الجمعة، 11 يوليو 2008

كيف يحق لجمعيات محددة وضع إعلاناتها بمداخل المساجد بسيدي سليمان؟


 كيف يحق لجمعيات محددة وضع إعلاناتها بمداخل المساجد بسيدي سليمان؟
 
   يلاحظ عدد من المواطنين خاصة المهتمين بالشأن السياسي والنقابي والجمعوي بسيدي سليمان حرص بعض الجمعيات على وضع إعلانات لأنشطتها بمداخل المساجد بالمدينة، مثل «جمعية الإصلاح والتوحيد» المقربة من حزب العدالة والتنمية، وجمعية«النور» و«جمعية الأمانة للتربية والثقافة».
    ـ كيف فكر وقدر هؤلاء «الإخوان» أن يحتكروا وضع إعلاناتهم بأبواب المساجد وحدهم إلى جانب إعلانات مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي بالقنيطرة؟
 ـ لماذا يختارون المساجد للإعلان عن أنشطتهم؟ هل لإضفاء «مشروعية» معينة على أنشطتهم، تحاول أن تستمدها من الدين الإسلامي، دين المغاربة، واستغلال رمزية المسجد المقدرة والمحترمة من قبل المواطنين؟
 ـ منذ فجر الإسلام لم تفتأ مختلف الدعوات تصبو إلى جعل المساجد لله، يلجها المؤمنون لإقامة الصلاة في كامل الهدوء والطمأنينة، بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم… وقد سبق أن سمعنا من مواطنين تعاليق تعبر عن الاشمئزاز والامتعاض من وضع مثل هذه الإعلانات على الأبواب وببعض الممرات الداخلية للمساجد.
 ـ لنفترض لو أن جميع الأحزاب والنقابات والجمعيات ذات التوجهات المختلفة قررت بدورها استعمال نفس الوسيلة، أي استغلال المساجد قصد الإعلان عن أنشطتها، ماذا سيقع حينها؟ فهي حسب علمنا لا تأتي منكرا من القول أو الفعل، بل تساهم حسب القوانين الجاري بها العمل في تأطير وتنظيم المواطنين وتقديم خدمات لهم… ولحسن الحظ أن عددها كثير بالمدينة، لكنها تأبى تلطيخ المساجد بملصقاتها، وتعمد وسائل أخرى وأماكن أخرى. ولكن قد يطالب يوما بعضها ب«حق التعامل بالمثل، وتوفير نفس الشروط للجميع».
   ـ لا يحق للجمعيات التي تضع إعلاناتها بالمساجد أو على الأقل بعضها أن تحاجج ببنود «اتفاقية شراكة» بينها وبين وزارة الأوقاف لتبرير ذلك، لأنه لا يمكن استغلال المساجد لأغراض ضيقة، تكون في نهاية المطاف تقديم قراءة خاصة للدين، أو ممارسة السياسة تحث أغطية جمعوية وتطوعية انطلاقا من المساجد، حيث يكون بعض المؤطرين للأنشطة المعلن عنها يعملون في المجال السياسي، كالمقريء أبو زيد الإدريسي البرلماني عن حزب العدالة والتنمية. 
 
dsc018 
 
 ملصق ل«حركة التوحيد والإصلاح» بأحد المساجد، وليس صدفة أن يكون اسم المؤطر في الوسط بالحروف الأغلظ دون بقية الإشارات بما فيها موضوع العرض!
dsc018 

في باب المسجد وليس حتى في المكان المخصص للإعلانات الخاصة بالأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي.
    ـ في إشارتنا للموضوع أعلاه لا ندعو إلى مضايقة أي كان في ممارسته لأنشطته السياسية والنقابية والجمعوية المشروعة، فتلك مكاسب حصل عليها المغاربة بفضل تضحيات ونضالات أجيال متعاقبة انطلقت منذ بادية القرن العشرين على الأقل، وكلنا مطالبون بتنمية هذه المكاسب والحفاظ عليها، أما المساجد فهي فضاء ديني له رمزيته وقداسته، ولا يحق لأي جهة استغلال ذلك لصالحها، كما أن مثل هذه الممارسات  فيها إساءة للدين نفسه، عندما تسعى بعض الأطراف لممارسة وصاية معينة في ذلك على الناس. 

 
dsc017
 
   إعلان لجمعية «النور»
dsc018 

698dsc

إعلانان ل«جمعية الأمانة للتربية والثقافة»
dsc015
 لا يهمل أي مكان للصلاة حتى المساجد الصغيرة داخل الأحياء.
 
   ـ على الجهات المعنية أن تتحمل مسؤوليتها درءا للفتن التي هي أشد من القتل، وعلى مندوبية وزارة الأوقاف بالقنيطرة أن تنظر في الأمر حسما لكل خلط يسعى إليه البعض من أجل الإيحاء للناس بأن هناك دمجا بين مواقف سياسية معينة والتوجهات الدينية للمملكة، التي تعتمد إجماعا حول المذهب المالكي كما دأب على ذلك المغاربة منذ قرون خلت.

 وليتحمل كل مسؤوليته.
 
                                         مصطفى لمودن

الخميس، 10 يوليو 2008

القناة الثانية خالفت وعدها ولم تذع حلقة من «مباشرة معكم» حول سيدي إفني


القناة الثانية خالفت وعدها ولم تذع حلقة من «مباشرة معكم» حول سيدي إفني
القناة الثانية خالفت وعدها ولم تذع حلقة مباشرة من برنامج «مباشرة معكم»، كانت ستخصصها لأحداث سيدي إفني مساء الأربعاء 9 يونيو، وقد أرجعت القناة الثانية سبب إلغاء الحلقة إلى تحفظ لجنة تقصي الحقائق البرلمانية المشكلة قبل أيام وهي ما تزال تجري بحثا حول أحداث سيدي إفني المندلعة يوم السبت 7 يونيو المنصرم، وإلى تحفظ بعض الوزارات دون أن تحددها بالاسم، كما ورد ذلك في توضيح للقناة تلاه مذيع نشرة الأخبار المسائية في نفس اليوم.
 كان من المرتقب حضور باشا مدينة سيدي إفني نور الدين أوتبلا، الذي سمحت له وزارة الداخلية بذلك، عوض العامل الذي اعترضت الوزارة المذكورة على حضوره ، كما كان من المنتظر كذلك حضور بعض الوجوه المحلية، مثل كاتب فرع الحزب الاشتراكي الموحد بنفس المدينة أحمد الزهيدي، وممثل عن المنظمة المغربية لحقوق الإنسان كما أوردت ذلك «الجريدة الأولى» في عددها ليوم الثلاثاء الماضي، وفي علاقة بالموضوع أصدر  فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بنفس المدينة بيانا احتج فيه على عدم وفاء طاقم صحفي تابع للقناة الثانية بوعده من أجل إجراء مقابلة مع الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول أحداث سيدي إفني، واعتبر الفرع  ذلك «استبعادا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان كعادة القناة في كل مناسبة يتعلق الأمر بتسليط الضوء على الأحداث من وجهة نظر حقوقية غير منحازة».
 وتجدر الإشارة أن أحداث سيدي إفني أثارت نقاشا حقوقيا وقانونيا حادا، واتهمت الأجهزة الأمنية بالقيام بتجاوزات في حق عدد من المواطنين، «حيث استقبلت (لجنة تقصي الحقائق البرلمانية) حوالي 200 مواطن أكدوا جميعا تعرضهم لانتهاكات جسيمة من طرف قوات الأمن» (الجريدة الأولى ع:40)، من ذلك اقتحام البيوت، وممارسة التعذيب في حق معتقلين أفرج عن الكثير منهم بعد ذلك، ومنهم من يتابع لذا المحاكم، غير أن أبرز ملف ترتب عن تلك الأحداث هو محاكمة إبراهيم سبع الليل رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان بسيدي إفني حول «موضوع الملف الجنحي العادي عدد:443/08 بموجب مقتضيات الفصل 42 من قانون الصحافة المتعلقة بنشر خبر زائف  من شأنه الإخلال بالنظام العام(…) و الملف الجنحي  تلبسي اعتقال عدد: 1011/08 بموجب مقتضيات الفصل 264 من القانون الجنائي المتعلقة بتبليغ السلطات العامة عن وقوع جريمة يعلم بعدم حدوثها» حسب مقتطف من بيان صادر عن هيئة دفاع المتهم، إلى جانب حسن الراشدي المسؤول عن مكتب قناة الجزيرة بالرباط وفق صك الاتهام الأول.    
 فرصة أضاعتها القناة الثانية لتنوير الرأي العام، والحفاظ على ما تبقى من النزر القليل من المصداقية، رغم مرور أزيد من شهر على أحداث سيدي إفني، كان ذلك قد يعيد بعض الاعتبار كذلك إلى المشاهد المغربي الذي أصبح يستقي معلوماته عبر قنوات مختلفة، منها الفضائيات الخارجية… بل إن إلغاء الحلقة المذكورة يزيد في فقدان الثقة في الإعلام العمومي عموما لدى عدد من المشاهدين، رغم أن تمويل هذا الإعلام يتم من المال العام.
                                                                                    مصطفى لمودن