نادي الأسير الفلسطيني في جولة له بالمغرب
المحطة الثانية بسيدي قاسم
إعداد: مصطفى لمودن
فدوى البرغوتي: الأسير لا ينتهي نضاله بالأسر، والانقسام الفلسطيني يدمي قلوبنا..
رائد عامر: ما نسعى إليه هو التعريف بقضايا الأسرى ومعاناتهم.
محمد الشيكر: استمرار الاعتقال صخرة تكسر عليها شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
عبد اللطيف بوخال، فدوى البرغوتي، رضوان، رائد عامر، محمد الشيكر
حل وفد فلسطيني عن نادي الأسير بسيدي قاسم يوم السبت 26 دجنبر 2006، في إطار جولة له بعدد من المدن المغربية للتعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وقد نظم فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوما تضامنيا مع الأسرى الفلسطينيين احتضنته قاعة سينما وليلي، وضع له شعار " دعم القضية الفلسطينية يمر عبر دعم صمود أسراها". وقد تلقى الوفد الفلسطيني ترحيبا قويا، ورددت شعارات تضامنية مع فلسطين، وقد صمد الحضور منتظرا وصول الوفد المتأخر عن الموعد المعلن عنه لأزيد من ساعتين بسبب طول المسافة من تطوان حيث كان أول لقاء هناك، ثم بسبب انقطاع أقرب طريق نتيجة الفيضانات.
استقبال حاشد خص به الوفد الفلسطيني
تميز الحفل التضامني بإلقاء كلمات بالمناسبة من طرف فدوى البرغوتي، المحامية الفلسطينية وزوجة المناضل الأسير مروان البرغوتي، ثم رائد عامر المنسق الوطني لنادي الأسير، وكلمة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ألقاها رئيس الفرع محمد الشيكر، وقدمت بالمناسبة هدايا تذكارية، كما استمع الحضور لأناشيد وأغاني فلسطينية من طرف مفيد الحنتولي بمساعدة أعضاء من مجموعته الموسيقية. وتجدر الإشارة أنه خيم على أجواء الاحتفاء حادثة امتناع المجلس البلدي في المدينة في شخص الرئيس ونائبه عن الترخيص باستعمال قاعة البلدية لذات النشاط، وكان قد أصدر قبل ذلك فرع الجمعية الحقوقية بيانا استنكاريا حول الموضوع. كما تزامنت زيارة الوفد الفلسطيني مع اغتيال ثلاث مقاومين فلسطينيين بمنازلهم في نفس اليوم بنابلس من طرف الكيان الإسرائيلي، وهم غسان أبو شرخ ورائد عبد الجبار السركحي وعنان صبح.
الحضور في جانب من القاعة يقف احتراما واجلالا لأرواح الشهداء
فدوى البرغوتي:
في البداية كان لفدوى البرغوتي كلمة تقديمية نوهت فيها بكل من يدعم القضية الفلسطينية مخاطبة حضورا غصت به القاعة قائلة :"شكرا على هذا الحب، شكرا لكم على هذا الانتماء، على هذا الحب والاحتضان والرعاية والضيافة…"، مضيفة بقولها"رسالة الشعب الفلسطيني صامد على أرضه ولن يركع ولن تفلح إسرائيل في أن تجعله يركع"، وقد حيت شهداء الأمة وشهداء المغرب وفلسطين من أجل التحرير والحرية، كما حيت شهداء فلسطين وحرصت على ذكر مختلف الرموز الفلسطينية المستشهدة، مثل ياسر عرفات، والشيخ ياسين وأبو علي مصطفى وأبو العباس وفتحي الشقاقي… بما يحيل على مختلف التنظيمات الفلسطينية.
ذكرت في بداية مداخلتها أن جولتهم في المغرب تدخل ضمن حملة دولية انطلقت منذ ثماني سنوات للتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب برمته، وأن قضية المعتقلين قضية سياسية ذات أبعاد إنسانية.
فالعائلة تحرم من ذويها، والمرأة الفلسطينية ليست قاسية كما يقال وهي من تبحث عن الأهوال ، بل هي حنونة وطيبة، لكن المعركة تفرض عليها، فمنذ 1967 اعتقل مليون إلا ربع من الفلسطينيين، وكل بيت فلسطيني لديه معتقل على الأقل، بل هناك أسرى في اعتقال متواصل من 32 سنة، واستشهدت في ذلك بعميد الأسرى في العالم نائل البرغوتي ، بالإضافة إلى فخري البرغوتي (31 سنة اعتقال)، أبو التاجر، أكرم يونس، أبو العوض وغيرهم… وإسرائيل تدعي أنها تأسر الإرهابيين، ولا أحد يعرفهم في العالم أو يلتفت إلى أوضاعهم، ونحن نقول إن هؤلاء أسرى حرب، وبالتالي يجب أن تنطبق عليهم مقتضيات اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب.
وأضافت في تدخلها الذي كان يقاطعه بين الفينة والأخرى جمهور القاعة بالهتافات المناصرة لفلسطين قائلة:" منذ اختطاف مروان البرغوتي وأنا أجوب العالم، دخلت خمسين دولة للتعريف بقضية الأسرى، نأتي لنتواصل معا، لنفكر في كيفية دعم القضية…" وذكرت في مداخلتها أنه ما زال في السجون الإسرائيلية أزيد من 11000 أسير، وأن أزيد من 120 منهم قضوا بظلمة السجن أكثر من 20 سنة، منهم كذلك 36 امرأة في ظروف صعبة، إلى درجة أن هناك من تلد وهي مقيدة، وفي السجون 300 طفل، تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 17 سنة، كما أن هناك سجونا مختلفة كمراكز الاعتقال الإداري، حيث يحتجز بها أزيد من 350 طفلا، والقاسم المشترك بين مختلف السجون هو التعذيب والإهانات.
ورغم اتفاقية أسلو لم يفرج عن الأسرى، واعتبرت ذلك "خطأ كبيرا"، فيجب ألا تكون هناك اتفاقية تتجاوز قضية الأسرى. ومازال الاعتقال مستمرا، واعتبرت أن القادة الحقيقيين هم من يكون قد اعتقلوا، وهؤلاء هم من يصوت عليهم الشعب، لقد كان في المعتقلات 45 عضوا برلمانيا، أي ثلث المجلس التشريعي الفلسطيني، وثلثاهم (3/2)لا يستطيعون التواصل مع الخارج (خارج السجن)، وبقي الآن 15 عضوا منهم في السجون، أقدمهم مروان البرغوتي، لقد أرادت إسرائيل من خلال أسر القادة أن تقول للعالم " أن القادة إرهابيون"، حتى تضرب الشعب وتقتل ياسر عرفات…
لقد ظهر مروان البرغوتي بعد 100 يوم من التعذيب والتنكيل في الصورة، وأتت إسرائيل ب 500 وسيلة إعلام محاولة إدانة البرغوتي لتظهره ذليلا مكسور الإرادة، بعد تعذيبه وربطه بكرسي، ورغم ذلك خرج القائد وتحدث بثلاث لغات ليقول :" الانتفاضة ستنتصر، الشعب سينتصر، إذا أرادت إسرائيل السلام عليها أن تنهي الاحتلال، وإذا كان فقداني للحرية من أجل ذلك فأنا مستعد لها".
وفي نفس سياق إبراز القادة ك"إرهابيين" من قبل إسرائيل، فالرفيق أحمد سعدات داخل السجن بتهمة إعطاء الأوامر لقتل وزير، لكن فدوى البرغوتي أكدت على أن "الأسير لا ينتهي نضاله بالأسر"، مؤكدة أن مروان البرغوتي عزل لأربع سنوات، وحاول السجانون منعه من الحديث، ورغم ذلك ساهم في الهدنة بين الفصائل الفلسطينية، وهي تقصد بذلك وثيقة الوفاق الوطني الصادرة في ماي 2006 من داخل السجن وقد كانت في الأول وثيقة للأسرى، وقد وقعت عليها جميع الفصائل الفلسطينية، وأضافت فدوى البرغوتي قائلة:" على مدى ثماني سنوات يأخذ مروان رقم واحد في الاستطلاعات، لأنه مع الشعب، وقد غادر كل الامتيازات ليتبوأ مكانة النضال لصالح الشعب الفلسطيني.
إصدار وثيقة الأسرى جعلت إسرائيل تقوي من تشددها تجاه كل القادة الأسرى، بل أبعدت فيما بينهم إلى أربع سجون متباعدة، وتجاوزت إسرائيل "القانون" الذي يفرض جمع الأب بابنه في نفس السجن، ونقلت القسام ابن مروان البرغوتي إلى سجن آخر تنكيلا به… وحول معنويات الأسرى قالت بأنه لم يحدث أن تراجع أسير في سجنه عن مبادئه، ودعت إلى أن تكون صفقة تبادل الأسرى "مشرفة" ليطلق سراح الأسرى، وتمنت من "الجهة الآسرة للجندي جلعاد شليط أن تبقي على وعدها بإطلاق 450 المحكوم عليهم بالمؤبد.
وحرصت على القول بأن برنامج المفاوضات قد فشل ووصل إلى طريق مسدود، ولا يمكن أن نعتمد على ذلك وحده كما أشارت، وذكرت بموقف مروان البرغوتي الذي يدعو إلى "الإبقاء على خيار المقاومة، "لأن ذلك دعم لكل تفاوض".
أما عن معضلة "الانقسام" الفلسطيني فقد نعتته ب"الذي يدمي قلوبنا"، وهو موجود في البيوت، ويؤثر على الأسر، والجميع يتألم لذلك، ودعت لوضع حد لذلك قائلة:" هذا الانقسام يجب ألا يستمر، لأنه سيطول من عمر الاحتلال، كما لا يوجد مشروع دولة في ظل هذا الانقسام، ولن ينجز أي طرف فائدة مع الانقسام كما جاء على لسان فدوى الذبرغوتي، وقد رأت أن الاستيطان يتوسع في فلسطين بما في ذلك القدس، واعتبرت أنه لا يمكن قبول قيام دولة فلسطينية بدون القدس، فهو روحها كما قالت، ودعت إلى مساندة المقاومة الفلسطينية:" نحن على خط الدفاع الأول، نريد من الأمة أن تبقى معنا وتقف بجانبنا ولا تحبط مقاومتنا.
وهي تخاطب من في القاعة قائلة:" أنقل لكم رسالة أخيكم البرغوتي، وهو يعلم أنني بينكم، يقبل جبين كل واحد فيكم، ويقبل جبين كل مغربي، وهو لن يتراجع قيد أنملة عن حق الشعب الفلسطيني ولن يتغير، وتمنت أن يطلق سراحه قريبا.
وقد ألبس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فدوى البرغوتي لباس المحاماة كتأكيد منه على مساندة فدوى البرغوتي المحامية في مساعيها للدفاع عن قضايا الأسري الفلسطينيين، وحرص عدد من الحاضرين على أخذ صور تذكارية مع أعضاء الوفد الفلسطيني.
أحمد العبدالي يلبس فدوى البرغوتي بدلة المحاماة
تنتظر فدوى البرغوتي مهام صعبة ضمن نادي الأسير الفلسطيني والمقاومة ككل
رائد عامر:
تحدث في البداية عن حفاوة الاستقبال الذي لقيه الوفد الفلسطيني، وذلك ليس بغريب كما قال، فقد "تعودنا عليه من طرف إخواننا بالمغرب، ونعتبر أننا شعب واحد"، وقد ابتدأ كلمته بتأثر شديد بسبب فقدان ثلاث زملاء له من كتائب شهداء الأقصى إثر عملية غادرة من طرف إسرائيل كما أشرنا إلى ذلك، " كان يود أن يكون بين هذا الوفد غسان أبو شرخ، ليشارك في هذه الحملة الدولية لمساندة الفلسطينيين الأسراء، لكننا فجعنا في فقده" وخاطب بغضب الإسرائيليين:" اقتلوا وافعلوا ما شئتم ولكنكم لن تستطيعوا أن تقتلوا المقاومة والأمل داخل كل الفلسطينيين"، وأضاف :" اليوم شعرنا بأننا لسنا وحدنا في هذه المعركة المصيرية"، وبدوره تقاطعه القاعة بالشعرات المدعمة لفلسطين والمنددة بممارسات الكيان الإسرائيلي.
ثم قدم رائد عامر بصفته مديرا لنادي الأسير الفلسطيني بنابلس نبذة عن "مؤسسة جمعية نادي الأسير" التي تأسست سنة 1993، للدفاع عن قضايا وهموم الأسرى والأسيرات، وخدمة الأسرى وعائلاتهم خارج السجون، خاصة في ظل الاعتقالات اليومية. والقائمون على هذه الجمعية هم من الأسرى المعتقلين والأسرى المحررين. البداية كانت بمكتب ببيت لحم، وحاليا لدينا فروع في جميع المدن، ولدينا 30 محاميا لمتابعة قضايا الأسرى، نتابع شؤون السجناء في 26 سجن ومعتقل ومركز تحقيق في مناطق فلسطين المحتلة، يتصل محامونا بالمعتقلين، ويترافعون عنهم رغم أننا لا نعترف بشرعية هذه المحاكم ـ يقول رائد ـ فعدد المعتقلين يفوق عشرة آلاف في ظروف سيئة، وتحرم العائلات من حق الزيارة، ويعاقب المعتقلون بقسوة بما في ذلك العزل الانفرادي، وتريد إسرائيل أن يصبح الأسير عالة على أسرته… أحيانا يحقق الممعتقلون بعض المكاسب عن طريق إضرابات عن الطعام لكن سرعان ما يتم التراجع عنها… ما نسعى إليه من خلال حملتنا في المغرب وبقية الدول هو التركيز على قضية الأسرى ومعاناتهم.
وتطرق لتجاهل قضية الأسرى على الصعيد الدولي، وللميز الموجود على مستوى مقارنة الاهتمام الملحوظ بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وآلاف الفلسطينيين القابعين وراء القضبان، يقول رائد عامر:" كنا نتحدث مع وزارة الخارجية الفرنسية، الكل يثير الجندي شاليط … قلنا لهم لماذا تطالبون بجندي قاتل جاء ليقتل الأطفال بغزة، لماذا لا تطالبون بإطلاق سراح من يطالبون باستقلالهم"؟ (يقصد بهم الفلسطينيين)، "ليس هناك عدل في هذا العالم" كما استنتج المتدخل.
وفي ختام تدخله دعا المجتمع المدني للوقوف بجانب الأسرى الفلسطينيين، "نطالبكم يا إخوان بالمساهمة معنا عن طريق فضح هذه الممارسات… سنستمر في دعم الأسرى والاعتقال لن بثنينا عن النضال"
محمد الشيكر:
بصفته رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي قاسم ألقى كلمة باسم الجهة المنظمة لليوم التضامني، وقد نندد بزيارة تسيبي ليفني إلى المغرب، وطالب بمساندة الداعين إلى رفع دعوى قضائية ضد من ساهم في استقبالها، كما ندد بعدم سماح المجلس البلدي باستغلال قاعة البلدية لذات النشاط، ونوه ببعض المستشارين البلديين الذي تبرؤوا من موقف الرئيس ونائبه كما قال، وقد حيى المرأة الفلسطينية المناضلة، واستحضر بالمناسبة ذكرى المناضل الراحل عبد الفتاح بالواد، أول محام رفع قضية ضد فتح مكتب اتصال إسرائيلي بالمغرب، وذكّر بحق الفلسطينيين في المقاومة، وطالب بتجريم الاعتقال السياسي، ودعا إلى دعم كافة المعتقلين الفلسطينيين، والتخفيف من معاناة الأسرى وأسرهم، وتوقف عند حق تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره وعودة اللاجئين، وتأسيس دولة فلسطين المستقلة عاصمتها القدس، وخاطب المعتقلين واصفا إياهم ب"الأحرار، بينما نحن الأسرى، وقضيتكم قضيتنا"، مضيفا بقوله:" ما غابت عنا معاناتكم وبدونكم لن تقوم فلسطين، واستمرار الاعتقال صخرة تكسر عليها الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وتجدر الإشارة أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي قاسم كان قد أصدر بيانا استنكاريا ندد فيه بمنعه من استعمال قاعة البلدية، وبعد ذلك أصدر المجلس البلدي بدوره بيانا يؤكد فيه "الدعم الكامل والمطلق لقضية الفلسطينية"، واعتبر كذلك أنه "لم يمنع النشاط ولكن القاعة الكبرى تشهد إصلاحات تقنية لا تسمح بإنجاح النشاط المذكور".
ومن خلال الحضور المكثف لأغلب الفعاليات النشيطة بالمدينة للجلسة المذكورة يظهر بجلاء مدى التقدير الذي يكنه الشعب المغربي للقضية الفلسطينية وعمق ترسخها في وجدانه.
كعادته يكون دائما جواد المغربي حاضرا بأغانيه الرائعة
مفيد الحنتولي في وصلة غنائية، وقد أدى أغاني وأناشيد فلسطينية، وحرص منذ البداية بأن يتغنى بمغربية سبتة ومليلية والصحراء
لينا بالواد تتسلم تذكارا في ذكرى وفاة والدها المحامي عبد الفتاح بالواد
أعضاء ودادية الزراري يسلمون الوفد الفلسطيني تذكارا
تحف ومعروضات فلسطينية، وقد ذكرت المشرفة أن بعضها صنع من طرف أسيرات فلسطينيات
حقيبة يد صغيرة مطرزة بشكل أنيق