الجمعة، 3 مايو 2013

ما أسهل أن يتم خداع الشعوب! من يتذكر مذبحة تيميشوارا؟ ومن يطلع على تفاصيل الحروب؟

 ما أسهل أن يتم خداع الشعوب!
من يتذكر مذبحة تيميشوارا؟ ومن يطلع على تفاصيل الحروب؟
مصطفى لمودن
  عندما قامت "الثورة" في أوربا الشرقية انطلقت شرارتها من بولونيا، وبالضبط من كدانسك، حيث كان لنقابة "التضامن" ووزعيمها ليش فاليزا ودعم الغرب يد طولى في ذلك، دون نسيان مساهمة البابا جون بول الثاني باسم الكنيسة وهو من بولونيا بدوره.. وقاد رولاند ريغان رئيس أمركا (حكم ما بين 1981- 1989) وماركريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا حينذاك حملة شعواء ضد روسيا وحلفائها بدون هوادة .. من ذلك إشعال الحرائق في البؤر المحيطة بروسيا وفي مجالها الحيوي، ما حدث في رومانيا مع رئيسها نيكولاي تشاوسيسكو في بداية تسعينيات القرن الماضي  يوضح جزء من اللعبة..
  كل أشكال الحروب الممكنة كان يستعملها الغرب لإزاحة المعسكر الشرقي من الوجود كإيديولوجيها جاءت لتجرب أشكالا أخرى للحكم وتدبير الدولة.. وطبعا لا يمكن القفز عن أخطاء "الشيوعيين" ولا ممارساتهم الديكتاتورية ضد شعوبهم.. ومن اللائق الوقوف عند "مذبحة تيميشوارا" التي عجلت بسقوط تشاوسيسكو ونظامه كحدث له معنى واستلهامات لها ما بعدها، لقد نقلت قنوات العالم التلفزية والصحف صورا عن "مذبحة" شنيعة في مدينة صغيرة اسمها تيميشوارا، حيث شوهدت الجثة ملقاة في الشوارع والدماء تنزف منها..وقع "الحدث" بالضبط في 16 من ديسمبر من العام 1989،  ليصدق العالم هذه المجزرة، وليتم بسرعة خارقة إعدام تشاوسيسكو وزوجته إثر محاكمة مستعجلة، فذلك مصير "المنهزم" حيث لا عدالة سوى ما يفرضه المنتصر، والمنتصر هنا ليس سوى الغرب وريكان وتاتشر.. وليعيد التاريخ محاكمة نوربورك (1946- 1949) مع فارق وهو أن الحرب العالمية الثانية خلفت ملايين الضحايا على مسؤولية كل المشاركين في الحرب، ليظهر فيما بعد أن "المجزرة" في تيميشوارا لم تكن سوى شريطا هوليوديا أخرج بعناية فائقة.. وليظهر للشعب الروماني أن بلاده ليس في ذمتها أي  دولار كقرض خارجي وأنها غير مكبلة لا من طرف صندوق النقد الدولي ولا من قبل صندوق البنك الدولي، وليتضح للشعب أن تمدرس جميع الأبناء كان مضمونا وكذلك السكن والتمريض، وقد خرجت رومانيا من عهد التخلف القروسطي، خاصة بواديها التي عرفت تنمية لا قبل لرومانيا بها.. لكن دون أن يكون في البلد أغنياء كبار حد التخمة، ولا استغلالا مفرطا لأقلية أوليغارشية أو تيوقراطية، وطبعا دون إغفال بعض التجاوزات التي كانت تحصل من طرف المحيطين بتشاوسيسكو وحتى من قبل أحد أبنائه الذي اتهم باغتصاب إحدى الرياضيات حينذاك.. ومثل تلك التجاوزات وغياب الديمقراطية لظروف تاريخية معروفة كانت من أخطر معضلات أوربا الشرقية..
  الآن أصبحت رومانيا مدينة للغرب بالملايير، وشعبها يكدح ليرد الديون والفوائد كعدد من الشعوب المقهورة، و"استثمارات" شركات الغرب "مزدهرة" في استغلال لقدرات البلد ويده العاملة، رغم انخراط رومانيا في الاتحاد الأوربي ابتداء من سنة 2007. ولم يعفها ذلك من تراكم القروض عليها ودخولها مرحلة الأزمة الاقتصادية..
     وبالمناسبة يجب أن نتذكر ليش  فاليسا قائد نقابة التضامن في بولونيا فقد كانت قضيته النقابية في مدينة صناعة السفن حق أريد بها باطل، لقد انهزم في انتخابات موالية وأصبحت كل "مجهوداته" جزء من التاريخ، بعدما لم يفلح في أن يجلب "النعيم" من الغرب لبولونيا.. لا أحد يتساءل الآن عن من المسؤول عن "مسرحية تيميشوارا"، فما أبسط أن يتم تضليل الشعوب في ظل وسائل الإعلام الحديثة كما هو عليه الأمر الآن..
     إن مناسبة هذا الحديث ما يتناسل اليوم بكثير من البؤس من أجل "خداع الشعوب"، خاصة مع تنامي وسائل الاتصال الحديثة، حيث تحضر الصورة والصوت.. من استطاع من "المشاهدين" عبر العالم متابعة ما جرى بالعراق قبل سقوط نظام صدام حسين وإعدام هذا الأخير؟ من تحقق من كل مجريات المعارك التي جرت بليبيا قبل انتهاء نظام العقيد القذافي؟ بل من رأى عبر ذات القنوات التي كانت تختار ما تنقله بعناية من المعارك شيء من الخراب الذي لحق البشر والحجر؟ وقد نستطرد في ذكر المزيد من الأمثلة، والخلاصة هي أن صناعة الإعلام والتأثير على الرأي العام أصبحت جزء قويا وبارزا من الحرب الآن مادام أن "صناعة" القرار على المستوى الدولي تتم بشكل غير ديمقراطي ويتحكم فيها الكبار لمصالحهم الضيقة.. ولن يقلل من التأثير السلبي لذلك غير تنامي الوعي وتحصيل الثقافة والعلم والديمقراطية لدى كافة الشعوب.
--------------
نشرت كذلك في موقع لــكــم

الخميس، 2 مايو 2013

قراءة وتقديم كتاب "الذكاء الاصطناعي وتحديات مجتمع المعرفة" للأستاذ حسان الباهي بالقنيطرة





قراءة وتقديم كتاب "الذكاء الاصطناعي وتحديات مجتمع المعرفة" للأستاذ حسان الباهي بالقنيطرة


ينظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة قراءة في فكر الأستاذ حسـان البــاهي من خلال كتابه "الذكاء الصنـاعــي وتحديـات مجتمع المعرفـة" وذلك يـوم السبت 18 مــاي 2013 بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالقنيطرة ـ بجوار مقر البلدية ـ ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال.
الجلسة الأولى برئاسة ذ. مصطفى الموردي، وبماسهمة الأستاذة لمتيوي عبد الرحمان، عبد الجبار أبو بكر، مبارك الطاليعي أمال بريطل... الجلسة الثانية برئاسة ذ. إبراهيم بورشاش، ومشاركة الأستاذة محمد آيت حمو، شفيق كريكر، أحمد مصلح، مونادي الإدريسي، محمد الأشهب.. وجدير بالذكر أن الأستاذ حسان الباهي باحث في الفلسفة ورئيس نفس الشعبة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة..

الأحد، 28 أبريل 2013

حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير


حاجة سيدي سليمان إلى تنظيم المرور والسير

مصطفى لمودن
  قد لا ينطبق وصف "الحاضرة/المدينة" بالمفهوم الحديث على الكثير من المدن في المغرب، إذ أنها تعرف تحولات بطيئة تنقلها من عالم القرية الكبيرة، إلى فضاء آخر يقبل توصيف المدينة، خاصة مع ما يتطلبه ارتفاع عدد السكان واتساع الحيز الجغرافي من تنظيم وتعايش في ظل سلطة القانون..
  ولعل ما يعرفه السير والجولان في سيدي سليمان أبرز مثال على التغير المتثاقل الذي تعرفه "المدينة". وأهم مظهر لذلك اختلاط الراجلين والعربات في الشوارع، ولعل أهم سبب في ذلك احتلال الرصف وغصبه من طرف أصحاب المقاهي والتجار سواء مالكي الدكاكين أو البائعين غير المستقرين..
  وهناك ظاهرة أخرى وهي الغياب الذي يكاد يكون مطلقا لتنظيم الجولان بالمدينة، ونقصد به حركة العربات (السيارات، الشاحنات، الدراجات..)، وهنا لابد من الإشارة إلى ظاهرة جديدة تعرفها المدينة تزيد في تأزيم حركة السير، وهي كثرة دراجات النقل ثلاثية العجلات، التي عوضت العربات المجرورة بالدواب، المثير أن لهذه الدراجات نفس حقوق التنقل مع السيارات وتحمل أحيانا من الركاب أكثر مما تحمله سيارة الأجرة الصغيرة، لكن لا يطلب من سائقيها التوفر على رخصة السياقة!!
  الأمر الآخر هو خلو ملتقيات الطرق المكتظة بالمرور والسير من الإشارات الضوئية أو من دائرة ملتقى الطرق rond-point  باستثناء ثلاث مواقع في المدينة بها الأضواء.. وهنا نذكر بأن اختيار دائرة في ملتقى الطرق وحذف الأضواء يكون لصالح العربات وهو وفي غير مصلحة الراجلين ولو وضعت الخطوط البيضاء العرضية على الإسفلت، وهو  خيار ظهر في أوربا التي تتحرك فيها السيارات أكثر من الراجلين في الملتقيات الطرقية الكبيرة.. أما استعمال الإشارات الضوئية فيعطي فرصة المرور للراجلين كذلك..
  إن غياب تنظيم المرور في سيدي سليمان يجبر أولياء التلاميذ (مثلا) على اصطحاب أبنائهم من أحياء السلام ورضا وأكدال والمحمدية.. لأن أحياءهم بدون مدرسة، إلى مدرسة آمنة بنت وهب وأبي بكر الصديق.. لعدة مرات في اليوم ذهابا وإيابا خوفا على فلذات أكبادهم من الدهس في الطريق الوطنية رقم أربعة التي تقسم المدينة إلى شطرين وفي غياب تنظيم المرور.. ويصعب عبور هذه الطريق حتى على أصحاب العربات في الاتجاهين المتقاطعين معها..
 من متطلبات أي مدينة تنظيم المرور وإفراغ الرصيف وجعله مستويا أمام الراجلين، وغير ذلك تكريس للفوضى وهدر لحقوق الأطراف الضعيفة..