الاثنين، 19 سبتمبر 2011

أي دور للمدرس في تحقيق جودة التعلمات؟


 أي دور للمدرس في تحقيق جودة التعلمات؟
 
في غياب التجهيز والوسائل التعليمية لا يعطي أي اجتهاد بيداغوجي النتائج المنتظرة

مصطفى لمودن

أصبح من المسلم به أن التلميذ(ة) هو محور العملية التعليمية التعلمية، من أجله يتكاثف مجهود جميع الفاعلين في الحقل التربوي والتعليمي، ولعل المدرس (ة) من ضمن هؤلاء الفاعلين، بل هو المسؤول الأساسي بحكم وظيفته ومباشرته لعمله مع التلاميذ، فما المطلوب من المدرس(ة)؟ وما هي الشروط المهنية التي يجب أن يتوفر عليها؟ كيف يمكن للمدرس(ة) أن يساهم بالفعالية المطلوبة من أجل تحقيق جودة التعلمات والكفايات المرجوة؟ وهل يقتضي ذلك معرفة عميقة وجيدة بالتلاميذ؟ وكيف يتحقق له ذلك؟ بل وكيف يمكن أن يساهم في تنظيم فضاء الفصل الدراسي والأنشطة الصفية وظروف التعلم ودمج الموارد واستغلالها في حياة التلميذ(ة) المعرفية والمهارية والسلوكية؟ وكيف يمكن للمدرس أن يتحقق من حصول كل ذلك عبر نموذج تقويمي عادل وفعال ومفهوم؟ فما هي إذا الشروط المطلوبة فيالمدرس؟
إن المدرس هو من اختار هذه المهنة عن قناعة، ويقدر الرسالة المنوطة به، الملم بأسس وضوابط المنظومة التربوية التي يشتغل ضمنها، يقوم بالإعداد الجيد لكل ما سيشرف عليه مع التلاميذ بشكل منظم وعلى تدرج، مراعيا في ذلك المستوى العمري للتلاميذ والمستويات الدراسية، وهو منشط للفصل الدراسي ومنظم ومحفز وليس بملقن، المشتغل بالبحث وترقية مستواه المعرفي والمحسن لأساليب عمله… ولعل نجاحه في عمله التربوي والتعليمي، يتطلب منه معرفة جيدة بالتلاميذ، فكيف سيتمكن من ذلك؟
عند بداية السنة الدراسية يقوم المدرس (ة) بتقويم تشخيصي لكافة التلاميذ، لتحديد مستوى التعلمات والمكتسبات التي يتوفرون عليها والقادرين على إدماجها… وذلك عبر تشخيص دقيق لوضعية كل تلميذ (ة)، لأنه عبر تلك المكتسبات المعرفية والمهارية ستبنى مكتسبات وموارد جديدة، ويعرف المدرس (ة) الإمكانيات الفردية المتوفرة لكل تلميذ(ة)، وأثناء كل مرحلة دراسية محددة يـُـجري تقويما تكوينيا لمعالجة التعثرات في حينه، وفي نهاية المرحلة الدراسية ينجز تقويما إدماجيا… ومن أجل المعرفة الجيدة بالتلاميذ لا يكتفي المدرس (ة) بذلك فقط، بل يعرف الحالة النفسية لكل تلميذ(ة) ووضعيته الاجتماعية والوسط الذي يعيش فيه، لما لذلك من تأثير على التعلمات وعلى العلاقات مع الآخرين، كل ذلك يساعد على تحقيق جودة في التعلمات المرجوة..
فما المقصود بجودة التعلمات؟
التعلمات تكون خاصة بكل مستوى دراسي معين، لتحقيق كفايات معينة، يقصد بها القدرات المكتسبة، والتي تسمح بالسلوك والعمل في سياق معين، وهي تتكون من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة بشكل مركب، تجعل المتعلم(ة) الذي اكتسبها قادرا على إثارتها أو وتجنيدها أو توظيفها قصد مواجهة مشكلة ما وحلـّـها في وضعية محددة..
فكيف يمكن للمدرس (ة) جعل الفصل الدراسي فضاء للتواصل والتفاعل لتحقيق جودة التعلمات؟
للإجابة عن ذلك لابد من الانطلاقة من مسلمة أساسية، وهي أن التلميذ(ة) هو المحور والأساس، وأن المدرس (ة) مجرد منشط ومحفز ومنظم، وبالتالي فجماعة الفصل، وفي إطار تفاعل التلاميذ فيما بينهم، وعرض مكتسباتهم وتنظيمها في إطار تشاركي وتفاعلي، هو ما يجعل التعلمات تحصل بشكل مقبول ومرغوب فيه من طرف التلاميذ، وعليه فالأهم من كل ذلك هو العمل ضمن مجموعات مصغرة، أو جعل كل التلاميذ مجموعة في بعض الأحيان، وهو ما يلزم تنظيم الحجرة الدراسية بشكل غير تقليدي، بحيث يكون جميع التلاميذ يرون السبورة (كأداة تعلم تقليدية ما تزال قائمة) والمدرس (ة) وأعضاء مجموعتهم… فتوضع المقاعد على شكل نصف دائري، أو كل مجموعة على حدة في مقاعدها الخاصة. وفي نفس الإطار يتم الاستعمال المناسب للمراجع من كتب وكراسات وغيرها.. وكذلك الأدوات الديداكتيكية المطلوبة (وسائل الإيضاح) بالشكل الفعال ولما وجدت له، وقد أصبح مطلوبا إجراء حصص دراسية خارج الفصل لما لذلك من فائدة، سواء في الوسط الطبيعي (البيئة) أو الوسط الاقتصادي (السوق، المقاولة..) أو الاجتماعي والمؤسساتي(زيارة مرافق عمومية كمقر الجماعة…) والاستفادة مما يحققه ذلك من موارد يدمجها التلميذ(ة) في حياته الدراسية والمعشية.. فكيف يستطيعالمدرس من حصول قدرة لدى التلميذ (ة) على دمج الموارد؟
في إطار التقويمات المطلوب إجراؤها عبــْــر عدة مراحل، سواء قبل التعلمات أو أثناءها أو بعدها (تقويم تشخيصي، تقويم تكويني، تقويم إدماجي) (*)، وكي يكون أي تقويم فعالا، يجب أن يكون مفهوما من قبل التلميذ(ة)، يتطرق للموارد التي تم تحصيلها أو مناقشتها أو اكتسابها، وذلك ضمن بيداغوجيا الإدماج، حيث يستطيع التلميذ استعمال ما تعلمه ضمن سياق معين.. ولكي يحقق التقويم العدالة المرجوة بين التلاميذ، يعتمد أسسا مضبوطة بالارتكاز على ثلاث معايير أساسية، وهي ملاءمة المنتوج الذي جاء به التلميذ (ة) للمطلوب، وأصالة المنتوج وانسجامه، وطريقة تقديم المنتوج.. وحتى تتاح الفرصة أكثر ولجميع التلاميذ، ترفق التقويمات بثلاث تعليمات، ولكل جواب صحيح عن ذلك تخصص نقطة، ومن استطاع (أو استطاعت) أن يجيب بشكل صحيح ومن خلال المعايير المطلوبة على أكثر من الثلثين يكون قد استطاع دمج التعلمات وفق المطلوب
يظهر إذا كيف أصبحت العملية التعليمية التعلمية ممارسة مركبة، تتدخل فيها عدة مؤثرات بشرية وتقنية ومعرفية، لكي تحقق الهدف منها، وهو ما يتطلب بذل مجهود كبير وتعاون عدة متدخلين في الحقل التربوي، مادام الغرض هو خدمة الوطن والصالح العام والناشئة التي ستكون عماد المستقبل
لكن هل كل الإطراف الأخرى المعنية بالتربية والتعليم مستعدة لتقوم بدورها؟
———————–
(*)التقويم الإشهادي يكون في آخر مرحلة دراسية، مثلا في نهاية الدراسة الابتدائية
 ـــــــــــــــــــــــــ 

أصداء قرار "مقاطعة" الانتخابات من قبل "الحزب الاشتراكي الموحد"


 أصداء قرار "مقاطعة" الانتخابات من قبل "الحزب الاشتراكي الموحد"
   
 أثناء التصويت رحجت كفة الداعين للمقاطعة

خلف قرار "الحزب الاشتراكي الموحد" القاضي بمقاطعة الانتخابات القادمة صدى في الصحف ،أغلب الجرائد "المستقلة" أشارت إلى الخبر بمهنية في أعدادها المنشورة يوم الاثنين 19 شتنبر،  ك"المساء" و"الصباح" و"الصحراء المغربية"، أما "أخبار اليوم" فعالجت الموضوع بدقة أكبر ومساحة أوسع، وأجرت حوارا مع محمد مجاهد نشر في آخر صفحتها، لكن "الأحداث المغربية" فضلت مسلكا آخر من خلال إشارة صغيرة على صدر صفحتها الأولى، تتحدث فيها عن مغادرة الحسين أزوكاغ وانضمامه لحزب آخر قصد الترشح دون التأكد من ذلك، وهو رئيس جماعة بإقليم شتوكة آيت باها، وعضو المجلس الوطني لنفس الحزب، وتنبأت بمزيد من المغادرة كأنها تتلقى الوحي، بينما كان الموضوع المدرج بداخلها مناسبا وحياديا.. وللتذكير فقد أعلن النائب البرلماني فتح الله حسن عن نفس الإقليم عقب إعلان نتائج التصويت عن التزامه بالقرار الحزبي، وهو ما أكده كذلك مستشارون محليون من بركان، ويعتقد كثير من أعضاء الحزب أن المنتخبين المنتمين لهذا الحزب اليساري المعارض مناضلون ملتزمون بانتمائهم الحزبي..
وقد خلق "الحزب الاشتراكي الموحد" الحدث في نهاية الأسبوع المنصرم، عبر تأكيده على خطه النضالي المنسجم مع طموحات الشعب المغربي في الديمقراطية الحق كما صرح بذلك قياديوه، ودعا مناضلون آخرون إلى وضع إستراتيجية عمل لتنفيذ قرار "المقاطعة"، ونص البيان الصادر عقب نهاية اجتماع المجلس الوطني رقم 12 على " تفعيل هذا القرار داخل جميع أجهزة الحزب وفضاءات عمله الميدانية"، وإيصاله للجماهير عبر الصيغ المناسبة في علاقة مع الشارع، وارتباطا ب"حركة 20 فبراير"..حيث " أكد المجلس الوطني استمرار دعمه لحركة 20 فبراير وانخراطه في فعالياتها على قاعدة أرضيتها التأسيسية التي ترسم أفقا واضحا للحركة هو إقامة نظام ملكية برلمانية هنا والآن يسود فيه الملك ولا يحكم، ويتم فيه ربط المسؤولية بالمحاسبة والفصل بين السياسة والمال وضمان التوزيع العادل للثروة الوطنية ومحاربة الفساد واحترام حقوق الإنسان في أبعادها الكونية ، في إطار ضمان استقلالية الحركة والعمل على تطوير أدائها ومبادراتها النضالية بما يحقق الأهداف والوظائف التي وجدت من أجلها." حسب نفس البيان المنشور بموقع "أنوال".

إنقاذ "الحمل والتوليد" بمستشفى سيدي سليمان قبل فوات الأوان


 إنقاذ "الحمل والتوليد" بمستشفى سيدي سليمان قبل فوات الأوان

ظلت نساء كثيرات تنتظرن قدوم الطبيبة المختصة مدة نصف نهار بكامله يوم الاثنين 12 شتنبر 2011، كل واحدة حسب حالتها ووضعيتها الصحية، منهن من تريد كشفا عاديا، ومنهن من تتضور من الألم حسب سيدة كانت بدورها تنتظر. لتحضر الطبيبة في حدود منتصف النهار، ومعروف أنها تداوم على الحضور إلى مستشفى سيدي سليمان يوم الاثنين والخميس فقط، حيث تتنقل إيابا وذهابا إلى مدينة بعيدة يرجح أن تكون الرباط، وسبق أن تطرقت مدونة سيدي سليمان لهذا الموضوع… مما يراكم عدد حالات النساء المحتاجات للفحص وتشخيص وضعيتهن الصحية، لهن ولأجنتهن… وأضافت السيدة المتحدثة أن الطبيبة لما وصلت شرعت في استقبال النساء بسرعة وحتى ضمن ثلاث، وعلى عجل "تشخص" وتصف الأدوية..
وارتباطا ب"الحمل والولادة" بنفس المستشفى ذكرت نسوة مررن من "قسم الولادة" الذي يعرف أحيانا معاملة سيئة من قابلات، منه ضرب النساء واستعمال العنف ضدهن، كالصفع والكلام النابي… وهو ما يحدث ردة فعل من طرف بعض النسوة دفاعا عن أنفسهن، كما وقع قبل أسبوع.. وقد استدعت إحدى القابلات إثر ذلك الشرطة حسب نفس المصادر. وحضر ما يعتقد أنهما شرطيان، ودخلا على النساء في غرف تواجدهن، وهدد أحدهما السيدة بنقلها إلى الزنزانة عوض المستشفى.. ويذكر نساء مررن بنفس الجناح الخاص بالتوليد بخير قابلة ويثنون على حسن معاملتها (نحتفظ باسمها)، ورفضها المطلق تسلم أي "هدية" تعطى لها، مما يدعو إلى التنويه بكل المخلصين في عملهم من أطباء وممرضين وموظفين وأعوان… والذين يشتغلون في ظروف صعبة، حيث كثرة الطلب وقلة الإمكانيات وضعف مساحة فضاء المستشفى… وذكرنا لحالة قسم التوليد قد يكون فقط الشجرة التي تخفي الغابة في ظل عدم التواصل والانفتاح على الفاعلين المحليين، فلم يحدث يوما إن نظم المستشفى ندوة أو عرضا للإمكانيات والخصاص…واي تدخل للاصلاح ففيه نفع للجميع.
المستشفى قطاع عمومي يؤدي خدمات حيوية للمجتمع، من المفروض أن يكون محط اهتمام الجميع، فمن لا يحتاج خدماته الآن أو غدا، قد يجد نفسه مضطرا لولوجه في أية لحظة.  يجب ألا يغيب المستشفى عن اهتمامات الجهات المختصة وخاصة وزارة الصحة، والسلطة المحلية والمنتخبون والمجتمع المدني.. قصد معاينة أحوال هذه المؤسسة العلاجية، والمطالبة بإحداث مستشفى مناسب وتحسين جودة الخدمة والاستقبال، وتوفير الأطر الكافية.. ختاما نؤكد أنا لا نعرف ظروف الطبيبة المذكورة أعلاه، ولا المشاكل التي تعترضها وشكل التعاقد المبرم معها، وغرضنا هو تحسين خدمة المستشفى.
ــــــــــــــــ
 المدونة: مستعدون لنشر أي توضيح أو رأي مخالف..

جمعية زيزرة بوزان في خدمة التربية


جمعية زيزرة  بوزان في خدمة التربية
 
محمد حمضي:  وزان

  لن يهنأ بال لثلة من الأبناء البررة  لدوار زريزة  الواقع بتراب جماعة بني كلة القروية وعيونهم تصادف كلما عادوا إلى دوارهم العشرات من الأطفال عجزوا عن حجز مقعد لهم بالمدرسة العمومية لا لشيء إلا لأن الفقر يفتك بهم وصعوبة التضاريس تقف سدا في وجههم… لن يرتاح ضميرهم ولن يشعروا بقيمة مواطنتهم ودوارهم سيظل يحوي بين ثناياه أطفال عاجزين عن فك طلاسيم الحروف العربية والعجمية وتيفيناغ في العشرية الثانية للقرن الواحد والعشرين … ولأن لدوار زريزة دين في عنقهم فقد اختارت فعاليات ديمقراطية أن تنتظم في إطار جمعية زريزرة للتنمية التي تنشط في مجال دعم التمدرس بالعالم القروي، وأن تكون في الموعد وتساهم في إنجاح الدخول المدرسي الحالي الذي يعتبر خاتمة البرنامج الاستعجالي، الذي سبق أن أطلقته وزارة التربية الوطنية.
   في هذا الخضم أشرفت الجمعية يوم السبت 17 شتنبر على توزيع أكثر من 200 محفظة بأدواتها ذات الجودة العالية، استفاد منها تلاميذ دوار زريزرة الذين يتابعون دراستهم بالمدرسة الابتدائية، كما حضي بنفس الالتفاتة الجميلة والإنسانية تلاميذ التعليم الثانوي بشقيه الإعدادي والتأهيلي الذين يتابعون دراستهم بمدينة وزان وينحدرون من الدوار المشار إليه.
   الحفل الذي حضره نائب التعليم على إقليم وزان وطيف آخر من الفعاليات الرسمية والمدنية يدخل في إطار احتفال المدرسة العمومية بعيدها، وشكل مناسبة للحضور قصد الإطلاع على الصعوبات التي تقف في وجه التلاميذ وخصوصا نسبة الهذر المرتفعة المسجلة في صفوف التلميذات اللواتي يتعذر عليهن متابعة مشوار دراستهن بالتعليم الإعدادي بمدينة وزان، لأسباب يتطلب الأمر تشخيصها والقبض عليها عاجلا، خصوصا وأن أسرهن عبرن عن إرادة صلبة وعزيمة قوية وتعطش من أجل أن تغرف فلذات أكبدها من أعماق محيطات التربية والتعليم، إن تدخلت كل الجهات التي هي في علاقة تماس بالموضوع حتى تنتفي هذه الحواجز التي يستقر الفقر على رأسها.