الجمعة، 20 نوفمبر 2009

واقع حقوق الإنسان بسيدي قاسم


  واقع حقوق الإنسان بسيدي قاسم

محمد الشيكر(*) 
       إن المهمة الأساسية لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لسيدي قاسم من خلال صياغته لهذا التقرير المقتضب حول واقع حقوق الإنسان بسيدي قاسم يتوخى ثلاث أهداف على الأقل هي كالتالي:
   رصد المفارقة ما بين خطاب حقوقي رسمي ينشد الالتزام بحماية حقوق الإنسان من جهة وانتهاك الدولة لهذه الأخيرة عمليا في مختلف المجلات، ومن جهة ثانية إبراز مسؤوليتها  في اقتراف هده الانتهاكات، ثم توثيق هذه الأخيرة، أي الانتهاكات للتاريخ من أجل فضحها ومواجهتها في أفق استئصالها.
من بين الخلاصات المركزية التي تم تسجيلها انطلاقا من انتهاكات حقوق الإنسان التي تم رصدها محليا  هي كالتالي:
 فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية
 نسجل استمرار وتعميق الانتهاكات في هذا المجال، فالانتهاك لازال يمس الحق في الشغل وهو ما يتجسد في البطالة المكشوفة والمقنعة لعدد لا يستهان به من المواطنات والمواطنين القاسميين، بمن فيهم الأعداد الكبيرة لحاملي الشهادات، مع العلم أن التعامل السلبي للسلطات والمجلس البلدي مع الحق في الشغل هو إحدى مصادر اليأس الذي يسيطر على فئات منهم، والذي قد يؤدي بهم أحيانا إلى الانتحار وتبني خيار قوارب الموت، وما يترتب عن هذا من حيف، هو بالتأكيد فضاء خصب لعنف متوقع في أي لحظة.
 كما أن الانتهاك يمس أيضا حقوق العمال: يتجسد في تبعات إغلاق معمل سمير وعدم احترام الحد الأدنى للأجور ومدة العمل، خاصة مع مأجوري مؤسسات التعليم الخصوصي ومستخدمي المقاهي وعمال بعض مقاولات البناء وحتى الضيعات الفلاحية. 


محطة سمير لتكرير النفط قبل إغلاقها
 فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية
     *  فالحق في التعليم في محنة مستمرة نتيجة للمشاكل التي يتخبط  فيها، حيث يشهد الإقليم خصاصا كبيرا في مختلف الأطر التعليمية (أساتذة، أعوان إداريون..) كما أن أغلب المؤسسات التعليمية، خاصة المتواجدة بالعالم القروي وشبه الحضري لا تتوفر على الشروط التي تضمن تحقيق الجودة المنشودة؛ فالبنيات مهترئة ولا تتوفر على مرافق صحية، ناهيك عن سوء حالة الطرق المؤدية إليها، مما يجعل المتعلمين والأساتذة على حد سواء في محنة دائمة، كما أن لجوء النيابة التعليمية إلى بعض الحلول الترقعية؛ من قبيل ضم الأقسام واعتماد سياسة الأقسام المشتركة والعمل بنصف حصة، مما أدى إلى اكتظاظ مهول وصل في بعض الحالات إلى ما يفوق 48 تلميذا وتلميذة، وهذا لن يسهم بأي حال من الأحوال في ضمان تعليم ذي جودة ومردودية كما يروج له مؤيدو ودعاة البرنامج الاستعجالي، وهو بالتأكيد من إحدى الأسباب المؤدية إلى الرفع من نسب الانقطاع والهدر المدرسيين.
وما إغلاق مؤسسات تعليمية (إعدادية ابن سينا سيدي قاسم. مدرسة زين العابدين بلقصيري ) إلا تعميقا لظاهرة الاكتظاظ التي تتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص بين المتعلمين.
  *  الحق في الصحة محنته هو الآخر مستمرة من خلال ضرب مجانية التطبيب والاستشفاء عبر فرض رسوم الأداء وتفشي ظاهرة الرشوة في بعض الأقسام، ثم قلة الموارد البشرية، خاصة بقسم المستعجلات، فهو بممرض واحد و طبيب واحد، رغم أن المستشفى إقليمي،  بالإضافة إلى عدم تواجد بعض التخصصات وانعدام الأدوية الأساسية لذوي الأمراض المزمنة، كل هذا يساهم في تعميق الانتهاك السافر لهذا الحق المقدس (ضمان الصحة).
    * الحق في الماء الصالح للشرب والكهرباء؛ نسجل الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب والكهرباء، مما يعتبر استخفافا بالمواطنات والمواطنين القاسميين، وكما يعلم الرأي العام فقد صادق المجلس الحكومي مؤخرا على مشروع قانون 09/40 الرامي إلى تجميع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للكهرباء وخلق مكتب واحد للكهرباء والماء الصالح للشرب، يعهد إليه تدبير خدمات توزيع الماء والكهرباء، بالإضافة إلى تدبير خدمة التطهير في مرحلة أولى، على أن يتم في مرحلة لاحقة التفويت للقطاع الخاص(!!) وهو الأمر الذي سيفضي إلى التراجع الكلي عن تقديم خدمة عمومية، وتسليع خدمة توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء، مما يعني ضرب الحق في الماء و الكهرباء و إهدار المال العام .
     في مجال الحق في البيئة
      أصبحت تعرف معظم أحياء المدينة وضعية بيئية كارثية وخطيرة، نتيجة تراكم النفايات (الأزبال ) وظهور نقط سوداء بجوار الأحياء، بعد تفويت خدمة النظافة وجمع النفايات لصالح شركة خاصة من طرف المجلس البلدي.

   حقوق المرأة و الطفل
    - تابع الفرع المحلي ملف نساء ضحايا مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى، ووقف عند معاناتهن حيث أن البعض منهن مهددات بالطلاق، وما يترتب عن هذا الأخير من تفكك أسري وتشريد الأطفال.
- ظاهرة العنف ما تزال تعم المجتمع القاسمي، وما حالة زوجة الفقيه نموذجا، واستمرار تصاعد ظاهرة التحرش الجنسي.
بالنسبة لحقوق الأطفال؛ هناك حالات للأطفال حسب الشكايات المقدمة للفرع تؤكد التحرش الجنسي الذي تفاقم، ثم معاناة المئات منهم لعدم تمدرسهم، ثم الفقر و سوء التغذية والسكن المهين (دوار لافراي ـ المتلاشيات. ) نموذجا.
   انتهاكات أخرى
        -  تسجيل عدة حالات للوفاة إثر حوادث القطار بنقط عبور غير آمنة على خط السكك الحديدية وسط المدينة.
        - استمرار معاناة بعض ضحايا الفيضانات ولجوئهم للخلاء وبناء خيام من البلاستيك مما يحرمهم من أبسط الحقوق على جميع الأصعدة.
        - قرار عامل إقليم سيدي قاسم بإغلاق دار الشباب في كلمة ألقاها في اجتماع بتاريخ 01 /07/2009 بدعوة الضجيج التي تسببه أنشطة الجمعيات.
و أخيرا ليس أخرا نحمل الدولة  مسؤوليتها في محاربة الفقر وضمان الحق في العيش الكريم واحترام الحقوق الاجتماعية الأساسية في الصحة والسكن والتعليم والشغل، وتوفير الحماية الأمنية بمختلف إشكالها، وجعل حد للغلاء المستمر الذي ينخر القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     
            (*) رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي قاسم
0661208236

الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بسلا تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل وتدعو لضمان كل حقوقه


الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بسلا تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل وتدعو لضمان كل حقوقه
بيـــــــان
بمناسبة اليوم العالمي  لحقوق الطفل
(جمعيا لنناهض استغلال الأطفال ولندافع عن مستقبل الأجيال القادمة)

في ذكرى الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل و الذي يحتفل به العالم في 20 نونبر من كل عام .
فإن فرع سلا للجمعية المغربية لتربية الشبيبة يعـــــــلن:
* ـ التشبث بأحقية أطفال المغرب بالتمتع بكل الحقوق الواردة في اتفاقية حقوق الطفل دون أي تفريق أو تمييز.
 * ـ التأكيد على أن يتمتع أطفال المغرب بالحماية و أحقية المشاركة بما يتماشى والمصلحة الفضلى للطفل .
* ـ نطالب بأن يحاط الطفل المغربي المعاق جسديا أو عقليا أو اجتماعيا بالمعالجة والتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حالته.
* ـ نطالب بالتعبئة الوطنية لكل الفاعلين للعمل سويا وبشكل استعجالي لوضع حد لكل أشكال العنف والمعاملة السيئة  والاستغلال الجنسي الذي يتعرض له الأطفال، العمل على وضع استراتيجيه وطنية للحد من الاستغلال الاقتصادي الذي يعاني منه الأطفال  وخاصة الطفلات خادمات البيوت .
* ـ يدعو إلى إعادة الاعتبار إلى المدرسة العمومية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورد عن طريق عبد الإله عسول

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

عبد اللطيف اليوسفي: المطلوب اليوم هو التعبئة الوطنية الشاملة حول المدرسة المغربية


مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب قال إن البرنامج الاستعجالي جاء ليجدد الإصلاح نفسه
حاورته- سعاد رودي (*) 
  عبد اللطيف اليوسفي
ـ ما هي ممميزات الدخول المدرسي لهذه السنة ؟
* يتزامن الدخول المدرسي لهذا الموسم مع أجرأة البرنامج الاستعجالي الذي جاء ليجدد نفس الإصلاح بعد الوقفة التقويمية التي قدمها تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 لمسار الإصلاح وتطوراته، انطلاقا من دعامات الميثاق ومقتضياته. وقد تضافرت لأول مرة أمام فرص الإصلاح كافة الوسائل والإمكانات لأجرأة فعلية وعملية على أرض الواقع.
ركزت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن في برنامج العمل المستقبلي للنهوض بهذا القطاع في هذه الجهة على إعطاء التعبئة الشاملة مفهومها الواسع، وبالتالي لن نمل من دق كافة الأبواب لجمع الطاقات الفاعلة حول المدرسـة لتصبح فعلا مدرسة مفعمة بالحياة، متعددة الأساليب، تؤدي فعلا إلى آفاق النجاح، وتكون جديرة بأن تنعت بمدرسة النجاح. وغني عن البيان أن هذا البرنامج ليس إلا صورة موسّعة ومؤسّسة للبرنامج الاستعجالي الجهوي الممتد على أربع سنوات بمختلف مشاريعه وأوراشه الدقيقة.

انطلاقا من هذا، ما هي المشاكل والمعيقات التي تواجهونها في هذه الجهة والتي يمكن أن تعرقل تطبيق هذا البرنامج الاستعجالي؟
* نسبة التعليم الأولي المنخفضة والتي لا تتجاوز 56 في المائة تحول دون تحقيق أهداف مدرسة النجاح، وتكسر وتيرة تكافؤ الفرص وتحول دون انطلاقة الدمقرطة الحقيقية للتعليم، ولكنها وضعية قابلة للتصحيح إذا ما تحمل الجميع مسؤولياته في هذا المجال. هذا علما بأن الكثير من المشاكل والمعيقات الحقيقية التي كانت تقف في وجه التعميم أو السير العادي للمؤسسات قد تم تذليل نسبة كبيرة منها، وفي مقدمتها المجهود الجبار الذي بذل في ملف الدعم الاجتماعي، حيث وصل الغــــــلاف المالي لاقتناء المحفظات واللوازم المدرسية بالجهة في 28 320 326.00 درهم كما تعززت قدرات الإطعام المدرسي حيث بلغ عدد المستفيدين بالتعليم الابتدائي 64680 تلميذ، وبالتعليم الثانوي الإعــــدادي 1689تلميذ، وتم تخصيص 000 184 4 درهم للنقل المدرسي. كما تم توسيع دائرة المستفيدين من الداخليات إيواء وإطعاما ليصل عددهم حاليا إلى 4795.

وكيف تدبرون الملفات المرتبطة بالموارد البشرية وأوضاعها بالجهة؟
* أكيد أن تدبير الموارد البشرية جزء لا يتجزأ من فلسفة وسياسة التدبير المعقلن والرشيد لكافة الموارد. فالحكامة القويمة تتطلب من المسؤول الجهوي أن يكون ذا رؤية واضحة ونافذة إلى العمق يستطيع بها أن يدبر المشاكل الطارئة دون أن يؤثر ذلك على الرؤية المستقبلية لتدبير هذا الملف. ونحن في هذه الجهة نولي الموارد البشرية كل الاهتمام ونجعلها نقطة ارتكاز أساسية. وهو ما سمح وسيسمح بمعالجة العديد من المشاكل المتراكمة أو الطارئة. فالأمر يتعلق بتدبير 8020 أستاذا في التعليم الابتدائي، و3503 بالثانوي الإعدادي، و2205 في الثانوي التأهيلي، و1185 من الإداريين. ليصل الرقم الإجمالي للموارد البشرية العاملة بالجهة إلى 14913، مما يظهر ضخامة المسؤولية وحساسيتها الكبرى، خاصة حين يكون الحرص على إقرار التوازن الضروري بين حقوق التلميذ وحقوق الأستاذ. وسننهج في السنة المقبلة أسلوبا مغايرا وطريقة أكثر دينامية وفعلا في الواقع، خاصة وأننا سننطلق في هذه التكوينات على امتداد السنة المالية من يناير 2010 إلى دجنبر، وهو ما لم يتح هذه السنة. كما أن هذه الجهة عرفت احتضان أول تجربة لتشييد الصيغة الجديدة لسكنيات المدرسين بمجموعة مدارس الضريسة (جماعة عرباوة) ويتم حاليا التفكير في صيغة جديدة وفعالة بمبادرة خاصة من السيد الوالي إلى جانب البرنامج الذي تتولاه الوزارة. وتدخل جميعها في إطار توفير الشروط اللازمة والمساعدة على تطوير عمل المدرسين واستقرارهم.

هل هناك بنيات استقبالية للتلاميذ وهل هناك أطر تربوية كافية لتأطيرهم؟
* إن المجهودات التي بذلت خلال العشرية الماضية جبارة وكبيرة في مجال تهيئ بنيات الاستقبال وإعداد الأطر التي يمكن أن تواكب الصعود الكبير والقوي الذي سجل في نسب التمدرس من 63 في المائة سنة 1999 على الصعيد الوطني إلى 93 في المائة اليوم. وجهة الغرب تتوفر اليوم على بنيات استقبالية كثيرة تمّ تأهيل نسبة عالية منها، وما زالت عملية التأهيل مستمرة لتشمل كافة المواقع التعليمية التي تصل إجمالا إلى 1078 موقعا تعليميا. علما أن الفيضانات السابقة أتت على الكثير من المؤسسات في هذا المجال، لذلك خصص غلاف مالي يقدر بـ12 مليونا و500.000 درهم لمواجهة آثار الفيضانات، إضافة إلى ما تحقق في برامج التنمية البشرية من دعم قوي لبنيات التعليم. وأعتقد أن الشراكة المجتمعية الواسعة هي القادرة وحدها على أن تتجاوب مع الطلبات المستمرة والمستحدثة في كل مكان من الجهة وخاصة الشراكة مع الجماعات المحلية. كما أن مشروع المدارس الجماعاتية يمكن أن يحسم العديد من المشاكل التي تظهر مع استنبات أقسام مشتتة في مناطق أو في بقع متفرقة. وفي نفس السياق تجري هذه الأيام عملية دؤوبة لربط المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب بتعاون تام مع النيابتين والسلطات والمؤسسات المعنية وخاصة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. أما الموارد البشرية فإن الجهة تتوفر من حيث المبدأ على نسبة كبيرة جدا من حاجاتها، حيث يصل العدد الإجمالي للموارد البشرية إلى 14913، إلا أن واقع التوزيع وإرغاماته الاجتماعية يتسبب في بعض الخصاص هنا وهناك، وفي هذه المادة أو تلك. والإدارة جادة في إشراك الفرقاء الاجتماعيين لحل مختلف القضايا والمشاكل التي ترتبط بهذا الملف الذي يتطلب كثيرا من التفهم والتعاون للوصول إلى الأهداف المرسومة.

هل هناك استراتيجية محددة لمواجهة الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية؟
* إن ظاهرة الاكتظاظ تعكس حقيقة موضوعية هي أن الإقبال على المدرسة العمومية ما زال قويا وأن تشبث المواطنين بالمدرسة العمومية قوي جدا حيث يصل إلى نسبة 93 في المائة، ومن الواجب صيانة هذا الحق بتوفير شروط أفضل للتمدرس. لذلك وضعنا خطة لمواجهة مظاهر الاكتظاظ في العديد من المؤسسات وهي خطة مستمدة من الإستراتيجية الوطنية وملائمة لظروف النيابتين اللتين تبذلان مجهودات جبارة بتعاون مع إدارات المؤسسات وتدخل السادة المفتشين. وهذا التطور الإيجابي لا يلغي العديد من الحالات التي ما زال الواقع يحبل بها من أقسام مكتظة نسبيا تولدت عن واقع عنيد لا يمكن مجابهته بين عشية وضحاها، إذ لا بد من خطة طويلة النفس دقيقة الأهداف متدرجة المراحل والإجراءات حتى نصل إلى هدفنا المتمثل في توفير الأعداد المتوازنة والطبيعية في أقسامنا.

- وكم تبلغ نسبة الهدر المدرسي بجهة الغرب الشراردة مقارنة بالجهات الأخرى من المغرب؟
* جهة الغرب تعرف مجهودات كبيرة في مجالات الدعم الاجتماعي الهادفة أساسا إلى الإبقاء على التلاميذ في أقسامهم، على الأقل إلى سن 15 سنة، ويتعلق الأمر بتوسيع خدمات النقل المدرسي وتشجيع تجاربه الجيدة كتلك الممارسة في نيابة سيدي قاسم، أو توسيع دائرة المستفيدين من الإطعام المدرسي والتلاميذ الداخليين سواء بالداخليات أو دور الطالب والطالبة، والانطلاق في البرنامج الوطني الناجح «تيسير»، الذي يشجع الأسر على الإبقاء على أبنائها وبناتها في المدرسة. كما أن توزيع المحفظات واللوازم المدرسية ساهم بشكل قوي ولافت في محاربة الهدر وتحقيق نسبة مهمة من الاستقرار الدراسي. ويبدو لي أن مسألة الهدر ليست مرتبطة فقط بهذه العوامل المشجعة والداعمة، وإنما هي مرتبطة أيضا بعودة الوعي بأهمية المدرسة ودورها الوازن في التوعية والتعليم والنماء.

كيف تقيمون السياق الجديد الذي تعيشه منظومة التربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة؟
*ترتبط السياقات الجديدة بهذه الجهة ببناء رؤية تستهدف إرساء تنمية نسقية ومتجددة لقطاع التربية والتكوين لهذه الجهة في تقاطع تام وانسجام مع ما حدده البرنامج الاستعجالي 2009-2012 الرامي إلى تجديد نفس الإصلاح وفي أفق التمثل العملي لما جاء به تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 من تشخيص وتوصيات. كما يندرج هذا السياق في سيرورة إرساء قواعد للتعاقد بين الأكاديمية والوزارة واستدماج مخططات العمل بنيابتي القنيطرة وسيدي قاسم. ولا تقف الإجراءات والمبادرات المقترحة في برنامج العمل الحالي على سنة بل تتعداها إلى أفق الأربع سنوات المقبلة التي ستكون أساس التقويم العلمي والمساءلة الموضوعية. وتمتد هذه السيرورة على مدى اثنتي عشرة واجهة للعمل، كما تتطلع إلى دعم إجراءاتها في تأهيل البنيات والفضاءات والوسائل والموارد البشرية بتنشيط الحياة المدرسية والنهوض بوظائفها التربوية والمدنية والتنموية والبحث التربوي قصد دعم الحياة المدرسية وإنجاز المبادرات الثقافية التي من شأنها الارتقاء بدور التلاميذ داخل المؤسسة وتأهيلهم لتحمل المسؤولية في محيطهم المدرسي اليوم ومحيطهم الاجتماعي غدا.
ــــــــــــــــــــــــ

عبد اللطيف اليوسفي: المطلوب اليوم هو التعبئة الوطنية الشاملة حول المدرسة المغربية


مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب قال إن البرنامج الاستعجالي جاء ليجدد الإصلاح نفسه
حاورته- سعاد رودي (*) 
  عبد اللطيف اليوسفي
ـ ما هي ممميزات الدخول المدرسي لهذه السنة ؟
* يتزامن الدخول المدرسي لهذا الموسم مع أجرأة البرنامج الاستعجالي الذي جاء ليجدد نفس الإصلاح بعد الوقفة التقويمية التي قدمها تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 لمسار الإصلاح وتطوراته، انطلاقا من دعامات الميثاق ومقتضياته. وقد تضافرت لأول مرة أمام فرص الإصلاح كافة الوسائل والإمكانات لأجرأة فعلية وعملية على أرض الواقع.
ركزت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن في برنامج العمل المستقبلي للنهوض بهذا القطاع في هذه الجهة على إعطاء التعبئة الشاملة مفهومها الواسع، وبالتالي لن نمل من دق كافة الأبواب لجمع الطاقات الفاعلة حول المدرسـة لتصبح فعلا مدرسة مفعمة بالحياة، متعددة الأساليب، تؤدي فعلا إلى آفاق النجاح، وتكون جديرة بأن تنعت بمدرسة النجاح. وغني عن البيان أن هذا البرنامج ليس إلا صورة موسّعة ومؤسّسة للبرنامج الاستعجالي الجهوي الممتد على أربع سنوات بمختلف مشاريعه وأوراشه الدقيقة.

انطلاقا من هذا، ما هي المشاكل والمعيقات التي تواجهونها في هذه الجهة والتي يمكن أن تعرقل تطبيق هذا البرنامج الاستعجالي؟
* نسبة التعليم الأولي المنخفضة والتي لا تتجاوز 56 في المائة تحول دون تحقيق أهداف مدرسة النجاح، وتكسر وتيرة تكافؤ الفرص وتحول دون انطلاقة الدمقرطة الحقيقية للتعليم، ولكنها وضعية قابلة للتصحيح إذا ما تحمل الجميع مسؤولياته في هذا المجال. هذا علما بأن الكثير من المشاكل والمعيقات الحقيقية التي كانت تقف في وجه التعميم أو السير العادي للمؤسسات قد تم تذليل نسبة كبيرة منها، وفي مقدمتها المجهود الجبار الذي بذل في ملف الدعم الاجتماعي، حيث وصل الغــــــلاف المالي لاقتناء المحفظات واللوازم المدرسية بالجهة في 28 320 326.00 درهم كما تعززت قدرات الإطعام المدرسي حيث بلغ عدد المستفيدين بالتعليم الابتدائي 64680 تلميذ، وبالتعليم الثانوي الإعــــدادي 1689تلميذ، وتم تخصيص 000 184 4 درهم للنقل المدرسي. كما تم توسيع دائرة المستفيدين من الداخليات إيواء وإطعاما ليصل عددهم حاليا إلى 4795.

وكيف تدبرون الملفات المرتبطة بالموارد البشرية وأوضاعها بالجهة؟
* أكيد أن تدبير الموارد البشرية جزء لا يتجزأ من فلسفة وسياسة التدبير المعقلن والرشيد لكافة الموارد. فالحكامة القويمة تتطلب من المسؤول الجهوي أن يكون ذا رؤية واضحة ونافذة إلى العمق يستطيع بها أن يدبر المشاكل الطارئة دون أن يؤثر ذلك على الرؤية المستقبلية لتدبير هذا الملف. ونحن في هذه الجهة نولي الموارد البشرية كل الاهتمام ونجعلها نقطة ارتكاز أساسية. وهو ما سمح وسيسمح بمعالجة العديد من المشاكل المتراكمة أو الطارئة. فالأمر يتعلق بتدبير 8020 أستاذا في التعليم الابتدائي، و3503 بالثانوي الإعدادي، و2205 في الثانوي التأهيلي، و1185 من الإداريين. ليصل الرقم الإجمالي للموارد البشرية العاملة بالجهة إلى 14913، مما يظهر ضخامة المسؤولية وحساسيتها الكبرى، خاصة حين يكون الحرص على إقرار التوازن الضروري بين حقوق التلميذ وحقوق الأستاذ. وسننهج في السنة المقبلة أسلوبا مغايرا وطريقة أكثر دينامية وفعلا في الواقع، خاصة وأننا سننطلق في هذه التكوينات على امتداد السنة المالية من يناير 2010 إلى دجنبر، وهو ما لم يتح هذه السنة. كما أن هذه الجهة عرفت احتضان أول تجربة لتشييد الصيغة الجديدة لسكنيات المدرسين بمجموعة مدارس الضريسة (جماعة عرباوة) ويتم حاليا التفكير في صيغة جديدة وفعالة بمبادرة خاصة من السيد الوالي إلى جانب البرنامج الذي تتولاه الوزارة. وتدخل جميعها في إطار توفير الشروط اللازمة والمساعدة على تطوير عمل المدرسين واستقرارهم.

هل هناك بنيات استقبالية للتلاميذ وهل هناك أطر تربوية كافية لتأطيرهم؟
* إن المجهودات التي بذلت خلال العشرية الماضية جبارة وكبيرة في مجال تهيئ بنيات الاستقبال وإعداد الأطر التي يمكن أن تواكب الصعود الكبير والقوي الذي سجل في نسب التمدرس من 63 في المائة سنة 1999 على الصعيد الوطني إلى 93 في المائة اليوم. وجهة الغرب تتوفر اليوم على بنيات استقبالية كثيرة تمّ تأهيل نسبة عالية منها، وما زالت عملية التأهيل مستمرة لتشمل كافة المواقع التعليمية التي تصل إجمالا إلى 1078 موقعا تعليميا. علما أن الفيضانات السابقة أتت على الكثير من المؤسسات في هذا المجال، لذلك خصص غلاف مالي يقدر بـ12 مليونا و500.000 درهم لمواجهة آثار الفيضانات، إضافة إلى ما تحقق في برامج التنمية البشرية من دعم قوي لبنيات التعليم. وأعتقد أن الشراكة المجتمعية الواسعة هي القادرة وحدها على أن تتجاوب مع الطلبات المستمرة والمستحدثة في كل مكان من الجهة وخاصة الشراكة مع الجماعات المحلية. كما أن مشروع المدارس الجماعاتية يمكن أن يحسم العديد من المشاكل التي تظهر مع استنبات أقسام مشتتة في مناطق أو في بقع متفرقة. وفي نفس السياق تجري هذه الأيام عملية دؤوبة لربط المؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب بتعاون تام مع النيابتين والسلطات والمؤسسات المعنية وخاصة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. أما الموارد البشرية فإن الجهة تتوفر من حيث المبدأ على نسبة كبيرة جدا من حاجاتها، حيث يصل العدد الإجمالي للموارد البشرية إلى 14913، إلا أن واقع التوزيع وإرغاماته الاجتماعية يتسبب في بعض الخصاص هنا وهناك، وفي هذه المادة أو تلك. والإدارة جادة في إشراك الفرقاء الاجتماعيين لحل مختلف القضايا والمشاكل التي ترتبط بهذا الملف الذي يتطلب كثيرا من التفهم والتعاون للوصول إلى الأهداف المرسومة.

هل هناك استراتيجية محددة لمواجهة الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية؟
* إن ظاهرة الاكتظاظ تعكس حقيقة موضوعية هي أن الإقبال على المدرسة العمومية ما زال قويا وأن تشبث المواطنين بالمدرسة العمومية قوي جدا حيث يصل إلى نسبة 93 في المائة، ومن الواجب صيانة هذا الحق بتوفير شروط أفضل للتمدرس. لذلك وضعنا خطة لمواجهة مظاهر الاكتظاظ في العديد من المؤسسات وهي خطة مستمدة من الإستراتيجية الوطنية وملائمة لظروف النيابتين اللتين تبذلان مجهودات جبارة بتعاون مع إدارات المؤسسات وتدخل السادة المفتشين. وهذا التطور الإيجابي لا يلغي العديد من الحالات التي ما زال الواقع يحبل بها من أقسام مكتظة نسبيا تولدت عن واقع عنيد لا يمكن مجابهته بين عشية وضحاها، إذ لا بد من خطة طويلة النفس دقيقة الأهداف متدرجة المراحل والإجراءات حتى نصل إلى هدفنا المتمثل في توفير الأعداد المتوازنة والطبيعية في أقسامنا.

- وكم تبلغ نسبة الهدر المدرسي بجهة الغرب الشراردة مقارنة بالجهات الأخرى من المغرب؟
* جهة الغرب تعرف مجهودات كبيرة في مجالات الدعم الاجتماعي الهادفة أساسا إلى الإبقاء على التلاميذ في أقسامهم، على الأقل إلى سن 15 سنة، ويتعلق الأمر بتوسيع خدمات النقل المدرسي وتشجيع تجاربه الجيدة كتلك الممارسة في نيابة سيدي قاسم، أو توسيع دائرة المستفيدين من الإطعام المدرسي والتلاميذ الداخليين سواء بالداخليات أو دور الطالب والطالبة، والانطلاق في البرنامج الوطني الناجح «تيسير»، الذي يشجع الأسر على الإبقاء على أبنائها وبناتها في المدرسة. كما أن توزيع المحفظات واللوازم المدرسية ساهم بشكل قوي ولافت في محاربة الهدر وتحقيق نسبة مهمة من الاستقرار الدراسي. ويبدو لي أن مسألة الهدر ليست مرتبطة فقط بهذه العوامل المشجعة والداعمة، وإنما هي مرتبطة أيضا بعودة الوعي بأهمية المدرسة ودورها الوازن في التوعية والتعليم والنماء.

كيف تقيمون السياق الجديد الذي تعيشه منظومة التربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة؟
*ترتبط السياقات الجديدة بهذه الجهة ببناء رؤية تستهدف إرساء تنمية نسقية ومتجددة لقطاع التربية والتكوين لهذه الجهة في تقاطع تام وانسجام مع ما حدده البرنامج الاستعجالي 2009-2012 الرامي إلى تجديد نفس الإصلاح وفي أفق التمثل العملي لما جاء به تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 من تشخيص وتوصيات. كما يندرج هذا السياق في سيرورة إرساء قواعد للتعاقد بين الأكاديمية والوزارة واستدماج مخططات العمل بنيابتي القنيطرة وسيدي قاسم. ولا تقف الإجراءات والمبادرات المقترحة في برنامج العمل الحالي على سنة بل تتعداها إلى أفق الأربع سنوات المقبلة التي ستكون أساس التقويم العلمي والمساءلة الموضوعية. وتمتد هذه السيرورة على مدى اثنتي عشرة واجهة للعمل، كما تتطلع إلى دعم إجراءاتها في تأهيل البنيات والفضاءات والوسائل والموارد البشرية بتنشيط الحياة المدرسية والنهوض بوظائفها التربوية والمدنية والتنموية والبحث التربوي قصد دعم الحياة المدرسية وإنجاز المبادرات الثقافية التي من شأنها الارتقاء بدور التلاميذ داخل المؤسسة وتأهيلهم لتحمل المسؤولية في محيطهم المدرسي اليوم ومحيطهم الاجتماعي غدا.
ــــــــــــــــــــــــ

العدالة والتنمية يسائل التدبير المحلي بوزان


العدالة والتنمية يسائل التدبير المحلي بوزان
وزان: محمد حمضي
 اختار حزب العدالة والتنمية بوزان دورة أكتوبر التي عقدها المجلس البلدي لمسائلة التدبير المحلي بعد انسلاخ أربعة أشهر من عمر" التجربة الجديدة"التي جاءت محمولة على الفساد الانتخابي في أبشع صوره.
  مسائلة حزب المصباح جاءت على شكل بيان موجه إلى الرأي العام المحلي تعرض فيه مكتب الفرع بالتفصيل إلى طريقة التسيير التي "لا زالت الارتجالية والنتظارية تطبع بصفة عامة طريقة تدبير المجلس الجماعي للمدينة".البيان حصر أوجه الإختلالات في توقف أغلب الأشغال بأوراش المخطط الرباعي، و"انتقال المدينة من الفوضى العارمة إلى الفوضى الممركزة من خلال ممارسة ارتجالية واستبدادية …"وأخيرا يشير البيان إلى "إغراق مالية الجماعة بالديون التي تناهز 2 مليار سنتيم مما يمس بالتوازنات المالية الهشة أصلا بالجماعة"
     أما ما تعلق بالجو العام الذي دارت فيه أشغال دورة أكتوبر الأخير، فقد عدد مكتب فرع حزب المصباح في قناته التواصلية مع الساكنة في عدة مستويات نشير منها إلى "عدم احترام الرئيس للقانون الداخلي في مادتيه 59و63"، وعدم "توصل أعضاء المجلس بمقترحات لجنة التقويم المتعلقة بالتعويضات التي ستمنح للمواطنين الذين ستنزع ملكيتهم بشوارع محمد الخامس والمسيرة الخضراء…" كما توقف البيان مطولا عند "عدم احترامه(الرئيس)للمنهجية المعتمدة في إعداد مخطط التنمية السداسي كما ينص على ذلك الميثاق الجماعي من خلال إشراك الساكنة والفعاليات المحلية.
   وخلص مكتب الفرع في بيانه إلى توجيه دعوة إلى الساكنة من أجل الانخراط في كل المبادرات النضالية لتصحيح الإختلالات التي شابت المخطط الرباعي، كما حمل سلطة الوصاية محليا وإقليميا هذه الخروقات ودعاها لحماية القانون.
      يذكر بأن الدورة الأخيرة للمجلس البلدي قد تميزت باختراق جديد لصفوف المعارضة، وبالطلاق البين بين حزبي العدالة والتنمية والإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية… أما الرأي العام الذي يتوجه إليه البيان فإنه نفسه يستغرب هذا الهجوم على من كانوا قد نسجوا معه صفقة الوصول إلى سدة المسؤولية قبل أن ينقلب عليهم في آخر لحظة يوم22 يونيه!

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

الجزائر و مصر : الحرب الشاملة أو سياسة الأرض المحروقة.


الجزائر و مصر :  
الحرب الشاملة أو سياسة الأرض المحروقة.
 
حـــميد هيــــــــــمة
ما الذي وقع ؟ هل انهارت أحلام القومية العربية على عتبة مقابلة كروية ؟ كيف تلاشى " صوت العرب " الداعي إلى الوحدة والتضامن العربيين في بلاد الكنانة ؟ وهل هذا الدعم الرسمي الجزائري الذي قدم تسهيلات سخية للجماهير، من أجل غزو " الخضر" لبلاد السودان، يندرج ضمن سياسة  الجزائر الخارجية لدعم حركات التحرر و" تصفية الاستعمار " ؟ إنها صورة كاريكاتورية بامتياز ؟ أبطالها نظامين عربيين استبداديين،  وظفا مقابلة رياضية لتصريف  حدة الاحتقان الشعبي الساخط على  نظاميهما الدكتاتوري .
 إن ما وقع، ليس حدثا كرويا ؛ بل زلزال سياسي، أكد مقولة الموت السريري لجامعة " عمرو موسى ". وأثبت صبيانية أنظمتنا الشائخة، المنفلتة من قوانين التاريخ. و رسخ رعوية جماهيرنا العربية اللاهثة عن أوهام البطولات الكروية، بعد كبوات وهزائم متتالية
- كيف بدأت الدراما المسرحية؟
قبل إجراء المقابلة " المصيرية "، بالنسبة للنظامين العسكريين، بتاريخ( 14/11/2009 ) على ركح " سطاد القاهرة "، برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا وكأس العالم المقرر إجراؤها في( 2010م )  بجنوب إفريقيا، اندلعت مواجهات " صحفية " عنيفة و تراشقا إعلاميا حادا بين صحافة البلدين .
  الصحافة المصرية بكل أنواعها وأشكالها، شحذت كل أسلحتها، لما يقرب من أسبوع قبل إجراء المباراة، لتعبئة " الجماهير " المصرية من أجل تحقيق النصر. مادام أن الشعب المصري، المكتوي بنار السياسات اللاشعبية لنظامه، لم يذق طعم النصر أمام أعدائه الحقيقيين منذ زمن بعيد: زمن الأيام الذهبية للأمة العربية مع الراحل " جمال عبد الناصر " .
والملفت، أن الإعلام المصري الورقي، السمعي البصري، هيأ تغطيات خاصة ومستمرة  زمنيا، و تتبع، بالتفاصيل المملة، كل أخبار المنتخبين الخصمين من زاويتين مختلفتين: أولا ، تكذيب كل الشائعات التي يروجها الخصم عن المنتخب القومي، و بث أخبار الاطمئنان عنه، تلك الأخبار المنسجمة مع أخبار الظهيرة أو المساء، التي تبثها القنوات الرسمية للدعاية للحاكم " عنترة " على  حد قول " نزار قباني "، إعلام يجتهد لتجميل قبح وجه نظام انتهيت صلاحيته تاريخيا . ثانيا، نشر أخبار وتعاليق الاستعدادات الفاشلة للخصم.
انزلاق العقلاء:
في سياق الحرب الإعلامية الشاملة بين الطرفين، لم أكن أتصور أن تنزلق بعض المنابر الإعلامية المصرية لمعانقة هذا الجنون والمجون. إذا كان الجميع يفهم خلفيات وأبعاد التصعيد الإعلامي للمنابر الرسمية، فما لم أستسغه، شخصيا، هو انزلاق حتى إعلام المعارضة في هذه المعركة " القومية ". كيف سمحت، مثلا، " الأهالي "، لسان حال حزب "التجمع الوطني التقدمي الوحدوي"، لصحافييها بالاغتراف من معين القواميس العسكرية  وتدبيجها  في مقالاتهم و تقاريرهم . فهل هذه الخطوة الإعلامية ل "الأهالي "، و من خلفها حزب التجمع، تندرج ضمن إثبات حسن نية الحزب ووطنيته للزعيم " عنترة " ؟ في تقرير للجريدة المذكورة موسوم بعنوان " مصر ترتدي ثوب المنتخب " خط   فيه أن المقابلة بين مصر والجزائر : " التي ستقام مساء السبت المقبل ،،، تعبر عن مشاعر الثمانين مليونا الذين يمثلون شعب مصر بأكمله، فقد وحدت هذه المباراة الشعب كله تحت شعار واحد وهو «يلاّ نشجع مصر»" . فإذا كان هذا الموقف الغريب من توقيع المعارضة، فماذا سيصنع فريق الموالاة ؟ أم أن المعارضة المصرية سقطت في هذا المطب بعد أن وضعت رجلها على قشور الموز، التي لا يتوانى النظام في وضعها أمام خصومه؟ 
الجزائر:" ثورة " حتى النصر:
 من جانبها، قامت الصحف الجزائرية " بتسخين الطرح " ردا على الهجوم الإعلامي للصحف المصرية. وإذا كان الإعلام الجزائري ماسك للسانه وقلمه، تقديرا منه لقوة منتخب بلاد " المليون شهيد "، القادر على الصمود أمام آلة المنتخب الخصم، سيما وأن الجزائر يكفيها الحفاظ على بياض شباكها، أو حتى الانهزام بهدف واحد،  للمرور نحو المونديال العالمي.
   لا يمكن للجزائر أن لا تشارك صديقتها، جمهورية نيلسون مانديلا، نخب تنظيم شرف كأس العالم، وهو الشرف الذي " سرق "من المغرب، العدو رقم واحد  للنظام القائم في الجزائر؛ ربما هذا هو حال لسان جنرالات العسكر ومحيط  قصر المرادية ؟ و ربما هذا ما حدا بصناع القرار في البلاد إلى مجاراة الصخب الإعلامي مباشرة بعد تعرض المنتخب للاعتداء في القاهرة. بل ذهب الشارع الجزائري بعيدا، باتهامه للمخابرات المصرية بتدبير سيناريو الاعتداء على منتخب بلادهم؛ كما أكد بذلك مشجع جزائري لإحدى القنوات الفضائية الدولية.
والحال أن المخابرات المصرية بريئة من هذه التهمة، لأنها، في تقدير العديد من علماء الاستبداد، منشغلة بإعداد الوصفات النموذجية  لمعالجة قضايا الوطن و" صداع الراس"  الفلسطينيين.
جرت الأمور كما أراد " بوتفليقة "، ذلك إلى غاية نهاية المقابلة بلحظات، حيث تفاجأ ب " الضربة القاضية "، بعد أن نجح المنتخب المصري في هز الشباك الجزائرية للمرة الثانية على التوالي، مما أعاد الأمور إلى الصفر.
ولرد الاعتبار، قام سعادة الرئيس بإعلان حالة "الطوارئ " في البلاد، ليس لمواجهة تهديدات تنظيم " القاعدة في المغرب الإسلامي"، أو لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية القاهرة؛ بل للانتقام من " واقعة القاهرة ". و أعطى أوامره المطاعة لإقامة جسر جوي بين الجزائر والسودان لتأمين الرحلات الجوية ل " الجماهير " الجزائرية من أجل مساندة منتخبها في مقابلة الحسم ليوم الأربعاء (18/11/2009 ). حيث و صل عدد الرحلات الجوية إلى (41) رحلة بعد تدخل رئيس الجمهورية، تورد جريدة " الخبر".
  كما نشرت جريدة " الشروق، بعنوان لافت، أن " الحكومة تعلن التعبئة العامة لنصرة المنتخب بالجزائر وخارجها "،  وأضافت أن " طائرات الجيش تحت تصرف أنصار الخضر". في محاولة من النظام الجزائري لرد الاعتبار لشعبه على خلفية " الغدر " الذي تعرض له جمهوره بعد خروجه من " سطاد القاهرة " / مسرح المواجهة.
  والتقطت الصحف المحلية الإشارة جيدا، بانخراطها في حالة التعبئة العامة؛ فشرعت، مثلا، الفضائية الجزائرية، في بث برامج ثقافية وفنية عن السودان، في محاولة لاستمالة جمهور البلد الحاضن لمقابلة الحسم إلى جانب المنتخب الجزائري. أما الأديبة " أحلام مستغانمي " فلم تتخلف عن الانخراط في هذه المعركة المصيرية، بعد أن " طلبت من السفير السوداني إعادة بث مقابلة لها مع التلفيزيون المحلي " سبق للتلفزيون السوداني أن أجراها معها قبل أربع سنوات، وتركت أثراً كبيراً لدى الجمهور السوداني حتى أنّه تمّ بثّها ثلاث مرات، إحداها بمناسبة العيد هدية للشعب السوداني ".  كما أكدت الأديبة المذكورة، في نفس المادة الإعلامية من جريدة " الخبر"، عن جاهزيتها لأن "تبعث لقرّائها كميّات كبيرة من كتبها من مالها الخاص، وأن تلبي دعوة السودان وتسافر إليه ولو على الدرجة الثانية أو الثالثة لو وجدت. برغم أنّها لن تزور بعض الدول ولو على طائرة خاصة ". 
 أما  المطربة الجزائرية " وردة "، فإنها " تتعرض لحملة عداء مصرية " على خلفية تقليلها من أهمية الانتصار المصري في موقعة (14/11/2009 )، مؤكدة، في تصريح نسب إليها، أن " العبرة بخواتمها "؛ في إشارة إلى أنها تتوقع فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري، في المباراة الفاصلة التي ستجمع بينهما في السودان يوم الأربعاء المقبل ".
التيجانيون مع الجزائر ضد مصر:
 وعلى خط المواجهة، أقحمت الجزائر الزاوية التيجانية في هذه المعركة الكروية ذات الأبعاد المتشعبة، حيث قدمت إحصاء مذهبيا للسودان؛ و توصلت إلى أن " ثلث الشعب السوداني من التيجانيين "، " وانطلاقا من هذا التبني للطريقة الروحية والدينية التي ولدت في الجزائر وانتشرت منها إلى مختلف الدول، فإن الكثير من السودانيين سيناصرون المنتخب الجزائري في مواجهته المصيرية أمام المنتخب المصري، تأكيدا لانتمائهم الصوفي وتشجيعا لمساهمات منتسبي الطريقة التيجانية في السودان " ، كما أكدت" الشروق" في موقعها الإلكتروني.               
"إسرائيل " على خط المواجهة:
- رحبت صحف الكيان الصهيوني، كما أورد موقع " الشروق أون لاين " الجزائري، بانتصار المنتخب المصري على نظيره الجزائري، "مشيدة بالانتصار الذي سمته بالساحق للفراعنة على الخضر، وناصر معظم الإسرائيليين أشبال شحاتة مؤكدين وقوفهم معهم في المباراة الفاصلة التي تجمع المنتخبين غدا الأربعاء ". لكن السؤال المطروح هو: هل فعلا أقحمت الصحف الصهيونية  أنفها في الموضوع ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تكتيك من الصحف الجزائرية في إشارة منها إلى  سياسة التطبيع المنتهجة من طرف مصر، ليس فقط من باب السياسة؛ بل وحتى من نافذة الرياضة؟ وهو ما يجعل الجزائر الأحق بالتعاطف القومي العربي.
إن ما وقع، ليس حدثا كرويا؛ بل زلزال سياسي، أكد مقولة الموت السريري لجامعة " عمرو موسى ". وأثبت صبيانية أنظمتنا الشائخة، المنفلتة من قوانين التاريخ. ورسخ رعوية جماهيرنا العربية اللاهثة عن أوهام البطولات الكروية، بعد كبوات وهزائم متتالية…   
ما الذي وقع؟ بالتأكيد، كارثة قومية وإنسانية. والأسوأ، ما الذي سيقع في أم درمان بالسودان؟
نشكر الله، ونشكر منتخبنا المغربي، الذي أعفانا  بانهزاماته البطولية شر مثل هكذا صراع سياسوي في فنجان رياضي. حتى و إن كانت دواعي هزيمته من صلب السياسي أو العسكري.
 



الاثنين، 16 نوفمبر 2009

Sidi Slimane : naissance d’une ville en expansion


Sidi Slimane : naissance d’une ville en expansion
léments oraux pour l’histoire)

  Par Houssaine IDRISSI 
 
Sidi Slimane en 1963
      Tout un chacun sait que la ville de Sidi Slimane est née sur initiative de quelques colons comme Henri Priou vers la fin des années vingt du siècle dernier (un natif  a même avancé la date de 1926 à la veille de la grande crise mondiale). Comme centre d’exportation des céréales par le chemin de fer reliant Casa Oujda. C’est dire que la naissance de cette ville est liée économiquement à la production coloniale qui doit être acheminée vers la métropole juste au moment où la France se prépare à affronter les méfaits de la crise grâce à la participation des colonies dont le Maroc qui n’est pas  tout à fait « pacifié » comme aiment à le ressasser les historiens du capitalismes d’entant .La ville à sa naissance, nous dit on , ressemblait aux petits bourgs que bâtissaient les européens pour développer leurs capitaux dans le secteur commercial (commerce ;bars ;transport ;collecte de céréales en transit) et le secteur agricole  qui est d’ailleurs le secteur de prédilection sous les incitations du protectorat (statut foncier ;facilités de banques ;protections civiles et militaires ) .Des familles étrangères (espagnoles française grecques etc. ) ont su fructifier leurs capitaux profitant de toutes les potentialités locales en présence :naturelles, humaines et administratives .La promotion de la petite ville est assurée grâce justement à cette situation favorable au développement du capital  étranger sur le sol occupé des marocains et au profit de la métropole .Certains ont même avancé le quolibet de Petit Paris  comme résultat des efforts déployés pour mettre en exergue les réalisations du colonialisme  français au Maroc occupé(traité de Fès 1912 ,le projet Lyautey sur le plan de l’urbanisation voir « le cas du port Lyautey » non loin de Sidi Slimane)
Le petit pari  dois je dire est bien là : une église ;une gare ,des habitations à l’européenne avec des toits couverts de tuiles rouges , centre administratif et une école de sœurs ( l’actuel collège Omar ben El Khattab) à coté d’une petite école (abandonnée presqu’inconnue actuellement ,Avenue Med V) ,des bars ,  hôtel  et du petit commerce .On peut dire que le nombre des habitats en dure se compte sur les doigts car les marocains n’avaient pas droit au dur ;les bidons- villes voient déjà le jour pour assurer une main d’œuvre servile et  peu couteuse  à l’européen  bien servi et par la situation que par l’administration du protectorat .C’est dans ce cadre que le capital étranger s’attaque à l’exploitation  sans garde fous .Des fortunes émergent parodiquement laissant traces sur l’espace comme sur les humains (langues ,comportements et prise de conscience dans la  disparité sociale ).Des familles ont marqué l’espace en pleine transformation par les mains et les bras de ceux la mêmes auxquels les terres sont spoliées  entre  1916 et 1960 . 

Centre ville
En fait, la ville ne connaît sa véritable expansion qu’à la fin des années cinquante et le début des années soixante avec l’afflux des émigrés de toutes les régions  du Maroc indépendant, du nord comme du sud et de l’oriental .Les premiers quartiers marocains apparaissent : Hay el Masgid , Hay Khouribga et El Ghomaryne , avec leurs hammams et mosquées et les maisons typiquement marocains avec des  puits à intérieur.
Qu’en tirer
 - 1
         Contrairement aux autres villes créées au temps du  protectorat  (Sidi Kacem nommée auparavant Petit Jean  Kenitra  port Lyautey  Al Youssefia Louis Gentil ) Sidi Slimane est restée sans nom  peut être  à cause l’espace qu’elle occupait  au-delà de l’espace minimal que pourrait occuper  un bourg ;cela suppose que les « fondateurs » n’avait pas à l’esprit  que les premières habitations coloniales pour ne pas dire colonialistes deviendraient un la souche d’une ville marocaine et à avenir tout particulier dans son développement économique et urbain en plein centre du Gharb dit  justement « Californie » marocaine.
2
                   La ville tire son nom du Saint marabout Sidi Slimane El Baabouchi, l’un des marabouts qui pullulent dans la région à partir du 15 siècle pour la défense contre les menaces portugaises (voir le mouvement d’al Ayachi au 16-17 s). La mémoire populaire garde encore le nom du « petit Paris » mais  il reste peu courant car les colonialistes utilisent les noms de personnes en mémoire aux expéditionnaires et les pionniers colonialistes ; la ville aurait pris comme nom Henri Briou  dont la statue , nous a-t-on dit ,était érigée devant le premier centre administratif  non loin de la gare du C .F  .Il est fort probable que le nom de « petit Paris » soit utilisé pour faire une comparaison intenable entre le passé et le présent de la ville conquise maintenant par la ruralisation  et la dégradation  esthétiquement parlant. D’ailleurs je n’ai jamais rencontré ce nom sur aucun papier officiel ou non officiel pourtant il a fait sa place dans la mémoire de certains interlocuteurs, par contre le mot village circule encore parmi les habitants, designant les premières structures urbaines  de la ville actuelle. On dit encore : je vais au Village essentiellement avenue Med V et Zaouiya.    
                 L’expansion de Sidi Slimane reste indéniablement  liée  à la construction de la sucrerie de Sidi Slimane et avec le projet intégré du Oued Beht : irrigation, agrumes, betteraves à sucre et élevage,  en voilà des projets qui attirent la main d’œuvre  et les capitaux de toutes parts .La création de la base militaire par les américains (l’aviation militaire)  donna un coup de pousse à l’installation de plusieurs familles aux quartiers de Khouribga d’El Masjid et Al Ghomariyne . La ville croit urbainement ainsi dans le sillage des transformations socio économiques de la région.
                  L’église symbole du catholicisme domine encore la petite ville par sa présence  bien que fermée suite au départ des croyants -colons. Elle rappelle  encore comme lieu de culte ce passé colonial pour tous les Soulaimanis  constituant actuellement un point d’atterrissages de ces cigognes migratoires. Les ONG  d’ici la revendiquent comme centre culturel mais le conseil communal  la voit d’un autre œil .Faut il ajouter qu’elle a précédé nos grandes mosquées d’aujourd’hui !

Sidi Slimane le 14/11/09
أ

الأحد، 15 نوفمبر 2009

المطرح البلدي بسيدي سليمان مشكل التدبير البيئي والمجالي


 المطرح البلدي بسيدي سليمان
مشكل التدبير البيئي والمجالي(*)
إعداد: الحسين الإدريسي
        حياة الإدريسي(1)
مقدمة
     منذ تأسيسها 2002 دأبت جمعية العقد العالمي للماء بالمغرب على الاهتمام بالقضايا المرتبطة بالماء  وبالبيئية  تشخيصا وتقييما و تتبعا، وعيا منها بالمخاطر التي تظهر جراء المتقلبات المناخية (الاحتباس الحراري) وارتفاع عدد السكان وسوء التدبير المجالي، الشيء الذي يتسبب في انعكاسات سلبية على الاستهلاك بمختلف أنواعه، وعلى صحة المواطنين، وبالنتيجة على التنمية المستدامة بالتأكيد.
      إن مجموعة عمل سيدي سليمان التابعة لجمعية العقد العالمي للماء، ووعيا منها بالاختلالات التي لحقت البيئة المحلية فيالسنوات الأخيرة (الفيضانات، الاحتجاحات، تناثر المزابل بعدد من المواقع بالمدينة) لمصممة العزم على تشخيص الوضعية البيئية،  بما فيها مشكل الأزبال لتقدير المسؤوليات التي تتحملها السلطة الوصية ( الداخلية والمجلس البلدي) لمباشرة القضايا المطروحة محليا وإعطاء تصورات مناسبة لحل هذ ا المشكل حفاظا على صحة المواطنين.
وفي هذا الإطار قررت مجموعة العمل بدءا بمعاينة نماذج متعلقة  بالأوضاع البيئية على أرض الواقع، وذلك بزيارة المطرح البلدي وتتبع واقع جمع الأزبال.   لفهم تأثير ذلك على المحيط البيئي وعلى الإنسان من خلال طرح عدة تساؤلات من قبيل؛ هل تتوفر المدينة فعلا على مطرح بالمواصفات المطلوبة؟ كيف يتم التعامل مع مشكل الأزبال من داخل المسؤوليات والصلاحيات المخولة للجهات المسؤولة على القطاع ؟ ما هي مشاكل الأزبال؟
     سيعمل هذا البحث على تناول 3 نقط  لتشخيص الوضعية المتعلقة بتدبير  الأزبال  على مستوى مدينة سيدي سليمان في إطار الصلاحيات المخولة  للمجلس البلدي  وفي خضم المرحلة الجديدة التي دخلتها المدينة كعمالة مستحدثة  أخيرا.
    1 - تتبع جمع الأزبال بالمدينة                    
    2 - الاطلاع على المطرح البلدي المستعمل لاستقبال الأزبال منذ ما يزيد عن 15 سنة  
    3 – اقتراح تصور يصلح الأوضاع عن طريق التدبير المفوض لصالح شريكة أجنبية

ـــــــــــــــــــــــــ
1- تتبع جمع الازبال بالمدينة
 يعرف الكل  بدون شك أن عملية جمع الأزبال موكولة للمجلس البلدي في إطار القوانين  الجاري بها العمل في تدبير الشأن المحلي وهي تتم  بالاعتماد على
الوسائل اللوجستيكية التالية.
   - 14  شاحنة من النوع الكبير لجمع الأزبال ( منها5  جديدة اقتناها المجلس البلدي سنة 2008 )
   1جرافة
  1 شاحنة خاصة بالنقط السوداء 
   1شاحنة صغيرة  خاصة بالأحياء المهمشة
   1شاحنة لنقل الحاويات في ملك المجلس البلدي( 1 بالمجزرة، 1بالمستشفى، 3بزهانة، 1بالسوق الأسبوعي 1 بالسوق المركزي ،2 بالسويقة السليمانية )  

التجميع
- كل يوم  ابتداء من السادسة صباحا باستثناء يوم الأحد
- الاثنين والثلاثاء جولتان لجمع الأزبال بالمدينة لتعويض يوم الأحد
- يوميا يتم جمع 5 أطنان من الأزبال بواسطة الشاحنات المستعملة وهي تستهلك ما بين 60 و68 لتر  من البنزين للواحدة في الأسبوع.

الطاقم البشري المكلف بالنظافة
- 3 عمال مع كل شاحنة  بسائقها.
ـ 2مكلفان بجمع الأزبال بمختلف الأحياء.
- 12 عاملا مؤقتا (الأجر المصرح به يعادل  150 درهم في الأسبوع للواحد)
- 18 عاملا  مكلفون بنظافة الشوارع.
والجدير بالذكر أن عملية التجميع تغطي كل الأحياء الداخلة في الدائرة الحضرية، الأحياء القديمة (خريبكة والزاوية و المسجد) والجديدة (المعمل، السلام وأكدال) والمهمشة ( أولاد الغازي، أولاد مالك  وغيرهما) بدون أن تتغلب على النقط السوداء التي تظهر بعدة أماكن (سوق الثلاثاء القديم، وبالبقع غير المبنية، ضفتي واد بهت الذي يستقبل وحده  كميات من الأزبال  تعادل عشر ما يوجه إلى المطرح البلدي لدا يمكن اعتباره مطرحا إضافيا ذا تأثيرات مباشرة على الساكنة.. )
كما أن عملية الجمع تتم بدون فرز قبلي بالمنازل،  مما يجعل" ملتقطي" الأزبال يتسابقون باكرا إلى أماكن وضع أكياس الأزبال لجمع كل مادة قابلة للتدوير والمطلوبة من طرف الوحدات الصناعية (قنينات الزجاج والبلاستيك، الكارتون وحتى قشور الخضر والفواكه للماشية).
عملية التجميع  تباشر الأكياس البلاستيكية المتراكمة بمداخل الأحياء والأزقة على جوانب الطريق حيث تغيب الحاويات بالمرة.
طريقة الجميع  تساهم في إحداث خلل بيئي بالشوارع وذلك عبر تسرب عصائر الأزبال من بعض الشاحنات (المعروف بليكسيفيا) مما يخلف أوساخا وروائح كريهة.

المشاكل  المرتبطة بجمع الازبال
       
يمكن منذ الآن التفكير في 3 مستويات عند تصنيف المشاكل المتعلقة بجمع الأزبال في أفق وضع تصور أولي للمعالجة.
 
 

على مستوى الساكنة



               

خلال تتبعنا لعملية الجمع الأزبال استنتجنا ما يلي:
- الفرز القبلي بالمنازل غائب بشكل مطلق، حيث  توضع  الأزبال مختلطة في أكياس أو الكراطين أو السطول وبأماكن مألوفة لدا السكان قبل مرور الشاحنات  الخاصة بالجمع. 
- عملية الجمع غير منظمة  بحيث يتم رمي الأزبال بشكل عشوائي على جوانب الطرق والأزقة ( تعدد الأماكن و منها غير المألوفة) وفيأوقات مختلفة بالليل كما  بالنهار، مما لا يتلاءم أحيانا مع وقت مرور شاحنات الجمع.
- السكان لا ينتظمون إلا ناذرا في  الوداديات وجمعيات الأحياء للاستفادة من  التحسيس وتنظيم العملية.
- تتكون مزابل عشوائية داخل الأحياء السكنية خاصة  بالبقع غير مبنية ( تقدر بأكثر من 150 نقط سوداء بها أطنان من الأزبال رغم الكتابات الحائطية لمنع رمي الأزبال! ) وبواد بهت الذي تحول مع الزمن و الإهمال إلى قمامة المدينة بامتياز! 
الشيء الذي ينم عن انعدام ثقافة مواطنة حول تدبير الأزبال والحفاظ على بيئة نظيفة، وعدم تحمل المصالح المعنية لكامل مسؤوليتها.

 
 

على مستوى المجلس البلدي






أما على مستوى المجلس البلدي فقد سجلنا عدة ملاحظات، تتطلب المعالجة العاجلة في إطار إصلاح الخدمة منها:
-عدم توفير الحاويات الكبيرة  الكافية للتغلب على رمي الأزبال بشكل عشوائي، فمن الممكن تعويضها بالقمامات البلاستيكية على مستوى مجموعات سكنية معينة من شأنها الحد من رمي الأزبال  بشكل عشوائي.
- قصور في جمع الأزبال؛ إذ لا تغطي العملية يوميا جميع الأحياء(حسب التقطيع الحالي كل مجموعة أحياء  تستفيد من 3عمليات فيالأسبوع  مثلا الثلاثاء والخميس والسبت )
ـ ترك العصائر تسيل من الشاحنات يخلف أضرارا كثيرة.
-نقص في الآليات التقنية الضرورية في الجمع والدك و القلب (جرافة واحد  للتدخل في عدد من العمليات بالمدينة وبالمطرح)
- عدم توفير الوسائل الوقائية الصحية للعمال؛ الملابس الأحذية الخاصة، القفازات…
- الطاقم الخاص بجمع الأزبال  الذي يبقى غير كاف ولا يواكب توسع المدينة مساحة و سكانا.
- رواتب زهيدة لا يشجع على المهنية  ولا تحترم متطلبات المعيشية للمستخدمين  في هذه المهمة الصعبة خاصة مع افتقاد الشروط الضرورية للعمل و ضمان الشروط الصحية فيالمقدمة.
- تبخيس حملات التوعية لتنظيم وتدبير الأزبال لغياب علاقات تشاركية مع الجمعيات ووداديات الاحياء.
-غياب استراتجية  لتدبير الأزبال على الأقل تراعي الشروط الدنيا للحفاظ على البيئةوالاهتمام بحقوق المواطنين ( انظر القوانين المرتبطة بالموضوع)
 فالجدير بالذكر أن مهام المجلس البلدي  تستدعي الرقي بالتدبير المحلي بما فيه تدبير الأزبال والحفاظ على نظافة المدينة إلى مستوى راق في إطار المسؤوليات الملقاة على عاتقه لتكون في مستوى طموحات الساكنة السليمانيةفي العيش الكريم.
 
 

على مستوى التنظيم والتدوير



رغم قصر تجربة جمع الأزبال بالمدينة فهي ليست بطويلة مقارنة مع المدن الكبيرة وحتى المتوسطة، فإن تدبير هذا المجال وتنظيمه لم يعرف أي تحسن يذكر،  بل يراكم نواقص عديدة، ويمكن الإشارة إلى بعضها:
 - مجال غير مهيكل وعشوائي يطبعه الارتجالفي كل المراحل وكأن المستخدمين يقومون بجولة شكلية ربحا للوقت.  
- مجال النظافة يعاني من مشكل تشتيت الأزبال، مشكل مرتبط ببعض سلوكات السكان أو الحيوانات الضالة ( الأبقار التي تجول بدون رقيبفي بعض الأحياء كحي السلام مثلا) كما يمكن ربطه بالطريقة التي يتم بها جمع الأزبال إذ كثيرا ما تترك أكياس على قارعة الطريق أو بمداخل الأحياء.
-  مجال يتعامل بانتقائية في جمع الأزبال  فبخصوص المواد القابلة للتدوير كالعلب البلاستيكية والكارطون والزجاج  توضع جانبا لتنقل إلى مكان خاص قبل الوصول إلى المطرح.
- عملية  الجمع تفتقر إلى كل الشروط  الصحيةفي صفوف المستخدمين سواء المكلفين بالجمع أو بنظافة الشوارع.
- مجال لا زال يعاني من ضعف في الآليات الموظفة في التنفيذ التي تقادمت ولم تعوض إلا بصعوبة.
و يتبين إذن أن إشكالية الأزبال مطروحة فعليا وبحدة أحيانا بسيدي سليمان على الأقل على مستوى التدبير والتنظيم، الشيء الذي يثير مسؤوليات السلطات الوصية والمنتخبة والسكان والمجتمع المدني على السواء، فمن نافلة القول الإشارة إلى أن  الأمر يتطلب مجهودا كبيرا لوضع استراتيجية ملائمة، تراعي مصالح كل الأطراف المرتبطة بالمشكل القائم وذلك بأعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في هذا المجال ضمانا لجودة الخدمات والحكامة الجيدة المطلوبة، مع التطور الديمغرافي والإداري و الاقتصادي والاجتماعي الذي عرفته المدينة في السنوات الأخيرة.
  
تبدأ عملية فرز المواد الصالحة للتدويرمنذ اللحظة الأولى
2-المطرح البلدي لسيدي سليمان
الموقع

أحدث المطرح البلدي الحالي سنة 1993 عقب احتجاج ملاك عقاري على تواجد روائح كريهة  قرب ضيعته، مما استوجب تدخل السلطات واختيار الموقع الحالي على أرض تابعة لشركة صوديا وسط غابة اوكاليبتوس،  وبجوار أراضي فلاحية،  هذا الاختيار ثم بشكل اعتباطي دون مراعاة ابسط  المعايير البيئية الجاري بها العمل.
  يتواجد المطرح على بعد 5 كلمترات من المدينةفي الجهة اليمنى للطريق (ط.ر.5) الرابط بين القنيطرة و سيدي سليمان بسهب الفال.( انظر الصورة الفضائية)
 
 
 
مواصفات المطرح
 يحتل المطرح مساحة 5 هكتارات ( لكن حسب رئيس المجلس البلدي السابق مساحته تعادل10 هكتارات) مطوقة بسور بعلو مترين تظهر عليه علامات التلاشي والإهتراء،  يستقبل المطرح الأزبال المنزلية (5 أطنان يوميا) مكونة أساسا من مواد قابلة للتحلل  كبقايا الخضر والفواكه، إضافة إلى  مواد بلاستيكية وكارطون و قارورات وعلب و زجاج…  أي ما تبقى بعد فرز مواد قابلة للتدوير، والتي توضع بمكان خاص قبل  الوصول إلى المطرح…هذه الأزبال  تجمع على شكل أكوام ذات علو يصل إلى متر أو  مترين على سطح أرض مستوية داخل المطرح أو خارجه, ويظهر أن المسؤولين عن المطرح اضطروا إلى استعمال المساحة المحيطة بالمطرح لتفريغ الحمولات، مما يطرح معه التساؤل عن الدوافع التي كانت وراء ذلك، انعكاسات هذا الإجراء على علاقة المجلس البلدي بشركة الصوديا صاحبة المكان. (2) تم تعليل هذه الوضعية بصعوبة ولوج الشاحنات المجال في فترة الفيضانات حسب مسؤول بلدي، لكن في الواقع لم يبق هناك فضاء إضافيللمزيد.
كيف ما كان الحال فان المطرح قد أصبح متجاوزا وغير قادر على استيعاب الأزبال إلى درجة أنها  أصبحت تقترب من الطريق الرئيسية (يمكن للمار معاينة الأزبال مباشرة)
 

انطلاقا من معاينة الموقع يمكن تقسيم الأزبال حسب حالتها إلى:
-أزبال قديمة داخل إطار المطرح (تقدر بعد "التجفيف" ب 50 ط ) ذات لون داكن ورائحة أقل حدة من الأزبال الحديثة، جزء كبير منها  تحلل تاركا ورائه مواد صعبة التحلل (البلاستيك والزجاج).
-أزبال متوسطة إلى حديثة العمر تتواجد خارج الإطار/السور ذات رائحة نفاذة، عملية التحللفي أوجها، لكنها مازالت تحتفظ بشكلها الأولي.
جزء من هذه الأزبال محط اهتمام ملتقطي مواد قابلة للبيع والتدوير.

 
مواصفات محيط المطرح وخطورته
المطرح يتواجد على موقع:
  - تغلب عليه صخور نافذة (صخور رملية)
  -  قريب من الفرشات المائية( غرب- معمورة) التي تبتعد من السطح ب 5  إلى 30 متر 
 -  غير بعيد من واد بهت الذي يستقبل زيادة على تسربات "ليكسيفيا" المطرح كميات كبيرة من الأزبال مما يساهم في تلوته. 
  - وسط مجال غابوي و فلاحي ( تربية المواشي والمزروعات، الخضر تستفيد منها الساكنة بالدواوير أو المدينة )
ـ تسهل كل هذه العوامل الطبيعية ( طبيعة الصخور، التساقطات المطرية،  وغياب التدبيرالعقلاني للمطرح) التأثير السلبي علىالبيئة وعلى صحة المواطنين،  مما يجعل مشكل الأزبال يفرض العناية والاهتمام في أفق إيجاد حلول مناسبة للحفاظ على البيئة وصحة المواطنين.    
قوفا على وضعية المطرح ( الزيارة التي قامت بها مجموعة عمل سيدي سليمان في شتنبر 2009) يمكن تسجيل ما يلي :   
- المطرح غير مراقب أمنيا، غياب حارس للمطرح يتواجد في الموقع، خاصة من أجل تجنيب الاقتراب منه وتفادي العواقب الصحية لذلك. 
- المطرح غير مهيكل، وترمي به الأزبال بشكل فوضوي دون فرز قبلي وبدون معالجة، مع غياب وسائل تهيئة البديلة كالجرافات.
 -المطرح غير قادر على استيعاب الأزبال الحالية مما جعل الشاحنات تفرغ  الأزبال خارج الحدود المخصصة للمطرح، علما أن الأرض يطالب بها ملاكوها الجدد.
 -المطرح البلدي الحالي يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين وعلى سلامة بيئتنا المحلية
    
مواشي ودواب تتعيش على القمامة من وسط المدينة!
تأثيرات المطر ح البلدي على البيئة

المطرح العشوائي  أو غير المهيكل لسيدي سليمان يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين وعلى سلامة البيئة عموما، حيث إن تجميع الأزبال يؤدي إلى تحللها (تدخل البكتيريا) ينتج عن ذلك مادة سائلة سامة  تسمى عصارة الأزبال(ليكسيفيا)  تتسبب في  تلويث المياه  الجوفية (الفرشات المائية) والمياه السطحية ( مياه واد بهت) والتربة،  لتتسرب إلى الوسط البيئي، ثم تنتقل هذه الملوثات والمكروبات إلى النباتات والحيوانات، وفي نهاية المطاف إلى  الإنسان ( عن طريق شرب أو السقي  من مياه الآبار والمياه السطحية ) ولذا فهي تتسبب فيأمراض وتسممات  تقل أو تزداد خطورتها مع نسبة تمركز المواد الملوثة .
استعمال المياه الملوثة بعصارة"ليكسيفيا"في الإنتاج الفلاحي يمكن أن تتسبب في  أمراض تلبك معوي وتوقف نشاط المخ،  أمراض تعفنية وتنفسية،  أمراض بكتيرية وسرطانية متنوعة، علاوة  على ذلك يشوه المطرح العشوائي  المنظر العام للمجال وانبعاث روائح كريهة  ناتجة عن عملية تحلل الأزبال وإنتاج غازات بيولوجية كثاني أكسيد الكربون والميثان والأزوت و غازات أخرى تساهم في الرفع  من درجة حرارة  وتلويث الهواء.     
    الخلاصة:
-إن المدينة لا تتوفر على مطرح مشتمل على مقومات المطارح، وعليه فالمطلوب البحث عن مكان مناسب تتوفر فيه شروط  المعايير القمينة بالحفاظ على البيئة ووقاية السكان من الانعكاسات السلبية والمضرة.
-إن التأثيرات الخطيرة للمطرح الحالي على البيئةوصحة المواطنين تتطلب تدخلا عاجلا من كل الإطراف المعنية  بالمشكل لجعل حد لتفشي الأمراض وسط السكان، ولن نبالغ إذا أكدنا أن ذلك حدث وخلف ضحايا أمام مشكل بيئي لا يجادل عاقل في خطورته، ونفس الشيء بالنسبة لواد بهت العابر للمدينة والمنطقة عموما، لهذا تلاحظ حسب مسؤولين لهم علاقة بالصحة  أمراض مثل الحساسية والربو ومغص الأمعاء وحتى الحمى الصفراء

يتبع:  الموضوع القادم حول التدبير المفوض لقطاع النظافة بسيدي سليمان

ـــــــــــــــــــ
(*) الموضوع مدرج ضمن برنامج مجموعة سيدي سليمان
(1)          باحثة في المجال البيئي والجيولوجي. 
(2)          المدونة: فوتت "الصوديا" هذه الأرض للخواص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 أعد الموضوع للنشر مصطفى لمودن