الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

ملاحظات من سيدي سليمان/ مشاكل وقضايا على الواجهة


ملاحظات من سيدي سليمان  
مشاكل وقضايا على الواجهة 
تستعد الجهات المعنية بسيدي سليمان إلى تشييد منتزه غرب المدينة على شاكلة "دار السلام" بالرباط، وهو مشروع مناسب قد يسد فراغا في مجال الترفيه، ويمكن أن يوفر مداخيل وشغلا، خاصة إذا تم تسييره بشكل جيد، المطروح هو طريقة اشتغال السلطة في سيدي سليمان، حيث تعتمد السرية وعدم إشراك الفاعلين واستشارتهم والاستماع لمقترحاتهم، نحن في حاجة لبنيات ثقافية ورياضية وتربوية.. مثلا هناك أحياء كثيرة في الجهة الشرقية بدون مدرسة كحي أكدال ورضا والمحمدية والمنارة والخير… ويقطع الأطفال مسافة طويلة للوصول إلى المدارس، وليس التعليم الخصوصي دائما متاحا للجميع.
ولا تتوفر المدينة على قاعة مناسبة لمختلف العروض والمحاضرات والنقاشات العمومية التي نحتاجها الآن، رغم توفر قاعتين متوسطتين في دار الشباب وفي الخزانة البلدية(هذه الأخيرة بدون حد أدنى من المواصفات المطلوبة) ..
الخزانة البلدية
كما أبدا البعض تخوفاته من سوء تدبير المشروع السكني الذي سيكون بدوره غرب المدينة تحت إشراف المجلس الإقليمي، وأهم التخوفات تتركز حول غياب الشفافية وتحول المشروع إلى خلق "زبناء" جدد في المجال الانتخابي لدى إطراف معينة قد تبتز من أجل أن يستفيد البعض دون الآخر، ولو على مستوى الاستحواذ على المواقع الاستراتيجة ضمن المشروع،  كما يمكن للبعض الآخر من ذوي النفوذ الحصول على سكن أو أكثر بدون أداء أي شيء، وهذه عادة مغربية معروفة..
ولا يمكن أن نقفز على مشاكل العقار بالمدينة، فالخواص الذين يجزؤون أراضيهم على مراحل وتحت مسميات مختلفة لتجزيئات صغيرة من أجل عدم تخصيص مساحات للمصالح الاجتماعية (مدارس، حدائق..) دون أن يلتفت أي مسؤول للأمر ليوقف ذلك.. هذا دون نسيان الأثمنة الباهضة التي أصبحت تباع بها البقع السكنية في مدينة صغيرة (أو متوسطة لنكون أكثر طموحا) كسيدي سليمان.. وقد انضافت "شركة العمران" إلى قائمة المضاربين عوض أن تكون أداة لخلق التوازن بين العرض والطلب ومواجهة جشع الخواص، رغم أنها شركة عمومية تابعة لوزارة السكنى، واشتكى البعض من الثمن الباهض للبقع السكنية التي تطرح من طرف "العمران" واعتبروا أن ذلك غير مناسب وغير مقبول، مادامت الشركة حصلت على الأراضي بأثمنة تفضلية من مؤسسة تابعة للدولة كذلك وهي "الصوديا". يصل ثمن البقعة السكنية إلى 1500 درهم للمتر المربع، والمتضررون دائما هم ذوو الدخل المحدود الذين ينتظرون فرجا لن يأتي من أجل سكن مناسب.. أما البقع التجارية فقد وصلت أرقاما خيالية، من ذلك ما ذكره مطلعون، بحيث أن بقعة على الشارع مساحتها 600m²وصلت 200 مليون سنتيم.. فما السبب وراء ذلك؟ هل فعلا أن المدينة تعرف رواجا وازدهارا اقتصاديا ملفتا؟ أم أن هناك أشياء غير معروفة قد تكون تبييض الأموال القذرة من طرف البعض؟  
ولعل في توسع المدينة وإضافة قرى إلى مجالها الترابي من جماعة دار بلعامري، سيزيد من الوعاء العقاري المتوفر شريطة التعجيل بتهيئة المجال، رغم ما يتطلبه ذلك من تكلفة باهضة لمد الطرق وقنوات الصرف الصحي… بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية الناتجة عن ردود الفعل تجاه تحويل منازل مشتتة بشكل عشوائي إلى فضاء منظم، ونفس الأمر يمكن أن يقال عن إعادة تهيئة الأحياء المهمشة في الضفة الغربية من نهر بهت، التي طال انتظارها رغم إنجاز جزء من المشروع في طرف من حي أولاد مالك.. وهنا لا يمكن أن نتغافل عن وضعية تجزئة الخير رقم واحد التي تقطنها 204 أسرة من ضحايا فيضانات 2009،(نقصد من استطاعوا البناء، ومنهم من يضع غطاء بلاستيكيا لداره إلى الآن) بحيث مازالوا لا يتوفرون على الكهرباء، وأزقتهم غير مهيئة… وأكثر من ذلك تمت معاقبتهم بشكل جماعي عبر رفض الاعتراف بجمعية أسسوها للدفاع من مصالحهم.
  
مقـر عمالة إقليم سيدي سليمان
كأن سيدي سليمان ولدت اليوم فقط، فهي بدون بنايات إدارية واجتماعية وثقافية في المستوى.. وهذا نتيجة الإهمال الذي عرفته عبر السنين السابقة، لم تجد العمالة غير البلدية القديمة مقرا لها، بعدما أحدثت بها ترميمات وإصلاحات، لينتقل المجلس البلدي إلى اكتراء عمارة هي مخصصة للسكن أصلا.. لا توجد من البنايات الإدارية المناسبة غير مركز البريد الموروث من حقبة غابرة، وقد عرف ترميمات قبل بضع سنوات.. وهناك إدارات تعرف استقلالية في التسيير الإداري والمالي ولا تتوفر على مقرات خاصة كإدارة "المحافظة العقارية والمسح الطبوغرافي"، التي تكثري بدورها عمارة ذكر مطلعون أنها أعدت لذلك قبل أن تشيد! ونفس الشيء ينطبق جزئيا على مصلحة الضرائب التي تتوفر على مقر صغير وفي نفس الوقت تكثري عمارة بحي السلام، وما انفق (وما يزال) ككراء يمكن أن يوفر مقرا ذاتيا مناسبا لهذه الإدارات.. وآفة كراء مقرات ستستفحل أكثر مع تطبيق اللاتمركز الإداري، وقد استقرت مندوبية الأوقاف  -على سبيل الذكر ـ في دار بحي السلام بعد إحداث العمالة، وإدارة "الإنعاش الوطني" بحي معمل السكر، ونيابة وزارة التربية الوطنية استولت على مدرسة "الساقية الحمراء"… ولعل عدم توفر مقرات هو ما يؤخر تواجد عدد من الإدارات ومندوبيات الوزارات الأخرى.. لكن لوحظ أن مندوبية وزارة النقل تشيد مقرا خاصا بها، وبذلك ستترك غالبا إحدى الإدارات التابعة لها العمل بمنزل سكني ضيق(مركز تسجيل السيارات)..
تحتاج المدينة في ذلك إلى وضع حي إداري خاص، لكن "شجع" إدارة الداخلية سيستحوذ على حصة الأسد مما ذكره مسؤولون حول توفير أراض  لذلك شرق المدينة، وصدق من قال أن وزارة الداخلية هي "أم الوزارات وحكومة قائمة بذاتها"، وعليه فلمَ اللجوء في مثل هذه الحالة إلى تعيين مندوبيات للوزارات الأخرى!
الحديث عن الإدارات العمومية جعلنا نتوقف عند توفير مقر خاص بالمحكمة، فلأول مرة تتوفر المدينة على مقر"مناسب"، وقد كانت المحكمة مستقرة في عمارة سكنية لسنوات طويلة، لكن البناية الجديدة تشتكي من نواقص، منها عدم توفر موقف للسيارات، صغر مكاتب الموظفين، بحيث لم يتم مراعاة العمل في مكان مفتوح على شاكلة الإدارة الأمريكية، حيث كل الأشغال تجري أمام الجميع، وقد أضاف أحد المرتادين للمحكمة أنه على الأقل كان يجب تخصيص مكاتب تستوعب أكثر من موظف واحد، وقد طالب بمراجعة الوضعية بما فيها تخصيص أرض جانبية لتوقف السيارات الكثيرة التي لا تجد مكانا لذلك.
المقر الجديد للمحكمة
 وفيما مجال "المشاريع" الفاسدة لا يمكن التغاضي عن فضيحة المسبح البلدي (يسمى تجاوزا أولمبيا!)الذي استهلك الملايير ليجد الجميع بعد سنوات طويلة من الانتظار أنه غير صالح للاستعمال، ويتساءل البعض في ذلك عن غيبة القناة التلفزية الثانية  لمواكبة المستجدات، على الأقل حفاظا على "مصداقيتها" مادامت قد طبّلت بدورها لحدث "الافتتاح" الذي لم يدم غير بضعة أيام، ولكن يبدو أن المسؤولية تعود إلى من دعوها لذلك، نعتقد عليهم من جديد دعوتها لكشف عورة المسبح البلدي، أم أن ذلك لا يدخل ضمن إستراتيجيتهم الخاصة؟
 
ليس من فضاءات للمارسة الرياضة غير الساحات الفارغة رغم قلتها، هناك فقط الملعب البلدي الترابي وملعب صغير قرب حي السليمانية
تحدثنا عن الشفافية والغالبية يعرفون أن هذا المطلب يصعب تحقيقه في عدد من الإدارات المغربية والجماعات المحلية ولو حسنت نيات بعض مسؤوليها، لأنه ليست هناك تقاليد في ذلك، والقوانين غير مواكبة للتحولات الجديدة وما تتطلبه من تفاعل وإشراك وإخبار، إلا في بعض الاجتهادات التي تبقى قليلة كقانون الصفقات العمومية رغم أن البعض يلتف حوله بطرق ملتوية خاصة في الجماعات المحلية، والاجتهادات الملحوظة لإدارة الجمارك تطلبها التعامل مع فاعلين اقتصاديين يلحون على السرعة والشفافية.. لكن التعامل مع المواطنين بشكل واضح وفعال عمل مغيب في الإدارة المغربية، ويعتقد الفاعل الإداري أنه غير ملزم بذلك، وليس له أي ولاء تجاه المواطن الذي لم يوظفه ولا يرقيه (حسب اعتقاد خاطئ). وأحيانا ينظر مثل هذا الموظف للمواطن كمتسول يبحث عن منفعة، بينما نفع المواطنين وخدمتهم يجب أن يكون أساس تواجد أي إدارة.. وهذا مازال غير متوفر بالشكل المطلوب.. كما تحتكر الإدارة المعلومة ولا تجعلها في متناول عموم المواطنين، لأن احتكار المعلومة كيفما كانت هو بمتابة "سلطة" لا تريد الإدارة أن تفرط فيها، ولا تسمح بنشرها ومعرفتها من طرف الناس إلا في الوقت الذي يناسبها هي وفق أجندة معينة، قد تكون التحكم والضبط… عوض الإشراك والتشارك.
في هذا الصدد لا أحد يعرف مثلا كيف يتم الاشتغال في "الإنعاش الوطني" على المستوى الوطني والمحلي، وهذه الإدارة التابعة لوزارة الداخلية تتصرف في أموال طائلة، وهي عوض أن توزع "الصدقات" بشكل مباشر، تمنح "مساعادات" عبر تلقي خدمات قد تكون مفيدة وغير مفيدة، يستفيد منها حسب الظاهر بعض المعطلين عن الشغل، ويمكنها إشراك السلطة المنتخبة في ذلك إذا كانت تستطيع أن تفرض ذاتها، ولكن فقط عبر التوسط لمعطلين قصد تشغيلهم… ويلاحظ سكان سيدي سليمان تكفل عمال "الإنعاش الوطني" بتنظيف الشوارع منذ إنشاء العمالة، بينما ذلك من اختصاص المجلس البلدي، ويبدو أن هذا الأخير عاجز عن القيام بذلك، بل وعاجز حتى عن القيام بحمل نفايات المنازل إلى مطرح في الهواء الطلق! وربما بذلك يريد توجيه "رسالة" معينة بعدما تم رفض مشروعه القاضي بتفويت ذلك إلى شركة خاصة، ضمن سلسلة التفويتات في إطار "التدبير" المفوض الذي يثير عدة نقاشات حول جدواه وفعاليته، ودليلهم هو ما وقع من فيضانات متكررة بمنطقة الدار البيضاء منذ حصول إحدى الشركات الفرنسية على "صفقة" تسيير قطاع الماء والكهرباء والتطهير، والأرباح التي تجنيها من وراء ذلك..
  
جانب من مطرح النفايات الصلبة خلف المدينة، بؤرة للتلوث ولا يكفي تغطيتها بالرمال
لكن "أموال الإنعاش" في حالة سيدي سليمان حسب البعض كان يجب أن تتوجه نحو أشغال مفيدة أكثر وتشمل الإقليم بأسره، من ذلك تنقية مجاري تصريف المياه بالعالم القروي حتى يقلل ذلك من الفيضانات، وإصلاح قنوات السقي.. ويكون آخرون على صواب عندما يطالبون بحذف هذه الإدارة وإسناد مختلف الخدمات التي تقوم بها لجهات معنية مختصة، مع توفير السيولة المالية المناسبة لها، وضمان شغل حقيقي وكريم للعاطلين، مادام هذا "الإنعاش.." غير شفاف ولا تعرف مقاصده الحقيقية. أما عن الشغل الحقيقي فقد أصبحت المدينة لا تضمنه لسكانها رغم كل ما تتوفر عليه من إمكانيات، خاصة في المجال الفلاحي.. 
يساهم عمال"الانعاش.." في تنظيف الشواراع، تحية لهم على مجهودهم
وقمة عدم الشفافية يلجأ إليها مجلس "منتخب" يفترض أن يكون على علاقة واضحة مع المواطنين، وينطلق من انتظاراتهم واقتراحاتهم، لكن العكس هو ما يحصل، فلأول مرة في تاريخ المدينة يقتني المجلس الحضري أكبر عدد من السيارات الخفيفة، بعضها أعطي للسلطة المحلية والبقية تحت تصرف مستخدمين وأعضاء في المكتب، أما أفخم سيارة فمن نصيب الرئيس الذي استحلى منصبه واعتبره وسيلة للأبهة والمفاخرة، وإلا لمَ مثل هذه السيارة التي لا تكون إلا عند بعض رؤساء الدول!؟ (التي تحترم مواطنيها طبعا وتوفر للرئيس سيارة واحدة)، وككل سنة تثار من جديد مشاكل "المنح" التي يقدمها المجلس البلدي لجمعيات دون أخرى، والمثير هذه السنة أكثر هو تحصيل إحداها لرقم كبير دون أن تكون لها فائدة للمدينة.. كل هذا دون أن يكلف المجلس البلدي عناء التواصل مع المواطنين، بل ولا يتم الإخبار حتى بانعقاد دوراته العادية، ولا يصدر بلاغا عقب ذلك. ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أن هذا المجلس بدون امتداد شعبي يذكر، بحيث أن كل الأعضاء حصلوا جماعة على 27 %من كثلة الأصوات المسجلة بالمدينة في آخر انتخابات يوم الجمعة 6 يونيو 2009، وهي أدنى نسبة مشاركة في المغرب بأسره.
ولعله من سوء التدبير التي لا يمكن التغافل عنها، دفع بائعي الخضر لمغادرة محلاتهم التجارية بالسويقات ليعرضوا سلعهم في الأزقة والدروب، وكذلك بائعو سلع أخرى متنوعة، وهو أمر يثير الريبة والتساؤلات المشروعة عن نية السلطات المعنية في تنظيم المجال فعلا، ونضيف إلى ذلك استمرار احتلال أصحاب المقاهي للملك العمومي ووضع طاولاتهم على الواجهات إلى حدود الرصيف في بعض الحالات، وهو أمر مستهجن وغير قانوني ويعرض المارة للخطر ويبين إلى أي مدى يمكن أن يصل إليه نفوذ المال..
  
تتحول الشوارع إلى أماكن للبيع والزحام
أغلب المقاهي تحتل ممرات الراجلين دون حسيب أو منه…
ختاما نؤكد أن المشاكل كثيرة، وقد استحسن الكثيرون تحول المنطقة إلى إقليم حاضرة سيدي سليمان هي مقر عمالتها، وأن هناك فضلاء كثيرون في بعض الإدارات، وأن مجهودات تقام هنا وهناك، وهو أمر لا يمكن تجاهله. ومطلوب من المواطنين المعنيين  أن يهتموا بشؤونهم المحلية أكثر ويتابعوا ما يجري.. وفي نفس الآن نؤكد على التواصل البناء وانفتاح هذا الموقع الإلكتروني البسيط على الجميع، خاصة لمن أصبحوا يعتقدون في فعالية الإعلام الإلكتروني، ونجدد الاستعداد لنشر كل توضيح أو رد أو وجهة نظر لأي طرف كان.  
 *****
التوقيع: مدونة سيدي سليمان


مراسلة وزان: المطالبة بإقالة المجلس الحضري وتجديد مكتب جمعية


مراسلة وزان:

المطالبة بإقالة المجلس الحضري وتجديد مكتب جمعية
محمد حمضي
1ـ الأغلبية المعارضة تطالب بإقالة رئيس بلدية وزان!
لم يعد الصراع بين "مكونات"المجلس البلدي حبيس جدران مقر الجماعة، كما لم يعد محصورا في رفض المصادقة على مشروع الميزانية فيقراءتها الثانية، بل ستحتدم المواجهة بين الأقلية المسيرة والأغلبية المعارضة حين ستنتقل هذه الأخيرة إلى الدرجة القصوى في الصراع والمتمثلة في المطالبة بإقالة الرئيس الحالي الذي يقوم منذ يونيوه 2009 باستراحة محارب بحزب الميزان بعد جولة  في سوق الأحزاب المغربية.
    ولتحقيق هذا مطلب الإقالة - ينظمه ميثاق الجماعات المحلية- الذي يخفي في طياته إرادة أشخاص من المعارضة في السعي وراء ترتيب الساحة السياسية المحلية على مقاسهم وبمعاييرهم الخاصة، تم رفع مذكرة مفصلة إلى وزير الداخلية عددت فيها الأغلبية المعارضة(25 عضوا) مختلف الإختلالاتوالتجاوزات التي ميزت تدبير الشأن المحلي في عهد الرئاسة الحالية، (أشرنا إلى أهمها في مقالة سابقة).
يذكر بأن الأغلبية المعارضة رفضت للمرة الثانيةعلى التوالي المصادقة على مشروع ميزانية 2011 ، وهو الرفض الذي ظل ملتبسا ومن دون تفسير يقول أحد الفاعلين بالمدينة، لكون المعارضة كان بإمكانها إدخال التعديلات التي تراها مناسبة وضرورية على مشروع الميزانية، مع تشديد المراقبة عند صرفها في الآتي من الأيام، إلى حين أن تتفاعل ايجابيا السلطةالوصية مع مضمون مذكرتهم، أو أن تضعها جانبا لدواعي هي وحدها تملك مفتاح تشفير الحرب التي اندلعت بين إخوة الأمس القريب.
************
1ـ جمعية بسمة تجدد هياكلها 
 انعقد في الأيام الأخيرة بمقر دار المواطن بحي العدير الجمع العام العادي لجمعية "بسمة للأطفال المعاقين"، حيث تابع الحضور وناقش التقريرين الأدبي والمالي وصادق عليهما، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى اختيار أعضاء المكتب الجديد الذي سينكب على ملامسة موضوع إعاقةالأطفال بمدينة وزان باعتماد  المقاربة الحقوقية، وتنويع مجالات أنشطته والانفتاح على الفعاليات التي تقارب هذا الموضوع من جوانب أخرى.
    الجمع العام انتدب لرئاسة الجمعية السيد إلياس غازي ويساعده ثلاثة نواب هم عبد السلام شيخي وأحمد بوزهار وجميلة العروسي، كما تم إسناد مهمة الأمانة لعبد السلام عباسي، وينوب عنه محمد القيطوني، أما الكتابة العامة فقد وقع الأختيار على عبد الصمد الدكالي وينوب عنه خالد الياسني، وتكلف محمد الرتني ومحمد العزوزي بمهام أخرى.

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

قصيدة ديـــــوان "الحـــريــك"


قصيدة 

ديـــــوان "الحـــريــك"
 
        بن يونس ماجن
بعد مسيرة خمسة أيام
 بين المسالك الوعرة
 منتعلا خفين من جلد الماعز الخشن
 وصلت الى نقطة "الحريك"  (*)

 قبل الرحيل إلى المجهول
 والهروب صوب البحر
 وضعت حفنة من حبات الرمل
 في جيبي
 انتقيتها من شط بلادي المفضل
 ثم تركت نعالي المهترئة
 عند باب البحر
الليلة سيكون العبور
 كان القارب مجهزا للإبحار
 الليلة هادئة
 السمك في إجازة
 والطحالب ناعسة
 لا هدير ولا شخير
 النجوم شاهدة على ذلك
 والبحر ينتظرنا لمبارزته
 المعركة بين الأمواج
 لم تبدأ بعد
 ربان القارب
 في مقهى الميناء
 يعد حصيلة تكلفة الإبحار
 إلى الضفة الأخرى

 الإبحار سيكون
 على الساعة الواحدة صباحا
 انسللنا نحو القارب
 الموشوم باللون الأزرق
 كان قائد القارب
 ينتظر قدومنا
 مختبئا وراء الصخور
 وهدير البحر ينكسر
 على ساحل طنجة الناعسة
  
 من بحر إلى بحر
 ننتظر الموت على قارب خشبي
 فوق أمواج متعبة
 وبحر لعوب

 إلى أن جاء يوم العبور
 فوقفنا أمام البحر
 نتوسل إلى حورياته  
 يا ليت لو حفروا لنا نفقا تحت البحر
 يا بحر لا توصد أبوابك النائية

 وقبل أن يستيقظ البحر من نعاسه
 كان الفجر يركب آخر أمواجه
 وقد كان كل شيء هادئا

 حين اقتربنا من القارب
 ركضنا إليه متسابقين
 فأشار علينا ربان القارب بالجلوس
 فامتثلنا
 ثم دخلنا البحر خلسة
 ثلاثون جثة  
 ومضغة جاهزة للحيتان

 على عرش الليل البهيم
 كان القمر يضاجع نجومه 
 والبحر يلفظ قرابينه

 صديقي يرمي نفسه
 في لج لا قرار له
 ثم يصيح بنا:
 انه بحر مليء بالألغام
 إن لم نتقن السباحة
 سنغرق حتما
 وسيقودنا إلى مرفأ
 معلق بين السماء والأرض

 بينما كانت النوارس تحلق فوق رؤوسنا
كان قاربنا العتيق يبحر عكس التيار
أما الغربان فكانت تتجمل
 برغوة البحر الأبيض المتوسط

 ما أعتدت على الإبحار
 بلا جواز سفر ولا تأشيرة
 لعل بطاقتي الوطنية
 قادرة على تبديد
 هول البحر
 وأمواجه الهائلة
 أنا الذي غازلت الموت
 أكثر من مرة
 وما زال الهروب
 يتسكع في مخيلتي

 والآن صرت كسمكة القرش
 التي  ترفض أن تغادر البحر
 من أجل تحقيق حلمي
 سأصارع الأمواج
 وأعارك أعالي البحار
 وأركب المخاطر
 ولا يهمني إن كان العبور
 يفضي إلى الموت البطيء
 لاشيء يضاهي هول البحر
 لكن عبوره
 مغامرة سهلة المراس
 أريد الوصول إلى الضفة الأخرى
 لم يبق مني غير جثة عائمة
 فهزيمة واحدة تكفيني
 سأتم رحلتي ولو بمجداف واحد
 ولو في بطن الحوت
 وإذا تعسر ذلك
 فسأعبره مشيا على الأقدام

 أفتش في نفايات البحر
 عن غنائم
 كنستها الأمواج الغاضبة
 مجدافي وحده الكفيل
 بإيصالي إلى مرعى خصب
 عند ذلك سأكشف على طاولة الرهان
 كل أوراقي الثبوتية
 وسأحرق كل ما تبقى
 من حظي المغسول بتعاويذ
 كتبها المنجمون
 على مؤخرة قردة شمطاء
 وسأعيد كتابة وصيتي من جديد
 وسأبوح لكم بأسراري
 قبل موسم الحداد
 وسيكون البحر شاهدا على ذلك
 أسحب رائحته إلى قاربي لينعشه

 أنا الآن أتعارك مع ريح عاتية
 قاربي في بحر متلاطم الأمواج
 وجثث مبللة باردة كالصقيع

 وانتظر الريح الغربية
 لتحملني بعيدا
 ما أبعد تلك الضفاف
 وما أقرب الأفق
 حين يلثم وجه البحر

 غرقى مفقودون
  ورسالة في قارورة
 ساقتهم الأمواج
 إلى شاطئ مجهول

 يبدو أن البقاء في البحر
 يشبه خلود جلجامش في بابل

 لماذا لا نكون كالأسماك
 لا تحمل بطاقة هوية
 في مملكة البحر
 ولا ترتدي لباسا بلاستيكيا

 وظل البحر يحدثنا عن زرقة مياهه
 وعن الأمواج التي تحرض الطحالب
 على المد والجزر

 يركل البحر أمواجه
 فتثور غضبا
 وهو المحاصر دوما
 بعاصفة من لون السماء
ولفافة من الزبد الكثيف

بيد أن الممر المائي طويل
لا يزال غائرا
وقاربي يتخبط فيه ببطء
والأمواج تنأى بنا عن شط الأمان

كيف قدر لي أن أذهب إلى البحر؟
ما الذي ينبغي علي أن أفعله؟
هذا هو قدري
ومصيري المحتم

"الحريك" عبر قوارب الموت
هو الأمل المنشود للملايين
من العاطلين عن العمل
حرفة دنيئة تمتهنها
خلية تهريب المهاجرين السريين
إلى جزيرة ابريا وايطاليا
فوق بحر زاخر بالغضب المحموم

يسكنني الهروب إلى الضفة الأخرى
والتحليق إلى آفاق بعيدة
كما أتوق إلى عشب ندي كثير الاخضرار

الأمواج العاتية
تلتهم  الأرواح البشرية
 فيتحول الزبد إلى مقبرة عائمة

قاربي في عرض اليم
جاثم على الماء
في دهليز عائم
تهدهده الأمواج العالية
ركوب أهوال البحر
 يتبعه الغثيان والدوار
والغريق يستنجد
فمن يقذف به إلى اليابسة
فمن يتطوع ؟

في جوف الليل
ركبنا البحر وأهواله
قاربنا المليء بالأجساد
يصارع أنفاسه
فوق صهوة موجة عنيدة
ورياح مخاتلة
كسرت قاربنا المنكوب
وتذكرت أنني لا أجيد السباحة
وكنت أكره الماء
اعترتني حالة ذهول شديد
فشعرت بدوار
وفكرت بأن الإبحار
بلا أقمصة وفلائك النجاة
وبدون مرآة عاكسة لأشعة الشمس
هو مغامرة خطيرة
ورهان غير رابح
لا يؤدي إلى تربة الفردوس الموعود
لم يبق لي من أحلام
سوى هذيان كبوس
ما همني إن صرت غريقا
فما زال لهيب "الحريك"
يشتعل بداخلي

يتساءل البحر الحزين
من أنتم أيها التعساء؟
من أين أتيتم
ولماذا تغزون مياهي
بقوارب هشة ؟

من أنتم أيها الغرباء
هل لديكم وطن
هل ضاقت بكم اليابسة؟

أيها الغرقى
في أمواجي العاتية
سوف  نقيم لكم قداسا
تباركه القراصنة

أيها الغرقى
تزاحمون سمكي وطحالبي
وطيور السنونو

رفقا بنا أيها البحر
يا أيها الملك الثري
نحن بؤساء اليابسة
جئناك على لوح
 نطرق بابك
متوسلين بموجك
أن يبارك لنا العبور
إلى الضفة الأخرى
إلى الأقاصي البعيدة
إلى مملكتك العائمة
جئنا لندفن
ما تبقى لنا من الإحباط
فهل يتسع لنا صدرك؟

جثث تطفو
فوق صهوة البحر
وثمة مهاجر متعب
يحمل  أمانيه المتشظية 
ويدخل في نفق مظلم
على متن قارب متوتر
تتقاذفه أمواج بحر هائج

لماذا لا نحفر له بحرا جديدا
ونضع فيه ماء عذبا
وأمواجا من حرير
ورمالا من الزجاج الخالص
وطحالب وفراشات
ورياحا صديقة
تتعاطف مع سفنه و قواربه
هذا المهاجر السري
يتوق إلى  شواطئ بلا مرافئ
فهو مطارد
و شرطة خفر السواحل ترصده

لماذا لا نحفر بحرا
ونحرر الأسماك
كي تجرب العيش على اليابسة

ترفض السنونوات التحليق فوق بحر
لا يملك أمواجا مضطربة
ولا يتوفر على سترات النجاة

 في قاربنا العتيق
فتاة مغربية
و طفل أندلسي من أصل موريسكي
وعجوز أمازيغية
من عمق جبال الأطلس
وثلاثون مهاجرا إفريقيا

إلى الذين لا يعرفون أين يقع بلدي
على خريطة الماء
نقول لهم ليس لديكم ذكاء الطحالب
ولا حكمة السنونوات
للبحر باب في مضيق جبل طارق
لا يفتحه إلا "الحريك"

 يعتريني هول شديد
وأنا السندباد المغربي  الجديد
دلني يا أيها البحر
على مرتع آمن
بين أمواجك
لعلني أسكر برغوة زبدك
حتى ولو كان فاترا

تتوهج مشقة العبور
تحت بوابة الأمواج
وصيد وفير ينتظرني
رمال ملأى بالجثث
تجرها الطحالب
نحو شواطئ مهجورة

ومنذ ذاك الحين
وأنا أسأل هل مازالت الضفاف بعيدة
عن مرافئ النجاة
ماذا تخبئ  في منعطفاتها
وهل ما زال البحر يجلس على أريكته الرملية؟
ويضاجع طحاليبه فوق الموج الثائر
فيسرع طائر النورس نحوي بالجواب:
كم هي خصبة تلك المراتع
الرابضة فوق الشاطئ الآخر
كم هو وافر ذلك الحصاد
على جسد الماء

كان البحر يتوضأ برغوة المد
حين دهمته قوارب الموت
وكان يقيم كمينا غادرا
وحدها المرافئ تبكي
والسنونوات تكفكف دموعها

يجدل البحر ضفائر الماء
ويتحسس خصر الأهداب المخملية
أعشابه  تستحم فوق الرمال العارية

السمك يخرج من البحر حيا
ونحن ندخله أمواتا
وهل "الحريك" سوى الثأر
الذي نفدي به الكبش؟
أم هو انفراج للانتحاريين

جثث تطفو على وجه الماء
قرب أريكة رملية
يجنح قاربي هاوية
فتتلاعب به أمواج وحيتان

يضيق البحر بأشرعتنا وقواربنا العتيقة
وأمواجه لا تهدأ
والقارب الذي تداعبه العواصف
صار شظايا عائمة
من موج العبور حتى شاطئ النجاة
صار هذا الشاطئ
لا يتسع حتى لرفات البحر الميت
ثمة موجة شاطرة
تطل عليه
وتغازل أفقه اللعوب

هذا الشاطئ
يكره السمك الداكن والمجعد
والحيتان الأسطورية
آه.. كم يحلو له الإبحار
بين المد والجزر…
                          لندن 2007 ـ 2009
********************
الصورة من شمال المغرب حيث تكون السواحل عرضة لل"حريك، لكن الصورة لا علاقة لها بالموضوع.
*****************************
بن يونس ماجن 
شاعر مغربي  مقيم في لندن - بريطانيا
(*)الحريك: كلمة بالدارجة المغربية تعني الهجرة السرية إلى أروبا
والنصوص من مجموعة شعرية تحمل نفس العنوان تصدر قريبا في القاهرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 إشارة: توصلت مدونة سيدي سليمان بنص القصيدة من الشاعر بن يونس ماجن المقيم في لندن