السبت، 21 فبراير 2009

فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان يراسل عددا من المسؤولين حول فيضانات منطقة الغرب.


 فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان يراسل عددا من المسؤولين حول فيضانات منطقة الغرب.
         بُعثت المراسلة في الخامس من فبراير 09 من أجل التدخل من لإنقاذ ضحايا فيضانات واد بهت ، نورد أهم ما جاء فيها:  
على إثر اجتماعه الاستثنائي يوم 04/02/2008، تدارس مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، آخر تطورات فيضانات واد بهت، وما خلفه على المنطقة من كوارث حيث انهيار وتضرر الآلاف من المنازل، وإصابات في صفوف مجموعة من المواطنين، وضياع للمنتوج الفلاحي، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، واضطرار المئات من الأسر للمبيت في العراء خصوصا ساكنة أحياء خريبكة، الغماريين، دوار أولاد الغازي، دوار أولاد مالك، ازهانة، أولاد أحميد، سيدي حكوش، العوابد…
وقد سجل مسؤولو فرع الجمعية، من خلال المتابعة الميدانية تردي أوضاع ساكنة الأحياء والدواوير المجاورة للواد حيث انتشار المنازل الطينية ودور الصفيح والتي تعبر عن عمق الأزمة الاجتماعية وبؤس أوضاع فئات عريضة من الساكنة بسيدي سليمان.
-       تردي فضيع في البنية التحتية وغياب المرافق الاجتماعية (مستوصفات، طرق معبدة…).
-      ارتباك السلطات المحلية والإقليمية والجهوية، والاقتصار على الحلول الترقيعية حيث ينقل المنكوبون إلى بناية تابعة للكنيسة الكاتوليكية المهجورة والمغلقة منذ عشرات السنين، وإلى مستودع لمحطة تلفيف الحوامض “كوريال” المغلقة، بدل حلول حقيقية كإنجاز مشروع مدن بدون صفيح الذي ظل على الورق منذ سنوات دون أن يرى النور لأسباب مجهولة.
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الإنسان، إذ تعبر عن تضامنها المطلق مع ضحايا هذه الفيضانات، تطالبكم ب:  
1- توفير فضاءات للإيواء تتوفر فيها شروط الإقامة والضامنة لكرامة المتضررين.
2- توفير طاقم طبي في مختلف التخصصات بعين المكان وتوفير الأدوية الكافية.
3- ضمان استمرارية تمدرس الأطفال المتضررين، وذلك بإعادة فتح المؤسسات التعليمية التي تضررت. وتوفير وسائل النقل بالنسبة لقاطني مراكز الإيواء.
4- اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المنكوبين من سماسرة الأزمة وضمان وصول المساعدات للمتضررين الفعليين.
5- توفير مساكن تضمن كرامة المتضررين والتعجيل بإنجاز مشروع “مدن بدون صفيح للقضاء على دور الصفيح، والبناء العشوائي.
6- فتح تحقيق حول جودة الطرقات والبنيات التحتية المنجزة مؤخرا، والتي عرت حقيقتها الأمطار الأخيرة.
7- فتح تحقيق، ومحاسبة المسؤولين المتورطين في انتشار البناء العشوائي ودور الصفيح. (انتهى).
       وقد وجهت الرسالة إلى كل من الوزير الأول، وزير الداخلية، وزير الإسكان، وزيرة الصحة، وزيرة الأسرة والتضامن، ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وقد سبق للفرع المحلي أن اصدر بيانين في نفس الموضوع، كما واكب أعضاء منه عددا من محطات مساعدة المنكوبين، سواء في المدينة أو بالعالم القروي، والفرع منكب على إعداد تقرير حول ذلك، وتجدر الإشارة أن فرع سيدي سليمان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أصدر نداء لكافة منخرطيه قصد دعم القافلة التضامنية المزمع تنظيمها يوم الأحد 22 فبراير من طرف المكتب الجهوي لزيارة مناطق منكوبة( انظر النداء أعلاه)  
     
عنوان الجمعية: دار الشباب 11 يناير سيدي سليمان / الهاتف:068017274 / 063023491 العنوان البريديmounchihtalib@yahoo.fr
مدونةالفرعamdhsd.maktoobblog.com /الموقع:   www.amdh.org.ma

الأربعاء، 18 فبراير 2009

جولة في ظل تراجع الفيضانات



الحسين الإدريسي

           كانت الساعة تشير إلى 11 صباح  الجمعة 13 فبراير 2009 حينما  بادرنا إلى القيام بدورة استطلاعية للتعرف على الحاجيات من الأدوية التي تعمل هيئة الصيادلة بسيدي سليمان على توزيعها هذه الأيام وسط المتضررين من جراء آثار الفيضانات الأخيرة بمنطقة الغرب لأكثر من أسبوع بشكل متواصل… 
اليوم المدينة تخرج من موجة الضباب الكثيف الذي لفها طيلة الليلة  لتستدفئ بأشعة الشمس  المطلوبة، سيارتان كانتا كافيتين لنقلنا عبر طرق محتفظة  تطل على مخلفات فيضانات بهت وسبو لأزيد من أسبوع ، الوجهة هذه المرة الدواوير التي طالتها الفيضانات بأقصى حدود دائرة سيدي سليمان ، مرورا بسيدي عبد العزيز، وصولا إلى المساعدة وإلى أولاد بورحيل ( إقليم سيدي قاسم) فدوار العوامر…
            أول ما أثار انتباهنا في بداية هذه الجولة هو تراجع مستوى الماء ببهت كما بسبو وإن تساءل البعض منا عن سبب ذلك، حتى بدأنا نتصور بكل طلاقة الاحتمالات الطبيعة (تراجع التساقطات) أو التقنية (تدخل الإنسان على مستوى السدود) و لعل ما أخذنا على مواصلة التخمينات هو تراكم المياه على جنيات الطريق الوعرة التي نسلكها بصعوبة جراء تعدد الثقب والحفر، وهي لم  تستفيد من تدخل الجهات المسؤولة إلى  حد الساعة والحال أن الفيضانات والتساقطات  معروفة بفضحها لهشاشة البنيات التحتية.
أوقفتنا مجموعة من الساكنة وكأنها تنتظر شيئا ما تحت الشمس، لتخبرنا أن مساكنها لم تمس بأذى  رغم قوة التساقطات التي خلفت بركا كبيرة بإمكانها التسبب في ظهور أمراض وحشرات لا تخفى خطورتها على الصغار كما على الكبار، و أشاروا إلى تضرر عدة دواوير من إقليم سيدي قاسم القريبة منهم كدوار كميحات  و أولاد  بوعزة و أولاد بورحيل… حيت انهارت مساكن الطين ومسجدا حتى ، وبما  أننا لا نحمل معنا لا مواد غذائية و لا ألبسة  فهموا أننا من أعضاء  المجتمع المدني الذين يسعون إلى تشخيص وضعية المتضررين من الفيضانات في أفق مدهم بما يناسب من أدوية و حليب و ألبسة.
        بانتقالنا إلى العوامر وقفنا على مخلفات هجوم واد سبو، حيت ارتفع منسوب المياه إلى أزيد من ثلاثة أمتار على مستواه العادي ليدمر المزارع و الأغراس والمنازل والمواشي… المناظر الماثلة أمامنا تبين مدى فداحة الخسائر المادية ومدى تضامن الساكنة لحصر امتداد المياه إلى ما لا تحمد عقباه، إذ تمكنوا من بناء الحواجز الترابية طيلة ليلة النكبة، ليلة الجمعة الماضية معتمدين على سواعدهم وتضامنهم أمام الخطر الذي يحدق بهم، ناقلين ما يمكن نقله إلى أماكن آمنة… ليلة كاملة يشير شاب في مقتبل العمر وقد بدأت على ملامحهم علامات الانتصار على الطبيعة وعلامات الحسرة بسبب العزلة والإهمال الذين عاشوهما في تلك الساعات الحرجة و الصعبة. “لقد فقدنا الكثير لكن فزنا بأعمارنا ” يقول أحدهم وهو يستعد للاستمتاع  بسيجارة.
     يا لها من ليلة جمعة راسخة بكل ذاكرة عاشت الفاجعة،  حيث تجند كل المتشبثين بالأرض و بالحياة، بالمعاول والمجرفة، وأي وسيلة أخرى، ليتحدّوا المياه الزاحفة…هنا  بالعوامر حيث انهارت كل المنازل القريبة  من المجرى، بل انهارت على الأفرشة المتواضعة وعلى الأوانى القليلة البلاستيكية، وأخذت معها حتى الشياه والكلاب وبقرة واحدة…مأساة حقيقية لم يطلع عليها لا المقدم  ولا المنتخبون على  حد تعبير السكان  الذين لم تصلهم  لا الخيام ولا الأغطية ولا المواد الغذائية…هنا  المشتكون يتحدثون إلينا باسم  13 عائلة فقدت كل شئ  ولا زالت تستغيث طالما لم يصل صوتها إلى المسؤولين، رغم تنظيمهم لوقفة احتجاجية على الطريق المؤدية إلى سيدي قاسم غير بعيد عن الدوار.
بعد زيارة دوار البوطات المجاور لدوار العوامر حيث  لم نسجل خسارات تذكر وُزعت بعض الأدوية وعلب الحليب للرضاع، انتقلنا إلى دوار الحسناوي لنجد أمامنا 24 خيمة صفراء اللون أقامتها الوقاية المدنية لصالح 42 أسرة منكوبة من قرية الحسناوي التي داهمتاه الفيضانات. و حسب  رئيس جمعية تنموية بقرية الحسناوي ( ض .م )” تعرضت القرية لفيضان سبو ليحولها إلى فضاء منكوب”،  36 دار طينية انمحت من الوجود، مساحات شاسعة من المزروعات ذهبت أدراج الرياح، عدد من السكان فقدوا كل ما يملكون منها البهائم.” إنها كارثة كبرى ” تقول إحدى الأمهات (ف. ب) وجدناها تخرج الأعمدة وبعض الأواني من  البركة المائية التي خلفتها الفيضانات، بعد أن جرفت مسكنها ومسكن أربع يتامى معها، وأضاف رئيس الجمعية أن السلطات في أعقاب تفقد السيد والي جهة شراردة بني حسن للأوضاع  مدت المتضررين ب140 غطاء و 132 علبة كبير من المواد الغذائية التي تحتوي على 10 كلغ من الدقيق و5 ليترات من الزيت و 6 ليترات من الحليب وعلبتي الشاي و6  كلغ. سكر،  كل علبة لصالح شخصين، تنضاف علبة حليب لصالح كل طفلين.
   وقد سجل السكان حاجتهم لزيارة الأطباء ومدهم بالأدوية، هنا أيضا لم يفت الصيادلة توزيع علب الحليب على المرضعات…
وعلى سبيل الختم يمكن تسجيل ما يلي:                      
- تراجع مستوى الماء بهت و سبو وغيرهما بالدائرة الترابية لسيدي سليمان وتحسن الأحوال الجوية قد ساعد السكان من المدينة إلى أخر الدوار (العوامر مثلا) من “تشميس” الملابس والأغطية و إخراج  الأثاث من” الضايات”، و في نفس الوقت استرجاع الأنفاس تدريجيا، وإن كانت غالبية التلاميذ لم تلتحق بالمدارس المغموربالمياه.
-  الشروع في استغلال الأراضي ما زال معطلا في انتظار أن تجف  من الماء الزائد، وستعمل لذلك المضخات  بعدة نقط من المجال  الذي زرناه، في حين لاحظنا مباشرة العمل ببعض ضيعات الحوامض.
-  لم ينطلق تدخل المصالح العمومية المختصة بعد،  فالطرق المحفرة والمنازل المنهارة والمدارس المعطلة… كلها تتطلب التدخل العاجل لاسترجاع الحياة الطبيعية إلى المنطقة، ما يريده الجميع هي حصول تحسن في كل المجالات.

الاثنين، 16 فبراير 2009

الكاتب الوطني علال بلعربي يعلن: «التربية والتعليم هما سلطة السلط، ويتهم الحكومة بالعجز عن معالجة المشاكل المطروحة…»


الكاتب الوطني علال بلعربي يعلن: «التربية والتعليم هما سلطة السلط، ويتهم الحكومة بالعجز عن معالجة المشاكل المطروحة…»
الرباط :عبد الإله عسول
تقاطر على الساحة المقابلة لوزارة التربية الوطنية بالرباط المئات من أفراد الأسرة التعليمية المنتسبين للنقابة الوطنية للتعليم(كدش)، تنفيذا لقرار الإضراب الإنذاري يومي 10و11 فبراير الجاري،(انظرالصور)..
وردد المحتجون (رجالا ونساء) والذين أتوا من مختلف مناطق المغرب: الخميسات، اسفي، زاكورة، سيدي قاسم، الشماعية، سلا، تمارة، الدارالبيضاء، مراكش، سطات، وجدة… رددوا العديد من الشعارات التنديدية  بالحوار- الذي وصف بالمغشوش- وبأسلوب التسويف، كما احتجوا على ما آلت إليه الأوضاع التعليمية والتي تدهورت بشكل غير مسبوق، سواء من حيث البنية التحتية، والخصاص الفظيع في الموارد البشرية وانسداد أفق الاصلاح التربوي…كما كال المحتجون العديد من عبارات الاستنكار للأسلوب المفضوح الذي استعملته الحكومة لتكسير الإضراب عبر الاستغلال غير المتكافئ لوسائل الإعلام العمومي (المرئي بالخصوص) بالإعلان المتكرر عن اقتطاع الأجور عن أيام الإضراب؟؟؟
وهو ما لم ينجح في منع  المحتجين من الحج إلى العاصمة من كل مناطق المغرب العميق للاحتجاج على عجز الحكومة عن إصلاح القطاع…
من جهة أخرى، تميزت الوقفة الوطنية بكلمة مطولة للمكتب الوطني للنقابة، تقدم بها علال بلعربي، الذي وقف على ما اسماه «محاولة الدولة بلقنة وتفكيك العمل النقابي، حتى يسهل عليها خوصصة القطاع.. »،  وهو ما نبه إلى خطورته معتبرا «أن التربية والتعليم خط احمر وانهما سلطة السلط…»
مؤكدا على الاستعداد الدائم للنقابة الوطنية للتعليم، للدفاع على الوحدة الوطنية التربوية من حيث وحدة البرامج والمناهج…وهو ما يتم التعتيم عليه في البرنامج الاستعجالي…و حذر من الأهداف غير المعلنة التي يروم تحقيقها ومنها تشجيع المدارس الأجنبية على الاستثمار المكثف في القطاع، ما قد يضر بالكيان الوطني والقيمي للمجتمع المغربي..
وبعد وقوفه المفصل على الأرضية النقدية التي تقدمت بها النقابة حول موضوع المخطط الاستعجالي، تطرق الكاتب الوطني إلى مجريات الحوار مع الوزارة، وقد وصفه بالمغشوش وغير المسؤول، والمجتر…، مؤكدا أن النقابة رفضت منهج العودة للاشتغال بأسلوب اللجان من منطلق أن المرحلة هي مرحلة تنفيذ الالتزامات وعلى رأسها اتفاق فاتح غشت…
وبما أن الحكومة أعلنت عزمها عدم الخوض في أي مطالب لها انعكاسات مالية -يقول الكاتب- «قررنا الانسحاب من هذا الحوار غير المثمر…واضطررنا إلى خوض الإضراب للاحتجاج على هذا الوضع المتردي… »
ومن جهة أخرى، صب الكاتب الوطني ومعه القواعد التعليمية ،جام الغضب على الانحياز المكشوف لوسائل الإعلام المرئية لأطروحة الحكومة وتعتيمها على موقف النقابات ونضالاتها، ومنها وقفة النقابة الوطنية للتعليم(كدش) والتي وجهت مراسلات ودعوات في موضوع الوقفة للقناتين الأولى والثانية(؟؟؟)
هذا وقد تم اختتام الوقفة، بالدعوة للاستمرار في التعبئة والتجمعات العامة المفتوحة والاستعداد لخوض معارك أخرى نوعية…
ملاحظات على هامش الوقفة:
- تم ترديد شعارات منددة بقرار الحكومة القاضي باقتطاع أيام الإضراب (الوزير الأول، وزير التربية الوطنية ووزير تحديث القطاعات..)
- أغلقت  الوزارة جل النوافذ المقابلة للوقفة و«أسدلت ريدواتها» ولم يطل أي مسؤول على الوقفة…
- وزع المجلس الاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بزاكورة (كدش)بيانا يتضمن البرنامج النضالي المتواصل ضد إعادة الانتشار وضد الإجراءات النيابية التعسفية والزبونية واحتجاجا على التراجعات الخطيرة التي تهدد استقرار ومكتسبات موظفي التعليم..
يمتد البرنامج النضالي من 14 فبراير الجاري إلى الأسبوع الأخير من مارس 09، يتضمن ندوة حول «البرنامج الاستعجالي»، وإضرابات مصحوبة باعتصامات داخل بهو النيابة وبعض المؤسسات التعليمية…
- كما نظم فرع النقابة بسلا وقفة احتجاجية ناجحة ببهو النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، في اليوم الأول من الاضطراب الانذاري…(انظر الصور )، وعلى العموم عرف الإضراب نجاحا تصل نسبته إلى 80في المائة حسب مسؤولين نقابيين…