الخميس، 21 يونيو 2012

السلطة " تأكل" أعوانها بوزان


السلطة " تأكل" أعوانها بوزان
محمد حمضي
 يشكل جهاز المقدمين والشيوخ علامة مغربية فريدة من نوعها في العالم؛ فهم الفئة الوحيدة من أعوان السلطة التي لا تتوفر على قانون أساسي يحدد حقوقهم وواجباتهم.. التحاقهم بالعمل يلفه اللبس والغموض، فالعملية غير مفتوحة في وجه جميع المغاربة والمغربيات انطلاقا من الدستور الذي يقر بالمساواة بين جميع المواطنين، وهو ما يعتبر مسا خطيرا بمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد، كما أن عدم إخضاع عملية انخراطهم في سلك الإدارة إلى التباري تجسر العلاقة بين الشغل والفساد، وتسلب منهم كرامتهم  طيلة مشوارهم الإداري، قبل أن يلقى بهم في براثين الفقر بعد الإحالة على التقاعد، فمصيرهم المأسوي في خريف العمر نفسه يشكل خصوصية مغربية لا نعثر لها على مثيل  في كل أرجاء المعمور.
   الأمر لا يتعلق بمبالغة في الوصف، فالحالات التي بين أيدينا، وبعد أن كانت كلمة أصحابها لا تعلوها كلمة في مناطق نفوذهم عليها، تدمي القلب، وتدعو إلى الشفقة، فهذا ( م - ز ) وبعد 28 سنة من العمل ليل نهار في عز زمن الرصاص، أقعده الشلل، ونخر جسده مرض السكري، ولن يشكل له مد يده لغيره طلبا للعون أي إحراج، إذا علمنا بأن تقاعده بالكاد يصل إلى 870 درهما في الشهر، وزميله (ع - ه ) لم تشفع له 34 سنة في خدمة السلطة، ليكون له تقاعدا مريحا في نهاية العمر، بل سيجد نفسه قريبا من التسول بعد الحكم عليه بالإفراغ حين عجز عن أداء السومة الكرائية، وكيف له بذلك وما يستخلصه شهريا لا يتعدى 1000 درهما. أما المرحوم ( م – م) فقد كان الشارع سيحتضن أفراد أسرته التي خلفها وراءه لولا تضامنهم مع بعضهم إلى حين تجاوز العاصفة، فكيف كانت أرملته ستدبر شأن أبنائها، وتواجه المتطلبات الدنيا للحياة ودخلها الذي توفره لها الإدارة لا يتجاوز 450 درهما شهريا…
 تلكم كانت حالات مأسوية من بين أخرى كثيرة يوجد أصحابها في كل مدينة وقرية، تنكر لخدماتهم أعتا جهاز، وأقوى وزارة، وعندما تململوا بمناسبة الربيع العربي من أجل إسماع صوتهم للمطالبة بحقوق دنيا من أجل الشعور بكرامتهم وإنسانيتهم،  كان رد إدارتهم على تحركاتهم المشروعة قاسيا، كما نقلت ذلك بيانات تنسيقيتهم، رد جاء على هامش ورش بناء دولة الحق والقانون، وحماية حقوق الإنسان.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

ميز بين موظفي المغرب وأسرهم من طرف الحكومة


 ميز بين موظفي المغرب وأسرهم من طرف الحكومة
ـ أن لهذه الوزارة جمعية ومداخيل مهمة، وهو ما لا يتوفر لآخرين، أي لوزارات أو قطاعات أخرى.<br />
ـ يستطيع موظفو هذه الوزارة توفير من� لأبنائهم عبر هذه الجمعية، وهو ما يعني ريعا مغلفا ب
 مصطفى لمودن
إنه نموذج ريع آخر لا يمكن السكوت عنه، الأمر يتعلق بإغداق الأموال على بعض مؤسسات العمل الاجتماعي التابعة لوزارات محظوظة ومنح أخريات القليل أو تجاهلها… هناك من يحصل على خدمات متنوعة من الموظفين والموظفات وأسرهم، وهناك من يتلقى الفتات..
أعرض عليكم الحالة، وبعدها يحق مناقشة الأمر، بل واتخاذ موقف…
تحدث يوسف العمراني الوزير المنتدب في الخارجية في حوار مطول مع المساء عدد 1784 ليوم الاثنين 18 يونيو حول "جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزارة الخارجية قائلا:".. والوضعية المالية للجمعية مريحة جدا لأن 60 في المائة من الميزانية تذهب نحو التعويض عن تمدرس أبناء الدبلوماسيين. كانت هناك انتقادات وملاحظات وهذا أمر طبيعي. ميزانية الجمعية، القائمة على مساعدة الدولة، تتراوح كل سنة بين 6 ملايين و10 ملايين درهم، وبعد أداء 60 في المائة منها للبعثات الدراسية يبقى هناك مبلغ يوزع كإعانات على صغار الموظفين في الأعياد والدخول المدرسي والحج.."
نلاحظ: ـ أن لهذه الوزارة جمعية ومداخيل مهمة، وهو ما لا يتوفر لآخرين، أي لوزارات أو قطاعات أخرى. 
ـ يستطيع موظفو هذه الوزارة توفير منح لأبنائهم عبر هذه الجمعية، وهو ما يعني ريعا مغلفا ب "الأعمال الاجتماعية"، وإن كنا لا ندعو لحرمانهم من ذلك، ، لكن كيف يحرم طلبة أبناء موظفين آخرين لمجرد أنهم يتوفرون على راتب لا يتعدى 3000 درهم؟
ـ هناك ميز تقوم به الدولة تجاه موظفيها، فمنهم المنعم عليهم، بجمعيات في "الشأن الاجتماعي" لها ميزانيات وافرة وبدعم حكومي، ومقرات، ودور ضيافة لإقامة الأبناء الذين يتابعون دراستهم الجامعية، ومقرات للاصطياف.. ناهيك عن تدخل "الكبار" منهم ليحصل أبناؤهم على مواقع مريحة في المعاهد والجامعات.. بينما آخرون أمامهم الضياع أو الانخراط في تعليم أقل جودة، والتعرض لصعوبات بالغة قد تكون حائلا أمام متابعة الدراسة أصلا.
ـ نتذكر واقع وحالة "الأعمال الاجتماعية" لموظفي التربية والتكوين، فقد كانت وما تزال في واقع بئيس،  حتى أن هذه الجمعية لا تجد أي حرج في عرض الأقسام الدراسية بمؤسسات تعليمية وبالمقابل كي يقضي فيه نساء ورجال التعليم عطلتهم الصيفية رفقة أفراد اسرهم!!! ، وقد خرجت إلى الوجود فيما بعد "مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية" لتسد فراغا مهولا وتحاول جبر الضرر، وقد تلقت أموالا مهمة من طرف الحكومة وما يقتطع شهريا من أجور الموظفين، وحاولت التركيز على تقديم مساعدات مالية من أجل السكن عبر تأدية نقط من فوائد البنوك ، ثم التمريض والاستشفاء، وتقديم بعض المنح للطلبة على أساس التفوق الواضح وبنسب محددة. لكن كثير من الأموال تقدم لشركات تأمين ونقل المرضى.. الخ، بدون أن تكون لذلك استفادة واضحة يصل مفعولها إلى غالبية المعنيين.. والمثير أن "جمعية الأعمال الاجتماعية" الأخرى "المنتخبة" بقيت على هامش الدورة المالية، رغم عقد اتفاقية شراكة بين الطرفين.. وقد جعل رحيل محمد مزيان بلفقيه الذي كان يشرف على "مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية" غالبية الأشغال شبه مجمدة وبدون فاعلية أو إبداع..
المؤكد بالدليل وبالواقع الملموس أن الدولة تفرق بين موظفيها في المغرب من حيث الأجور والتعويضات والخدمات الاجتماعية… ما يتطلب بإلحاح اللجوء إلى  المساواة الضرورية، فلم يعد في المغرب موظف "نافع"، وآخر "مغضوب" عليه، يستحق العقاب قبل  العناية، مع عدم إغفال بقية المواطنين الذين ليس لهم أي سند أو جمعية أعمال اجتماعية.