الجمعة، 2 يوليو 2010

الزواج العابر للقارات


الزواج العابر للقارات  
 
قبل أيام ودعت صديقي بعدما أتم جميع الإجراءات وحصل على الفيزا ورحل عبر المطار، لقد تزوج من فيلندية، كانت عليه علامات الفرح، لأنه سيغادر المغرب وهو  فيه بدون شغل قار، ولكن في نفس الوقت يشعر بخوف داخلي من تجربة حياة جديدة سيأخذها في مكان بعيد عن موطنه الأصلي، لقد كانت زوجة أخيه الرومانية من ساهم في هذه الزيجة، أخوه مقيم في إيطاليا منذ سنوات، وله بنت لها اسمان، تعيش متشظية بين ثلاث ثقافات، بلد الإقامة (إيطاليا) حيث تدرس وتعيش، وبلد أمها (رومانيا)، وبلد أبيها (المغرب)…وقد لحق هناك رفقة أخوين آخرين بوالده الذي شاخ الآن، لتلتحق بهم بعد ذلك الوالدة، ويجتمع شمل العائلة هناك بقدوم كل الأبناء، باستثناء الذي كان حظه فيلندا… نسرد هذه الوقائع وليس من الضروري أن نستحضر تجربة العداء المغربي خالد السكاح الذي تزوج من هلسينكي، وقد فضلت زوجته ـ كما يقول ـ اختطاف أبنائه من المغرب والعودة بهم إلى فيلندا، متهما في ذلك سفارة بلد أصهاره بالمغرب على تقديم العون اللوجستيكي لزوجته.. ولكن قد يحدث في الواقع نقيض ما نقول، فأمام ناظري بشكل يومي صيدلي في مدينتي وقد عاد من دولة شرقية بشهادة الصيدلة وزوجة أنيقة، بدورها صيدلية، وهما معا يمضيان في رحلة العمر كباقي الأزواج، وهناك أمثلة كثيرة فضلت الزوجات القدوم مع الزوج المغربي إلى بلده والعيش فيه، ونعطي لذلك تجربة ناجحة لدى بادو الزاكي الحارس السابق للمنتخب المغربي وزوجته الفلندية، وقد رزقا بأبناء هم الآن شباب..  
أصبح الزواج العابر للقارات ظاهرة ملفتة، وغالبا لا يكون وراءه حب حقيقي على الطريقة الرومانسية المعروفة، بل في الأعم مجرد "تبادل مصالح" ذات بعد نفسي واجتماعي كالبحث عن شريك تطليقا للعزلة أو العزوبة المطولة… أو حتى غرض ضيق، كضمان شغل ومصدر رزق عبر مثل هذا الزواج "المعولم" والذي تكون من ورائه توفير أوراق الإقامة.. وكم من مرة نلاحظ سيدة أوربية متقدمة في العمر تتأبط ذراع شاب وهما يتجولان بالشارع.
 وقبل ظهور "العولمة" وسهولة تنقل الناس، كان مثل هذا الزواج يحدث، لكن بنسبة قليلة جدا، ولعل أقدمه ندرجه كمثل، زواج الحاكم الأمازيغي جوبا الثاني بابنة كيلوباترا ملكة مصر قبل الميلاد (نعم قبل الميلاد)، ثم الزواج الذي كان يلجأ إليه الرحالة الطنجي ابن بطوطة (ت1377م.) بين الحين والآخر، وكلما استقر في بلد، وهو يذكر أنه تزوج في الفليبين حيث وصل إلى هناك وأقام بهذه الربوع البعيدة جدا… وأحيانا لم تنجح محاولات الزواج عبر القارات، فقد سعى المولى اسماعيل العلوي(ت1727 م.) إلى خطوبة ابنة ملك فرنسا لويس 14، ولم يُعرف القصد من هذه المصاهرة مع فرنسا بالنسبة لسطان كان قصره ممتلئا بالحريم..
الغائب في كل حديث عن الزواج عبر القارات هم الأطفال، وما يمكن أن يعانوه في "هويتهم" المزركشة، ولغتهم "المبعثرة"، ومستقبلهم المعلق بين المطارات والموانئ، وربما هذا هو السبب الذي جعل رشيدة داتي المغربية/الجزائرية الأصل، ذات الجنسية الفرنسية، وزيرة العدل السابقة وعضو البرلمان الأوربي حاليا، لا تريد الإفصاح عن والد ابنتها زهرة.
أما تمتين الروابط بين الزوجين، وخلق وشائج الحب والوفاق، فليس شرطه دائما هو الزواج من نفس الأسرة أو المدينة أو البلد، فللحب شؤون وشجون لا يعلمها إلا الأحبة فيما بينهم ولو عبر القارات.
ـــــــــــــــــ 

الخميس، 1 يوليو 2010

عين بنصميم تحت رحمة "مقاولة مغربية" جمعية العقد العالمي للماء تدين وتستنكر التفويت


عين بنصميم تحت رحمة "مقاولة مغربية"
جمعية العقد العالمي للماء  تدين وتستنكر التفويت
 

عين بنصميم تنبع من منحدر جبلي قرب إفران، ويتدفق صبيب مائي منها على سطح الأرض، في السافلة وعلى طول المنحدر شيد سكان القرية منذ عقود سواقي إسمنتية لسقي حقولهم، وبذلك يعتبر هذا المورد المائي مصدر الحياة لأزيد من 3000 نسمة، إضافة إلى ما يتوفرون عليه من مواشي ودواب… وقد استكان سكان هذه القرية لوضعيتهم وكيفوا ظروف حياتهم على ذلك، لكن في السنوات الأخيرة قل الماء بشكل ملفت، ولم يجد السكان من حل غير سقي حقولهم بالتناوب، كل سنة يحولون الماء إلى نصف الأراضي فقط… ليتفاجؤوا ابتداء من 2002 (هناك من يتحدث عن 1999 كتاريخ لبداية المشكل) برغبة مستثمرين خواص في تحويل المجرى المائي إلى مال يحولونه إلى جيوبهم… في البداية كان يتم الحديث عن مستثمر أجنبي اسمه "نيكولا" له شركة تدعى "أورو-أفريكان للمياه"، بينما ظهر أن ذلك لم يكن إلا واجهة حسب بيان صادر عن "جمعية العقد العالمي للماء"((ACME-Maroc، صدر في 26 يونيو 2010، أما المستفيد الحقيقي فهي شركة "براسري"مسجلة في المغرب، وتعود ملكيتها لمجموعة «كاستل» الدولية، والجمعية ((ACME-Maroc تندد بذلك وتعتبره "عملية تحايلية"، ومن المرتقب أن تعبئ الشركة الماء في قناني تحث علامة تجارية أطلقوا عليها "ماء إفران". وقد دخل أغلب سكان القرية منذ البداية في احتجاجات قوية دفاعا عن موردهم المائي، ولم يكن رد فعل السلطة أقل من ذلك، ما أدى إلى محاكمات بعضالسكان صدرت في حق ستة منهم أحكام بالسجن لمدة ثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية حددت في 70000 درهم يؤدونها بالتضامن فيما بينهم وذلك من ابتدائية مكناس في 29 يونيو 2009، وما تزال قضيتهم جارية أمام استئنافية مكناس ومن المرتقب أن يعرضوا أمام أنظار القضاء في 8 يوليوز القادم..  

ساندت السكان في مطالبهم مجموعة من الجمعيات الوطنية والدولية، كجمعية العقد العالمي للماء (بما فيها المجموعات الدولية)، وأطاك المغرب، وجمعية المحامين الشباب، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية لحماية المال العام، ودأبت عن تنظيم قافلة سنوية نحو قرية بنصميم، وأحيانا مسيرة بمشاركة السكان إلى منبع الماء كما حدث في 20 ماي 2008، وسبق أن راسلت مختلف المسؤولين المعنيين بالموضوع، كما عقدت "جمعية العقد العالمي للماء" لقاء مع وزير العدل السابق في مقر الوزارة في 15 يوليوز 2009، وبعث مغاربة وفرنسيون عرائض احتجاج عبر سفارة المغرب بفرنسا، وأثيرت القضية في مجلس النواب عبر وضع سؤال شفوي من طرف أحد النواب، وقد ركز الوزير الذي تلا الجواب على المعطيات التي يتم باستمرار قولها، كتفويت حصة الدولة المقدرة في 40%من الماء للشركة المعنية، والحرص على مراقبة ذلك باستمرار بينما أدانت "جمعية العقد العالمي للماء" في بيانها المشار إليه ذلك واعتبرته نوعا من "التضليل والخداع في ضرب حق السكان في ملكيتهم لمنبعهم"… وأثارت الجمعيات التي تساند السكان مشكل تحيين المعطيات المائية التي تشرف عليه "وكالة حوض سبو"، مبرزة أن المخزون المائي في المنطقة يقل باستمرار بسبب حفر الآبار وضخ الماء… كما لوحظ في السنوات الأخيرة حصول تغير في موقف غالبية السكان، وهناك من يرده إلى ضغوطات مورست عليهم، وهناك من يرى بأنهم قد اقتنعوا ب"جدوى" المشروع، وما يمكن أن يدره عليهم من فائدة، سواء في التشغيل أو في منح ضرائب للجماعة القروية.. 

 

يظهر أن بعض الشركات ترى في بيع الماء مصدر ربح كبير، في ظل اتزايد الطلب عليه، وإمكانية تصديره إلى الخارج، وتفضل الشركات "المستثمرة" في هذا القطاع مصادر الماء المعروفة وسهلة الاستعمال، والقريبة من شبكة الواصلات، ولا تعير اهتماما لمصلحة السكان، والمخاطر البيئية، وتبقى فقط بعض الجمعيات بإمكانياتها البسيطة من تواجه هذه القضايا. ف"جمعية العقد العالمي للماء" تساند بشكل لا مشروط السكان حسب بيانها وتعلن استنكارها" لامبالاة المسؤولين وعدم إصغائهم لمطالب المواطنين، وانحيازهم الفج لذوي النفوذ الاقتصادي والمالي لتكريس سياسة اقتصاد الريع وهذا ما يفند بالملموس كل الادعاءات والشعارات المرفوعة من طرف الأجهزة الرسمية وأبواقها"، وتطالب " بإخلاء سبيل المتابعين قضائيا في إطار الترهيب الذي مورس على السكان. 

ــــــــــــ
**********
بــــــيـــان
اجتمع المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء بالمغرب، وكان من بين النقاط التي تدارسها الأنباء الواردة حول بداية الاستغلال التجاري الفعلي لمياه عين بنصميم من طرف شركة براسري المغرب وبعد وقوفه على ملابسات هذا التفويت واستعراضه للمراحل التي مر منها أصدر هذا البيان للرأي العام الوطني والدولي.
إن المكتب الوطني لجمعية العقد العالمي للماء بالمغرب أكمي-المغرب:
1- 
يندد بالعملية التحايلية التي مر بها هذا التفويت عبر استعمال شركة فرنسية تدعى أورو-أفريكان للمياه كواجهة في مرحلة أولى قبل أن تكتمل فصول هذه المسرحية بتفويت ثان إلى شركة براسري المغرب وهذا ما يؤكد ما أشرنا إليه في عدة مناسبات بأن هذه الصفقة مشبوهة في أصلها ومكوناتها، كما أننا كنا دائما نعتبر أن شركة أورو-أفريكان للمياه ليست إلا واجهة لرساميل وجهات معينة تريد الاستمرار في السطو على خيرات البلاد.
2- 
يدين غياب الشفافية في هذا المسلسل منذ بدايته إلى نهايته بتواطؤ مفضوح من عدة جهات رسمية من بينها وكالة الحوض المائي لسبو التي تنكرت لالتزاماتها المعلنة.
3- 
يعبر عن شديد إدانته للنهج الرسمي الذي اعتمد التضليل والخداع في ضرب حق السكان في ملكيتهم لمنبعهم بما في ذلك حصة %40 التي اعتمدت في الملفالرسمي لعملية التفويت- رغم موقفنا منه- قصد السطو والاستحواذ على مياه هذه العين التي تعتبر ملكا عموميا، والاتجار بها بغير وجه حق.
4- 
يستنكر تجاهل كل النضالات المريرة التي خاضتها الساكنة بشكل حضاريمساندة في ذلك من طرف عدة إطارات وطنية ودولية وعلى رأسها أكمي-المغرب،وهو ما يِؤكد لامبالاة المسؤولين وعدم إصغائهم لمطالب المواطنين، وانحيازهم الفج لذوي النفوذ الاقتصادي والمالي لتكريس سياسة اقتصاد الريع وهذا ما يفند بالملموس كل الادعاءات والشعارات المرفوعة من طرف الأجهزة الرسمية وأبواقها.
5- 
يجدد دعم الجمعية اللامشروط للسكان المضروبين في حقهم وأهم مقوماتعيشهم، كما يؤكد الاستمرار في النضال والمطالبة بالتراجع عن هذه العملية التي ليست إلا عملية سطو قذرة على مياه عين تشكل أساس حياة سكان تلك المنطقة المهمشة، كما يجدد مطالبته بإخلاء سبيل المتابعين قضائيا في إطار الترهيب الذي مورس على السكان لضمان اكتمال فصول هذه الجريمة التي ليست إلا ضربا لحق المواطنين البسطاء في الحياة. 



المكتب الوطني
الرباط في 26 يونيو 2010  
ACME-Maroc
18, Rue Mecca, Hassane,
App. 3, Rabat, Maroc 
http://www.acme-eau.org/

***********

Communiqué du Bureau national

Rabat le 26 juin 2010
Informé du début d’exploitation commerciale des eaux de la Source de Ben S’mim par l’entreprise ‘’les Brasseries du Maroc’’, le Bureau national d’Acme-Maroc a publié un communiqué, à la suite de sa réunion tenue à Rabat le 26 juin 2010, dans laquelle il est revenu sur ce sujet emblématique et où il énonce les principaux points suivants:
1/ Acme-Maroc dénonce l’opération de filouterie à travers laquelle l’exploitation de la source de Ben S’mim a été concédée aux Brasseries du Maroc après s’être aidée dans un premier temps d’une entreprise-écran – Euro Africaine des eaux – qui a servi de façade initiale tendant à brouiller les cartes. Ceci confirme ce que nous avons maintes fois énoncé au sujet d’un projet douteux dans son fondement, son objet et ses composantes, comme il renforce notre affirmation initiale selon laquelle l’entreprise Euro-africaine des eaux n’était qu’une simple couverture de capitaux et d’intérêts précis cherchant à perpétuer leur main-mise sur les ressources du pays.
2/ Acme-Maroc condamne l’absence de transparence qui a marqué le processus de concession des eaux de Ben S’mim dès son lancement en 1999, et ce dans une flagrante connivence avec plusieurs parties officielles, dont l’Agence de bassin du fleuve du Sebou qui a renié ses propres engagements pour une nouvelle étude technique portant sur le débit effectif de la source.
3/ Exprime également sa ferme condamnation de la démarche officielle adoptée en la circonstance qui a usé d’opacité et de manipulation pour priver la population de ses droits sur les eaux de la source de son village – y compris, très probablement les 40 % des eaux qui lui ont été assignés par des textes indiscutables – et pour s’approprier un bien collectif et le commercialiser hors des procédures démocratiques, transparentes et légales.
4/ Le Bureau national d’ACME-Maroc dénonce la négation des luttes menées de façon civilisée par la population proclamant son refus du projet d’embouteillage de ses eaux, avec le soutien continu d’associations nationales et internationales, dont ACME, ce qui démontre le désintérêt des responsables marocains, leur refus d’entendre les doléances et plaintes de la population et leur total alignement sur les sphères d’influence économique et financière. Cristallisant de la sorte la politique de l’économie de rente dans notre pays
5/ Le BN réaffirme le soutien inconditionnel d’Acme-Maroc à la population de Ben S’mim , atteinte dans ses droits et dans le fondement de son existence, comme il affirme la poursuite des luttes et de la revendication d’abandon de ce projet – néfaste pour le village – qui n’est en fin de compte qu’un acte de spoliation d’une ressource représentant la base de vie dans une région marginalisée.
Le BN renouvelle sa demande d’abandonner les poursuites en appel contre un groupe d’habitants du village, qui continuent à être déférés devant les tribunaux dans le cadre de l’action systématique qui a visé à faire régner la peur parmi la population en vue de permettre le déroulement de toutes les phases d’un projet qui constitue un véritable crime économique et social foulant aux pieds le droit de simples citoyens à une vie digne.



Le bureau national.
ACME-Maroc
18, Rue Mecca, Hassane,
App. 3, Rabat, Maroc
http://www.acme-eau.org/

  
ـــــــــــــــــــــــ  

مسيرة سابقة إلى بنصميم


تصرف غريب لأستاذ أثناء الامتحان


  تصرف غريب لأستاذ أثناء الامتحان

 وزان: محمد حمضي
  استاء آباء وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس "الرائدالخاصة من التصرفات اللاتربوية لأحد الأساتذة الذي تكلف بحراسة التلاميذ يوم اجتيازهم امتحان السنة الإشهادية الثالثة إعدادي.
  فحسب المعطيات الدقيقة التي توفرت لنا منمصادرها الموثوقة بعين المكان، فإن أحد أساتذة الثانوية العمومية مولاي عبد الله الشريف، حيث اجتاز تلاميذ المدرسة الخاصة المشار إليها الامتحان الجهوي للسنة الإشهادية لنهاية الطور الإعدادي، تجاوز مهام الحراسة التي تحددها المذكرات الوزارية، وتصرف بشكل لا يمت للتربية والتعليم بصلة. فقد خاطب التلاميذ بخطاب لا علاقة له بالتعليم واستفزهم بكلام غريب مثل(لماذا أيتها البنت لا ترتدي الحجاب)،(كم تصل قيمة الأقساط المالية التي تؤدونها شهريا لإدارة مدرستكم الخاصة)(اجيوا تقراوا معا ولاد الشعب)… إلى غير ذلك من الكلام الذي استفز التلاميذ وأربكهم وخلق اهتزازا في نفسيتهم، لاشك أن ذلك سيكون له كبير الأثر على نتائجهم.
    المثير فيما حدث، ورغم الاستياء الذي خلفه التصرف الملغوم لهذا الأستاذ، فإن تقرير رئيس مركز الامتحان والملاحظ  لم يتعرض بالبثة لما حدث، كما أن مختلف النقابات التعليمية مع الأسف الشديد ارتأت مواجهة الواقعة بالصمت، من منطلق انصر أخاك ظالما، أما مظلوما فله اللهسبحانه يذكر بأن صاحب هذا السلوك  الدخيل على الحقل التربوي سبق أن تم إعفاؤه من مهمة الحراسة العامة بسبب ثقل ملفه بالتقارير التي تشير إلى تصرفاته الغير مفهومة مع التلاميذ.

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

محمد بلبهلول الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يرجع إلى منصبه.


محمد بلبهلول الكاتب الوطني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي يرجع إلى منصبه.
 
نص الرسالة التي نشرها محمد بلهلول إثر رجوعه بحكم قضائي إلى منصبه، بعدما كانت وزارة التربية الوطنية في عهد أحمد أخشيشن (الوزير الحالي) قد عزلته: 
"إلى كل الذين كانوا يؤمنون إيمانا راسخا بمآل القضايا والملفات العادلة، والذين لا يأخذهم شك ولو لطرفة عين في ضريبة النضال الشريف وفاتورة المواقف الثابتة التي تنم عن الإحساس بالمسؤولية والأمانة‘ إلى كل نساء ورجال التعلم بالمغرب ورواد الموقع ( ضحايا التعليم)، إلى إخواني المناضلين ( طبعا ) باللجنة الإدارية للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي  والى جميع فروعها ومنخر طيها… 
 إلى كل من كان يسأل عني ويؤازرني ماديا ومعنويا – وإن قلوا- إلى كل غيور مستبشر بمغرب أفضل أنقل خبر إنهاء محنتي مع معركة النضال من أجل إلغاء قرار العزل المفبرك. وإذأنهي إلى علم الجميع أنني توصلت مؤخرا بقرار استئناف العمل بنيابتي الأصلية (الحوز) لا تفوتني الفرصة لأقدم جزيل الشكر وأوفره لكل من آزرني وساعدني من قريب أو بعيد، مع أكبر العرفان والتقدير للقضاء المغربي( المحكمة الإدارية)"  
محمد بلبهلول
تهانينا لهذا المناضل الذي ساهم رفقة آخرين في تشكيل بديل نقابي حاول رد الاعتبار لأساتذة وأستاذات التعليم الابتدائي، عندما تأسست "النقابة المستلة للتعليم الابتدائي في 6 يولويز 2006، بعدما كانت نقابات أخرى تعتبرهم في السر والعلن حطب "المعارك" النقابية،  لكن أثناء التفاوض لا تذكرهم أمام المسؤولين، هذا ما ظل يردده كثير من منخرطي هذه النقابة … وقد تم توقيفه منذ سنة 2008، أياما قليلة قبل انعقاد المؤتمر الأول بمكناس في 17 ـ 18 ـ 19 يوليوز 2008، كان الكاتب السابق لنقابة الابتدائي يعتبر قرار عزله "جائرا" ويريد ضرب "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي"، ومعيبا شكلا ومضمونا، وقد عانى محمد بلبهلول كثيرا جراء عزله، مما جعله يخوض عدة نضالات، منها اعتصام وإضراب عن الطعام أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط،ساندته النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي وكثير من زملائه ومناضلون في محنته.  

الأحد، 27 يونيو 2010

في لقاء احتضنه فضاء الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.


في لقاء احتضنه فضاء الخزانة العلمية الصبيحية بسلا.
عبد اللطيف اللعبي:
نهدف من خلال النداء الثقافي إلى صياغة كتابة أبيض حول الثقافة و التعليم يكون بمثابة ميثاق وطني للثقافة.

سلا: عبد الإله عسول

 شدد المبدع والمثقف المغربي عبد اللطيف اللعبي على ضرورة الإعتراف بالحق الإنساني للشعوب في حفظ الذاكرة، أو ما أسماه بالحق في الذاكرة، أو الحفاظ على أضعف الإيمان في الحق في الذاكرة، حتى لا تمسي الأجيال الصاعدة محكوم عليها بغسل الذاكرة.
وقال اللعبي الذي كان يتحدث في إطار اللقاء الثقافي "أربعاء المعرفة " المنعقد في  16 يونيو 2010 بالخزانة الصبيحية، الذي دأبت "جمعية سلا المستقبل" على تنظيمه كل شهر،"أن مشروع النداء الثقافي الذي اقترحه، يروم جمع أكبر عدد من التوقيعات لمواطنين، أدباء، فنانين، سياسيين، وجمعويين… وتنظيم نقاش واسع حول المشهد الثقافي الراهن من خلال فتح موقع إلكتروني لهذا الغرض، وإحالة خلاصات هذا النقاش على لجنة علمية لصياغة كتاب أبيض حول الثقافة والتعليم بالمغرب، يكون بمثابة ميثاق وطني حول الثقافة يتشكل من عشرة نقط -مبادئ".
و أضاف اللعبي: " إن أهم شيء تحكم في صياغة مشروع النداء، كان هو الحرص على فتح نافذة أمل لتفاؤل العزيمة –حسب تعبير غرامشي- كخطوة أولى في طريق إصلاح الثقافة والتعليم، لأنه لا يمكن التحرك في ظل الخطابات التشاؤمية، العدمية والتي تدفع إلى اليأس والأفكار المتطرفة أو الإنتحار الجماعي والفردي بأشكالهما المتنوعة…".

كما تحدث الأستاذ اللعبي على أهمية المبادرات والاجتهادات في ميدان الثقافة، الفن والتربية بالرغم من قساوة الوضع الاجتماعي، السياسي والأخلاقي … وأعطى مثالا عن هذه المبادرات، بالحديث عن " موسيقى الشباب الحالية " التي فرضت نفسها وخلقت جمهورها عبر التراكم والبذل…
يذكر أن اللقاء الذي سيره ذ. سعيد الرهوني، تميز بحضور بعض أصدقاء اللعبي خصوصا من رفاق دربه اليساري وزوجته جوسلين، إضافة لرئيس "جمعية سلا المستقبل" إسماعيل العلوي الذي وعد بمساندة النداء وتقديم مشاريع  قوانين تهم أجرأته، ووضعها رهن  إشارة الفرق البرلمانية ومنها على سبيل المثال خلق مركز وطني للفنون والآداب، وإطار مؤسساتي يكون من مهامه تنظيم زيارات لمن أسماهم شهودا على العصر؛ من مثقفين، علماء، سياسيين… الخ إلى فضاءات  المؤسسات التعليمية، دور الشباب، السجون ..".
ـــــــــ
 للاطلاع على نداء اللعبي بالفرنسية راجع الإشارة جانبه

في حوار مع عمار حمداش الباحث السوسيولوجي جهة الغرب مجرد مضخة لخلق الأثرياء على حساب السكان


في حوار مع عمار حمداش الباحث السوسيولوجي 
جهة الغرب مجرد مضخة لخلق الأثرياء على حساب السكان 

حاوره  حميد هيمة
يعتبر الباحث السوسيولوجي عمار حمداش، أستاذ جامعي بكلية الآداب بابن طفيل، أن جهة الغرب جهة نافعة بامتياز، لأنها ظلت مجالا لتكوين الثروات ولخلق طبقات من المستفيدين والأثرياء، عبر آليات سياسية وقانونية  وإدارية وأشكال من الفعل الثقافي والتأطير الاجتماعي، التي تجعل من الشرائح الاجتماعية الدنيا تعيش أوضاعا غير مريحة وترتاح لما هو غير مريح.
ـ سؤالالفيضانات تتكرر سنويا في جهة الغرب الشراردة بني أحسن بالنظر لخصوصياتها الطبوغرافية وللتقلبات المناخية، الأمر الذي يطرح عدة أسئلة في شأن تهيئة وإعداد المجال بالجهة المذكورة؟
ذ. عمار حمداششكرا. ما ينبغي التأكيد عليه، بداية، هو هذه العلاقة التي يتم إغفالها في غالب الأحيان؛ ما بين الفيضانات في جهة الغرب، ومابين إعداد المجال وتدبير شأن التواجد البشري بهذا المجالالموسوم بتكرار مثل هذه المعضلة. وهذا مدخل مهم جدا لتناول الموضوع. لماذا؟ لأن أغلب المهتمين بالفيضانات على صعيد الجهة عادة ما يثيرون الأضرار الاقتصادية، التي تشكل طبعا عبئا على الاقتصاد الوطني كما على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان الجهة، علما أن هذه الأضرار متفاوتة من حيث المعنيين بها؛ فهناك الفلاحون الكبار غير المقيمين بالجهة في الكثير من الحالات؛ و يشكل هؤلاء قوة ضغط أو لوبي قوي من أجل الدفاع عن مصالحهم، ويثيرون في غالب الأحيان الموضوع من زاويته الاقتصادية، مثلالتدخلات التقنية ذات الطابع الهيدرولوجي التي لا تشمل كثيرا من الفلاحين الصغار والفلاحين بدون أرض… أما عندما ننتقل إلى مستوى إعداد المجال وتهيئته بما يضمن للساكنة استقرارا آمنا، وفي نفس الآن يؤمن لهم موارد العيش اللازمة والكرامة البشرية، فيمكن القول آنذاك أننا سنفكر في وضع الفيضانات ليس في بعدها الاقتصادي الضيق، وإنما في بعدها الاجتماعي بمكوناته المختلفة.
ـ سؤالفي هذا السياق المرتبط بالانجازات الهيدرولوجية في الجهة، أنجزت الدولة " سد الوحدة "، لكنها لم تنجز السدود الصغرى المبرمجة في إطار هذا المشروع، كما علق إنجاز قناة " واد اصطناعي " لتصريف جزء من حمولة نهر سبو إلى نهر أم الربيع… الخ. في نظركم ما عوامل عدم إنجاز هذه المشاريع في جهة الغرب؟
ذ. عمار حمداشيستحسن النظر إلى هذا الأمر بالعودة إلى اللحظة الاستعمارية، لأن تدبير وضع المياه في الجهة مرتبط بالتدخلات التقنية والاقتصادية للاستعمار، ابتداء من عمليات تجفيف "المرجات" ومواقع تجمع المياه، وعمليات تصريف التدفقات المائية الوافدة على سهل الغرب… فتحققت بذلك العديد من المشاريع والانجازات الهيدرولوجية من بينها مد قنوات تجفيف المرجات الكبرى لبني احسن، وفتح قنوات جانبية لتصريف المياه الفائضة خلال المواسم المطيرة، وحفر وتقويم مجاري الأودية التي كانت تزيغ عن مجاريها مثل وادي بهت، لربطها بالمجرى المائي المركزي بسهل الغرب أي نهر سبو… في هذا السياق، سيتم تشييد " سد القنصرة "على وادي بهث، وبعدذلك تجهيز مناطق للسقي، وإعداد مجالات سقوية.. ستستمر وتتطور مع مرحلة الاستقلال، حيث تم إعداد ثلاثة أشطر كبرى للسقي بالجهة… ليتوج ذلكبالمشروع الأكبر المتمثل في " سد الوحدة "؛ باعتباره منشأة مائية تسعى لتحقيق أهداف متعددة، من أهمها حماية المنطقة السهلية من الفيضانات، إضافة إلى تحقيق الأمن المائي، وتوفير موارد مائية قابلة لاستخدامات مختلفة… إلا أنه للأسف، تبعا لما يقوله بعض المختصين، لم يتم استكمال الإنجازات التقنية – الهيدرولوجية المرتبطة ب" سد الوحدة "، وهذا شأنيمكن أن يوضحه أكثر المختصون… أما فيما يهمنا فإن السؤال هو: كيف يمكن إعداد مجال تتدفق في كل مناطقه وأرجائه المياه بشكل مناسب، بما يوفر موارد يمكنها أن تحسن من مستوى عيش السكان؟ هذا للأسف هو ما يشكل وجه العطب بهذه الجهة، وما الفيضانات، بل والجفاف كذلك، إلا مناسبة لتعرية هذا العطب.. علما أن المتضرر الأول من الآفات والكوارث الطبيعية – كما هو معروف- هم المستضعفون والفقراء…
ـ سؤاللكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لم تنجز هذه المشاريع؟
ـ ذ. عمار حمداشهناك عدة تعثرات كبرى في المسار التنموي فيما يتعلق بالانجازات الاقتصادية والزراعية والصناعية في جهة الغرب، كان من المفترض، بل من المفروض، أن يتحقق هذا المسار التنموي منذ عقود. للأسف الشديد، ما تزال المرجعية الاستعمارية صالحة للاستدلال على ما كان من الممكن لدولة الاستقلال أن تنجزه. تلك المرجعية الاستعمارية تكشفت عن إنجاز الاستعمار لمخططات تقنية وسوسيو-اقتصادية كان من الممكن أن تتطور أكثر وتحقق نتائج أهم، لو تم إدماجها في إطار سياسة وطنية للتنمية تحقق طموحات الساكنة المحلية أو القروية من لحظة الاستقلال. لكن عدم تطوير مثل هذه المشاريع المتصلة بالتنمية القروية، عمق من التفاوتات الاجتماعية داخل جهة الغرب بين نخبة اقتصادية تتحكم في الموارد الأساسية المتوفرة بالجهة، وهي في الغالب نخبة غير مقيمة بالغرب بل بالمدن المركزية الكبرى، وبين عموم ساكنة الجهة، التي تنتمي في غالبيتها إلى فلاحي الجماعاتالسلالية، أو فلاحي الأراضي الجماعية..
ـ سؤالكأستاذ باحث مسكون بقلق سؤال علم الاجتماع القروي، ما الإجراءات التي تقترحها  في إطار التهيئة المجالية، لمواجهة التحدياتالطبيعية ( فيضانات ، جفاف ) وللنظر في السؤال الحارق للتنمية بالجهة؟
ـ ذ. عمار حمداشللأسف، سنعود مرة أخرى إلى المرجعية الاستعمارية؛ فقد كانت هناك مشاريع للتنمية القروية وبعض مخططات التعمير وإعداد المجال القروي. ويمكن أن نستحضر، هنا، التجربة الرائدة التي انطلقت خلال العقد الرابع من القرن العشرين؛ هي ما يعرف بتجارب التحديث القروي" البيزانا ". هذه التجربة، ساهم فيها " جاك بيرك " كصاحب تجربة إدارية وخبرة سوسيولوجية، وكانت بمثابة مخطط مندمج للتدخل التنموي بالوسط القروي، يسعى إلى تأهيل الساكنة القروية ضمن إطار يتكامل داخله الإنتاج الفلاحي والخدمات الاجتماعية والتربوية الإدارية الأساسية والسكن القروي اللائق… نحن، إذن، أمام تجربة كان بالإمكان أن تفرز نتائج متميزة على صعيد استنبات عدد من المراكز الحضرية الصغرى ذات الوظائف الاقتصادية والاجتماعية المندمجة والمؤهلة بشكل يتناسب مع ظروف العصر، كما كان لها أن تنفتح على ممكنات أخرى للتنمية لو تم تطويرها. مثل هذه التجارب انقطع حبلها منذ خمسينيات القرن المنصرم. وما نزال في وضعناالراهن بحاجة إلى استلهامها من أجل استنبات تجارب جديدة ومتقدمة تليق بمغرب القرن 21.
ـ سؤالفي نظركم، لماذا لا يثمتل المسؤول المركزي مثل هذه التجارب التنموية المندمجة؟
ـ ذ. عمار حمداشلا أظن أن الأمر يتصل بغياب مختصين أكفاء وأطر مؤهلة…الخ.
ـ سؤالفهل هي، مثلا، مشكلة إرادة سياسية؟
ـ ذ. عمار حمداشالأمر في جوهره كذلك، إن الأمر يتصل في عمقه بمشروع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يستدعي من المعنيين بالأمر اتخاذ قرارسياسي ما أحوجنا إليه الآن قبل أن تستفحل بعض الانعكاسات الاجتماعية السالبة الملحوظة يوميا من حولنا. وفي هذا الباب، تكفي الإشارة إلى عدم توفر مخططات التهيئة والتعمير خاصة بالعالم القروي المتروك لشأنه، كما لو أن التعمير شأن حضري- على علاته- لا يهم الساكنة القروية في شيء. إن مشاهد التعمير والعمران بالوسط القروي تظهر بنفس الصورة التي كانت عليها منذ عقود، كدواوير وسكن هش بأدوات محلية لا أثر للتقنيات والأدوات الحديثة في تخطيطها وإنجازها، و كأن الدولة لا شأن لها بتأهيل هذا المجال. وهنا يمكن التفكير في بلورة العديد من المشاريع المندمجة، في ارتباط بإعداد المجال الجهوي، كخلق مراكز قروية صغرى مؤهلة ومتنوعة الوظائف، مندمجة في وسطها ومتخصصة ومتكاملة مع غيرها على الصعيد المحلي والجهوي. الشرط هو أن تجمع مثل هذه المشاريع بين المطلب الاقتصادي والمطلب الاجتماعي، الذي يؤهل المجال المحلي ويحقق الإضافة الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الجهوي في أفق خلق التراكم المطلوب على المستوى الوطني. مثل هذه المشاريعغائبة، و ينبغي أن نضعها في أولويات إعداد التراب. وكان قد أشار إليها الحوار الوطني حول إعداد التراب لسنة 2000. لكن الكثير من التوجيهات والتوصيات المنبثقة عنه بقيت حبرا على ورق.
ـ سؤالجهة الغرب مجال المفارقات بامتياز، حيث يتعايشبهدوء" الغنى الطبيعي والفقر الاجتماعي المدقع. كيف تفسرون هذه المفارقةالتي تسم الجهة؟ 

ـ ذ. عمار حمداشهي مفارقة مغربية تسم مجال جهة الغرب بشكل ملحوظ ، كما هو موسوم التراب الوطني باختلالات مجالية كبرى. لماذا ؟ بكل بساطة، لأن جهة الغرب جهة نافعة بامتياز. نرجع مرة أخرى إلى اللحظة الاستعمارية، فحتى قبل أن تستكمل السيطرة الكولونيالية على المغرب، كانت العين واليد الاستعمارية ممدودة على خيرات المنطقة. وقد ظلت جهة الغرب مجالا لتكوين الثروات ولخلق طبقات من المستفيدين  والأثرياء، وما أثقل هذا الوضع المشبع بالاختلالات الاجتماعية هو غياب سياسة للموازنة الاجتماعية تعمل على استرجاع ما تذره الجهة من خيرات لفائدة السكان القرويين بالجهة عبر خدمات للسكن والصحة والتعليم، وهي المؤشرات التي تحتل من خلالها الجهة مرتبة متأخرة حتى عن المتوسط الوطني أحيانا. أيضا، مجال الغرب، كما أشرت إلى ذلك سابقا، يتسم بطغيان الأراضي الجماعية المرصودة كاحتياطي في التوازنات الاجتماعية والسياسية. هذا العقار الاحتياطي يدبر من لدن السلطات الوصية، في الكثير من الأحيان، بعيدا عن الحاجيات الأساسية للساكنة القروية. وفي هذا الباب، أرى أنه من الأولويات التعامل بجرأة مع المسألة العقارية للأراضي الجماعية، حتى نتجنب الكثير من تفاعلاتها السالبة الجارية والمتزايدة بها حاليا.
ـ سؤالهناك من يقول، من نافذة السوسيولوجيا، على أن الوضعالقائم في منطقة الغرب مرتبط بتوازنات ماكرو سياسية، باستحضار الخطاطة ذات الصلة بالموضوع التي اجترحها جون واتربوري؟ 

ـ ذ. عمار حمداشنعم، ما تزال هذه الخطاطة التحليلية صالحة إلى حد بعيد. إننا ننتج عبر آليات سياسية متعددة شرائح واسعة ترتاح إلى وضعها غيرالمريح. هناك آليات سياسية وقانونية وإدارية وأشكال من الفعل الثقافي والتأطير الاجتماعي، التي تجعل من الشرائح الاجتماعية الدنيا تعيش أوضاعا غير مريحة وترتاح لما هو غير مريح. أظن أن هذه الحالة، لا تخدمأحدا الآن. يقتضي الأمر، بشكل موضوعي، حسم الموقف في اتجاه النهضة بأوضاع المغاربة عموما، حتى لا ننتج ليس فقط ما يحمي المغرب سياسيا فقط؛ و إنما حتى نحمي الوطن وأهل هذا الوطن. وذلك لا يتحقق ّإلا بمشاريع حقيقية للتنمية.
ـــــــــــــــــــ
 نشر بتنسيق مع ذ. حميد هيمة