الخميس، 18 أكتوبر 2012

أولياء التلاميذ في زينب النفزاوية ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين يحل بها يوم الثلاثاء


 أولياء التلاميذ في زينب النفزاوية
ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين يحل بها يوم الثلاثاء

بدعوة من "جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ زينب النفزاوية"، نظم لقاء تواصلي بالثانوية مساء الخميس 18 شتنبر، حضره إلى جانب مكتب الجمعية وأعضاء من "لجنة التابعة" عدد من الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ.. وبعد استعراض مختلف المشاكل المتشعبة للمؤسسة، والتي سبق أن استعرضت "مدونة سيدي سليمان" بعضها، وبعد  تعبير الحاضرين من الأولياء عن تذمرهم مما يقع، ومطالبتهم بتدريس أبنائهم أولا وفي ظروف مناسبة،  فوض الحاضرون لمكتب الجمعية لينجز عددا من المقترحات، منها:
ـ مراسلة مختلف الجهات المعنية بالموضوع وطنيا وجهويا ومحليا
ـ اتخاذ ما يلزم من مبادرات احتجاجية كوقفات ومسيرات واعتصامات بمشاركة الآباء والتلاميذ. وقد اقترح المتدخلون أن تكون في البداية بالنيابة ومقر عمالة الإقليم.
وتجدر الإشارة أن العاملين بثانوية النفزاوية أوقفوا إضرابهم المفتوح في هذا اليوم، واكتفوا بحمل شارة احتجاجية، في انتظار قدوم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للمؤسسة صباح الثلاثاء القادم 28 أكتوبر.
إن ثانوية زينب النفزاوية ظلت تتخبط في عدة مشاكل منذ إحداثها عبر ولادة قيصرية من رحم "إعدادية عمر بن الخطاب"، وقد عرضت لجنة المتابعة شريطا مصورا عن وضعية هذه المؤسسة، وظهرت صور مزرية لواقع بئيس، رغم أن بعض الترميمات اللاحقة للحجرات مثلا قد حدت من فداحة الوضع، ومازالت الأشغال جارية لحد الآن لإتمام الشطر الثاني من الإصلاحات، ما يعرقل السير العادي للدروس حسب الأساتذة.. وما تزال الثانوية في حاجة لإصلاحات كثيرة، من ذلك السور الآيل للسقوط، مكاتب للحراسة العامة، تعيين مكلف بالاقتصاد…

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

الدراسة معلقة بثانوية زينب النفزاوية إلى إشعار آخر !!!


  الدراسة معلقة بثانوية زينب النفزاوية إلى إشعار آخر !!!

 
 صور من داخل المؤسسة (16- 10-2012)
 دخل العاملون بثانوية زينب النفزاوية بسيدي سليمان في إضراب مفتوح، وهم يطالبون بحضور لجنة وزارية للنظر في مشاكل تهم الثانوية (تأخر الترميم، توفير مكاتب للحراسة العامة، الاحتجاج على تنقيل أستاذين إلى مؤسستين أخريتين، ظروف غير مناسبة للتدريس..)، ولم تسفر جلسة الحوار التي ترأستها نائبة وزارة التربية الوطنية بالثانوية صباح الثلاثاء 16 أكتوبر مع المعنيين عن حصيلة مجدية، وقد حضر الاجتماع الذي دام ساعتين بعض الآباء وممثلو النقابات (والتلاميذ في الشوط أخير)..  ومعلوم أن أشغال الترميم انطلقت في السادس من شتنبر المنصرم لتتمة الشطر الثاني من الإصلاح، وتعزو الجهات المسؤولة السبب إلى تأخر الميزانية، وفي حوزة المقاول عقدة لذلك تمتد على ستة أشهر! وسبق للنائبة أن ذكرت في ندوة صحفية نظمتها أن المقاول أنجز أهم الأشغال في شهر ونصف، كما أن الأقسام قد أصبحت صالحة للاستعمال على حد قولها في آخر اجتماع لها بالمضربين..  
 
في هذا الجناح ينقص الزجاج في الأقسام العلوية، ويومه كان الصباغون يتهيؤون لصباغة جوانب الدرجات

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..


تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..
 
مصطفى لمودن
 في مجال التعليم هناك حقائق مفزعة لا ينكرها أحد، نسبة مهمة من التلاميذ تنتقل إلى مستوى أعلى بدون أن تكون متمكنة من الكفايات اللازمة، ولعل أهمها التمكن من القراءة وفك رموز اللغة المكتوبة، ويستمر الوضع لدى فئة من هؤلاء إلى المستوى السادس ابتدائي على سبيل المثال. (*)
 فماذا كان يفعل هؤلاء التلاميذ طيلة السنوات الفارطة؟ أين يكمن الخلل ومن المسؤول عنه؟
 بهذا لا أريد أن أطعن في مصداقية وجدية زملائي، هم مكون فقط (وأنا منهم كمدرس) من منظومة تربوية مهترئة وفاشلة، وتتلقى أفدح النعوت من أطراف مختلفة.. لنحاول حلحلة الوضع قليلا ولو على مستوى التعليم الابتدائي..
 1ـ هناك برنامج طويل ولا يناسب عمر التلاميذ ولا يخدم مستقبلهم ومستقبل الوطن، فيه الكثير من الحشو والاجترار، ويعتمد التلقين، ويهمل التعويد والتدريب على النقد والإبداع والتنظيم والتعليم الذاتي…
 2ـ عامل الوقت ضد التلميذ(ة)والمدرس (ة)، حيث تـُقدم حصص دراسية متتالية ومتسلسلة في فترة زمنية قصيرة جدا، ما بين 20 و45 دقيقة لكل مادة، أوسعها زمنا تتضمن القائمة التقليدية للدروس، مقدمة (تشويق، زوبعة، تمهيد، تساؤلات..)، عرض الدرس، كل المدرس ـ (ة) يلقيه أو  ينظمه أو يشرف عليه حسب قناعته وطريقته، ثم وضع الاستنتاج، فإجراء تمارين/ تقويم (شفوي ـ كتابي)، ثم تصحيحه، وهو ما لا يمكن أن يكون على أرض الواقع إلا على حساب مواد أخرى في نفس الحصة (الصباحية أو المسائية).
 3 ـ الاستمرار في تقديم الدروس كيفما وضعت طيلة السنة، وطيلة السلك الدراسي، لأن ذلك تنفيذ للواجب المفروض! بينما مختلف آليات التلقي والمشاركة تكون غائبة لدى التلاميذ، مثل اللغة، الاستعداد، الرغبة.. كأننا نزيح ثقلا على أكثافنا ونلقي به بعيدا، ولا تهم نوعية التلقي لدى التلميذ (ة) ودرجة حصول جودة التعلمات.
 4ـ حضور التجهم والتوجس في فضاء المؤسسة التعليمية بين مختلف الفاعلين (تلميذ/مدرس)، (مدرس /مدير)، (مدرس ـ مدير / مفتش..)، علاقات غير واضحة، وليست مبنية على الاحترام والتقدير المتبادلين، في الغالب تتسم بالعنف الرمزي (وحتى المادي أحيانا).
 5ـ فضاء غالبية المؤسسات التعليمية بالابتدائي يثير الكآبة والضيق، غياب شبه مطلق للأنشطة الموازية ذات الطابع الترفيهي، والتي يمكن أن تكون أداة تعليم بديلة بشكل فعال (مسرح، رحلات، حصص دراسية بعيدا عن الفصل، أنشطة ثقافية وفنية..)
 6ـ تقديم دروس اللغة، فيما يخص مادة العربية أساسا ما زال تقليديا، وكما وضع بعد الاستقلال في القرن الماضي اعتمدا على "تجارب" قدمت من المشرق العربي، وهذه الدروس تفترض أن للتلميذ دراية باللغة، ويتطلب الأمر فقط "تذكيره" بقواعدها من نحو وصرف.. عوض منحه الفرصة كي يتعلم اللغة تداولا وقراءة وكتابة قبل كل شيء.. قد يقول قائل إن ذلك يكون في المستوى الأول والثاني بالابتدائي.. لكن ذلك لا يحدث أي أثر فعال لدى التلميذ، مما يجعله يحس بالإعاقة والتضايق في المستويات اللاحقة التي تركز كثيرا على القواعد..
 7ـ لا يمكن حل معضلات التعليم عموما بواسطة التصورات البيروقراطية، إن من لم يدرّس في حياته، لا يمكن أن يفهم ما يجري داخل القسم من تفاعلات مختلفة، وإن تدريس اللغات وغيرها من المواد يحتاج لدراسة ميدانية وإيجاد حلول عملية، عوض الاستمرار في استنساخ المقررات والمناهج كما وضعت قبل أزيد من نصف قرن، كما يتجلى ذلك واضحا في كتب وكراسات اللغة..
 8ـ يجب توفير المدرس (ة) الكفء، ونقصد به المدرس المثقف، المبادر.. القادر على الوصول إلى الأهداف والكفايات المنتظرة بالطريقة التي تناسب أوضاعا مختلفة، وأن تكون له الحرية البيداغوجية والتقدير الذي يستحقه.. دون دفعه إلى التطبيق الحرفي لمناهج ومقررات يكاد يتفق الجميع على أنها بليدة وغير مجدية.. المدرس (ة) الذي يقبل التعاقد التربوي والنقد والتقييم من طرف جهات كفأة ومسؤولة وتقدر التربية والتعليم.. ما يتطلب تغييرا جذريا للعقليات وللآليات التي نخرت التربية والتعليم بالمغرب..
 ——————–
 (*) حول التلاميذ الذين لا يعرفون القراءة وقد التحقوا بمستوى أعلى، يجد المدرس (ة) نفسه في موقف صعب، هل سيقوم بعملية دعم لهؤلاء حتى يلتحقوا بالركب، أم ينفذ المقرر رغم أن هؤلاء لا يهمهم في الغالب ما يجري أمامهم في حجرة الدرس..

ندوة صحفية لنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان الحصيلة والآفاق


ندوة صحفية لنيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان
الحصيلة والآفاق
 
السيدة نعيمة ركيوي أثناء الندوة الصحفية تتوسط مساعديها

مصطفى لمودن
لعلها المصلحة الوحيدة بإقليم سيدي سليمان التي تتواصل مع الإعلام ومع الرأي العام، إنها نيابة وزارة التربية الوطنية، وقد ارتأت هذه المؤسسة المشرفة على التربية والتعليم والتي على رأسها السيدة نعيمة ركيوي هذه السنة تنظيم ندوة صحفية في الثانوية التأهلية الجديدة قاسم أمين بدار بلعامري في منطقة قروية جنوب سيدي سليمان "دعما" لها كما قالت النائبة في بداية عرضها، وقد قادت بعد ذلك قافلة عبر الإقليم شارك فيها الإعلاميون، حيث اطلع الجميع على عدة مؤسسات تعليمية جديدة أو في طور التشييد.
ذكرت السيدة نعيمة ركيوي في بداية عرضها بالإطار العام للدخول المدرسي في هذه السنة  ومختلف الإجراءات المتخذة لإنجاح ذلك، والأهداف المحققة والمرجوة، ثم عرضت قائمة طويلة من الأرقام التي تخص مجال التربية والتعليم بإقليم سيدي سليمان سردتها المتحدثة بسرعة، رغم ما حصل من تداخل بين المعطيات كدمج العمومي بالخصوصي. بالإضافة إلى الورقة التي تتضمن جداول في الموضوع وقد أرفقت بملف الصحفي الذي وزع على المشاركين، نعرض جزء منها كما وردت..
من ذلك، عدد التلاميذ بالسلك الابتدائي 36762 (في الورقة 39877)، منهم 17365 تلميذة  (الورقة: 19395)، وعدد تلاميذ الإعدادي 14957، أما في الـتأهيلي بلغ عددهم 6754 (الورقة: 7094)، ليكون مجموع التلاميذ المتمدرسين 58473، موزعين على 1703 مستوى، بمعدل 34 تلميذ في كل مستوى، وعدد المتمدرسين بالتعليم الخصوصي 3744، يمثلون 6.3%، وعرف  مجموع عدد المسجلين الجدد 4925، الذين استفادوا من التعليم الأولي ضمنهم 2004، يوجد منهم بالعمومي 2743، بينما المسجلون في التعليم الخصوصي بلغ 3182، منهم 750 من تلقوا تعليما أوليا، يتوفر الإقليم على 1202 مدرس (ة) في الابتدائي و 519 في الإعدادي، و 301 في التأهيلي، وعلى عشر مقتصدين..
وفي مجال البنايات ذكرت المتحدثة أن الإقليم يتوفر على 1149 حجرة، في الورقة نجد 760 للابتدائي، 254 للإعدادي، 129 للثانوي، وقد تم إحداث ثانوية جديدة هي "قاسم أمين"، ومدرسة الخنساء الجمعاتية بجماعة أزغار، و13 ملعبا للرياضة، أما ما هو في طور الإنجاز فيتمثل في ثانوية المهدي بنبركة بجماعة أولاد أحسين، وخمس إعداديات متفرقة على الإقليم، ومدرسة (1) الأمل الابتدائية. وقالت المتحدثة إنه تم مد جميع المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب وتكتمل البقية هذه السنة وعددها 12، وتحصل أربعة على صهاريج مجرورة.. كما ستربط جميع المؤسسات هذه السنة بالكهرباء باستثناء واحدة لبعدها عن شبكة التوزيع، وأضافت أنه قد بنيت 31 حجرة للدراسة وداخلية سنة 2011، وبرمجة 73 حجرة خلال سنة 2012.. واستعرضت جملة من الشراكات مع فاعلين مدنيين للمساهمة في بناء حجرات دراسية ومساكن. وهناك مجهود حسب السيدة النائبة لإحداث ثانوية تأهيلية بسيدي سليمان وداخلية للبنات التي لا توجد إطلاقا بالإقليم.
وأوردت سلسلة من الأرقام حول "التجهيزات" التي وزعت، من ذلك 306 طاولة، 454 كرسي، 114 سبورة، 56 خزانة، 128 مكتب، 38 طاولة الإطعام، 11 مكتب الإدارة، 220 كرسي علمي، أفرشة 260..
وحول سؤال من "مدونة سيدي سليمان" يخص جودة ترميم حجرات دراسية في العالم القروي خلال السنة الدراسية الفارطة، كان الجواب هو أن استعمال هذه الحجرات يكون في حالات الضرورة القصوى، وسيتم حذفها وتعويضها بحجرات من البناء الصلب. كما يمكن حذف بعض الفرعيات، وتعويضها بمؤسسات جمعاتية تتوفر على داخلية وعلى النقل المدرسي..
لتنتقل إلى ما أسمته الدعم الاجتماعي، من ذلك استفادة 62 مدرسة من "مبادرة مليون محفظة"، حيث استفاد برسم موسم 2012/2013 ما مجموعه 37210 تلميذ، و7 إعداديات بالعالم القروي، إذا حصل على هذه المساعدات 4967 تلميذ.. وفي سؤال حول جودة الكتب الموزعة، وضعف عددها في بعض المؤسسات، أجابت النائبة، بأن الكتب المستعملة التي تبقى في حالة جيدة يعاد استعمالها، أما أي نقص فتتحمل مسؤوليته إدارة المؤسسات التعليمية ومجالس التدبير التي أخبرت بالخصاص الذي ينقصها، وتوصلت به من النيابة. وتحدثت كذلك عن "النقل المدرسي" في الوسط القروي، حيث 10 حافلات مخصصة لذلك، أغلبها بالشراكة مع جماعات قروية، ومن المنتظر اقتناء حافلة للجمعية الرياضية تخصص لنقل التلاميذ قصد المشاركة في المنافسات الرياضية. وأخبرت بأن هناك صفقة في النقل المدرسي تشرف عليها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. وستتوفر لجميع الجماعات القروية وسائل النقل..
وحول الزي الموحد الممنوح، ذكرت أن عدد المستفيدين بلغ 4203، يشمل 11 مؤسسة تعليمية، وقد طرح أثناء الأسئلة مشكلة جودة الثوب والمقاسات، وذكرت النائبة أنها تفضل أن تعوض الزي بوزرتين لكل تلميذ (ة)، كما أنها تعارض ألا توزع في السنة الموالية على نفس التلميذ(ة) كما هو جار به العمل.
وحول استعمالات الزمن (تدبير الزمن) قالت النائبة إنه على جميع المدارس الحضرية أن تلتزم بالتنظيم الجديد، لكن أمام صعوبات تطبيقه بسبب قلة الحجرات، فيتم العمل به الآن فقط في ثماني مؤسسات بسيدي سليمان وسيدي يحيى، على أمل تدارك ذلك مستقبلا ليشمل أكبر عدد من المؤسسات التعليمية، وذكرت أنها تسعى رفقة مساعديها لإيجاد حل للاكتظاظ عبر توزيع التلاميذ على مؤسسات أخرى في سيدي سليمان وسيدي يحيى.. وحول "الساعات الإضافية" المؤدى عنها في القطاع الخاص التي منعت بقرار من الوزير، قالت " لم نتأثر بذلك في الإقليم لأننا لا نتوفر على مؤسسات خصوصية كثيرة"، وفيما يخص الابتدائي والإعدادي الخاصين يتوفر أصحابها على أطرهم الخاصة، لكنها استدركت بقولها "هناك مشاكل في التعليم التأهيلي".. وحول التلاميذ الذين اضطروا لمغادرة التأهيلي الخاص، فقد "احتوينا التلاميذ الذين انتقلوا من الخصوصي إلى العمومي"، وفي ختام حديثها حيّت من جديد الأسرة التعليمية، وطلبت من الجميع "المزيد من المجهودات لدعم المدرسة العمومية ورد الاعتبار لها".
 لتتلقى بعد ذلك مجموعة من التساؤلات من قبل الإعلاميين الحاضرين في الندوة المنظمة في التاسع من أكتوبر 2012، وقد نقلت "مدونة سيدي سليمان"، بأمانة مجمل التساؤلات التي توصلت بها في الموضوع من زوارها سواء عبر البريد الالكتروني أو الفايسبوك بعد نشر إعلان حول ذلك.
خيم بشدة حادث هجوم رئيس المجلس البلدي في سيدي يحيى على مؤسسة تعليمية في اليوم السابق، ووصفِه العاملين فيها بنعوت لم ترقهم، وقد نقلت النائبة اعتذار المعني بالأمر، وأصدرت فروع نقابات تعليمية بعد ذلك بيانا في الموضوع، ونظمت وقفة احتجاجية أمام مقر البلدية بسيدي يحيى..
طرح سؤال حول نسبة الهدر المرتفعة المستخلصة من الأرقام الرسمية نفسها، من ذلك "اختفاء" 33 ألف تلميذ (ة) بعد السنة التاسعة، وكان جواب النائبة عزم إدارتها إجراء دراسة في ذلك.. ونفت أن يكون هناك اكتظاظ ملحوظ بالأقسام، واستثنت مستوى واحد وهو باك اقتصاد بثانوية علال الفاسي به 46 تلميذا، ومستويين بمدرسة الحسن الثاني (47 تلميذ) وآخر بالقصيبية، ستحل هذه المشاكل حسبها ببناء حجرات إضافية ومدرسة "الأمل"، وطرح بحدة تساؤل حول غياب تفعيل الشراكة الموقعة مع وزارة الصحة، وترى النائبة أن مصالح الصحة على المستوى الإقليمي ستشرع في إجراء فحص شامل لجميع تلاميذ المستويين الأولين في الابتدائي والإعدادي. وطـُـرحت ملاحظة حول جودة البنايات والتجهيزات، خاصة الملاعب بالمؤسسات التعليمية، وغياب متخصص لتقييم الجودة، وكان رد النائبة أن الإدارة لا تتسلم المنئشآت نهائيا إلا بعد سنة، وكل ترميم يكون على حساب المقاول أثناء ذلك..
وطرح مشكل جودة الأغذية بالمطاعم المدرسية والداخليات، وكان ردها بقولها "أطلب أن تكون سليمة، ومرارا وقفت على جودة التغذية، وأكلت مع التلاميذ، وأحرص على الجودة، وهناك مراقبة داخل المؤسسات التعليمية والداخليات".
وحول التلاميذ المفصولين، ذكرت أن هناك مذكرة وزارية حسمت ذلك، وهو أنه يتم النظر في أمرهم عند نهاية السنة الدراسية، ويمكن لهؤلاء "أن يتقدموا لنيل باكالوريا حرة.. (أما) بالنسبة للمنقطع أو المشطب عليه يدرس ملفه، ويرجع إلى المؤسسة التعليمية". وحضرت أثناء الندوة كذلك مشكلة ثانوية زينب النفزاوية، التي تعرف تأخرا في تنفيذ المقرر الدراسي وتوقف المدرسين، وانطلاقة متأخرة للترميم وإصلاح البنايات، (انظر/ي مواضع سابقة في المدونة)، ذكرت حينها النائبة أن الأشغال وصلت إلى50 %، رغم أن المقاول يتوفر على أجل ستة أشهر، وعلاقة بهذا الموضوع، فقد استأنف المدرسون تدريسهم، في انتظار حلول مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالمؤسسة يوم الثلاثاء 23 أكتوبر..
على متن حافلة "نادي حسنية سيدي سليمان" لكرة القدم، طاف المشاركون على عدد من المؤسسات التعليمية بالإقليم طيلة يوم كامل، اطلعوا على مؤسسات جديدة وأخرى في طور البناء..
(بحكم عملي بعد الزوال لم أستطع المشاركة في القافلة، وآمل أن أتوصل بصور عن ذلك من مصلحة التواصل، مادام القصد هو اطلاع الرأي العام). 
جانب من الحضور المتابع للندوة
إن الأنشطة التواصلية التي تدعو لها نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان عمل محمود وضروري في زمن حتمية نشر المعلومات وإشراك مختلف الفاعلين، وهو السلوك الذي يجب أن تحتدي به مؤسسات أخرى كالعمالة والمصالح الصحية والبريد والشرطة والدرك والتعاون الوطني وقطاع الثقافة والشباب والمؤسسات المنتخبة.. الخ.

تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..


تخلف التعليم بالمغرب، مظاهر تحتاج للدراسة..
 
مصطفى لمودن
 في مجال التعليم هناك حقائق مفزعة لا ينكرها أحد، نسبة مهمة من التلاميذ تنتقل إلى مستوى أعلى بدون أن تكون متمكنة من الكفايات اللازمة، ولعل أهمها التمكن من القراءة وفك رموز اللغة المكتوبة، ويستمر الوضع لدى فئة من هؤلاء إلى المستوى السادس ابتدائي على سبيل المثال. (*)
 فماذا كان يفعل هؤلاء التلاميذ طيلة السنوات الفارطة؟ أين يكمن الخلل ومن المسؤول عنه؟
 بهذا لا أريد أن أطعن في مصداقية وجدية زملائي، هم مكون فقط (وأنا منهم كمدرس) من منظومة تربوية مهترئة وفاشلة، وتتلقى أفدح النعوت من أطراف مختلفة.. لنحاول حلحلة الوضع قليلا ولو على مستوى التعليم الابتدائي..
 1ـ هناك برنامج طويل ولا يناسب عمر التلاميذ ولا يخدم مستقبلهم ومستقبل الوطن، فيه الكثير من الحشو والاجترار، ويعتمد التلقين، ويهمل التعويد والتدريب على النقد والإبداعوالتنظيم والتعليم الذاتي…
 2ـ عامل الوقت ضد التلميذ(ة)والمدرس (ة)، حيث تـُقدم حصص دراسية متتالية ومتسلسلةفي فترة زمنية قصيرة جدا، ما بين 20 و45 دقيقة لكل مادة، أوسعها زمنا تتضمن القائمة التقليدية للدروس، مقدمة (تشويق، زوبعة، تمهيد، تساؤلات..)، عرض الدرس، كل المدرس ـ (ة) يلقيه أو  ينظمه أو يشرف عليه حسب قناعته وطريقته، ثم وضع الاستنتاج، فإجراء تمارين/ تقويم (شفوي ـ كتابي)، ثم تصحيحه، وهو ما لا يمكن أن يكون على أرض الواقع إلا على حساب مواد أخرى في نفس الحصة (الصباحية أو المسائية).
 3 ـ الاستمرار في تقديم الدروس كيفما وضعت طيلة السنة، وطيلة السلك الدراسي، لأن ذلك تنفيذ للواجب المفروض! بينما مختلف آليات التلقي والمشاركة تكون غائبة لدى التلاميذ، مثل اللغة، الاستعداد، الرغبة.. كأننا نزيح ثقلا على أكثافنا ونلقي به بعيدا، ولا تهم نوعية التلقي لدى التلميذ (ة) ودرجة حصول جودة التعلمات.
 4ـ حضور التجهم والتوجس في فضاء المؤسسةالتعليمية بين مختلف الفاعلين (تلميذ/مدرس)، (مدرس /مدير)، (مدرس ـ مدير / مفتش..)، علاقات غير واضحة، وليست مبنية على الاحترام والتقدير المتبادلين، في الغالب تتسم بالعنف الرمزي (وحتى المادي أحيانا).
 5ـ فضاء غالبية المؤسسات التعليمية بالابتدائي يثير الكآبة والضيق، غياب شبه مطلق للأنشطة الموازية ذات الطابع الترفيهي، والتي يمكن أن تكون أداة تعليم بديلة بشكل فعال (مسرح، رحلات، حصص دراسية بعيدا عن الفصل، أنشطة ثقافية وفنية..)
 6ـ تقديم دروس اللغة، فيما يخص مادة العربية أساسا ما زال تقليديا، وكما وضع بعد الاستقلالفي القرن الماضي اعتمدا على "تجارب" قدمت من المشرق العربي، وهذه الدروس تفترض أن للتلميذ دراية باللغة، ويتطلب الأمر فقط "تذكيره" بقواعدها من نحو وصرف.. عوض منحه الفرصة كي يتعلم اللغة تداولا وقراءة وكتابة قبل كل شيء.. قد يقول قائل إن ذلك يكون فيالمستوى الأول والثاني بالابتدائي.. لكن ذلك لا يحدث أي أثر فعال لدى التلميذ، مما يجعله يحس بالإعاقة والتضايق في المستويات اللاحقة التي تركز كثيرا على القواعد..
 7ـ لا يمكن حل معضلات التعليم عموما بواسطة التصورات البيروقراطية، إن من لم يدرّس فيحياته، لا يمكن أن يفهم ما يجري داخل القسم من تفاعلات مختلفة، وإن تدريس اللغات وغيرها من المواد يحتاج لدراسة ميدانية وإيجاد حلول عملية، عوض الاستمرار في استنساخ المقررات والمناهج كما وضعت قبل أزيد من نصف قرن، كما يتجلى ذلك واضحا في كتب وكراسات اللغة..
 8ـ يجب توفير المدرس (ة) الكفء، ونقصد به المدرس المثقف، المبادر.. القادر على الوصول إلى الأهداف والكفايات المنتظرة بالطريقة التي تناسب أوضاعا مختلفة، وأن تكون له الحرية البيداغوجية والتقدير الذي يستحقه.. دون دفعه إلى التطبيق الحرفي لمناهج ومقررات يكاد يتفق الجميع على أنها بليدة وغير مجدية.. المدرس (ة) الذي يقبل التعاقد التربوي والنقد والتقييم من طرف جهات كفأة ومسؤولة وتقدر التربية والتعليم.. ما يتطلب تغييرا جذريا للعقليات وللآليات التي نخرت التربية والتعليم بالمغرب..
 ——————–
 (*) حول التلاميذ الذين لا يعرفون القراءة وقد التحقوا بمستوى أعلى، يجد المدرس (ة) نفسهفي موقف صعب، هل سيقوم بعملية دعم لهؤلاء حتى يلتحقوا بالركب، أم ينفذ المقرر رغم أن هؤلاء لا يهمهم في الغالب ما يجري أمامهم فيحجرة الدرس..

الأحد، 14 أكتوبر 2012

العاملون بثانوية زينب النفزاوية يدخلون في إضراب مفتوح


 العاملون بثانوية زينب النفزاوية يدخلون في إضراب مفتوح

أعلن العاملون بثانوية زينب النفزاوية بسيدي سليمان دخهولهم في إضراب مفتوح تمخض عن "جمع عام بالمؤسسة"، حيث أصدروا بلاغا بذلك يحمل تاريخ يوم الجمعة 12 أكتوبر 2012 وقد توصلت "مدونة سيدي سليمان" بنسخة منه، وهم يؤكدون على "دخولنا في إضراب عام مفتوح عن العمل ابتداء من يوم السبت 13/10/2012، إلى حين الاستجابة لمطالبنا العادلة و المشروعة ، وفق ما تم الاتفاق عليه بين لجنة المتابعة بالمؤسسة ومسؤولي النيابة والأكاديمية في جلسات حوار ومحاضر سابقة." حسب لغة البلاغ
ويضيف البلاغ على لسان المحتجين قولهم "وقد أقدمنا على هذه الخطوة بسبب تجاهل المسؤولين لمطالبنا المتمثلة في توفير شروط عمل تصون كرامة الإنسان، بعد أن استنفدنا كل الوسائل المتاحة لنا من بيانات ووقفات إنذارية و حوارات".
ختم البلاغ بالتأكيد على تشبثهم بملفهم المطلبي "وعلى رأسه النقط الاستعجالية، مطالبين بإيفاد لجنة وزارية للوقوف على حقيقة الأوضاع بالمؤسسة".
وتجدر الإشارة أن الثانوية التأهيلية "زينب النفزاوية"، كانت قد اقتطعت من "إعدادية عمر بن الخطاب"، وظلت تغرق في عدة مشاكل واكبتها "مدونة سيدي سليمان"، من ذلك قلة التجهيزات وتقادم الحجرات واستمرارها على وضعية سيئة، مما حدى بالعالمين بالمؤسسة من أساتذة وأطر إدارية وبقية العاملين إلى خوض عدة احتجاجات..
وعند انطلاقة السنة الدراسية الحالية شرع مقاول في ترميم المؤسسة التعليمية، مما جعلها غير قابلة كلها للاستعمال، وما تزال لحد الآن تجري الدراسة بشكل متعثر.. وذكر أستاذ فضل عدم ذكر اسمه، رفض اقتراح رسمي بتدريس الأقسام الإشهادية فقط (الباكالوريا)، مما يضرب حسبه مبدأ المساواة في الحقوق..
وفي ندوة صحفية عقدتها نائبة وزارة التربية الوطنية السيدة نعيمة ركيوي دعيت لها "مدونة سيدي سليمان" يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 2012 بدار بلعامري، وقد أجابت عن سؤال من "المدونة" يخص نفس الثانوية بقولها، إنه في ذلك اليوم تم تسليم أربعة أقسام تم إصلاحها، إضافة إلى حجرات صالحة للاستعمال، والمقاول يسرع في تنفيذ ما تكلف به، كما أن تلاميذ الثانوي في العادة يتأخرون أسبوعا أو أكثر.. وأضافت أن هناك خطة لاستعمال بعض الحجرات بإعدادية عمر بن الخطاب المجاورة وفق قولها. 
الغائب الأكبر عما يجري هي "جمعية آباء وأمهات وأولياء" التلاميذ، التي لم يصدر عنها لحد الآن أي موقف رسمي ..

الخميس، 11 أكتوبر 2012

أي دور مازال للمواسم التقليدية؟ نموذج سيدي قاسم بوعسرية؟


  أي دور مازال للمواسم التقليدية؟ 
نموذج سيدي قاسم بوعسرية؟

 
وسط حي الزاوية الذي يعرف اكتظاظا ومشاكل كثيرة
مصطفى لمودن

 هل يعوض موسم سيدي قاسم بوعسرية عن أي مهرجان ثقافي وفني في المدينة؟ لمصلحة من يقام الموسم؟ من يستفيد منه؟ كيف يكون التنظيم؟ علما أن الموسم أصبح يتوفر على وصلة إعلان تلفزي!!
 أسئلة من الضروري طرحها خاصة مع المتغيرات الثقافية والاقتصادية.. التي يعرفها المغرب..
 قد يكون الموسم مناسبة للترفيه في متابعة التبوريدة والحلاقي (إذا ما توفرت) والصعود إلى برج الموطور الذي يدور على جدار خشبي.. واقتناء الحلويات التقليدية الصلبة المخلوطة بكاوكاو أو زريعة الكتان.. قد تحضر بعض الشركات بجرارتها وآلياتها وسلعها تعرضها على الناس.. 
 قد يكون الموسم مازال يثير اهتمام القرويين الذين يحضرون بكامل أفراد أسرهم ويقيمون قيطونا على منحدر ربوة تطل على ميدان الفروسية، قد يكون الموسم مازال تعويضا للقرويين عن تعب سنة كاملة، وهو بمثابة سياحة داخلية لمن لا يستطيعون القيام في الفنادق ولا التنقل إلى مناطق بعيدة.. قد يلاحظ الكثيرون أن هذا الوصف ظل مرتبطا بفترة زمنية سابقة، كنا ونحن صغار ننتظر هذا الموسم أو مثله بشغف.. 
 قد يكون الموسم فرصة للبلدية كي تحصل على مداخيل بعد كراء أماكن في فضاء الموسم، وجني بعض الجبايات المحلية، وقد يكون مناسبة لبعض التجار الصغار والمتوسطين للحصول على مداخيل، مثل باعي النفاخات للأطفال، وبائعي الكفتة.. 
 قد يكون الموسم فرصة للبعض لممارسة النشل والسرقة.. وأحيانا تقع خصومات ومشادات، تقود لما لا تحمد عقباه، كالقتل كما وقع في إحدى السنوات الماضية.. 
 قد يكون الموسم فرصة لتعرض السلطة عضلاتها، وتشيد لها خياما ضخمة (خزانات) على الضفة الغربية من ميدان الفروسية، حيث يأتي وفد على متن سيارات مختلفة يلفها الغبار، وقد تقدم بالمناسبة للحاضرين من علية القوم خرفان مشوية مبسوطة على صحون كبيرة، بالمناسبة شاهدت ذلك مرة في طفولتي الغابرة من وراء سياج حديدي يحرسه المخازنية.. 
 للسلطة دائما حساباتها الخاصة غير المعلنة، وقد يبدي البعض تساؤلات عن الدعم المستمر لبعض الزوايا والأضرحة من قبل السلطة في المركز، وغالبا ما يدخل ذلك في لعبة التوزانات السياسية ومد الأذرع هنا وهناك.. 
 قد تحضر شاحنات الوقاية المدنية لترش الممرات وترش ميدان الفروسية وتعتني أكثر بالمساحة التي يؤمها المخزن وبقية المدعوين.. وينتهي الأمر مساء الأحد، وتكون غنيمة حي الزاوية الأتربة المتطايرة وما لا يحصى من قطع البلاستيك المتناثرة هنا وهناك.
 قد يكون الموسم فرصة يلتقي فيها الشرفاء القاسميون يحيون الرحم فيما بينهم، وبالمناسبة نهئهم على إحياء هذه الذكرى كل سنة(غياب الموسم حدث في مرات قليلة جدا)، قد يتلقى الضريح هبات وهدايا من مريدين ومن الدولة.. كل هذا لا دخل لنا فيه.. 
 لكن من الحق والواجب التساؤل عن الأفق الآخر الذي يمكن أن يساهم فيه الموسم، خاصة أنه يعرف توافد الزوار من مناطق مختلفة، ألا يمكن أن يكون للموسوم بعد ثقافي واقتصادي حقيقي آخر.. ذلك يتطلب رؤية مغايرة للبرمجة ونظرة أخرى للأهداف.. وإن كنت شخصيا أفضل ربط النهوض بالثقافة والاقتصاد بالأبعاد الحداثية، حيث يكون التنظيم مختلفا والرؤية تشرئب إلى المستقبل، خاصة أن المدينة ككل تعرف تراجعا ملحوظا في مختلف المجالات منذ إغلاق مصفة النفط، وغياب اي خطة للتنمية المحلية.. 
 فهل تتوفر المدينة على نخبة قادرة على رد الاعتبار للإنسان والمجال في زمن السرعة والتواصل وسعي الجميع نحو ثقافة جديدة ملؤها ضمان الحقوق والكرامة وترسيخ قيم المشاركة الفعالة..

مــحـــنـــة الـــفـــلــســــفـة


مــحـــنـــة الـــفـــلــســــفـة
 
نظيرة رفيق الدين (*)
منذ أن تم إصلاح المنظومة التربوية ببلادنا، واعتماد تعميم الفلسفة على جميع الشعب والتخصصات والمستويات، والفلسفة تعيش وضعا مأساويا، فكلما تعلق الأمر بنقص في الأطر المؤهلة للتدريس يكون الحل هو حرمان مستويات الجذوع المشتركة من المادة. وللأسف هذا الحل أصبح عرفا معمولا به منذ سنوات، وهنا نتساءل عن الجدوى من تعميمها في غياب إستراتيجية واضحة المعالم تقوم على توفير أطر التدريس وتستجيب لمبدأ تكافؤ الفرص الذي ينص عليه الميثاق الوطني للتربية و التكوين. إن اللجوء إلى هذا الحل يتجاهل ما ينص عليه منهاج المادة، فقد ورد في شقه النظري المتعلق بالمرتكزات ما يلي:
الحفاظ على وحدة البرامج وتماسكها:
"…فإذا كان برنامج المادة بالجذوع المشتركة يشكل بمجزوءتيه مرحلة تمهيدية تسعى إلى تمكين المتعلمين من تعرف هذه المادة، سواء من خلال اكتشاف خصائصها ومميزاتها، أو من خلال القيام بممارسة أولية للتفكير قي الإنسان استنادا إلى انتاجاته الثقافية داخل عالم الطبيعة، فإن برنامج السنة الأولى من سلك البكالوريا يشكل بمجزوءتيه امتدادا نوعيا لسابقه، فهذا البرنامج يرمي إلى تمكين المتعلم من استثمار رصيده المعرفي والمنهجي المكتسب من جديد لموضوع الإنسان في مختلف أبعاده … كما إن برنامج السنة الثانية من سلك الباكلوريا، يرتبط بدوره، بعلاقة وطيدة مع سابقيه، من حيث إنه يتوخى تمكين المتعلمين من ممارسة التفكير الفلسفي المستقل.."
نستشف من خلال هذه الفقرة أن برنامج مادة الفلسفة في مستوى الجذوع المشتركة وسلك البكالوريا، يتأسس على الوحدة التي تعد نقطة ارتكاز في وضع برامج المادة بالتعليم الثانوي التاهيلي. وهي التي تضمن تماسك البرامج في كل المستويات، إنها "اشبه بصورة مساحة دائرية… تزداد عمقا و ثراءا في كل لحظة من لحظات بناء المفاهيم الفلسفية في الدرس الفلسفي…"،  وهنا نتساءل ما الفائدة البداغوجية والتربوية من هذه الوحدة والتماسك في برامج مادة الفلسفة بمستوى الجذوع المشتركة والسنتين الأولى والثانية من سلك البكالوريا؟
لقد ورد الجواب عن هذا السؤال في وثيقة المنهاج في الفقرة التالية:
"هذه الوحدة من شانها أن تخول للأستاذ(ة) والتلميذ(ة) إمكانية اقتصاد الجهد، وتجنب التكرار غير المفيد، واستعمال الوقت على أحسن وجه، عن طريق توظيف المكتسبات السابقة في تناول المفاهيم اللاحقة، هذا فضلا عن إنها تتيح إمكانية القيام بتقويم تركيبي، أي تقويم المجزوءة ككل وليس فقط المفاهيم المكونة لها."
نستخلص إذن أن حرمان الجذوع المشتركة من الفلسفة يعني وبكل بساطة هدم الوحدة التي تقوم عليها برامج المادة في مختلف المستويات، الشيء الذي سيترتب عنه ارتباك واضح في تدريس المادة  بسلك البكالوريا، لأن تدريس الفلسفة بالجذوع المشتركة " يمثل لحظة بداية تعلم التلميذ(ة) التفكير الفلسفي والتعرف على مبادئه وآلياته وشروطه". وتبعا لذلك فإن تدريس الفلسفة ليس تدريسا مجانيا بقدر ما إنه "ينحو… إلى التجديد على مستوى الممارسة وخاصة باعتماد المقاربة بالكفايات، و المقاربة الفاعلة والتفاعلية والعلاقة التكاملية بين المواد الدراسية واعتماد المجزوءة كوحدة للمنهاج وصيغة لتدبير التعلم".
 بعد كل ما أسلفناه سابقا نتساءل من جديد؛ هل تعميم الفلسفة وتدريسها بالجذوع المشتركة كان وليد لحظة أو نزوة لا نعلم مبررها، أم نابع من قناعات تبتغي إكساب المتعلم مبادئ التفكير النقدي المستقل؟ هل فعلا نريد مجتمعا حداثيا، يؤمن فيه الأشخاص بحرية التعبير والتفكير، وبثقافة الحوار، والقبول بالأخر؟ أليس حرمان الجذوع المشتركة هو من قبيل الحلول التي تنم عن الارتجالية والعشوائية التي أضحت تطبع السياسة التعليمية ببلادنا.؟ فمن المسؤول عن هذا الخلل الذي يرافق مقتضيات الوثائق الرسمية وما يتم تنزيله على أرض الواقع؟ وكيف نحقق الجودة في غياب حكامة جيدة لا تراعي توفير الشروط التربوية الملائمة لتحقيق أهداف مدرسة مواطنة؟ ألم يحن الأوان كي نقول كفى للحلول الترقيعية  ونتحلى بالصدق مع النفس ونرفع حالة الوصاية التي تفرض على العقل ونفضح مزاعم الشعارات الزائفة التي تعج بها الوثائق التربوية الرسمية ببلادنا؟    
 
المرجع المعتمد:
التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة الفلسفة بسلك التعليم الثانوي التاهيلي، نونبر 2007
الكتابة العامة، مديرية المناهج، ملحقة لالة عائشة، حسان­ الرباط، ص 7 ( من الحفاظ على إلى التفكير الفلسفي المستقل)
———————
(*) أستاذة الفلسفة

رشيد الغنوشي يستقبل السلفيين في تونس ويعلن الحرب على العلمانية والعلمانيين حلفائه


 رشيد الغنوشي يستقبل السلفيين في تونس ويعلن الحرب على العلمانية  والعلمانيين حلفائه

مصطفى لمودن
 في شريط نشر بالانترنيت، ظهر فيه رشيد الغنونشي مرشد "حزب النهضة" التونسي، وهو يتحدث إلى وفد من السلفيين بمقر حزب "النهضة"، قال إن العلمانيين في تونس يسيطرون على الجيش والإعلام والإدارة، وأضاف أنه هو (حزبه الإسلامي) فوق بينما الإدارة التي في الأسفل لا يتحكم فيها، وحذر السلفيين من أي تراجع قد يقع للإسلاميين كما حدث بالجزائر، وطلب منهم أن يشاركوا بإخراج قناة تلفزية أو إذاعة، ويحدثوا جامعات، ويؤسسوا مدارس خاصة، ويشاركوا في المخيمات..
 وظهر أن الشريط سجل بشكل سري من طرف مشارك في الوفد، جلس أمام رشيد الغنوشي مباشرة، وظهر إلى جانبه ملتح من سلفيي تونس..
 ومعلوم أن "حزب النهضة" يسير دفة الحكم بالتحالف مع حزبين آخرين أحدهما "ليبرالي" والثاني "اشتراكي"، بعد إسقاط النظام السابق بواسطة انتفاضة شعبية كان دور الإسلاميين فيها باهتا.
 ومن الطبيعي أن يرنو الإسلاميون بكل الطرق الممكنة للتواجد على الصعيد المجتمعي، وهذا من حقهم، لكن ما ليس من حقهم هو تكفير مخالفيهم، واستغلال الدين لأغراض حزبية ضيقة، والسعي للسيطرة على الدولة والمجتمع، وفي نفس هذا الإطار وصفت وزيرة مغربية محسوبة على التيار الإسلامي مخالفا لها في ندوة تلفزية مباشرة بالكافر، ونشر قبل أسبوع أحمد الريسوني المنتمي لنفس التيار مقالة بجريدة "المساء" المغربية يعتبر الإسلاميين ذوي "أخلاق"، وهم الأولى بالحكم، ونعت الآخرين بأقبح الأوصاف..
 إنها النظرة التجزيئية غير الصائبة للمجتمع، وبداية فتح "معارك" لن يجني منها هؤلاء فائدة تذكر.. عوض الاعتراف المتبادل مع "الخصوم" في التواجد والعمل السياسي دون إقصاء.
———-
 ——————————–


فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان "يدين تدهور الأوضاع الأمنية وتنامي الاعتداءات الإجرامية ضد المواطنات والمواطنين"


فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان "يدين تدهور الأوضاع الأمنية وتنامي الاعتداءات الإجرامية ضد المواطنات والمواطنين" 
"يتابع مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان بقلق بالغ تدهور الأوضاع الأمنية وتنامي الأفعال الإجرامية من سرقات واعتراضات السبيل واعتداءات على المواطنات والمواطنين، وخاصة في الفترة الأخيرة من طرف مجرمين، بعضهم معروف لدى الخاص والعام، يستعملون في اعتداءاتهم وسائل خطيرة، كالسيوف والسكاكين، وقد ذهب ضحية هذه الاعتداءات العديد من المواطنات والمواطنين ويتم ذلك في غياب الحماية الأمنية الفعالة والتدخل الفوري في العديد من الأماكن والأحياء ومحيط المؤسسات التعليمية، مما أصبح يشكل تهديدا حقيقيا لأمن وسلامة وحياة المواطنات والمواطنين وينشر أجواء من الرعب والخوف وانعدام الطمأنينة وسطهم، كما جاء في بيان صادر عن فرع الجمعية الحقوقية حصلت "مدونة سيدي سليمان" على نسخة منه.
 وقد عبر مكتب الفرع  عن "قلقه البالغ إزاء ما يجري"، واستنكر "الأوضاع الأمنية بالمدينة والنواحي، ويعتبرها انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان في الأمن والسلامة البدنية والنفسية المنصوص عليها في الدستور المغربي والمواثيق الدولية". وكذلك ما عبر عنه في نفس البيان ب"الشطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ من طرف الضابط أ.ج في حق المواطنات والمواطنين بالمدينة، ويطالب المسؤولين بمتابعته ومحاسبته في هذه الانتهاكات الخطيرة." ويحمل  (الفرع الحقوقي) السلطات والأجهزة الأمنية مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية ويطالبها باتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان أمن وسلامة المواطنات والمواطنين وإعادة الطمأنينة إليهن وإليهم ووقف هذا التدهور في إطار احترام حقوق الإنسان"،  ويرى أن" معالجة ظاهرة الإجرام والانحراف يجب أن تتجاوز الحلول الأمنية إلى القضاء على مسبباتها المرتبطة أساسا بتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنات والمواطنين، وتنامي الفقر والإقصاء والتهميش"، مما يتطلب حسب صيغة البيان  "اعتماد مقاربة شمولية تقوم على إقرار وتنمية حقوق الإنسان في أبعادها الشاملة السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتوفير شروط الكرامة الإنسانية وفي مقدمتها توفير الشغل والسكن والصحة والتعليم والضمان الاجتماعي للجميع"..


السبت، 6 أكتوبر 2012

الخطاب المتهافت لأحمد الريسوني


الخطاب المتهافت لأحمد الريسوني
مصطفى لمودن
غريب بعض الإسلاميين، وكيف ينظرون إلى أنفسهم وإلى الآخرين، في نظر ذ. أحمد الريسوني أن الإسلاميين لهم "قدرتهم على تقديم القدوة في النزاهة والاستقامة ونظافة اليد"، حتى أن درجة "الالتزام الأخلاقي" حسبه (..) "تتسم قيمها وأحكامها بدرجة قصوى من الوضوح والحسم"، أما الآخرون في نظره فكل شيء قابل عندهم للتأويلات والحيل والتمييع والتبرير والتمرير.. (نفس المصطلحات المستعملة من طرف الكاتب) كما جاء في افتتاحية له بجريدة "المساء" (الجمعة 5 شتنبر 2012)، وهو بذلك يؤكد كغيره هذه النظرة القاصرة والمتعالية عن بقية الناس الذين لا يسيرون في ركب هؤلاء "الإسلاميين"، حيث هم "النزهاء والنظفاء والجادين"، والبقية مجرد عاقين وفاسدين.. وهو يستعرض ما سماه "المشروع الإسلامي على المحك"، في إشارة إلى وصول أحزاب "إسلامية" إلى السلطة في العالم العربي، دون أن يدرك أن ذلك كان نتيجة حراك شعبي، لم يلتحق به "الإسلاميون" إلا في آخر لحظة كحالة مصر وتونس، بينما في حالة المغرب من وصلوا إلى السلطة من المحسوبين على التيار "الإسلامي" كانوا ضد هذا الحراك جملة وتفصيلا، أما في تركيا فجاء وصول "حزب العدالة والتنمية" التركي إلى الحكم ضمن صيرورة تناوب على السلطة انطلاقا من صناديق الاقتراع… ألا يدري هذا الشيخ "المقاصدي" أن أكبر غش هو استخدام الدين لأغراض رخيصة منها الوصول إلى السلطة، وكل سلطة بطبيعتها تنزع نحو القوة والسيطرة والاستغلال، إلا إذا توفرت بعض الشروط الموضوعية والمؤسسية، منها إعمال القانون، توازن السلط ومراقبة بعضها البعض، حرية الإعلام، قوة المجتمع المدني، ومنه معارضة يتاح لها العمل والتواجد.. وهذا لا يدخل ضمن المنظومة الذي يافع عنها ابن مدينة القصر الكبير الرئيس السابق "لحركة التوحيد والإصلاح" (الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية المغربي)، وإنما نتيجة اجتهاد بشري احتدم حوله التدافع منذ عصور إلى أن انوجدت الدولة الحديثة، والتي لا تنفي العمل ضمن مؤسساتها كل الفرق والنحل الإسلامية على الأقل في حدود اللحظة.
أخيرا هناك مسلمة لا تقبل الجدل وهي، لا يمكن رهن تدبير الدولة للنية الحسنة، ولمن يدعون "حسن السلوك".