المجلس الوطني الأول
للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
إعداد: مصطفى لمودن
انعقد بمراكش المجلس الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يومي 6 و 7 يوليوز 2007، تحت شعار: "التنمية البشرية رهينة بالنهوض بالمدرسة العمومية وتحسين أوضاع العاملين بها"، انصبت الأشغال أساسا على مناقشتين التقريرين الأدبي والمالي، ثم الاشتغال في 6 ورشات وتقديم حصيلتها في جلسة ختامية.
رغم استيفاء النقابة لجميع الإجراءات القانونية، وتسلم موافقة مكتوبة من طرف مدير المدرس العليا للأساتذة بمراكش، قصد استغلال بعض فضاءات هذه المؤسسة التكوينية، فقد تم المنع من الدخول في البداية، وسدت الأبواب في وجه القادمين من مختلف المناطق، وقد بقوا وقوفا ينتظرون تحث أشعة شمس حارقة، إلى أن حضر مدير المؤسسة، وبعد أخذ ورد، و حوارات، فتح بعدها الباب، وقد راج أن المدير تعرض لضغوطات كي لا تستعمل النقابة المؤسسة، انطلقت الأشغال متأخرة، مما أثر على البرمجة المعدة سلفا.
التقرير الأدبي: بعد إلقاء كلمة باسم فروع منطقة مراكش، من طرف ذ. فوزية الزويني، تلا ذ. محمد بلبهلولي الكاتب العام للنقابة التقرير الأدبي، وقد توقف فيه عند عدد من المحطات التي قطعتها النقابة منذ التأسيس، كما أشار إلى رفع دعوة عمومية لدى المحكمة ضد الحكومة، حول القمع الذي تعرضت له الوقفة الاحتجاجية المنعقدة بالرباط يوم الأربعاء 6 يونيو الماضي
التقرير المالي: جاء في بداية التقرير أنه لن يكون كاملا ومفصلا بسبب طابعه المرحلي، وبسبب عدم استخلاص كافة عائدات البطائق المسلمة، رغم التوصيات والالتزامات التي تحث على ذلك قبل متم يوليوز، ورغم فتح حساب بنكي ونشر مذكرة في الموضوع من خلال موقع النقابة، كما جاء في التقرير، وقد تضمن أرقاما ومعطيات نوردها كما يلي:
1 ـ البطائق المطبوعة: 30 ألف بطاقة
الموزعة، بما فيها المرجوعات وغير المسوات: 27250
المداخيل المتوصل بها: 225920 درهما
المصاريف: 112308.75 درهما
2 ـ أوجه الصرف: كراء المقر المركزي بمراكش: 55906 درهما
30000 درهما دفعت كرهن.
الطبع والنسخ: 23562 درهما
تجهيزات مكتبية: 19306 د.
مختلفات: 6248.75 د.
التغذية والمبيت: 72076د.
الرصيد الحالي: 113611.25د. منها: 56240 د. محتفظ بها لفائدة المكاتب المحلية والإقليمية والجهوية. هذا دون ذكر نفقات انعقاد المجلس الوطني الأول، وقد كلف المبيت وحده بمنازل تكترى، مليونا ونصف المليون حسب أحد المسؤولين، دون الأغذية التي كانت تجلب من محلات خاصة، وبقية المصاريف الأخرى. وتجدر الإشارة أن كل فرع مثله ثلاثة أفراد؛ الكاتب والأمين، ومنتدب عن كل مجلس فرع، مع مساهمة مالية حصرت في 300 درهم للفرع.
مناقشة: بقدر حرارة الطقس، وعنفوان التأسيس، كانت النقاشات جدية وحادة أحيانا، تدخل 39 أستاذة وأستاذ في الجلسة العامة الأولى، خصصت لكل واحد دقيقتين، وقد امتدت إلى ما بعد زوال اليوم الأول.
ت. الأدبي: انصبت المداخلات على تقديم ملاحظات حول قضايا تنظيمية، تهم علاقة المركز بالفروع، خاصة في مجال التواصل، والحدود الجغرافية لتأسيس الفروع، والبرنامج النضالي السابق، كإقرار إضراب كل ثلاثة أيام من كل شهر، عوض الإعلان عن كل محطة نضالية في حينه، ثم تقييم لوقفة الرباط، ، وهناك من انتقد هروب البعض أثناءها خاصة المسؤولين، والدعوة للتنسيق مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وخلق علاقات مع جمعيات ونقابات نظيرة في الخارج ، وهناك من تساءل عن ضعف انخراط المديرين، وطرحت كذلك مسألة عدم تكوين فروع بالرباط والدار البيضاء…وهناك من أبدى انتقادات حول اختيار الشعارات وأسلوب البيانات، وإذا كان الكثير قد وافق على فكرة مقاطعة الإشراف على مكاتب التصويت، كرد فعل على القمع الذي تعرضت له وقفة الرباط، لكن هناك على الأقل تحفظين ضد ذلك، وفي مجال التوجهات العامة، هناك من يرتئي أن تهتم النقابة بشؤون الشغيلة التعليمية فقط، دون إضافات أخرى فيما يخص البلاغات والبيانات وأشكال التضامن، بينما يرى آخرون عكس ذلك.
في رده الحماسي اعتبر الكاتب العام ذ. محمد بلبهلولي أن المكتب الوطني قادر وباستطاعته إتمام ما أنجزه كل المناضلين، ومنهم من هجر أسرته لمدة أسابيع، لقد قام البعض بمجهودات كبيرة جدا، ويضيف قائلا: أنا انحني تقديرا لكل مجهوداتهم، نعم هناك أخطاء، كان الرهان على أن تدور العجلة، كنا واعين كل الوعي بشروط المرحلة وظروف التأسيس، كنا نتق في كل مناضلينا، والآن الظروف أصبحت مناسبة، وها هو المجلس الوطني منعقد لتحمل مسؤوليته.
في جوابه عن تساؤلات المتدخلين ذكر أن هناك تدخلات نقدية مختلفة… مذكرا بأن النقابة رفعت دعوى ضد الحكومة من طرف "محامية جديرة بالثقة" حسب قوله، كما وجه انتقاداته لبعض زملائه من المسؤولين الوطنيين الذين لم يعودوا يواكبون، نلتمس لهم العذر أولا، هناك من يعتذر وهناك من لا يفعل ذلك، وأدعو هذا المجلس إلى أن يديل أعماله بتوصية تجيز قانون الجزر، حتى نضع حدا لكل الخروقات، لأننا وصلنا إلى فلسفة "ما بقيناش انجبرو الخواطر"، من يريد أن يستمر أهلا، ومن لا يقدر يترك مكانه لمناضلين آخرين حسب قوله دائما، وفي موضوع "الذين هربوا" أثناء وقفة الرباط، قال: لماذا ننظر دائما إلى السلبيات، الوقفة أدت كل ما كان منتظرا منها، لماذا لا ننظر إلى الذين نالوا الضرب؟… المهم يجب أن نؤمن بأن المرحلة كانت تأسيسية، كلنا نعلم أشكال الصعوبات والاتهامات التي اعترضتنا، ومثله ما تعرضنا له اليوم، لقد تعرضنا للمنع، ولكن دخلنا لأن القاعة للشعب وليست لأحد، وفي جواب حول من يرى هناك سوء تنظيم أو تواصل، ذكر أن المرحلة كانت لإتمام الهيكلة والتواصل مع الفروع، لماذا لم يتذكر الذين وصلناهم بكل من السمارة وكلميم وفاس…فعلا كان هناك تقصير من طرف عضو من المكتب التنفيذي (…)، مؤخرا قمنا بالتعبئة للسطات والدار البيضاء وسلا والرباط… وقد تأسس مؤخرا فرع السطات، أما في الجانب الإعلامي، فقد تأسست لجنة الإعلام، وهي تقوم بواجبها، بعض الإعلام حاضر معنا (…)، لكن لم تحضر صحافة أخرى، تماما كما وقع في الرباط.
إننا لم نمارس وصاية على المجلس الوطني، فقط هيئنا مشاريع الأوراق. وأوجه انتباه الجميع، أننا لسنا أعداء، إننا جسم واحد…يعرف الجميع أنني لم أمرر يوما شيئا يضر بالنقابة، ليتوقف عند محطة أثارت ضجيجا ونقاشا حادا، حول تأسيس الفرع الإقليمي للناظور دون احترام النصاب القانوني لأعضاء المكتب، مختما بدعوته إلى التفكير في توجهات النقابة، حتى لا تنعت بالنقابة الخبزية كما أشار، وذلك في إشارة إلى الذين يدعون إلى تجرد وحياد النقابة المطلق، اتجاه كل واجباتها النضالية والتضامنية.
المالية: كانت النقاشات موحدة شملت التقريرين معا، فيما يخص المالية، انصبت بعض الملاحظات على عدم التدقيق الكافي، خاصة بالنسبة لمختلفات، تضخم في نفقات النسخ والطبع، بل هناك من اقترح اقتناء آلة ناسخة عوض ذلك، وهناك من شكك في الحسابات المقدمة وأعطى أرقاما أخرى مخالفة، تقف عند ضخامة العجز في استخلاص ثمن البطائق، وهناك من طالب بذكر الأسماء التي لم تدفع ما بذمتها، وكانت كذلك ملاحظات حول عدم ملاءمة مقر النقابة من حيث شكله وموقعه… وتجدر الإشارة أن المكتب الوطني يحتفظ ب25% من مداخيل توزيع البطائق.
في رده اعتبر الأمين المركزي أن التقرير ليس مفصلا، هدفه وضع المجلس الوطني أمام الصورة، وما تزال التسويات تتم بين الحين والآخر، وأضاف أن هناك لجان ومسؤولين يتابعون المالية، وأتحدى كل من يثبت أي "تلاعبات" حسب قوله، مضيفا أن المؤتمر الأول المقبل سيكون هو موعد المحاسبة.
سعت ورشة المالية إلى وضع الإطار المناسب لضبط مالية النقابة، وسد كل التغرات، عبر مقترحات عملية ومضبوطة، منها تحديد السقف الخاص بالتعويضات عن التنقل والإقامة الخ، وأثناء جلسة المناقشة العامة صوت لصالح إلغاء اللجوء إلى محاسب خبير، وتعويضه بلجنة تدقيق الحسابات تنبثق عن المؤتمر، وأثير بحدة تقسيم العائدات بين المكتب المحلي والإقليمي والجهوي و الوطني، وطرحت ثلاث حلول، صودق بالتصويت العلني على النسب التالية: 60% ـ 10%ـ5% ـ 25%
الورشات/ وثائق المؤتمر القادم: توزع الحاضرون على ست ورشات، قصد تهيئ كافة الوثائق للمؤتمر القادم، وقد كانت العناوين الكبرى للورشات على الشكل التالي:
1ـ التشريعات والقوانين
2ـ المالية
3ـ الشؤون النقابية
4ـ الملف المطلبي والمحطات النضالية
5ـ الإعلام والتواصل
6ـ التنظيم.
وذلك حسب لغة جدول الأعمال الموزع على الفروع الحاضرة (ملف لكل فرع دون أرضيات الورشات)، إذا كانت بعض الورشات قد أنهت أشغالها في مساء نفس اليوم الأول، غير أن أخرى امتدت فيها الأشغال إلى ما بعد زوال اليوم الموالي…وقد عرف بعضها نقاشات جد حادة، دفعت أحيانا بعض المسيرين إلى الإنزياح وترك مكانهم لآخرين، أثناء المناقشة العامة تشكلت لجنة مسيرة منبثقة عن المجلس الوطني، وبعد تقديم نتائج كل ورشة، يفتح نقاش لإبداء المزيد من الملاحظات والإضافات الضرورية. وبسبب عدة تدخلات تطعن في مصداقية تقرير ورشة التشريعات والقوانين، واتهام لجنة الصياغة بأنها لم تدرج عددا من مساهمات المشتركين في الورشة، تقرر إرجاء الحسم في خلاصاتها إلى المؤتمر القادم، ولعامل ضيق الوقت تقرر بعد ذلك تسليم المقترحات مكتوبة إلى أن تدمج لاحقا في التقارير. كما أوصي للمكتب الوطني لاختيار مكان وزمان انعقاد المؤتمر الأول، ومن المرتقب أن ينعقد في الشهور الأخيرة من السنة الجارية، وقد صدر عن المجلس الوطني بيان ختامي أنظر نصه المرفق
إضافات:
ـ ذكر أن عدد الفروع المهيكلة: 76. وعدد الفروع الإقليمية:8
الفروع الحاضرة المسواة لماليتها: 65 حسب أحد المسؤولين من سكرتارية المجلس.
بينما ورقة ضبط الفروع الحاضرة، والتي يسجل فيها كل فرع بعد تقديم مساهمته المالية، لاحظت أنها تتضمن رقما ترتيبا يصل إلى 112 ، وبعد استفساري حول ذلك عددا من المسؤولين لم أتلق جوابا شافيا للغليل!
ـ أثناء مناقشة ورقة ورشة المالية تقدم الكاتب الوطني ذ. محمد بلبهلولي بملتمس للمجلس الوطني، ذكر فيه أنه قام بمصاريف لفائدة النقابة قال أنها ثابتة بوصلات…لقد أنفقت ذلك من مالي، والأمين لم يعطيني حتى ريال حسب قوله، لظروف عائلية لم أقدم طلبا لاسترداد المصاريف. وقد تقرر من داخل المجلس الوطني أن تقدم الوثائق المذكورة حول النفقات إلى لجنة المالية الوطنية قصد استرجاع الكاتب الوطني لما صرفه.
ـ عندما كانت أحيانا تتوتر الأجواء بسبب النقاشات الحادة، واختلاف الآراء، وهو ما يعبر عن حيوية المجلس الوطني، ترفع حينها شعارات حماسية تمجد التضامن والتضحية للتلطيف والتهدئة.
لعائق تقني لم أدرج صورا في الموضوع، سأسعى لإضافتها لاحقا.
مدونة:
lamodene.maktoobblog.com