الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

تضامنا مع محمد ياسر اكميرة اللجنة التحضيرية الجهوية للحزب الاشتراكي الموحد تصدر بيانا


 تضامنا مع محمد ياسر اكميرة
اللجنة التحضيرية الجهوية للحزب الاشتراكي الموحد تصدر بيانا
والمكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء يتضامن
أصدرت اللجنة التحضيرية  لجهة الغرب الشراردة بني أحسن للحزب الاشتراكي الموحد يوم الاثنين 3 دجنبر 2012 بيانا فيما أصبح يسمى قضية محمد ياسر اكميرة الصيدلاني والعضو القيادي بنفس الحزب، والمتابع لدى المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان بتهمة "محاولة دهس فتاة"، وقد ركز البيان الحزبي في مقدمته على " استهداف المناضلين الشرفاء المدافعين على القيم الإنسانية النبيلة"، وسرد السياق الذي يأتي فيه ذلك، حيث يتعرض عدد من مناضلي الحزب في مناطق مختلفة للمضايقات والقمع الممنهج وفق منطوق البيان وقد جاء فيه:
انطلاقا من الحراك الذي يعرفه المغرب من أجل المساواة والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، ومن ضمنه حركة 20 فبراير، ومرورا بفرض الدستور الممنوح على الشعب المغربي بمهزلة فولكلورية مفضوحة وما عرفته من تسخير للبلطجية والمنحرفين، ثم الانتخابات التشريعية التي شكلت حلقة أخرى في مسلسل الإفساد السياسي وشراء الذمم، ووصولا إلى تكريس تفقير الشعب وتجويعه من خلال الاستغلال الجشع لثرواته وضرب أبسط حقوقه بعرض الحائط (جرادة، جبل عوام، بنصميم، بوازار، إميضر …الخ) يستمر استهداف المناضلين الشرفاء المدافعين على القيم الإنسانية النبيلة، ومن بينهم مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد: حميد ناجيبي بوادي زم، الصديق كبوري والمحجوب شنو ببوعرفة، حميد مجدي بورزازات، مجموعة من المناضلين بأزيلال … وصولا إلى الرفيق محمد ياسر اكميرة، الكاتب المحلي للحزب بسيدي سليمان وعضو مجلسه الوطني، الذي يتابع حاليا أمام المحكمة بتهمة ملفقة بعد سلسلة من مضايقات تعرض لها على خلفية مواقفه السياسية.
 وإننا في الحزب الاشتراكي الموحد بجهة الغرب اشراردة بني احسن إذ نعتبر متابعة رفيقنا محمد ياسر اكميرة انتقاما من مواقف الحزب، وتضييقا على نضالية رفيقنا المنخرط في كل الحركات الاجتماعية والتضامنية، فإننا نؤكد للرأي العام أن:
 - الاتهامات الكيدية والمحاكمات الصورية لن تثنينا عن مواصلة النضال من أجل محاربة الفساد والاستبداد.
 - الممارسات المخزنية التي تحيلنا على سنوات الرصاص تبين بالملموس زيف الشعارات التي يتشدق بها النظام المغربي.
 - الهجمة الشرسة التي يتعرض لها مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد على امتداد جغرافية الوطن لن تزيدنا إلا إصرارا على مواصلة النضال مع الجماهير الشعبية حتى تحقيق الديموقراطية المجتمعية الحقة.
 وبالتالي فإننا من أجل ذلك نعلن:
 - تمسكنا بحقنا الأساسي في الدفاع عن قضايا الشعب العادلة بكل الوسائل المشروعة.
 - إدانتنا الشديدة لكل أشكال القمع الممنهج ضد مناضلينا بالحزب الاشتراكي الموحد، سواء أكان القمع مباشرا أو اتخذ لبوسات أخرى من فبركة وتلفيق لقضايا، وحياكة سيناريوهات، أو إيعاز لأطراف أخرى للقيام بهذه المهمة القذرة سواء بالتحريض أو بإطلاق اليد وغض الطرف وغيرها من الوسائل الدنيئة المكشوفة.
 - شجبنا لكل أشكال الاستغلال التي تحيل على زمن العبودية وامتصاص دماء الكادحين.
 - تضامننا المطلق واللامشروط مع رفيقنا المناضل السياسي والجمعوي والنقابي والحقوقي، محمد ياسر اكميرة، لما تعرض له، ويتعرض له من مضايقات من طرف المخزن وأذنابه.
 - تضامننا مع كل ضحايا تلفيق التهم والمحاكمات السياسية، من الحزب الاشتراكي الموحد ومن باقي الإطارات الديموقراطية المناضلة، ومع كل ضحايا القمع المسلط على الحركات الاحتجاجية والانتفاضات الاجتماعية وضمنهم معتقلو حركة 20 فبراير.
 - احتفاظنا بحقنا في الرد بكل الوسائل وبكل الأشكال النضالية على المحاولات البائسة وغير المسبوقة الرامية عبثا لإسكات صوت الحزب الاشتراكي الموحد."
 ورأى بيان جمعية العقد العالمي للماء أن التهمة الموجهة لكاتبها الوطني "ملفقة وغريبة"، وأدان " بشدة المقاربة الانتقامية التي تنهجها "الأيادي الخفية" ضد المناضلين، بسبب مواقفهم السياسية ونشاطهم المدني، باللجوء إلى فبركة ملفات وهمية لتوريطهم في قضايا مفتعلة لإسكاتهم والحد من نشاطهم النضالي.". جيث" ظل المناضل السياسي والحقوقي محمد ياسر اكميرة رئيس جمعية العقد العالمي للماء ” أكمي المغرب ” يتعرض لسيل من المضايقات والاستفزازات من طرف السلطات المحلية بسيدي سليمان، وقد تطورت هذه المضايقات.."، لتتدخل فيها أطراف أخرى لها علاقة بالمحل الذي يكريه للصيدلية محمد ياسر اكميرة، وعلاقة بنشاطه السياسي، ويضيف نفس البيان أنه تم " حشد عدد من المنحرفين أمام باب الصيدلية لإحداث البلبلة وإصدار التهديدات مصحوبة بشعارات مناوئة لمواقفه السياسية، ونزع الإشارة الضوئية للصيديلية من على واجهة المحل وكسرها بإلقائها أرضا بطريقة استعراضية مستفزة … الخ وإلصاق منشورات تدعو للمشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة من طرف باشا مدينة سيدي سليمان شخصيا داخل فضاء الصيدلية إمعانا في الاستفزاز، وهو الشيء الذي كان موضوع شكايات عديدة تقدم بها الدكتور اكميرة إلى كل الجهات المختصة دون تلقيه لأي رد (باستثناء رد وحيد من وزارة العدل يقول بعدم اختصاصها) ففي هذا السياق يأتي مثول الأخ اكميرة أمام المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان بتهمة ملفقة وغريبة وهي ” محاولة دهس امرأة بسيارته ”.
وجاء في آخر بيان الجمعية التي يختصر اسمها بأكمي أن" المكتب الوطني لأكمي-المغرب وبعد أن استعرض مجمل المضايقات التي ظل يتعرض لها رئيس الجمعية، واستحضر حملة الانتقام التي تطال عددا من النشطاء و أخرها ما تعرض له السيـد حميد مجدي بورززات من تهم ملفقة، لا يخالجه أدنى شك حول الخلفيات السياسية لهذه القضية، لأن المقصود هو التضييق على النشاط السياسي والمدني للدكتور ياسر اكميرة سواء داخل الجمعيات التي ينشط بها، أو داخل حركة 20 فبراير أو في الحزب الاشتراكي الموحد الذي ينتمي إليه، أو لمساهمته في إنجاح عدد من الحركات التضامنية ولعل آخرها كانت القافلة التضامنية إلى إميضر التي نظمتها اللجنة التي يشغل بها مهمة المنسق الوطني …
 وعليه فإن المكتب الوطني لأكمي-المغرب يؤكد تضامنه التام والمطلق مع ياسر اكميرة ويدين بشدة المقاربة الانتقامية التي تنهجها "الأيادي الخفية" ضد المناضلين، بسبب مواقفهم السياسية ونشاطهم المدني، باللجوء إلى فبركة ملفات وهمية لتوريطهم في قضايا مفتعلة لإسكاتهم والحد من نشاطهم النضالي."

  هذا وقد أجلت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان عرض القضية أمامها إلى الواحد والعشرين من شهر يناير القادم..
————–
المدونة: يحق لكل طرف أن يدلي برأيه في الأمر، والمدونة مستعدة لنشر أي بيان أو توضيح من طرف أي جهة مسؤولة كانت.. أما التعاليق المفتوحة فلا يفرض من أجل نشرها سوى احترام اللياقة..

الأحد، 2 ديسمبر 2012

المناضل والصيدلي محمد ياسر اكميرة يمثل أمام القضاء بتهمة "غريبة"


 المناضل والصيدلي محمد ياسر اكميرة يمثل أمام القضاء بتهمة "غريبة"

الصورة: محمد ياسر اكميرة يلقي كلمة أثناء وصول القافلة التضامنية إلى إمضير
من المرتقب أن يمثل محمد ياسر اكميرة أمام قضاء سيدي سليمان يوم الاثنين 3 2012 دجنبر بتهمة يقول رفاقه إنها غريبة وملفقة، تقول التهمة " محاولة دهس فتاة"!!
ومعروف عن محمد ياسر اكميرة انخراطه بحماس في كل المبادرات النضالية محليا وجهويا وطنيا، فهو كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بسيدي سليمان، وعضو مجلسه الوطني، وكاتب نقابة الصيادلة بنفس المدينة، وكاتب وطني لجمعية العقد العالمي للماء، وعضو بتنظيمات أخرى كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان..  وقد ساهم بفاعلية كذلك في "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان منذ انطلاقتها. ولعل أهم وآخر مهمة نضالية كلف بها، هي مسؤولية منسق اللجنة الوطنية لدعم سكان منطقة إمضير بإقليم تنغير، المطالبين بتحسين وضعية منطقتهم، وبحقوقهم من عائدات مناجم الفضة التي توجد فوق أراضيهم، وحماية البيئة المحلية.. وقد نظمت اللجنة مسيرة وطنية إلى هناك قبل أسابيع، كان لها صدى قوي على المستوى الوطني والدولي..
وسبق أن تعرض المناضل ياسر اكميرة للمضايقات، فقد زار باشا المدينة بشكل شخصي صيدليته الكائنة بحي السلام، وتعمد دخولها ليلعلق بداخلها ملصقا يدعو للتصويت على الدستور  في يوليوز 2011، وقد يكون نفس السياق هو الذي جعل أصحاب منزل فيه صيدليته يزيلون لوحة إعلانية للصيدلية، ولعل هذه الدعوى الغريبة التي وصلت كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد، تكون في نفس المسار، والجميع يتذكر حادثة تلفيق تهمة "الاتجار في المخدرات" لمناضل آخر من ورزازات ينتمي لنفس الحزب (الاشتراكي الموحد)، وينشط في المجال النقابي، إنه حميد مجدي الذي وضعت كمية من المخدرات بمراكش في سيارته.. وهو يتابع في حالة سراح بعد إطلاق سراحه بكفالة.. 


محمد ياسر اكميرة يتلقى الكثير من الدعم المعنوي لحد الآن..  

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

لــســان الــجــثــة


لــســان الــجــثــة
  نص:محمد صولة
لا تظلموا الموتى وإن طال المدى   إني أخاف عليكم أن تلتقوا

            أبو العلاء المعري  
 … وها أنذا هنا أود أن أفسر ما حدث لي بالضبط، بعد امتطائي خشبة مغطاة بإزار مطرز الحواشي، وبعض أثواب من قطن أبيض وقطيف مزركش باللمعان، ساعتها، يا لساعتها، تلك اللحظة، كما عشتها مع نفسي أنا الذي كنت أحس بما جرى لي، سأستقدم الآن كل ما لدي من قوة وأعلن أني سأبيت هناك، في ركن قصي كما هو شأن بني الإنسان، حينما يأتيهم أجلهم المحتوم. السماء ربما فوقي والأرض تحتي، هكذا تصورت صعودي لأول مرة فوق أكتاف الناس وهم يسيرون بي نحو المجهول، أعرفه حق المعرفة، لا ضير إن أنا كنت ضد نفسي، أو أن هذه الذائقة الموت ضدي، لكني عندما وقفت على سطح الكرة الأرضية لأول مرة، تلك التي لم أعرفها تمام المعرفة، ذات يوم أنبئت بأن الليل مسار دافئ في عقل امرأة، والنهار ثقب يطل منه رجل يفن على هذا العالم المحكوم بالكوارث والجنون والخداع والخطيئة، لا أحد قال ذات لحظة إنه من هذا الرعيل الذي يستأنس بفساد الأمكنة والأزمنة والأحداث، لوينات كقوس قزح تغلف أبهاء المكان، رائحة البخور تضمخه وترش الأرض المعطاء بالبلل الندي من ماء الزهر، طقوس التهجد والتعبد في صمت تصطخب في العمق ولا تمس الظاهر من الأشياء اللاحبة، أنا الآن فوق، أنام ملولبا في غطاء أبيض معقود الرجلين والوسط والرأس، ودعت ذاكرتي هناك، نسيت أني لم أحمل معي أبدا ما راج أخيرا عن الاكتفاء الذاتي في الاقتصاد والسياسة والدين والثقافة والرياضة…و…و…و…وأشياء أخرى، لا يعرفها إلا الراسخون في العلم، أمثال العلماء الذين هم متفيهقون هذه الأيام في كل شيء، أحمل معي جسدي الذي لم أعد أملك منه غير غبار، سيذروه الذين سيأتون بعدي ذات يوم فويق جبل لا أعرف كيف صعدوا إلى قنته قبلا، عفوا، هل أنا من هذي البلاد التي آخيتها لسنين مضت ولم تآخيني، حاولت أن أفهم فيها أشياء تخص التقليد والوسطية والحداثة، لكني وجدت أن الكلام لم يعد كما كان، فكرت في الهجرة إلى خارج الذات، لم أعثر على غير هذه المنسأة التي دوختني أمدا ولم أستطع الخلاص منها، قمت بما لم يقم به أحد هناك وهنا، ألفيت نفسي لا تقبلني كما أنا، أو كما أريد أن أكون، يا لتعاستي هذه الأيام، ويا لفرحتي أيضا بما حصل و يحصل لي، سيحدث أن يقول قائل: إن هذا الذي نمشي به إلى مطرحه الأخير، كان خير الناس وكان أجملهم وكان وكان، جسدي الذي معي، أهملت أعضاءه في دولاب معترك الحياة، يدي لم تبق أصابعها تفرك خلايا الصدر والبطن والفخذين، والأسفل حين أمسه أحس وكأني أعيد الخرائط التي لم ترسمها تكنولوجيات العصر، عيناي تريان قلب رمادهما، ثم يتذوق اللسان مذاق برودة جافة تخلع عن نفسها بريق هبيب هواء يختلي بالشفتين المثلجتين، لزوجة مثل فراغ السديم تخثرت أسفل الحلق والحنجرة، ترانيم تحتي تخيط الخطو تلو الخطو نحو الملاذ الأخير، وأنا لا أريد أن أكون كما أنا، أنا الذي أحببت الحياة كأي إنسان عاش مائة سنة ونيف، وخرج إلى الناس من محلته بخفي حنين كما يقال، كنت من قبل أرى بعض الأشياء ولا أريد الخوض فيها، لأني أخاف أن يستبقني هذا البعض إليها ويشد الرحال إلى النقيض، أو الشبيه، ويرمي كل آثامه على أديم وجهي الذي تم خدشه من زمان، لم تعد عيناي مركوزتان في موضعهما جيدا كما عهدتهما، فمي استبدل مكانه بآخر لم يعرف أين هو، الأنف خسر حاسة الشم منذ بدأت عفونة تعتري تفاحة القلب، لا أحد بالمرة يمكنه الآن وهنا أن يستبطن ما أحاول تلمسه هناك، قلت مع نفسي أنا الذي لم أختر هذا الإحساس هكذا: ولم أنا في محراب المثول أمام الملكوت …..؟

في الطريق إلى الجبانة الرهيبة، شعرت بي، دغدغني أحدهم حين تمكن من إيصال صوته إلى أذني لاغطا، لم أفهم ذلك قبل، ولا بعد، ما حاولت فهمه أن المرفوع سيبقى دائما مرفوعا والمنصوب منصوبا والمجرور لا حول له ولا قوة، هل تغير شيء هكذا كالعادة؟ سألت نفسي، تمتمت قائلا بأن الكل يعرف ويفهم أن مدبرها حكيم ويتغاضى عن الأمر، هي الأرض تنتشر أمام السائرين بي نحو المكان المعلوم، أتواطأ مع رأسي، أدفعه كي يبقى كما هو، ممددا على شاكلة سمكة مقتولة عنفا وألقي بها في المقلاة، لا أتحلحل، أتمايل وفق حركات الذين يدفعون بي الخشبة أماما، يرددون …، وكأنهم يهتفون، حين اقتربوا من المثوى الأخير أسرعوا الخطو، أنزلوا المحمل أرضا قبالتهم، صلوا، رفعوا الجثة المخبأة وسط إزار أبيض وفوقه بطانية رشت بماء الزهر والحبق والريحان، كانت الخطوات معدودة وخاضعة إلى هندسة دقيقة، لا يمكن للمرء أن يطأ القبر إلا بالتروي، احذر أن تزلق رجلاك وتنهار ثم تسقط، لأنك هنا، نعم  أنت هنا في المقبرة، حيث ينام الإنسان بكامل وعيه الأخروي دون أن يحس بنفسه، ملكت نفسي جيدا، لا أريد أن أعيش من جديد مأساة سنمار، لأني عندما فكرت في خلق شبه كتابة على جسدي السديمي، توعدني أحدهم، لم أكن أعرفه حق المعرفة، وفعل بي ما فعل، ها أنا الآن ممدد على حافة جرح في الأرض التي ستصبح بعد قليل مأواي الظليل والأنقى، ترتفع الأصوات حولي، وبسرعة بطيئة تم الإمساك بطول الجسم من رأسه ووسطه وقدميه، وبرغبة في الوداع الحثيث ينزل بالهيكل في القعر، توضع قطع أخشاب فوقه ثم يبدأ كل شيء في التواري، وكأن الذي كان بالأمس يمشي الهوينى وأصبح في خبر كان، لا، أبدا، لقد وثقت في أمر الذين تركتهم هناك يحملون اسمي، ولأني هنا، فأنا لا زلت أحبهم، ولا أخاف عنهم يوم يأتون، فلا تدعوا وراءكم أتعابكم، إن هنا كل شيء له قيمته، وله كامل الحقيقة، سوف لن أعود إليكم ما دمتم تغادرون الفضاء المنتشي بالصمت، لي مجمل ما تخلفه الوردة حين تقبلها شفة الشمس الصباحية، ولكم ما تبقى من ليلة، لم تر أبدا في زهر كبادها بياضا، يتنبأ بشهوة فجر آت من تخوم الأبدية. 
أحس، وأنا أسفل الأقدام، بيد تدق فوق رأسي خشبة شاهد، وأخرى ترسم امتدادا لرجلاي، شبه مطر تتساقط قطراته على الثرى، ما تبقى من خطوات تتسكع حولي، لا أكاد أفتح عيناي للتو لأرى أين أنا إلا وتحرجني جنبات الشق المفلوع من غير أن تسعفني لتحتويني، رائحة برودة التراب تملأ ثقوب جسدي الذي لم يعد يتحمل المزيد، لا أتململ إلا بفضل ما يمكنه أن يحصل عبثا هكذا، وفعلا شيء ما حصل، ضربات على الأرض تنزل بقوة عليها، وقع أقدام أشخاص لا يريدون مغادرة المكان، حفار القبور هو الآخر لا يزال يدك بقايا الرغام فوق استطالة القبر، يدعكها بقبضة فأسه، ثم يرش الماء المتبقي في قعر السطل على جنبات مرقدي ويبدده شرقا وغربا، أتصور وأنا في عزلة تامة عن العالم، كيف يحيا الميتون في موات الأحياء؟ وفجأة، يخرج طابور من النمل الأحمر يجري نحو صدري، أشعر بدبيب بارد يسري في جنبات جسدي المترهل، ألتزم الصمت الصارخ والمطبق بالكامل، لا أريد صداع الرأس هنا، ومع من؟، ها هو العفريت يختال بخطوه فوق معابر جسمي المخرومة وكأنه يخيطها بعد تمزيق معنف، أكاد أنجر إلى نزاله، وهل أقوى الآن على تحمل تبعات كل ما من شأنه أن يقع لي في هذا الحيز الصاعق بالسكينة والرطوبة، لا أدري ما يمكن أن أفعله للحظة فقط، أدفع رجلاي الباردتين نحو تخوم القبر، ليس هناك حدود بالمرة، عجبا ! اتسعت رقعة مضجعي وارتمت أطرافها خارج حد البصر، كويرات بيضاء تتساقط على أنفي، فتيت من التراب الندي أشبه بحبات الرمل ينزلق صوب صدري وظهري، انفرج الكفن شيئا ما على وجهي الأملس والمثلوج، يداي مصمتتان، وما تبقى من لساني ينهشه ارتباق العطش المكين، حشرات بيضاء تنغل قحاف رأسي، تنبعج عيناي بفعل اندغام البؤبئين في دغش الهامة، بارد أسفل حوضي كشوحة مخروطة تعبث في جوفها الريح الهادرة، وكمن ينصت إلى صمته في غيبة شهية، تأكد له أنه لم يأت إلى هنا ليدع كل ذاكرته هناك، تخيل وقوفه العنيد أمام شبحه، تجاسر، مد يده إلى ريشة سقطت للتو بين أصابعه، أرهف السمع لصوت يناديه من شتيلة ربيع نبتت على أطراف القبر، كان أنذاك يوصي من يأتي إليه، أن يقرأ ما يلي: يحدث هناك شيء ما خارج صفقة التاريخ، يد الخصم تخشبت، قامته الفارعة سمكة نفقت لتوها، ماذا حدث؟ لا شيء، غير أن تمثال المجد الرملي هوى أمام بحات حناجر بقامات شبابية. 
لم أكن كذلك، لكني رأيت في ما يراه النائم أني أركض نحو جماعة من كلاب الليل، تربصت بي، وحاولت أن تجعلني أنام قبل الوقت، استفقت وحملقت في المتحلقين حولي، تنفست الصعداء، تبسمت، قطرات مائية تنقذف على وجهي، أحرك يداي وحوضي ورأسي، أململ لساني ، ألفظ بصاقا وأقول متلعثما: أنا حي، أنا حي.                        
   22ـ11ـ  2012 سيدي سليمان

الخميس، 22 نوفمبر 2012

صنابير عين دريج بإقليم وزان جفت في فصل الشتاء!


صنابير عين دريج بإقليم وزان جفت في فصل الشتاء!
 
 وزان: محمد حمضي
 لم تسمح المعاناة لساكنة مركز عين دريج  المرتبط ترابيا بإقليم وزان  مقاسمة بعضهم البعض  فرحة إطلالة الخيوط الأولى للسنة الهجرية الجديدة التي هلت على  بلادنا.
  فقد وجدوا أنفسهم  صباح يوم الجمعة فاتح محرم الموافق ل 16 نونبر الجاري  مكرهين  من جديد للنزول إلى الفضاء العام  بقلب المركز القروي للسير في مسيرة احتجاجا على جفاف صنابير البيوت والمرافق العمومية، بعد أن تجاوزت فاتورة العطش التي زجت بهم في جبها العميق وكالة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بعين المكان، كتلة من المعاناة لا يمكن تصور كلفتها الصحية والنفسية والمالية  على الساكنة بشيوخها وشبابها ونسائها وأطفالها.
   مصدر موثوق من المجتمع المدني المتابع لهذه الوضعية، أكد لنا  في اتصال هاتفي بأن صنابير المركز جفت منذ يوم 12 نوبر ولم تتسرب نقطة ماء واحدة إلى قنوات الشبكة، وأضاف بأن معاناة الساكنة مرشحة للمزيد من المضاعفات بعد أن لم تقم  المديرية الإقليمية للمكتب الوطني للماء الشروب بأدنى التفاتة لشكاياتهم المتعددة التي رفعوها إليها، وكان آخرها مراسلة في الموضوع بتاريخ 15 أكتوبر .
   يذكر بأن عامل الإقليم كان قد سبق له بمناسبة ترأسه لأشغال المجلس الإقليمي الذي عقد دورته يوم 31 أكتوبر الأخير قد أفرد لمصلحة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب نقدا لاذعا على  التماطل المسجل عليها في معالجة معضلة شبكة الماء الشروب بمدينة وزان وباقي الجماعات القروية بالإقليم ( المجاعرة، أسجن، سيدي رضوان…) وحمل ذات الإدارة مسؤولية كل ما قد يترتب عن تعطيل هذا الورش المفتوح.

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

"النماذج" التي على منوالها تسير الأجيال الصاعدة!!


"النماذج" التي على منوالها تسير الأجيال الصاعدة!! 

مصطفى لمودن
كنت أتدارس مادة القراءة مع تلاميذ المستوى السادس ابتدائي، وحضرت كلمة "شهرة أو مشاهير أو مشهورين"، طلبت منهم أن يذكروا أسماء لمشاهير يعرفونهم، فانطلقوا يعددون مشاهيرهم الكثيرة، لكن فقط في مجال كرة القدم والأفلام بما فيها المدبلجة والمغنين وحتى أبطال المصارعة الأمريكية.. سمحت للجميع أن يتحدثوا، ومنهم من يكلم أكثر من مرة.. ولا واحدة أو واحد أثار اسما لمفكر أو مخترع أو كاتب أو علم من التاريخ.. سن هؤلاء التلاميذ ما بين 12 و13 سنة، وهم ليسوا مخطئين في شيء، فالخطأ يعود لنا جميعا، للمدرسة المنغلقة على برنامج محنط، وللإعلام غير الوطني الذي يقذف الشعب جميعه بالتفاهات طيلة الوقت.. إنها النماذج الحياتية التي تسكن مخيلة الأطفال، فلا يغضب أحد مستقبلا، إذا لم يظهر بيننا مفكر أو مثقف أو مخترع أو مناضل يخدم وطنه بإخلاص..
لا أريد أن أذكر نماذج من عندي، أترك لكل قارئ حرية اختيار النموذج أو النماذج المناسبة التي من المفترض أن تعرفها الأجيال اللاحقة، حتى يسير الخلف على ركب السلف..

العبث السياسي بالمغرب


العبث السياسي بالمغرب 
سعيد الشعـــــبي
 لعل الجميع أصبح يلاحظ أن المشهد السياسي بالمغرب أضحى  أكثر سوداوية وأكثر قتامة من ذي قبل بأغلبيته ومعارضته ولعل ما يحدث الآن للأغلبية الحكومية فيما بينها من تصاريح وتصاريح مضادة خير مثال وخاصة بين فريق العدالة وفريق الاستقلال.
 بالأمس القريب خرج الناطق الرسمي للحكومة مصطفى الخلفي ليطلق النار على مكون من مكونات الأغلبية ويقصد نواب حزب الاستقلال بالذات  ويعمد إلى تنقيطهم ومنحهم معدلات في مشهد يوحي للمتبع أن الأمر يتعلق بفصل دراسي  حصل فيه  حفدة علال الفاسي على درجة متوسط في امتحان المساندة الحكومية ليبدو أن الأمر تطور إلى درجة استدعت اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وإصدار بيان شديد اللهجة يطالب باعتذار آني يصدر عن رئيس الحكومة لكن الغريب والمدهش هو أن نسمع أيضا بأن الوزير الاستقلالي نزار بركة يشتكي أمره إلى السيد بن كيران من مضايقة نواب حزب الاستقلال  له .
هنا نحن حقيقة أمام عبث سياسي وهرج ومرج يراد من خلاله تصفية حسابات سياسوية لن تخدم المواطن المغربي في شيء مما يعانيه من ضنك العيش وقساوته ونار الأسعار ولهيبها التي لم تلهب جيوب النواب والوزراء على حد سواء وإنما اكتوى بنارها فقط المواطن البسيط . نقاش بعيد كل البعد عن المطالب الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية الملحة لمغرب مابعد دستور فاتح يوليوز 2011.
حزب الاستقلال من خلال هاته الغضبة الصبيانية يعي ما يريد ويريد الضغط أكثر في اتجاه الدفع برئيس الحكومة وباقي المكونات إلى القبول بتعديل حكومي قد يطيح برؤوس غير مرغوب فيها من طرف شباط ومعاونيه وهم الذين رفعوا شعار التعديل الحكومي قبل كل شيء والهجوم على الخلفي والتقاط زلاته مؤشر على رغبة الثوار  مسقطي عباس وعائلته   في تقلد حقيبة الاتصال ولن يوجد أفضل من البقالي في توليها .
حزب الاستقلال سيقوم بكل التكتيكات المناسبة والتي ابتدأها شباط مباشرة بعد اقتحامه "لباب العزيزية" ودعمه المباشر والواضح للمعطلين ومطالبته للحكومة بتطبيق ما اتفق عليه مع أصحاب محضر 20 يوليوز 2011 وانتقاده للزيادة في أسعار المحروقات وأيضا عدم رضاه على تدبير الحكومة لمجموعة من الملفات، بمعنى أكثر وضوحا السيد شباط  كما يقول المغاربة "دخل صحيح"  ولم يرد ترك الفرصة للسيد بن كيران في التقاط الأنفاس وجس النبض  وبقية المهمة الآن يتكفل بها نواب الفريق الاستقلالي . وكأنهم بلسان موحد  يقولون لبن كيران التعديل الحكومي هو ضمان للاستمرارية في الائتلاف الحكومي .
وأمام مشهد انسحاب حزب الاستقلال واصطفافه إلى جانب الأصالة والتجمع والدستوري والاتحاد في المعارضة وهو مشهد محتمل قد يزيد من تعقيد الحياة السياسية ويفتح مجموعة من السيناريوهات والمفاجآت المحتملة أهمها مشاركة حزب الوردة في الحكومة الحالية خاصة اذا ما سطع نجم لشكر ورفاقه في الصراع الدائر حول من يفوز بكتابة رفاق بن بركة وبوعبيد أو مع استحضار الرغبة القوية للفريق الدستوري في المشاركة الحكومية  مع استحضار الجميع لمنطق الربح والخسارة في مشهد سياسي بئيس  الخاسر الأكبر فيه هي الديمقراطية وعبرها المواطن المغربي .

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

قراءة في : نزيل في التراب..لمصطفى لمودن


 قراءة في : نزيل في التراب..لمصطفى لمودن 
 
 مُحاكاةٌ على خُطى " "النزيل "ل : جواد المومني
 پــــيرپـــــينيان / فرنسا في : 25 أكتوبر 2012

  1ـــ لحظة هناك..أثناء " الصيف "
هاتفته..هاتفني..إلتقينا على طاولة بمقهى في سيدي سليمان.  أعرفه كثيراً مثلما يعرفني. إبْنانا يتعارفان كذلك، تجمعهما صداقة منذ الصبا.. نشترك في الكثير من مشارب الحياة : المهنية، السياسية، النقابية، الحقوقية، الجمعوية.. له طقس خاص أثناء الحديث..( و لن أُفصحَ عن ذلك عزيزي ! ) يَقيسُ الأمور بميزانِ عقلٍ وتدبُّر قَلَّ أن نُصادفه يحكي عن الأعباء، يَتريَّث،غيرُ ميّال للتسرع، يَحكمُ بِرَوِيَّةٍ. لهُ بَصيرةٌ في المُعالجة، أَغْبِطُهُ عليها..
و نحن نتوادعُ على أمل لقاء آخر ـــ لم يُكتب له الإنجاز ـــ دسَّ يدهُ داخل قميصه وٱستخلص نُسخة: نزيل في التراب ـــ لمصطفى لمودن، دَبَّجَ الأُضْمومَةَ مُعتبراً إياي " شاعراً " متمكنا من أصول الكتابة.. ومنتظراً تَسديداتي…( ما أنا بهداف و لا أنت بحارس مرمى !! )
  2ــــ توطئة :
عزيزي مصطفى، ما سَيَليكَ من سطور، ربما لن تجد له تصنيفاً من حيث النوعُ الأدبي.. فأنا أومن عن قناعة وعن تجربة بأن حدود الكتابة قد تكسرت وبأن جُغرافْيا الكلمات ما باتت مُحدداً للمعاني، لا ولا المعاني غَدَتْ تلعب نفس الدور.. لِذا أعتبر الآتي " قراءةً عاشقةً " لجملة من مضامين النص، إستهوتني و ظل صداها يتردد بدواخلي.
  3ــــ مجرد ٱكتشافات فقط..
أـــ  يَمتحُ قاموسُ " النزيل " من الهم اليومي بشكل مكثف ـــ وهذا رائع ـــ فيظل لصيقاً بشخوص قَلَّ أن تجدها ثابثة ـــ وذاك أروع ـــ و لعل هذا يشرح ذاك..
بـ ـــ إلا أن ما صدمني في بعض صانعي الأحداث كونهم لا يَمشون حَدَّ الغايات القُصوى في أهدافهم و آرائهم، فَتَراهم مُستسلمين لِإرادة مصطفى الكاتب/الراوي/المتحكم في القص، يُحركهم أنّى شاء وكيفما ٱرتآى، فأين " ثورة الجياع "؟ وأين ٱنتفاضاتُ الضياء على الظلمة؟ وأين صرخات الحناجر في زمن الذلّ والمهانة ؟ كنتُ أبحث عن مُتمرِّدين عليك عزيزي !! وكنت لاهثاً ـــــ بين ثنايا النصوص ــــ وراء تصوري الآتي: يَضعُ مصطفى/السارد بعض شخوصه في زنزانة، بيت، حُجرة، حافلة.. فيعود لتتمة ما بدأَ لِيَعثُرَ عليه/البطل وقد خَرَقَ السطور والورقة والجدران والنوافذ …و جعل من نفسه حلقةً أخرى تدور حولها أحداث أخرى غير تلك التي سبقت… أو هكذا تخيلتُ على أي حال.
ج ـــ تَطفحُ على وجه الكتابة عندك لُغة " الثنائيات " / المتناقضات وهي عديدة ، تُزكيها التشبيهاتُ، و أنا أحبذ هذا النوع من السرد لِٱعْتباره لَصيقا بواقعنا المُفخّخ العنيد !!
د ـــ و راقتني كذلك البدايات الحالمة، الحاملة للون الطبيعة ( إصفرار الأديم، شحوب الأفق، قساوة التضاريس، شرنقة الأحلام، صَيْهَدُ العطش والحرقة..) فكلها مَدعاة إلى الإنتفاضات وإلى التغيير، ويبقى ذلك رهينا بنضج الظروف وبمساهمة الرياح اللواقح في الدفع بالسحب نحو القمم وإلى مُزاوجتها ب "الصواعق" !!
ه ـــ إن الإسترسال في اللغة والإنسيابية في الحديث دون أن نحس بالملل، نقطة إيجابية تُسَجَّلُ لصالحك عزيزي، إذ تجعل القارئ مُنصتاً لهمس الكلمات ولنبض الحروف، مما يُضفي على السرد نكهة التشويق والإنتظار..
وــــ  آهٍ، الإنتظار؛ إنه النهايات المفتوحة على كل شأن، والقابلة لكل تأويل. ذلك ما تُسفر عنه غالبية نصوصك القصصية والقصيرة منها على الأخص. ولَشَدَّ ما تَجذبُ إليها أَسْطُرٌ كهاته كلَّ قارئٍ وتدفعه إلى الإستزادة وإلى طلب نهايةٍ ـــ عبر غَريزة الفضول الأدبي ــــ قد يكون أدركها أو أخطأها.. وثمةَ بوّابةُ الإحتمالات المُشرعة.. بئرٌ لا قَرار لها.
زـــــ  و تبقى العناوين التي هي أصلاً مداخلُ لِفهم النص، شِبْهَ عتباتٍ واطئة عندك غير ملغومة، فهي في الغالب تُفصح عن الكَلِمِ إلّا ما نذر.
 4ــــ  خَتْماً أقول :
 عزيزي مصطفى؛
           إن نار الحرف ــــ التي نتشرف معا بلهيبها ــــ  التي تكتوي بها هنا ضمن تُرابك الذي نزلتَ، حيث تُبالي ب "عائشة" وبمهازلِ ديموقْراطْيا الواجهة والأسياد و ب " حيرة " المواطنين البُسطاء… (هذه النار) قادرة على خلق لَعْلَعَةٍ تُشعر "هُمْ" ب " شِواظٍ " ربما ما أَدركوه من قبلُ، يَصيحُ فيهم… أنْ… " تَكَلَّموا حتى نَراكُمْ " !!
             بِخيرٍ يَلقاكَ صَديقُكَ .. جواد المومني

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

خطوات نحو ترسيخ قيم حقوق الإنسان


 خطوات نحو ترسيخ قيم حقوق الإنسان
مصطفى لمودن
لا يمكن إغفال ما حدث اليوم بالمغرب رغم برودة الحديث عن ذلك في وسائل الإعلام الرسمية ومنه موقع وكالة المغرب العربي للأنباء، حيث يتم الاكتفاء بما جاء به الناطق الرسمي باسم القصر الملكي حول إقرار المجلس الوزاري المنعقد اليوم 12 نونبر 2012 بمراكش ومصادقته على "البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة٬ والبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة٬ وكذا البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"..
وهي مطالب ظلت الحركات الحقوقية والمناضلين الديمقراطيين يطالبون بها منذ زمن بعيد، لكن لا نعرف بعد هل هناك تحفظ على نقطة أو نقاط معينة؟ لنأخذ مثلا منع التمييز ضد المرأة، هل سيمشي إلى حده الأقصى، ويلغي كل تمييز بما في ذلك ما تطرحه الشريعة مثل تقسيم الإرث؟ حيث لا يحق أن تتساوى في ذلك المرأة مع الرجل في غالب الحالات..
كما يمكن طرح ملاحظات أخرى، منها التساؤل عن دور مجلس النواب في مثل هذه الحالات؛ هل سيناقش فيما بعد هذه الوثائق ليقرها بصفة نهائية؟ وفي حالة تكتل بعض الأطراف ضد هذه المعاهدات، فماذا سيكون مصيرها؟
على أي فقد خطا المغرب اليوم خطوة إيجابية أخرى في مجال حقوق الإنسان، وعلى المجتمع المدني الديمقراطي المزيد من النضال، لتحترم الدولة نصوص هذه الاتفاقيات وتفعلها، ثم لتكيف القوانين الداخلية لتلائم المعاهدات الدولية، التي يجب أن تكون لها الأسبقية على القوانين الداخلية، مما يطرح المزيد من اليقظة حتى لا يقع أي نكوص يبدو أن جهات مختلفة ستقف ضده أو تقزم مفعوله على الأقل..

البصمة في كوميسارية سيدي سليمان


البصمة في كوميسارية سيدي سليمان
سعيد الشعـــــــبي
ربما لم تنتبه بعد المديرية العامة للأمن الوطني  إلى العبقرية الفريدة التي أصبح يتميز بها رجال الأمن بالمنطقة الإقليمية بسيدي سليمان وخاصة مصلحة البطاقة الوطنية للتعريف وهي جزء من الكل ونموذج لمجموعات من الاجتهادات (طبعا ليست بالقانونية ولا الفقهية)  وهذا ماحصل معي شخصيا على الأقل يوم الأربعاء الأول من شهر المسيرة الخضراء وللمناسبة رمزيتها لأننا بالفعل نحتاج إلى مسيرات ومسيرات مسيرات تحرر عقل رجال السلطة من العجرفة والتسلط والكبرياء المبالغ فيه.
 ولأننا كمغاربة متهمون حتى تثبت براءتنا كان لزاما علي أن أتوجه إلى الكوميسارية من أجل الحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك التي تثبت صفاء سيرتي الشخصية من أي جرم أو جنحة أو حتى مخالفة وطبعا الطابور والصف شيء مقدس في هاته الكوميسارية  التي يراقب عميدها الإقليمي أمورها من وراء الزجاج وكأنه أقسم الأيمان ألا يخرج وينزل من طابقه العلوي… انتظرت ريثما أخذ الموظف راحته التامة وسلمته بطاقتي الوطنية ودون رقمها  وهويتي  وأنا أهيم بإخراج مبلغ ثلاثين درهما نقدا كواجب التنبر والتي اقترضتها من والدي أطال الله في عمره فإذا بأحد رجال العربي رفيق(العميد الاقليمي بسيدي سليمان) يضع بشكل مستفز لوحة صغيرة بها مداد أسود ويأمرني بمنحه أصبعي فتعجبت في قرارة نفسي لأن البصمة تحل محل التوقيع في حالة عدم معرفة التوقيع فقلت لا علينا إليك بأصبعي فامسكه كما يمسك الملقاط المسمار وبدأ يغمسه في لوحة المداد بشكل قوي هنا بلغ الاستفزاز مبلغه فقلت صبرا سعيد سوف يترك أصبعك لا محالة  وعندما أردت أن ابصم عن طواعية أصر هذا العبقري جدا أن يتكلف هو بابصامي فخاطبته أن المربع  الخاص بهاته العملية واضح  فكانت إجابته مثيرة للضحك والنرفزة في آن واحد قال لي هذا البوليسي الشاب ياحسرة (راه البصمة خاصها التقنية ديالها..واش غير أجي وابصم) هنا نفذ الصبر وتكلفت بالبصم دون الحاجة لمساعدته فاستشاط غضبا …
الواقعة هي جزء مما يحدث في كوميسارية هاته المدينة والتي أصبح مطلب زيارتها من طرف السيد ارميل مطلبا ملحا  فقد كثرت شكايات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي سليمان(الشكاية الموجهة ضد أحد الضباط العمالين بالضابطة القضائية نموذجا والمسمى أنوار) .وكثرت شكايات المواطنين والمواطنات من الشطط في استعمال القوة.
 ولازلنا نتذكر شكاية مواطنة اعتقل زوجها في تهمة رفض التوقيع على محاضرها التي استعملت فيها تقنية الكوبي كولي وتتبعنا كيف ثم الحكم على هذا المواطن السليماني بناءا على تلك المحاضر بعقوبة حبسية لا نجد لها مثيلا إلا في جرائم القتل العمد.
كوميسارية سيدي سليمان  يصر مسؤولوها على جعلها الاستثناء في كل شيء  الاستثناء من حيث سيارات النجدة التي لا تتململ من أمام المنطقة الأمنية… الاستثناء في طوابير المواطنين من أجل الحصول على بطاقة التعريف الوطنية ..الاستثناء في   تعرض الضابطة القضائية لشكايات المواطنين والجمعيات الحقوقية على حد سواء… الاستثناء من حيث ضعف انتشار رجال الأمن وغياب دورياته في الأحياء الهامشية الاستثناء في كون عميده وكبار ضباطه بل وحتى بعض رؤساء دوائره في لزوم المكاتب  المغلقة الاستثناء في اختلاط الدرجات والرتب (كلشي سيفيل)
 فإلى متى ستبقى كوميسارية سيدي سليمان بعيدة عن المساءلة والمراقبة ويعي مسؤولوها أن هاته الإدارة مرفق عمومي مهمته خدمة المواطن وليس احتقاره واستحماره…أم أن نسمات الربيع العربي لم تهب بعد بشكل قوي على الأقل في هاته الكوميسارية.

————-

المشرف على المدونةأحيي الأخ سعيد الشعبي على مقالته هاته، فأنا بدوري تعرضت لنفس الشيء، أي البصمة بالأصبع مرتين في كناش كبير لما طلبت "نسخة من بطاقة السوابق (لاحظ التسمية التي تنطلق من الاتهام أولا)، حينما وضعت الطلب، وحينما تسلمت "الشهادة"، وتحدثت في موضوع البصمة هذا مع الموظف المكلف، وعلمت أن هذه الطريقة مستحدثة بعد وصول المسؤول الجديد على إدارة الأمن.. فكيف تؤخذ البصمة رغم أن المعني بالحصول على الوثيقة يدلي ببطاقة تعريفه الوطنية؟ من الأفضل رفع هذا الإجراء الذي يذكرنا بأيام الاستعمار حيث كان "ليزانديجان" (الأهالي حسب ترجمة مخففة) يبصمون بأصابعهم في كل إدارة تنكيلا بهم ودفهم كي يشعروا بالدونية والمهانة، فهل تقصد إدارة الأمن بسيدي سليمان نفس الشيء؟ (مصطفى لمودن)

الخميس، 8 نوفمبر 2012

صور في مواضيع مختلفة


صور في مواضيع مختلفة

يحدث بسيدي سليمان..
حي جبيرات… بدون تعليق!!!!
 ****************

هناك عملية ترميم لمحيط الخزانة البلدية بسيدي سليمان، من ذلك ترصيف الشارع، لكن في زاويةالشارعين بقي كشك قائم، فما هي القوة الخارقة التي جعلت هذا الكشك المغلق يبقى في مكانه؟ بينما زحزح إلى جانب آخر كشك كان قربه يواجه مصلحة البريد (الاطار)؟


فوضى المقاهي بسيدي سليمان احتلال غير مشروع للملك العام وعرقلة السير (مع صور)


فوضى المقاهي بسيدي سليمان
احتلال غير مشروع للملك العام وعرقلة السير (مع صور)
مصطفى لمودن
إنها المقاهي، المقاهي في سيدي سليمان مشكلة؛
أصحاب المقاهي والمشرفون عليها تخطوا كل الحدود المسموح بها؛
كثير من زبناء المقاهي يساهمون كذلك في فوضى المقاهي بسيدي سليمان؛
الكراسي والطاولات في كل الأرجاء المحيطة بالمقاهي؛ وهناك من يضيف مزهريات كبيرة وحواجز حديدية، وبعض المقاهي لها مدرجات أمامها تصل إلى الإسفلت، وبعضهم شيد منصات..
الكراسي والطاولات تصل إلى نهاية الرصيف، بعض الزبناء يدلون أرجلهم على الطريق؛
إن الجميع يخالفون القانون، يخالفون الأعراف والأخلاق؛
يخالفون مقررا حضريا صادرا عن المجلس الحضري يسمح باستغلال ثلث الرصيف، من جدار المقهى إلى الطريق، أي يحق استغلال الثلث من الرصيف؛ 
يخالفون القانون، لأن أصحاب المقاهي ومسيريها لا يؤدون الضرائب عن كل المساحة غير القانونية التي يحتلون؛ وقد لا يؤدون حتى الضرائب المستحقة..
يعرقلون السير والجولان، وهي مخالفة يعاقب عليها القانون، فالراجلون لا يجدون ممرا لهم، فيضطرون للمشي على الإسفلت، ويعرضون بذلك حياتهم للخطر، وتكون حركة السير بطيئة، أو مـُـعرقلة بالكامل..
أصحاب المقاهي ومسيروها لا يأبهون لكل ذلك، وكثير من زبنائها يفضلون الطاولات التي توضع في ممر الراجلين؛
فمن المسؤول عن كل هذه الفوضى وعن خرق القانون؟
إنها السلطة المحلية المخول لها التدخل، لاحترام القانون، والدفاع عن الفئة الضعيفة هنا، أي الراجلين؛ 
المسؤولية يتحملها أصحاب المقاهي ومسيروها، وزبناؤهم كذلك.. 
للمجلس الحضري وللمنتخبين دور في الأمر، فهم الأجدر بالدفاع عن حقوق الراجلين، وعن القانون الذي أصدروه، وعن جبايات المجلس الحضري.. لكنهم قد قدموا لأصحاب المقاهي هدية فيإحدى الدورات بخفض الرسوم.. 
يتحمل المسؤولية كذلك "المجتمع المدني" غير المكترث لهكذا وضع، لو كان في المدينة "مجتمع مدني" حقيقي لردت الأمور إلى نصابها..
إن أصحاب المقاهي يكوّنون لوبيا قويا يدافعون عن أنفسهم وعن مصالحهم، وعن مداخيلهم، ولهم "تمثيلية" في المجلس الحضري، بل كونوا "جمعية"، غير أن روح أي جمعية يجب أن تكون لصالح "الواجب" أولا، أن تخدم المجتمع لا العكس؛ 
المطلوب تطبيق القانون في حق كل مخالفيه، هناك وسائل مختلفة لذلك؛
إن أي تأخير في معالجة هذه المعضلة، يتيح للرأي العام المحلي أن يحلق بخياله حول الصعوبات التي حالت دون ذلك،  أخيرا نقول للجميع، المدينة فضاء مشترك، من اللازم الحفاظ فيه على حقوق الجميع.. 
  أقل ما يمكن أن يقوم به مواطن مثلي هو نشر هذا المقال مصحوبا بالصور على الانترنيت، ليس لي سوى غرض واحد، أن يمشي ويتمشى النساء والأطفال والشيوخ في المكان المخصص لهم دون عرقلة ودون إهانة..    
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


———-
المدونة: يحق للجميع التعبير عن آرائهم

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

الخدمات الصحية بالقنيطرة تحت الصفر يوم في جحيم مستشفى الإدريسي


 الخدمات الصحية بالقنيطرة تحت الصفر
يوم في جحيم مستشفى الإدريسي

بوعزة الخلقي
اتصل بي أحد الأصدقاء في الهاتف وأخبرني أنه تعرض لحادثة سير مروعة، ولم يرد إخبار عائلته وهو الآن بالمستجلات …
توجهت رفقة صديق كان معي على وجه السرعة عبر طاكسي صغير إلى مستشفى الإدريسي الذي يعتبر أكبر مركب استشفائي بجهة الغرب، نحو المستجلات لأن الولوج للمستشفى مترجلا ممنوع خارج أوقات الزيارة الرسمية، بعد تجاوزنا لحاجز الباب عبر الطاكسي توجهنا لقاعة الإنعاش حيث الاكتظاظ نساء ورجال وأطفال …لم يسمح للبعض بولوج الداخل من طرف الأمن الخاص.
لم أتردد رفقة مرافقي من التقدم نحو الباب، لم ننبس بكلمة حتى أتاح لنا الحارسين الدخول بعدما خاطب أحدهما الآخر بالقول: "خلي الأساتذة ديالنا أيدخلوا"
دخلنا وتنهد صديقي وقال لي ما الفرق بيننا وبين الناس الممنوعين من الولوج، فقلت له وأنا أتعجل السير ربما الملابس التي نرتديها والمحفظتين اللتين نحمل في أيدينا، وأردفت قائلا أو النظارة الطبية التي أضعها في عينيا هي السبب.
انتظرنا كما ينتظر الجميع أزيد من 80 شخص ينتظرون أن يهل عليهم هلال "الدكتورة المنتظرة" .
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم:
- رجل يعاني من داء السكري وصل التعفن برجله اليمنى درجة لا تتصور، تورمت رجله وينتظر دوره في البتر، تحلقت حوله بناته وزوجته بيكينه ويتساءلن " واعيباد الله فين هو الطبيب؟؟". اكتفى الجميع بالاستماع لعل الانتظار يجيبهم.
- امرأة مغمى عليها لأزيد من ثلاث ساعات فوق سرير متحرك تنتظر " الطبيب" بدورها، في مواجهة مباشرة مع الألم.
- شاب مصاب في عينه اليسرى إصابة بليغة دخل واعتصم في مكتب "الطبيبة"، يصيح: "والله ما نخرج من اهنا حتى ديروا امعايا الواجب"
- بعد الانتظار لمدة أربع ساعات ستوجهنا الممرضة بعد احتجاجات متكررة، وربما خوفها من ملابسنا ومحفظتينا دخلنا إلى قاعة الفحوصات لإعطائه حقنة مهدئة، داخل القاعة لمحت رجلا مسنا تحلق الممرضون حوله "تتم خياطة بطنه" دون تخدير، الرجل يبكي لم يقوى ابنه على مشاهدة أباه يصيح بأعلى صوته " واااااااااااا ربي"، لم أتردد بدوري وغادرت القاعة وأقفلت الباب من ورائي.
- توجهت إلى صندوق الأداء لم أجد المكلفة بالأداء أزيد من 160 شخا ينتظرون القادم الذي لن يأتي، انتظرت للحظات، ثم قلت في نفسي " واش غادي انبات اهنا؟"
قصدت الكرسي الفارغ وناديت من بالداخل: "واش ماكاين حد أهنا؟"
أجابني موظف شاب بمنتهى اللباقة "خويا السيدة الي اهنا خارجة"
قاطعته قائلا: "ضروري من تسوية وضعية الأداء لأنني احتاج للوثيقة قصد إجراء الفحوصات لرجل تعرض لحادثة سير"
قال لي: " ماغاديش نبقى اندير خدمة عيباد الله؟"
فلم أتردد في القول : "أوهاد الراجل أيموت؟"
كتب الوصل وهو يتمتم ببعض الكلمات من جراء غضبي لم استبينها ولم أرد سماعها سلمني الوثيقة عن مضض .
- رجعت لقسم الأشعة وحملنا الصديق عبر كرسي متحرك وقام المكلف بالواجب، سلمنا الصور الشعاعية لطبيبة داخلية قالت لنا : تعرض لكسر في صدره، بعدها جاءت المحترمة" الدكتورة" وقالت لنا " مافيه تاحاجة".
تساءلت مع نفسي وتساءل من حولي "دابا أشكون ليغاديين انتيقوا؟؟"
- فجأة دخلت فتاة في مقتبل العمر، سنها لم يتجاوز تسع سنوات، أدخلوا المسكينة لقاعة الفحوصات، أمها تبكي بصوت مرتفع، سأل الجميع الجميع، فكان الجواب "ضربها كاميون واهرب"
خرجت المسكينة من القاعة وأّذنها تنزف بالدم، تأكد الجميع أن المسكينة ستلفظ أنفاسها بعد لحظات، الأم لم تصبر من هول ما وقع لابنتها أجهضت ما كان ببطنها، نسينا ما جئنا من أجله ولم يعد يظهر لنا ألم صديقنا، تألمنا لحال الناس وتألمنا أكثر لحال الصحة المريضة بالمغرب، التي أصبحت أومن أكثر من أي وقت مضى أنها تحتاج إلى عملية استعجاليه لاستئصال الأورام المتعفنة بها.
خاطبني صديقي بالقول "واش شفتي أش واقع للناس؟"
قلت له: "غير لي قلبو اقصاح أجي للطبيب"
وحلفت لي صديقي بأغلظ الأيمان على الالتزام التالي: "إل شفت وزير الصحة في التلفزيون تيخطب غادي نطفيه، حيت المغرب اللي في التلفزة ماشي هو لي في اسبيطار الغابة"
المستشفى المذكور كان يمر عليه يوميا "مصطفى الخلفي"الناطق الرسمي للحكومة ووزير الاتصال وهو متوجه نحو جامعة القنيطرة لدراسة الفيزياء، كما يعرفه عبد العزيز الرباح وزير النقل والتجهيز في الحكومة الحالية.
حقا المغرب يسير بسرعتين سرعة التلفزة وسرعة الواقع، ف"أشحال خصك ديال باش ايولي قد الفم قد أذراع؟"
لأن مجموعة من المسؤولين بالمغرب ينطبق عليهم المثل التالي:" الفم ماضي وأذراع كاضي".
الله يجعل قد فمنا قد أذراعنا

…05 نونبر 2012

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

اعتصام مفتوح لعمال النظافة المطرودين بسيدي سليمان


  اعتصام مفتوح لعمال النظافة المطرودين بسيدي سليمان

 
دخل إثنى عشر عاملا مطرودا من العمل في اعتصام مفتوح أمام بناية عمالة سيدي سيلمان، وقد نصبوا ما يشبه نصف خيمة من البلاستيك مع أعلام وطنية ولافتة، يغادرون في المساء ويعودون في الصباح لمكانهم منذ أن تم طردهم من طرفالشركة الجديدة التي حصلت على "التدبير المفوض" للنظافة.. "مدونة سيدي سليمان" زارت العمال المعتصمين، وقد أرجعوا سبب الطرد إلى تشكيلهم مكتب نقابي في العاشر من شهر غشت المنصرم (2012) تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل، وقال الكاتب العام المطرود بدوره للمدونة، إنهم ما أن اشعروا الشركة بالـتأسيس حتى تلقوا الطرد  في العشرين من غشت الفائت، حيث يرون أن الطرد بدون مبرر قانوني.. ويعتبرون رئيس المجلس البلدي للمدينة هو من كان وراء قرار طردهم، وهو نفس الأمر الذي جاء في بيان صادر عن الاتحاد المحلي التابع للفدرالية الديمقراطية للشغل توصلت المدونة بنسخة منه، وأضاف العمال في حديثهم أن الشركة لم تستطع إثبات واقعة غيابهم عن الشغل الذي تعللت به لطردهم أثناء جلسات الحوار تحت إشراف اللجنة الإقليمية ثم الوطنية للبحث والمصالحة.. وذكر الكاتب العام أنه اُقترح عليهم العمل من جديد في أماكن أخرى غير سيدي سليمان، وهو ما لم يقبلوه..
يطالب العمال بإرجاعهم إلى عملهم وجبر الضرر الذي حصل لهم والتعويض عن العمل منذ التوقيف، ويرجون تدخل المسؤولين حماية للحق في التنظيم النقابي..
ختاما تشير "مدونة سيدي سليمان" إلى حق كل الأطراف المعنية التعبير عن وجهة نظرها، حيث لم يتسن لنا الاتصال بها (الأطراف).. وهذا الموقع مفتوح في وجهة الجميع.