الجمعة، 6 يوليو 2007

امتحان نيل الشهادة الإبتدائية صعوبات ومشاكل


          امتحان نيل الشهادة الإبتدائية
                            صعوبات ومشاكل
       في أواخر شهر يونيو من كل سنة، يتقدم تلاميذ الأقسام السادسة من التعليم الابتدائي لإجراء امتحانات في مواد دراسية تلقوا تحصيلها على مدى ست سنوات من التعليم النظامي، يتركز الامتحان على التربية الإسلامية، واللغة العربية، والرياضيات، واللغة الفرنسية، تضاف إليها نقط المراقبة المستمرة. فما هي ظروف إجراء هذه الاختبارات؟ وكيف يمكن من خلالها إجراء استقراء في النوايا الرسمية عن المجتمع المستقبلي المنشود؟ لِماذا حذفت مواد مهمة من الامتحان؟
       إذا كانت توجهات الامتحان المذكور محددة وموحدة على الصعيد الوطني من حيث المواد الممتحن فيها، فإن توقيت قرار تطبيقاتها وإجراءاتها يؤخذ على الصعيد الإقليمي، تختص به كل نيابة تعليمية على حدة، من حيث وضع هذه الامتحانات…سنعرض في موضوعنا هذا لنموذج من نيابة سيدي قاسم، وهو لا يختلف عن بقية الأقاليم الأخرى.
      أدمج اختبار اللغة العربية والتربية الإسلامية في حصة واحدة، مساحتها الزمنية ساعة ونصف، ويجب أن تخلص المادتان معا إلى 56 جوابا! (14 للتربية الإسلامية و42 للعربية)، تتضمن العربية 19 سؤالا، والتربية الإسلامية 9 أسئلة، بالإضافة إلى ضرورة قراءة النص وفهمه قبل كل شيء، كل الأسئلة مقدمة في أربع صفحات، تتوزع أسئلة اللغة العربية على شكل جملة طويلة وأربع عبارات(وضع الحركات)، وأسئلة حول الشرح والمضمون، وأخرى في التراكيب، والصرف والتحويل، والإملاء، ليختم بإنشاء، طلب من الممتحنين أن يكتبوه على شكل رسالة فيما لا يقل عن 10 أسطر.
    أما أسئلة التربية الإسلامية فتركز على الحفظ وما يخزن بالذاكرة، تبدأ أولا بكتابة آيات من القرآن الكريم، من سورة القلم، ومن سورة الملك، ومن سورة الحاقة، ثلاث أجوبة دفعة واحدة، ثم أسئلة التجويد، وأخرى عن معاني الآيات، بالإضافة إلى أسئلة حول العقيدة والعبادات، فالآداب الإسلامية، والحديث والسيرة النبوية، للتذكير فكل هذه الأجوبة مجتمعة من العربية والتربية الإسلامية في ساعة ونصفأي 90 دقيقة ل 56 جوابا…
       بعد 10 دقائق كاستراحة، يطلب من التلاميذ العودة إلى الأقسام، قصد إجراء الامتحان في الرياضيات، مدته ساعة ونصف، يتضمن 11 سؤالا، وما لا يقل عن 14 جوابا، تتوزع الأسئلة على الحساب، مسألتين، الهندسة، أنشطة القياس، تحويل إلى الوحدة المطلوبة. بعض الأجوبة تتضمن تحويلات، وتدرجا قصد الوصول إلى الجواب النهائي.
      لأول مرة أرجئت الفرنسية إلى الأخير، إلى ما بعد الزوال، مدة الإنجاز ساعة ونصف، مجموع الأسئلة 25، الأجوبة الأساسية أو الممكنة54( في حالة الاحتمالات واختيار واحد منها) ، فبعد ضرورة قراءة نص من 6 أسطر وفهمه، نجد أسئلة في فهم النص، وأخرى حول اللغة، والأساليب، والصرف، والإملاء، والتعبير الكتابي في جزئين، الأول يطلب فيه ترتيب أربعة أسطر لنص مبعثر، يتضمن 12 جملة، لخلق نص منسجم، الجزء الثاني كتابة نص إنشائي حول تشغيل القاصرين، والحلول الممكنة للقضاء على هذا المشكل، وكيف يمكن حماية الأطفال…في 4 أو 6 أسطر كما طلب منهم ذلك! بينما الموضوع يصلح لتقديم أطروحة جامعية، ولا دخل للأطفال في تفشي هذه الظاهرة، الاستثناء الإيجابي هو تعريفهم بحقوقهم.
      في وقوفنا على ما سبق من حيث التوزيع الزمني لفقرات الامتحان، نسجل بعض الإيجابيات، منها وضع أغلب الأجوبة في نفس ورقة الأسئلة، رفعة مضمون النصين، فالعربي يتحدث عن آفة الرشوة، والفرنسي عن تشغيل الأطفال، إلغاء شكل النص العربي بكامله أو جزء منه كما كان سابقا، لكن يجب إعادة النظر في ورقة الأجوبة، الورقة القديمة التي تحمل معلومات عن التلميذ، تعود شبه فارغة، تلعب دور الملف الحافظ، أما أوراق الأسئلة التي تتضمن الأجوبة تتميز بضيق الحيز، ولا يسمح بحملها لأية إشارة عن هوية صاحبها، مما قد يخلط الكم الهائل من الأوراق، وتضيع جهود المستحقين…
    قد يعلق البعض على ملاحظاتنا بالقول أن ذلك “امتحان”، من طبيعته أن يهدف إلى “انتقاء” من يستحق النجاح إلى مستوى موالي، وقد لا يختلف كثير من المربين على ضرورة إجراء الامتحانات، كنوع من التقويم الذي تتعدد أوجهه، لكن في حالتنا هذه تتوحد عدة عوامل سلبية، تحد من فعالية الإجراء الجاري به العمل (الامتحان)، فكيف ذلك؟
   بالإضافة إلى طول الأسئلة والمدد الزمنية غير الكافية، هناك صعوبة استيعاب الأسئلة والإجابة عنها، لعامل أساسي هو ضعف المستوى. لكن إلى ماذا يرجع ذلك؟ هناك أولا طول المقرر وكثرة المواد، وقلة أو انعدام الوسائل التعليمية، خاصة الحديثة منها كالمعلوميات، وهناك عامل آخر أخطر، لا يتم الحديث عنه، هو عدم ملاءمة المناهج والمقررات الجاري بها العمل مع مستوى التلاميذ ووسطهم المعيشي، حيث أنها تفترض حصول جميع التلاميذ، في بداية مشوارهم الدراسي على تلقين أولي لمدة سنتين (الروض)، وقد كان من المقرر أن تنتهي الوزارة من تعميم التعليم الأولي في سنة 2002…إن استمرار غياب ذلك، أو عدم مراجعة المناهج والمقررات، يؤثر بشكل سلبي على كم هائل من الأطفال، خاصة المتواجدين بالعالم القروي، رغم الجهود المضنية التي يقوم بها أغلب الأساتذة والأستاذات في ظل صعوبات مختلفة. كما لا يمكن لتدخل بعضهم غير اللائق، في المدن والقرى، أثناء الامتحان لتقديم “يد العون” للممتحنين، أن يحجب حقيقة ضعف المستوى، الذي تتحمل مسؤوليته جهات متعددة.
       لكن التساؤل الأساسي الذي يمكن طرحه، هو عن إلغاء الامتحان في مواد النشاط العلمي والتاريخ والجغرافية والتربية على المواطنة، ليس قصدنا هو “تضخيم الامتحان”، لكن مجرد التساؤل عن مغزى وخلفيات الحذف، باعتبار أهمية هذه المواد في تكوين شخصية الإنسان وتنوع ثقافته، بل من الأحرى، تعزيز المواد المدرسة في الابتدائي بمواد أخرى كعلوم التواصل والإعلاميات، لحاجة مستجدة وملحة، حتى لا تبقى المدرسة متأخرة عن الركب، ومتخلفة حتى عن أي “مقهى انترنيت”.
     ختاما نذكر بأن بعض التلاميذ لم يلتحقوا بالمدارس المركزية، لإجراء الامتحان، في العالم القروي، حيث تتشتت وتبتعد الفرعيات، وهو ما يعتبر دافعا إلى الهدر المدرسي في سن مبكرة، فإلى متى ستظل المدرسة ترزح تحت مشاكل متنوعة، أساسها تدبيري، تكون ضحيته أجيال متعاقبة؟
        مصطفى لمودن     
                                    نشرت بأسبوعية اليسار الموحدعدد:194 بتاريخ5 يوليوز 2007 
بكل تأكيد لك أبناء أو إخوة يدرسون، ما رأيك؟ تفضل بكتابته… لكل مواطن الحق في إبداء رأيه…

الأربعاء، 4 يوليو 2007

قصة قصيرة: الكأس المستنسخة


في كل شهر سأحاول إدراج قصة مما تراكم لدي، أغلبه نشر بصحف وطنية، ونظرا لصعوبة النشر ضمن "مجموعة قصصية" نكتفي الآن بالواجهة الفضية، عبر الشبكة…كما أننا نستقبل مساهمة القراء للنشر…    

     قصة قصيرة:            الكأس المستنسخة
أعرف أنني لما تسلمت الكأس، لم أكن بطلا لا يقهر، أو بمعنى آخر بطلا أولمبيا يهزم جميع منافسيه من البشر في اختصاص رياضي معين … إنما تفرغت لتداريب شاقة… جل وقتي أقسمه بين التدريب والدراسة، في غياب أي دعم تساعدني أسرتي فقط، وتضحيات مدربعصامي في نادي المدينة الذي تغيب فيه شروط الممارسة الرياضية الحقيقية.
   لم أجد في كل مراحل الإقصائيات ندا حقيقيا، وبذلك كان التتويج سهلا، يومه حضر رئيس الجامعة، يحيط به حشد من المساعدين والحراس… وعدسات المصورين تلتقط له صورا في وضعيات متعددة، أكثر من الرياضيين والرياضيات المتوجين في درجات وأعمار مختلفة… لقد سلمت على رئيس الجامعة، وتسلمت منه الكأس، رفعتها عاليا وأنا جد منتش بتصفيقات الجماهير… عند نزولي من المنصة، همس في أذني المسؤول الأول عن نادي مدينتي قائلا:" افرح بكأسك جيدا، واعتن بها قبل أن تعيدها لنا لنضعها في مقر النادي "
     احتضنت كأسي بين ذراعيّ.
   ما أن عدت إلى مدينتي، حتى اتصلت بصديق يعمل سباكا للفضة والنحاس والرصاص… في ورشة خاصة به، يصنع براريد الشاي، وعدة أوان أخرى وأنواعا منالأنابيب… طلبت منه أن يستخدم مهاراته الموروثة من أجل وضع نسخة عن الكأس من الرصاص، ثم يلمعها بغشاء فضي، وأن يحتفظ بالسر الذي لا يعلمه سوانا… "على أي فالكأس ليست صعبة التقليد، أمثالك في الحرفة ـ قلت له ـ يصنعون كؤوسا فضية حقيقية لجمعيات وأندية متعددة "…باعتباره صديقا ورياضيا فقد وافق فورا حتى لا تضيع مني الكأس، فقط علي أن أؤدي ثمن المواد الأولية.
  بعد أيام دعاني المشرف على النادي إلى حضور الحفل الذي سيقام على شرفي ! وطبعا علي أن أحمل معي الكأس كما طُلب مني ذلك. لم أجد بدا من تلبية الدعوة… بعد نزولي من سيارة الأجرة أمام بوابة النادي، سقطت مني الكأس، فتشققالغشاء الفضي من جهة القاعدة، وتكسرت شظية في مقدار سن طفل من الفوهة، كان المدير قد خرج رفقة مساعديه وجمع من جمهور المدينة للاحتفاء ببطلهم كمايقولون. لففت الكأس بقميص رياضي، رغم إلحاح البعض على حملها إلى أعلىدخلت رفقة المدير إلى مكتبه، فأسررت له بواقعة سقوط الكأس، وما وقع لها من كسر بسيط.
  تلمس المدير الكأس بأصابعه الغليظة، تقبل الأمر، ولم يبد أي رد فعل سلبي، قائلاإن ذلك لن ينقص شيئا من الكأس ومن قيمة التتويج، ومن بطولتي التي نلتهابجدارة حسب قوله.
    لم أكن أعلم أن رئيس الجامعة سيحضر الحفل، أخبرني رئيس النادي بذلك، بعدماشدني من ذراعي وأزاحني جانبا قائلا:"اعلم أيها الفتى البطل، أن رئيسالجامعة سيشرفنا اليوم… وبما أنه لأول مرة سيحضر هنا، لن نجد أحسن وسيلةنشكره بها على ذلك، سوى تفضلك بتقديمك الكأس له، فبرأيي هو الذي يستحقها؛ بفضله وجد نادينا هذا، وبفضله يتكاثر الأبطال، وسيسر غاية السرور بهذه الالتفاتة منا جميعا."
    عبرت توا عن سعادتي بذلك، ما دام أن الكأس بهذه العملية ستغادر النادي، وتسلممن التقليب اليومي للمدير، وهو بذلك قد يكتشف الحقيقة… حقيقة الكأس المزورة، وسيعتبر الأمر إهانة شخصية له،  رغم أن الكأس كأسي نلتها تتويجا لمجهودي
     بعد هذا الحدث، فضلت مقاطعة النادي والمدير والرياضة معا، لأتفرغ لدراستي،وقد أنهيتها بنيل شهادة جامعية، لكنني لم أجد شغلا، فانخرطت في الحركةالاحتجاجية للمعطلين… لم أحصل على عمل فلائحة الانتظار طويلة.
   هل أستسلم للعطالة ؟  هل كل الآخرين أمثالي يحصلون على شغل…؟ الكثيرونيدبرون أمرهم، على الأقل يوفرون ما يسد الرمق… مهدت هذه الاستنتاجات طريقها إلى قناعتي بفضل الاحتكاك المستمر بالنقابيين والصحافيين والمناضلين والحقوقيين
      كانت الاعتصامات طويلة وشاقة، ذقت فيها جرعات المرارة من ولائم القائمين علىالقمع… علي إذا أن أتصور شغلا، ثم أبحث عنه… طرقت عدة أبواب، أبتدع فيمخيلتي شغلا ،وأقترحه على المشغلين المحتملين … إلى أن فتحت لي إحدىالجرائد الوطنية أبوابها ، أصبحت متعاونا في مجال التصوير ، عالم آخر لم أكن أنتظره ، ولجته بكل حماس، تكلفت بتغطية ألأحداث الرياضية، مرة أخرى الأضواء والملاعب والضجيج ! انغمست في عملي بين الحشود، التقط الصور من هنا وهناك… لشغفي برياضتي السابقة، كنت ألح على حضور النهائيات التي تجري كل سنة في هذه المدينة أو تلك .
   تقوت حيرتي ، وفقدت كل توازناتي الجسدية والنفسية وهدوئي الذي احرص عليه… لما توصلت إلى اكتشاف خطير، ذلك أن الكأس الرصاصية المشرومة توضع بين الكؤوس التي تسلم للفائزين … كل سنة أعاود الاقتراب منها، وقد صففت بعناية فوق طاولة ممتدة يغشيها دائما رداء أبيض!…
    آخذ للكؤوس صورا حقيقية وأخرى مفتعلة، أقترب من الكأس المستنسخة، أكاد ألمسها… هل فعلا طعم الانتصار الرياضي فقد حلاوته ؟هل أعرف وحدوي هذا السر الغريب، أم يشاركني فيه آخرون من غير الرئيس وزبانيته…؟ ارتأيت أن أقوم ببحث لتجلية الحقيقة، راجعت لائحة الفائزين عبر السنوات التي تلت توقفي عن الممارسة، لاحظت أن أسماء الرياضيين الفائزين لا تتكرر لسنتين، بينما تتضخم سنة عن أخرى الأرقام المالية لتكاليف إجراء النهائيات بما فيها تقديم الكؤوس الفضية…!
 دفعتني أهوال الاكتشاف إلى السفر نحو بلدتي.
أخرجت كأسي التي أحتفظ بها في خزانة بين الكتب، تحت رعاية جدتي، تفحصت الكأس نقرتها بمطرقة في جانبها السفلي، فتساقطت منها قشرة فضية كانت تخبيء الحقيقة الرصاصية للكأس، منذ ذلك اليوم صممت على دمج التصوير بالكتابة فيالصحف.

                مصطفى لمودن
——————————————-
نشرت بجريدة" الصحيفة المغربية " عدد 80، بتاريخ 20ـ 12ـ 2006

الثلاثاء، 3 يوليو 2007

حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية بسيدي سليمان "المشاركة السياسية للشباب"


حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية بسيدي سليمان
  "المشاركة السياسية للشباب"  
نظمت حركة الشبيبة الديموقراطية بسيدي سليمان عرضا إشعاعيا بقاعة البلدية، يوم الجمعة 8 نونبر 2007، بمناسبة تجديد مكتب فرعها المحلي، وذلك من تأطير الرفيقة نبيلة منيب، والرفيق محمد العوني، وإدارة الرفيق المحجوب أدريوش كاتب الفرع.
      
مهد الرفيق محمد العوني لمداخلته بتساؤل محوري :" هل الشباب له عزوف عن السياسة ؟"، وفي تحليله، ميز في ذلك بين نوعين:
  • عزوف خاص : و هو قرار شخصي ومؤقت  مرتبط باللحظة السياسية، يتخذه الشباب بناء على معرفتهم المسبقة بالوضع السياسي ، وبمعنى آخر حسب الرفيق  عزوفهم عن سياسة معينة قهرتهم ماديا ومعنويا بالبهرجة والكذب ، هذه السياسة لا يجد الشباب نفسه فيها .
  • عزوف عام :  حيت اعتبر المتدخل أننا في المغرب، لا نعيش عزوفا عاما عن السياسة ، مستندا في ذلك على حقائق تاريخية كمواجهة الشباب المغربي للمستعمر بأشكال مختلفة ، وممارسة الشباب السياسة من خلال الجمعيات ،  وأعطى مثالا  بالجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين ، ونضالها من أجل إيجاد حل لمشكلة الشغل ، هذه الممارسة فتحت للبعض قنوات الوصول إلى البرلمان و المجالس المحلية المنتخبة من خلال نسج علاقات مع السكان .
وأعتبر من جهة أخرى أن عدم متابعة نشرات الأخبار على القناة الأولى من طرف معظم المغاربة بالشكل الذي تقدم به  نوع من العزوف عن سياسة معينة .
وفي نفس المداخلة كذلك قسم الشباب إلى ثلاث فئات :
  • فئة لم يؤهلها التعليم السائد لاكتساب ثقافة سياسية ، وتبقى هذه الفئة مبعدة عن مزاولة العمل السياسي .
  • فئة مرتاحة ماديا لا تمتلك أسئلة البحث عن التغيير، وهؤلاء عازفون في الأصل عن أية مشاركة.
  • فئة ثالثة تناضل في إطارات خاصة كالجمعيات والنقابات، وهي  التي  تولت مناهضة غلاء الأسعار وضرب الخدمات العمومية ، واعتبر أنها في حاجة إلى تأطير وتوجيه .
و أكد محمد العوني أن المغرب لم يجتز بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي الحقيقي، التي تستلزم إنشاء مؤسسات ديمقراطية منتخبة،  تتولى تدبير شؤون البلاد ، وإنما سعت الدولة إلى  تلميع صورتها في الخارج، وإخفاء المظاهر الاجتماعية المتأزمة، و إن كان المغرب قد قطع مراحل متقدمة بالمقارنة مع بعض الدول المجاورة .
    دعا في الأخير الشباب المغربي إلى المشاركة   بكثافة في الانتخابات المقبلة،  لسد الطريق أمام لوبي الفساد الانتخابي والمفسدين ، وإنقاذ الوضع ، ونشدان التغيير الذي يجب أن يمس صلب المؤسسات .
كما أعتبر أن الحزب الاشتراكي الموحد، قد اختار النضال الديمقراطي السلمي والعمل على خلق فرص التحول الجذري ، وهذا برأيه هو الذي يحسم في الاختيارات المؤثرة في  الواقع وفي التقدم .

  في بداية عرضها قسمت الرفيقة نبيلة منيب التوجهات المتنافسة داخل المجتمع، من حيث المرجعيات إلى ثلاث؛ هناك المشروع المخزني "الليبرالي"، وهو مرتهن لتوجهات المؤسسات المالية، ويعتمد على التدبير التكنوقراطي. والثاني هو المشروع الديموقراطي الحداثي، وبدوره مقسم إلى توجهين رئيسين، أولهما لم يشارك في الحكومة- ونحن ضمنه تقول-، وتوجه ثان شارك، لكن ليس ببرنامجه، وأعطت مثلا ب"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، التي كان يمكن أن تأخذها الحكومة وتحاسب عليها. أما المشروع الثالث فقد "اعتبرته رجعيا متخلفا يريد أن يرجعنا إلى الوراء"، مضيفة أن "بعضهم لا يمثلون في الحكومة ولا يمارسون أي معارضة"، منتقدة أسلوب التدبير الجاري به العمل، المعتمد على خليط غير متجانس من ست مجموعات حزبية، داعية إلى إصلاح دستوري متوافق حوله، قصد التأسيس لسلطة شعبية حقيقية.
    أما فيما يخص الشباب والمرأة، فقد اعتبرت الجميع جزء من المجتمع ككل، حيث تعرض الجميع للنتائج السلبية كمحصلة عن السياسات المتبعة، منذ تبني التقويم الهيكلي، وخوصصة القطاع العام، وتفويت الخدمات العمومية…رغم بعض الإيجابيات التي أدخلتها في إطار "مرحلة الانفتاح السياسي المقنن"، من ذلك تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة (متسائلة عن مدى تطبيق توصياتها)، وإصدار قانون الأسرة، رغم ما يشوبه من مشاكل في التطبيق، وتوقفت عند ما تتعرض له قضية المرأة من مد وجزر بين "سلطة المرجعيات" الحقوقية والدينية والسياسية والثقافية المتناقضة فيمابينها أحيانا، داعية الجميع إلى المساهمة في الحياة السياسية المباشرة، من خلال الإطارات المنظمة، مستخلصة بقولها: "نحن في حاجة لثورة ثقافية، تؤسس لثقافة الديموقراطية"، مذكرة بمقولة: "إذا لم تمارس السياسة ستمارس عليك".
                م.لمودن -م. الأزهر
نشرت بجريدة "اليسار الموحد" عدد:193 ـ بتاريخ: 28 يونيو    
محمد العوني: صحفي، معد ومقدم برامج في الإذاعة الوطنية ، الرباط، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد
نبيلة منيب: أستاذة العلوم البيولوجية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، كاتبة فرع نقابة التعليم العالي، عضوة المكتب السياسي الحزب الاشتراكي الموحد 

ملحوظة: يسعدنا أن نكرر أن هذه المدونة مفتوحة في وجه جميع التوجهات والأراء، اتصلوا لتغطية الأنشطة الجمعوية، او ارسلوا تغطيتكم الخاصة، شرط التزام الموضوعية  >

الاثنين، 2 يوليو 2007

ASSEZ DE MASSACRES… DES NUS. PIEDS


 ASSEZ DE MASSACRES… DES NUS. PIEDS
L’accident qui a eu lieu sur les voies ferrées le 24/07/2007 et qui a pour victime l’innocente élève KAOUTAR EL GHALI, a soulevé plus d’une protestation aussi bien au niveau de son douar EL OUARGA, qu’au niveau des ONG et  des organisations politiques et syndicales à Sidi Slimane.
Ces protestations, évidemment n’ont pas mis fin aux accidents sur les rails, car tout dernièrement la mort a encore frappé, (Ben Aissa Lachhab, 65 ans  et Mohamed Hatouchi 10 ans), ce qui pose avec acuité le problème épineux de l’exploitation de la ligne sans porter préjudice aux habitants. Cette approche juridico-économique n’est pas étrangère à tout responsable qui se respecte et en particulier aux responsables de l’O.N.C.F. Ne voit-on pas bâtir des palissades et des ponts susceptibles de mettre la vie  des citoyens à l’abri des menaces, comme c’est le cas à Casa, à Rabat, Méknes, Fès, Sidi Kacem et autres. Et partent de cette perspective, on se demande pour quand le tour de Sidi Slimane pour se doter de palissades parallèles aux rails ?
A bon entendeur salut !
IDRISSI Houssaine
27-06-07
   مساهمة الأستاذ الحسين الإدريسي، وهو فاعل جمعوي وسياسي بالمدينة، له اهتمامات متعددة، يعمل أستاذا للإجتماعيات بثانوية "علال الفاسي"  

GROUPE DE TRAVAIL EN PROMOTION A SIDI SLIMANE


GROUPE DE TRAVAIL EN PROMOTION A SIDI SLIMANE
            Sidi Slimane est en diapason avec les problèmes mondiaux. ACME/MAROC vient de voir le jour au MAROC tout dernièrement dans le but de mettre   en exergue le problème de la pénurie de l’eau au niveau du monde, suite aux changements climatiques et suite à la mauvaise gestion du patrimoine hydraulique mondiale. L’idée de fonder une organisation spécialisée dans le domaine de l’eau  au niveau national a vite suscité l’intérer bon nombre d’intellectuels et d’ingénieurs et de scientifiques pour apporter leur concours  à s’attaquer organisationnelle ment et pratiquement à cette pénurie mondialement inquiétante. L’idée ne s’est fait pas attendre nationalement et localement. Il a fallu deux à trois rencontres suite à l’initiative de Yassir Gmira et Janati pour qu’un groupe de travail voit le jour au milieu du mois de mai à Sidi Slimane et se propose a promouvoir un plan d’action visant à mettre l’ACME/MAROC sur les rails à Sidi Slimane,  surtout que le problème de l’eau se pose à plusieurs niveau (distribution de l’eau potable, pollution de l’oued Baht, irrigation …).
                                  IDRISSI Houssaine
30-06-07



ACME/MAROC = Association pour le contrat  mondial de l’eau.
Groupe de travail                = Nouvelle conception organisationnelle pouvant rassembler trois et quinze  volontaires, membre  de d’ACME/MAROC, qui travailleront ensemble sur la question de l’eau.  

الأستاذ الإدريسي الحسين، ناشط جمعوي وحقوقي وسياسي، وقد قبل مشكورا المساهمة في المدونة بلغة موليير،  للإشارة فهو يدرس الإجتماعيات بثانوية علال الفاسي، بسيدي سليمان

السبت، 30 يونيو 2007

إلى متى سيبقى القطار يقتل في سيدي سليمان


إلى متى سيبقى القطار يقتل في سيدي سليمان
           مع توالي الحوادث؟
       أصبح القطار العابر لسيدي سليمان أول "قاتل" بالمدينة، آخر ضحية سقطت يوم الأربعاء 13 يونيو، حيث فقد الحياة بسبب السكة المزدوجة غير المسورة الطفل محمد هتوشي عن عمر يفوق 10 سنوات، تلميذ بالقسم الرابع بمدرسة "انوال"، وقد كان قيد حياته يقطن رفقة أسرته بحي أولاد زيد من حزام المدينة الذي أريد له التهميش، وقبل ذلك بأسبوع (6 يونيو)، توفي المرحوم بنعيسى لشهب، عن عمر يفوق 65 سنة، بعدما دهسه القطار السريع، في الصباح المبكر من يوم الأربعاء، الذي يوافق انعقاد السوق الأسبوعي المحاذي للسكة ! وهو من قرية العوابد بضاحية المدينة، وقد كان قادما إلى السوق، حيث يزاول تجارة تسد بعض حاجياته، وذكر شهود عاينوا الحادثة، أن المشهد كان رهيبا أثناء جمع أشلاء الجثة، التي لصق أغلبها بالقطار…هذا وقد أشرنا في "اليسار الموحد" عدد 184، بتاريخ 26 أبريل 2007، إلى حادثة مماثلة روعت المدينة، إثر وفاة تلميذة كانت عائدة من مدرستها، كما سبقت حوادث أخرى مشابهة، وقد لفتنا الانتباه حينه إلى خطورة هذا الخط السككي، وفي السياق نفسه، أخبرنا بعض السكان المجاورين لممر القطار، أن لجنة حلت بعين المكان يوم الأربعاء 23 ماي، تجهل تشكيلتها والقرار الذي اتخذته، في غياب تواصل إعلامي من قبل المسؤولين.
   فإلى متى ستظل المدينة تحصي القتلى؟ والمكتب الوطني للسكك الحديدية "يفتخر" بالسرعة التي أصبح يقطعها القطار بين الدار البيضاء وفاس في إشهاراته المؤدى عنها !فهل القطار الفرنسي ـ مثلا ـ الأسرع في العالم يحصد البشر في طريقه؟
                 مصطفى لمودن          

              نشرت بجريدة "اليسار الموحد" عدد:193 ـ بتاريخ: 28 يونيو 2007
                    هل لك رأي؟ بكل تأكيد، سجله إذن

الجمعة، 29 يونيو 2007

الشراكة للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان والمواطنة وتنشيط الحياةالمدرسية.


الشراكة للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان والمواطنة وتنشيط الحياةالمدرسية.  
            حصيلة يوم تكويني حول التربية على حقوق الإنسان ببلقصيري.
  جمعية" النجم الأحمر" ببلقصيري بتعاون مع جمعية حقوق الناس، ونيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم سيدي قاسم، وعضو من المشرفين على برنامج تدريس حقوق الإنسان والمواطنة من وزارة التربية الوطنية.
          شهدت بلدية مشرع بلقصيري طيلة السبت14 أبريل 2007 يوما تكوينيا في التربية علىحقوق الإنسان والمواطنة، لفائدة أساتذة التعليمالابتدائي، من تنظيم جمعية "النجم الأحمر للتربيةوالثقافة والتنمية الاجتماعية"، بمشاركة مركزحقوق الناس، ونيابة وزارة التربية الوطنيةبسيدي قاسم، وممثل عن اللجنة المركزيةلحقوق الإنسان والمواطنةقطاع التربيةالوطنية-. تميزت الأنشطة بتقديم ثلاث عروض،واختتمت بورشتين، وذلك ضمن فعاليات "مهرجان أعراس المدرسة الثانيالذي يشملمواعيد محددة تمتد على ثلاثة أشهر، أعدتهالجمعية المحلية المذكورة تحت شعار"الشراكةفي خدمة الارتقاء بجودة التربية"، من مواده كذلكمسابقات ثقافية وفنية ورياضية بين عدد منالمؤسسات التعليمية، وعروض نظريةوورشات     
    بعد تقديم ذ. بنعيسى الشايب رئيس جمعية"النجم الأحمر" لمحاور اليوم التكويني وللمشاركين، أخذ الكلمة ذ. جامل الدين راشدي نائب وزارة التربية الوطنية في إقليم سيدي قاسم، حيث حاول أن يؤطر للموضوع قائلا:"هذا النشاط له طبيعة تكوينية، ويدخل في إطار أعراس المدرسة بالشراكة مع الأكاديمية والجمعية والنيابة" مذكرا بالسياق الحقوقي العام الذي يعرفه المغرب، ودور المدرسة في التفاعل مع محيطها، وما يتطلبه ذلك من التكوين المستمر للمدرس، حتى "لا تبقى هناك سلوكات وممارسات تتناقض مع الطموحات، وما تهدف إليه التربية والكتب والبرامج"، مضيفا أنه لا فائدة من كل ذلك إذا لم يكن الفاعل التربوي غير منخرط"، متوجها بكلامه إلى الأساتذة الحاضرين قائلا:"ستساعدوننا على تكوين آخرين وتأطيرهم داخل مؤسساتكم"، منهيا تدخله بطرح مجموعة من التساؤلات حول إدماج ثقافة حقوق الإنسان بالمدرسة وبعض العوائق التي تعترض ذلك.
           عن مركز حقوق الناس – الجمعية المشاركة في اليوم التكويني- تطرق ذ. جمال العمري رئيس الشبكة الجهوية لجهة الغرب الشراردة بني احسن إلى التعريف بالجمعية التي يمثلها، مستعرضا بعض منجزاتها وشراكاتها وما تصبو إليه من أهداف.   
             أطر من مركز حقوق الناس تساهم بعرضين وتنشط ورشتين.
     واكب اليوم التكويني أطر متطوعة من مركز حقوق الناس، المتواجد مقرها الرئيسي بفاس، فألقت ذة. فتيحة عبد الله عضو هيئة حقوق الناس، عرضا حول التربية على حقوق الإنسان؛ الأسس، المباديء، الأهداف. انطلقت في عرضها من إعطاء تعريف للتربية بصفة عامة،  والتربية على حقوق الإنسان بصفة خاصة، متوقفة على مفاهيم الحقوق والمساواة والتسامح… مرورا بديداكتيك ومناهج التدريس الخاصة بالموضوع. أما العرض الثاني فتكلفت به ذة. أمينة مجذوب عضو نفس الهيئة الحقوقية، إذ تطرقت إلى الطرق والوسائل الكفيلة بتدريس حقوق الإنسان، متطرقة إلى تقنيات التدريس، مركزة على ضرورة دراسة الفئات المستهدفة، وتحديد انتظاراتها، ولغة التخاطب المناسبة معها… قدم للعرضين وأدار النقاش ذ. محمد حوحو.
     لتخصص فترة الزوال لورشتين حول موضوع:" معيقات التربية على حقوق الإنسان"، من تنشيط وتأطير أطر مركز حقوق الناس. للإشارة فقد حضر ممثلان عن كل مؤسسة تعليمية ابتدائية من بلقصيري ودائرتها، وتكلفت نيابة وزارة التربية الوطنية بتوفير وجبة الغداء،  
                      التربية على حقوق الإنسان والمواطنة
                    ذ. سامر أبو القاسم يعرض للمنطلقات والتوجهات 
  بصفته عضو اللجنة المركزية لحقوق الإنسان والمواطنة، التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، فقد تناول ذ. سامر أبو القاسم في بداية اليوم التكويني الذي شهدته مدينة بلقصير( أنظر العدد السابق) التوجهات الرسمية في الموضوع، حيث انطلق من اعتبار أولوية التنشئة على قيم المواطنة، وتنمية عدد من القدرات والكفايات، لاستيعاب وتمثل ثقافة الحق والواجب معا، وهو ما يدخل ضمن صيرورة إصلاح منظومة التربية والتكوين، داخل إطار المشروع المجتمعي الهادف إلى إرساء الحداثة والديموقراطية حسب قوله، اعتمادا في المجال التربوي على آلية تواجد امتدادات للجنة حقوق الإنسان والمواطنة في كافة إدارات الوزارة، والأكاديميات الستة عشر، كما تسهر اللجنة على تنسيق كافة المقررات والبرامج المقدمة داخل المؤسسات التعليمية، وتنقيتها وتلقيحها مع ما يتلاءم وثقافة حقوق الإنسان والمواطنة، وتكوين المدرسين وأطر الإدارة التربوية، مضيفا أن الوزارة تتوفر على أطر مؤهلة تعنى بتنشيط الحياة المدرسية، في مسعى لتوفير الشروط المناسبة للتربية والتنشئة الاجتماعية المتسمة بالحميمية والإنسانية داخل فضاء المؤسسة التعليمية، حتى يحصل التلميذ على منتوج تربوي جيد حسب ما ذكر، من ذلك تكوين الأندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية وتعدد اهتماماتها، خلق مجالس التدبير، العمل ضمن مشروع المؤسسة، اعتماد شراكات مع جمعيات وطنية وجهوية، "وقد وصلنا إلى برامج متقدمة في ذلك- يضيف-، حيث وضعنا مثلا بالاشتراك مع جمعية ترانسبارونسي المغرب المساطير الخاصة بعقد الصفقات لإنجاز الكتب المدرسية"، واعتماد الشفافية في إسناد المسؤوليات داخل قطاع التربية، ولنا عُدّة بيداغوجية مهمة، يقصد بها الدلائل الموضوعاتية، من عناوينها المساواة، حقوق الطفل، الخ. وأضاف أن مباديء حقوق الإنسان والمواطنة أصبحت مدمجة داخل المواد والمقررات الدراسية، وأعطى لذلك مثلا بالرياضيات التي قد لا تعتبر حاملة للقيم حسب قوله، حيث تم الانتباه على أن من تطرح عليه الأسئلة دائما ذكرا وليس الجنسين معا، مشيرا إلى إنشاء مرصد وطني للقيم الناظمة للممارسة التربوية… "وذلك حتى يقع الارتكاز على أرضية قيمية واحدة متوازنة مستمدة من قيم ومباديء حقوق الإنسان" حسب رأيه، باعتماد أسلوب التعاقد الذي كانت ركيزته الأساسية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وما تم أجرأته بعد ذلك في الكتاب الأبيض والبرامج والكتب المدرسية، والتربية على المواطنة…
        لكن تعترض تلك الإجراءات بعض العوائق، وقد تحدث المحاضر ضمنيا عن جزء منها حين رهن التطبيق بتواجد التواصل بين هياكل الوزارة، ومدى استعداد الأطراف المعنية من مدرسين وإدارة تربوية وشركاء، ومستوى الحماس والكفاءة في التطبيق، «والمقاومات التي لا يمكن أن نتصور عدم وجودها"، وصعوبات تهم المستهدَف قائلا:"نحن بصدد الحديث عن بناء تركيب لعملية جد معقدة تنتج العقل، وتراهن على المدى المتوسط والبعيد"، وذلك في إجابته عن تساؤلات المتدخلين بعد تقديم كل العروض، وأضاف أنهم في قطاع التربية والتعليم، يستحضرون توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، وأن ذلك له علاقة ب"الخطة الوطنية للنهوض بثقافة حقوق الإنسان" المعلن عنها بشكل مشترك بين الوزارة الأولى والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. لكن أغلب مداخلات الحاضرين كان لها رأي مخالف، حيث وقف بعضها على أشكال من التناقضات القائمة ما بين الواقع وما يتم الحديث عنه.          
      مستوى الشراكات مع الجمعيات والجماعات المحلية بإقليم سيدي قاسم؟
    نائب وزارة التربية الوطنية على إقليم سيدي قاسم واكب وشارك في الأشغال طيلة اليوم، مما حذا ب"اليسار الموحد" إلى إجراء مقابلة قصيرة معه حول الشراكات. 
   س: ما هو مستوى التعاون الذي تقيمونه مع جمعيات المجتمع المدني والجماعات المحلية؟
   جعلاقاتنا مع الجمعيات تدخل في سياق أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وفي سياق دعم انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها، لنا شراكات مع عدد كبير من الجمعيات، سواء في مجال محاربة الأمية، والتربية غير النظامية، وفي التعليم الأولي. نحن نوفر لهم المقرات داخل المؤسسات التعليمية، كما أن بعضها استفاد من التجهيزات والتكوين، خاصة بالنسبة للمشتغلة في التعليم الأولي. لكننا نحتاج إلى دعم الجماعات المحلية، خاصة في الوسط القروي، حيث تبقى مساهمات الجماعات المحلية محتشمة، والكثير منها لا تفي بما التزمت به، خاصة لدعم التعليم الأولي…
س: هل هناك جمعيات تساهم بالبنايات والتجهيز؟
ج: ليس هناك جمعيات تساهم على مستوى التأهيل المادي للمؤسسات، إلا بعض الشراكات مع جمعيات أجنبية، التي ساهمت في تأهيل قاعات متعددة الوسائط، وتجهيزها بحواسيب، وتوفير النقل المدرسي، نموذج قدماء تلاميذ مدرسة عبد الواحد المراكشي بالجماعة القروية الشبانات، وجمعية "المنار" بالخنيشات، وأخيرا تجربة تأهيل مادي لثلاث حجرات بمدرسة الزاوية بسيدي قاسم، وتجهيزها بالعتاد التعليمي، إضافة إلى تجهيز قاعة لقسم مدمج لفائدة الأطفال دوي الحاجات الخاصة بمدرسة القدس بسيدي قاسم، وذلك في إطار شراكة بين النيابة الإقليمية وجمعية"
الفرنسية،  بتعاون مع جمعية الآباء، وجمعية "اقرأ"   "Ambulance sans frontières   للأطفال دوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سيدي قاسم.
      على مستوى تنشيط الحياة المدرسية، وفي إطار شراكة بين النيابة بسيدي قاسم، جهة الغرب الشراردة بني احسن، وبين جمعية "النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية"، ببلقصيري يتم حاليا تدبير تظاهرة "مهرجان أعراس المدرسة في دورتها الثانية"
س: هل من استفادة في إطار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"؟     
 جاستفادت النيابة في إطار المشاريع المبرمجة من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمليات دعم التأهيل المادي للمؤسسات التعليمية وخاصة بالعالم القروي، مثل عملية تسييج المؤسسات التعليمية، بناء المرافق الصحية والمطاعم المدرسية، بناء قاعات متعددة الوسائط، تجهيز مكتبات مدرسية، وذلك في إطار برنامج محاربة الفقر.
س: تحدث مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في أحد المنتديات المقامة مؤخرا عن الشروع في تزويد المؤسسات التعليمية بالحواسيب. إلى أين وصلت العملية؟ 
 جالآن تزود المدارس والإعداديات والثانويات، وهي تتوصل حاليا بالعتاد الخاص بتكنولوجية الاتصال، في أفق تعميم هذا المشروع على ثلاث سنوات.
      س: هل ستستفيد مدارس العالم القروي، وحتى التي ليس بها كهرباء؟
 جلا، بالنسبة للمؤسسات التي لم تربط بعد بالكهرباء، لن تستفيد حاليا، لكن عملنا على ربط الاتصال بالمكتب الوطني للكهرباء، في أفق ربط هذه المؤسسات بالكهرباء. 
             " النجم الأحمر" من جمعية رياضية إلى جمعية تنموية.
  تأسست الجمعية في أكتوبر 1991، انتقلت من الاهتمام بكرة القدم إلى المجال الثقافي، لتوسع بعد ذلك مجال اهتمامها، ليترادف اسمها"النجم الأحمر" بالتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية، استجابة لحاجة مدينة بلقصيري لذلك، حسب ما أكده ل"اليسار الموحد" رئيسها ذ. بنعيسى الشايب، وقد سرد عددا من منجزات جمعيته، كعملية ختان أطفال تحت إشراف طاقم طبي من مستشفى الأطفال التابع لابن سينا بالرباط، تقديم بعض الإفطارات الجماعية على شرف نزلاء الطالب في رمضان، زيارة نزلاء المستشفى المحلي، وتقديم بعض الهدايا البسيطة للمواليد الجدد، كما أن للجمعية حضور بارز على مستوى التنشيط الثقافي بالمدينة، وهي مقبلة في 27 من شهر أبريل الجاري على تنظيم الملتقى الوطني الرابع للقصة القصيرة خلال ثلاثة أيام، كما برمجت تنفيذ 4 ندوات حول السياسة وعلاقتها بعدة مجالات، وقد أنجزت الندوة الأولى في 9 مارس المنصرم، تحت عنوان" الدين والسياسة" بحضور ذ. سامر أبو القاسم، وذ. سعيد الكحل، بالإضافة إلى أعراس المدرسة في سنتها الثانية، وتأطير أنشطة للشباب والطفولة بعدد من فضاءات المدينة كدار الشباب والمؤسسات التعليمية.
    وعن سؤال عن العوائق، ذكر محدثنا أن جمعيته تعرف مشاكل مادية، ولم تتلق أي دعم أو مساندة من المجلس البلدي، وقد كان الرد سلبيا من أجل دعم ملتقى القصة القصيرة، واعتبر ما روج له المجلس البلدي حول دعم الجمعيات مجرد مزايدات حسب قوله، منهيا حديثه بالدعوة إلى توفير البنية التحتية لممارسة أنشطة ثقافية وتربوية ورياضية، للطفولة والشباب، ولكافة الجمعيات النشيطة بالمدينة، وأكبر دليل على الإهمال يضيف متحسرا، هو إهمال الملعب البلدي الذي أصبح بدون سور ولا حارس.  
                           مصطفى لمودن 
 نشر أغلبها بجريدة " اليسار الموحد" عدد: 182 بتاريخ:12 أبريل 2007
                  اترك تعليقا أو رأيا   

أزمة التشغيل في ظل اقتصاد يحبو سيدي سليمان نموذجا


 أزمة التشغيل في ظل اقتصاد يحبو
                                 سيدي سليمان نموذجا  
 تجديد مكتب فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
             فرع سيدي سليمان

        رضوان النجاعي الكاتب العام للمعطلين *أفق التشغيل أراه غير واضح.

             قضيتنا الأساسية هي الشغل.
      تثير قضية التشغيل بالمغرب عامة وبسيدي سليمان إشكاليات عويصة، فإذا كان التزايد السكاني في نمو مطرد، وتتوسع باستمرار قاعدة الهرم السكاني، حيث تغلب عليه نسبة الفئة الشابة، التي لا يستوعبها سوق الشغل، لأسباب عديدة، منها ضعف النمو الاقتصادي، الذي لن يتعدى هذه السنة على سبيل المثال 2% حسب المندوبية السامية للتخطيط، وارتهان الاقتصاد الوطني للظرفيات المفاجئة، كعامل الجفاف، وارتفاع أثمنة الطاقة… في غياب سياسة حكومية ناجعة، تعتمد سياسة قطاعية مندمجة، تتكامل فيها مختلف القطاعات، وتتناسق من أجلها تدخلات القطاعات الحكومية فيما بينها من جهة، وهذه الجهات الرسمية مع الخواص من جهة أخرى، في ظل تراجع استثمارات الدولة بشكل كبير، يظهر ذلك من خلال الميزانيات السنوية للحكومة،  وفي ظل خوصصة عدد من الشركات التي كانت مأممة كليا أوجزئيا، وهي كانت في الغالب تعرف خللا في التسيير، يرى البعض أن ذلك كان مقصودا، حتى يتم تفويتها بأبخس الأثمان، وبدون تكلفة سياسية… بينما لا يلتزم غالبا الخواص المفوتة لهم مثل هذه الشركات بدفتر التحملات، خاصة بالنسبة للتشغيل، ونعرض لذلك مثلا بضيعات الصوديا.
     هذا ولم تؤد عملية المغادرة الطوعية ما كان مؤملا منها، من تعويض بموظفين ومستخدمين جدد، حسب الترويج الذي صاحب العملية حينه، أما أغلب الجماعات المحلية، والتي كان يمكن أن تكون أهم مستثمر ومشغل في البلاد، فإنها بدورها تعيش أزمات متفاوتة حسب مداخيل كل واحدة منها،  نظرا لسوء التسيير الذي عانته منذ بداية التجربة سنة 1976، و ضيق أفق القانون المنظم لها… رغم أن بعضها استوعب في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي نسبة مهمة من أصحاب الشواهد وغيرهم، دون اعتبار الحاجيات الحقيقية لهذه الجماعات من حيث الكفاءات المهنية والمردودية المباشرة، أو ما أصبح بعد ذلك يصطلح عليه "بالتوظيف المنتج"، وهكذا وجدت هذه الجماعات نفسها أمام الأمر الواقع، في اعتمادها على مساعدات الوزارة الوصية، وانتظار نصيبها من الضريبة على القيمة المضافة، واستجداء قروض صندوق التجهيز الجماعي، في عجز شبه شامل عن القيام باستثمارات ذاتية، وبالتالي خلق فرص الشغل. 
      أما القطاع الخاص فمازال لم يتخط مرحلة الفطام عن الإدارة العمومية، وقد كان ذلك من صميم انوجاده منذ الاستقلال، حيث اعتمد على اقتصاد الريع غير المنتج والمراكم للثروات في ظل السياسات الحمائية التي كانت متبعة، رغم بروز بعض المجموعات القوية (كارتيلات)، لكنها ما تزال تختبيء تحت مظلة الإدارة (ما يسمى بالمخزن الاقتصادي)، وفي مجال التشغيل تسعى وراء الكفاءات العالية التكوين للمناصب المهمة،  ولو كانت مستقدمة من الخارج، بما أنها تسعى للربح حسب طبيعة كل الشركات الخاصة، بينما يزال كثير من القطاع الخاص، غير مستوعب للرهانت التي تنتظره في أفق 2010 حيث ستتحرر التجارة والخدمات بالتدريج، وهو منكمش في جبة المقاولة العائلية التي لا استراتيجية لها، غير قادر على استيعاب الشباب المعطل، في ظل عجز الدولة لتوفير المناخ المناسب، كتوفير البنيات الأساسية،  وإعادة النظر في منظومة التعليم والتكوين، والمساعدة على التنافسية، بتخفيض كلفة الإنتاج، والقدرة على التصدير، مع انحباس تجاري ذي طبيعة تنافسية صرفة، أو لخلفية سياسية، كانغلاق الحدود مع دول المغرب العربي. 
      للدولة حلول ضيقة للخروج من النفق المسدود، فبعدما تم نفض اليد من الفلاحة، التي لم تعد مربحة، بل إنها تلتهم أموالا عمومية في أكثر من مناسبة، خاصة حينما يحل الجفاف، ويصبح سكان العالم القروي في حاجة للتدخل الحكومي، مع ما يصاحب ذلك من إعفاءات بالنسبة للقروض، تؤدي الحكومة قيمتها على حساب قطاعات أخرى، دون أن ننسى ما سبق من استثمارات سخية في المجال الفلاحي منذ ستينات القرن الماضي، بينما عائدها المالي بقي ضعيفا.         وأمام ضعف المالية العمومية، وضعف القطاع الخاص، تعتمد الدولة على التمويلات الخارجية، مثل عائدات المغاربة المهاجرين، والاستثمارات الأجنبية، التي مازال كثير منها مترددا في ضخ أموال كثيرة في المغرب، كما كان عليه الحال أثناء الحرب العالمية الثانية بالنسبة للمستثمرين الفرنسيين،  الذين ساهموا في خلق قطب اقتصادي أنذاك كالدار البيضاء.  
   وقد استطاعت عمليات الخوصصة جلب" خبرة ورؤوس" أموال جديدة إلى المغرب، منذ أن    انطلقت بقوة في أخر عقد من القرن الماضي، مع قطاع الاتصالات، إلى أخر عملية مهمة مع شركة النقل البحري "كوماناف" قبل شهور خلت، غالبا ما يكون مصدر هذه الاستثمارات المتعاملون التقليديون مع المغرب كفرنسا وأسبانيا، وتنضاف إليهم بشكل جزئي دول أوربية أخرى كسويسرا والبرتغال، وذلك في ميادين السياحة وبعض الصناعات التحويلية الخفيفة والفلاحة… دون أن نغفل مستثمرين جددا، بدأت قوتهم تظهر على المستوى الدولي، نعني بهم دول الخليج النفطية، وقد زادت أحداث 11 شتنبر، وما صاحبها من إجراءات احترازية من قبل أمريكا والغرب عموما، حول تنقل الأموال، والتهديد بتجميدها عند كل طاريء أو خلاف، أدى ذلك إلى توخي الدول العربية الغنية الحذر، وبالتالي تنويع أماكن الاستثمار، فكان من نصيب المغرب نسبة من ذلك،  لكن فقط في مجال العقار والسياحة، وبعض المشاريع ذات المردودية المضمونة كالطرق السيارة… وقد حاول المغرب خلق ظروف مناسبة لصالح المستثمر الأجنبي، كإصدار ترسانة من القوانين في مجال الإسثتمار، وتحويل الأموال إلى الخارج، وخلق المحاكم التجارية المختصة، ومراكز الاستثمار، بل وحتى توفير بعض المتطلبات الأخرى، كالمناطق الصناعية الحرة، وميناء طنجة المتوسطي، والتشجيع على ترحيل شركات الخدمات الإتصالاتية إلى المغرب - افشورينغ -، بحثا عن اليد العاملة الرخيصة.



      لكن رغم ذلك ما تزال أمام المغرب عقبات كثيرة، يجب الإنكباب عليها لحل بعضها، والتخفيف من أخرى، من ذلك ضعف التمويل العمومي، وبالتالي استثمار الدولة، الذي يجب أن يكون قاطرة كل تنمية، خاصة لدولة كالمغرب. ارتفاع فاتورة الطاقة عامة، والبترول خاصة، رغم إجراء تخفيضات في وقت سابق للكهرباء المستخدمة في الصناعة بنسبة وصلت إلى 17%. ضعف السوق الاستهلاكي الداخلي بسبب الفقر وضعف معدل الدخل الفردي، وذلك مرتبط بضعف الأجور، وقلة الشغل. ضعف شبكة المواصلات، بالإضافة إلى تفشي الرشوة والزبونية، وتأخر الإدارة وبطئها.  عدم القطع مع أساليب تدبير موروثة، والانتقال لمرحلة الشراكات والتعاقد، في ظل حكامة رشيدة، أساسها ديموقراطية حقيقية. خلق عدالة ضريبة، وتوسيع وعائها ليشمل كل المداخيل، بما فيها القطاع الفلاحي ذي العائدات المهمة، علما أن قاعدة الإعفاء الضريبي تتوقف عند 24000 ألف درهم، ويدخل ضمنها الفلاحون الصغار.  عدم استقلال القضاء. تأخر في منظومة التربية والتكوين.  انتشار بعض حالات الإتكالية والإنتظارية داخل المجتمع… 



    على المستوى المحلي في سيدي سليمان، الوضع لا يختلف كثيرا، مع استثناء، وهو الإهمال والنسيان الذي تعرضت له المدينة والمنطقة عموما، حيث لم تستقبل استثمارات جديدة، ولا تتوفر على منطقة خاصة بذلك، بل إن إحداها تحولت "بقدرة قادر إلى تجزئة سكنية"، بل أكثر من ذلك فقد أغلقت عدد من الوحدات الصناعية التحويلية، كان آخرها معمل السكر، المتواجد منذ ستينات القرن الماضي بالمدينة، كما فوتت أغلب ضيعات الصوديا والسوجيتا، بعدما "دفعت" إلى حافة الإفلاس، ولم يبق أمام السواد الأعظم من سكان المدينة سوى القيام ببعض الأعمال البسيطة لسد الرمق، كدفع الناقلات اليدوية لحمل حاجيات البعض خاصة يومي السوق (الثلاثاء والأربعاء)، القيام ببعض الأعمال التجارية البسيطة كبيع الخضر والفواكه وسلع الجوطية، والاصطفاف كل صباح في "الموقف" (مكان جلب اليد العملة)، في انتظار فلاح أو بائع للخضر والفواكه بالجملة، مقابل أجر زهيد، في حدود 30 درهما، إن وجد الشغل…وقد اختار آخرون ـ من ظمنهم نساء وبنات ـ مكرهين  الهجرة إلى أماكن أخرى،  كمنطقة بركان لمزاولة أنشطة فلاحية هناك، أو الانتقال إلى مدن أخرى كطنجة للعمل في قطاع النسيج، أو الرباط والبيضاء كخادمات بالنسبة للبنات، وشباب آخرون يجذبهم موسم "قطف" المخدرات بأعالي الريف… ولا يفوتنا أن نذكر أن المدينة يحتضنها سهل فسيح وخصب، لكن أغلب الأراضي عبارة عن ضيعات في ملك خواص أغلبهم يستقر بمدن كبيرة، وبعضهم لا يهمه حتى تحسين المنتوج الفلاحي بضيعته.



   أما البلدية فمن وجهة نظري الخاصة، أرى أنها قد استنفذت كل عروضها فيما يخص التشغيل التقليدي داخل المكاتب، كباقي كل الجماعت في المغرب، بل إن الحكومة كانت قد أعلنت عن نيتها في فتح باب " المغادرة الطوعية" بالنسبة لموظفي هذا القطاع كذلك، خاصة في المدن الكبرى، ولم يمنعها من المرور لمرحلة التنفيذ سوى افتقادها لحصة مالية كافية، لكن ما تزال أمام الجماعات المحلية إمكانيات تشغيل غير تقليدية، تقتضي إحدات قطيعة مع العقليات السائدة في تدبير أمور هذه الجماعات، سواء بالنسبة للمستشارين، أو بالنسبة للمسؤولين، أنا شخصيا عندي أكثر من تصور لذلك، منه ضرورة انفتاح الجماعات المحلية على التمويلات المتنوعة من السوق المالي، إحداث شراكات مع مواطنين وأجانب، لا أقصد هنا "التدبير المفوض"، بل في الإنتاج والتسويق… وهناك مجالات عديدة يمكن أن تنجح، لكن كثيرا من التصورات الدغمائية والانتهازية تحول دون ذلك…


    ختاما لا نريد أن نغلق على سوداوية مثبطة للعزائم، فما زال هناك أمل، لكنه يقتضي مشاركة وإشراك الجميع، ونبذ أشكال الوصايات المختلفة، والتفكير الجماعي في قضايانا المصيرية، والضرب بقوة على يد المفسدين والأنانيين وأصحاب المصالح الضيقة…حتى لن نرى مرة أخرى هذا العدد الهائل من أبناء الوطن، أصحاب الشواهد والدبلومات المختلفة، (ومن لا يتوفر على ذلك) وقد أكلت من عمرهم البطالة الشيء الكثير، يدفعون إلى حافة الإفلاس الاجتماعي رغم ما حصلوه، رغم الإنتظارات التي كانت مؤملة من خلال تعليمهم، فتحية لكل معطل، لا يجد في جيبه ما تحصي أنامله، يعيش مرهقا، ينتظر، تختلط عليه الأوقات.. وتحية للذين سعوا إلى تنظيم أنفسهم من خلال جمعيات، يذكروننا بحقوقهم علينا، وبحقوقنا جميعا على الوطن…
 

             مصطفى لمودن

      تجديد مكتب فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب  
        رضوان النجاعي الكاتب العام للمعطلين*:
أفق التشغيل أراه غير واضح.

  قضيتنا الأساسية هي الشغل. 

           تم تجديد مكتب فرع سيدي سليمان للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، يوم السبت 16 يونيو 2007، بحضور السيد إدريس السهلي عضو  المكتب التنفيذي، بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، وقد تشكل المكتب من الأسماء التالية:

                 الرئيسعبد الله أزحاف                    نائبهالكبير خماس
   الكاتب العامرضوان النجاعي                 نائبته: فاطمة هرموش


   أمين المالمحمد الزغاري                     نائبتهالدريسية الدبوز
   مستشارأحمد الخراز.   
    بالمناسبة أجرينا حوارا مع الكاتب العام هذا نصه:

س: ـ  ما هو مستقبل تشغيل المعطلين بسيدي سليمان، خاصة بالنسبة لحملة الشواهد؟

ج: ـ بداية أريد تحية كل المهمشين والكادحين والمعطلون داخل جغرافية هذا الوطن الرحب، بالإضافة إلى تحية صمود موجهة إلى المناضلين القابعين وراء القضبان، الذين حيكت في حقهم محاكمات صورية.
  أفق التشغيل أنا أراه غير واضح المعالم، لأنه عموما يرجع ذلك لصناع القرار، الذين لا يحاوروننا بجدية، هذا إن حاوروا، لا نلمس أية جدية.
س: ـ هل سبق أن وضعتم طلبا لدى السلطات من أجل ذلك؟
ج: ـ نعم وضعنا طلبا لعقد لقاء مع باشا المدينة من طرف المكتب السابق، وقد كانت استجابة لعقد جلسة، لكن دون جدوى، كانت هناك وعود.
س: ـ ما هو برنامجكم المحلي والوطني للمطالبة بالتشغيل؟
ج: ـ نحن الآن دخلنا في معركة مفتوحة، ابتدأت منذ يوم الأربعاء 20 يونيو، اتخذت أشكالا نضالية متنوعة في عدة مواقع، أهمها وقفات أمام عدد من الوزارات، كالتربية الوطنية، النقل، العدل…وأمام مقر البرلمان. لكن يبقى أهما ممركزا في عدد من المناطق، كفاس والرباط واخنيفرة… وعليه يجب إعادة النظر في الأشكال الاحتجاجية ووسائل الضغط وأنماطه.
س: ـ ما طبيعة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين؟
ج: ـ الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب هي في جوهرها بناء جماهيري تقدمي، يتجدد دوما بدماء مناضليه، الذين يدافعون عن مطالب حقوقية وتنظيمية، هي جمعية وطنية لها فروع في مختلف المناطق، وقد تأسست سنة 1991
س: ـ كل سنة ينضاف كمٌ من الخرجين العاطلين، هل هناك مشاكل تحول دون انضمامهم للجمعية؟
ج: ـ يمكن تدبير ذلك بالحسم في نقاط خلافية يعرفها الفرع، وهي أساسية جدا، مثل حدوث صراعات ذاتية محضة، والتخندق في جماعات يريد بعضها هدم الجمعية من الداخل. السؤال المطروح هو كيف يمكن احتضان عاطل ذي شهادات جامعية في ظل الخلافات والتوتر القائمين؟ ما يمكن النظر إليه في هذه النقطة كمكتب جديد، هو تسطير أشكال إشعاعية وتكوينية وثقافية، تهم قضايا المعطلين وانشغالاتهم الأساسية، من ذلك التعريف بالجمعية محليا، والتي لا تعرف للأسف من طرف عدد من حاملي الشهادات المعطلين. 
س: ـ هل لديكم مقترحات تهم مجال التشغيل؟
ج: ـ أعتقد أنه بدون ملف مطلبي متكامل، يضمن من خلاله لكافة المعطلين حقهم في الشغل أولا، وفي التنظيم ثانيا، بمعنى أن تأخذ المطالب شكلا جمعيا، وشمولية ضمانة حد أدنى من المطالب الأساسية، فكل معطل هو ضمنيا مشروع أسرة، ستكون لها متطلبات وتطلعات، في زمن الإجهاز على الخدمات والوحدات الإنتاجية، وتفويت القطاع العام، كيف يمكن إذا للمعطلين ضمان الشغل؟ وذلك ضمن تدبير إشكالية البطالة في المغرب التي أصبحت مؤرقة، في ظل سوء تدبير أمورنا وطنيا وجهويا، في غياب مشاريع بديلة وحقيقية، مع نظرة قهرية من قبل المسؤولين لقضايا المعطلين، والذين بدورهم  يتحملون مسؤولية في ذلك بسبب عدم الانخراط المكتف للدفاع عن مطالبهم المشروعة، وأريد أن أضيف كلمة حول نظرة المجتمع للمعطل، التي يشوبها الإقصاء أو بالأحرى السادية المفرطة، أمام المعناة النفسية والاجتماعية الصعبة للمعطل، في وطن لا يعترف بأبنائه الذين قضوا زهرة شبابهم في التحصيل.
س: ـ كفرع كيف هي علاقتكم بالمجلس الوطني والمكتب التنفيذي للجمعية؟
ج: ـ أتساءل هل المعطلون مع قضيتهم الأساسية أم ضدها؟ قضيتنا جميعا هي الشغل، لأن ما يشهده المجلس الوطني والمتكب الوطني من نزوع نحو التسيس المفرط، ومحاولة بعض الجهات أو التنظيمات تمرير خطاباتها على حساب قضايانا الأساسية، أي التشغيل، لهذا أدعو جميع الرفاق، خاصة الممثلين للجمعية في الهيئات المقررة إعادة النظر في هذا الإشكال العويص، الذي ينفر عددا من المناضلين من الانخراط في الجمعية.
                   مدونة:

         zide.maktoobblog.com   
  * رضوان النجاعي حاصل على الإجازة في الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، شعبة علم الاجتماع.  

         أدل برأيك، لا تترد…بالرأي والفكرة يتغير العالم