حي السوق القديم ضحية الفيضانات من جديد
قمع ومحاصرة وقفة احتجاجية سلمية للسكان
مرة أخرى تضرب من جديد الفيضانات أحد أجزاء حي أولاد مالك المعروف باسم السوق القديم، ومن خلال آخر فيضانات نهر بهت التي ابتدأت يوم الخميس 18 فبراير 2010، غمرت المياه عدة منازل مبنية من الطين، ما جعلها غير صالحة للسكن، وبذلك انتقل جزء من ساكنة الحي إلى ملجأ كوريال (مؤسسة اقتصادية خاصة)، وأمام إهمال هؤلاء السكان، فد نظموا وقفة احتجاجية مساء الأربعاء 24 فبراير،حضر النساء والرجال والأطفال، وقد كان غرضهم توصيل شكواهم إلى المسؤولين بمقر العمالة (البلدية سابقا) ، حيث قيل أن هناك"خلية أزمة" لمتابعة أوضاع الفيضانات، لكن كان للسلطة بالمدينة رأي آخر، وهو محاصرة المحتجين من كل جانب، وذكر منتمون للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن أحد رجال الشرطة بسيدي سليمان تدخل بقوة ضد بعض الأشخاص، ومنهم من نقل إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج. وهو ما أثار سخط أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث كان مجلس الفرع عقد اجتماعا بدار الشباب في نفس المساء للتداول في مخلفات الفيضانات، وقد تقرر القيام بمختلف الإجراءات الضرورية لوضع حد لكل سلوك يقمع احتجاجات سلمية لمنكوبي الفيضانات، وشكل الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لجنة موسعة من أعضائه لرصد ومتابعة أوضاع ضحايا فيضانات 2010".
جانب من الوقفة الاحتجاجية
وسط حي أولاد مالك السوق القديم
في زيارة لحي أولاد مالك (السوق القديم) ظهرت حم كارثة الفيضانات، فقد ارتفع منسوب مياه نهر بهت أكثر من المرة السابقة، وضرب دورا صفيحية أخرى في الجانب الأعلى، للتذكير فسكان المنازل المتهدمة في فبراير 2009 قد رحل أغلبهم عنها، ومنهم من أصبح يتوفر على منزل بشرق المدينة، ضمن 204 مستفيد حصلوا على بقعة صغيرة ومنحة وصلت إلى3 ملايين سنتيم، لكن الغريب في الأمر أن هناك من لم يستطع إتمام بناء المسكن، ومن هؤلاء من يسكن خيمة من البلاستيك إلى الآن (في موضوع خاص لاحق)، لينضاف إلى هؤلاء هذه السنة ضحايا جدد.
المدخل الغربي للحي
أحد "الشوارع " الرئيسية بالحي
جانب من الحي
الحي المعني في وضعية غير لائقة للسكن، ولا تتوفر فيه الشروط الإنسانية لتوفير سكن يضمن كرامة الناس، بيوت مهترئة من الطين والقصدير، مخلفات الفيضانات واضحة على بعضها، تهدم جزئي، سقوط أسقف والأتربة من على الجذران، ليس بالمنازل ماء للشرب، بالحي ثلاث سقايات وبجانبه مجزرة أكثر اهتراء، وبقربه محل المتلاشيات الحديدية، والنهر في الجان الشرقي، مصدر للخطر شتاء وللروائح الكريهة صيفا… وهذا الوضع المزري دام لعقود، أجيال كبرت في هذا الجحيم.
نماذج من البيوت المتضررة
زهرة القماش ومحمد التكريط من سكان الحي
ذكر عزيز خروطي من سكان الحي أن هناك أكثر من 100 مسكن متضرر، وأضاف بأن السلطة المحلية زارتهم بعدما توجهوا بشكل جماعي إلى العمالة (البلدية سابقا) ليلة الثلاثاء 23 فبراير، وقد كان من مطالب كل من التقينا به من الحي هو إيجاد حل لهم ليعيشوا بكرامة في مساكن لائقة.
الخراب المتبقى من بيوت جرفتها الفيضانات في العام الفائت 2009، لتنضاف إليها أخرى هذه السنة 2010