أنشطة حول المرأة بدعم من المجلس البلدي
تساؤلات ضرورية
كانت للصدفة فقط دورها لنعلم بما يعد له، وكما جرت العادة في عدة أمور تقع بسيدي سليمان، خاصة التي تكون متعلقة بالبحث عن سبل "إنفاق المال العام"… حضرت مدونة سيدي سليمان لقاء بدار الشباب مساء الجمعة 19 فبراير 2010 خصص لتلقي مقترحات الجمعيات العاملة بهذه المؤسسة، قصد تفعيل ما جاء به مكتب المجلس البلدي من مقترحات لتنظيم "أنشطة" لها علاقة بالمرأة لما يحل اليوم العالمي الخاص بهذه المناسبة في 8 مارس، وقد ذكر مدير دار الشباب في البداية أن الاجتماع المعني وقع يوم الاثنين (…).
ليتم بعد ذلك تقديم المقترحات من قبل الجمعيات الحاضرة، ولعل أهم "نشاط" ستسلط عليه الأضواء هو حفل موسيقي في الختام، سيساهم في"تنشيطه" ولد البولانجي، الذي كان بدوره حاضرا الاجتماع، اقترح مسير اللقاء رئيس "مجلس دار الشباب" "تكريم رائدات المدينة"، وطلب اقتراح أسماء، ومسؤول جمعوي آخر ارتآى تنظيم محاضرة حول "المرأة في الإسلام"، وزميل له "مائدة مستديرة حول المرأة المغربية وتقاليدها"، وآخر اقترح القيام ب"حملة تحسيسية لدور المرأة في التنمية"، وهناك من اقترح "مسابقات ثقافية" بين مؤسسات تعليمية أو تكوينية من المدينة تخصص للجنس اللطيف، ورأى مسؤول جمعوي آخر أن تشرف جمعيته على "مناورة اسعافية بإحدى ساحات المدينة للتعريف بدور المرأة في الإسعاف"، وممثل إحدى الجمعيات اقترح زيارة جماعية للنساء المتواجدات في دور العجزة، وآخر مسابقة في الرسم للأطفال، وقدم أحد الأعضاء بالنيابة عن فتاة غادرت القاعة تنظيم "موكب للشموع"، وممثل إحدى الجمعيات المعروفة على الصعيد الوطني اكتفى بالإشراف على صبحية للأطفال بالمناسبة، وآخرون كانوا أكثر واقعية بحيث هناك من اقترح المشاركة في تنظيم الحفل الختامي (والذي غالبا ما سيغلب عليه الغناء)، أو"تأطير" مسابقة في الجري خاصة بالنساء، أو تقديم وصلة غنائية… وغير ذلك من المقترحات التي "سترفع" من مستوى عيش وثقافة المرأة في المدينة والمنطقة عموما.
أما الناديين المسرحين المتواجدين بدار الشباب فسيشاركان بعرضيهما المسرحيين؛ "بلاغ هام" و"موهبة مع وقف التنفيذ".
لكن أهم ملاحظة يمكن تسجيلها هي مقترحات المجلس البلدي بدوره "للاحتفاء" بهذه المناسبة، فقد ذكر المشرفون على اللقاء، أعضاء مكتب مجلس دار الشباب أن مكتب المجلس البلدي تقدم بثلاث اقتراحات؛ تنظيم مسابقات في الشعر بين الثانويات التأهيلية المتواجدة بالمدينة (3)، وسباق على الطريق خاص بالسيدات اللواتي تعانين من أمراض مزمنة، وندوة أو مائدة مستديرة حول المرأة.
أثناء النقاش تحدت بعض ممثلي الجمعيات عن "المنحة" التي يخصصها المجلس البلدي للجمعيات، أولا باعتبارها هزيلة، ثم أنه لا يستفيد منها الجميع بما في ذلك النوادي، لكن الطامة التي نزلت بردا بدون سلام على الجميع، هي عدم صرف أي منحة هذه السنة لأي جمعية.
أما النقطة الأخرى التي لا يجب المرور عليها هي دفاع رئيس مجلس دار الشباب ـ كما قال ـ عن كافة الجمعيات المسجلة بدار الشباب لتأخذ منحة من المجلس البلدي دون أن يكون لها تواجد فعلي وفعال! وهي العادة التي سارت عليها المجالس البلدية السابقة، بحيث تعطى منح بمثابة هيبات لجمعيات غير نشيطة، تعمل حسب الموجه الآلي لصالح بعض الأطراف، وغالبا ما تمهد الطريق لمترشحين قصد الوصول إلى مجالس منتخبة، فيكفي البعض عدد قليل من هنا وهناك من المتحصلين على امتيازات نفعية ليصوتوا على فلان أو علان، وفي ظل مقاطعة الانتخابات يكفي هذا العدد البعض ليكون من "الناجحين"..
أما عن التمويل الذي لا يعرف أحد مقداره أو حده الأقصى (..) فقد قبل المشاركون في الاجتماع إعداد بطاقة تقنية عن كل "نشاط" يتضمن حاجياته من التمويل الذي قد يتكلف به المجلس البلدي، ليعرضه على مكتب المجلس البلدي في اجتماع يخصص لنفس الغرض يوم الإثنين 22 فبراير.
حول موضوع الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة تحث إشراف المجلس البلدي بسيدي سليمان، ظهر أن هناك جمعيات مستعدة لفعل أي شيء، لكن هل يمكن أن نتساءل حول إحدى الفقرات المقترحة من قبل عضو بالمجلس البلدي، وهي مسابقة في الجري، ما كان وراء إشراك الآخرين حسب مطلعين، حتى لا يظهر هذا "النشاط" وحده، مما يثير حفيظة المدافعين عن المال العام، سواء بصدق وحسن نية أو من أجل أغراض أخرى.
على المجلس البلدي أن تكون له القدرة الأدبية لتنظيم أنشطة ثقافية وفكرية اعتمادا على قدراته، وهو الذي يتوفر على أطقم بشرية كثيرة، سواء كمستخدمين أو كمستشارين.
وإذا لم يستطع ذلك، فيمكنه أن يعلن عن "استسلامه"، ففاقد الشيء لا يعطيه، كما ذكر للمدونة أحد المطلعين فضل عدم ذكر اسمه.
يمكن للمجلس البلدي أن يتعاقد مع "متعهدين ثقافيين" لتنشيط الجانب الثقافي، فقد سعى لتفويض كل الخدمات بالمدينة، فليفعل نفس الشيء مع الثقافة.
يمكن للمجلس البلدي أن يتصل مع فاعلين آخرين، لهم دورهم الثقافي بالمدينة، وقد هجروا من مدة دار الشباب لعدة أسباب، لو أحسوا بالجدية يمكن أن يتعاملوا مع المجلس البلدي.
كيف استفاق المجلس البلدي من سباته أخيرا؟ الجميع يحبذ هذا النهوض بعد سبات عميق للمجالس السابقة، على الأقل ليتواصل، ويقترح، ويوفر الدعم المناسب للأنشطة المناسبة والمفيدة، ويحق للمرأة أن نحتفي بها طول السنة لما نوفر لها الاحترام والفضاءات المناسبة لها ولأبنائها… وذلك من مهام المجلس البلدي الغائب في هذا النطاق، لم يبق للنساء وللأطفال في هذه المدينة غير التجول بشوارع مكتظة ممتلئة بكراسي المقاهي وسلع التجار حينما يريدون الترويح عن أنفسهم بعيدا من أجواء المنازل.
فهل يعرف المجلس البلدي مهامه الحقيقة ويقدرها؟
فبراير 20th, 2010 at 20 فبراير 2010 5:01 م
لا زال بعض إخواننا يكرسون للسوداوية في تحليلاتمهم
أود إخبار الأستاذ كاتب المقال أنني كنت من الحاضرين للقاء الذي يتحدث عنه, أولا و باختصار أضم صوتي لكل الأصوات التي نوهت خلال اللقاء بهذه الإلتفاتة الأولى من نوعها وبذلك يكون المجلس قد كسر الجدار بينه و بين هيئات المجتمع المدني
ثانيا كيف للمجلس أن يعتمد على قدراته _ كما جاء في المقال _ هل يدري صاحب المقال أن العالم بأسره أصبح يؤمن بالتشارك في بلورة و بناء المشاريع / وهذا ما نهجه المجلس البلدي بمده لذراعيه للجمعيات للتشارك في إحياء المناسبة الخاصة باليوم العالمي للمرأة.
وبهذا يكون مجلسنا البلدي قد أعلن ميلادا جديدا لعلاقات تعاون و تشارك ، كانت بالأمس القريب مقبورة, فتحية طيبة لكل إخواني بالجمعيات ’ وتحية لمدونة سيدي سليمان
driss belouali
driss83@gmail.com
فبراير 20th, 2010 at 20 فبراير 2010 11:50 م
لكن أخي ما يجري في المجلس البلدي شيء آخر، لا يعلمه كثير من الناس، بسبب الانغلاق الذي يمارسه حولهم هؤلاء، هل سبق لهم أن اجتمعوا مع “المجتمع المدني” قبل كل دورة لتلمس أرائه ومقترحاته؟ هل سبق أن نظموا ندوة عمومية حول أي موضوع؟ زر المجلس البلدي واطلب أي مسؤول هناك باعتبارك جمعويا ولديك مقترحات، وسترى كيف سيعاملونك… لكن في هذا الصدد، لدي أمل، بهذا المجلس شباب، نتمنى أن يبادروا، ويزيلوا عنهم “خجل وتردد” البدايات، ليكونوا واضحين مع الرأي العام المحلي في كل قضايا المدينة، ليقطعوا مع الأساليب البائدة القائمة على الكولسة وباك صاحبي. وكما يعرف الجميع لا يدوم إلا الصح والمعقول، والتاريخ لا يرحم.
وقد جاء في ما هو منشور أعلاه جملة توافق رأيك تماما حول مبادرة المجلس البلدي الأخيرة، أعيدها:”الجميع يحبذ هذا النهوض بعد سبات عميق للمجالس السابقة، على الأقل ليتواصل، ويقترح، ويوفر الدعم المناسب للأنشطة المناسبة والمفيدة”.
ـ أحييك على اختيارك التعبير باسمك الصريح ـ