الخميس، 10 يوليو 2014

ما لم تقله جماعة العدل والإحسان في مؤتمرها الصحفي.

ما لم تقله جماعة العدل والإحسان في مؤتمرها الصحفي.

حميد هيمة.

لماذا انسحبت جماعة العدل والإحسان من حركة 20 فبراير في أعقاب تسمية عبد الإله بنكيران وزيرا أولا لحكومة الواجهة؟


   يبدو بشكل ملموس وعياني أن الجماعة، التي نجحت سابقا في تنويم قطاع واسع من المغاربة بمخدرات زائدة من الأوهام الدينية/ الصوفية، تعيش تدحرجا غير مسبوق في وضعيتها التنظيمية نحو الترهل، وتدبدبا ملحوظا في مواقفها السياسية تجاه النظام، وتراجعا في البنية الاستقطابية، وهجرة قواعدها نحو حركات أصولية أكثر "مرونة" في تعاطيها مع التوابث المخزنية.. إن هذه الجماعة تفكر مليا في البحث عن "مخارج" لأزمتها، ومن غير المستبعد أن المخرج هو معانقة العدالة والتنمية عبر ذراعها الدعوية: حركة التوحيد والإصلاح  للعمل الثنائي بين الإخوة على تضخيم الصراعات ذات الطابع الأخلاقوي لتعبئة الأتباع والأنصار وصرف انتباه الشعب المغربي عن الفشل المدوي والذريع للإسلاميين في حكومة الواجهة على صعيد إفقار المواطنين وتعميق الريع الاقتصادي ودعم الاستبداد السياسي.

 بداية، من المهم  إثارة الانتباه، أيضا، للرسائل السياسية من انسحاب الجماعة "المعارضة" بالتزامن مع مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد؟
من المحتمل، كفرضية أولى، أن الحزب الاشتراكي الموحد، ومعظم المثقفين الديمقراطيين، قد وضع الجماعة في وضعية إحراج عندما انبرى للسجال معها فكريا وسياسيا حول مواقفها الحقيقية والفعلية من الديمقراطية وحقوق الإنسان وأفق الوطن الذي نريد.
فهذه المسائل  عند الجماعة في علم الغيب ولا يدرك عمقها إلا أولو الألباب في الجماعة لا عامتها/ أنصارها! وليست الجماعة مطالبة بالوضوح مع الشعب المغربي في مواقفها فيكفيها أنها وصية على المجتمع بكامله ودون انتداب أو تفويض من أحد، ما دام التفويض الانتخابي منبثق عن الفكر الأنواري اللائكي الإلحادي!!

مبررات هذه الأسئلة/ القضية مرتبطة بعودة الجماعة، في كل المناسبات، لتبرير "انسحابها"، والحقيقة تخاذلها، في حركة 20 فبراير في عز تنامي المد الاحتجاجي  والمطلبي المتطلع للديمقراطية والإنصاف والعدالة.

عادت الجماعة، مؤخرا، للحديث المكرور عن "انسحابها" بمبررات لن تقنع حتى أتباعها الأذكياء، لكن من الظاهر أن وصول إخوتها في العدالة والتنمية لقيادة حكومة الواجهة جعل الجماعة، التي تجمع في إيديولوجيتها بين الإسلام السياسي الحركي والطرقية الصوفية بشكل تلفيقي وهجين، تخذل حراك الشعب المغربي حتى تمكن إخوتها في الحزب وحركة التوحيد والإصلاح من مناخ مناسب لترتيب العملية السياسية تحث إشراف السلطة المخزنية وبتنسيق تام مع السفارة الأمريكية؛ كما يظهر جليا من "الزيارات"/ الحج المنتظم لزعماء العدل والإحسان لمقر سفارة زعيمة الاستكبار العالمي!!

إن الجماعة التي زعمت إيمانها العميق بالدولة المدنية والديمقراطية في الحراك الاجتماعي، سرعان ما انقلبت عن "مواقفها" وجددت مطالبها اللاهوتية القديمة بعد الانسحاب من حركة 20 فبراير.. عادت لتؤكد على رسالتها في هداية المجتمع "المفتون" من خلال ممارسة وصايتها على المجتمع بكل أطيافه، كما استمرت في الهجوم والتشنيع العقائدي/ الإيديولوجي ضد خصومها الفكرييين والسياسيين وتناست أنهم "الفضلاء الديمقراطيين"؛ الذين لم تتوان في مراودتهم من أجل الحوار على أرضية ما تسميه "الميثاق الإسلامي" الذي ستصيغه الجماعة وفق رؤيتها ومحدداتها للتاريخ وللمستقبل.. وعندما رفضت المنظمات الديمقراطية هذا "الحوار" الاستعلائي اعتبرت نادية ياسين أن الأحزاب المغربية مجرد قبور!


سيمكن هذا الخيار الجماعة والعدالة والتنمية من:

1- العدالة والتنمية تجري تسخينات دائمة لتعبئة الشارع من أجل قضايا الدفاع عن الإسلام والأخلاق بعدما داست كل هذه المرجعيات والقيم في ممارستها السياسية في التجربة الحكومية: إفقار المواطن..القمع...الخ. وبالتالي ستتمكن من التغطية عن فشلها في التدبير الحكومي؛

2- العدل والإحسان ستنخرط في هذه المعارك الأخلاقوية لقياس وضعيتها التنظيمية وللتنفيس من أزمتها البنيوية.

لذلك، فمن المفهوم الآن أن الجماعة انسحبت من الحراك حتى تجنب إخوتها في العدالة والتنمية/ حركة التوحيد والإصلاح من مناخ التوتر القائم، كما أنها جنبت أعضاءها "عدوى" انغراس الممارسة الديمقراطية، كما كانوا يشاركون فيها في صناعة القرارات والمواقف في الجموع العامة بعيدا عن المواقف الجاهزة لمجالسها المغلقة المحصورة قطعا عن "أولي الأمر"!!

كيف تدخلت السفارة الأمريكية لتليين مواقف الجماعة،كما أومأت إلى ذلك التقارير الإعلامية، في علاقة بتخلخل النظام في عز الحراك الاجتماعي، وما الصفقة التي انتهى اليها ذلك؟ للأسف، فإن الندوة الصحفية لزعماء العدل والإحسان تجنبت بشكل مقصود الإشارة إلى ذلك.


الثلاثاء، 8 يوليو 2014

ليلة حقوقية بسيدي قاسم..ليلة حقوقية بسيدي قاسم..

ليلة حقوقية بسيدي قاسم..

حضرت ليلة الاثنين 7 يوليوز ندوة من تنظيم المجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي قاسم، وقد عرضت فيها على العموم بالخزانة البلدية جملة من الملفات الحقوقية التي اشتغل عليها الفرع في الشهور السابقة، كما تم الاستماع لعدد من المشتكين والمتضررين من خروقات طالتهم كما يقولون، وبعد قضاء ما يقارب ثلاث ساعات، أريد أن أسجل الملاحظات التالية
ـ لحسن الحظ أنه يوجد بين المواطنين من يضحي بوقته وبماله ليدافع عن حقوق الإنسان، ويخصص زمنا وجهدا للاستماع للآخرين وتسجيل شكواهم وطلبات مؤازراتهم والقيام بما يلزم في حدود المتاح.. 
ـ فعلا المغرب عرف تحولات، فهو لم يبق كما عشته على الأقل بالنسبة لي في طفولتي وما رأيناه رأي العين من شبه تسيب للسلطة.. لكن، وللحقيقة لم نقطع بالمطلق مع مثل تلك الممارسات.. 
ـ لم يعد يجد المواطنون أي مشكلة في الاحتجاج عندما تتعرض حقوقهم للدهس، فما شاهدته اليوم وما سمعته هو عنوان مرحلة جديدة، تتسم بسعي المواطنين بجرأة وقوة إلى ترسيخ الكرامة والعدالة والقانون.. 
ـ نحن كمغرب، أمام خيارين، إما أن نضع آليات تحقيق العدالة ومحاسبة كل من يخل بالقانون، فنخلق أجواء السلم الاجتماعي والإيمان بدولة الحق والقانون، أو ننفتح على المجهول، حينما يشعر أي مواطن بعدم الأمان وبأنه ضحية، ووقع فريسة للشطط، ولو كان ذلك مجرد حالات قليلة.. 
ـ أمام بعض الحالات التي تحدث أصحابها، وواضح أن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد بلغ بها الجهات المعنية، والتي عليها التحقيق في ذلك واتخاذ ما يلزم لضمان الحقوق.. وقد تحدث متدخل عن تلقيه جوابا عن حالته من طرف وزارة العدل للنظر فيما يقول.. 
ـ يبدو لي أنه لم تعد هناك مشاكل حقوقية تخص خيارات الدولة كما كان يقع في زمن "سنوات الرصاص"، هذا ما استنتجته من غالبية المداخلات، ولكن، ما هو بارز الآن استغلال النفوذ، مساعدة بعض الجهات النافذة لتحصل على منافع، حدوث مشاكل أثناء التدخل لتنظيم الفضاءات العامة.. الخ.
إن الجمعيات الحقوقية تقوم بعمل نبيل، عندما يتوجه إليها أي مظلوم أو من سلبت حقوقه، وعلى الجهات المسؤولة التعامل بجدية مع الملفات المعروضة عليها، لقد حز في نفسي كثيرا مجمل تلك المداخلات التي تعتبر نفسها وجدت بإقليم يتميز بالشطط.. وحسب المنظمين، حضرت بعض المنابر الإعلامية، سواء الورقية أو الإلكترونية، من واجبها نقل ما حدث بأمانة.. كما وجهت أصابع الاتهام من قبل متدخل للأحزاب والنقابات وبقية المجتمع المدني بسبب تخليهم كما رآه عن واجبهم تجاه السكان..

طواف فرنسا للدراجات بالمغرب؟ مصطفى لمودن لعل الكثيرين يعرفون طواف فرنسا للدراجات الهوائية، هذه السنة فاق رقم مائة بدورة واحدة، ويعتبر الطواف أهم تظاهرة رياضية في العالم خلال الصيف، وذلك بفضل النقل التلفزي المباشر، حيث يمكن للمشاهدين في العالم ليس فقط متابعة حركات الدراجين وسعيهم المحموم لخط الوصول، بل كذلك مشاهدة الطبيعة الخلابة والمدن والقرى والآثار والحدائق من كل الجوانب، بما في ذلك الرؤية من أعلى، حيث يرافق الطواف طائرتان مروحيتان بكاميراتها..وتقديم شروحات حول كل ذلك.. هذا الطواف كذلك مؤسسة اقتصادية ضخمة، وقد لا يعرف الكثيرون أن الجماعات والمدن التي يمر منها الطواف تؤدي، نعم، تساهم بالمال مع الطواف، لأن مرور قافلة الدراجين عبرها فرصة لا تقدر بثمن من أجل خلق الإشعاع للجماعة أو للمنطقة ككل، ومن أجل جلب السياح.. ويجب الا يغيب هنا عن أحد، التنظيم الجيد، وإظهار الصور المبهرة، حيث البنايات منظمة وتامة التشييد، والنظافة في كل مكان، ولا يشوب تلك الصور الرائعة أية شائبة ممكنة... ونظرا لأهمية هذا الطواف، أصبحت دول بجانب فرنسا تحرس على أن يقطع ترابها هذا الطواف العجيب.. فقد سبق ان وقع نفس الشيء مع بلجيكا وإيطاليا وسويسرا وإسبانيا.. وهذه السنة قطع الطواف نهر المانش، ليعبر انجلترا، حيث هناك كذلك طبيعة خلابة وقرى ومدن منظمة.. هل يمكن لهذا الطواف أن يقطع مستقبلا البحر الأبيض المتوسط ليحل بالمغرب؟ ذلك ممكن جدا، حيث يعبر الطواف الجارة الشمالية إسبانيا، ثم يمكن أن تجرى في المغرب مرحلتين على الأقل وهما كافيتين، تكون الأولى من طنجة إلى فاس، والثانية من فاس إلى الناظور.. لكن، ذلك يتطلب دفع المال، ثم المساهمة في الاعداد والتنظيم، والأهم، توفير الصور المناسبة، بحيث يجب إبعاد كل مظاهر التلوث وخاصة قطع البلاستيك المتشرة عندنا في كل مكان.. وطبعا سيكون العائد الاشعاعي جد مهم على المغرب.. نعم، يمكن لطواف فرنسا أن يحل بالمغرب.

طواف فرنسا للدراجات  بالمغرب؟
 مصطفى لمودن
لعل الكثيرين يعرفون طواف فرنسا للدراجات الهوائية، هذه السنة فاق رقم مائة بدورة واحدة، ويعتبر الطواف أهم  تظاهرة رياضية في العالم خلال الصيف، وذلك بفضل النقل التلفزي المباشر، حيث يمكن للمشاهدين في العالم ليس فقط متابعة حركات الدراجين وسعيهم المحموم لخط الوصول، بل كذلك مشاهدة الطبيعة الخلابة والمدن والقرى والآثار والحدائق من كل الجوانب، بما في ذلك الرؤية من أعلى، حيث يرافق الطواف طائرتان مروحيتان بكاميراتها..وتقديم شروحات حول كل ذلك..
هذا الطواف كذلك مؤسسة اقتصادية ضخمة، وقد لا يعرف الكثيرون أن الجماعات والمدن التي يمر منها الطواف تؤدي، نعم، تساهم بالمال مع الطواف، لأن مرور قافلة الدراجين عبرها فرصة لا تقدر بثمن من أجل خلق الإشعاع للجماعة أو للمنطقة ككل، ومن أجل جلب السياح.. ويجب الا يغيب هنا عن أحد، التنظيم الجيد، وإظهار الصور المبهرة، حيث البنايات منظمة وتامة التشييد، والنظافة في كل مكان، ولا يشوب تلك الصور الرائعة أية شائبة ممكنة...
ونظرا لأهمية هذا الطواف، أصبحت دول بجانب فرنسا تحرس على أن يقطع ترابها هذا الطواف العجيب.. فقد سبق ان وقع نفس الشيء مع بلجيكا وإيطاليا  وسويسرا وإسبانيا.. وهذه السنة قطع الطواف نهر المانش، ليعبر انجلترا، حيث هناك كذلك طبيعة خلابة وقرى ومدن منظمة.. 
 هل يمكن لهذا الطواف أن يقطع مستقبلا البحر الأبيض المتوسط ليحل بالمغرب؟ ذلك ممكن جدا، حيث يعبر الطواف الجارة الشمالية إسبانيا، ثم يمكن  أن تجرى في المغرب مرحلتين على الأقل  وهما كافيتين، تكون الأولى من طنجة إلى فاس، والثانية من فاس إلى الناظور.. لكن، ذلك يتطلب دفع المال، ثم المساهمة في الاعداد والتنظيم، والأهم، توفير الصور المناسبة، بحيث يجب إبعاد كل مظاهر التلوث وخاصة قطع البلاستيك المتشرة عندنا في كل مكان.. وطبعا سيكون العائد الاشعاعي جد مهم على المغرب..
نعم، يمكن لطواف فرنسا أن يحل بالمغرب.