شباب الثورات العربية
إدريس الميموني
سجل لنا التاريخ بارتياح كبير، أن هناك شعوبا بطبيعتها تعشق الثورة حتى الموت، في رفض دائم للرفض والاستبداد، شباب وشيوخ وأرامل وأطفال، يقفون في وجه الطغيان والجبروت، يتنازلون عن حقهم في الحياة ليعيش الآخرون، يهبون أنفسهم وكلماتهم وأشعارهم وأرواحهم قرابين ليعيدوا إحياء العدالة والحق، ومن المحزن أن يفلت من العقاب من عذبوا الأبرياء واعتقلوهم ثم قتلوهم ، لمادا يا ترى..؟ لأنهم من ناصري الحق، منهم الشعراء والأدباء وغيرهم، مؤسف أن أغلبهم رحلوا عن العالم، وعذبوا في سبيل أوطانهم، قبل أن يذوقوا شيئا من الأمل، فانتفاضة الشعوب كان لها الأثر الايجابي في تحقيق الانتصار، رغم الاعتقالات والتعسفات والإذلال الذي مورس أو أطالت قذارة ووحشية ما قام به الجلادون تجاه من حاولوا إشعال الثورة في أوطانهم.
أما ما شاهدته دول تونس ومصر وليبيا واليمن…الخ. ثورات شبابية، تدعوا إلى الإصلاح الجوهري. ورفع الظلم والقهر والتسلط عن الشعوب المغلوبة عن أمرها، دليل على جبروت الحكام الذين حكموا مدة من الزمن شعوبهمن ولم يبلوا البلاء الحسن، والتاريخ أستاذ شاهد على دلك، ليكتب لنا هذه الأحداث المؤلمة الدامية والمفرحة، إنه الانتصار المبين، لان العسر يليه اليسرن انتصار الشعوب ضد الاستبداد والعجرفة، شباب تخفق قلوبهم للحرية والعدالة الاجتماعية، شعارهم لا توريث الثروة للعشيرة والأبناء، في هذه اللحظة بالذات، ربما أنهم ندموا على فعلتهم ولا ينفع الندم قبل فوات الأوان، بعدما ظهر زعماؤهم بأنانيتهم وحبهم للسلطة والمال، في قتل كل من عارض أفكارهم السلطوية، فضلوا قتل المدنيين بالآلاف وهم عزل، فداءا لعدم هيبتهم والركوع لهم.
إذن يمكن القول أن روح النضال والانتفاضة لدى الإنسان، وما عاشته الدول العربية، هو انتصار للديمقراطية والعدالة الاجتماعية.