الجمعة، 18 يناير 2008

مراجعة أوضاع المراكز الفلاحية إنقاذ لممتلكات عمومية ومساهمة في التشغيل والتنمية


 مراجعة أوضاع المراكز الفلاحية    
 إنقاذ لممتلكات عمومية ومساهمة في التشغيل والتنمية
 ( نموذج مصور عن إحدى المراكز)  
     إعداد مصطفى لمودن
   الموضوع الذي نقترحه عليكم، سبق أن نشر في إحدى الجرائد الوطنية سنة 1998، نعيد إدراجه كما هو( باستثناء حذف بسيط لمعطيات لم تعد هناك فائدة من ذكرها)  تعميما للفائدة واستنكارا لوضعية مأساوية تتفاقم يوما عن آخر، أبرز معالمها إهمال الملك العام، وتخلي الدولة عن مهامها في تأطير الفلاحة…ونجد أن بعض المعطيات الواردة في الموضوع تحتاج لتحديث، لكن في الاتجاه الأسوأ، سنعلن عن ذلك في آخر الموضوع . 
  دأبت السلطات المغربية منذ الاستقلال على استرجاع الأراضي المستصلحة من طرف المعمرين الأجانب، وقامت بتوزيع جزء منها على صغار الفلاحين، وتم تنظيم بعضهم في تعاونيات فلاحية… كل ذلك ضمن خطط " الإصلاح الزراعي"،التي كان من أولوياتها دعم إنتاج الوطني الفلاحي، بواسطة بناء السدود ومد قنوات الري، وتأطير الفلاحين، مما حتم خلق المراكز الفلاحية بشكل مكثف، خاصة في مناطق السهول الخصبة كالغرب مثلا، وذلك كجزء من بنية المكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي، وأنفقت على ذلك أموال طائلة، من أجل تهيئ كل البنى الضرورية لهذه المراكز الفلاحية، من طرق معبدة، وماء وكهرباء، ومكاتب للإدارة، ومرائب، وآليات، ومخازن، ومساكن، وموظفين…الخ. دون أن تستفيد البادية والسكان من شيء، فأصبحت هذه المراكز كواحات يانعة في صحراء من القرى المهمشة، لكن ظروف الاستعجال وعدم وضوح الرؤية، لم توفر للمراكز المذكورة شروط الإحساس والنهوض بالمسؤولية، وبالدور الاستراتيجي لفلاحة عصرية بالنسبة لمستقبل الشعب المغربي، كل ذلك وغيره جعل المراكز إياها تدخل في دوامة من الرتابة والبيروقراطية، وعدم الكفاءة، فبيعت الآليات الفلاحية من جرارات وغيرها في ظروف غير واضحة من حيث الجدوى الاقتصادية، وتدنى الإرشاد الفلاحي إلى أضعف مستوى له، وأصبح الفلاحون بعفويتهم وتجربتهم البسيطة قادرين على "تأطير" مرشدي المراكز الفلاحية، الذين لم يستفيدوا من أي تكوين جدي، أو إضافة خبرة أطر جديدة، وأضحت المراكز الفلاحية تقوم فقط بالمساهمة في تنظيم الري والمزروعات الصناعية كالشمندر السكري(٭)، وتخزين وتوزيع الأسمدة نيابة عن شركة وطنية، وتمد هذه المراكز الوزارة الوصية بإحصائيات سطحية عن الاحتمالات المنتظرة أو التقديرات الحاصلة فيما يخص الأراضي المزروعة ومنتوجاتها، إلى أن استغنت الوزارة عن ذلك بالاعتماد على صور الأقمار الاصطناعية. وهكذا أفقدت هذه المراكز الفلاحية مبرر وجودها واستمرارها في بلد فلاحي، مازالت فلاحته متخلفة، ومردود الأراضي جد متدني، مثلا معدل الإنتاج الوطني في الهكتار الواحد لا يتعدى سبعة عشر قنطارا في الهكتار (17ق/ه)، بينما يصل في فرنسا إلى سبعين قنطارا في الهكتار (70ق/ه)، كما أن الفلاحين لم يعودوا قادرين على فهم طبيعة الفلاحة العصرية التي تعتمد المكننة والأسمدة والأدوية والمبيدات… وغالبا ما يشتكي الفلاحون من عدم فعالية ما يستخدمون من مبيدات وغيرها، لعدم فهمهم كيفية وظروف الاستعمال.
     وحتى لا يبقى كلامنا معمما، نورد مثالا واحدا، عن المراكز الفلاحية التي تم إغلاقها، كما نقترح بعض المشاريع الممكن انجازها في المركز الآتي ذكره، مادام يتوفر على كل المتطلبات الضرورية ليساهم في الإنتاج، ويوفر مناصب شغل.  
    المركز الفلاحي المعني هو مركز "تيجينا" رقم 246، الكائن بتراب جماعة دار العسلوجي، دائرة مشرع بلقصيري، إقليم سيدي قاسم، مساحته تربو على ثلاث هكتارات، تحيط به بقع فارغة، منها خمس هكتارات تكتريها التعاونية الفلاحية المجاورة "مشرع أرضم"، يقع بين الحقول بجانب نهر " أرضم"، تصله الطريق المعبدة من جهة الشرق، (لم تعد صالحة للاستعمال رغم ترميمها بالحجارة قبل سنوات) يتوفر على الكهرباء والماء الصالح للشرب، الذي يضخ بواسطة مضخة كهربائية في خزان لا بأس به، من بئر مياهه كافية، وقد حفرت مصالح التجهيز التابعة للدولة بئرا آخر بقربه (…)، به عشرة منازل صالحة للسكن سوى واحد به شقوق عميقة، وبه غرف ضمن إقامة مشتركة خاصة بالعزاب، ومكاتب من أربع حجرات، ومرأب لإصلاح الآليات، ومخزن لقطع الغيار، ومخزن ضخم للمنتوجات الفلاحية والأسمدة (انتشلت أجزاء من سقفه)، وموقف كبير مغطى للآليات، وموقف آخر مغطى للسيارات، وتوابع أخرى.
     إن المركز الفلاحي "تيجينا" رقم 246، معلمة تتوفر على كل متطلبات الاستثمار والتنمية، في وسط قروي بئيس بضعف تجهيزاته، المطلوب الآن باستعجال هو صيانة هذا المركز من عوادي الدهر، كالأمطار والرياح… ومن عوادي البشر كالنهب والإهمال، خاصة بعد إغلاقه وتحويل الموظفين إلى جهات أخرى (…)
   ولغيرتنا على ممتلكات الدولة التي مولت من جهد وعرق الشعب المغربي، نقترح عدة حلول لاستغلال المركز الفلاحي المذكور.

          1 ـ تعاونية لتربية المواشي  
ا ـ تُمنح البناية للتعاونية الفلاحية " مشرع الرضم" المجاورة للمركز الفلاحي، في إطار رخصة كراء أو شراكة، ضمن دفتر تحملات يقتضي ضمان عدة إجراءات من توظيفات، ودفع واجبات الدولة من أرباح، وذلك من أجل تربية الأبقار وتسمين العجول… وهي عملية مفيدة جدا، مادامت شروط نجاحها متوفرة، كالأراضي الشاسعة لإنتاج الكلأ، إذ أن أعضاء التعاونية الاثنين والعشرين ( قبل تقسيمات الورثة) يتوفرون على ثماني هكتار للواحد، تسقى من النهر أو من الآبار، وينتظرون توزيع شبكة الري لتشملهم، كما يكترون خمس هكتارات من ممتلكات الدولة، وهناك أراض أخرى لا تستغل، ولإخراج المشروع إلى الوجود، لا بد من محاور يقنع الفلاحين بالجدوى، مع ضمان المساعدة المادية لتحويل المخازن إلى اصطبلات، وبناء أخرى، وإعداد آليات تبريد الحليب، وتوفير التأطير الناجح، من خلال أطر كفأة، كبيطري ومتصرف مالي، ولنا اليقين أن التوظيفات ستتوسع بعد ذلك، والأرباح ستتزايد، ويعرف الجميع مستوى الطلب على الحليب ومشتقاته واللحم وتوابعه.  
    ب ـ تعاونية خاصة بالمعطلين: يُمنح المركز الفلاحي في إطار شروط متفق عليها، تضمن حقوق الدولة وحقوق المستفيدين، خاصة من الأطر الفلاحية المعطلة، من أجل تربية المواشي، لتكن أبقارا أو غنما، أو دجاجا أو كلها مجتمعة، مادامت البنية متوفرة، ولا تحتاج إلا  لبعض الإصلاحات والتحويلات والإضافات، فقط يمكن تحويل أراضي الدولة المكترية من طرف التعاونية الفلاحية إلى المستفيدين من المركز الفلاحي، وإضافة التوابع الأرضية الأخرى، لتوفير الكلأ للماشية، ويجب ضمان قروض ومساعدة مادية وتقنية من أجل الانطلاقة. 
        2ـ كراء المركز وتحويله إلى مخازن خاصة
   يمكن كراء المركز أو تفويته وفق شروط معقولة للجانبين، للدولة والخواص، من أجل تربية المواشي، أو تحويله إلى مخازن مكيفة (مبردات) للخضر والفواكه أو فقط لخزن الحبوب والقطاني، مع إمكانية إضافة خدمات تجارية للمواد الفلاحية، من بذور وأسمدة وأدوية وآليات… وسيضمن أرباحا مهمة خاصة إذا توسعت الطرق غربا قاطعة نهر أرضم، وشمالا في اتجاه دوار الكبارتة، وهذا التوسع الطرقي لا يتعدى الخمس كيلومترات في كل اتجاه، ليوصل إلى الشبكة الطرقية، وتعم الفائدة الجميع.
      3 ـ إرجاع المركز الفلاحي إلى سالف عهده
يمكن أن يرجع المركز الفلاحي إلى سالف عهده لتقديم خدماته إلى الفلاحين، ضمن خطة جديدة، تسعى لتوفير المردودية الإنتاجية، وتحسين خبرة الفلاحين، عبر توظيف الكفاءات المهنية، وتقديم عروض نظرية وتطبيقية مستمرة، والمتابعة الدائمة للنشاط الفلاحي، من بدايته إلى جمع الحصيلة، وذلك بالتشاور والتشارك مع الفلاحين، ضمن جمعيات حقيقية للتأطير والتعاون، بعيدا عن أساليب الاستغلال والتضليل ( وحتى شركات مساهمة).
     كم نتأسف لضياع مثل هذه الفرص السانحة للتنمية والتشغيل، وكم يحزننا أن نرى ممتلكات الدولة تُتلف وتتلاشى، عوض الاستفادة منها، نتمنى أن يُنظر إلى المركز الفلاحي المذكور بعين التبصر والمسؤولية، وتحويل محيطه إلى مركز اقتصادي واجتماعي حيوي، ببناء مرافق إدارية وصحية وتكوينية… والاعتناء بالمدرسة المهملة المجاورة (…)
    إننا مطالبون جميعا بالتفكير وحسن التدبير من أجل التنمية الاقتصادية والتقليل من العطالة المستفحلة.
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر الموضوع بجريدة " المنظمة" التي خلّفت " أنوال" عدد 399، بتاريخ 12 شتنبر 1998.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 إضافات:  
     ـ مع مرور الوقت تفاقمت أوضاع المركز الفلاحي أكثر، تخربت بناياته يوما عن آخر، ولم يعد الآن يقدم أي خدمة، وللغرابة أنه الآن بدون أي حارس!
     (٭) ـ تأطير زراعة الشمندر وقصب السكر أصبحت من "تأطير" شركة كوزيمار، بعدما تخلت الدولة عن مهامها في ذلك.
   ـ الخزان التابع للمركز الفلاحي، أصبح موردا مائيا لخمس قرى محيطة بالمركز، تحت مسؤولية الجماعة القروية لدار العسلوجي، وقد بني على مقربة منه خزان وبئر آخر، وقد شرع هذا الأخير في تزويد الساكنة بالماء، لكنه أغلق، لما تأكد أن ماءه غير صالح، فأخذت منه المضخة لاتجاه غير معلوم، المشكل هي أين كل التحاليل التي أجريت في البداية، قبل إنجاز كل التجهيزات؟ ولماذا لم يستعمل الخزان الموجود منذ البداية في المركز الفلاحي؟ عبث وهدر للمال يحتاج إلى تحقيق. 
ـ جرت محاولة ملتبسة في بداية الألفية الثانية قصد استغلاله من قبل مقاولة خاصة في تلفيف الخضر لكنها توقفت قبل الانطلاق.
   ـ بعد كل ما ذكرت، وبعد الاطلاع على أوضاع المركز الفلاحي كما هي عليه الآن، والمستقبل الأكثر مأساوية الذي ينتظره، أتمنى أن يفوت بالمجان، لمن أراد استغلاله في مشروع اقتصادي.
                                مصطفى لمودن 
صور عن المركز الفلاحي " تجينا" رقم 246
     
الطريق الوحيدة من جهة الشرق
  
الطريق لم تعد صالحة للاستعمال بل معرقلة للحركة

 
 من الجهة الشمالية
 
 خزان من الحجم الكبير

  
   

الإدارة من واجهتين 
 فضاءات رحبة من المركز الفلاحي
 
مساحة كانت مغطات من بقايا العهد الاستعماري ( أما المركزفهو مستحدث في جانب من ضيعة للمعمرين كانت تسمى رزيما)
   
   


 


 الخزان المائي التابع للمركز
   
 الخزان الجديد الذي أغلق بئره لأن مياهه غير صالحة للشرب!
منصة حمل الآليات

 
ما تبقى من آليات ضخ الوقود
 
 
البقية التي سلمت من التفويت أو النهب
     
 

  
غرف للإقامة كانت تسمى في عرف المستخدمين " لوطيل".
 

منزل من العهد الإستعماري، ظل صامدا وجاء عهد زواله
أسفله نماذج عن المساكن التي تتعرض للخراب
  

 

   
نماذج من الخراب والتخريب
 

 
مخزن قطع الغيار، ومرأب إصلاح الآليات
 

  
داخل محل الإصلاحات الميكانيكية سابقا
    حفرة الميكانيكي
 
جانب من المخزن الذي كان
 
هنا كانت ترقد الملفات والإحصائيات ..
  
   
إحدى الغرف التي تحولت في زمن لاحق إلى مسيد يقيم فيه فقيه يؤم المستخدمين ويعلم صغارهم 

      

 

 المراحيض لم يبق إلا هيكلها
هذه الصور تذكر بما وقع لعدد من المنشآت بعد انهيار الإتحاد السوفياتي سابقا، والتي تسابقت عدد من القنوات التلفزية لنقلها كتشفٍ، الآن روسيا  تعيش نهضتها الجديدة، هل سنفيق نحن من كبوتنا؟ 

الأربعاء، 16 يناير 2008

مجموعة أكمي ـ سيدي سليمان تدعو المهتمين الانضمام إليها


مجموعة أكمي ـ سيدي سليمان تدعو المهتمين الانضمام إليها                   
    من أجل تفعيل مقررات وأهداف جمعية العقد العالمي للماء ( أكمي ـ المغرب)، تتم عملية تكوين مجموعات عمل على الصعيد المحلي وطنيا، تشتغل كل مجموعة بتنسيق مع المكتب الوطني، على كل ما له علاقة بالماء،  وذلك في إطار تطوعي، وقد أعدت مجموعة العمل بسيدي سليمان ورقة ذات طبيعة إخبارية، ندرج في هذه المدونة نصها الكامل، في سياق الإخبار الذي نقوم به، وفي نفس الوقت لفت انتباه كل مهتم أو راغب في الانضمام إلى المجموعة:


                      جمعية العقد العالمي للماء     
                           مجموعة عمل سيدي سليمان  


      «الماء ملك عمومي وحق من حقوق الإنسان»


      تحت هذا الشعار تأسست جمعية العقد العالمي للماء المعروفة اختصارا ب (Acme-Maroc ) في جمع عام بالجديدة، يوم الأحد 2 دجنبر 2007، تمخض عن ذلك هيكلة تنظيمية ( مجلس ومكتب وطني) وبرنامج عمل، وجاء ذلك في ظل المخاطر التي تهدد الماء، من حيث تناقصه المستمر وتلوثه وخصخصته.
   إن تأسيس أكمي المغرب كمنظمة وطنية غير حكومية، جاء بتنسيق وتشارك مع عدد من الجمعيات الوطنية ( الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ أطاك المغرب ـ الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة ـ الهيئة الوطنية لحماية المال العام)، وذلك ضمن حركة عالمية لتحقيق الأهداف الآتية:
·      الحفاظ على الماء كثروة طبيعية أساسية للحياة، وحمايته من التلوث والتبذير.
·      الوقوف ضد سياسة «التدبير المفوض» في العديد من المدن، لما يعنيه ذلك من تسليع للماء وجعله وسيلة للربح.
·      الاعتراف القانوني بالماء كملكية عمومية، وجعله حقا من حقوق الإنسان.
        ومن أجل ذلك تعمل الجمعية ب:
٭ تنسيق مع جمعيات محلية وطنية ودولية ذات الصلة بالماء.
٭ اعتماد وسائل الإعلام والتحسيس التربوي والتثقيفي، وعقد شَراكات ذات نفع عام مع مؤسسات عمومية وجمعيات مماثلة…
على المستوى المحلي تكونت مجموعة عمل من طرف مهتمين بالموضوع، وتتوجه بالدعوة لكل راغب في الانضمام إليها، قصد وضع خطة عمل محلية وجهوية حول الماء والبيئة. 

              الماء مصدر الحياة وهو حق لا يمكن تفويته أو بيعه…

        موقع الجمعية :  
        الاتصال محليا:   

   ملحوظة: تتكون مجموعة سيدي سليمان إلى حدود اليوم من السادة: ياسر محمد اكميرة، الحسين الإدريسي، إبراهيم المحمدي، محمد جناتي، عبد المطلب مونشح، محمد أجراوي، عبد الاله الأنصاري، إدريس زيني، محمد بوبلاح، مصطفى لمودن.       

أول تهديد ضد المدونة من مجهول يتوعد ويحذر من الكتابة في كل شيء


أول تهديد ضد المدونة من مجهول  
يتوعد ويحذر من الكتابة في كل شيء
جاء ذلك في تعليق على موضوع سابق، ضمن تصنيف "قضايا المدينة"، حول مشكل الشراكة المتعثرة بثانوية علال الفاسي، بعدما أبدى صاحب التعليق ملاحظاته حول المشكل، تحول إلى التهديد والوعيد، وقد كتبت بدوري تعليقا على ذلك جاء كالآتي:
تحية لك أخي ، عليك أن تعرف أن الموضوع الآن تتابعه خمس نقابات تعليمية، وهي مختلطة، تتضمن جميع الاتجاهات…وأنا أكتب من أجل الإخبار، ولو قرأت جيدا فالرجل المعني عبّر بدوره عن وجهة نظره، وبفضل ما كتبتُ عرفتَ ـ ربما ـ أنه كان يعمل هناك منذ 1976، وأنا لست مع أي جهة كانت، أما ما قلت في حقي من تهديد، سامحك الله، فهو لا يهمني لأنني لا أمارس تجارة مما أقوم به، ومستعد لكل الاحتمالات، على أي أنا أقوم بعمل وفي واضحة النار، وحبذا لو تفضلت وحددت لنا المواضيع التي لا يمكن الكتابة فيها، وهل لك الشجاعة لتعبر عن نفسك، وعلى ماذا تخاف من الكتابة عنه وفيه؟ هل تعرف بأنه هناك قضاء في البلد، إذا أصابك ضرر نصلحه داخل هذه المدونة، وإذا كان غير ذلك فالقضاء موجود، ولا أعرف لماذا يقف البعض ضد الإعلام ونشر الحقائق والمعرفة ووجهات النظر المختلفة…ورأيك في الأساتذة والتعليم عموما هذا يهمهم، ولهذا وجدت مثل هذه المدونة، لفتح نقاشات مختلفة حول قضايانا المتنوعة، لكن باستعمال اللياقة اللازمة، لا يمكن أن نسب الناس، وأن نأتي على أعراضهم بالذكر… لك مني كامل مودتي (انتهى)
   إن ممارسة الكتابة هنا ليس القصد منها تصفية الحساب مع أحد، هذا لا أقوله خوفا أو تبريرا، بل كما قلت باستمرار أن المدونة مفتوحة لجميع الأفكار والاتجاهات، فمن لم يستطع التعبير عما يخالجه مباشرة، يتصل بنا ونحن نكتب له ما يريد قوله، لكن بشروط منها الموضوعية واحترام الآخرين، كيفما كانت أفكارهم، أتساءل أحيانا كيف يمكن أن نستغل ثورة الانترنيت إن لم يكن في مثل هذا، أو أن نستعمله في الدردشة والبحث عن الصور الفاضحة؟ إلى متى سيصبح لكل مواطن مدونة يعبر فيها عن رأيه؟ إلى متى ستظل تختبئ كثير من إداراتنا وراء المكاتب، واستعمال الورق لنقل المعلومات، متى سيكون لكل إدارة موقعها يلجه المواطن بكل سهولة؟ يأخذ ما يريد حسب ما هو مسموح به طبعا، إلى متى سيتعود مجتمعنا على النقاش الحر والمجادلة؟ وبعدها نترك الفكرة تسرح وتنمو، لماذا كل هذه الحساسية تجاه كل دعوة للشفافية والوضوح؟
   لنكن قادرين على تقبل الآخرين رغم اختلافهم عنا، لنكن مؤمنين بأن الحقيقة ليست واحدة، وأننا لا نملك وحدنا الحقيقة، وأن كل حقيقة هي نسبية، ومتغيرة، وما أعتبره مستوى الصواب الآن، قد يتحول إلى نقيضه في اليوم الموالي…
             مصطفى لمودن

الثلاثاء، 15 يناير 2008

شحنة معدن مجهول على قارعة الطريق


    شحنة معدن مجهول على قارعة الطريق
    لا أحد يعرف سبب إلقاء شحنة معدن مجهول أسود اللون قاتمه، على قارعة الطريق الثانوية رقم 204، الفاصلة بين سيدي سليمان وبلقصيري، وذلك قرب قرية البكارة، على بعد 10 كيلومترات من سيدي سليمان، وحسب أحد السكان من القرية المذكورة، فإن لا أحد تجرأ على ملامسة تلك الكومة السوداء، التي تمثل حمولة شاحنة كبيرة الحجم، ولا يعرف سبب إلقائها هناك حسبه، المطلوب إزالة المعدن الملقى هناك، وإجراء البحث حول دواعي  الإفراغ بجانب الحقول ونهر أرضم، أحد روافد سبو، كما يجب إخبار السكان بطبيعة المعدن، وهل يمثل خطورة معينة.


                    مصطفى لمودن

ثانوية علال الفاسي توقف عن العمل مع وقفة احتجاجية


         ثانوية علال الفاسي
            توقف عن العمل مع وقفة احتجاجية
  كما أخبرنا عن ذلك سابقا، فقد توقف أساتذة الثانوية التأهيلية علال الفاسي عن العمل، صبيحة اليوم الثلاثاء 15 يناير 2008، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف النهار، كما نظمت فروع خمس نقابات تعليمية وقفة احتجاجية أما باشاوية المدينة لمدة ساعة، ابتداء من  العاشرة والنصف رفعت خلالها لافتة نقرأ فيها: " من أجل توفير شروط مثلى للتمدرس بالثانوية التأهيلية علال الفاسي" ، " تنظم النقابات التعليمية وقفة انذارية احتجاجا على الموقف السلبي للسلطات المحلية تجاه ملف الشراكة"، وقد شارك في هذه الوقفة ما يقارب المائة أستاذ وأستاذة، من ضمنهم مآزرين يمثلون نقاباتهم أو ينتمون لمؤسسات تعليمية أخرى وقفوا بدرهم تضامنا مع زملائهم.  

 
 احتجاج أساتذة الثانوية التأهلية علال الفاسي بسيدي سليمان
وفي سؤال وجهناه للأستاذ عزيز نور عن استثناء رئيس المجلس البلدي من المراسلات الموجهة لعدد من المسؤولين، أو تخصيصه بالاحتجاج كباقي المسؤولين ذكر أنه قد وجهت له بدوره مراسلة في الموضوع من قبل لجنة المتابعة المنبثقة عن جمع عام أساتذة الثانوية وبقية العاملين بها. بينما النقابات لم تفعل ذلك، وحول الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الفروع النقابية مستقبلا قال أن ذلك سيتخذ بعد عقد اجتماع. 
  
   
 في ختام الوقفة ألقى ذ. عزيز نور كلمة مقتضبة، شكر فيها الحاضرين وكل من يدعم ملف الشراكة، ودعا إلى الإبقاء على روح الوحدة القائمة بين النقابات في المدينة.
    وتجدر الإشارة أن النقابات الداعية لهذه الوقفة هي كل من النقابة الوطنية للتعليم "ك.د.ش"، النقابة الوطنية للتعليم "ف.د.ش"، الجامعة الحرة للتعليم "ا.ع.ش.م"، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم "ا.و.ش"، النقابة المستقلة للتعليم، وذلك بسبب صعوبة تطبيق اتفاقية شراكة بين الثانوية التأهيلية المعنية وإحدى شركات الحراسة الخاصة، بموجبه تضمن هذه الأخيرة توفير ست حراس ومستخدمين رهن إشارة الثانوية، مقابل استخلاص واجب حراسة الدراجات الهوائية الخاصة بالتلاميذ، لكن حارسا سابقا لهذه الدراجات،والذي كان يعمل لحسابه الخاص، حصل على رخصة من رئيس المجلس البلدي لسيدي سليمان، وأتخذ أحد البابين الخارجين للمؤسسة فضاء للدراجات التي يحرسها بالمقابل طبعا، وهو ما تعتبره الشركة تنقيصا من مداخليها، وهي تهدد بإلغاء الاتفاقية، بينما العاملين بالمؤسسة  يعتبرون  ذلك تدخلا خارجيا في شؤون مؤسستهم، وهو ما يتناقض مع الدعوة الرسمية لإجراء شراكات مع فاعلين مختلفين لدعم التمدرس حسب بياناتهم التي نتوفر عليها، فإلى متى سيظل شد الحبل هذا قائما، بينما يرى البعض أن الحل جد بسيط، لو دقت الأبواب المعنية أساسا بالموضوع، لكن الأجواء المتوترة التي أصبحت تعيشها المؤسسة ليست في صالح التمدرس عموما.
   المطلوب تدخل حازم لوضع مصلحة التلاميذ والمؤسسة التربوية فوق كل اعتبار.
           مصطفى لمودن

ثانوية علال الفاسي توقف عن العمل مع وقفة احتجاجية


         ثانوية علال الفاسي
            توقف عن العمل مع وقفة احتجاجية
  كما أخبرنا عن ذلك سابقا، فقد توقف أساتذة الثانوية التأهيلية علال الفاسي عن العمل، صبيحة اليوم الثلاثاء 15 يناير 2008، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى منتصف النهار، كما نظمت فروع خمس نقابات تعليمية وقفة احتجاجية أما باشاوية المدينة لمدة ساعة، ابتداء من  العاشرة والنصف رفعت خلالها لافتة نقرأ فيها: " من أجل توفير شروط مثلى للتمدرس بالثانوية التأهيلية علال الفاسي" ، " تنظم النقابات التعليمية وقفة انذارية احتجاجا على الموقف السلبي للسلطات المحلية تجاه ملف الشراكة"، وقد شارك في هذه الوقفة ما يقارب المائة أستاذ وأستاذة، من ضمنهم مآزرين يمثلون نقاباتهم أو ينتمون لمؤسسات تعليمية أخرى وقفوا بدرهم تضامنا مع زملائهم.  

 
 احتجاج أساتذة الثانوية التأهلية علال الفاسي بسيدي سليمان
وفي سؤال وجهناه للأستاذ عزيز نور عن استثناء رئيس المجلس البلدي من المراسلات الموجهة لعدد من المسؤولين، أو تخصيصه بالاحتجاج كباقي المسؤولين ذكر أنه قد وجهت له بدوره مراسلة في الموضوع من قبل لجنة المتابعة المنبثقة عن جمع عام أساتذة الثانوية وبقية العاملين بها. بينما النقابات لم تفعل ذلك، وحول الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الفروع النقابية مستقبلا قال أن ذلك سيتخذ بعد عقد اجتماع. 
  
   
 في ختام الوقفة ألقى ذ. عزيز نور كلمة مقتضبة، شكر فيها الحاضرين وكل من يدعم ملف الشراكة، ودعا إلى الإبقاء على روح الوحدة القائمة بين النقابات في المدينة.
    وتجدر الإشارة أن النقابات الداعية لهذه الوقفة هي كل من النقابة الوطنية للتعليم "ك.د.ش"، النقابة الوطنية للتعليم "ف.د.ش"، الجامعة الحرة للتعليم "ا.ع.ش.م"، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم "ا.و.ش"، النقابة المستقلة للتعليم، وذلك بسبب صعوبة تطبيق اتفاقية شراكة بين الثانوية التأهيلية المعنية وإحدى شركات الحراسة الخاصة، بموجبه تضمن هذه الأخيرة توفير ست حراس ومستخدمين رهن إشارة الثانوية، مقابل استخلاص واجب حراسة الدراجات الهوائية الخاصة بالتلاميذ، لكن حارسا سابقا لهذه الدراجات،والذي كان يعمل لحسابه الخاص، حصل على رخصة من رئيس المجلس البلدي لسيدي سليمان، وأتخذ أحد البابين الخارجين للمؤسسة فضاء للدراجات التي يحرسها بالمقابل طبعا، وهو ما تعتبره الشركة تنقيصا من مداخليها، وهي تهدد بإلغاء الاتفاقية، بينما العاملين بالمؤسسة  يعتبرون  ذلك تدخلا خارجيا في شؤون مؤسستهم، وهو ما يتناقض مع الدعوة الرسمية لإجراء شراكات مع فاعلين مختلفين لدعم التمدرس حسب بياناتهم التي نتوفر عليها، فإلى متى سيظل شد الحبل هذا قائما، بينما يرى البعض أن الحل جد بسيط، لو دقت الأبواب المعنية أساسا بالموضوع، لكن الأجواء المتوترة التي أصبحت تعيشها المؤسسة ليست في صالح التمدرس عموما.
   المطلوب تدخل حازم لوضع مصلحة التلاميذ والمؤسسة التربوية فوق كل اعتبار.
           مصطفى لمودن

الاثنين، 14 يناير 2008

مشكلة الشراكة العالقة التي تخص ثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان


مشكلة الشراكة العالقة التي تخص ثانوية علال الفاسي بسيدي سليمان
   دعوة النقابات إلى إضراب عن العمل ووقفة احتجاجية أمام الباشوية.

  أصدرت خمس نقابات بسيدي سليمان بيانا حول ما تعتبره "العرقلة" القائمة ضد تطبيق اتفاقية الشراكة و"مواقف التفرج" من قبل المسؤولين كما جاء في البيان، الذي ندرج نصه كما حصلنا عليه، وتجدر الإشارة أننا قد تطرقنا للموضوع في هذه المدونة منذ طفوه على سطح الأحداث بالمدينة ( راجع مقالات سابقة)، وسنلاحظ كما أشرنا إلى ذلك إغفال ذكر مسؤولية رئيس المجلس البلدي، فهو من منح رخصة حراسة الدراجات لمن تقام ضده كل هذه الاحتجاجات، ومن خلال البيان هناك دعوة للوقفة الاحتجاجية أمام الباشوية وليس أمام البلدية، إننا لا ندافع من خلال هذه الملاحظات عن جهة معينة، أو نحرض ضد جهة أخرى، ولكن كل التساؤلات تبقى مشروعة.
                                     بيان                  
    إضراب إنذاري ووقفة احتجاجية أمام باشوية سيدي سليمان يوم الثلاثاء : 15/10/2008
  في سياق متابعتنا المسؤولة كمكاتب فروع النقابات التعليمية محليا بسيدي سليمان ( النقابة الوطنية للتعليم "ك.د.ش"، النقابة الوطنية للتعليم "ف.د.ش"، الجامعة الحرة للتعليم "ا.ع.ش.م"، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم "ا.و.ش"، النقابة المستقلة للتعليم) ملف الشراكة بين الثانوية التأهلية علال الفاسي بسيدي سليمان وشركة  
Racha Vigilance
المتخصصة في الخدمات الأمنية والتنظيفية، الذي مازال يعرف التعثر بسبب العرقلة التي يقف وراءها أحد الغرباء عن الثانوية، مما يهدد المشروع بالفشل والإقبار النهائي… وبعد وقوفنا على الكيفية التي يتعاطى بها المسؤولون محليا وإقليميا وجهويا مع الموضوع إثر الرسائل الموجهة إليهم بتاريخ: 06/12/2007، والتي نحثهم فيها على ضرورة التحرك الاستعجالي لإنجاح الشراكة لما تنطوي عليه من أهمية مباشرة تتمثل في تمكين الثانوية التأهلية علال الفاسي من خدمات 6 أفراد، وبالنظر إلى كون اتفاقية الشراكة كصيغة تدبيرية ـ تمويلية من الدعامات التي نص عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وباستحضار الموضوع نفسه الذي تمحورت حوله أشغال منتدى الإصلاح التعليمي خلال السنة الدراسية المنصرمة، وإزاء الصمت المطبق للسلطات الأمنية، فإننا كنقابات تعليمية:
 1/ نستنكر مواقف التفرج على وضع يرمي إلى إجهاض الشراكة.
  2/ ندق ناقوس الخطر، ونطلب مجددا من السلطات المحلية ومسؤولي القطاع التعليمي إقليميا وجهويا ومركزيا تحمل كامل مسؤولياتهم تجاه هذا الموضوع.
 3/ نعتبر مبادرة الثانوية التأهلية علال الفاسي إلى إبرام اتفاقية شراكة عملا إيجابيا من الناحية التدبيرية، وهو ما يتطلب من كافة المسؤولين دعما وتشجيعا وإسنادا لا تفرجا وإهمالا.
  4/ ندعو الشغيلة التعليمية العاملة بالتعليم الثانوي التأهيلي على صعيد مدينة سيدي سليمان إلى خوض إضراب إنذاري لمدة ساعتين يوم الثلاثاء 15/01/2008م من الساعة العاشرة صباحا إلى الثانية عشر مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام الباشوية ابتداء من الساعة العاشرة والنصف من نفس اليوم.
   كما نهيب بالشغيلة التعليمية محليا، في جميع الأسلاك، إلى التضامن ومزيد من رص الصفوف استعدادا لخوض خطوات نضالية تصعيدية مستقبلا إذا بقي نفس المنطق السائد لدى المسؤولين تجاه المشكلة المطروحة. 

منتهى الإهمال سقوط شجرة وبقاؤها في الشارع العام !


    منتهى الإهمال
        سقوط شجرة وبقاؤها في الشارع العام !
قد يحدث يوما فيكون عاصفا، خاصة أن الفصل شتاء، تمر العاصفة مزمجرة، هناك من يحني رأسه إلى أن تمر، وهناك من يحاول الاعتراض لسبب أو لآخر، قد تكون ظروفه أو قناعته تحتم عليه البقاء واقفا، أو مجرد التحدي الخاص، فينجح في التحدي، وقد تكسر العاصفة قامته وتسقطه أرضا، كما وقع لشجرة الكاليبتيس العجوز بشارع محمد الخامس بسيدي سليمان يوم الخميس الثالث من يناير 2008، رغم محاولتها الالتواء حسب اتجاه العاصفة ومداراتها بمكر ودهاء كما تعودت دائما، لكن الزمن كان قد فعل ناموسه فيها، فخرّ نصفها ساقطا، لحسن الحظ لم تسقط على إنس، ولم تهشم رأسا، وإلا لكانت الطامة الكبرى… 
 
تظهر الشجرة من بعيد وهي ساقطة على الطريق
   عادٍ أن تمر العاصفة وتسقط بعض الرؤوس والشجر، وتُنتزع بعض الأسلاك…الخ، ولكن ما ليس عادٍ ويثير أكثر من سؤال، هو أن تظل تلك الشجرة الساقطة مطروحة في محلها، تعرقل المرور، وتمنع بعض التجار من مزاولة شغلهم، حيث تَفترش سلعُهم الأرض في انتظار زبون قد يأتي وقد لا يأتي. 
   
عرقلة السير والتجارة
 
الصورة من الجهة الشمالية، ورغم كل شيء هناك من يجلس أو يمر تحت الشجرة
   يقال أن الشجرة ما كان لها لتسقط بدون إذن، فمن رخص لها بتلك السقطة المدوية؟ وهي قائمة هناك شاهدة على مرور العهد الاستعماري بهذه المدينة، زمن غرسها، وكيف لها أن تجرؤ على التخلي عن إحدى مهامها التي أوكلت لها مؤخرا؟ وهي توفير الظل للباعة / الفراشة الذين يُنقلون من مكان لآخر حسب الأمزجة والظروف والحاجة. ويشاع كذلك أن المسؤولين ينتظرون بعثة أممية توثّقُ للحادث، وتستجوب الشجرة الجسور على تهاونها، بذلك يتحدد مصير هذه الشجرة، أو بالأحرى ما تبقى منها عالقا على الكرة الأرضية وهي تدور  في فلكها ، هل تقلع كلها أم لا؟ وإن كان البعض ـ حسب ما يروج دائما ـ ممن ينتظرون نصيبهم من الحطب والخشب إقلاع جذورها بالتمام، والتخلص من هاته المتهاونة! فلا يجب حسبهم أن يبقى بيننا متهاون أو متخاذل تعصف به ريح وتُرْديهِ مطروحا ولو كانت شجرة! وهناك من يرى أنه بالضرورة اعتماد شهادة البعثة الأممية، لإقامة دعوى عمومية دولية ضد الريح الذي غزى يوما المدينة دون استئذان، فأسقط شجرة من الملك العمومي، الذي يُعضّ عليه بالنواجد، ولا أدل على ذلك من حماية الأرصفة ضد كل معتد أثيم.  كيف تسمح شجرة لنفسها بالسقوط ومدينتنا يقل بها الشجر يوما عن آخر يقول بعض النبهاء الذين تنبهوا أخيرا للأمر، ولا تُغرس أية شتلة أو شجيرة، مادامت هناك حساسية مفرطة لدى مجلسنا البلدي الموقر تجاه ذلك. أما بعض النبغاء منا، فيَدْعون إلى تركها هناك، حتى تذبل وتيبس وتتحلل، لتُذريها النّسمات، وتكون عبرةً لكل متكبر ومتعجرف، فيعرف أن مصيره ـ كيفما كان ـ هو الهلاك والتحول إلى كمشة تراب، وبذلك تنتشر العبر بين البشر، حتى يعتبر كل من أراد أن يعتبر من " كل ما من شأنه" أن يعكر صفو الجو العام، ويتجاسر على المطالبة بحق، ولو كان بسيطا كإفساح الطريق ليمرّ الناس بسلام، وحال هؤلاء يقول: " ها هي شجرة بقدها وقديدها قد سقطت"، والعاقبة للمتسالمين الطيبين، الذين يدخلون " سوق راسهم"، ولا يُعيرون للشأن العام أدنى اهتمام، ولو كان شجرة ساقطة،  فالمسؤولون أحرص على سلامتنا وعيشنا الرغيد، وما علينا سوى أن نسير في الطرقات دون التفات، وقفز  يعترضنا كل ما يعترضنا من شجر أو حفر، وقد يضيفون من بنات أفكارهم طبعا قائلين: " أما الشجرة الساقطة فساعتها آتية لا ريب فيها، ولا عجلة في ذلك، ما دام ليس هناك أي مسؤول مهم، سيمر من الشارع، وليست هناك حالة طوارئ لدى المصالح المعنية المختصة في التزيين على عجل، وإزالة الشوائب من الشوارع مثل هذه الشجرة". 
 
تكاد الشجرة تقطع سلك الكهرباء ولا من تحرك
 أما نحن فسنحرص على إخبارك أيها القاريء الكريم بالمصير والمآل، ونجيبك عن كل استفهام أو سؤال، يخص الشجرة التي سقطت، ولم تجد من يحرك ساكنا لتحريك الأغصان من المكان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  في الحقيقة انتظرت طويلا قبل كتابة هذا الموضوع، عسى أن يتحرك المسؤولون فيزيلوا الشجرة أو ما سقط منها، واليوم حينما تعمدت المرور من هناك، كنت أعتقد أنني سأجد المتلاشيات الدقيقة مبعثرة بعد عملية القطع، ولكن خاب ظني، فعلا هناك قانون يحمي الأشجار من القطع، وهناك مسطرة خاصة من أجل إزالة أي شجرة، لكن في مثل هذه الحالة الخطورة واضحة للعيان، قبل أي مسؤول يقتضي منه الواجب حماية الناس.
                     مصطفى لمودن