الأربعاء، 19 ديسمبر 2007

?Des problèmes digestifs … ?Que faire


       ?Des problèmes digestifs …  ?Que   faire 
                         Par Dr Mohamed Yasser GMIRA
       مشاكل هضمية … ؟ ما العمل ؟
 

تعتبر اضطرابات الجهاز الهضمي بمختلف أنواعها من الأمراض الأكثر شيوعا لدى المغاربة، وذلك لأسباب متعددة منها طرق التغذية، نمط العيش، الضغط النفسي وبعض العادات الضارة. لدى ارتأيت أن أقدم بعض المعلومات البسيطة جدا؛ و لكنها قد تكون مفيدة لبعض القراء؛ في إطار تبسيط و تقريب المعلومة الصحية من كل الشرائح الاجتماعية.  
في حالة الإمساك :
يوصى ب :
-         التناول اليومي للأغذية الغنية بالألياف مثال الخبز الكامل ،الخضر و الفواكه الطرية…
-         شرب ثمانية كؤوس على الأقل يوميا من الماء و باقي السوائل.
-         تناول المشروبات الساخنة مثل الشاي و القهوة لأنها تنشط الأمعاء.
-         ممارسة تمارين رياضية لأنها تساعد على عمل الأمعاء بشكل جيد.
-         عدم التردد أو تأجيل الذهاب إلى المرحاض كلما كانت هناك رغبة في ذلك.
-         عدم إغفال الإشارة إلى الأدوية المستعملة عند زيارة الطبيب، لأن الإمساك قد يكون ناتجا عن بعضها (مضادات الحموضة، الأدوية المحتوية على عنصر الحديد…)
-         لا يستحسن استعمال العقاقير المسهلة لمدة طويلة دون استشارة الطبيب، لأنها يمكن أن تولد حالة تعود فلا تعمل الأمعاء بشكل جيد عند الاستغناء عنها.
في حالة الحرقة ( ارتفاع الحموضة) :
في جدار المعدة توجد خلايا خاصة تفرز الحامض الضروري لمسلسل هضم الأطعمة. عدد من المواد المتضمنة في بعض الأطعمة تؤدي إلى تهييج زائد لهذه الخلايا فينتج عن ذلك إفراز مفرط للحامض الذي يصعد الفائض منه إلى الجزء الأسفل من المريء فيحس المرء بالحرقة.
بالإضافة للحرقة، يمكن أن يتسبب ارتفاع الحموضة في المعدة في مجموعة من الأمراض منها التهاب المعدة المزمن، التهاب المريء، قرحة المعدة أو الاثنى عشري … لذا ينصح بتناول بعض الأدوية "الذكية" مثل مثبطات مضخة البروتونات، حيث أن برشامة واحدة في اليوم تقينا ليس فقط من "عذاب" الحرقة بل و كذلك من كل الأمراض سالفة الذكر.
فيما يخص الأكل، يمكن تناول الحليب، السمك أو اللحم المطهي بدون/ أو بقليل من الزيت، بعض أنواع الحساء الغنية بالنشا، الخبز الأبيض، … كما يجب تجنب الأغذية الحارة، الحامضة، و المقلية و الابتعاد عن التدخين و الكحول.
في حالة الإسهال :
-         يمكن تناول الموز، الأرز، عصير التفاح، البطاطس المسلوقة…
-         من الضروري النقص من تناول اللحوم ، الجوز ، القطاني و كذلك مشتقات الحليب.
-         لا ينصح بتناول الخبز الكامل أو مستحضرات من الحبوب الكاملة.
-         يتم تجنب القهوة و الأغذية عسيرة الهضم ( المقليات ، الحلويات…). كما يمكن أخذ بعض الأدوية المضادة للإسهال بعد الاستشارة مع الطبيب أو الصيدلي.
في حالة انتفاخ البطن ( الغازات) :
يجب تجنب ابتلاع الهواء عند الأكل أو الشرب، كما يجب النقص من استهلاك بعض المواد الغذائية المولدة للغازات في البطن و خصوصا التفاح، الملفوف، الشوفلور، الجزر، البادنجال، المشمش، الخوخ، الأجاص، الذرة المقلية، البصل، القطاني، الزبيب و الكريم.
الأطعمة المذكورة تشكل مصدرا هاما لكثير من المواد المغذية الضرورية لجسم الإنسان، لذا لا يجب الامتناع عن تناولها تماما، ولكن فقط النقص من استهلاكها.
في حالة الإصابة بالقرحة :
-         تجنب القلق، الضغط الجسمي و النفسي، و النوم بشكل كافي.
-         الإقلاع عن التدخين.
-         الامتناع عن تناول الكحول.
-         اعتماد نظام غدائي من 5 إلى 6 وجبات في اليوم بكميات قليلة.
-         الاستغناء عن الأطعمة التي تتسبب في التهاب الغشاء المخاطي للمعدة و الإفراز المفرط لحمض الكلوريدريك ( الحوامض، الأسماك و اللحوم المقلية، الأغذية المخللة المرقدة والمالحة، المصبرات، التوابل، المياه الغازية، القهوة والشاي المُركّز/خاصة بالنعناع/)
-         ينصح بأكل اللحوم و الأسماك المطهية في الماء أو المبخرة، البيض، الحليب و مشتقاته، حساء الخضروات و المياه المعدنية القاعدية.
في حالة التهاب المعدة :
الامتناع عن :
-         المشروبات الكحولية.
-         منتجات المخابز(الخبز بأنواعه و الحلويات) الطرية (الساخنة).
-         الخمائر، القطنيات، المقرونة السميكة، الجبن الصلب.
-         البيض المقلي، اللحوم الدسمة، اللحم المقلي، مشتقات اللحوم و الأسماك المضافة إليها مواد حافظة أو دهون أو غيرها بما في ذلك النقانق و المعلبات.
-         البطاطس المقلية.
-         الملفوف، الفجل و البصل الطري.
-         الفواكه غير منزوعة القشور.
-         القشدة، الشوكولاتة و الحلوى.
-         الفلفل الأحمر و الأسود، الخردل و كل البهارات و التوابل حارة المذاق.
تبقى زيارة الطبيب الأخصائي أمرا مهما في حالة ظهور أي أعراض أو اضطرابات هضمية و ذلك لما للتشخيص الدقيق و المبكر من أهمية كبيرة.



 ملحوظة من المشرف: تقع أحيانا مشاكل تقنية عندما توضع نصوص بحروف لاثينية في المدونة، كما وقع لعلامة الإستفهام في هذه المرة، وما وقع للنص الأخير للأستاذ حسين الإدريسي، وهو أمر خارج عن طاقتنا ومعرفتنا


الثلاثاء، 18 ديسمبر 2007

قصة قصيرة : الشباك الآلي


قصة قصيرة :    الشباك الآلي 
مصطفى لمودن
يقصد صديقي الموظف في آخر كل شهر ميلادي المؤسسة البنكية لاستلام راتبه، والذي تواظب الحكومة على إرساله له، مقابل الخدمات التي يسديها للمواطنين
     صديقي الموظف محظوظ جدا، كان يلج باستمرار المؤسسة المالية، يتملى بالطلعةالبهية للمستخدمين، وهم يرفلون في أناقتهم وبدلاتهم الراقية. ينال نصيبه من توزيع ابتسامات المجاملة! و يستطيع رؤية الرزم المالية مصطفة بعناية،  المترفون يودعون رزما أخرى… والآن، فقد أتاحت له الطفرة التكنولوجية فرصة إجراء معاملته المالية الشهرية في الهواء الطلق، سواء أكان المطر يهطل أو الحرارة تلهب  المهم أنه يحس بأمان أكثر بعيدا عن مكيفات الهواء، فقد سمع أنها تسبب تقرح اللوزتين ومضار أخرىأصبح يساهم كأي مواطن صالح ومتحضر في تكوين صف طويل بالشارع العمومي، في نظاموهدوء، طواعية وبلا رادع، دون تدافع كما يحدث كل صباح عند ركوبه الحافلة في نقطة الانطلاق المعتادة.
     ينتظم المنتظرون في صف طويل، بعضهم يتكئ على الجدار، لا أحد يلمس زجاج الواجهة،الصمت يلف الجميع، تعلو محياهم حيرة غريبة تفصح عنها النظرات الزائغة وحركات الأطراف المتثاقلة، وتأفف من انتظار قد يطول… كل واحد لا يعرف بالضبط ما يخبئه له الصندوق العجيب، هل لفح أجرته لهيب اقتطاع مفاجئ لهذا الشهر؟ أم أضيف لحصيلته مقدار مالي قد يخفف عنه جزءا من العجز المتراكم؟
     اقترب مارٌّ مسن من الصف وهو يجرجر بلغته المهترئة، تساءل عن سبب هذا "التجمهر"، لم يجبه أحد، تقدم إلى الأمام، راقب كيفية إجراء السحب، أدخل رأسه ليرى إن كان يجلس في الجهة الأخرى من يدفع النقود من كوة، كما يتعامل الحانوتي مع زبنائه في القرية، تراجع قليلا، تكلم بصوت مسموع كأنه يخاطب الجميع: "نحن عندما كنا نعمل مع أحدهم في حقل من الحقول، نلتقي بالمخلص في السوقالأسبوعي، نلتف حوله وهو يخرج النقود من شكارته وينادي على كل واحد باسمه ويمنحنا أجرتنا…".
ثم غادر وهو يتمتم بعبارات التعجب.
        قدمت فتاتان في مقتبل العمر، لهما قوام ممشوق، ملابسهما من آخر ما استجد في عالمالموضة، إحداهما لها شعر أشقر مسدول، هل هو مصبوغ أم أصيل؟…
 قالت الشقراء لرفيقتها: "هل نأخذ الصف مع الرجال؟"،  توقفت على الرصيف سيارة فاخرة، تحمل لوحتها سلسلة أرقام جديدة، يتوسطها حرف عربي، أشار أحد راكبيها إلى الفتاتين، لوح لهما من وراء الزجاج بورقة مالية خضراء، لا تشبه ما يستخرج من الصندوق الآلي، دون أن يأبه للعيون الناظرة، يلح عليهما بشكل مستفز لتقتربا، ربما ليبين لصاحب السيارة حنكته فياستدراج الفتيات… تجاهلتا النداء، انضمتا إلى الصف، وانطلقت السيارة مسرعة. 
      أثار الصف الطويل انتباه متسول، قصد الواقفين، بدأ من الخلف يمد يده ويستعطفباحترافية ظاهرة، لم يعطه أحد شيئا، رد عليه شاب بأنه لم يتسلم بعد النقود، فطن المتسول للأمر، تحول مباشرة إلى الأمام ووقف ينتظر باسطا كفه، معولا على صدقة، لا أحد أعاره اهتماما، يرى الأوراق المالية تُلف أو تطوىلتوضع في جيب سترة أو سروال، أو تحشى في حاملة نقود، تأكد أن لا أحد يمنحه ورقة مالية كاملة، فغادر إلى وجهة أخرى.
      أدخل صديقي الموظف بطاقته الممغنطة، سجل رقمه السري بلمسات سريعة من رؤوسأنامله على اللوحة المبسطة الخارجية للحاسوب، اطلع على رصيده الشهري وقدتجمدت أرقامه لسنوات، منذ أن تلقى التعويضات العائلية عن طفله الثالث، تلقف النقود من الفتحة المنفرجة، بعدما ترك مائة درهم، ما يسد به حاجيات شخصية طارئة في الثلث الأخير من الشهر… قد يستهلكه في مقابل جلساتالمقهى، وجريدة أسبوعية، وبضعة لفافات تبغية مقسطة
    اشترى كيلوين من التوت الأرضي، باعة الفواكه المتجولون بدورهم يصطفون بعرباتهماليدوية في الزقاق المجاور، لماذا التوت؟ أمه ليست لها أسنان، وابنه البكر يبتلع كل شيء رخوا، وزوجته تعشق اللون الأحمر، حسب ما أفصحت له مؤخرا، وقد أصابته من حينها دوخة، وهو يتساءل عن معزى اللون الأحمر لديها… ليس بمستطاعه ألآن اقتناء فستان لها أو حتى حذاء أحمر، أما هو فيكتفي بكأس شاي معاستلقاءة هادئة لمشاهدة القنوات الفضائية، والأطفال ينطون حوله… كل أفراد الأسرة يعرفون اليوم الذي يستخلص فيه أجرته، إذا لم يحمل معه التوت، قد يجلب الباكور أو البطيخ أو الخوخ أو البرتقال أو… حسب الفصول.
     يتحسس النقود ، يستعد لإنجاز جولته الشهرية، من دكان الحي إلى مالك البيت الذيانتقل للسكن في حي الفيلات، مرورا ببائع الدجاج الرومي ووكالة الكهرباء و…
صديقي يحب المعقول ويؤتي الحقوق لأصحابها، يتخيل صف الدائنين على باب مسكنه، وهو يخرج يده من فتحة صندوق الرسائل، يمد لكل واحدمنهم ماله، تماما كصندوق البنك، بفارق بسيط وهو أن صندوقه المنزلي هذا "يدوي"، ذلك سيعفيه من الجولة الشهرية المعتادة والتحية والتوديع، وكل الجمل السخيفة التي يتم تبادلها بدون معنى، تمنى لو كان بباب مسكنه شباك آلي حقيقي فعلا، ليتسلم كل ماله، رغم ما قد يكلفه ذلك من حرج لزوجته مع جارتها، ستنعت حينها بزوجة المستدين…
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   نشرت بأسبوعية اليسار الموحد" عدد 45، بتاريخ 23 أبريل 2004 
في كل شهر سأحاول إدراج قصة مما تراكم لدي، أغلبه نشر بصحف وطنية، ونظرا لصعوبة النشر ضمن "مجموعة قصصية" نكتفي الآن بالواجهة الفضية، عبر الشبكة…كما أننا ننتظر مساهمة القراء للنشر…

الاثنين، 17 ديسمبر 2007

بشرى إيجورك الكاتبة والفنانة إعادة الإعتبار للكتابة الخالصة، فهل تلقت الكاتبة النداء؟


بشرى إيجورك الكاتبة والفنانة   
إعادة الإعتبار للكتابة الخالصة، فهل تلقت الكاتبة النداء؟
 أثناء فصل  الصيف المنصرم، نشرت بشرى إيجورك مقالة لها بإحدى الجرائد الوطنية، ضمن ما تنشره كل سبت إلا في حالات نادرة لا يظهر لها شيء في هذا الموعد، وقد كتبتُ عن ذلك بهذه المدونة، بعدما استفزني  ـ حقيقةـ  بعض ما ورد في تلك المقالة، خاصة ما يتعلق بالإعجاب المفرط بمدينة إسمنتية في قلب الصحراء اسمها "دبي"، وأكثر ما أغاظني هو مدح مبطن لحاكمها، الذي لا يختلف عن كثير من الحكام العرب، فقط أن هذا المعني بالأمر هنا، يجثم على ثروة نفطية هائلة، تجعل منه حاكما بأمره، ولا معارضة أو مشاكل اقتصادية تهدده أوتهدد رعاياه، ستجد في الأخير نسخة عن تلك المقالة التي نشرت تُغنيك عن إعادة البحث عنها. لكن ما أثار انتباهي هذه المرة وبشكل إيجابي، هو التوصيف الجيد لوضعية المدينة الإسمنتية بتناقضاتها القاسية في مقالة حديثة للكاتبة،  بعض هذه التناقضات يقودك إلى مشاهد من العصور الوسطى، مثل الاستغلال الفاحش للعمالة الأجنبية، وحضور الرقيق الأبيض والبغايا لتأثيث المشهد " الجذاب " لمدينة الإسمنت والنفط، هذا " المشهد" لنا فيه للأسف من المغرب الأقصى دور في إخراجه! وذلك بعدما سافرتْ كاتبتنا الشابة إلى نفس المدينة، قصد وضع اللمسات الأخيرة على أعمالهما الفنية، خاصة ما تعده من أفلام وثائقية لإحدى القنوات الخليجية عن المغرب، حسب ما ذكرته في أحد مقالاتها، نحيي الكاتبة على قوة بصيرتها وحدة بصرها لاستكشاف الظاهر الواضح الذي يسكت عنه الكثيرون في انتظار المقابل العاجل أو الآجل الذي سوف لن يكون غير المنح والعطايا، مقابل التخلي عن الكرامة،كمثل ما أعتبر أحدُهم ـ أعياه " النضال" في مصرـ في أحد أعداد "المساء" دولة قطر بأندلس جديدة!!! ربما بذلك يتنبأ دون أن يعي أنها ستفقد إلى الأبد، والفقْدُ قد بدأ بغلبة العنصر البشري الوارد على منطقة الخليج عددا،مادام سكانها الأصليون أقلية مترفة تعيش عاطلة في نعيم نزل صدفة كبئر نفط، وأهم ما أعجبه حسب قوله هو توزيع ريع النفط على المواطنين. 
 قلت سابقا في هذه المدونة لبشرى إنك تمثليننا، تكتبين باسمنا، خاصة أنك مثقفة وتشقين طريقك بثبات نحو ترسيخ مكانة متميزة في الفن عموما، لن ينال فيها الرفعة والسؤدد إلا أولو مبدأ، والمنافحون عن الحق والمظلومين.
      وإن كانت تُظهر نفسها أحيانا في تماه مع ديكور مهرجان دبي السينمائي الذي حضرته.
      ليعذرني قراء هذه المدونة، سأضع بين أيديكم نتاج الأخت بشرى على غير عادتي معكم، حيث أمدكم بما أكتب أنا، أو بما يتفضل به أصدقاءٌ طوعَ إرادتهم، تقول المخرجة والكاتبة والممثلة…بشرى إيجورك عبر جريدة "المساء" في العدد 286ـ (15ـ16 دجنبر 2007) في مقالة بعنوان مشاهد تراجيدية في كتابة  بشكل  سينمائي تعتمد توالي المشاهد:
   المشهد الهندي
    لهم حضور مقلق، على وجوههم حزن وشرود، نظراتهم غائبة وأجسادهم نحيلة…
   للفقراء شكل واحد، وحزن واحد، وجراح مختلفة…فلكل واحد قصته… لقمة العيش.
   الهنود الذين يملؤون كل شبر من أرض دبي لا يعرفون سوى العمل والطاعة والاستجابة…يكدون في صمت، يشيدون الأبراج والفنادق والطرقات والجسور والحدائق…ويفترشون الأرض، يعملون تحث شمس حارقة تلفح أجسادهم الضعيفة، وتلهب وجوههم التعبة، يأكلون جالسين جماعات على الأرصفة… على رصيف الحياة القاسية، الظالمة، المستبدة، المستغلة…، ينتهي يومهم الطويل ليستقلوا حافلات خاصة بهم، لا يركبها غيرهم، في انتظار شمس أخرى.
   وجودهم شبيه بالإشارات والملصقات، لم يعد يلفت انتباه أحد…يذكرونني بأجدادنا وآبائنا الذين بنوا مجد أوربا بسواعدهم وغربتهم وشقائهم…
   بآلام لا تصفها الكلمات…   
      المشهد المغربي
    ـ خليع ـ
    لهن حضور مقلق ومستفز، على وجوههن مساحيق بذوق مبتذل، فتيات اكتشفن الترف السهل، مومسات محترفات يغازلن المارين… القادمين والمغادرين وعابري السبيل، لا تظهرن إلا ليلا، كالخفافيش والسارقين والقتلة… تتعرف بسهولة على لكنتهن الأطلسية وعل عبق بلد دنسن كبرياءه على أسرة الدعارة…
   دخلت أحد الصالونات فصفعتني رائحة السجائر والضحكات الفاجرة… سألت إن كان المكان مخصصا لهن فدخلناه خطأ…أجابت مرافقتي: " تجدينهن في كل مكان، في كل قاعة تجميل، في كل مقهى، ملهى، فندق…غزيْن الخليج كالجراد واستولين على دبي وأصبحن أهم سلعة في سوق الدعارة العربية…
     المشهد الإماراتي 
   مظاهر الفقر كقصص الطلاق، متشابهة كالألم والتمزق، ومظاهر الغنى متعددة ومختلفة ولا تتشابه مطلقا… والترف لا حدود لتجلياته، يبدو أحيانا ككذبة، كالمستحيل…
    دبي مدينة العمالة الهندية والفلبينية المشردة، وفي الآن ذاته مدينة الثراء والأموال… مدينة تفخر بثرائها… لا تخفيه، لا تخاف أن تحسد عليه… يبديه في أغرب حالاته وأكثرها احتفالية واستعراضا…
     طائرات الهيلكوبتر تحلق من المكاتب إلى المنازل، فالشيوخ لم تعد تسعدهم الطرقات، أصبحوا توجهون نحو بيوتهم ـ عفوا قصورهم ـ بالطائرات الخاصة…لتنزل الطائرة بسلام في حديقة القصر الشبيه برياض الأندلس المفقودة…
   أما مهرجان دبي السينمائي الدولي، فقليل من السينما وكثير من البذخ…
   تذكرت وأنا أعبر السجاد الأحمر رفقة المخرج التونسي نوري بوزيد وممثله الموهوب لطفي البدلي، وقد نزلنا للتو أنا والمخرج السوري ميار الرومي من سيارة بطراز ساحر…
   تذكرت مهرجان مراكش السينمائي الدولي… شتان بين الاثنين… مراكش الروح والحياة والدفء والسينما…
   هنا المفاهيم والقيم تحسب بالمال والذهب والفساتين…
  كان فستاني جميلا، وملامحي مختلفة لأنها لم تخضع لجراح… هكذا قيل لي " مغربة مختلفة" تقدم مشهدا مغايرا للمشهد المغربي المأساوي السابق.
  مشاهد تراجيدية بجنسيات مختلفة…بطلها الإنسان ومكانها مدينة المتناقضات والتحدي…حاضرة بعثت من صحراء قاحلة، تفخر بإنجازاتها وتبديها بغرور ومغالاة…ليست عنوان الغنى والأحلام السعيدة فقط، هي مشاهد تراجيدية أيضا، أبطالها تجاور أحزانهم أفراحه، وكوابيسهم أحلامها، وفقرهم ثراءها (انتهى)الفاحش

ملاحظة: نؤكد أننا لسنا في موقع من يقدم الدروس لأحد، هي أفكار ومواقف واحترام متبادل
ما كتب منذ الصيف المنصرم
إلى الفاتنة المفتونة بدبي
               بشرى إيجورك
    الأخت بشرى، تحية من قارئ تستهويه المطالعة وتتبع الأخبار بصفة عامة، يحرص على متابعة ما تكتبينه، منذ أن حصلت على حيز في جريدة واسعة الانتشار ك"المساء"، بنيت بالكد والجهد، ويعجبني أكثر أن تكوني ممثلة شابة مقتدرة وذات حمولة ثقافية، ووجهة نظر تدافعين عنها بكل ما أوتيت من قوة تعبير…ومما أضاف مسحة احترام لشخصك أنك كذلك كاتبة سيناريو، وربما لك صفات ومواهب وهوايات أخرى لا أعرفها يمكن أن تفيد الناس، أتمنى لك مزيدا من التألق…
    لكن، الأخت الكريمة، أرجو أن تسمحي لي، لأبدي ملاحظات، فقد أثار انتباهي موضوعك النشور بالمساء ع. 273 ، ليوم السبت 4ـ5ـ 2007 لما يحمله من نقط جديرة بالمناقشة؛ إن إعجابك بدبي موقف مشروع يهمك وحدك، لكن أن تبرزي مدينة الخيام الإسمنتية بتلك الطريقة، وكأنها شيءخارق يضاهي مدنا متحضرة، فهذا منتهى العجب، فعلا قد تتضمن هذه المدينة وأمثالها بالخليج أعلى الأبراج وأضخم الأسواق…لكن لايجب أن يعزب عن بالك تكلفة ذلك، ليس من الجانب المالي، فهؤلاء القوم لم يعودوا يجدون مجالا لإنفاق أموالهم الكثيرة (غناهم نسبي بالمقارنة مع الغرب واليابان وحتى الصين الآن وهم لا يقدرون ذلك)، فيراكمون بها الأسلحة التي لا تصلح لشيء، أو يقدمونها تعويضات للجيوش الأمريكية الراعية والحارسة، التكلفة المقصودة هي مأساة  العمال الآسيويين والأفارقة المقهورين، فهؤلاء يعملون بأجر زهيد في دول الترف الفاحش، ألم تلاحظي ذلك؟ هل بهرتك الأضواء والغنى. بالمناسبة كيف وصلت إلى دبي؟ كيف أديت ثمن تذاكر الطائرة والفندق و…؟ إنني لا أضمر نية سيئة،مجرد تساؤلات،  إنك فوق كل الشبهات… رغم أن بعضا من هؤلاء قد عاثوا فسادا في الأرض، وقد يوجد من يذكرك بما فعلوه ببعض المغرر بهن من المغربيات، خاصة في أواخر القرن الماضي عندما سدت في وجوههم لعامل سياسي مصر ولبنان…نعود لموضوع تكلفة الهقر الإنساني؛ لقد تحدثت استطلاعات متلفزة وكتابات مختلفة عن مأساة العمال الأجانب في دول الخليج، آخرها ما قدمته قناة "الجزيرة" ليلة الثامن من غشت بعنوان  "تسونامي  على ضفاف الخليج"، حيث يفضل بعض هؤلاء العمال الانتحار على الاستمرار في التعرض للذل والمهانة، تصوري لو أن نفس المعاملة يتلقاها العمال المغاربة بكافة دول أوربا، لكن هيهات فهناك فرق، ولا مجال للمقارنة، رغم ما يطفو أحيانا على السطح من معاملات سيئة، إن كثيرا من الخليجيين فقدوا إنسانيتهم بسبب مال النفط ، والحاكمون مستبدون، يعلفون شعوبهم بكل ما لذ وطاب ليصمتوا، اعلمي أن هناك في تلك الدول لافاصل بين المال العام والمال الخصوصي، الكل في ملك الحاكم، لهذا لاأتفاجأ إذا كنت قد ضمنت مقالتك مدحا ظاهرا وآخر مبطنا، فكثير من هؤلاء يعشقون المدح والمديح، وعنوان المقالة مثلا له أكثر من معنى،(رؤية رجل) فللغة أحابيلها، من ذلك"بعد النظر والحكمة"، ومنه كذلك التعبير عن الرغبة في مجالسة الحاكم ورؤيته بالعين المجردة عن قرب، أنصحك ألا تقرئي الكتاب الذي تمنيت قراءته، لأنه بكل تأكيد ليس من بنات أفكار الحاكم، هل تعتقدين أن حاكما تقليديا يخط كلمة على ورقة، أعرف أنك ذكية ولست بلهاء، لهذا أظن وبعض الظن إثم أنك ربما ودون وعي منك تقصدين نيل حظوة ما، أما العباءة السوداء التي اقتنيت، ووضعتينها فوق الدجين كما قلت، فقد أحسنت صنعا، لقد قلت الغربان بشمال إفريقيا عموما، وقد لاتتبعك الكثيرات ما تدعين له من موضة خاصة في رمضان المقبل كما قلت، إن وشاح أمي، وخمار جدتي أروع بكثير، وحرية الإنسان فيما اختار أروع من كل شيء، بما فيه حريتك أنت كذلك الأخت الكريمة.
    تعرفين أن يد هؤلاء طويلة، بمالهم يصلون إلى كل مناطق العالم، وهناك من يخطب ودهم، بل حتى "معروفهم" لابد له من ثمن، الأخت الكريمة، أرجو أن تترزني، إنك تحملين صورتنا، تنوبين عنا في حلك وترحالك، كأي مغربي /مغربية، له صفة معنوية، خاصة بالنسبة للمثقفين، وذوي المسؤوليات الرسمية، كأنك تكتبين باسمنا، ومازال أمامك مستقبل واعد ومشرق  انطلاقا من الخطوات التي تسيرين عليها، وأعلمي أن المغاربة ليسوا أغبياء، أنتظر منك شخصيا تألقا صادقا…
                  أخوك في المواطنة مصطفى لمودن