الفيضانات بسيدي سليمان
فقدان شابين وتسرب المياه لأحياء ومنازل كثيرة
تضامن شعبي في بعض الأماكن
مفقودان جراء الفيضانات بسيدي سليمان، الأول سقط صباح الاثنين من جانب القنطرة، وجره النهر أمام ذهول الجميع، دون مساعدته، الحبيب أ. في حدود 28 سنة من حي أولاد مالك، والثاني من قرية السوالم قرب الحوافات ، الكبير ك. تلميذ كان عائدا من سيدي سليمان حيث يتابع دراسته بإحدى الداخليات إلى القرية حيث تقطن أسرته، الآن تفرض السلطات الأمنية حراسة مشددة على قنطرة بهت، وبعض ضفاف النهر التي بقربها مساكن، خاصة من أجل منع بعض الشباب من الارتماء في مجرى النهر، كما وقع لبعض الحالات التي تم إنقاذها من الغرق، وعلمنا أنه شرع في توسيع مساعدات غذائية جلبت بالطائرات المروحية على قرى منكوبة بجماعة الحوافات وأولاد أحسين…
ظل يترقب العشرات على جانبي النهر عل احدا يظهر
خال المفقود الحبيب أ. أحمام بلقاسم في الوسط بلحية وقد تحدث عن ابن أخته، وقال آخرون أنهم شاهدوه والمياه تقاذفه
ارتفع بشكل لم يسبق له مثيل في العقود المنصرمة منسوب مياه نهر بهت الذي يقطع سيدي سليمان إلى شطرين، وقد وصلت مياهه إلى منازل مختلف متواجدة على مجرى النهر، كحي اخريبكة وأولاد مالك ودوار الوركة ودوار الجديد، وأولاد الغازي، وحي المارشي… وتهمدت منازل جديدة بأولاد بأولاد مالك…
وصلت المياه قنطرة أولاد مالك للمشاة، وفي الجهة المقابلة تظهر منازل تهدمت
متابعة مكثفة لمجرى المياه
تميز اليوم الاثنين بخروج عشرات الأفراد والأسر لمشاهدة أقوى تدفق مائي في نهر بهت على الإطلاق، كما وزع أعضاء من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا صدر حول الفيضانات (اضغط)، وتلقى المكتب طلب مآزرة معاينة لحالة سكان من سوق سبتة بحي المارشي، حيث غمرت مياه نهر بهت 21 منزلا، وقد غادر أغلب سكان الدور المتضررة محلاتهم في اتجاهات مختالفة (جيران، أقارب..) ومنهم من بقي في عين المكان، قال متضررون أنهم اشتكوا إلى السلطات المحلية، لكنهم لم يتلقوا أي مساعدة، وقد بنوا خيمة (قيطون) بجانب حييهم في العراء.
من حي المارشي، يسكن الفقراء في الهامش الخطير في ظل استحالة امتلاك سكن لائق
خيمة في العراء قال المتضررون أنها هي ما ستقيهم!
وفي حدود الساعة التاسعة نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة (لم يعين لحد الآن أي مسؤول لذلك)، للمطالبة بتوفير المساعدات الضرورية لهم، وحضر لعين المكان أعضاء من مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في إطار مهمتهم الحقوقية لمواكبة الوضع عن قرب… بعد ذلك تم استقبال ممثلين عن السكان، كما طلب أعضاء الجمعية الحقوقية الحاضرة لقاء ثانيا مع المسؤولين من أجل تدارس الوضع، وقد وضعت السلطات المعنية "خلية أزمة" على رأسها باشا المدينة السابق المسؤول عن الشؤون العامة بعمالة القنيطرة محمد الورادي…
عند زيارتنا لبعض الأحياء المتضررة عرجنا على حي اخريبكة، وكالعادة جمهرة من الناس، أغلبها جاء ليستطلع، لكن المفاجأ التي تخفف من هول الكارثة هي تطوع شبان من نفس الحي لتقديم المساعدة للمنكوبين، فقد دخلت مياه الفيضانات لما يناهز 60 منزلا، إلى درجة استعمال قارب يتنقل بين الأزقة، خاصة في النصف الغربي منه المحادي لنهر بهت، وجدنا الشباب المتطوع من الجنسين في إطار "جمعية تنمية وتضامن" يضع مؤونة غذائية بأحد المنازل، فاقترحنا على مسؤول من الجمعية إجراء حوار، فاستجاب مشكورا. إنه السيد حسن القنب نائب رئيس الجمعية المذكورة، ورئيس "الجمعية المغربية للأطفال المعاقين فرنسا".
استعمال القارب للتنقل بحي اخريبكة
سألناه عن نوع المساعدة التي يقدمونها، فأجاب بأنهم يقدمون مساعدات على شكل أغذية، ثم مساعدات للمتضررين حيث يحتاجون مد يد العون لإخراج أمتعة من البيوت، أو مدهم بما هم في حاجة إليه.
حسن القنب نائب رئيس "جمعية تنمية وتضامن"
طرحنا سؤالا عن نوع الضرر الحاصل بحي اخريبكة، حينها أنضاف أعضاء آخرون للإدلاء بمعلوماتهم، فأصبحنا نتلقى أجوبة من هنا وهناك، المهم أن 60 منزلا متضررا، فيبعض المنازل فاق علو الماء المترين، تلف أدوات منزلية وخاصة الإلكترونية، كما أن هناك منازل مهددة في سلامتها خاصة المجاورة للنهر.
كان ضروريا أن نطرح سؤالا عن كيفية جمع المساعدات حتى يمكن قيام مواطنين في أماكن أخرى بنفس الشيء، رغم أن ذلك لا يعفي كل الجهات المسؤولة من واجبها في غوث المنكوبين ومساعدتهم؛ فذكروا أن المساهمات من أعضاء الجمعية أنفسهم، ثم من سكان الحي غير المتضررين من الفيضانات.
قلنا لأحد محاورين الأكثر حماسا في الإجابة، هل تلقيتم مساعدات من السلطة المحلية؟ فرد بقوله "لاشيء" ليتساءل بدوره عن أي سلطة أقصد هل الإدارة أم المنتخبين؟ ليجيب بنفسه ببلاغة واضحة "هم من يجب أن يعملوا ونحن من يجب أن يقدم المساعدة"، لتتدخل شابة وهي تستحث الشباب على العمل "كل من يستطيع فعل شيء عليه أن يقدمه"، لنتركهم في عملهم النبيل تجاه مواطنين يحتاجون مد أياد بيضاء.
استكمالا لحديث سابق عن تحركات فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، وبعد تلقي مكالمات من ساكني قرى من جماعة أولاد أحسين، كان أعضاء من الفرع المحلي لجمعية يتصلون عبر الهاتف برئيس دائرة سيدي سليمان حيث يمتد نفوذ سلطته الإدارية على العالم القروي، ليخبر بوضعية القرى المنكوبة، وعدم استثنائها من تقديم المساعدات الضرورية، لكن ورغم جلب مساعادات غذائية، فإن ذلك قد لا يكفي الجميع في أول الأمر كما عبر أحدهم عن ذلك، وإذا كان متضررون يطالبون بخيام تقيهم، فالمسؤولون يذكرون أن سكانا آخرين لا يرغبون في مغادرة منازلهم إلى ملاجئ جماعية أعدت لهم، كمركز سيدي عبد العزيز والعبيات… لأنهم لا يريدون ترك ماشيتهم..
قطعت المياه الطريق المؤدية إلى حي أولاد الغازي
المياه تضرب أسفل القنطرة رغم علوها
حراسة أمنية على جانبي النهـر ربما خشية "ارتماء " البعض في مياهه، كما وقع مع بعض الحالات