العاملين بقطاع الصحة الذين يحترمون أنفسهم ويجعلون الناس يقدرونهم، بخلاف آخرين وما أكثرهم، يساومون المرضى وذويهم قبل أي فحص أو تدخل منهم، ومن هؤلاء من يوجه المرضى نحو عيادات خاصة حتى، ومنهم من يجري العمليات في المستشفيات العمومية بعد نيله مسبقا "أجرا" مرتفعا عن عمله 
لنعد إلى مشكلة السيدة المريضة، فعلا، التقت بالطبيب المعني وقبل إجراء العملية لها، لكنه (وهذا مشكل آخر) لا يضمن لها اشتغال بقية الفريق، وخاصة المكلف بالتخدير، وطلب منها أن تجد واحدا حتى يستطيع أن يجري لها العملية… ومما يروج وسط سكان المنطقة وكل من يعرفون الخبايا أن المخدر أو المخدرين لا يرغبون في العمل مع هذا الطبيب، لأنه ببساطة لا يضمن لهم "مدخولا" إضافيا كما يفعل الآخرون 
إن مشاكل التطبيب في المغرب لا تنحصر فقط في قلة المستشفيات وضعف التجهيز وغلاء الأدوية.. بل في غياب الضمير المهني لدى جزء من الطاقم البشري العامل والمشرف على الاستشفاء..
ونضيف إلى ذلك ضغف التأمين الصحي، سواء بالنسبة للضمان الاجتماعي أو الضمانات التكميلية الأخرى.. 
ارتفاع ثمن العيادة الطبية المحددة في 120 درهما بالنسبة للطب العام و200 درهم بالنسبة للطب الخاص، ارتفاع الثمن بالمقارنة مع دخل غالبية الشعب المغربي، حيث أن السميك اليومي لا يتعدى 70 درهما إذا ما توفر هناك السميك. (هناك عيادات لها أثمنة أخرى مرتفعة أكثر)
وفي نفس الإطار يعتمد بعض الأطباء طرقا ملتوية للرفع من مدخولهم عبر إضافة "ثمن" استعمالهم لآلات من أجل التشخيص، تدخل في صميم عملهم وأدواتهم، كجهاز الكشف بالرنين، فيتحول مدخول الطبيب العام إلى 200 درهم. 
لماذا يتعامل بعض الأطباء بجشع مبالغ فيه مع المرضى؟ لماذا لا يكتفي العاملون في القطاع العام بأجرهم وما يخوله لهم عملهم الإضافي مع القطاع الخاص؟ لماذا لا يخصص غالبية الأطباء جزء من وقتهم للكشف عن المرضى الفقراء سواء في عياداتهم أوفي المستشفيات العمومية وفق مسطرة منظمة ومعروفة؟ 
لكن أصل الداء كما نعتقد هو في الاتساع المستمر لقاعدة الفقراء والمحتاجين، وضعف خدمة القطاع العام ورزحه تحت أنظمة عتيقة متجاوزة، رغم الاجتهادات التي تقع أحيانا كإعطاء الاستقلالية التدبيرية للمستشفيات، رغم أن ذلك لم يكن كافيا للرفع من جودة الخدمات 
إن السيدة التي أوردناها نموذجا هي حالة فقط ضمن الآلاف، ويمكن التأكد من ذلك عند زيارة أي مستشفى عمومي حيث ينتظر المرضى في طابور طويل، السيدة المريضة لا تعرف متى ستجري العملية الجراحية لإزالة الورم، والأكثر ظلما لها، هي أنها بنفسها من تطوف وتطرق أبواب المستشفيات والأطباء.