الأربعاء، 17 أغسطس 2011

حركة 20 فبراير بسيدي سليمان أول مسيرة في شهر رمضان


 حركة 20 فبراير بسيدي سليمان
أول مسيرة في شهر رمضان
 
نظمت "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان مسيرة احتجاجية ليلة الأحد 14 غشت 2011 شارك فيها الميئات، وقد انطلقت على الساعة العاشرة والنصف ليلا من قرب السوق البلدي (بجانب الميزان العمومي) وسط زحمة الشارع في رمضان، حيث الباعة المتجولون قد عرضوا سلعهم على الرصيف وعلى جزء من الإسفلت، وقد ألقى مصطفى بريول كلمة بعد الانطلاقة كانت مقرر من طرف الجمع العام للحركة، القصد منها توضيح علاقة كثرة الباعة المتجولين بظاهرة البطالة المستفحلة، وتأكيد عجز السلطات عن إيجاد شغل للعاطلين، وأن "حركة 20 فبراير" عندما تحتج فليس غرضها هو مزيد من الزحام بالشاعر العام ولكن إثارة الانتباه إلى مجموعة من القضايا المختلة وطنيا ومحليا…  
وقد رفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وإيجاد شغل للعاطلين، ومواجهة الفساد والمفسدين.. وقد خيمت على المسيرة روح حميد الكنوني الذي توفي قبل أسبوع بعدما أحرق نفسه بمدينة بركان..
وألقى في ختام الوقفة مصطفى لمودن كلمة أشار فيها إلى عدم استيفاء الدستور الجديد لشروط الديمقراطية شكلا ومضمونا، وتوقف عند بعض الاختلالات المحلية مما يسبب عسرا في التنمية، وأعلن تضامن الحركة مع معتقلي الحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق كبوعرفة.. ومع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية والانعتاق،  وذكر بمطالبة الحركة إطلاق سراح معتقلي الرأي والحركات الاجتجاجية السلمية.. وأثار أسماء المتوفين كمال العمري وكريم الشايب وحميد الكنوني.. وطالب بالكشف عن الأسباب الحقيقية لاحتراق خمسة مواطنين بالحسيمة داخل مؤسسة بنكية..
وتجدر الإشارة أن المسيرة لم تكمل طريقها إلى ساحة غزة (أمام العمالة) كما كان مقررا، وتوقفت عند ملتقى الطرق بمدخل حي المسجد، حيث ارتأى المنظمون في آخر لحظة الاكتفاء بذلك، حتى لا تختلط الشعارات المرفوعة عبر مكبرات الصوت بالأغاني التي تبثها أبواق ضخمة وضعت في الطريق من طرف جهات لم تعلن عن صفتها، وواضح أن ذلك بمباركة من السلطة المحلية… الأبواق الأولى نصبت بجانب مؤسسة بنكية والثانية وسط ساحة غزة وقد أحيطت بحواجز.. واعتبر أعضاء من "حركة 20 فبراير" أن ذلك "خطة" مكشوفة للتشويش على شعارات الحركة.. وأبدى بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم انزعاجهم من تلك الأصوات القوية التي تلقي بها الأبواق على آذان الناس طيلة الليل.
وللتذكير فقد بعث باشا سيدي سليمان رسائل شخصية لبعض المناضلين يمنعهم عبرها من المشاركة في المسيرة، لكنهم رغم ذلك كانوا حاضرين في الموعد.
وقد نظمت "حركة 20 فبارير" قبل أسبوع وقفة احتجاجية بساحة غزة.
  

 
  
 
  
 
أضف الى مفضلتك

بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب: السلطات تحترق بنار "دوار السكة" الصفيحي.


بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب: 
السلطات تحترق بنار "دوار السكة" الصفيحي. 
حميد هيمة | سيدي يحي الغرب.
 
تتواصل احتجاجات ساكنة الأحياء القصديرية، بمدينة سيدي يحي الغرب، أمام غياب، ما وصفوه، بالحلول العملية لإنهاء مآساتهم؛ التي قوبلت بــ"هروب" رئيس المجلس  البلدي، و اكتفاء الباشا بالتقاط صور تذكارية للمحتجين على البؤس؛ حسب تصريح لفاعل جمعوي.
1 - هروب رئيس المجلس البلدي:
اضطر رئيس المجلس البلدي بسيدي يحي الغرب، إقليم سيدي سليمان، للهروب من مقر قصر البلدية بعد أن قصده عشرات السكان، من الدوارالمذكور، على خلفية الحريق الذي التهم سبعة عشرة براكة قصديرية، فجر الأحد 14 غشت الجاري، مخلفا خسائر مادية جسيمة للمتضررين من الفئات الاجتماعية المعوزة.
و شوهد رئيس المجلس البلدي، زوال يوم الاثنين، مستقلا سيارة قائد المقاطعة، يغادر مقر إدارته؛ بعد انتباهه لقدوم المسيرة الاحتجاجية لمقر بلديته. وشبه أحد المحتجين، في تصريح له، مغادرة الرئيس المذكور بــ"هروب بنعلي"؛ في إشارة إلى هروب الرئيس التونسي بعد اندلاع الحراك الاجتماعي والسياسي في بلاده ضد الفساد والاستبداد.
و نفذت ساكنة "دوار السكة"، خلال الأيام الماضية، أشكال احتجاجية عفوية، على ماوصفوه، معاناتهم في براريك القصدير. وحمل المحتجون، في الكلمات التي تخللت شكلهم النضالي، الرئيس مسئولية أوضاعهم؛ بعد أن خضع ملف دوار السكة، حسب تصريحات المحتجين أنفسهم، لتلاعبات سياسوية ضيقة مرتبطة بالرهانات الانتخابية المحلية.
يشار إلى أن  دوار السكة، و باقي دواوير القصدير(الشانطي، الشنانفة، كانطة، الرحاونة)، يعتبر، حسب إفادة فاعل جمعوي رفض الكشف عن هويته، خزانا انتخابيا توظفه لوبيات الانتخابات لحسم الرهانات السياسية في المواسم الانتخابية؛ بتوظيف، ما سماه، المال الحرام.
ويصل الوزن الديمغرافي، حسب المعطيات التي حصل عليها الموقع من فعاليات مدنية نشيطة، ما  يقارب أربعة  آلالاف نسمة؛ تتكدس في براريك "مجهرية" تفتقر للماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي.
كما شدد المحتجون، أنه في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، استعدادهم لتنفيذ أشكال نضالية غير مسبوقة، كما عبروا عن رفضهم، لما اعتبروه، "الحلول الاحسانية والترقيعية"، كما أدانوا، في نفس الوقت، عدم التزام السلطات، المنتخبة والوصية، بالوعود التي سبق أن قدمت لهم  في هذا الشأن.

2      - باشا المدينة يستقبل المحتجين بهاثفه الخلوي :
 فاجأ باشا مدينة سيدي يحي الغرب المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لدوار السكة والمدعومين بفعاليات حقوقية ومدنية وسياسية بالمدينة، تسلقه  سور مقر إدارته حاملا هاثفه الخلوي لتصوير المحتجين.
واستهجنت ناشطة حقوقية، في تعليق لها على الحادث، سلوك المسئول الأول في باشوية المدينة؛ معتبرة ذلك سلوكا "غير مسئول" من السيد الباشا.
كما ردد المحتجون شعارات تختزل حقهم في السكن اللائق والعيش الكريم، ورفضوا تشكيل لجنة للحوار مع باشا المدينة؛ مطالبين، هذا الأخير، بحوار علني يركز فيه الاجراءات العملية من أجل الوقف الفوري لمعاناتهم. غير أن  مكبر الصوت، الذي تعطل، لم يسعف السيد الباشا في ذلك. 
وطرحت وسائل الإعلام، التي واكبت المسيرة الاحتجاجية، أسئلة حول ملف الأحياء القصديرية بالمدينة على السيد الباشا، غير أنه تملص عن الاجابة، معبرا عن استعداده للاجابة عن أسئلة مكتوبة.
يذكر أن مدينة سيدي يحي الغرب، التي تحتضن أقدم حي صفيحي بالمغرب، تلفها من جهاتها الأربعة أحزمة دواوير القصدير؛ التي تناثرت، بشكل سريع، في اللحظات الانتخابية. وما فاقم الوضع هو غياب رؤية مجالية وسكانية استباقية لامتصاص الطلب المتزايد على السكن بالمدينة؛ التي تعاني من انحسار وضيق وعائها العقاري بعد أن اقتطعت منها الجماعة القروية لــ"عامر السفلية".
وفي سياق متصل، يستعد سكان المنطقة الفيضية، التي تتوطن في هامش دوار الشانطي، حسب ناشط جمعوي مهتم بالملف، استئناف أشكالهم النضالية لرفع الحيف والمعاناة التي تطالهم في كل فصل شتاء. كما تجري عدة اتصالات، بين سكان الأحياء القصديرية، لتشكيل تنسيقية محلية للترافع على هذا الملف الشائك بالمدينة.

حركة 20 فبراير بسيدي سليمان


 حركة 20 فبراير بسيدي سليمان
أول مسيرة في شهر رمضان
 
نظمت "حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان مسيرة احتجاجية ليلة الأحد 14 غشت 2011 شارك فيها الميئات، وقد انطلقت على الساعة العاشرة والنصف ليلا من قرب السوق البلدي (بجانب الميزان العمومي) وسط زحمة الشارع في رمضان، حيث الباعة المتجولون قد عرضوا سلعهم على الرصيف وعلى جزء من الإسفلت، وقد ألقى مصطفى بريول كلمة بعد الانطلاقة كانت مقرر من طرف الجمع العام للحركة، القصد منها توضيح علاقة كثرة الباعة المتجولين بظاهرة البطالة المستفحلة، وتأكيد عجز السلطات عن إيجاد شغل للعاطلين، وأن "حركة 20 فبراير" عندما تحتج فليس غرضها هو مزيد من الزحام بالشاعر العام ولكن إثارة الانتباه إلى مجموعة من القضايا المختلة وطنيا ومحليا…  
وقد رفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وإيجاد شغل للعاطلين، ومواجهة الفساد والمفسدين.. وقد خيمت على المسيرة روح حميد الكنوني الذي توفي قبل أسبوع بعدما أحرق نفسه بمدينة بركان..
وألقى في ختام الوقفة مصطفى لمودن كلمة أشار فيها إلى عدم استيفاء الدستور الجديد لشروط الديمقراطية شكلا ومضمونا، وتوقف عند بعض الاختلالات المحلية مما يسبب عسرا في التنمية، وأعلن تضامن الحركة مع معتقلي الحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق كبوعرفة.. ومع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية والانعتاق،  وذكر بمطالبة الحركة إطلاق سراح معتقلي الرأي والحركات الاجتجاجية السلمية.. وأثار أسماء المتوفين كمال العمري وكريم الشايب وحميد الكنوني.. وطالب بالكشف عن الأسباب الحقيقية لاحتراق خمسة مواطنين بالحسيمة داخل مؤسسة بنكية..
وتجدر الإشارة أن المسيرة لم تكمل طريقها إلى ساحة غزة (أمام العمالة) كما كان مقررا، وتوقفت عند ملتقى الطرق بمدخل حي المسجد، حيث ارتأى المنظمون في آخر لحظة الاكتفاء بذلك، حتى لا تختلط الشعارات المرفوعة عبر مكبرات الصوت بالأغاني التي تبثها أبواق ضخمة وضعت في الطريق من طرف جهات لم تعلن عن صفتها، وواضح أن ذلك بمباركة من السلطة المحلية… الأبواق الأولى نصبت بجانب مؤسسة بنكية والثانية وسط ساحة غزة وقد أحيطت بحواجز.. واعتبر أعضاء من "حركة 20 فبراير" أن ذلك "خطة" مكشوفة للتشويش على شعارات الحركة.. وأبدى بعض المواطنين ممن تحدثنا إليهم انزعاجهم من تلك الأصوات القوية التي تلقي بها الأبواق على آذان الناس طيلة الليل.
وللتذكير فقد بعث باشا سيدي سليمان رسائل شخصية لبعض المناضلين يمنعهم عبرها من المشاركة في المسيرة، لكنهم رغم ذلك كانوا حاضرين في الموعد.
وقد نظمت "حركة 20 فبارير" قبل أسبوع وقفة احتجاجية بساحة غزة.
  

 
  
 
  
 

الأحد، 14 أغسطس 2011

حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟


  حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى

شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟
حميد هيمة

حريق يلتهم 3 براكات بدوار السكة بسيدي يحي الغرب صباح الأحد 14 غشت الجاري. شباب الدوار المذكور، الذي تلتهب فيه نار التفقير والبؤس، شمر على سواعده، باستعمال وسائل بسيطة، لإطفاء حريق "تعطل" رجال المطافئ في إخماده. 
قهر سياسوية الانتخابات، وتعطل آلات الدولة كما أجهزتها الإدارية، في إخماد نار الحريق ولهيب البؤس والفقر وافتضاض لبكارة الوطن والمواطنين بحماية من السلطة.
دوار السكة، علامة، بل علامات، على تنكر "الوطن" لمواطنين اختارتهم "الجغرافية"، بتوجيهاتها المخزنية، لــ"تقمص" شخصية ضحايا الوطن في مسرحية الواقع البئيس.
وهو علامة، أيضا، على جبننا، نحن معشر الحالمين بوطن العدل والكرامة، لعدم الانتباه لأبناء شعبنا دفعوا بالإجبار، لا الاختيار، ليعيشوا في جهنم القصدير والمعاناة.
يقررون مصيرهم، بديمقراطية مثالية، في تحديد لون الميكة التي "ستقيهم" من برودة الشتاء أو "ستحميهم " من حرارة الصيف. عدا ذلك فأصواتهم الانتخابية لا تساوي، في سوق النخاسة، إلا 200 درهم للرأس و للسمسار الشاطر أكثر من ذلك.
في هذا الدوار، يرتفع منسوب معدلات تنمية البؤس والفقر، وينحدر هبوطا منحنى احترام كرامة البشر وآدميتهم. تحضر بنشاط مشاريع تنمية الانتحار الاجتماعي مع استمرار الوجود الجسدي. جسد بلا روح. الانتهاء من برنامج الإدمان على المخدرات، والحال هو إدمان "الدولة" على قهر شباب يائس. استنفاذ مراحل مخطط العهر، والحال وضع الدوار هو عهر للجهات المسئولة.
دور السكة، كما دوار الشانطي (…)، جروح عميقة في الجسد المتخن لسيدي يحي الغرب، تكالبت عليه مافيات الانتخابات والعقار. وامتزج التسلق الاجتماعي السريع، لكائنات أمية أبجديا وإنسانيا، بآلام و معاناة شعبنا.
ظلام دامس يلف كل أمكنة الدوار، الظلام طرد النور، وأخضع كل مكونات المكان لاحتلال الظلام الانتخابي من فساد وقهر وتجويع. ما يشبه "الماء"، ممزوج ببقايا سائلة وصلبة، يحتل الأزقة المختنقة. هذا "الماء" هو الذي يسيل في عروق من يتغذى على واقع شعب "دوار السكة" بسيدي يحي الغرب (…).
توفق شباب الدوار فإطفاء نار الحريق، رغم تعطل أجهزة الدولة في هذه المهمة. لكن من يضمن عدم اشتعال نار الشباب في ظل استمرار تعطل الدولة ؟

اكتظاظ الشوارع واختناقها ومنع المرور بسيدي سليمان


 اكتظاظ الشوارع واختناقها ومنع المرور

هل هي فوضى؟
أم ذلك تعبير عن أزمة خانقة تمس السلوك العام والخاص؟  
أم الأمر دليل قاطع عن فشل كل المقاربات الرسمية في تدبير الفضاءات العمومية؟
أم هو حراك شعبي للتعبير عن المطالب والتطلع لحرية تعبير حقيقية؟
ما الأمر وما حصل؟
منذ دخول رمضان وحتى قبله بأيام أصبح يستحيل المرور ببعض شوارع سيدي سليمان.
الباعة بسلعهم المختلفة، يفرشون لها أو على عربات أو صناديق في غالبية شارع محمد الخامس وفي شوارع أخرى متفرعة عنه، من حائط المباني إلى وسط الطريق…
لم تعد أي سلطة تعبر عن تواجدها في المكان، يقال إن هناك أوامر أعطيت على المستوى الوطني لتجنب الاحتكاك بالباعة، حتى لا تتكرر مآسي إحراق الذات..
ولكن الجواب الصحيح، هو عدم قدرة السلطات العمومية على وضع سياسات تنموية لإيجاد شغل للعاطلين.
هو غياب الجماعات المحلية عن الخوض في أي تنمية محلية للرفع من مستوى عيش الساكنة وتوفير التشغيل.
طبعا من حق جميع المواطنين العيش الكريم، ومن حقهم ضمان لقمة العيش، ومن حقهم الاحتجاج من أجل ذلك.
لكن في نفس الوقت، من واجب الجميع ضمان واحترام حقوق الآخرين. وأهم هذا الحق الحرية في التنقل.
أن يقف ثلة من المعطلين يقولون إنهم مجازون وبالتالي على درجة من الوعي والمسؤولية وسط الشارع العام معرقلين السير، فهذا أمر لا معنى له، وهو ما حدث ليلة السبت 13 غشت بشارع الحسن الثاني، حيث أن هذا الشارع هو مقطع من الطريق الوطنية رقم 4، وكل من يعبر المدينة متوجها شرقا أو غربا ليس له من منفذ سوى هذا الشارع.. فكيف يحق لهؤلاء المعطلين أن يعطلوا بقية الناس عن أشغالهم؟ وأن يقطعوا عنهم الطريق كي يصلوا إلى وجهاتهم؟ وأن يجعلوهم تائهين في دروب وأزقة المدينة باحثين عن متنفس يجعلهم يغادرون مدينة بلى معنى ولا مسؤولية؟ هل ذلك كفيل بإيجاد شغل في الغد لهؤلاء المعطلين؟
يمكن أن توجه نفس التهمة كذلك لمسيرات "حركة 20 فبراير"، وهي عرقلة حرية المرور.. لكن هذه الحركة تحاول تفادي ذلك ما أمكن، عبر ترك جزء من الشارع فارغ كي يقع انسياب عادي للعربات، ثم أن هذه المسيرات لا تتعدى في الغالب من انطلاقتها إلى نهايتها الساعتين.. لكن الاحتلال القصدي من طرف بعض الجهات التي لا تفصح عن هويتها لساحة غزة ووضعها هناك مكبرات الصوت، يجعل مسيرة "حركة 20 فبراير" تتوقف لحظة بالشارع حتى إلقاء كلمة ختامية وبعدها ينفض كل لحال سبيله..
هل نحن فعلا أمام منعطف من سيماته حرية التعبير؟
إن ممارسة حرية التعبير لها عدة أشكال، تكون عبر الإعلام، عبر ممثلي السكان الحقيقيين، وعبر المسيرات والاحتجاجات السلمية والمنظمة، وعبر الانخراط الطوعي في تنظيمات المجتمع المدني، وعبر حوارات علنية وشفافة وذات معنى ونتيجة..
من المعلوم أن السلطات لم تسمح أبدا بأي مسيرة، سوى في فاتح ماي، وعند انطلاق "حركة 20 فبراير" تقدم مناضلون باسمهم الشخصي في ثلاث مناسبات إشعارا للسلطة المحلية بتنظيم مسيرات… لكن الرد كان مخيبا، وهو المنع المكتوب! ورغم ذلك تمت المسيرات، وبذلك وضعت السلطة نفسها في موقف من هو غير جدير بالاحترام، لأنها لم تفهم الإشارة والمستدجات الوطنية والعالمية، وتنخرط بذكاء في معمعان التغيير وتحافظ على علاقة ود مع المحتجين من أجل أي تفاوض أو حوار أو تنسيق مستقبلي (ولم لا؟) فالجميع يقول إنه يخدم المغرب ولرقيه.. لكن للأسف، المؤكد هو أن السلطة في المغرب ما تزال غير واعية بهذه المعطيات..
وقد استمرت في نفس سلوكاتها الماضوية عبر بعث رسائل تمنع مناضلين من المشاركة في المسيرات، وفي نفس الوقت تغض الطرف عن مناوئي هذه المسيرات، سواء من يستعملوا العنف البدني، أو من يأتون بمكبرات صوت لإثارة الضجيج عنوة، بل ولم تتخذ أي إجراء تجاه من ضربوا وجرحوا وأفزعو وارهبوا المشاركين في مسيرة "حركة 20 فبراير" في خميس 30 يونيو الماضي (ليلة الاستفتاء)… مما يعني أن السلطة ليست لحماية الجميع وفي خدمة الجميع، بل حتى أن كثيرين يعتقدون أنها خصما، وهذا يكرس فقدان الثقة…
تأكد أن السطلة لا تبرع إلا في استعمال العنف، رغم أن هناك من يرى بأنه "عنف مشروع" أحيانا، لاستتباب الأمن والدفاع عن الأشخاص والممتلكات…لكن قبل ذلك هناك ما هو أهم، أي الأمن الاستباقي، وهو خلق وإعطاء الفرص المتساوية للجميع، وتنظيم الفضاء العام، ودفع المجتمع ومساعدته على التنظيم الذاتي، وليس منع ذلك واحتكاره من قبل السلطة والمتقربين منها، والقصد به الجمعيات والنقابات والأحزاب، وتوفير الفضاء العمومية المناسبة لعقد الاجتماعات والندوات وتأطير المواطنين. (أحيانا تمنع تنظيمات حزبية وشبيبية من استعمال الخزانة البلدية بدون مبرر مقبول). وهناك من يوعز أو يشارك قدحا وتجريحا في هيئات مناضلة، لا لشيء سوى لأن لها رؤية مخالفة ومختلفة عن السائد..
إن السلطة الآن حسب ما يبدو عاجزة تماما عن تنظيم فضاء المدينة أو على الأقل تنظيم حركة المرور بشارع محمد الخامس..
إن السلطة لا يمكنها الآن إقناع الباعة حسب ما يبدو كي يتخلوا عن عرض سلعهم بالشارع. 
إن السلطة الآن ليس لها أي بديل تعرضه على هؤلاء الباعة كي ينقلوا سلعهم إلى مكان آخر يناسبهم.
ولا توجد أي هيئة تستطيع التحدث إلى الباعة لتقنعهم على الأقل كي يسمحوا بمرور العربات والراجلين بكامل الحرية.
لا يستطيع المجلس البلدي مثلا التفاوض لو رغب وكانت له الإرادة مع الباعة المتجولين ويعرض عليهم مكانا آخر مناسبا، أو يوجده إذا لم يكن موجودا. والسبب معروف، هو أن هذا المجلس لن يستمع إليه أحد(…)
فهل سنتمر في نفس الفوضى العارمة؟ هل علينا انتظار مرور رمضان كي يقع انفراج؟ هل سيتنبه الباعة المتجولون للمشاكل التي خلقوها بأنسهم ويساهموا في تنظيم المجال؟
أسئلة تبقى معلقة مع استمرار الوضع كما هو عليه.