الأربعاء، 17 أغسطس 2011

حركة 20 فبراير بسيدي سليمان أول مسيرة في شهر رمضان


 حركة 20 فبراير بسيدي سليمان
أول مسيرة في شهر رمضان
 
نظمت "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان مسيرة احتجاجية ليلة الأحد 14 غشت 2011 شارك فيها الميئات، وقد انطلقت على الساعة العاشرة والنصف ليلا من قرب السوق البلدي (بجانب الميزان العمومي) وسط زحمة الشارع في رمضان، حيث الباعة المتجولون قد عرضوا سلعهم على الرصيف وعلى جزء من الإسفلت، وقد ألقى مصطفى بريول كلمة بعد الانطلاقة كانت مقرر من طرف الجمع العام للحركة، القصد منها توضيح علاقة كثرة الباعة المتجولين بظاهرة البطالة المستفحلة، وتأكيد عجز السلطات عن إيجاد شغل للعاطلين، وأن "حركة 20 فبراير" عندما تحتج فليس غرضها هو مزيد من الزحام بالشاعر العام ولكن إثارة الانتباه إلى مجموعة من القضايا المختلة وطنيا ومحليا…  
وقد رفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وإيجاد شغل للعاطلين، ومواجهة الفساد والمفسدين.. وقد خيمت على المسيرة روح حميد الكنوني الذي توفي قبل أسبوع بعدما أحرق نفسه بمدينة بركان..
وألقى في ختام الوقفة مصطفى لمودن كلمة أشار فيها إلى عدم استيفاء الدستور الجديد لشروط الديمقراطية شكلا ومضمونا، وتوقف عند بعض الاختلالات المحلية مما يسبب عسرا في التنمية، وأعلن تضامن الحركة مع معتقلي الحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق كبوعرفة.. ومع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية والانعتاق،  وذكر بمطالبة الحركة إطلاق سراح معتقلي الرأي والحركات الاجتجاجية السلمية.. وأثار أسماء المتوفين كمال العمري وكريم الشايب وحميد الكنوني.. وطالب بالكشف عن الأسباب الحقيقية لاحتراق خمسة مواطنين بالحسيمة داخل مؤسسة بنكية..
وتجدر الإشارة أن المسيرة لم تكمل طريقها إلى ساحة غزة (أمام العمالة) كما كان مقررا، وتوقفت عند ملتقى الطرق بمدخل حي المسجد، حيث ارتأى المنظمون في آخر لحظة الاكتفاء بذلك، حتى لا تختلط الشعارات المرفوعة عبر مكبرات الصوت بالأغاني التي تبثها أبواق ضخمة وضعت في الطريق من طرف جهات لم تعلن عن صفتها، وواضح أن ذلك بمباركة من السلطة المحلية… الأبواق الأولى نصبت بجانب مؤسسة بنكية والثانية وسط ساحة غزة وقد أحيطت بحواجز.. واعتبر أعضاء من "حركة 20 فبراير" أن ذلك "خطة" مكشوفة للتشويش على شعارات الحركة.. وأبدى بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم انزعاجهم من تلك الأصوات القوية التي تلقي بها الأبواق على آذان الناس طيلة الليل.
وللتذكير فقد بعث باشا سيدي سليمان رسائل شخصية لبعض المناضلين يمنعهم عبرها من المشاركة في المسيرة، لكنهم رغم ذلك كانوا حاضرين في الموعد.
وقد نظمت "حركة 20 فبارير" قبل أسبوع وقفة احتجاجية بساحة غزة.
  

 
  
 
  
 
أضف الى مفضلتك

بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب: السلطات تحترق بنار "دوار السكة" الصفيحي.


بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب: 
السلطات تحترق بنار "دوار السكة" الصفيحي. 
حميد هيمة | سيدي يحي الغرب.
 
تتواصل احتجاجات ساكنة الأحياء القصديرية، بمدينة سيدي يحي الغرب، أمام غياب، ما وصفوه، بالحلول العملية لإنهاء مآساتهم؛ التي قوبلت بــ"هروب" رئيس المجلس  البلدي، و اكتفاء الباشا بالتقاط صور تذكارية للمحتجين على البؤس؛ حسب تصريح لفاعل جمعوي.
1 - هروب رئيس المجلس البلدي:
اضطر رئيس المجلس البلدي بسيدي يحي الغرب، إقليم سيدي سليمان، للهروب من مقر قصر البلدية بعد أن قصده عشرات السكان، من الدوارالمذكور، على خلفية الحريق الذي التهم سبعة عشرة براكة قصديرية، فجر الأحد 14 غشت الجاري، مخلفا خسائر مادية جسيمة للمتضررين من الفئات الاجتماعية المعوزة.
و شوهد رئيس المجلس البلدي، زوال يوم الاثنين، مستقلا سيارة قائد المقاطعة، يغادر مقر إدارته؛ بعد انتباهه لقدوم المسيرة الاحتجاجية لمقر بلديته. وشبه أحد المحتجين، في تصريح له، مغادرة الرئيس المذكور بــ"هروب بنعلي"؛ في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي بعد اندلاع الحراك الاجتماعي والسياسي في بلاده ضد الفساد والاستبداد.
و نفذت ساكنة "دوار السكة"، خلال الأيام الماضية، أشكال احتجاجية عفوية، على ماوصفوه، معاناتهم في براريك القصدير. وحمل المحتجون، في الكلمات التي تخللت شكلهم النضالي، الرئيس مسئولية أوضاعهم؛ بعد أن خضع ملف دوار السكة، حسب تصريحات المحتجين أنفسهم، لتلاعبات سياسوية ضيقة مرتبطة بالرهانات الانتخابية المحلية.
يشار إلى أن  دوار السكة، و باقي دواوير القصدير(الشانطي، الشنانفة، كانطة، الرحاونة)، يعتبر، حسب إفادة فاعل جمعوي رفض الكشف عن هويته، خزانا انتخابيا توظفه لوبيات الانتخابات لحسم الرهانات السياسية في المواسم الانتخابية؛ بتوظيف، ما سماه، المال الحرام.
ويصل الوزن الديمغرافي، حسب المعطيات التي حصل عليها الموقع من فعاليات مدنية نشيطة، ما  يقارب أربعة  آلالاف نسمة؛ تتكدس في براريك "مجهرية" تفتقر للماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي.
كما شدد المحتجون، أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، استعدادهم لتنفيذ أشكال نضالية غير مسبوقة، كما عبروا عن رفضهم، لما اعتبروه، "الحلول الاحسانية والترقيعية"، كما أدانوا، في نفس الوقت، عدم التزام السلطات، المنتخبة والوصية، بالوعود التي سبق أن قدمت لهم  في هذا الشأن.

2      - باشا المدينة يستقبل المحتجين بهاثفه الخلوي :
 فاجأ باشا مدينة سيدي يحي الغرب المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لدوار السكة والمدعومين بفعاليات حقوقية ومدنية وسياسية بالمدينة، تسلقه  سور مقر إدارته حاملا هاثفه الخلوي لتصوير المحتجين.
واستهجنت ناشطة حقوقية، في تعليق لها على الحادث، سلوك المسئول الأول في باشوية المدينة؛ معتبرة ذلك سلوكا "غير مسئول" من السيد الباشا.
كما ردد المحتجون شعارات تختزل حقهم في السكن اللائق والعيش الكريم، ورفضوا تشكيل لجنة للحوار مع باشا المدينة؛ مطالبين، هذا الأخير، بحوار علني يركز فيه الاجراءات العملية من أجل الوقف الفوري لمعاناتهم. غير أن  مكبر الصوت، الذي تعطل، لم يسعف السيد الباشا في ذلك. 
وطرحت وسائل الإعلام، التي واكبت المسيرة الاحتجاجية، أسئلة حول ملف الأحياء القصديرية بالمدينة على السيد الباشا، غير أنه تملص عن الاجابة، معبرا عن استعداده للاجابة عن أسئلة مكتوبة.
يذكر أن مدينة سيدي يحي الغرب، التي تحتضن أقدم حي صفيحي بالمغرب، تلفها من جهاتها الأربعة أحزمة دواوير القصدير؛ التي تناثرت، بشكل سريع، في اللحظات الانتخابية. وما فاقم الوضع هو غياب رؤية مجالية وسكانية استباقية لامتصاص الطلب المتزايد على السكن بالمدينة؛ التي تعاني من انحسار وضيق وعائها العقاري بعد أن اقتطعت منها الجماعة القروية لــ"عامر السفلية".
وفي سياق متصل، يستعد سكان المنطقة الفيضية، التي تتوطن في هامش دوار الشانطي، حسب ناشط جمعوي مهتم بالملف، استئناف أشكالهم النضالية لرفع الحيف والمعاناة التي تطالهم في كل فصل شتاء. كما تجري عدة اتصالات، بين سكان الأحياء القصديرية، لتشكيل تنسيقية محلية للترافع على هذا الملف الشائك بالمدينة.

حركة 20 فبراير بسيدي سليمان


 حركة 20 فبراير بسيدي سليمان
أول مسيرة في شهر رمضان
 
نظمت "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان مسيرة احتجاجية ليلة الأحد 14 غشت 2011 شارك فيها الميئات، وقد انطلقت على الساعة العاشرة والنصف ليلا من قرب السوق البلدي (بجانب الميزان العمومي) وسط زحمة الشارع في رمضان، حيث الباعة المتجولون قد عرضوا سلعهم على الرصيف وعلى جزء من الإسفلت، وقد ألقى مصطفى بريول كلمة بعد الانطلاقة كانت مقرر من طرف الجمع العام للحركة، القصد منها توضيح علاقة كثرة الباعة المتجولين بظاهرة البطالة المستفحلة، وتأكيد عجز السلطات عن إيجاد شغل للعاطلين، وأن "حركة 20 فبراير" عندما تحتج فليس غرضها هو مزيد من الزحام بالشاعر العام ولكن إثارة الانتباه إلى مجموعة من القضايا المختلة وطنيا ومحليا…  
وقد رفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وإيجاد شغل للعاطلين، ومواجهة الفساد والمفسدين.. وقد خيمت على المسيرة روح حميد الكنوني الذي توفي قبل أسبوع بعدما أحرق نفسه بمدينة بركان..
وألقى في ختام الوقفة مصطفى لمودن كلمة أشار فيها إلى عدم استيفاء الدستور الجديد لشروط الديمقراطية شكلا ومضمونا، وتوقف عند بعض الاختلالات المحلية مما يسبب عسرا في التنمية، وأعلن تضامن الحركة مع معتقلي الحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق كبوعرفة.. ومع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية والانعتاق،  وذكر بمطالبة الحركة إطلاق سراح معتقلي الرأي والحركات الاجتجاجية السلمية.. وأثار أسماء المتوفين كمال العمري وكريم الشايب وحميد الكنوني.. وطالب بالكشف عن الأسباب الحقيقية لاحتراق خمسة مواطنين بالحسيمة داخل مؤسسة بنكية..
وتجدر الإشارة أن المسيرة لم تكمل طريقها إلى ساحة غزة (أمام العمالة) كما كان مقررا، وتوقفت عند ملتقى الطرق بمدخل حي المسجد، حيث ارتأى المنظمون في آخر لحظة الاكتفاء بذلك، حتى لا تختلط الشعارات المرفوعة عبر مكبرات الصوت بالأغاني التي تبثها أبواق ضخمة وضعت في الطريق من طرف جهات لم تعلن عن صفتها، وواضح أن ذلك بمباركة من السلطة المحلية… الأبواق الأولى نصبت بجانب مؤسسة بنكية والثانية وسط ساحة غزة وقد أحيطت بحواجز.. واعتبر أعضاء من "حركة 20 فبراير" أن ذلك "خطة" مكشوفة للتشويش على شعارات الحركة.. وأبدى بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم انزعاجهم من تلك الأصوات القوية التي تلقي بها الأبواق على آذان الناس طيلة الليل.
وللتذكير فقد بعث باشا سيدي سليمان رسائل شخصية لبعض المناضلين يمنعهم عبرها من المشاركة في المسيرة، لكنهم رغم ذلك كانوا حاضرين في الموعد.
وقد نظمت "حركة 20 فبارير" قبل أسبوع وقفة احتجاجية بساحة غزة.
  

 
  
 
  
 

الأحد، 14 أغسطس 2011

حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟


  حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى

شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟
حميد هيمة

حريق يلتهم 3 براكات بدوار السكة بسيدي يحي الغرب صباح الأحد 14 غشت الجاري. شباب الدوار المذكور، الذي تلتهب فيه نار التفقير والبؤس، شمر على سواعده، باستعمال وسائل بسيطة، لإطفاء حريق "تعطل" رجال المطافئ في إخماده. 
قهر سياسوية الانتخابات، وتعطل آلات الدولة كما أجهزتها الإدارية، في إخماد نار الحريق ولهيب البؤس والفقر وافتضاض لبكارة الوطن والمواطنين بحماية من السلطة.
دوار السكة، علامة، بل علامات، على تنكر "الوطن" لمواطنين اختارتهم "الجغرافية"، بتوجيهاتها المخزنية، لــ"تقمص" شخصية ضحايا الوطن في مسرحية الواقع البئيس.
وهو علامة، أيضا، على جبننا، نحن معشر الحالمين بوطن العدل والكرامة، لعدم الانتباه لأبناء شعبنا دفعوا بالإجبار، لا الاختيار، ليعيشوا في جهنم القصدير والمعاناة.
يقررون مصيرهم، بديمقراطية مثالية، في تحديد لون الميكة التي "ستقيهم" من برودة الشتاء أو "ستحميهم " من حرارة الصيف. عدا ذلك فأصواتهم الانتخابية لا تساوي، في سوق النخاسة، إلا 200 درهم للرأس و للسمسار الشاطر أكثر من ذلك.
في هذا الدوار، يرتفع منسوب معدلات تنمية البؤس والفقر، وينحدر هبوطا منحنى احترام كرامة البشر وآدميتهم. تحضر بنشاط مشاريع تنمية الانتحار الاجتماعي مع استمرار الوجود الجسدي. جسد بلا روح. الانتهاء من برنامج الإدمان على المخدرات، والحال هو إدمان "الدولة" على قهر شباب يائس. استنفاذ مراحل مخطط العهر، والحال وضع الدوار هو عهر للجهات المسئولة.
دور السكة، كما دوار الشانطي (…)، جروح عميقة في الجسد المتخن لسيدي يحي الغرب، تكالبت عليه مافيات الانتخابات والعقار. وامتزج التسلق الاجتماعي السريع، لكائنات أمية أبجديا وإنسانيا، بآلام و معاناة شعبنا.
ظلام دامس يلف كل أمكنة الدوار، الظلام طرد النور، وأخضع كل مكونات المكان لاحتلال الظلام الانتخابي من فساد وقهر وتجويع. ما يشبه "الماء"، ممزوج ببقايا سائلة وصلبة، يحتل الأزقة المختنقة. هذا "الماء" هو الذي يسيل في عروق من يتغذى على واقع شعب "دوار السكة" بسيدي يحي الغرب (…).
توفق شباب الدوار فإطفاء نار الحريق، رغم تعطل أجهزة الدولة في هذه المهمة. لكن من يضمن عدم اشتعال نار الشباب في ظل استمرار تعطل الدولة ؟

اكتظاظ الشوارع واختناقها ومنع المرور بسيدي سليمان


 اكتظاظ الشوارع واختناقها ومنع المرور

هل هي فوضى؟
أم ذلك تعبير عن أزمة خانقة تمس السلوك العام والخاص؟  
أم الأمر دليل قاطع عن فشل كل المقاربات الرسمية في تدبير الفضاءات العمومية؟
أم هو حراك شعبي للتعبير عن المطالب والتطلع لحرية تعبير حقيقية؟
ما الأمر وما حصل؟
منذ دخول رمضان وحتى قبله بأيام أصبح يستحيل المرور ببعض شوارع سيدي سليمان.
الباعة بسلعهم المختلفة، يفرشون لها أو على عربات أو صناديق في غالبية شارع محمد الخامس وفي شوارع أخرى متفرعة عنه، من حائط المباني إلى وسط الطريق…
لم تعد أي سلطة تعبر عن تواجدها في المكان، يقال إن هناك أوامر أعطيت على المستوى الوطني لتجنب الاحتكاك بالباعة، حتى لا تتكرر مآسي إحراق الذات..
ولكن الجواب الصحيح، هو عدم قدرة السلطات العمومية على وضع سياسات تنموية لإيجاد شغل للعاطلين.
هو غياب الجماعات المحلية عن الخوض في أي تنمية محلية للرفع من مستوى عيش الساكنة وتوفير التشغيل.
طبعا من حق جميع المواطنين العيش الكريم، ومن حقهم ضمان لقمة العيش، ومن حقهم الاحتجاج من أجل ذلك.
لكن في نفس الوقت، من واجب الجميع ضمان واحترام حقوق الآخرين. وأهم هذا الحق الحرية في التنقل.
أن يقف ثلة من المعطلين يقولون إنهم مجازون وبالتالي على درجة من الوعي والمسؤولية وسط الشارع العام معرقلين السير، فهذا أمر لا معنى له، وهو ما حدث ليلة السبت 13 غشت بشارع الحسن الثاني، حيث أن هذا الشارع هو مقطع من الطريق الوطنية رقم 4، وكل من يعبر المدينة متوجها شرقا أو غربا ليس له من منفذ سوى هذا الشارع.. فكيف يحق لهؤلاء المعطلين أن يعطلوا بقية الناس عن أشغالهم؟ وأن يقطعوا عنهم الطريق كي يصلوا إلى وجهاتهم؟ وأن يجعلوهم تائهين في دروب وأزقة المدينة باحثين عن متنفس يجعلهم يغادرون مدينة بلى معنى ولا مسؤولية؟ هل ذلك كفيل بإيجاد شغل في الغد لهؤلاء المعطلين؟
يمكن أن توجه نفس التهمة كذلك لمسيرات "حركة 20 فبراير"، وهي عرقلة حرية المرور.. لكن هذه الحركة تحاول تفادي ذلك ما أمكن، عبر ترك جزء من الشارع فارغ كي يقع انسياب عادي للعربات، ثم أن هذه المسيرات لا تتعدى في الغالب من انطلاقتها إلى نهايتها الساعتين.. لكن الاحتلال القصدي من طرف بعض الجهات التي لا تفصح عن هويتها لساحة غزة ووضعها هناك مكبرات الصوت، يجعل مسيرة "حركة 20 فبراير" تتوقف لحظة بالشارع حتى إلقاء كلمة ختامية وبعدها ينفض كل لحال سبيله..
هل نحن فعلا أمام منعطف من سيماته حرية التعبير؟
إن ممارسة حرية التعبير لها عدة أشكال، تكون عبر الإعلام، عبر ممثلي السكان الحقيقيين، وعبر المسيرات والاحتجاجات السلمية والمنظمة، وعبر الانخراط الطوعي في تنظيمات المجتمع المدني، وعبر حوارات علنية وشفافة وذات معنى ونتيجة..
من المعلوم أن السلطات لم تسمح أبدا بأي مسيرة، سوى في فاتح ماي، وعند انطلاق "حركة 20 فبراير" تقدم مناضلون باسمهم الشخصي في ثلاث مناسبات إشعارا للسلطة المحلية بتنظيم مسيرات… لكن الرد كان مخيبا، وهو المنع المكتوب! ورغم ذلك تمت المسيرات، وبذلك وضعت السلطة نفسها في موقف من هو غير جدير بالاحترام، لأنها لم تفهم الإشارة والمستدجات الوطنية والعالمية، وتنخرط بذكاء في معمعان التغيير وتحافظ على علاقة ود مع المحتجين من أجل أي تفاوض أو حوار أو تنسيق مستقبلي (ولم لا؟) فالجميع يقول إنه يخدم المغرب ولرقيه.. لكن للأسف، المؤكد هو أن السلطة في المغرب ما تزال غير واعية بهذه المعطيات..
وقد استمرت في نفس سلوكاتها الماضوية عبر بعث رسائل تمنع مناضلين من المشاركة في المسيرات، وفي نفس الوقت تغض الطرف عن مناوئي هذه المسيرات، سواء من يستعملوا العنف البدني، أو من يأتون بمكبرات صوت لإثارة الضجيج عنوة، بل ولم تتخذ أي إجراء تجاه من ضربوا وجرحوا وأفزعو وارهبوا المشاركين في مسيرة "حركة 20 فبراير" في خميس 30 يونيو الماضي (ليلة الاستفتاء)… مما يعني أن السلطة ليست لحماية الجميع وفي خدمة الجميع، بل حتى أن كثيرين يعتقدون أنها خصما، وهذا يكرس فقدان الثقة…
تأكد أن السطلة لا تبرع إلا في استعمال العنف، رغم أن هناك من يرى بأنه "عنف مشروع" أحيانا، لاستتباب الأمن والدفاع عن الأشخاص والممتلكات…لكن قبل ذلك هناك ما هو أهم، أي الأمن الاستباقي، وهو خلق وإعطاء الفرص المتساوية للجميع، وتنظيم الفضاء العام، ودفع المجتمع ومساعدته على التنظيم الذاتي، وليس منع ذلك واحتكاره من قبل السلطة والمتقربين منها، والقصد به الجمعيات والنقابات والأحزاب، وتوفير الفضاء العمومية المناسبة لعقد الاجتماعات والندوات وتأطير المواطنين. (أحيانا تمنع تنظيمات حزبية وشبيبية من استعمال الخزانة البلدية بدون مبرر مقبول). وهناك من يوعز أو يشارك قدحا وتجريحا في هيئات مناضلة، لا لشيء سوى لأن لها رؤية مخالفة ومختلفة عن السائد..
إن السلطة الآن حسب ما يبدو عاجزة تماما عن تنظيم فضاء المدينة أو على الأقل تنظيم حركة المرور بشارع محمد الخامس..
إن السلطة لا يمكنها الآن إقناع الباعة حسب ما يبدو كي يتخلوا عن عرض سلعهم بالشارع. 
إن السلطة الآن ليس لها أي بديل تعرضه على هؤلاء الباعة كي ينقلوا سلعهم إلى مكان آخر يناسبهم.
ولا توجد أي هيئة تستطيع التحدث إلى الباعة لتقنعهم على الأقل كي يسمحوا بمرور العربات والراجلين بكامل الحرية.
لا يستطيع المجلس البلدي مثلا التفاوض لو رغب وكانت له الإرادة مع الباعة المتجولين ويعرض عليهم مكانا آخر مناسبا، أو يوجده إذا لم يكن موجودا. والسبب معروف، هو أن هذا المجلس لن يستمع إليه أحد(…)
فهل سنتمر في نفس الفوضى العارمة؟ هل علينا انتظار مرور رمضان كي يقع انفراج؟ هل سيتنبه الباعة المتجولون للمشاكل التي خلقوها بأنسهم ويساهموا في تنظيم المجال؟
أسئلة تبقى معلقة مع استمرار الوضع كما هو عليه. 

الجمعة، 12 أغسطس 2011

شـاعـر حـر محمد رحو


شـاعـر حـر
       محمد رحو
 
يتخيل برج النقدة
أن تشخيص دور الشارد
عما يكابده الشاعر
أو التوغل في نفق لا يفضي
لوهج قصيدة متقدة
يجعلها تدوي
كوردة عزلاء
تحاصرها رماح الصقيع
من أقصى تخوم الإقصاء!
هي التي منذ تمردت
على حاجز اليقين
ارتاب بهويتها شهود الزور
نعتها البوق المأجور
ب" الطفلة الشقية الرعناء"!
     ***
الجوف الأغبياء
لم ينتبهوا قليلا
للذي يحدث الآن
على ركح الواقع السريالي
فمنذ انبجس النداء
من صدر بلاغة العمق
تجلت فداحة الفرق
بين مستنقع يصون قذارته
و نهر يحرض كف الماء
على لطم صفاقة المتمسحين
بحائط زخرفه الرياء!
     *** 
حين انكشفوا تماما
بحضرة مرايا المصير
لم تجرفك ريح الدهشة
لم يجهز قصيدك نعشه
لأنك تعرفهم
مجرد ظلال بائتة
لفصول الزيف المقيت
و لا يخجلهم أن تقتات
ديدان الشبهات
من لحم أرواحهم المهزومة
في حرب تشرعها الصيرورة
على مهندسي خرائط محوك!
     ***
هم هكذا
هي سيرتهم
منذ البدء..استطابوا الإقامة
بجحر الحذر المرضي
كأنهم يخشون أن يشرئب
من تحت غلالة المجاز
شبح المدعو"كل ما من شأنه"/
الوحش (القانوني) القادر
على وضع شاعر حر
في خانة المذنب الخائن
ل"قصيدة"روضوها على التمسح
بحائط طلوه لون ( القداسة) !
كي تفتعل "السمو" السخيف
عما يكابده القارئ
من قيود اللغة الشمطاء!
     ***
هل تراهم يخشون
أن تضبطهم يد الليل
متلبسين باقتراف الحوار
مع شاعراختارالسفر بعيدا
عن فصام خطاب هرم
مستقرئا خرائط الألم/
محصيا ضحايا السدى
حد الحلول في الكوني
و الإقامة في المدى!
     ***
الجبناء
لم يمتلكوا ذرة من جسارة
كي يتخيلوا فجرا يتمرد
على ليل الأوصياء!
لم يرتقوا قليلا
سلالم استعارة سنية
ليشجوا رأس الطباق
بحجر يجوهر السؤال
عن فداحة المشهد الطبقي!
     ***
متى ترى يفقهون
أنهم مازالوا يجهلون
(رغم فائض شحومهم النظرية)
أن القصيدة لا تحتاج وسطاء
يتاجرون برؤياها الجوهرية
فهم لحد الآن
وبعد أن بان وجه التمويه
وانفضحت ملامحه الغبية
لم يدركوا أنها أحلى رسالة
يبعثها الشاعر الغريب
   مباشرة
لقلب القارئ الغريب
 **************
 ذ . محمد رحو شاعر من الدار البيضاء وقد خص مدونة سيدي سليمان بقصيدته، تحية له…

الخميس، 11 أغسطس 2011

تفتيش مستشفى سيدي سليمان، وغياب التواصل والشفافية


 تفتيش مستشفى سيدي سليمان، وغياب التواصل والشفافية 
قضى اليوم الخميس 11 غشت يومه مستشفى سيدي سليمان على إيقاع عمل "لجنة تفتيش"، ذلك ما تسرب من داخل المستشفى وعلم به أغلب الزوار والمقيمين.. بحيث يحاول غالبية العاملين تقمص مظهر مخالف للمعتاد، وقد تم إخراج بعض مرافقي المرضى والنساء في طور الولادة أو النفساء إلى الخارج، وقيل لهم على الأقل حتى تمر "اللجنة"، كما قضى بعض العاملين في المستشفى ليلة سابقة بيضاء من أجل التنظيف ووضع كل شيء في مكانه وتبديل الأغطية… حتى يظهر المستشفى في "جو لائق" إلى أن تمر "اللجنة"…
لكن ما عكر صفو اليوم هو الغياب غير المبرر للطبيبة المختصة في طب النساء والتوليد، وقيل إنها تأتي مرتين في الأسبوع من الدار البيضاء، لكنها لم تصل اليوم، وظلت نسوة كثيرات من مختلف المناطق تنتظرنها، ولما أعياهن الانتظار غادرن الواحد بعد الأخرى في حدود منتصف النهار.. حدث هذا دون أن تتصل الطبيبة لتخبر بتأخرها أو عدم مجيها، ودون أن يكلف أحد نفسه من المستشفى بذلك ليريح المريضات من طول انتظار في حر شديد.. ولما سألت سيدة إحدى العاملات بالمستشفى عن الطبيبة، قالت لها عليها أن تعود بين الفينة والأخرى لعلها تصادفها!
ومعلوم أن مستشفى سيدي سليمان قد "رقي"، وأصبح يتوفر على بعض الاختصاصات، منها الجراحة، لكن غالبا ما ترسل أبسط الحالات إلى القنيطرة أو سيدي قاسم.. وحينما يريد بعض المرضى إجراء تحاليل أو صور يجدون الآليات معطلة كلا أو جزئيا، بحيث تكون التحاليل مثلا غير تامة.
ومعروف أن المستشفيات العمومية تخلت عن "المجانية" والخدمة العمومية بشكل شبه كلي، إلا في حالات قليلة، منها التوفر على "شهادة الضعف" التي تسلمها بصعوبة السلطات المحلية للمعوزين، وعلى كل من أراد مقابلة طبيب أن يدفع أربعين درهما، ومن أجل الاختصاصي عليه أداء ستين درهما..
وذكرت بعض المصادر الخاصة أن الجماعات القروية المحيطة بسيدي سليمان تدفع 10 ملايين سنتيم في الشهر للمستشفى من أجل أداء خدمات استشفائية للمواطنات والمواطنين المتواجدين على ترابها… لكن لا يوجد تقييم موضوعي لهذه العملية، والتي غالبا ما يتم استغلالها من طرف بعض المنتخبين الذين يوهمون المرضى بأن تدخلهم الشخصي كان وراء إجرائهم لفحوص، علما أن الأداء يبقى من واجب جميع زوار المستشفى.
وفي غياب أي تواصل وشفافية يجهل الرأي العام كل "المجهودات" التي يمكن بدلها لتحسين خدمة المستشفى، كما لن يعرف أحد طبعا قرارات لجنة التفتيش التي حلت اليوم بالمستشفى، وعلى غرار كافة المؤسسات العمومية فهي تشتغل في شبه عزلة وانكفاء وسرية…
وذكرت مصادر مطلعة أن هناك نية لبناء مستشفى كبير بالمدينة، وأن الميزانية متوفرة، لكن ذلك ما زال يعرف تعثرا غير مفهوم، وقد يرده البعض إلى غياب الأرض المناسبة.

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

أمسية شعرية من تنظيم "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية"


 أمسية شعرية من تنظيم "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية"
 
 حياة الإدريسي، عبد الحق شنوفي، عبد السلام لعبيسي، محمد صولة، جواد المومني.

استجاب لدعوة "حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية" أربع أساتذة شعراء من سيدي سليمان، لتشنيف أسماع الحضور بأشعارهم، حيث احتضن اللقاء فضاء منفتح على الهواء الطلق بمقر الحزب الاشتراكي الموحد… وقد كانت لحظات متميزة تناوب فيها الشعراء على الإلقاء.. واستطاعت حياة الإدريسي عضوة المكتب المحلي للجمعية المنظمة أن تقدم وتحيّي الجميع بأسلوب شاعري، وهي تقول أن هذه المناسبة هي احتفاء بالشعراء الحاضرين، واحتفاء بالذكرى الثالثة على رحيل الشاعر الفلسطيني الشامخ محمود درويش.
 
الأستاذ محمد صولة ألقى قصيدة قال إنه لم يضع لها بعد عنوانا، وهي حول ذكرى رحيل الشاعر محمود درويش.
في الدور الثاني أتم الشاعر مقاطع أخرى من قصيدته.

 
الأستاذ جواد المومني منذ البداية حاول إبعاد صفة "الشعر" عن قوله واعتبر ذلك مجرد نثر… لكن ذلك من تواضع الشعراء الموهوبين، وهو قد أعد "ملحمة شعرية" لها علاقة بالوضع العربي الراهن، عنوانها " الحاكم العربي، من الماء إلى الماء".. وفضل إطلاعنا على الفصل رقم 13، وهو حول دكتاتور يلقي "خطابه ما قبل الأخير.." ووضح الشاعر أن الضرورة تتطلب منه الوقوف لأمرين، الأول هو الإجلال لروح الشهداء، والثاني هو "تقمص وضعية الحاكم" وهو يلقي خطابه.
في المرحلة الثانية قرأ الشاعر قصيدة "ذلك النجيع المؤجل" المنشورة سابقا في مدونة سيدي سليمان، وقد أهداها ل"دمنا المؤجل…"
 
الأستاذ عبد السلام لعبيسي فضل قراءة قصيدة بعنوان " جرح المياه" وهي مهداة على صديق له عراقي كان طموحه هو العودة إلى وطنه، لكنه مات بمجرد وضع قدميه على أرض العراق، إنه ياسين يعقوب. 

 
الأستاذ عبد الحق شنوفي فضل في الأول قراءة مقطع من قصيدة محمود درويش "جدارية"، التي يؤبن فيها نفسه بل مماته، وقد اعتبر الفقيد رمز الشعر العربي، وتأسف لعدم حضوره "الربيع العربي" حيث كان سيدلي بقصائد أروع… ولا غرو في ذلك فالمتحدث ناقش أطروحة جامعية حول محمود درويش.
ثم ألقى قصيدة من إبداعه عنوانها " ملحمة قرطاج" يحيي عبرها "الربيع العربي" كما قال.

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

الخلفية السياسية لسجن الصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما خلاصات الندوة لصحفية المنظمة من طرفاللجنة الوطنية من أجل الحرية الفورية للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما


 الخلفية السياسية لسجن الصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما
خلاصات الندوة لصحفية المنظمة من طرفاللجنة الوطنية من أجل الحرية الفورية للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما
معاد شنو، حسن العمراني، فاطنة أفيد، نعيمة كلاف، سعيدة كبوري، سميرة بوحية

إعداد مصطفى لمودن

في أول نشاط عمومي لها نظمت  "اللجنة الوطنية من أجل الحرية الفورية للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما" ندوة صحفية بمقر "النقابة الوطنية للصحافة المغربية" بالعاصمة الرباط يوم الثلاثاء 9 غشت، اكتظت القاعة عن آخرها، وتميزت بحضور خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ونائبها عبد الحميد أمين، وأعضاء من المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد مثل عبد الإله المنصوري وأحمد السباعي ومحمد العيساوي.. عدا عن شخصيات مختلفة سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين عن مؤسسات إعلامية مختلفة.
وزعت اللجنة على الحضور ملفا يتضمن عدة تقارير ومعتطيات عن الاعتقال وظروفه وبيانات تضامن صادرة عن بعض الهيئات وبيانين صادرين عن المعتقلين من سجنهما بوجدة وهما يقبعان في ظروف مزرية، بحيث يوضع كل معتقل على حدة داخل زنزانة ضيقة يتوسطها المرحاض مع سجناء الحق العام، وهو ما أكدت عليه ابنة الصديق سعيدة كبوري (14 سنة) وهي تدلي بشهادتها حول اعتقال والدها، وأضافت أن الأسرة تجد صعوبة بالغة في زيارة معيلها الوحيد، وطالبت بتنقيل والدها إلى سجن بوعرفة إسوة بمعتقلين آخرين وبإطلاق سراحه أو إعادة المحاكمة من طرف "قضاء عادل ومستقل"… من جانبه طالب معاد ابن المحجوب شنو (15سنة) بإطلاق سراح والده، وهي جملة مختصرة تحمل كل دلالات افتقاد الأب…
تحدثت في مداخلتها نعيمة كلاف منسقة اللجنة عن ملابسات الاعتقال التي جرت على خلفيات الاحتجاجات التي عرفتها مدينة بوعرفة منذ سنوات في إطار تنسيقية مناهضة الغلاء وتدني الخدمات العمومية، وتأججت بعد انطلاق "حركة 20 فبراير"، وعلى خلفية الانتماء السياسي والنفقابي والحقوقي للمعتقلين، واعتبرت أن الاعتقال سياسي… وشرح حسن العماري منسقة اللجنة الجهوية لدعم المعتقلين الجوانب المتعلقة بالمحاكمة سواء ابتدائيا ببوعرفة في 16 يونيو أو استئنافيا بوجدة في 25 يوليوز المنصرم، واعتبر بدوره المحاكمة سياسية وقد شابتها عدة خروقات سبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن وضحتها في تقاريرها، من ذلك افتقاد صفة التلبس، حيث تم الاعتقال بفارق أيام كثيرة على الأحداث التي عرفتها بوعرفة في 18 من شهر ماي، تشابه المحاضر واستنساخها عن بعضها البعض، إجراء الاستنطاق تحت ظروف ضغط نفسي، رفض استدعاء شهود النفي والإثبات، إجراء المحاكمة في ظروف غير عادية خاصة ابتدائيا (عسكرة، محاكمة غير علنية، ملء قاعة المحكمة بعناصر من الأمن، إبقاء الأضناء واقفين طيلة 17 ساعة من المحاكمة..)، كما أن التهم الموجهة للمعتقلين كالمشاركة والتحريض لا تعتمد على أي أساس قانوني، بل إن المعتقلين كانا يحثان بعض المحتجين على عدم التراشق بالحجارة وقد أصيبا بدورهما، كما سمح للصديق كبوري  بتدخل من نائب وزراة التربية الوطنية كي يغادر القسم من أجل المساهمة في التهدئة والتفاوض التي كانت تجريها السلطة المحلية في بوعرفة مع المحتجين بعد زوال 18 ماي.. وأشار العماري في ختام مداخلته إلى استمرار التواجد المكثف للقوى الأمنية بالمدينة مما يؤكد أن المنطقة تعيش ظروفا استثنائية وفق حديثه.
وتجدر الإشارة أن الصديق كبوري نائب رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وكاتب الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل ومنسق التنسيقية المحلية لمناهضة غلاء الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية  مهنته أستاذ، سنه 50 سنة اعتقل من أمام المحكمة أثناء مؤازرة المعتقلين الشباب الثمانية.
والمحجوج شنو  كاتب قطاع الإنعاش الوطني – ك د ش – مستخدم بالإنعاش الوطني، عضو الحزب الاشتراكي الموحد وناشط حقوقي، عمره 41  سنة اعتقل من الشارع  بعد تشتيت المشاركين في وقفة احتجاجية ضد اعتقالات الشباب.
حوكما معا بسنتين سجنا نافذا وغرامة مالية حدت في 2000 درهم لكل واحد.
أما بالنسبة للشباب  ياسين بليط 19 سنة،إبراهيم مقدمي 19 سنة، جمال عتي 20 سنة،عبد العالي كديدة 26 سنة، محمد نبكاوي 22 سنة، عبد القادر قازة 28 سنة، عبد الصمد كربوب 21 سنة، عبد العزيز  بوضبية 20 سنة فقد حوكموا بسنة ونصف باستثناء واحد حوكم بسنة وأربعة أشهر، مع غرامة مالية للجميع في حدود 1200 درهم. أما القاصر معمر لقرع 17 سنة  فيتابع في حالة سراح  ومن المنظر أن يعرض على المحكمة في 8 شتنبر القادم.
بعدما راسلت "اللجنة الوطنية من أجل الحرية الفورية للصديق كبوري والمحجوب شنو ورفاقهما" وزارة العدل والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوبية السامية لإدارة السجون.. وقد طالبت بعقد لقاءات مع مسوؤليها، تعتزم نفس اللجنة تنظيم قافلة تضامن إلى بوعرفة بعد انتهاء رمضان، ومهرجانا خطابيا بالرباط، وعقد لقاءات مع مختلف الهيئات والتنظيمات المغربية المعنية ومع سفارات دول أجنبية وعقد لقاءات مع ممثلي هيئات حقوقية دولية أو مراسلتها.
واعتبر الحزب الاشتراكي الموحد في بيان له "أن المحاكمة سياسية بامتياز وتندرج في مسلسل التضييق على الحزب الاشتراكي الموحد بسبب دعمه لحركة 20 فبراير ومقاطعته الدستور الممنوح الذي لا يستجيب لطموحات الشعب المغربي في إقرار ديمقراطية فعلية ترسخ مبدأ السيادة للشعب.."، وذكر محمد العيساوي أن حزبه قد راسل بدوره وزارة العدل ومندوبية السجون من أجل تحسين ظروف المعتقلين وضمان كافة حقوقهم وتنقيلهم إلى سجن بوعرفة قرب ذويهم.. وأضاف بأن الحزب يدعم اللجنة ولن يالو من جانبه بأي جهد حتى إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي ومعتقلي الحركات الاحتجاجية.
——–
  
معاد شنو وسعيدة كبوري وقد أتيا من بوعرفة إلى الرباط لحضور الندوة (صورة خاصة) 
  
  
جانب من الحضور