حفل افتتاح المهرجان التاسع للسينما بسيدي قاسم عرض شريط "فين ماشي يا موشي" بحضور مخرجه
كان لقاعة سينما وليلي موعد مع افتتاح المهرجان التاسع للسينما بسيدي قاسم
الجمهور الحاضر بقاعة العرض وعدد من المدعوين
في مساء الخميس 17 أبريل 2008، بإلقاء كلمة ترحيبية من طرف رئيس النادي السينمائي ومدير المهرجان عبد اللطيف بنقاسم وقد أكد على ضرورة الحفاظ على استمرارية المهرجان ودعى جميع المهتمين إلى تشجيعه، كما يشجع المهرجان الشباب الطواق إلى ممارسة الفن السابع عبر "فتح مسابقة محمد مزيان لأفلام الفيديو"، والمساهمة في التكوين السينمائي والانفتاح على التعدد الثقافي والإثني لهذا الوطن حسب قوله.
رئيس النادي ومدير المهرجان عبد اللطيف بنقاسم
كما ألقيت بعض الكلمات منها كلمة محمد باكريم، ناقد سينمائي ومتحدث باسم المركز السينمائي المغربي حيث ذكر بمتابعة نور الدين الصايل (مدير المركز) لفعاليات المهرجان وقد حرص على الحديث بالعربية والأمازيغية وأثنى على الانفتاح على المكون الأمازيغي في المهرجان، كما أعطيت الكلمة كذلك لإدريس أزطوط باسم المعهد الملكي للثقافة الأمالزيغية كأحد المدعمين للمهرجان.
الناقد السينمائي محمد باكريم
محمد أزطوط عن المعهد الملكي للثقافة الأملزيغية
المخرج السينمائي نور الدين كونجار رئيس لجنة التحكيم
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان يمتد إلى 21 أبريل ببرنامج حافل واختير له كشعار هذه السنة "السينما من أجل تنمية الوعي الإجتماعي والجمالي"(انظر تفاصيل ذلك في إدراج سابق)، يترأس لجنة التحكيم لمسابقة محمد مزيان لأفلام الفيديو هذه السنة المخرج نورد الدين كونجار، وقد عبر بدوره عن اعتزازه بهذه المهمة، خاصة أن محمد مزيان كان صديقه وهو من انجز المونتاج لأفلامه حسب قوله. ويحرص المنظمون باستمرار على دعوة عائلة محمد مزيان للحضور، وقد قدم الفنان إبراهيم بنعوسي للزبير مزيان بورتريه يخلد صورة للفقيد مما جعل الزبير مزيان يلقي كلمة مؤثرة عن الراحل خاصة مساره الفني وعدم استطاعته إنتاج فيلم مطول في السنوات الأخيرة، وقد سبق له أن تخلى عن الوظيف في نفس سنة توظيفه عام 1963، ليرحل إلى فرنسا التي بقي فيها لمدة عشر سنوات حيث تمرس على فن التصوير واحترف المونتاج.
أخ الراحل محمد مزيان يتسلم بورتريه من الرسام إبراهيم بنعوسي
حضر افتتاح المهرجان حسن بنجلون مخرج شريط "فين ماشي يا موشي" رفقة ممثلين ظهروا في فلمه خاصة إدريس شويكة وعبد العزيز حشي وعبد المالك خميس.
حسن بنجلون مخرج فيلم "فين ماشي يا موشي"
وقد تحدث المخرج عن ذكرياته بسيدي قاسم حيث قضى بها جزء من حياته، وأضاف أنه تفاجأ بمستوى الاحتفاء بمحمد مزيان " وأنا مسرور جدا بذلك فالراحل كان ضمن لجنة تحكيم مهرجان افلام الهواة بأزمور سنة 1984، حيث فزت بجائزة الصورة عن أول شريط قصير أنجزته، وهو "اتجاه واحد" من فئة 16 ملمتر، كما شاركني محمد مزيان يقول في فيلم "عرس الآخرين، حيث تكلف بالمونتاج".
المخرج مع ممثلين شاركوا في الفيلم
وراء المهرجان في نسخته التاسعة والحفاظ على استمراريته عدة جهات داعمة، لكن أهم محور فعال في ذلك هو النادي السينمائي بكافةأعضائه، وأساسا المكتب الذي لا يتعدى عدد أفراده الخمسة، وقد أصبح النادي السينمائي بسيدي قاسم متمرسا على التنظيم في تجربة ملفتة.
أعضاء مكتب النادي السينمائي بسيدي قاسم:
علي خدود ـ عبد الخالق بلعربي ـ محمد جريد ـ عبد اللطيف بنقاسم ـ كريم أجرود
شريط "فين ماشي يا موشي" يتحدث عن حقبة تاريخية للمغرب خاصة بالنسبة لليهود المغاربة الذين تم ترحيلهم بأعداد كبيرة إلى إسرائيل بعد الإستقلال، تاريخيا تكالبت على ذلك عدة أطراف داخلية وخارجية، وقد حاول المخرج إبراز عينة من ذلك، ممثلة بطائفة من مدينة بجعد من إقليم اخريبكة (وسط المغرب)، وقد "اُنتزع" عدد من اليهود من وسط اجتماعي كانوا مندمجين فيه بالكامل ليرحلوا على دفعات من المدينة اتجاه الدار البيضاء ومنها إلى الدولة العبرية، وهناك وجدوا واقعا مخالفا مما جعلهم يطالبون بالعودة إلى المغرب، لكن بعد فوات الأوان، ورغم الطابع الجماعي والطائفي لشخوص الفيلم، يمكن اعتبار موشي متقمصا بطولة نسبية في الشريط، وهو يهودي مغربي يصلح الساعات، ويمارس العزف على آلة العود ويشارك في إحياء الحفلات والأعراس، وهو عنصر مغربي مندمج داخل المجتمع، وقد رفض في البداية مغادرة المغرب خلافا لما قامت به زوجته وابنته الشابة، لكنه في الأخير هاجر إلى فرنسا مستعملا الأبواب الشرعية للتنقل (جواز سفر، الطائرة…)، وقد صعب عليه فراق بجعد وعدد من أصدقائه، الفيلم جدير بقراءة مستقلة تراعي الجوانب الفنية الأخرى التي اجتهد فيها المخرج، خاصة حرصه الشديد على استحضار فضاء الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، بما في ذلك مختلف الإكسسوارات.
مصطفى لمودن
الناقد السينمائي أحمد السجلماسي حضور دائم في أغلب المهراجانات
لقطات من فلم "فين ماش يا موشي"
عرض الفيلم في بدايته التمازج الحاصل لليهود في المجتمع المغربي
المرحوم عبد الرحيم بركاش أحد المشاركين في التمثيل
بن ابراهيم حضور بارز وقد شخص رفقة آخرين فئة استفادت من ترحيل اليهود اقتصاديا
اجتهد المخرج كثير في استحضار فضاءات مناسبة لموضوع الفيلم، وكانت لقوة الصورة المعبرة حضور بارز، أشرف على ذلك عبد الكريم الدرقاوي
تنقيل اليهود المغاربة في حافلة تحمل ألوان العلم الإسرائيلي!
موشي الذي كان مندمجا بالكامل في المجتمع المغربي، يُـرحّل حتى هو في آخر الفيلم
إعداد: مصطفى لمودن