السبت، 31 مارس 2012

الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطليعة


 الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطليعة
 

الرباط: مصطفى لمودن
هنيئا لرفيقاتنا ورفاقنا في " الطليعة الديمقراطي الاشتراكي" على نجاح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع للحزب المنعقدة بقاعة سينما الملكي بالرباط عشية الجمعة 30 مارس 2012، ونتمنى للحزب التوفيق في بقية الأشغال التي تنعقد على مدى ثلاث أيام بمركز الهرهورة، خاصة الخروج بمقررات تجيب عن أسئلة المرحلة التي يعرفها المغرب، وتشكيل هياكل الحزبليدعم الخط النضالي الذي تسير عليه "أحزاب ديمقراطية" من أجل الحرية والكرامة والعدالة والتأسيس لدولة ديمقراطية تنعم بسيادة القانون والمساواة.. بعد ترديد النشيد الحماسي للحزب ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية كلمات بالمناسبة لعل من أهمها رأي الحزب نفسه في عدد من القضايا كما مهد لذلك علي بوطوالة من مقعده على المنصة وسط أعضاء المكتب السياسي للحزب وهو يقدم أحد أهم المناضلين الصامدين بالمغرب، إنه عبد الرحمان بنعمرو، تلا هذا الأخير كلمته المكتوبة وقد ذكـّر فيها بجملة مواقف صادرة عن الحزب رفقة حلفائه، وألقت كلمة باسم "تحالف اليسار الديمقراطي" نبيلة منيب الأمينة العامة "للحزب الاشتراكي الموحد".. وقد نوه الجميع بحركية الشباب المغربي، خاصة المؤسسين ل"حرة 20 فبراير" والمشاركين فيها، وقد تطرقت كلمة باسم شبيبة الحزبلمطالب الشباب عموما.. صعد المنصة عدد من الضيوف كان من مقدمتهم ممثل دولة فلسطين وممثلين لعدد من الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في دول أوربية وفي فلسطين… وكانت أبرز كلمة استمع لها الحاضرون جاءت من البشير بنبركة باسم عائلة الشهيد المهدي بنبركة، اعتذر البشير عن الحضور بسبب التزامات مهنية كما جاء في الورقة
انطلقت الجلسة الافتتاحية على نغمات موسيقية وأغان وأناشيد عذبة وملتزمة بقضايا الإنسان من طرف فرقة من العرائش أغلب أعضائها أطفال.. من اللحظات المؤثرة في الجلسة الافتتاحية ظهور أحمد بنجلون في شريط قدم بالمناسبة وهو يحيي المؤتمرين والمتتبعين للجلسة الافتتاحية من منزله إذ استحال عليه الحضور بسبب مرضه، لقد وقف الحاضرون وصفقوا طويلا لهذا الرجل الذي تعرض في زمن القهر والرصاص المخزني لشتى صنوف التعذيب بسبب أرائه.. حرص حزب الطليعة ذي المرجعية "الاتحادية" على إبراز وطنيته بوضعه علم المغرب ممتدا خلف المنصة، إلى جانب حضور فلسطين في الفضاء عبر علم فلسطين وما جاء من مواقف صدرت من نفس القاعة.. كما لوحظ الاحتفاء بشهداء النضال الوطني كالمهدي بنبركة عبر وضع صورة مكبرة له على مقدمة المنصة، وصورة عمر بنجلون الزعيم "الاتحادي" المغتال في 18 دجنبر من سنة 1975من طرف أيادي غادرة بالشارع العام، وصورة الطالب محمد كرينة المستشهد في 24 أبريل 1979 جراء التعذيب الذي تعرض له في أقبية أمنية، وكان حاضرا كذلك "معتقل الملوك الثلاثة" محمد بوكرين وقد تعرض لذكره عبد الرحمان بنعمرو مستحضرا خصاله النضالية.. ولم تتوقف قافلة المعتقلين المنخرطين في الحزب في الوقت الحاضر، لقد أثار ممثل الشبيبة الطليعية في كلمته اعتقال شابين من المنتظر محاكمتهما كما قال.. 
تابع الجلسة ممثلو الأحزاب التالية: الحزب الاشتراكي الموحد، المؤتمر الوطني الاتحادي، النهج الديمقراطي، الاتحاد الاشتراكي، التقدم والاشتراكية، وحزب الأمة، والبديل الحضاري. بالإضافة على ممثلين عن النقابات؛ الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، النقابة الوطنية للتعليم (كدش). وجمعيات حقوقية وشبيبة.. 
لا يرتقب إحداث أي تغيير على "الخط النضالي" للحزب بعد المؤتمر الحالي، وفي الغالب يرسّم عبد الرحمان بنعمرو كأمين عام وهي المهمة التي ظل يمارسها بالنيابة منذ الغياب الاضطراري لأمينه العام أحمد بنجلون بسبب المرض.. أغلب الجمهور المتابع للجلسة الافتتاحية من الشباب وينتظر أن ينعكس ذلك على تحمل المسؤوليات..
 (يحتاج الحدث لتغطية أخرى أكثر تدقيقا)

الثلاثاء، 27 مارس 2012

جسامة مسؤولية الكبار تجاه الصغار في الأسرة والمدرسة


 جسامة مسؤولية الكبار تجاه الصغار في الأسرة والمدرسة
الحسين بوخرطة

كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في كتابات سابقة، إن ضرورة العناية التربوية بالطفل مرتبطة بطبيعته النفسية والوجدانية، طبيعة متميزة بقوة استيعابية خارقة تمكنه من التقاط كل ما يدور في محيطه التواصلي بسرعة كبيرة. وأمام هذا المعطى، لا يسمح التعامل مع الأطفال داخل الأسرة وفضاءات التنشئة المختلفة بدون معرفة وإلمام بالعلوم التربوية والنفسية.
إن عصر الانفتاح والتقدم الفكري والتكنولوجي لم يعد يسمح بالتماهي في تحديد الأهداف والطموحات الحقيقية في مجالي التربية والتعليم. النضال من أجل المستقبل ببلادنا يتطلب اليوم كأولوية المراهنة بكل الوسائل المتوفرة على خلق القطيعة مع ما أسميه "التغليط الثقافي"، مع بذل المجهودات الفكرية الضرورية لتفنيد كل ما ترسخ من بدع وأفكار وسلوكيات واهية تغلغلت وانتشرت في أوساطنا الثقافية، ولدى جماهير الشعب عامة. في اعتقادنا، ما يجب أن يطمح إليه مغاربة القرن الواحد والعشرين هو العودة بعزم كبير إلى العقل والعقلانية والعلم والروح العلمية في كل شيء، بدءا من تربية أبناء الغد على أسس علمية لا تترك أدنى حظ لاستمرار المنطق التقليدي العفوي في التربية الأسرية، ومرورا بمواجهة الدعوات غير الموضوعية للرجوع إلى الوراء والدعوات الاندفاعية والانفعالية للهروب إلى الأمام (الارتماء في أحضان منطق الحضارات الأخرى)، ووصولا إلى تعميم العقلانية والقضاء النهائي على الأمية التربوية والثقافية. إنه مطلب تبرره إلحاحية حاجة بلادنا إلى أجيال جديدة لا تعير اهتماما كبيرا ولا تضطر لبذل المجهودات الذهنية المرهقة لابتداع الحلول الوسطية في التوفيق بين الجديد والقديم، وبين الاقتباس من الايدولوجيا الليبرالية الغربية ومن الواقع المجتمعي المحلي.
إن المدخل الأساسي  للتقدم في العملية التحديثية بوثيرة مقبولة يتطلب أولا استدراك النقص في تقوية الوعي عند الأسرة بمتطلبات التربية العصرية، وثانيا الاعتراف بضرورة تدارك النقص في الممارسة التربوية. لقد حان الوقت لتوجيه منظومتنا التربوية والتعليمية في اتجاه توفير الشروط المواتية للتحرر الحقيقي، تحرر بمنطق يسهل عملية تشكيل بورجوازية وطنية ناشئة، بثقافة حداثية واضحة ومتميزة، وبقدرة فكرية وأخلاقية تؤهلها لنسج علاقات جديدة مع الآخر، علاقات تحد بشكل نهائي من تأثيرات رواسب التحالفات مع الانتهازيين. إنها الحاجة إلى هوية جديدة لا تترادف فيها القوى القديمة والقوى الجديدة، ولا تتعدد ولا تتشعب فيها الالتواءات والانعراجات المفتعلة، هوية تتجه بالقوة اللازمة والسرعة الفائقة نحو الهدف مباشرة ولا تبالي بالعراقيل والعقبات المصطنعة.
في هذا السياق، وبعدما تناولنا في مقالات سابقة الوسائل والآليات لترسيخ مقومات التربية السليمة وتعويد الأطفال على القراءة والكتاب ومعالجة مشكلات الكبار قبل حل مشكلات الصغار، نعود اليوم للوقوف عن كتب عن ما ينبغي أن يتجنبه الكبار في العملية التربوية لضمان سلامتها ونجاعتها. إن التمادي في ارتكاب الأخطاء التربوية في حق الأطفال تكون تأثيراتها وخيمة على شخصيته، ويمكن أن تساهم، بفعل التراكم اليومي، في تفاقم وتطور مشكلاته السلوكية، وفي اختلال علاقته مع والديه، وعرقلة تطور شخصيته بشكل سوي وطبيعي، والتأخر في دراسته جراء ما يسببه ضغط أخطاء الكبار من تشتت للانتباه والتركيز، ومن سوء لتوظيف الذكاء والنباهة.
وفي هذا الصدد، ينصح المختصون الآباء والأمهات والمربين بصفة عامة بأن يكونوا باستمرار جزءا لا يتجزأ من مشكلات الأطفال بدلا من أن يكونوا جزءا من حلها. وعندما نتكلم على ضرورة توفر المعرفة والإتقان والإبداع في العملية التربوية، نعني بذلك الابتعاد الكلي عن ارتكاب الأخطاء واعتماد الأساليب الخاطئة في التعامل مع الأبناء. ومن ضمن الأخطاء الأشد تأثيرا على نفسية الطفل، والتي يجب الابتعاد عنها كليا، نذكر:
* ـ استخدام العنف: العنف بشقيه البدني (الضرب، الصفع، الربط، التقييد بالحبال،…) واللفظي (السب، الشتم، التحقير، التوبيخ،…) يعد من أسوأ الأساليب الخاطئة في حل مشكلات الأبناء. أكثر من ذلك، يساهم العنف في تعقيد نفسية الطفل ويجعله يرد على العنف الذي مورس عليه بعنف أقوى وبعدوانية مقاومة للتغيير في سلوكياته. كما يترتب عن تكرار ممارسة العنف على الطفل تقوية حدة العناد لديه والإصرار على تكرار الأخطاء انتقاما من المعاقب (الأب أو الأم أو المربي بصفة عامة). إن ممارسة العنف لا جدوى منها ولا منفعة فيها على الإطلاق، فما هي إلا عملية ردعية تخويفية لا ينتج عنها سوى نتائج مؤقتة. إن ممارسة العنف على الطفل جراء تكرار أخطائه ما هو إلا وسيلة تمكن الكبار من شفاء الغليل وتفريغ التوتر، وسرعان ما يعود الطفل إلى سلوكياته المشينة وبدرجة أقوى، وبالتالي يتعود على الازدواجية في السلوك (انفصام) حيث يلجأ إلى أسلوب "التقية" في حضور المربي، وينتفض في غيابه. وبخصوص تفاعل الطفل مع السب والشتم والقذف، أكد المختصون أن عقل الطفل اللاواعي يجعله يتصرف وفقا للأوصاف القبيحة الموجهة له، أكثر من ذلك، تترسخ هذه الصفات في سلوكياته، وقد يتصرف وفقا لها بعد ذلك. وبخصوص الصراخ في وجهه، فقد اعتبره المختصون نوعا من العنف الذي يعيق العملية التواصلية "التفاهمية" بين الوالدين وأطفالهما. كما أن تعرض الطفل باستمرار لهذا الأسلوب يفقده التركيز في استيعاب أخطائه، ويدفعه حرصه الدائم لتفادي غضب المربي إلى اللجوء إلى الكذب.
*ـ التهرب من معرفة مشاكل الطفل: إن انشغال الآباء والأمهات على أطفالهم ومشاكلهم، أو لجوءهم إلى الحلول السهلة العقابية في أغلب الأحيان، أو المراهنة على الزمن لحلها من تلقاء نفسها، لا يؤدي إلا إلى تفاقم السلوكيات المشينة عند الأطفال واستعصاء معالجتها مع مرور الوقت. بفعل التراكم، تتحول هاته المشكلات من طبيعتها العادية إلى طبيعتها المعقدة والمركبة والتي قد تستدعي تدخل الطب النفسي المختص من أجل معالجتها. 
*ـ  الوقوع في أوضاع الانفعال الشديد: بالطبع عندما ينفعل المربي ويفقد أعصابه وثباته وهدوءه تضيع منه الكفاءة والمعرفة والعقلانية، ويضعف في تدخلاته التركيز والانتباه والتفكير السليم والقدرة على الإبداع. ولذلك، ينصح في حالة الشعور بالغضب بالانسحاب إلى أن يعود الهدوء والتركيز من جديد. بالعصبية والتوتر قد يلجأ المربي إلى الخروج عن حيز المشكلة المطروحة، بل قد يوسع دائرتها لتشمل الماضي والحاضر والمستقبل. وفي هذه الوضعية، يجد الطفل نفسه أمام تعداد حزمة من المشاكل بدون أي حلول تربوية، مما يخلق لديه حالة استياء شديدة من نفسه ومن محيطه. 
*ـ  المبالغة في الوعظ والإرشاد: لقد تأكد أن الإطناب والمبالغة في الوعظ والإرشاد يخلق الملل والسأم عند الطفل. إن فرض ساعات من الوعظ والإرشاد على الطفل تشعره بالغباء، وباختلال العملية التواصلية مع الواعظ أو المرشد (الأب أو الأم أو المربي). وفي هذه الحالة ينصح المختصون، إضافة إلى اعتماد الحوار والنقاش في العملية التربوية، التقليل من الكلام عبر اللجوء إلى الاختصار المفيد (خير الكلام ما قل ودل وكفى وأصاب المضمون)، الاختصار الذي يمنح للطفل الفرص المواتية للتعبير وتقييم سلوكه بسهولة واستنباط العبرة من ذلك. كما ينصح باعتماد الإرشاد غير المباشر عن طريق الحكايات والقصص عوض الإرشاد المباشر الذي لا يولد إلا المقاومة والدفاعات النفسية داخل الطفل، وبالتالي يحرم من الاستلذاذ من التداعي الحر اللطيف.
*ـ الخصام الطويل مع الطفل ولومه وتأنيبه والإفراط في نقدهعملية اللوم والتأنيب والنقد لا تؤدي إلا إلى إشعار الأطفال بالذنب بدون معرفة العلاج السليم لمشكلاتهم. بهذا الأسلوب لا تحل المشاكل المطروحة بقدر ما يسود النفور في القلوب والمشاعر الإيجابية بين الوالدين (أو المربين) والأطفال، وتتوتر العلاقة التربوية والتواصلية بينهم. إن اللوم والنقد المستمرين، خصوصا أمام الآخرين، يشعر الطفل بالنقص وعدم القدرة على التصرف بصواب، الشيء الذي قد يسبب له فقدان الثقة في النفس، والتعود على اللجوء إلى الآخرين قصد المشورة والتوجيه قبل اتخاذ قراراته. بالمبالغة في النقد تعقد المشكلات ويتشتت التركيز عند المربي والطفل على السواء. أما التهديد بكل أشكاله، فهو أكثر خطورة من العقاب، لكون طبيعته الغامضة تولد القلق والخوف عند الطفل (التهديد هو التوعد بعقاب منتظر). كما أن الخصام الطويل مع الطفل، نتيجة لما ارتكبه من أخطاء، يشعره وكأنه مرفوض وغير مقبول من أعز الناس إليه (الأب أو الأم). إن مخاصمة الأطفال ومقاطعتهم لفترة زمنية معينة هو أسلوب من أساليب الهروب من المشاكل، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تفاقم المشاكل وتباعد القلوب وقسوتها. كما يسبب هذا الأسلوب كذلك في حرمان الطفل من الحب والعطف الضروريين، وبالتالي يسبب له ذلك نوع من الإحباط ونوع من الشعور بالعدوانية.
*ـ  المن والمقارنة السلبية الظالمةبالإفراط في المن وتكراره يجد الطفل نفسه في وضعية ضعف وتأنيب نفسي ذاتي مستمر. فالطفل لا علاقة له بقرار إنجابه، وتربيته وتنشئته من مسؤولية وواجبات الأمهات والآباء. المصروف حق من حقوق الأبناء على الآباء لكي لا يشعرون بالحرمان والدونية والنقص، ولكي لا يلجئون إلى السلوكيات الخاطئة (كالسرقة مثلا) لتلبية حاجياتهم اليومية. كما أن اعتماد أسلوب المقارنة السلبية للطفل بغيره لتأنيبه لا يحل المشكلة المطروحة بقدر ما يبعد الجميع عنها. بالمقارنة السلبية للطفل المخطئ بأطفال آخرين وبخاصة إخوته (أخوه الصغير على الأخص) ترتفع حدة الغيرة والحقد والحسد والبغضاء بينهم.
*ـ  سحب الثقة من الابن: أساس تقوية العلاقات بين بني البشر تنبني على الثقة. وعليه لا يمكن نجاح الوالدين في تربية الأطفال بدون أن تكون العلاقات السائدة داخل الأسرة تنبني على الثقة القوية المتبادلة. إن شعور الطفل بعدم ثقة والديه فيه يسبب له ذلك، مع مرور الوقت، فقدان الثقة في نفسه، ويترسخ في ذهنه أنه مهما التزم بالسلوكيات الجيدة، فإن ذلك لن يمكنه من نيل رضاهما وكسب ثقتهما فيه.
*ـ  التهديد بالطرد أو الطرد من المنزل: مجرد التهديد المتكرر بطرد الطفل من المنزل تجعله يشعر بعدم الأمان والاستقرار، وينتابه شعور بالخوف والقلق المستمر، الشيء الذي يدفعه إلى التفكير في حماية نفسه من خلال الاستعداد وتوفير شروط الهرب من المنزل قبل أن يتخذ في حقه قرار الطرد التعسفي (جمع المال بالسرقة مثلا). وعند طرده الفعلي من المنزل، يشعر الطفل أنه طرد من قلوب والديه وإخوته والناس أجمعين، وبالتالي يسقط في حالة الاكتئاب الدائم، ويكون في آخر المطاف فريسة سهلة للوقوع في الإدمان كوسيلة للتهرب من واقعه ومن آلامه ومعاناته وشعوره بالذنب، وعرضة للميول إلى الانحراف والإجرام بفعل تأثيرات أصدقاء السوء في الشارع.
*ـ  الدعاء على الأبناء: الدعاء على الطفل يعتبره هذا الأخير كراهية له. ويتمخض على هذا السلوك تباعد القلوب واختلال التواصل وكراهية الطفل لنفسه، ومضاعفة حدة المشاكل لديه واستعصاء حلها.
خاتمة:
في اعتقادنا، للخروج من وضعية الاختلالات التي تعرفها المنظومة التربوية ببلادنا، على المغاربة اليوم، دولة ومجتمعا، التجند بالقوة اللازمة من أجل إعادة الاعتبار للأسرة والمدرسة كمؤسستين اجتماعيتين أساسيتين مهمتهما تربية النشء وتعليمه وإعداده لمواجهة الحياة وتحدياتها ورهاناتها. فإضافة إلى ضرورة الوعي بما يجب أن يتجنبه الكبار من أخطاء في التربية المنزلية، يتطلب الأمر تنمية القدرات المعرفية والمادية والمعنوية للأسرة المغربية بالشكل الذي يمكنها من تهيئ أطفالها للدراسة الابتدائية (تعميم التعليم الأولي ومدارس الحضانة)، ومن مساعدتهم بمختلف الطرق والوسائل خلال مراحل دراستهم. إن وضع الأسرة المغربية لا زال مقلقا نظرا لتدهور أوضاعها المادية والثقافية. فأغلب الآباء والأمهات يضطرون للخروج إلى البحث عن لقمة العيش طوال النهار وفي ظروف صعبة، الشيء الذي يمنعهم عن القيام بمراقبة أبنائهم في الدراسة وتقديم المساعدات الضرورية لهم، هذا علاوة على عدم توفرهم على السكنى اللائقة. لقد حان الوقت لتطبيق المنع القانون لاستعمال العنف ضد الطفل في الأسرة والمدرسة وفي كل الفضاءات العامة والخاصة بشقيه المادي (الضرب، الصفع،…) أو المعنوي (حمل الطفل على رفع الأيدي على الجدار، أو إخراجه من القسم، أو سبه وشتمه،…). فالعملية التربوية لا ولن تستقيم ما لم تتوفر مجموعة من المقومات في شخص المربي تجعل منه قدوة عند الأطفال وعند أفراد المجتمع، والتي نذكر منها: الاتزان النفسي، والاستبصار والصبر والإيجابية، والثبات الانفعالي والقدرة على التحكم في الذات، والثقة في النفس والالتزام بالتفاؤل والأمل، القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، والقدرة على التواصل والتفاوض وتحمل المسؤولية، والقدرة على العطاء والإبداع والتعاطف والحب والشعور بمشكلات الأطفال والرغبة الدائمة لحلها،…الخ. 

الأحد، 25 مارس 2012

الإعلان عن تأسيس "المجلس الوطني للصحافة"


 الإعلان عن تأسيس "المجلس الوطني للصحافة"

وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة وصحافيون يتطرقون للمشهد الإعلامي بالمغرب
 علي أنوزلا، نورد الدين مفتاح، محمد العوني، عزالدين المنصور، توفيق بوعشرين. 
مصطفى لمودن

بعد أسبوع تنشر المسودة المنظمة للمجلس الوطني للصحافة، الوعد الذي أدلى به مصطفى الخلفي وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو يشارك في ندوة حول نفس الموضوع من تنظيم "منظمة حريات الإعلام والتعبير" مساء الخميس 22 مارس بالرباط، وجاء في مداخلته كذلك أن المجلس سيتكون من خمسة عشر عضوا منتخبين من طرف الناشرين والصحفيين المهنيين، بينما ثلاثة أعضاء يمثلون المجتمع، واحد قاض سابق ومحام وممثل عن الإئتلاف الحقوقي المكون من ثمانية عشر جمعية حقوقية (يمكن أن يصل العدد إلى 21).. شارك في الندوة التي احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال الصحافيون علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الإلكتروني، وتوفيق بوعشرين مدير نشر "جريدة "أخبار اليوم"، ونور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية "الأيام"، وعز الدين المنصوري أستاذ الإعلام، أدار الندوة محمد العوني رئيس الجمعية المنظمة والصحفي المنتج بالإذاعة الوطنية.. كانت الندوة غنية بالأخبار الجديدة حول الإعلام عموما، وعن مشروع المجلس الوطني للصحافة، وعرض نماذج للمقارنة مع بعض الدول كسويسرا وكندا، وتخللت الندوة نقاشات مفيدة وصلت أحيانا إلى الحدة وتبادل "الرسائل" والإشارة إلى قضايا ذات بعد نقابي ومطلبي.. وتجدر الإشارة أن الجمعية المنظمة سطرت سلسلة نقاشات مفتوحة حول الإعلام وحرية التعبير بالمغرب.
من المهام التي ستناط ب"المجلس الوطني للصحافة"، حسب المتدخلين خاصة الوزير مصطفى الخلفي  وبوعشرين ومفتاح الذين شاركوا في صياغة النسخة المنقحة للمشروع، أنه سيتلقى (المجلس) شكايات المجتمع والمتضررين من النشر الصحفي، بحيث لا يمكن أن تصل كل الشكايات إلى القضاء، وتحل قبل ذلك بالصلح أو التعويض أو جبر الضرر بالاعتذار.. ولكن في حالة التمادي فهناك العقاب المعنوي، المتمثل في "التشهير" بالصحفي أو المؤسسة الناشرة، ويصل الأمر في حده الأقصى إلى سحب البطاقة المهنية من الصحفي، لكن يمكنه الاستئناف أمام القضاء. ثم الدفاع عن حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات والأخبار، ووضع وثيقة لأخلاقيات المهنة، كما سيتمتع المجلس بالاستقلالية المالية والإدارية، وتوضع رهن إشارته إدارة تحت سلطة الرئيس، ولا تتدخل في شؤونه أية سلطة أخرى كالحكومة، وبعد المصادفة على القانون المنظم له، يصدر بالجريدة الرسمية ويعتبر بمثابة قانون…
تحدث بعض المتدخلين عن تخوفاتهم من استعمال المجلس للحد من حرية التعبير وكبح بعض الصحفيين، فهناك قانون ينظم مهنة الصحافة بالإضافة لرقابة المؤسسة الناشرة، يقول عز الدين المنصوري، كما أن سلطة الناشرين ستكون حاضرة كذلك في المجلس، وإلى أي حد ستكون للمجلس صلاحية التدخل في حالة حجب المعلومة من طرف مسؤول مثلا؟ يضيف أستاذ الإعلام وهو يتساءل عن الاستقلالية المالية، فمجلس كيبيك بكندا المماثل يتوفر على ما يعادل 700 ألف أورو، مختتما مداخلته التي طرح فيها مقارنات مع عدد من الدول بقوله:" لا يجب أن يكون هذا المجلس مجرد مكتب للشكايات، بل يتم توسيع دائرة اختصاصه ليشمل الدفاع عن حرية التعبير والنشر، والتكوين والتكوين المستمر ومحاولة تطوير قانون الصحافة، في اتجاه يخدم حرية التعبير".
دافع نورد الدين مفتاح وتوفيق بوعشرين عن المجلس المرتقب إحداثه، واعتبرا أنه يعد من طرف المعنيين، دون أن تتدخل في ذلك أية جهة، ورأى مفتاح أنه ليست هناك مشكلة لاشتغال الصحافيين مع الناشرين في نفس المجلس، "فجل الناشرين صحفيين مهنيين"، وينوب في الغالب حسبه مديرو التحرير عن ناشرين آخرين..
طالب بوعشرين أن يحصل المجلس على حق الترافع دفاعا عن الصحافيين، ورأى أن المجلس يجب أن ينظم مهنة الصحافة، التي أصبحت وفق قوله "مهنة من لا مهنة له"، ووضع قواعد لإصدار الصحف والنشر، ووجه نقدا قويا لما سماه صحافة الرصيف، وذكر أنهم تراجعوا عن تمثيلية "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" في المجلس المرتقب، كما اعترضوا على تعيين كاتب عام من طرف الحكومة، وتطرق لمشاكل تمويل الصحف وحصول بعضها على الإعلانات دون أخرى، وأشار إلى ضرورة دفاع المجتمع عن حقه في إعلام مهني ومساندة المتضررين من الصحافيين، خاصة أمام ضعف المقاولة الصحفية في المغرب من حيث الإمكانيات، فأول جريدة ضرب بها مثلا تتوفر على 35 صحفيا، وطالب في مداخلته بإزالة العقوبات السالبة للحرية، الأمر الذي يرفضه وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة…
إشارات:
ـ نور الدين مفتاح:
 ليس في المغرب جمعيات للقراء، حتى يكون القراء ممثلون في المجلس، وهو يجيب متدخلة طالبت بذلك، واعتبر أن الثلاثة (محام، وقاض سابق، وحقوقي) يمثلون القراء.
ـ في المغرب، يقول مفتاح، هناك 500 عنوان في النشر الصحفي، لكن 70 فقط ممن لها تأشيرة اللجنة الثنائية، أي ما يحق لها انتخاب أعضاء المجلس..
مصطفى الخلفي:
ـ قانون حرية الولوج إلى المعلومة سيخرج في 3 ماي، (العوني: في اليوم العالمي لحرية الصحافة).
ـ في الأسبوع المقبل ننظم ندوة عن الإصلاح القطب العمومي.. لا ينتظر مني البعض أن أغير الأشخاص، ولكن وجدت أن الإشكال في تحديد مضامين الإصلاح… الإشكال في القطب العمومي مرتبط بالتنافسية وجودة الخدمة، تواجهنا في محيطنا منافسة شرسة، ونحن أمام تحد عميق.. يجب أن ننتقل إلى وضعية TNT قبل 2015 ، أنجزنا إلى الآن 2من المشروع الذي يتطلب مليار درهم.
علي أنوزلا:
 طالبا الكلمة ليسائل الوزير عن الدور الحقيقي للإعلام العمومي، هل هو مشكل إمكانيات أم سياسة تريد خدمة الشعب أم شيئا آخر.
توفيق بوعشرين:
القضاء غير متخصص للنظر في قضايا تهم الإعلام.. والقضاء يريد أن يبقى فوق النقد.
ـ العربي المساري (وهو يتابع في القاعة) رفض كل نقاش حول استباحة حرية الصحافة (لما كان وزيرا)، وقضى أربع سنوات بدون شيء، وتخصص في لغة الخشب..
ـ نضطر لنتكيف مع الأوضاع، حتى نستمر في العمل، وهو يرد على متدخلة انتقدت مصداقية بعض الصحف، وكانت تعني الجريدة التي يصدرها بوعشرين. 

اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تعقد دورتها الأولى


 اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تعقد دورتها الأولى

وزان: محمد حمضي

   بعد حفل تنصيب أعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة الذي أشرف عليه الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان يوم ثاني فبراير الأخير، وبعد جملة من الترتيبات سيكون أعضاء اللجنة الجهوية على موعد في أول دورة تحتضن اشغالها مدينة طنجة يوم فاتح أبريل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، وذلك طبقا للمادة 21 من القانون الداخلي للمجلس الوطني.
   مداولات أعضاء اللجنة الجهوية في دورتهم العادية، ستنطلق بتقديم الظهير المتعلق بإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى استنفاذ باقي النقط الواردة بجدول الأعمال وهي كالتالي:
- عرض حول خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- تقديم الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان.
 - عرض حول منهجية شعبة الحماية. 
 -  تقديم العناصر الأولية حول خطة عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان لسنة 2012. 
- تشكيل فرق العمل الموضوعاتية:
    *  فريق حماية حقوق الإنسان 
    * فريق النهوض بثقافة حقوق الإنسان 
    *  فريق إثراء الفكر والحوار حول الديمقراطية وحقوق الإنسان . 
                             

————————- 
المدونة: محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لجهة طنجة
                            

السبت، 24 مارس 2012

ما بين المساري وبوعشرين الأساسي أن يخدم الإعلام الشعب


 ما بين المساري وبوعشرين
الأساسي أن يخدم الإعلام الشعب

مصطفى لمودن
لما جاء دور توفيق بوعشرين ليتحدث في ندوة حول "المجلس الوطني للصحافة"، كال ما شاء من الأوصاف لوزير الإعلام السابق محمد العربي المساري، ووصفه بصاحب  اللسان الخشبي والذي كان يمرر الوقت دون أي قرار مفيد للإعلام لما كان وزيرا.. وذلك بحضوره، وبالإشارة إليه مباشرة.. وطلب من مصطفى الخلفي الوزير الحالي في الإعلام  وهو جالس بجانبه في المنصة  ألا يحدو حدوه.. خيم صمت على الجميع وأحس البعض بثقل اللحظة، نظرت في وجه المساري الذي كان قريبا مني وعلى نفس خط الصفوف (2) فلاحظت احمرارا شديدا على وجهه، دون أن يحني رأسا، بقي صامتا ينظر في بوعشرين مباشرة.. وقد غادر بعد ذلك دون أن يتم بقية أشواط الندوة المنظمة من طرف "منظمة حريات الإعلام والتعبير"، التي احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال مساء الخميس 22 مارس.. لما خرجنا قلت لصديقة تابعت الندوة هذا جزء من "حكم التاريخ"، لكن إلى أي حد كان توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" صادقا مع نفسه؟ فرغم أخطاء العربي المساري الكثيرة حينذاك، منها عدم قدرته ولوج قلعة التلفزة والإذاعة في عهد عامل الداخلية طريشة الذي رقي إلى والي تنويها بخدماته في المساهمة في تدجين الشعب!  دون أن يبدي المساري عن مواقف صارمة وهو عضو ضمن حكومة "التناوب التوافقي" الأولى، وقبل إنه استقال، لكنه لم ينل شرف الإعلان عن ذلك، كتب حينها قيدوم الصحافيين مصطفى العلوي في "الأسبوع الصحفي" مقالة حول ذلك وضع لها عنوانا " طريشة والي والمساري والو"،  ورغم هذا التاريخ "الحافل" فالرجل من "نبلاء" الثقافة والإعلام في المغرب، ويحظى باحترام واسع…  في الجهة الأخرى لدى المنتقد، أقصد توفيق بعشرين، وقد رأى الجميع الانعطافة التي أخذتها جريدته بعد طرح مسودة الدستور للنقاش في شهر يوليوز المنصرم، فقد كان من مدعمي "حركة 20 فبراير"، لينقلب رأسا على عقب، بمجرد نشره لإعلانات "مدفوعة الأجر" حول الدستور الجديد،  وأظن أنه سمع بنفسه "حكم التاريخ" بدوره، ومن وسط نفس القاعة، فقد تدخلت الصديقة المذكورة أعلاه، وهي مناضلة وصاحبة مواقف، وطرحت سؤالا في الموضوع يعنيه مباشرة، وتساءلت عن ضعف المصداقية وتحوير أخبار بعض الأحداث التي تكون حاضرة فيها… فكان رده أنه مضطر  للتكيف كي يستمر ويعيش..على أي فتوفيق بوعشرين مازال شابا وأمامه الكثير من الوقت ليخدم شعبه إن أراد ذلك..
لتطرح مصداقية النخبة المغربية عموما على مشرحة النقاش والتحليل، وكذلك التساؤل عن الدور الحقيقي للإعلام والصحافة المسماة "مستقلة". لقد طلب الصحفي علي أنوزلا الكلمة ليعلق على كلام الوزير المبشر بقرب حصول "الجديد" في "الشركة الوطنية لإذاعة والتلفزة"، رابطا التغيير بالقضايا التقنية والمالية دون تغيير الأشخاص، أنوزلا تساءل عن الدور الحقيقي للإعلام العمومي، هل سيخدم الشعب أم توجها آخر؟ هذا هو جوهر كل الأسئلة التي تطرح حول الإعلام برمته.

الجمعة، 23 مارس 2012

اللقاء الجهوي ‘من أجل تنزيل القوانين المنظمة للعريضة الشعبية والمبادرة التشريعية وتفعيل الديمقراطية التشاركية’


اللقاء الجهوي ‘من أجل تنزيل القوانين المنظمة للعريضة الشعبية والمبادرة التشريعية وتفعيل الديمقراطية التشاركية’
 
جانب من المشاركين في الندوة 
سلا: عبد الإله عسول
‘يكتسب النقاش العمومي حول العريضة الشعبية والمبادرة التشريعية ملحاحيته وآنيته انطلاقا من مراهنة المجتمع المدني على تنزيل سليم للقوانين التنظيمية لها، بما يمكن المواطنات والمواطنين من المشاركة المباشرة في الشأن العمومي عبر تفعيل الديمقراطية التشاركية’.. في هذا السياق وانطلاقا مما نص عليه الدستور المغربي الجديد حول العريضة الشعبية وربط ممارستها بصدور قانون تنظيمي، نظمت كل من جمعية  "منتدى بدائل المغرب" و"جمعية سلا المستقبل"، يوم الأحد 11مارس الجاري، اللقاء الجهوي حول ‘تنزيل القوانين المنظمة للعريضة الشعبية وتفعيل الديمقراطية التشاركية’.
حيث تناول المشاركون في اللقاء بالدرس والنقاش ‘السبل الكفيلة بتنزيل هذه الآلية الديمقراطية وجعلها في متناول المواطنين وفعاليات المجتمع المدني إن على المستوى الوطني أو المحلي، وذلك بالرجوع لتجارب عدد من الدول سواء في أوروبا أو أمريكا اللاتينية’..
وفي هذا المجال قال كمال الحبيب في تصريح  للمدونة ‘أن الدستور الجديد يقدم مبادئ عامة فيما يخص الديمقراطية التشاركية، تقديم العريضة، المبادرة التشريعية الشعبية، وذلك من خلال الفصول 12،14،15 ،139، كما يعتبر تنزيل هذه الآليات تطويرا لمشاركة المواطنين في تدبير الشأن العام، مع التنويه إلى أن الديمقراطية التشاركية لا تشكل بديلا للديمقراطية التمثيلية..’
وشدد نفس المتحدث على ضرورة ‘أن لا يأتي  قانون تنظيمي بصيغة تفرغ هذه المبادرة من محتواها، وأن لا يشكل مناسبة للرجوع بالمغرب إلى الوراء باقتراحات ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان…’
يذكر أن اللقاء تميز بإلقاء عدد من العروض، منها عرض –ذ- يوسف لعرج في موضوع ‘تطور المفاهيم والممارسة في التجربة الدولية حول العريضة والمبادرة الشعبية’، ومساهمة الأستاذ نذير المومني ‘الدسترة وتحديات التنزيل’، ومداخلة –ذ- حسن طارق في موضوع ‘الديمقراطية التشاركية في الدستور المغربي ‘، بالإضافة لتقديم تجارب محلية في مجال العريضة الشعبية، الديمقراطية التشاركية، منها تجربة الأراضي السلالية أولاد اسبيطة، تجربة المرصد المغربي للحريات العامة والنسيج الجمعوي من أجل تعديل قانون الجمعيات، وتجربة النسيج الجمعوي بسلا الجديدة في معارضة إنشاء مركز لتحويل النفايات بغابة المعمورة..
ويأتي تنظيم هذا اللقاء ضمن سلسلة منتديات جهوية نظمها "منتدى بدائل المغرب" مع شبكات وجمعيات محلية بكل من ورزازات، اسفي، تطوان، فاس، الناظور، بوعرفة، اكادير، المحمدية، سلا، ستتوج بتنظيم لقاء وطني تحصيلي يوم 17 مارس الجاري بالرباط، والذي سيعرف تقديم خلاصة دراسة لعدد من الباحثين في موضوع العريضة الشعبية..، تقرير تركيبي حول اللقاءات الجهوية التي ساهم فيها 1000مشارك(ة) وما يقرب من 600جمعية، إضافة لتقديم الخطوط العريضة لمذكرة المجتمع المدني بخصوص العريضة والمبادرة الشعبية..

"جيرترود" رواية الشاعر


 "جيرترود" رواية الشاعر
غلاف الرواية
مصطفى لمودن
شرعت أقرأ الرواية الجديدة "جيرترود" لحسن نجمي، وجدت أن الكاتب لم ينسلخ عن جلده كشاعر في هذه الرواية، في اختيار اللفظ المناسب، والانسياب الهادئ، والبحث عن أغوار الشخوص النفسية، هذه هي الجوانب الإيجابية، لكن الجانب الآخر (وأنا مازلت في البداية مع الرواية)، أجد استسهالا في الكلام وأحيانا تطويلا لا مبرر له كتداع حر.. من أنجح الروايات حسب ظني ما تركز على الأحداث والوقائع في تسلسل وتشابك وتقابل وتضاد…. وتجعل القارئ يستخلص.. في هذه الرواية يتكفل الراوي (الكاتب) بذلك وبشكل مسهب، أي بالشرح والتفسير.. سأحاول أن أقدم مقاربة لرواية أنتظر زخمها (بعد إتمام قرائتها)، وهي تتوفر من فصولها الأولى على قوة في التعبير ولغة راقية تشدد الكاتب في تنميقها واختيار المناسب من كل لفظ وضعه… قبل الختام، لابد من الوقوف عند الثمن (80 درهما) الذي لا يشجع على الاقتناء.. وأضيف أنني بحثت عن الرواية كثيرا، ولما قصدت مكتبة كبيرة في الرباط (العاصمة)، وجد صاحب المكتبة صعوبة في تذكر الرواية وصاحبها (رغم شهرته).. وبعد طول توضيح من طرفي أخرجها من رف مثبت تحت طاولة، حيث كانت مخبأة كأنها لفافة مخدرات، ليطرح بحدة مشكل التوزيع وعرض الكتب بشكل لائق على الجمهور، الرواية طبعت بالمشرق، وهذا في حد ذاته مشكلة، فهل لم يجد الكاتب دار نشر في المغرب رغم كثرتها..؟ وأي دور يفترض من الكاتب نفسه ـ حسن نجمي ـ وقد قدمته "المساء" في صفحتها "الثقافية" يوم الخميس 22 مارس باعتباره "مديرا لمديرية الكتاب والمكتبات العمومية والأرشيف في وزارة الثقافة 2008)"؟ فحتى لو كان قد انصرف من عمله بالوزارة كما اشيع من خلافات له مع الوزير السابق، فماذا يكون قد أرسى لتدعيم الكتاب والمكتبات؟ وهو بدوره يلجأ إلى المشرق لينشر رواية ! فما مصير الكتابات الأخرى التي لا "أجنحة" ولا معارف لها..؟؟ 
الرواية في 335 صفحة، صادرة عن "المركز الثقافي العربي" ببيروت.

الأربعاء، 21 مارس 2012

منظمة حريات الإعلام والتعبير مواعيد للنقاش حول الإعلام بالمغرب


 منظمة حريات الإعلام والتعبير
مواعيد للنقاش حول الإعلام بالمغرب
 
محمد العوني 
تنظم منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، ندوة حول موضوع "مشروع المجلس الوطني للصحافة" وذلك يوم الخميس 22 مارس 2012 على الساعة الخامسة والنصف مساءً بمدرج المعهد العالي للإعلام والاتصال الواقع بمدينة العرفان (قبالة آخر محطة للترام، اتجاه مدينة العرفان).
و تندرج هذه الندوة في إطار "لقاءات حول قضايا الإعلام" التي تنظمها (حاتم)، كل خميس، تحت شعار "من أجل مدونة للإعلام والاتصال ضامنة للحرية والتعددية" ؛ بمشاركة ممثلين عن الهيئات الرسمية والمجتمعية ومجموعة من الباحثين المهتمين؛ حسب البرنامج التالي :
1. "مشروع المجلس الوطني للصحافة"، يوم 22 مارس 2012. ويشارك في هذه الندوة الأساتذة :

  مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة.
 نور الدين مفتاح، ورئيس فيدرالية الناشرين ومدير أسبوعية الأيام.
 - توفيق بوعشرين، مدير جريدة أخبار اليوم.
علي أنوزلا، مدير الجريدة الإلكترونية "لكم".
 عز الدين المنصوري، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال.
 وممثل عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية.

 2ـ   "القوانين المؤطرة للسمعي البصري و دفاتر التحملات"، يوم 29 مارس 2012.

  "مشروع قانون الصحافة"، يوم 5 أبريل 2012.

4ـ  "قراءة في خلاصات الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع"، 12 أبريل 2012.
و تعد هذه اللقاءات، فرصة لإثراء النقاش حول القضايا الكبرى والإشكالات الأساسية للإعلام بالمغرب ومحطة للتداول حول سبل تطويره بما يلائم دوره كقاطرة للديمقراطية.
تأسست هذه الجمعية قبل سنتين، وقد دأبت على تنظيم عدة لقاءات وأوراش حول الإعلام والاتصال، يرأسها الصحفي والمنتج الإذاعي محمد العوني.

******************* 
 للاتصالمنظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)
الهاتف : 0661785683
monadamath@gmail.com / medelaouni@hotmail.com

تنسيقية المتضررين من التقسيم الإداري بإقليم وزان تصعد من مواقفها


 تنسيقية المتضررين من التقسيم الإداري بإقليم وزان تصعد من مواقفها
 وزان: محمد حمضي
 في اجتماعه بمدينة وزان يوم الأحد 18 مارس، وبعد مداولات مطولة، اتفق أعضاء التنسيقية الإقليمية للأطر التربوية المتضررة من التقسيم الإداري بوزان، المشكلين لهذه التنسيقية بتفويض من نقاباتهم التعليمية التابعة تنظيميا للمركزيات النقابية (  CDT UMT –UGTM – UNTM  )، على إصدار بيان استعرضوا فيه مختلف الخطوات التي تم قطعها لمعالجة هذا المشكل المؤرق، وحددوا آفاق تحركاتهم النضالية من أجل جبر ضررهم الإداري.
 البيان الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه يثمن نضالات الشغيلة التعليمية المتضررة التي سبق أن انخرطت بوعي ومسؤولية في مختلف المعارك التي تم خوضها. وسجل البيان كذلك ب" ايجابية الدعوة للحوار المباشر من قبل السيد وزير التربية الوطنية لمكتب التنسيقية، وإبدائه الرغبة في حل مشكل الأطر التربوية المتضررة " وعبر أعضاء التنسيقية عن " استغرابهم عدم علم السيد وزير التربية الوطنية  - إلا عبر الصحف الوطنية – رغم وعود السيد النائب الإقليمي بإخبار المصالح المركزية للوزارة بالموضوع…" وخلص البيان الرباعي التوقيع إلى  " تحميل المسؤولية كاملة للنائب الإقليمي، على الوضعية المترتبة عن الإضرابات والوقفات الاحتجاجية لغياب الجدية والمسؤولية في التعاطي مع هذا الملف " وانتهى بيان ممثلي المتضررين ب " التحفظ المقدم من طرف الوزارة  " وطالبوا بالمعالجة المندمجة في إطار الحركات الانتقالية. وبضرورة تمثيل مكتب التنسيقية في لجنة فض النزاعات ( وطنيا، جهويا، إقليميا ) تجسيدا للمقاربة التشاركية.
 وحذر البيان الوزارة الوصية، بأن كل تأخير في المعالجة المنصفة لهذا الملف سيقود إلى "تصعيد المعارك النضالية المقبلة المتمثلة في إضراب مفتوح متبوع بمقاطعة الامتحانات الإشهادية.

الأحد، 18 مارس 2012

المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا الأحزاب المساندة تدعو لدعم الحركة وتجاوز الخلافات


المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا
الأحزاب المساندة تدعو لدعم الحركة وتجاوز الخلافات
أثناء الوقوف ترحما على الشهداء
 مصطفى لمودن
نظمت سكرتارية المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" مساء الجمعة 16 مارس 2012 مهرجانا خطابيا بالرباط احتضنته قاعة المهدي بنبركة تحت شعار "كل الدعم لحركة 20 فبراير"، سير اللقاء محمد العوني منسق المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير"، شارك بمداخلة كل من محمد المرواني عن "حزب الأمة" المحظور، وعبد الله الحريف عن "حزب النهج الديمقراطي"، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد عن تحالف اليسار الديقراطي (الاشتراكي الموحد ـ الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ـ المؤتمر الوطني الاتحادي)، وحضر من امزورن الشاب عمر أشحشاح عضو "حركة 20 فبراير"، وقد قدم شهادة عن أحداث بعض مدن الشمال… حضر في القاعة عبد الرحمان بنعمرو الأمين العام لحزب الطليعة بالنيابة، وتعذر على عبد السلام العزيز الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي المشاركة بسبب إجرائه عملية جراحية.. تابع المهرجان عدد من أعضاء الأحزاب المشاركة ومساندون لحركة 20 فبراير ومتتبعون.. 
وقد اتفق الجميع على ضرورة دعم "حركة 20 فبراير"، ودعوا للمساهمة بفاعلية في مختلف الأنشطة التي ستقام يوم الأحد 25 مارس بمختلف المناطق..
توقف  الجميع في بداية المهرجان الخطابي ترحما على شهداء الحرية و"حركة 20 فبراير"، الذين بلغ عددهم إلى ذلك اليوم 11 شهيدا كما قال محمد العوني.
   

  قدم محمد المرواني قراءة في تاريخ المغرب منذ نيل الاستقلال، متوقفا عند ممارسات المخزن التي نعتها بالاستبداية، ودعا إلى نبذ الخلافات وتجميع القوى على مبدأ الديمقراطية وأخذ المبادرة وإسقاط الفساد، وليس رموز الفساد فقط، وأعلن عن إيمانه بنجاح "حركة 20 فبراير"، وقال إن ما يهم الحاكمين الآن هو "السعي لاستعادة هيبة الدولة وفرض النظرة الأمنية الضيقة"..
    من جانبه يرى عبد الله الحريف أن "حركة 20 فبراير" "حققت تراكمات نوعية وعميقة وأساسية.."، من ذلك:
ـ  تراجع الخوف، وربط تحقيق المطالب بتنظيم الاحتجاجات وليس الاستجداء، واعتبر أن "تحقيق المكاسب الجزئية قابلة للتراجع"، والحل في نظره سياسي يتمثل في "رفع هذه العرقلة المتمثلة في هذا النظام المخزني الفاسد"..
ـ شكلت "حركة 20 فبراير" وعاء جمع عدة تشكيلات، "مما دفع النظام لتأجيج الخلافات، وقد نجح في ذلك إلى حد ما"، ودعا إلى "الدفاع عن وحدة الحركة وتعدديتها واستقلاليتها وممارستها للديمقراطية…"
ـ سمحت "حركة 20 فبراير" بظهور حركات احتجاجية مطلبية في عدة مناطق، وبفضلها كذلك انخرط الشباب في العمل السياسي، وإن كان هناك نفور لديهم من التنظيم بشكل عام، وأرجع ذلك لفساد أغلبيتها (التنظيمات) وغياب الجاذبية وضعف التواصل مع الشباب.. ودعا إلى إشراك القوى الفاعلة السياسية والنقابية، وانخراط العمال والطلبة..
ـ كشفت "حركة 20 فبراير" عمن "هم أصدقاء الشعب ومن هم أعداؤه"، حسبه على المستوى الخارجي يتمثل أعداء الشعب في الامبريالية، والرجعية الخليجية.. وعلى المستوى الداخلي "هناك قوى مناهضة وأخرى مترددة"..
وفي ختام مداخلته أكد على مسؤولية القوى الفاعلة التاريخية في دعم الحركة، واعتبر أن المغرب يعيش لحظة استثنائية بكل المقاييس و"ليس مطلوبا أن نتردد.. وشعبنا دخل مرحلة جديدة من أجل التحرر والديمقراطية.. ويجب ألا نتراخى ونتحلى بروح الوحدة والمبادرة.. والتاريخ سيحاسبنا إذا تخاذلنا.."
    ألقت نبيلة منيب كلمة مكتوبة باسم " تحالف اليسار الديمقراطي"، واعتبرت "حركة 20 فبراير" ضمن صيرورة "نهضة الشعوب رغم محاولة حصارها من طرف مملكات البترول والفساد والدول الامبريالية، وأعلنت عن الاعتزاز بشاب الحركة، ودعت إلى دعم محطة 25 مارس المقبلة وإلى التعبئة والحضور في كافة الاحتجاجات، ورأت أن الحركة "فتحت آفاقا جديدة للنضال السياسي الديمقراطي، وأعطت قيمة حداثية للديمقراطية وحقوق الإنسان"، لتنتقل إلى إدانة " حملات القمع التي تقوم بها السلطات العمومية في مناطق متعددة لترهيب المواطنين"، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي احتجاجات "حركة 20 فبراير"، وبمراجعة الدستور الذي احتفظ ـ حسبها ـ بالثوابت المخزنية ولم يستجب لمطالب الحركة ولم يؤسس للديمقراطية، ودعت إلى القطع مع الفساد ونهب المال العام وإحداث مشروع ديمقراطي يحقق السلم والتقدم والحياة الكريمة وإصلاحات سياسية ودستورية وفصل السلط واستقلال فعلي للقضاء وتوقفت عند حالة أمينة الفيلالي القاصر المغتصبة التي انتحرت مؤخرا بالعرائش…
   قادما من أمزورن ومن مناطق الشمال الملتهبة خاصة في بني بوعياش ونواحيها، ابتدأ الشاب عمر أشحشاح مداخلته قائلا" تحملت مشاق السفر من أجل إيصال صوت أبناء منطقتي.. ما تعرفه منطقة الريف الآن بالغ الأهمية والخطورة ومفتوح على كل الاحتمالات.."، واعتبر أن الاحتجاجات القائمة هناك هي استمرار للحركات الاحتجاجية الشعبية التي فجرتها "حركة 20 فبراير"، ليقدم سردا كرنو لجيا لأهم الأحداث التي عرفتها المنطقة، ابتداء من "اختطاف ناشط في "حركة 20 فبراير" من المسجد بعد صلاة العشاء من طرف رجال أمن بزي مدني"، مما جعل السكان ينظمون معتصما ليلة 8 مارس ببوعياش، تعرض للاقتحام من طرف الأمن، وأدى ذلك وفقه إلى حدوث اشتباكات دامت ثلاثة أيام، تعرض خلالها حسب المتدخل المواطنون لأشكال من القمع، والاعتداء على حرمات المنازل… وخرجت الناس بعد ذلك للاحتجاج بشكل عفوي في بوعياش يوم 11 مارس، متوجهين إلى الحسيمة، وقد وجهوا بقمع شديد، وهو ما حصل لمسيرة المعطلين في بوكيدارة،  وقد تعرضت (حسب إفادة المتدخل) المحلات التجارية للنهب محملا مسؤولية ذلك للجهات الأمنية. وأخبر بأن الأمن اقتحم ثانوية مولاي إسماعيل بامزورن يوم أمس الخميس (15 مارس)، مما خلف إصابات في صفوف التلاميذ واعتقال آخرين. وتساءل عن العقلية التي يشتغل بها النظام المخزني، الذي يتهمه بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، ووصف "الانتفاضة" بالشعبية ذات المطالب الاجتماعية (في بداية تدخله قرنها بالسياسي)، ورأى في رفع علم "جمهورية الريف" من قبل البعض هو اعتزاز بتراث وطني وليس تعبيرا عن انفصال، "فلا أحد من المحتجين انفصالي"، وطالب بالاستجابة لمطالب الساكنة في الصحة والتعليم والسكن.. وبإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء المتابعات ضد المحتجين، ورفع الحصار الأمني… وحمل الدولة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، وقال إن الساكنة لم تعد تقبل الإهانة، وقد عرفت المنطقة وحدها ست شهداء "لتحسوا بخطورة الموقف".

المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا



المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا
الأحزاب المساندة تدعو لدعم الحركة وتجاوز الخلافات
أثناء الوقوف ترحما على الشهداء
 مصطفى لمودن
نظمت سكرتارية المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" مساء الجمعة 16 مارس 2012 مهرجانا خطابيا بالرباط احتضنته قاعة المهدي بنبركة تحت شعار "كل الدعم لحركة 20 فبراير"، سير اللقاء محمد العوني منسق المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير"، شارك بمداخلة كل من محمد المرواني عن "حزب الأمة" المحظور، وعبد الله الحريف عن "حزب النهج الديمقراطي"، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد عن تحالف اليسار الديقراطي (الاشتراكي الموحد ـ الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ـ المؤتمر الوطني الاتحادي)، وحضر من امزورن الشاب عمر أشحشاح عضو "حركة 20 فبراير"، وقد قدم شهادة عن أحداث بعض مدن الشمال… حضر في القاعة عبد الرحمان بنعمرو الأمين العام لحزب الطليعة بالنيابة، وتعذر على عبد السلام العزيز الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي المشاركة بسبب إجرائه عملية جراحية.. تابع المهرجان عدد من أعضاء الأحزاب المشاركة ومساندون لحركة 20 فبراير ومتتبعون.. 
وقد اتفق الجميع على ضرورة دعم "حركة 20 فبراير"، ودعوا للمساهمة بفاعلية في مختلف الأنشطة التي ستقام يوم الأحد 25 مارس بمختلف المناطق..
توقف  الجميع في بداية المهرجان الخطابي ترحما على شهداء الحرية و"حركة 20 فبراير"، الذين بلغ عددهم إلى ذلك اليوم 11 شهيدا كما قال محمد العوني.
   

  قدم محمد المرواني قراءة في تاريخ المغرب منذ نيل الاستقلال، متوقفا عند ممارسات المخزن التي نعتها بالاستبداية، ودعا إلى نبذ الخلافات وتجميع القوى على مبدأ الديمقراطية وأخذ المبادرة وإسقاط الفساد، وليس رموز الفساد فقط، وأعلن عن إيمانه بنجاح "حركة 20 فبراير"، وقال إن ما يهم الحاكمين الآن هو "السعي لاستعادة هيبة الدولة وفرض النظرة الأمنية الضيقة"..
    من جانبه يرى عبد الله الحريف أن "حركة 20 فبراير" "حققت تراكمات نوعية وعميقة وأساسية.."، من ذلك:
ـ  تراجع الخوف، وربط تحقيق المطالب بتنظيم الاحتجاجات وليس الاستجداء، واعتبر أن "تحقيق المكاسب الجزئية قابلة للتراجع"، والحل في نظره سياسي يتمثل في "رفع هذه العرقلة المتمثلة في هذا النظام المخزني الفاسد"..
ـ شكلت "حركة 20 فبراير" وعاء جمع عدة تشكيلات، "مما دفع النظام لتأجيج الخلافات، وقد نجح في ذلك إلى حد ما"، ودعا إلى "الدفاع عن وحدة الحركة وتعدديتها واستقلاليتها وممارستها للديمقراطية…"
ـ سمحت "حركة 20 فبراير" بظهور حركات احتجاجية مطلبية في عدة مناطق، وبفضلها كذلك انخرط الشباب في العمل السياسي، وإن كان هناك نفور لديهم من التنظيم بشكل عام، وأرجع ذلك لفساد أغلبيتها (التنظيمات) وغياب الجاذبية وضعف التواصل مع الشباب.. ودعا إلى إشراك القوى الفاعلة السياسية والنقابية، وانخراط العمال والطلبة..
ـ كشفت "حركة 20 فبراير" عمن "هم أصدقاء الشعب ومن هم أعداؤه"، حسبه على المستوى الخارجي يتمثل أعداء الشعب في الامبريالية، والرجعية الخليجية.. وعلى المستوى الداخلي "هناك قوى مناهضة وأخرى مترددة"..
وفي ختام مداخلته أكد على مسؤولية القوى الفاعلة التاريخية في دعم الحركة، واعتبر أن المغرب يعيش لحظة استثنائية بكل المقاييس و"ليس مطلوبا أن نتردد.. وشعبنا دخل مرحلة جديدة من أجل التحرر والديمقراطية.. ويجب ألا نتراخى ونتحلى بروح الوحدة والمبادرة.. والتاريخ سيحاسبنا إذا تخاذلنا.."
    ألقت نبيلة منيب كلمة مكتوبة باسم " تحالف اليسار الديمقراطي"، واعتبرت "حركة 20 فبراير" ضمن صيرورة "نهضة الشعوب رغم محاولة حصارها من طرف مملكات البترول والفساد والدول الامبريالية، وأعلنت عن الاعتزاز بشاب الحركة، ودعت إلى دعم محطة 25 مارس المقبلة وإلى التعبئة والحضور في كافة الاحتجاجات، ورأت أن الحركة "فتحت آفاقا جديدة للنضال السياسي الديمقراطي، وأعطت قيمة حداثية للديمقراطية وحقوق الإنسان"، لتنتقل إلى إدانة " حملات القمع التي تقوم بها السلطات العمومية في مناطق متعددة لترهيب المواطنين"، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي احتجاجات "حركة 20 فبراير"، وبمراجعة الدستور الذي احتفظ ـ حسبها ـ بالثوابت المخزنية ولم يستجب لمطالب الحركة ولم يؤسس للديمقراطية، ودعت إلى القطع مع الفساد ونهب المال العام وإحداث مشروع ديمقراطي يحقق السلم والتقدم والحياة الكريمة وإصلاحات سياسية ودستورية وفصل السلط واستقلال فعلي للقضاء وتوقفت عند حالة أمينة الفيلالي القاصر المغتصبة التي انتحرت مؤخرا بالعرائش…
   قادما من أمزورن ومن مناطق الشمال الملتهبة خاصة في بني بوعياش ونواحيها، ابتدأ الشاب عمر أشحشاح مداخلته قائلا" تحملت مشاق السفر من أجل إيصال صوت أبناء منطقتي.. ما تعرفه منطقة الريف الآن بالغ الأهمية والخطورة ومفتوح على كل الاحتمالات.."، واعتبر أن الاحتجاجات القائمة هناك هي استمرار للحركات الاحتجاجية الشعبية التي فجرتها "حركة 20 فبراير"، ليقدم سردا كرنو لجيا لأهم الأحداث التي عرفتها المنطقة، ابتداء من "اختطاف ناشط في "حركة 20 فبراير" من المسجد بعد صلاة العشاء من طرف رجال أمن بزي مدني"، مما جعل السكان ينظمون معتصما ليلة 8 مارس ببوعياش، تعرض للاقتحام من طرف الأمن، وأدى ذلك وفقه إلى حدوث اشتباكات دامت ثلاثة أيام، تعرض خلالها حسب المتدخل المواطنون لأشكال من القمع، والاعتداء على حرمات المنازل… وخرجت الناس بعد ذلك للاحتجاج بشكل عفوي في بوعياش يوم 11 مارس، متوجهين إلى الحسيمة، وقد وجهوا بقمع شديد، وهو ما حصل لمسيرة المعطلين في بوكيدارة،  وقد تعرضت (حسب إفادة المتدخل) المحلات التجارية للنهب محملا مسؤولية ذلك للجهات الأمنية. وأخبر بأن الأمن اقتحم ثانوية مولاي إسماعيل بامزورن يوم أمس الخميس (15 مارس)، مما خلف إصابات في صفوف التلاميذ واعتقال آخرين. وتساءل عن العقلية التي يشتغل بها النظام المخزني، الذي يتهمه بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، ووصف "الانتفاضة" بالشعبية ذات المطالب الاجتماعية (في بداية تدخله قرنها بالسياسي)، ورأى في رفع علم "جمهورية الريف" من قبل البعض هو اعتزاز بتراث وطني وليس تعبيرا عن انفصال، "فلا أحد من المحتجين انفصالي"، وطالب بالاستجابة لمطالب الساكنة في الصحة والتعليم والسكن.. وبإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء المتابعات ضد المحتجين، ورفع الحصار الأمني… وحمل الدولة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، وقال إن الساكنة لم تعد تقبل الإهانة، وقد عرفت المنطقة وحدها ست شهداء "لتحسوا بخطورة الموقف".