السبت، 5 أبريل 2008

الإفراج عن معتقلي فاتح ماي وإسقاط المتابعة في حق من كان يتمتع بسراح مؤقت الإفراج عن عدد من المحكوم عليهم في قضايا مختلفة بعد إعادة محاكمتهم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بلاغا


الإفراج عن معتقلي فاتح ماي وإسقاط المتابعة في حق من كان يتمتع بسراح مؤقت  
    الإفراج عن عدد من المحكوم عليهم في قضايا مختلفة بعد إعادة محاكمتهم
 الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بلاغا
 تلقى بارتياح كافة المناضلين الحقوقيين واليساريين نبأ العفو عن 17 متابعا فيما بات يسمى تظاهرة فاتح ماي 2007، من ضمنهم شيخ المعتقلين محمد بوكرين وثمانية أشخاص آخرين كانوا رهن الإعتقال، وتسع آخرين يتابعون في حالة سراح، وقد لوحظ في عد من الواقع الإلكترونية والبريد الموحد لعدد من المجموعات تبادل التهاني والإعلان عن الإرتياح بعد إصدار الملك محمد السادس العفو يوم الجمعة 4 أبريل 08عن هؤلاء، خاصة أن أغلبهم وجهت لهم تهمة إهانة المقدسات، وهو الموضوع الذي أصبح يثير نقاشات مختلفة خاصة بين الأوساط الحقوقية والسياسية، رغم حرص البعض على التسجيل بأن تنفس نسمات الحرية من طرف المعتقلين كان نتيجة نضالات القوى الحقوقية والتقدمية عموما. 
ولوحظ في الأونة الأخيرة إطلاق سراح عدد من المحكومين، الذين أثارت قضاياهم جدلا وصخبا إعلاميا، مثل فؤاد مرتضى، الذي حوكم بثلاث سنوات سجنا، إثر انتحاله صفة الأمير مولاي رشيد بأحد المواقع الإلكترونية، وقد أثار اعتقاله ردود فعل مستنكرة على الصعيد الدولي، خاصة من مستعملي الانترنيت، وآخر المفرج عنهم رقية أبوعالي، إثر حصولها على البراءة بعد محاكمتها استئنافيا بمكناس يوم الخميس 3 أبريل 2008، وقد كانت متهمة هي وبعض أفراد عائلتها بالقتل بعدما قضت سنة رهن الاعتقال… وعرفت قضيتها بما يسمى بفضائح السيديات (أقراص مدمجة) التي حصلت عليها بعض وسائل الإعلام يظهر فيها منتسبون لجهاز القضاء في وضعيات مخلة، ويُعترف فيها بحصول تلاعبات في أحكام قضائية، كما ذكرت ذلك بعض وسائل الإعلام، وقد أحيل على التقاعد أحد أبطال تلك الأقراص المدمجة الحاملة للإدانة، واعتبرت رقية أبوعالي من كان وراء تسجيل هؤلاء المسؤولين. وقبل ذلك أفرج عن العامل العفورة، الذي حوكم  بعشر سنوات مع حجز ممتلكاته، فيما يسمى بملف الفساد الإداري، المرتبط بالسليماني صهر وزير الداخلية السابق إدريس البصري، وقد بريء العفورة من طرف محكمة الاستئناف قبل أيام بعدما قضى أربع سنوات في السجن. كما بريء محمد إيزو ضابط الشرطة المتهم بالتعاون مع تجار المخدرات، وقد كان مسؤولا عن أمن القصور الملكية لحظة اعتقاله، كما كان مسؤولا عن أمن مدينة طنجة، وهي المرحلة المعنية بالتهم الموجة له، كما حصل كذلك فيما يخص مراجعة الأحكام مع ثلاثة رؤساء غرف جنايات باستئنافية تطوان ووالييْن للأمن ودرككين حصلوا جميعهم على البراءة يوم الخميس 3 أبريل 2008، بعد إعادة محاكمتهم لما حصلوا على حكم نقض الأحكام السابقة ضدهم من طرف المجلس الأعلى الذي أمر بإعادة المحاكمة، وسبق لمحكمة العدل الخاصة أن حكمت ضد بعضهم بسنتين وضد البعض الآخر سنة واحدة سجنا، وقد اتهموا سابقا بالتعاون مع منير الرماش أو التستر على أنشطته غير القانونية، وهوأحد المحكوم عليهم بالاتجار الدولي في المخدرات،. 
إن مراجعة عدد من الأحكام ضروري لإحقاق العدالة، خاصة حينما تظهر معطيات جديدة تقود إلى البراءة، أو حينما تدقق هيئة الدفاع والقضاء عامة في طبيعة التهم والمساطر، أو يتأكد بطلان المتابعة لسبب وجيه، فيكون حتما مراجعة الأحكام، لكن يحق التساؤل عن مدى ملاءة البراءة استئنافا مع ثقل الحكم في المرحلة الإبتدائية، كما حصل مع العفورة مثلا الذي كان ابتدائيا محكوما عليه بعشر سنوات، ليحصل في الأخير على البراءة، أين الخلل إذن؟ ألا يمكن أن تكون هناك أياد تستعمل القضاء في فترة من فترات التقاضي لتصفية الحسابات؟ ألا يمكن أن نعتبر القضاء بدوره يتأثر أحيانا بالإعلام وما تثيره  بعض القضايا من"مزايدات" قد لا تكون واقعية؟ فيؤثر ذلك على الأحكام، ألا يمكن أن نشم من وراء كل هذا تدخل السياسي لعدة اعتبارات قد تكون هي ظرفية كذلك في التأثير على القضاء أثناء بعض الفترات الزمنية المحددة؟ ثم يكون التدخل بعد ذلك لطي بعض الملفات، بعدما تكون مختلف الأغراض قد استنفدت من إثارة تلك القضايا, وبالتالي العودة إلى التهدئة في انتظار جديد آخر، وزوابع أخرى قد تساهم في إلهاء الناس وعدد من المنابرالإعلامية. 
إن القضاء أساس الملك، وأهم ركيزة للعدل إن لم نقل أنها هي ركيزته الوحيدة، مادامت  كل الأطراف الأخرى يمكن أن تجور.بينما القضاء من المفترض أن يكون آخر سند يعول عليه كل مظلوم، وأول محق للحق…لهذا يطالب البعض  بأن يكون القضاء سلطة مستقلة منصوص عليها دستوريا، يتخذ قراراته العادلة دون أن يتأثر بموجّه أو أية جهة كانت، كما يجب احترام سلطة وقرارات القضاء، إلا فيما يخص العفو المعمول به في مختلف الدول، والذي تكون له بدوره أبعاده "المهدئة والرحيمة" بعدما تؤتي الأحكام القضائية أكلها وتؤدي النتيجة المتوخاة منها، لا أن يعتبر العفو من طرف بعض الجهات بمتابة رسالة مشفرة من أجل التمادي في الفساد والنهب وعدم احترام القانون ، وذلك حسب قراءة هذه الجهات طبعا. 
تجدر الإشارة أنه لاشيء يجمع بين كل الملفات التي ذكرناها، فهناك من يعتبر مناضلا في أحزاب ديقراطية وجمعيات مناضلة، وهناك من يخدم السلطة وقد اتهم باقترافه تجاوزات، وهناك من أعتبر ضحية انتقام مقصود.
غير أن اهم خلاصة يمكن أن نخرج بها هي أن بناء دولة الحق والقانون تقتضي تعزيز سلطة القضاء وتأهيل مؤسسة القضاء عموما، وتوفير شروط التقاضي السليمة، والإجتهاد المستمر في وضع التشريعات والقوانين المناسبة.
مصطفى لمودن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
120741
ندرج نص بلاغ الجمعية المغربية لحوق الإنسان      
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرباط في 05 أبريل 2008
 
بــــــلاغ
 
 
المكتب المركزي يعبر عن ابتهاجه لاسترجاع معتقلي فاتح ماي حريتهم
ويؤكد عزم الجمعية على الاستمرار في النضال من أجل الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
 
 
تلقى المكتب المركزي بارتياح كبير خبر الإفراج عن معتقلي فاتح ماي الثمانية وإسقاط المتابعة ضد التسعة المتابعين في حالة سراح. وبهذه المناسبة يهنئ كافة هؤلاء المناضلين على استرجاع حريتهم وعلى صمودهم ويهنئ عائلاتهم بمناسبة الإفراج عن ذويهم.
إن المكتب المركزي إذ يعبر عن اعتزازه بالدور الذي لعبته فروع الجمعية في دعم معتقلي فاتح ماي :
  • يعتبر هذا الإفراج انتصارا لكافة القوى الديمقراطية التي ساهمت بمختلف الأشكال في الحملات الوطنية والدولية، وضغطت من أجل حرية معتقلي فاتح ماي و في مقدمتهم: الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي، ولجان التضامن المحلية، ولجان التضامن في بعض الدول الأوروبية، ومنظمة العفو الدولية التي تبنت معتقلي فاتح ماي كمعتقلي رأي منذ محاكمتهم، والصحافة التي واكبت هذه الحملات وغيرها من القوى والهيآت والأفراد الذين عبروا عن تضامنهم ودعمهم لهؤلاء المعتقلين بشتى الأشكال.
  • يحيي كافة المحامين والمحاميات الذين تجندوا لمؤازرة معتقلي فاتح ماي خلال مختلف مراحل المحاكمات وفي مختلف المدن ويدعوهم للمزيد من التعبئة لمؤازرة كل ضحايا الاعتقال السياسي والأحداث الاجتماعية.
  • يطالب بجعل حد للمحاكمات بتهمة المس بالمقدسات وبإسقاط الأحكام الصادرة على هذا الأساس ضد العديد من المواطنين خلال محاكمات غير عادلة وفي مقدمتهم الأخ محمد العطاوي عضو فرع الجمعية بميدلت؛
  • يوجه نداء إلى كافة المناضلين والمناضلات للاستمرار في النضال من أجل إطلاق سراح معتقلي بومالن دادس الذين صدرت في حقهم أحكام جائرة وقاسية، والصحفي حرمة الله والمعتقلين السياسيين الصحراويين ومن ضمنهم عضو الجمعية ابراهيم الصبار وأقدم معتقلين سياسيين أحمد الشايب وأحمد شهيد والمعتقلين السياسيين فاضحي الفساد وباقي المعتقلين السياسيين من ضمنهم الإسلاميين المعتقلين بسبب آرائهم.
       
 المكتب المركزي 
 

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منظمة غير حكومية تأسست في 24 يونيو 1979، لها صفة المنفعة العامة
عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان - عضو الاتحاد الإفريقي لحقوق الإنسان    عضو الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان

الجمعة، 4 أبريل 2008

«الجسور المغربية» تعزز الإعلام المكتوب


 «الجسور المغربية» تعزز الإعلام المكتوب
   
   dsc010
     صدر العدد الأول من الجريدة الشهرية «الجسور المغربية» من سيدي سليمان في أبريل 2008، وفيها نجد حوارا مع صلاح الوديع، أحد مهندسي “حركة لكل الديمقراطيين” التي يقودها فعليا فؤاد عالي الهمة المعروف بصديق الملك، ونجد حوارا كذلك مع المحجوب سالك الذي اعتبرته الجريدة “ممثل تيار بوليساريو خط الشهيد” بفرنسا، وحوارا ثالثا مع المخرج السينمائي محمد إسماعيل صاحب فيلم ” وداعا أمهات” وآخر حوار مع يحيى اليحياوي المتخصص في الإعلام والتواصل. ونقرأ في نفس العدد موضوعا عن ” حركة” الهمة يتساءل فيه صاحبه عن إمكانية إخراج السياسة من غرفة الإنعاش حسب قوله، وفي نفس سياق الحديث عن السياسة نطلع على مقال آخر بعنوان ” متى يتحرر الإنتقال الديمقراطي بالمغرب من المنطق المزمن للخصوصية؟” وموضوع آخر حول “مغرب ما بعد استحقاقات 7 شتنبر 2007″، ثم نجد في صفحتين من حجم التابلويد إعادة لنشر عرض كان قد تلا صاحبه عمر الزايدي أغلبه في عروض وندوات سابقة حول ” الحكم الذاتي ودمقرطة المجال” وعلى صفحتين كذلك نعيد قراءة جزء من توصيات “هيئة الإنصاف والمصالحة” حول ” الإصلاحات المقترحة”، هذا بالإضافة إلى مواضيع أخرى حول المدرسة العمومية ومواضيع دولية وصفحة للإبداع الأدبي.
     ذكر مدير النشر ورئيس التحرير عبد المطلب أعميار أن العدد القادم سيكون موضوعه المحوري حول المسألة الاجتماعية في المغرب، وتطلعنا الصفحة الأخيرة على خبر مفاده عزم هيئة تحرير الجريدة تنظيم ندوة وطنية في موضوع ” تجديد النخب بالمغرب : الحاجة والإكراهات” بمشاركة فعاليات سياسية وأساتذة باحثين في الرباط ـ ماي 2008
   وفيما يشبه التعريف ب«الجسور المغربية» نقرأ في الصفحة الثانية ما يلي:  
 ” أردناها أن تكون صوتا حرا لإعلان الاتفاق أو الاختلاف، دونما رقابة ذاتية أو أحكام معلبة، أردناها أن تكون منبرا يسائل الواقع من أجل الخطو إلى الأمام، والإسهام في كل هوامش التطور الممكن في مغرب اليوم ضدا على كل التقنيات الجاهزة، والإرادات المحافظة. وأردناها أن تكون جسورا للتواصل، والتحليل، والنقد، والإبداع…وابتغينا لها الإسهام في محاربة ثقافة الهامش، ومنطق التيئيس الذي أصبح يحتل مساحات واسعة في تمثلات وسلوكات الفرد والمجتمع.
 هذه الجسور تعلن انتماءها، دون تردد، لمسار التحديث، وهاجس البناء…وكم هي شاقة جسور التحديث والبناء في مغرب متحول تحاصره إكراهات التقدم ومستلزماته، وجيوب المقاومة، الظاهرة والمضمرة !
   طبع من الجريدة 5000 عدد وذكر للمدونة المسؤول عن الجريدة أنها وزعت في المدن الكبرى فقط (! ).  
 بريد الجريدة الالكتروني:
                 مصطفى لمودن

الخميس، 3 أبريل 2008

شركة "سامير" بسيدي قاسم على خطا معمل الشمندر بسيدي سليمان: الإغلاق وإغراق المنطقة في التخلف ممنوع تكرير النفط ممنوع تكرير الشمندر!


شركة "سامير" بسيدي قاسم على خطا معمل الشمندر بسيدي سليمان:
    الإغلاق وإغراق المنطقة في التخلف
       ممنوع تكرير النفط ممنوع تكرير الشمندر!  
    تتجاور سيدي سليمان وسيدي قاسم، كلاهما ضمن حضن سهل الغرب الفسيح، لا يفصل بينهما سوى عشرون كيلومتر، لكن ما يفرق بينهما أكثر مما يقربهما حتى يمكن لهماالدخول معا في شَراكة وتكامل وخلق مشاريع متكاملة بالتعاون مع مدن مجاورة كسيدي يحيى وبلقصيري وسوق الأربعاء… رغم قرب المدينتين سيدي قاسم وسيدي سليمان فكل واحدة في إقليم خاص بها، سيدي قاسمأصبحت عاصمة للإقليم منذ18/12/1981، وسيدي سليمان فضلت البقاء تابعة لإقليم القنيطرة، لكن استحداث الجهة جمعهما مرة أخرى، فجهة الغرب الشراردة بني أحسن الممتدة من وزان شمالا إلى سيدي الطيبي على مشارف سلا، ومن زكوطة ـ شرقاـ المطلة على تلال زرهون، إلى عرباوة في الجهة الشمالية الغربية على مساحة تقدر ب 8.805 كم2 أي حوالي 1,2% من مجموع مساحة المغرب،
بينما عدد السكان يمثل 6.22% من إجمالي سكان المغرب إذ بلغ عددهم 1.859.540 نسمة حسب إحصاء 2004.
يتقاسم الإقليمان معا المساحة بالتساوي! لإقليم القنيطرة حوالي 4.745 كلم2، ولإقليم سيدي قاسم حوالي 4.060 كلم2.
    وفي الجهة 61جـماعة قروية و 12 جتماعة حضرية،تمثل سيدي قاسم وسيدي سليمان جزء مهما من هذا التكتل الجهوي الذي لم تـُهيئ له الشروط بعد من الوجهة الدستورية والقانونية لتتحمل الجهة مسؤوليتها في التنمية والتدبير الذاتي للموارد… حتى تكون الجهة أساس التنمية المجالية الشاملة والحافز على تكريس روح المواطنة.
    لكن ما "يجمع" سيدي قاسم وسيدي سليمان هو انحدارهما نحو تخلف مريع، وتقهر إلى الوراء، بسبب الإغلاق المتوالي للوحدات الإنتاجية بهما، كانت أول ضربة تلقتها سيدي قاسم في بداية ثمانينات القرن الماضي هي إغلاق معمل " بشكيطو" بالموازاة مع توقيت احتضانها مقر العمالة، فما أن اشترى المعمل أحد أغنياء الفلاحة من أصحابه الفرنسيين الذين كانوا يحسنون تسييره حتى طرد العمال وتحول المكان إلى عمارة… لتنطلق بعد ذلك شرارة الإغلاق بسيدي سليمان للوحدات التحويلية الخاصة بالمنتوجات الفلاحية، حيث فاق عددها التسع حسب نقابيين من نفس المدينة، كان آخرها وأهمها معمل تكرير الشمندر"سونابيل"، ليتم حرمان أزيد من 700 عامل مباشر دائم أو مؤقت من العمل حسب نفس الأوساط النقابية… وقد نقّلت "كوزيمار" الشركة التابعة ل" أونا" بقية العمال والمستخدمين إلى معامل أخرى تابعة لها، سواء في بلقصيري أو القصرالكبير… وهي الشركة التي اقتنت جميع وحدات إنتاج السكر في المغرب، وأغلقت بعضها فيما تقول أنه يدخل في أمور تدبيرية قصد الاستعداد للمنافسة الخارجية القوية في زمن منظور حين الانفتاح الكامل للسوق الداخلي أمام المنتوجات المستوردة، بينما الشركة الآن تستفيد من الاحتكار الشامل لإنتاج وتسويق السكر بأصنافه، وهو إجراء غير مقبول في جميع الدول التي تحترم شروط التنافس، فحتى الولايات المتحدة الأمريكية متزعمة "الليبرالية واقتصاد السوق" تمنع بالقانون الاحتكار وتُغرّم القيام به ولو امتلك صاحبه براءات اختراع لا يـجاريه فيها أحد كشركة "مايكروسوفت" للبرمجيات لصاحبها "بيل كيت"، بينما في المغرب هناك منطق آخر جار به العمل، يكون ضحيته هو المستهلك. 
 
234ima 
                 (ت: م.لموذن)
 
 961ima
                 (ت: م.لموذن)
 معمل السكر بسيدي سليمان المغلق ابتداءً من سنة 2005 وهو عرضة للتآكل البطيء…
  ارتبطت سيدي قاسم بمصفاة النفط التي  تأسست في 29 أبريل سنة 1929، وقد شجع على ذلك اكتشاف النفط بجبل "سلفات" المطل من الجهة الشرقية على المدينة سنة 1919، ثم ب"العين الحمراء" سنة 1929، والمصفاة توجد بعيدا عن البحر لأنها خصصت أصلا لتكرير النفط المستخرج من محيطه، وقد تعرضت الآبار المستكشفة بسلفات لحرائق مهولة حسب شهود عايشوا الفترة الاستعمارية أتت على كل المدخرات الباطنية، بينما بقي حقل جبل "احصاين" أو العين الحمراء ينتج كمية قليلة إلى سنوات متأخرة، لتكرر المصفاة النفط المستورد أساسا.
 كانت المصفاة تسمى ب"الشركة الشريفة للبترول"، ليتم دمجها ضمن شركة "سامير" سنة 1999، وقد سبق ذلك خوصصة "سامير" سنة 1997، بتحويل 67%من أسهما إلى مجموعة "كورال" السعودية، بينما شركة " سامير " كانت قد تأسست سنة 1959 بشراكة بين الدولة المغربية وإيطاليين، ليتم بعد عقدين تملكها من قبل الحكومة، إلى أن أتت الخوصصة على كل شيء، وقد فوتت "سامير" بثمن لم يتعد 700 مليون درهم، وقد أعتبر ذلك من طرف بعض الأوساط بالصفقة غير المناسبة(…) 
 من المنتظر أن تغلق مصفاة سيدي قاسم أبوابها ابتداء من فاتح يناير 2009، وتقول الشركة أن مصفاة جديدة بمواصفاة حديثة ستفتح في نفس الوقت بمدينة المحمدية. 
كانت مصفاة سيدي قاسم مهددة بالإغلاق قبل هذه الفترة، لكن الحريق الذي تعرضت له مصفاة "سمير" بالمحمدية في شتاء 2001 أجل ذلك، فبقيت تعمل إلى أجل مسمى… تنتج محطة التكرير بسيدي قاسم ما يفوق 400 ألف طن سنويا من الوقود الصناعي، وتساهم بنسبة 60% من الطاقة الكهربائية ذات الأصل البترولي، ولم تعد تتوفر الآن سوى على 210 من العمال، واستقر ربح الشركة في حدود 435 مليون درهم سنة 2007، متراجعا بنسبة 40%عن السنة التي قبلها.
من سلبيات محطة التكرير المتواجدة بسيدي قاسم نفث التلوث في أرجاء المدينة، حتى ليخيل للمرء أنه بجانب مصفاة أصفهان أو أمستردام أو بأحد دول الخليج، خاصة بالنسبة للمتوجهين إلى الشمال عبر "طريق طنجة" كما يسميها القاسميون، أو العابرين للسكة الحديدية حيث يمكنكهم سماع هدير المراجل وهي تغلي، بينما يعلم الجميع ان المغرب دولة غير نفطية تستورد أغلب جاجياتها من الخارج، أما من يسكن في محيط الشركة فليس له من ورائها سوى مسببات الأمراض!   !   
الأحياء الجديدة المستحدثة شرق المصفاة هي التي أصبحت أكثر عرضةللتلوث، وقد بُنيت دون مراعاة أدنى شروط متطلبات العمران، حيث توجد باستمرار في مجرى التيار الهوائي الحامل للأدخنة والروائح الكريهة، ويتحمل مسؤولية ذلك كل السلطات التي وافقت على إقامة تلك التجزيئات السكنيةفي تلك المنطقة. 
 
photo2 
 جانب من مصفاة سيدي قاسم، تجهيزات ضخمة وتلوث ملحوظ.
 
أما إيجابيات مصفاة التكرير المذكورة فتتمثل في استيعابها ليد عاملة مهمة من حيث العدد، وقد عُرف العمال والمستخدمون في سيدي قاسم بالقوة الشرائية التي يتوفرون عليها، بالمقارنة مع بقية السكان والوظائف والمهن الأخرى، حتى أنهم اعتبروا "طبقة" مميزة واعتبر العمل بالشركة الشريفة للبترول (الاسم السابق)امتيازا لا يحصل عليه سوى المحظوظون، فبالإضافة إلى الارتفاع النسبي للأجور كانت هناك خدمات مهمة تقدمها الشركة من حيث المساعدة الاجتماعية على الإسكان وتقديم منح الدخول المدرسي وعيد الأضحى… وتتكفل الشركة بتخييم أسر العمال على دفعات لمدة خمسة  عشر يوما لكل مجموعة بمدينة أصيلا أو غيرها ، وقد شاهدنا إلى تاريخ متأخر كيف تنقل كل أمتعة الأسر في شاحنة من الحجم الكبير، وأحيانا كانت توفر الشركة حافلة لنقل الأسر بالتناوب كذلك إلى رحالات ترفيهية خاصة إلى مدينة مولاي إدريس زرهون (ربما للتبرك)، وكانت رموز المخزن والأعيان تعرف كيف تستفيد من الشركة عبر تشغيل وتوظيف المقربين إما بشكل رسمي أو مؤقت، تتوفر الشركة على مركب اجتماعي موروث عن العهد الاستعماري به مستوصف صحي ومسبح وملاعب المضرب وكرة السلة وقاعة للعروض… كان يسمح لبقية المواطنين دخول المركب الاجتماعي أثناء حفلات عيد العرش التي كانت توافق الثالث من مارس كل سنة، وقد كانت الشركة تتنافس بدورها مع المتنافسين لتظهر في أبهى الحلل، ولتبرز زينتها وبذخها كاملا، وتحضر أشهر فرق الفلكلور في المغرب، فالمال على ما يظهر كان جد متوفر لهذا الغرض، كما كانت تساهم الشركة في رعاية فريق الإتحاد القاسمي لكرة القدم، سواء بتقديم المنح أو تشغيل اللاعبين، ووضع حافلة رهن إشارة الفريق، وتوفير أجواء التداريب في مركبها الاجتماعي، أماالغذاء الجماعي سواء للفريق بعد الانتصار أو للضيوف فيتم عند الشركة التي كانت شبه ملزمة بتوفير كل شيء وتلبية أوامر رئيس الفريق حينذاك الحاج لحسن الدليمي حيث لم يكن أحد يستطيع معارضة أوامره بما فيهم حكام المباراة!    
    الجميع كان يذكر أن الشركة تدفع كل سنة منحة جد سمينة للمدينة، بما في ذلك تعويضات عن التلوث، لكن لا أحد يعرف مقدار ومصير تلك المنح والتعويضات، حتى أن المدينة ظلت عاجزة حتى على توفير مستشفى مناسب لساكنتها، أما المستشفى الحالي فقد شرع في بنائه منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وبقي أطلالا لما يفوق عقدين من الزمن، إلى أن تكاتفت جهود عدة مصالح لإتمامه والاكتفاء بالطابق الأرضي، دون أية إضافة حسب ما كان عليه التصميم الأول من ثلاث طوابق وفق ما ذكره مطلعون. 
 
      354ima
                          (ت: م.لموذن)
    أحد شوارع سيدي قاسم وتظهر في عمق الصورة بناية تمثل إدارة المكتب الوطني للكهرباء، بينما هي في الأصل كانت مصحة خاصة أيام الاستعمار! ()نننك
                        781ima 
              (ت: م.لموذن)
المدخل الرئيسي لمستشفى سيدي قاسم، وعلى أي فهو يقوم بتقديم خدماته للمواطنين رغم عدد من النواقص.
 
    على العموم يُلاحظ أن هناك إهمال واضح من طرف الدولة لجهة الغرب الشراردة بني أحسن، فهذه الجهة لا توضع بها " منجزات كبرى" ولا مشاريع مهمة، وهي تعرف حركة هجرة معاكسة في اتجاه مناطق أخرى، سواء إلى ضواحي بركان اوالعرائش… للعمل في المجال الفلاحي، أو إلى قمم "الريف" للاشتغال في جني "الكيف"، أو إلى طنجة وتطوان… وهناك من يفضل الخارج عبر الهجرة السرية، أو الهجرة المقننة حيث بدأت تعرف المنطقة ترحيل العاملات الأمهات خصوصا للعمل في حقوق إسبانيا.
   إن جهة الغرب الشراردة بني أحسن تتوفر على إمكانيات هائلة خاصة في المجال الفلاحي؛ الزراعة، تربية المواشي، الغابة…لكن ذلك يعاني من قلة التأطير وضعف التمويل وبؤس التجهيز وسوء التدبير. لقد كان من الأجدر أن تحتضن أحد مدن الجهة مشروعا مهما، كان يمكن أن يكون بها أهم معرض للقطاع الفلاحي، كان من اللازم تهيء وإنجاز مشروع الري المتكامل في سهل الغرب منذ فترة طويلة، كان يجب أن يُشيد للجهة ميناؤها حيث عرف ذلك تعثرا ملحوظا… 
    وفي نفس الوقت يحق أن نسائل نخبة الجهة، ونتساءل عن غيابها من واجهة صناعة الحدث والدفاع عن مصالح الجهة، ونفس الملاحظة نخص بها أغلب المنتخبين محليا وجهويا ووطنيا الذين يتفرغون لمصالحهم الخاصة قبل أي شيء آخر. ونفس الشيء يقال عن بقية الإدارات الوطنية والجهوية التي تكتفي بتدبير ما هو كائن فقط، دون السعي لما يضمن قيمة مضافة على مختلف المستويات. أما الإهمال وترك الحبل على الغارب وإغلاق الوحدات الإنتاجية والإكتفاء بالتفرج فإن ذلك لن يؤدي سوى إلى الكوارث الاقتصادية والاجتماعية…والتي غالبا ما يكون ثمنها غاليا. 
 ففي أي زمن كان المغربي يرخص لزوجته كي تغادر أرض الوطن للعمل ويبقى هو يراقب الأطفال ويداري عطالته ونخوته المهدورة؟! لنتأمل مستجدات الواقع بعنفه على مختلف الأسر ونستنتج من الآن العواقب المحتملة.
                مصطفى لمودن

الأربعاء، 2 أبريل 2008

تضامنا مع الشعب الفلسطيني النقابة الوطنية للتعليم تدعو لوقفة أمام بلدية سيدي سليمان


   تضامنا مع الشعب الفلسطيني النقابة الوطنية للتعليم تدعو لوقفة أمام بلدية سيدي سليمان  
                        
    أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وحصار تدعو النقابة الوطنية للتعليم ـ فرع سيدي سليمان ـ التابعة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل إلى وقفة احتجاجية تضامنية مع الشعب الفلسطيني البطل، حسب صيغة دعوة موجهة لعدد من الإطارات الحزبية والنقابية والجمعوية اطلعنا على نسخة منها، وذلك يوم الأحد 9 مارس 2008، على الساعة السادسة مساء بساحة البلدية، وتدعو النقابة " لحضور الوقفة الاحتجاجية ضد جرائم الكيان الصهيوني، وللتعبير عن تضامننا المطلق مع الشعب الفلسطيني وتأكيد حقه في مقاومة الاحتلال والتنديد بصمت وتواطؤ الأنظمة العربية وخنوعها للضغط الأمريكي" حسب صيغة الدعوة، مختمة دعوتها بالقول:" لذا ندعوكم جميعا إلى التعبئة والحضور الواسع والمكثف في هذه الوقفة"