محمد بنسعيد في "شاهد على العصر"
مصطفى لمودن
محمد بنسعيد آيت يتدر على الجزيرة في حلقات ضمن برنامج "شاهد على العصر" ابتداء من الأحد القادم، وهو أحد رجالات المقاومة المغربية ضد الاحتلال الأجنبي، وقد تحمل مسؤوليات عديدة في ذلك، منها التنسيق بين وحدات جيش التحرير بالجنوب، وقد استمر في نضاله بعد الاستقلال من أجل مغرب تسود فيه الديمقراطية والحق والقانون والاحتكام إلى مبادئ حقوق الإنسان، وقد تعرض للاعتقال والمحاكمات، مما جعله يلجأ إلى الخارج، ساهم في تأسيس "منظمة 23 مارس"، وفي 1983 أسس مع رفاق آخرين "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" بعد عودته إلى المغرب، وقد تحول هذا التنظيم إلى "الحزب الاشتراكي الموحد" سنة 2002، بعد عمليات اندماجية مع تنظيمات يسارية أخرى، وقد تخلى بنسعيد عن رئاسة الحزب والترشح للبرلمان لصالح أجيال جديدة، رغم كل الإشعاع الذي يتوفر عليه والإجماع على شخصه المحترم… عرف الرجل بشجاعته، فهو أول من فجر من داخل قبة البرلمان قصة المعتقل سيء الذكر "تازمامارت"، بعدما كانت السلطات المغربية تنفي تواجده على الأرض!، ولم يكن أي أحد يجرؤ عن ذكره، بنسعيد ينحدر من اشتوكة أيت باها(سوس)، ازداد سنة 1925، تلقى تعليما تقليديا في مراكش وفق ما كانت توفره ظروف ذلك الوقت، لكنه لم يكتف بما حصله، وقد تابع دراسته في القانون بفرنسا حسب ما يذكر هو نفسه، رغم كل المعاناة وضيق ذات اليد هناك، بحيث كان يعمل ويعتمد على نفسه في نفس الوقت.
بنسعيد ذاكرة حية، في جعبته معلومات مختلفة ومفيدة، خاصة حول حركة التحرير المغربية، وهو يعلم الملابسات التي تم فيها تصفية جيش التحرير بجنوب المغرب، وكيف أثر ذلك مستقبلا على خلق مشكلة كنا في غنى عنها(…)، فقد كان هذا الجيش بعتاده البسيط وعزيمته القوية يتحرك في كل مناطق جنوب الأطلس الصغير، لكن حسابات الخصوم الخارجيين والداخليين دفعتهم لتصفيته، وقد ذكر الطيار حشاد وهو أحد معتقلي تازمامارت كذلك في "شاهد على العصر" بواقعة مشاركته في قصف جيش التحرير عبر الطائرات…