الجمعة، 6 نوفمبر 2009

من ذكريات المسيرة الخضراء


من ذكريات المسيرة الخضراء
  تعود الأحداث إلى 34 سنة خلت، كأنها البارحة لمن عايشها، وكأنها تاريخ سحيق لمن يسمع بها. 


أحكي عن تجربة عشتها مفعمة بالأمل والخوف والحنين والقلق، كنت في المدرسة الابتدائية ذات زمن خريفي غير مضطرب عندما فاجأنا الأب مساء بقوله أنه سيذهب إلى المسيرة، لم أستوعب معنى قوله بما يكفي، قال أن مكتبا فتح بمقر إحدى إدارات السلطة، فهرع المئات للتسجيل بتلقائية، لكن السلطات قيدت العدد التي تريد وأغلقت بعدها، رغم تزايد الطلبات من أجل ذلك، حتى النساء سيشاركن، سيمثلن 10% من كل مجموعة! وقع هذا في منتصف السبعينيات، كنا نصغي باهتمام نحن الصغار لأحاديث الكبار وقد تفتحت أذهاننا إلى مزيد من المعلومات، عندما كان شغل الناس اليومي هو الحديث عن أخبار المسيرة؛ مما كان يقال أن رقم 350 ألف مشارك ومشاركة في المسيرة لم يختر اعتباطا، فحتى لو تعرض المشاركون جميعا للهلاك عن طريق تدخل متهور للجيش الإسباني المحتل للصحراء، فهذا الرقم في نفس الوقت هو العدد الذي كان يضاف كل سنة من الولادات الجديدة! ما يصطلح عليه في الديموغرافية بالزيادة السكانية السنوية حينذاك… لم أتصور أن يكون المشاركون والمشاركات في المسيرة هم فقط رقم اعتباطي أو له معنى معين ومن ضمنهم والدي معيل أسرة متواضعة، ذهب إلى الصحراء على بعد مئات الكيلومترات وكله حماس، غير أنه لم يترك لأسرته غير قوت أيام معدودات.  
  لم نكن نحن الأطفال الصغار غفلا غير مكترثين، كان لنا إلمام ببعض شؤون السياسة وأخبار الوطن وحتى العلاقات الدولية ونحن في أقسام الابتدائي، كان أساس تناقل المعلومة والخبر هو المذياع، لم يكن دائما الاعتماد على إذاعة الرباط هو المعول عليه، بل إذاعات أخرى يختلي البعض إليها ليستمع وبعدها يحكي للآخرين، طبعا همسا وبعد التأكد من هوية الحاضرين، كانت أذني تلتقط باستمرار وعبر مختلف أحاديث الناس كلاما عن الوطن ومشاكله، وعن فلسطين وحروب أمريكا ووصول الإنسان إلى القمر، وتسابق العظماء لامتلاك أفتك الأسلحة (النووي منها وغيره)، وقمم دول العالم العربي والدول الإسلامية التي لا ينتج عنها شيء مفيد، باختصار كان المجتمع مهتما بمختلف القضايا رغم انتشار الأمية والفقر، لكن لم يتم تحويل شحناتهم إلى تشكيل تنظيمات أو مطالب، لأنه ببساطة كانت المراقبة قوية وفي كل مكان، وأدنى تحرك تتم معاقبته، ولو تأخر بسيط عن أداء ديون القرض الفلاحي الذي كان يثقل كاهل الفلاحين الفقراء (ربما عمدا) يتطلب تحرك قوة عمومية لإلقاء القبض على المقترضين أو أحد أقاربهم.
   في هذه الأجواء المشحونة أعلن عن خبر فاجأ الجميع، وهو أن الملك الحسن الثاني يخطب في العاشر من أكتوبر عن تنظيم المسيرة نحو الصحراء لإحياء الرحم واسترجاع جزء من الوطن، الحسن الثاني بقوته التي لا تقهر يطلب من شعبه المشاركة في أمر جلل! هذا معطى جديد، وفعلا لقد كان كذلك، المسيرة الخضراء تؤرخ لنهاية مرحلة اتسمت بالتوتر مع من تبقى من الحركة الوطنية التي شاركت في مسيرة التحرر الصعبة والطويلة ومع الحسن الثاني من جهة ثانية، وهو الذي كان قد ضم إليه كل السلطات والصلاحيات رغم بعض الفترات القصيرة التي كان يشكل فيها برلمان، لكن غالبا ما يغلق بعد ذلك، ومع استمرار جرائد تعبر عن وجهة نظر المعارضة وهي تذكر باستمرار عن  تواجدها ورفعها مطالب التحديث والديمقراطية، ظهر أنه ليس هناك غالب أو مغلوب في لعبة الصراع من أجل السلطة، رغم كل الأساليب التي انتهجت من كلا الطرفين من أجل اجتثاث الخصم ولو بالقوة.
  غادرنا أبي كما كان يغادرنا دائما لشهور من أجل العمل في بقعة من بقاع الوطن نحن لا نعرفها وربما نسمع عنها  لمرة واحدة ثم ننساها، لكن مغادرته هذه المرة ليست كسابقاتها، إنها نحو المجهول، لكن تحت رعاية المخزن الذي كنا نعتقد أن قوته لا حدود لها. 
   كان المذياع مخبرنا الوحيد بما يقع، تفرّغ راديو الرباط للمسيرة، كل برامجه عن السيرة، كل العاملين بالإذاعة الوطنية والإذاعات الجهوية تفرقوا في ربوع المغرب، ربورتاجات تقدم من مختلف الأقاليم عن تحركات الحشود، أمام قوة المخزن/السلطة الكل أصبح في خدمة المسيرة، فالقضية تهم الوطن، كل الشاحنات رهن الإشارة، لقد تنقل أغلب المشاركين عبر شاحنات مكشوفة، وبعضهم في القطارات، حتى عربات نقل السلع استخدمت، هذا عرفناه بعد ذلك من أحاديث المشاركين، ومن تسجيلات التلفزة في السنوات اللاحقة، كان الأمر خرافيا وعظيما وله حمولة قوية لن يقدّرها إلا من عاش اللحظة، إلى درجة أن هناك من سمى وليدا له مسير أو مسيرة! ممثلو شعب بكامله من مختلف المناطق يقومون برحلة إلى الصحراء المستعمرة، لا أحد يعرف ما سيقع، هل سيقصفهم الجيش الاسباني؟ هل ستشتتهم إلى أشلاء قنابل مدفونة في الرمل؟ لا أحد كان يعرف جوابا، ربما وحده الحسن الثاني وقلة من مساعديه من رتب بعض الأمور، فهناك بداية انتقال للسلطة في اسبانيا في ظروف صعبة ورحيل رجل قوي اسمه فرانكو وسم تاريخا بكامله عبر عنفه وجبروته، هناك حكم في صالح المغرب صادر عن محكمة لاهاي يقول بوجود رابطة بين المغرب والصحراء، وهناك دعم للحلفاء منه الظاهر ومنه الخفي الذي لا تعلمه غير كواليس السياسة والعلاقات الدولية التي كان الحسن الثاني يعرف كيف يحرك خيوطها مستغلا تضارب المصالح في زمن الحرب الباردة، وهناك جيش مغربي كان يراقب عن قرب لكن لا يتم الحديث عن ذلك… إنها سابقة لا يشبهها غير مسيرة ماوتسي تونغ مع رفاقه في الصين، ومن حيث الفكرة والتمثيلية الشعبية مع ما وقع أثناء بناء طريق الوحدة غداة الاستقلال، فالشعوب على أهبة التضحية، لكنها تنتظر محركا من أجل قضية سامية.
 وكما كان الإعلان عن المسيرة مفاجئا، كان الأمر بتوقفها بعدما قطعت الحدود قرب طرفاية لتعود أدراجها، لقد حققت أهدافها يقول الحسن الثاني في خطاب له من أكادير هذه المرة، سمعت الخطاب مباشرة على الراديو، فعرفت أن أبي سيعود إلينا من جديد، الأمر ما فيه شك، فكم من مرة سافر وعاد بعد ذلك.
 علمنا بالوقت الذي ستعود فيه المجموعة التي ضمنها الوالد، وبينما الشاحنات تعود بعد سفر طويل محملة بالمتطوعين وهي التسمية التي أطلقت على من شارك في المسيرة، أمرني مدرسي في الابتدائي بأن أغادر حجرة الدرس كي أستقبل أبي، نسمع عبر النوافذ الأهازيج التلقائية التي ترددها النسوة احتفاء بعودة المشاركين/المتطوعين… هرولت بسرعة إلى جانب الطريق حيث هناك تجمع من المرحبين والمستقبلين، هناك من لا ينتظر أي أحد من أفراد أسرته، ولكنه متواجد هناك، كأنه لا يريد تضييع هذه اللحظة التاريخية.
عن بعد أرى الشاحنة تنزل بعض العائدين، ومن المفترض أن يكون ضمنها أبي، أقترب بسرعة وأنا أجري، لكن غادرت الشاحنة المكان لتستمر في رحلتها إلى قرى أخرى. لم أعرف ما وقع، لم يحدثني أحد ولم استفسر أحدا، أكملت مشيي على مهل ومحفظتي على ظهري، رأسي متدل بين كتفي الصغيرين، قلت لأمي أبي لم يصل، لم ترد، ربما هي أدرى بكل الاحتمالات التي دارت بسرعة في رأسها، لكنها لم تشأ إخباري بها.
 خرجت أنظر إلى الأفق وإلى السماء وإذا بي أرى الوالد قادما بين حقول مقلوبة تنتظر استقبال بذور جديدة ونزول أمطار تأخرت قليلا، رأيت الوالد يسير بخطى حديثة، لم أره مستعجلا كهذه المرة، يحمل على كتفه حقيبة مملوءة، تساءلت عما يكون فيها؟ هل هناك هدايا لنا؟ هل بها ملابس؟ ونحن كنا نعد قطعنا القليلة مما يتوفر لنا منها طول العام.
 حل أعمامي وأبناؤهم لتحية أبي الذي كان يكبرهم جميعا، لم انتظر كثيرا لمعرفة ما في الحقيبة، قطع مكسرة من السكر، حبات تمر… في الصباح لم استسغ الشاي الذي أعدته الوالدة قبل ذهابي إلى المدرسة، ولما عدت مساء فتشت في الأمر، فوجدت أن حبات السكر مختلطة بأجزاء يابسة من الخبز يطلق خميرته في الماء الساخن فيجعل الشاي غير مستساغ، نسيت إضافة أخرى، لقد حمل أبي معه بعد عودته من المسيرة مصحفا أخضر من ستة أحزاب، وقنينة بلاستيكية تسع للترين من الماء لها علاقة كي توضع على الكتف… وبعد سنوات من ذلك رحل الوالد في ظروف غامضة تتحمل مسؤوليتها إحدى إدارات المخزن وليترك وراءه أطفالا صغارا ذاقوا مرارة التشرد، لكنه خلف لنا وساما نحاسيا نعتز به، وقدوة لا تنحني أمام أي جبروت.   
6 نونبر 2009
ــــــــــــــــــــــــ 
نشر بموقع هسبريس:
http://www.hespress.com/?browser=view&EgyxpID=16431
وبالحوار المتمدن: اضغط على الشريط الأصفر أسفله

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

قصة: الحداثة في زمن الأنفلونزا


قصة: 
الحداثة في زمن الأنفلونزا

رائعة الشرجان غارسيا كامي ماركيز 
محمد ياسر اكميرة 


في بيت احدى الأسر الحداثية المستفيدة من نعم العهد الجديد، حيث تحول اسم الزوجة من البتول إلى بثينة واسم الزوج من ميلود إلى معاذ (رغم أن اسم معاذ على ما أعتقد أقدم بكثير من اسم ميلود، إلا أن لحداثة العهد الجديد منطقا غير منطق التاريخ، فلا تستغربوا … ! ) جلست بثينة على مائدة الأكل تتناول القليل مما أعدته لها خادمتها الفلبينية، لأنها لا تريد أن تسترجع الكيلوغرامات الثلاث التي فقدتها بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل الحمية التي وصفها لها الدكتور محسن الأخصائي في الفول واللحم، وتقاضى مقابل ذلك ثلاث ملايين سنتيم، بعد أن عقد معها بضع جلسات وزارها في البيت ما يناهز الثلاث مرات لتحديد مصدر الداء، ونشط معها ورشة لترويض بطنها حتى لا يتسع إلا للنزر القليل من الطعام الوفير… قبل أن يفتح معاذ الباب الخشبي الضخم المصنوع من أرز الأطلس المتوسط ويدخل وفي يده علبة مستطيلة بيضاء.

  • ماذا هناك؟ قالت بثينة بصوت مضطرب ممزوج بما يشبه القبل لأنها تحاول أن تسترجع إحدى أوراق المقدونس التي أرادت أن تفلت من جحيم فمها متسللة من إحدى فلجات أسنانها المبعثرة والمشدودة إلى بعضها بسلك فولاذي لامع.
  • إنها أقنعة واقية، أجاب معاذ ذو الصلعة الدسمة والبطن الآيل للسقوط الذي يدفعه فضوله لفتح الزرارين الأسفلين من القميص الحريري المخطط ليطل على العالم الخارجي ويستنشق بعض الهواء النقي.
  • وماذا نفعل بها؟
  • نقي بها أنفسنا من أنفلونزا الخنازير، إنها مرض فتاك، وسمعت أنه يصيب النساء أساسا. وقد اقتنيت هذه العلبة وكانت هي الأخيرة في الصيدلية، لأن نساء الحي كما أخبرني المستخدم، كلهن اقتنين الكمامات وبأعداد كبيرة ليحمين أنفسهن من هذه العدوى القاتلة.


قامت بثينة من على طاولة الأكل، ودون أن تغسل يديها ولا أن تنظف فمها اختطفت العلبة من يد زوجها قائلة له:
  • هذه العلبة لي، اذهب وابحث لنفسك عن كمامات أخرى في أرجاء المدينة.


سرعان ما وضعت بثينة القناع فغطى ما يقارب الثلثين من مساحة وجهها المترامي الأطراف، وفي عينيها الملطخة جفونها بكل ألوان الطيف نظرة شماتة واحتقار لميلود الذي بدت عليه علامات الأسى لفقدانه كل رصيده من الكمامات، استدار إلى للجهة الأخرى وهويرسم بحنكيه المهترئين ابتسامة مكر فيها شيء من نشوة النصر. ولم لا وقد انطلت الحيلة على البتول واستطاع أن يخفي وجهها\كمارتها المملة إلى أجل غير مسمى، وانطلق في فرحة مخفية مدفوعا بحسه القومي الصادق نحو جهاز التلفاز ليتفرج على إحدى القنوات المشرقية المختصة في الفن والموسيقى، قبل أن تفاجئه البتول بنظراتها القاسية المنطلقة كاللكمتين من فوق نقابها الحداثي جدا، فشعر معاذ بخيبة أمل كبيرة واتجه نحو غرفة النوم داعيا العلي القدير أن يرفق الوباء الحالي بداء الرمد الحبيبي.

  



03-11-2009

هدر مدرسي يساوي خسارة أمة


هدر مدرسي يساوي خسارة أمة
بعيدا عن لغة الأرقام الحقيقي منها والمزيف، وبعيدا عن هرج الصالونات ومرجه، وبعيدا عن الأماني الخادعة، نتحدث من خضم واقع عنيد عن هدر مرسي بحجم الكارثة، فما أقبح أن نغيّـب فلدات أكبادنا عن متابعة الدراسة، بأي وجه سنواجه المستقبل الذي ينتظرنا في أقرب منعطف، خاصة أن قضية كل توقف قسري لأي تلميذ عن متابعة دراسته يحسب بمقياس الخسارة بسنة ضوئية ضمن سرعة الشعوب الأخرى المتقدمة في مجال التربية والتعليم، وتكون الخسارة أفدح إذا كانت الضحية تلميذة بل تلميذات يعول عليهن ـ على الأقل ـ لتنشئة أسرة حسب مقاس كل مرحلة تاريخية ومتطلباتها، فالمرأة الأم تساهم بشكل وافر في تغيير وجه العالم إلى الأحسن إذا تزودت بالعلم والمعرفة، وقد يكون العكس، فتنغمر في عالم التخلف والخنوع والجهل والشعوذة… عن غير إرادتها، وتجر معها جيلا آخر، فتنتج بذلك دورة التخلف بامتياز، وتتوقف عجلة التاريخ إذا لم تتراجع.
   مناسبة هذا القول انقطاع ثماني تلميذات ـ ممن درستهن ونجحن من المستوى السادس ـ  عن التحاقهن بالثانوية الإعدادية، ثمانية من اثنتي عشر فتاة، بنسبة 66.66%، كلهن زهور متفتحة من أجل التعلم والرقي بذاتهن، كلهن قطعن أشواط الابتدائي بأمان، ويعلمن كم ضحينا معهن  ـ نحن مدرسوهم ـ ليصلن إلى مستوى لا بأس به، لكنهن توقفن عند أول حاجز، أمام أول بوابة انغلقت دونهن بلا سبب، سوى لأن أسرهن فقيرات، سوى لأنهن يقطنن في العالم القروي المهمش، سوى لأن لا أحد فكر فيهن، ولأنه لا أحد يفكر في المستقبل وعواقب انتشار الأمية بين نساء المغرب، إنها حالات معدودة قد يقول البعض، ولكنها نموذج، نموذج يجعلنا كدولة وكمجتمع نخجل من أنفسنا، حتى نحن المدرسين نخجل من وضعيتنا مع التلاميذ، كيف يمكن أن نطلب بعد اليوم من أخريات يسرن على نفس طريقهن أن يجتهدن كما اجتهدت سوالفهن؟ فمن تذكرك اليوم يا سهام ر. ويا نهيلة ق. ويا نهيلة ش. ويا عواطف م. ويا حليمة أ. ويا فاطمة ق. ويا نادية ب. ويا فاطمة ن؟ من سيتذكركن غير أرقام جافة خطها مدير الإعدادية غبر مبال عن غير الملتحقات، وأرسلها نائب وزارة التربية الوطنية للأكاديمية، لتدبج بها الوزارة تقاريرها عن المنقطعات والمنقطيعن؟ هل تذكركم مستشار جماعي باع العنب والقفة معا، واستخلص عائداته وهو يصوت على الرئيس أو على أعضاء مجلس الجهة أو على المستشار البرلماني؟ هل تذكركن عامل الإقليم ووالي الجهة ومدير الأكاديمية الجهوية، هل سأل عنكن مسؤول معني كبر أو صغر شأنه؟ هل تذكرتكن حكومة عباس؟ وهل وهل…؟ بقلب حزين يا تلميذاتي العزيزات أخط خربشاتي هذه ولا عزاء لي ولكن.
  عودة على بدء، نؤكد أن الدولة قامت بمجهود من أجل تقريب المدرسة وهذا من صميم مهمتها، لكنها لم تقرب بعد الإعدادية للجميع، رغم  السعي لتكون إعدادية بكل جماعة قروية على الأقل(يقولون إعداة لكل جماعتين قرويتين)، لكن البعد وصعوبة التنقل  تحول دون تحقيق المبتغى، وليست هناك آلية لمساعدة المحتاجين في هذا الشأن خاصة الأسر المعوزة في العالم القروي، كما أن الأسر بسرعة تستسلم لقدرها دون القيام بمجهود ولو جماعي من أجل التضحية مع بناتهن… إن تخلي أي بنت عن متابعة دراستها كأنه خسارة أمة بكاملها، كأنه عثرة في حفرة نساهم كلنا في وضعها.  
مصطفى لمودن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ  

ماذا جرى يوم 17 أكتوبر بجماعة سيدي رضوان؟


ماذا جرى يوم 17 أكتوبر بجماعة سيدي رضوان؟




وزان:محمد حمضي
 أفادتنا مصادر موثوق منها، بمعطيات دقيقة عن الواقعة التي تتداولها ألسن الساكنة، والتي جرت حلقات مسلسلها الشيق بمقر جماعة سيدي رضوان القروية، الموجودة على مرمى حجر من وزان.
  تقول الحكاية التي شخصتها "مجموعة السوليما" وافتضح أمرها يوم احتفال البشرية باليوم العالمي لمحاربة الفقر، بأن منتخبي الأغلبية المسيرة لدواليب الجماعة القروية، مرفقين ببعض الغرباء، قد توافدوا على غير عادتهم، على مقر الجماعة يوم السبت 17 أكتوبر ابتدءا من الساعة الثامنة ليلا، وهو ما استرعى انتباه المتتبعين للشأن المحلي الذين استغربوا هذا الحضور المفاجئ لمجموعة تداعت أركانها وتصدع انسجامها غير المجاني.
   نفس المصادر استرسلت في فك لغز هذه اللعبة القدرة، حيث أكدت بأن المتحكمين في اللعبة من الخلف دخلوا على الخط من أجل إعادة اللحمة لصفوف الأغلبية، وذلك بدفع مكوناتها(الأغلبية) إلى توقيع شيكات وكمبيالات تكبلهم إلى حين حلول سنة 2015.وبما أن الأمر يتطلب التوثيق بعيدا عن أعين "المعارضة"فقد وقع الاتفاق على مقر الجماعة حتى لا يكونوا بعيدين عن قسم تصحيح الإمضاءات وواحد من موظفيه ليشهد على العبث في جنح الليل.
  ولأن عين المخزن لا تنام، فقد بلغ إلى علم القائد خبر اللقاء المعلوم، يضيف مصدرنا، فكلف أحد أعوانه لجس النبض، فما كان على المجتمعين الذين فاجأهم حضور العون المشار إليه إلا مغادرة مقر الجماعة هروبا في كل الاتجاهات!
     الرأي العام الديمقراطي الذي لا دخل له في الحروب الصغيرة والوسخة بين المكونات المستنسخة للمجلس القروي، يدعو سلطات الوصاية، الإقليمية والمركزية، وكذا القضاء من أجل فتح تحقيق في الواقعة وتسليط ما يكفي من الأضواء عليها، حتى لا يعتقد البعض بأن البلاد تعيش زمن السيبة، وأن تدبير الشأن المحلي مجرد لعب عيال، وحتى يساهم درس التحقيق النزيه في مصالحة المواطنين مع المؤسسات التي لم تعد لها من مصداقية تذكر.


الاثنين، 2 نوفمبر 2009

LA SENSIBILISATION ELEMENT STRATEGIQUE DANS L’ACTION D’ACME.MAROC


LA SENSIBILISATION ELEMENT STRATEGIQUE DANS L’ACTION D’ACME.MAROC
(suite)

IDRISSI  HOUSSAINE

Projet de sensibilisation au sein de la campagne environnante

Pour cette année le Groupe de Travail de Sidi Slimane compte se lancer dans la campagne et particulièrement dans le domaine de l’irrigation pour cela il a préparé un programme d’action, couvrant toute l’année  2010  si toute fois l’ORAMVAG accepte et signe le projet de partenariat que le Groupe de travail de Sidi Slimane ACME/ MAROC, propose dans le cadre de la coopération bilatérale pour affronter le problème de l’eau et de l’environnement au niveau du Gharb, par le biais de la sensibilisation et l’éducation de base .Cadrer le problème de l’eau au Gharb et ses impacts sur l’environnement ,sur les paysans est l’une des  priorité de nos objectifs pour travailler dans l’espace  rural en constante mutation depuis les premières décennies du siècle dernier  dont la négligence  pourra  se solder d’échec probable , tout au moins d’ impacts négatifs  sur l’action  et les engagements de notre association. Notre initiative est de taille ; elle mérite toute  l’attention et la persévérance  car ce n’est pas un rêve ! C’est  pourquoi le Groupe de Travail s’est mobilisé  dans son ensemble en travail d’équipe pour monter  le programme si dessous tenant compte des aptitudes et potentialités en présence comme du temps disponible à sa réalisation

Planning du Groupe de Travail  de Sidi Slimane (ACME /MAROC) 2009 -2010

planning
Cibles
objectifs
activités
§        1er semestre
§        2éme semestre
§        La grande la moyenne et la petite irrigation ;
§        Projet Beht ;
§        ORMVAG / organisation et infrastructures.
- Situation de l’irrigation ; consommation de l’eau à domicile et écoles
-infrastructures ;
-organisation du milieu  et de l’habitat.
Etudes sur terrain
 (cadre Gharb et Oued Beht)
Rapports  sur des douars aux environs de S .Slimane
2010
§        Le petit paysan
§        Les moyens
§        Paysans en difficultés (eau santé)
§        La jeunesse paysannes et compris les scolarisés. Comportements pour affronter les problèmes de l’eau au Gharb

-Problèmes de l’eau à la campagne
-Problème de l’irrigation
-la politique d’irrigation et la réhabilitation
-problèmes de l’exploitation des produits demandant l’eau (exportation d’eau virtuelle)
-sensibilisation touchant  tous les âges : écoliers ; la jeunesse les exploitants
-  campagne de protection de l’eau le domaine d’irrigation
 (sur terrain)
1er semestre

 Se focaliser sur les paysans les plus démunis et touchés par les problèmes de l’eau  (irrigation ; gestion ; pollution   inondations, santé, habitat)
-Gestion de l eau à la campagne (moderne et traditionnelle) 
-Pour une irrigation indépendante et participative  
-Pour une politique rationnelle et opérationnelle au Gharb.
Propositions et alternatives dans une stratégie de changement de comportements et en perspective d’une gestion citoyenne de l’eau et du milieu
        2éme semestre


C’est toute une démarche pleine de défi que se propose d’entreprendre notre groupe  pour réussir cette nouvelle entreprise dans ses activités de proximité : multiplier les réunions, preparer les dossiers sur la situation de l’eau et l’environnement au Gharb, la production agricole en rapport avec l’eau etc. Le bilan est  pour l’instant exhaustif malgré la fatigue qui s’en suit. Toutes les réunions aboutissent à l’élaboration de projets  d’action  qui prennent en considération les potentialités humaines et logistiques  dans la perspective de réaliser le réalisable (voir le planning). L’initiative  s’annonce solide et promettante malgré les  difficultés qu’elle présente : analphabetisme, paupérisme, dispersion de l’habitat, absence d’infrastructure de base !

Les grands volets de notre plan d’action s’articulent comme suit :

                 1-la sensibilisation des masses paysannes autour des maladies que peuvent générer les eaux polluées aussi bien des incidences de la pénuries des eaux face à la consommation croissante .Les moyens seront à créer en coordination avec l’ORMVAG et les paysans eux-mêmes dans une politique de proximité et dans le but de changer les comportements et affronter les problèmes de consommation ,d’usage et de santé .On peut d’orès et déjà  projeter au moins  5 à 8 campagnes de sensibilisation bien encadrées et bien  préparées minutieusement en réponse aux problèmes  mentionnés plus haut.
                      2-études sur le terrain et formation des formateurs ( formation continue) : qui vont en parallèle avec les campagnes de sensibilisation et suppose un plan de travail spécifique pouvant harmoniser l’action sur le terrain avec les potentialités existantes les exigences  du milieu et des populations ciblés .C’est tout un processus de mise à niveau qui est ciblé ici aussi bien des connaissances du milieu (ici la campagne environnante à Sidi Slimane ;la situation hydrique ;usage des eaux aux douars ,aux écoles etc.….) ,des aptitudes des encadrant  des campagnes désensibilisation ( contacts, communication, impact de la proximité et capacité de créer des « relais » assurant le suivi) .Ce volet de notre plan d’action demande  des efforts soutenus  mais aussi la recherche d’experts dans le domaine hydrique , agricole et sociologique pour que le plan aboutisse dans le cadre de la coopération  ACME/ORMVAG selon les clauses de partenariat  en projection.
                 3-création de cadre de travail à long terme qui soit  capable de soutenir l’action sur le terrain comme au niveau de l’action cooperante (ACME /ORMVAG), son but sera d’assurer la continuité au plan d’action  au niveau  de la campagne et au sein des populations ciblées.
Si l’on met de côté la question du temps (ici il est à long terme bien que  précisé en haut) le problème de la logistique se pose avec acuité pour la réalisation du projet de la sensibilisation en milieu rural dans le Gharb et dans le cadre du bassin hydrique de Sebou .ACME  compte sur les potentialités et les moyens de l’ORMVAG ne seraient ce que les centres techniques existants ,les moyens de transport et les supports audio visuels à mettre à  la disposition des encadrants des campagnes de sensibilisation . En absence de ce matériel et moyens la sensibilisation restera au niveau artisanal et sans impact aucun sur les paysans ciblés.
En guise de conclusion 
ACME/MAROC   partant de sa profonde conviction de l’efficience de la sensibilisation n’hésite pas concevoir des plans de travail  au sein des groupes sociaux  tant en ville qu’en campagne pour changer les mauvais comportements en vue de collaborer à la protection de  notre richesse hydrique et notre environnement  menacés par la pollution et la mauvaise gestion  des eaux .Travailler en profondeur à coté des démunis devient un devoir dans le sens de Bourdieu .

الأحد، 1 نوفمبر 2009

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم تنظم وقفة احتجاجية أمام مقر نيابة التربية الوطنية وتصدر بيانا


النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم
تنظم وقفة احتجاجية أمام مقر نيابة التربية الوطنية وتصدر بيانا
أصدر المكتب الإقليمي بسيدي قاسم للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بيانا تصدره شعار يقول:
  " إلغاء المذكرة الوزارية 122 رهين بالمشاركة المكثفة لشغيلة التعليم الابتدائي في الوقفة الاحتجاجية أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي قاسم يوم الأربعاء 4 نونبر 2009 من الساعة 11 صباحا إلى الساعة 12. 
 
 من احتجاجات سابقة لنفس النقابة بنفس النيابة التعليمة (من أرشيف المندونة)
ويضيف البيان الذي توصلنا بنسخة منه:
   عقد المكتب الإقليمي لنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 على الساعة 10 صباحا اجتماعا عاديا لمناقشة حيثيات الدخول المدرسي الجاري خصوصا ما جاءت به المذكرة الوزارية 122 الصادرة بتاريخ 31 غشت 09 والمتعلقة بتدبير الزمن المدرسي بسلك التعليم الابتدائي، وبعد نقاش مستفيض خلص المكتب إلى ما يلي:
1 ـ رفضنا المطلق للمذكرة المشؤومة 122، لكونها لا تخدم لا مصلحة التلميذ ولا الأستاذ (ة) في ظل فضاءات متردية خصوصا بالعالم القروي
2 ـ نحمل وزارة التربية الوطنية والنيابة الإقليمية مسؤولية التعثر الذي ستخلقه هذه المذكرة في حالة عدم إلغائها.
3 ـ دعوة آباء وأمهات التلاميذ وممثليهم من جمعيات وفدراليات إلى التصدي إلى كل ما يحاك ضد المدرسة العمومية عبر شغل الساحة التعليمية بمشاكل هامشية عوض الانكباب على القضايا الرئيسية من برامج ومناهج…
4 ـ دعوة الشغيلة التعليمية بالقطاع الابتدائي بالإقليم إلى تعبئة استعملات الزمن طبقا للتوقيت المعمول به سابقا.
5 ـ الاستنكار الشديد لعمليات الضم والتقليص وفرض إعادة الانتشار بشكل تعسفي، مع ما يخلفه ذلك من مس خطير بالاستقرار النفسي والاجتماعي والمادي لنساء ورجال التعليم الابتدائي.
6 ـ نند بالإقصاء الممنهج الممارس من لدن النيابة الإقليمية بسيدي قاسم في حق نقابتنا ن.م.ت.إ. من حضور أشغال اللجنة المشتركة ضدا على المذكرة الوزارية 21 والمذكرة الوزارية 51.
7 ـ ندعو كافة نساء ورجال التعليم الابتدائي إلى المزيد من الحيطة والحذر والتعبئة للدفاع عن حقوقنا وتحصين مكتسباتنا، وإننا في النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي لمستعدون لخوض كل الأشكال النضالية التصعيدية للدفاع عن كرامتنا.
8 ـ ندعو الشغيلة التعليمية بالقطاع الابتدائي بإقليم سيدي قاسم إلى الحضور المكثف يوم الأربعاء 04/11/2009 على الساعة 11 صباحا أمام مقر النيابة للتعبير عن رفضنا لكل مضامين البرنامج الاستعجالي.
لنناضل جماعا من أجل انتزاع حقوقنا وصون مكتسباتنا.
المكتب الإقليمي