الاثنين، 22 فبراير 2010

تشريد أزيد من 50 أسرة بوزان


تشريد أزيد من 50 أسرة بوزان
وزانمحمد حمضي
  عددهم يزيد عن الخمسين فردا… كل واحد منهم يعيل أسرة من أربعة أفراد على الأقل… يجمع بينهم الفقر والمعاناة وصعوبة الظروف الاجتماعية التي ضاعفت من حدتها هذه الأيام قساوة الظروف المناخية… تجمع بينهم إرادة الاعتماد على النفس بعيدا عن التسول في الشوارع أو التحول إلى قطاع الطرق.
  من أجل هؤلاء والملايين مثلهم أطلق ملك البلاد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية… مبادرة تستثمر في العنصر البشري وتحصن كرامته من خلال دعم كل المبادرات المدرة للدخل.
   في هذا السياق سارعوا إلى تدبر أمرهم، فطرقوا أبواب مؤسسات القروض الصغرى، واقتنى كل واحد منهم دراجة نارية(triporteur) لحمل البضائع داخل المدينة. استمر عملهم لشهور بل ولأكثر من سنة بالنسبة للبعض… يسددون ديونهم ويدبرون عيش أسرهم موفرين لها الحد الأدنى من العيش.. وعلت البسمة وجوههم.
  في مطلع شهر فبراير سيضربهم زلزال اجتماعي عنيف، حين ستشرع شرطة المرور في مطاردتهم تحت ذريعة عدم توفرهم على رخصة السياقة، كما جاء على لسانهم! وستنزل عليهم الذعائر لتغرقهم أكثر.
   طرقوا أكثر من باب، وأكدوا لرؤساء هذه الأبواب الموصدة أن رخصة السياقة المطلوبة غير معمول بها في أي مدينة مغربية… أعلنوا أنهم مستعدون للتوفر على هذه الرخصة إذا كان القانون ينص عليها، ولا يشترطون غير محاورتهم بشكل مسؤول من أجل الاتفاق على جدول زمني للحصول على هذه الوثيقة، على أن يسمح لهم بمزاولة عملهم بشكل عادي طيلة هذه الفترة الزمنية، وإلى حين أن تتوفر مدارس السياقة بالمدينة على فرع تعلم سياقة الدراجات النارية.
   فهل سيتحرك باشا المدينة باعتباره رئيس اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل انقاد هؤلاء المواطنين وأسرهم من التشرد، وذلك بالتعطيل المؤقت للمقاربة القانونية الجوفاء، واستحضار المقاربة الاجتماعية مما سيسهل نزع فتيل القلق والغضب الذي بدأ يدب في صفوف هؤلاء الضحايا.