الجمعة، 8 يناير 2010

أي كارثة حلت بالرياضة السليمانية؟


  أي كارثة حلت بالرياضة السليمانية؟
لا يجد شباب وأطفال المدينة غير ساحات متربة على قلتها للممارسة كرة القدم  
مصطفى تيدار(*)
  إن الحديث عن الرياضة بسيدي سليمان يدمي القلوب؛ فالعديد من الطاقات والكفاءات الفتية تنطفئ وتتلاشى موهبتها وفنيتها يوما بعد يوم نظرا لعدم توفر المدينة على المستلزماتالرياضية الضرورية؛ وحتى تلك الموجودة منها في حاجة إلى إعادة ترميم وإصلاح، وينطبق على وضعية التجهيزات الرياضية المقولة المعروفة "آش خصك العريان…؟" هكذا يعلق العديد من سكان المدينة عندما راجت فكرة إنشاء "مسبح أولمبي بسيدي سليمان في بداية آخر عشرية من القرن المنصرملقد مرت 14سنة ولازالت دار لقمان على حالها، فالميزانية الضخمة التي صرفت على المسبح،  لو كانت قد أنفقت على إعادة بعث الملعب البلدي من تحت الأنقاض وتحويله إلى مركب رياضي بكل مستلزماته الضرورية.
  إننا ما فتئنا  ننبه إلى الوضع المزي الذي تمارس فيه الرياضة بمدينتنا…  
انعدام البنية الرياضية مظهر من  مظاهر تخلف المدينة،  وإذا لم يكن في مقدور المسؤولين أن يرسموا متغيرات لهذا الوضع، فقد كان حريا بهم توفير الحد الأدنى مما تتطلبه الرياضة، ونحن نعرف المصير السيئ الذي آلت إليه الرياضة السليمانية عموما
ألم يكن من الأجدر إعطاء الأولوية لمركب رياضييجمع كل الرياضيات التي أقبرت، ككرة السلة و اليد والطائرة والعاب القوى.. بدل مشروع المسبح الأولمبي؟
 إنه نموذج لعقلية التسيير بالمدينة تتحمل مسؤوليته عدة أطراف.
 لقد راحت ضحية هذا التسيير على مدى عدة سنوات أمجاد سيدي سليمان الرياضية، وتبخرت أحلام أجيال في ممارسة رياضية سليمة.
 فكل ما كانت تفتخر به المدينة تلاشى واندثر؛ وحده النادي السليماني للكرة الحديدة بقي شاهدا على أمجاد الأيام الخوالي.  
ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) أستاذ التربية البدنية وفاعل رياضي وجمعوي  

الخميس، 7 يناير 2010

لصالح التلاميذ A(H1N1)التمنيع ضد زكام نيابة التربية الوطنية بسيدي قاسم تشترط توقيع الآباء


لصالح التلاميذ A(H1N1)التمنيع ضد زكام
نيابة التربية الوطنية بسيدي قاسم تشترط توقيع الآباء 
زيادة على  التأخر الحاصل في حَقْـن التمنيع الخاص بالزكام المعروف اختصارا ب A(H1N1) فإن نيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم سيدي قاسم تشترط موافقة الآباء وأولياء التلاميذ كي يتلقى أطفال المدارس نصيبهم من التلقيح.
ذلك محتوى مذكرة نيابية مستعجلة توصل بها مديرو المؤسسات التعليمية، وشرعت مؤسساتهم في تطبيقها عن طريق دعوة الآباء والأولياء للتوقيع والتأكيد على الموافقة.
لكن ذلك في بعض الأحيان أثار ارتياب الآباء والأمهات، فرفض أغلبهم في بعض المدارس الموافقة، متسائلين عن "السر في ضرورة التوقيع"، وأضاف آخرون "هل أن ذلك يعني تملص الجهات المسؤولة من مسؤوليتها في حالة ظهور نتائج غير مرغوب فيها؟"، وبذلك كانت الاستجابة جد ضعيفة.
ومن المرتقب أن يسلم رؤساء المؤسسات التعليمية قائمة التلاميذ المرغوب في تلقيهم التمنيع  إلى المسؤولين عن القطاع الصحي وعقد "اجتماعات" لأجل ذلك، في تواريخ محددة تغطي بداية يناير الحالي، لتحل بعدها فرق صحية بالمؤسسات التعليمية.
وفي نفس السياق سبق للمؤسسات التعليمية أن سجلت "الحالات" المستعجلة التي تتطلب احتياطا خاصا ضد جائحة الأنفلونزا الجديدة، مثل الأطفال الذين لهم مشاكل تنفسية أو مرضى السكري، كما قدم مختلف الأساتذة والأستاذات دروسا تطبيقية حول "أيادي نظيفة"، من خلال الحديث عن شروط الوقاية، كما تسلمت المؤسسات التعليمية وسائل تنظيف، عبارة عن محلول وفوطات ورقية، لكن ذلك كان بكمية قليلة.. علما أن أغلب المؤسسات التعليمية بالعالم القروي خصوصا لا تتوفر على الماء والمرافق الصحية.
وتناقلت وسائل الإعلام ـ خاصة المكتوب ـ أن بعض الحالات عرفت تأثيرات سلبية جراء التلقيح، منها حالتي وفاة بغفساي وحالة شلل في مديونة وحالة وفاة بالمركب السجني بابن سليمان وحالتي وفاة امرأتين حبليين،  وفي آخر بلاغ في الموضوع صادر عن وزارة الصحة نفت فيه "وجود أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الحالات المذكورة والتلقيح ضد الأنفلونزا"، مضيفة أن التلقيح المعني "خضع لكل إجراءات المراقبة الضرورية". لكن الأحاديث تتناسل هنا وهناك مبرزة تخوفات البعض.
ويبدو أن التخوفات من عواقب أنفلونزاA(H1N1) قد ضخمت حسب ما ذكره تقرير صحي أذيع على إحدى القنوات التلفزية الفرنسية، مبرزا أن ضحايا هذه الجائحة أقل بخمس مرات مما تخلفه الأنفلونزا الفصلية، وهذا ما حدا ببعض الأطباء أنفسهم إلى التقليل من مخاطر الجائحة منذ بداية ظهورها، كما أكد لنا ذلك أحد أطباء الأمراض الصدرية بمدينة القنيطرة قبل شهور، مبرزا أنه هو وأبناؤه لن يتعاطى لأي تمنيع حسب ما ذكر، لكن أطباء آخرين بما فيهم التابعين للقطاع العمومي يلحون على تلقي التلقيح.
وقد شرعت وزارة الصحة في حملة التلقيح منذ 29 أكتوبر 2009، واستفاد منها لحد الآن أزيد من منصف مليون شخص.  

الاثنين، 4 يناير 2010

الروائي المغربي رشيد الجلولي يصدر الجزء الأول من روايته "الخوف"


    الروائي المغربي رشيد الجلولي يصدر
          الجزء الأول من روايته  "الخوف"
غلاف الرواية   

              
ا         القصر الكبير: أنس الفيلالي(*)
 
         عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء صدر حديثا الجزء الأول من رواية " الخوف"، المعنون ب »إرادة الحياة ضد إرادة الموت «  للروائي المغربي رشيد الجلو   لي، وهي من منشورات بلاغات بالقصر الكبير – المغرب، ضمن سلسلة نصوص إبداعية. 
 
مبدع الرواية رشيد الجلولي
          تقع  الرواية في 224 صفحة، تضم 50 فصلا، بغلاف معبر  بلوحة "الفيلسوف" للرسام  العالمي رامبراند. وقد خص الدكتور عبد الجبار العلمي هذه الرواية بمقدمة رصد فيها معا     معالم رواية الخوف بقوله: "إن المؤلف يود أن يقول لنا هنا إن الإنسانية مند قابيل وهابيل لم تتوقف يوما عن إشعال فتيل الحروب المدمرة. فكأنها إنما خلقت من أجل التطاحن لصر  والصراع والحروب الفتاكة. إن الرواية بوصفها للحرب بكثير من التفاصيل إنما تقدم إدانةإد    إدانة مرة للواقع المعاصر الملئ بالحروب، وسيادة مبدأ القوة الغابوي … لقد تمكن المؤلف أن يحشرنا في أجواء الحرب ويمالأ نفوسنا بالخوف. الخوف من قتل الإنسان للإنسان."
     تدور أحداث العمل الروائي 
وفق منهج سردي يتداخل فيه الرمزي والأسطوري بالواقعي والخيالي، والغرائبي والعادي اليومي. حيث تتم الإشارة إلى أماكن بأسمائها المعروفة كمدينتي القصر الكبير والعرائش. وأحيانا أخرى يعمد الكاتب إلى عدم تحديدها، فتصبح هلامية تتناغم مع المناخ العام للرواية التي تمتلئ بالأجواء الغرائبية. أما الزمن الروائي للرواية فغير محدد يجعل القارئ يشاغب في الأسئلة عن الزمن الذي يمر به كل حدث من أحداثها.
    و لعل العنوان الشامل الذي اختاره الكاتب لروايته "الخوف"، فإن امتاز بشدة اختزاله، فهو يحمل في طياته معاني وأضداد في العمق محتملة التأويل والتفسير والملاحظة، فهو في الحقيقة اسم لغريزة إنسانية وحيوانية قبل كل شي، هذا الاختيار، بقدرما يثير الدهشة لدى المتلقي، فإنه يبدأ في اللحظة الأولى بولوج عمق الرواية. فمنذ الفقرة الأولى يجد القارئ نفسه في عالم تنضح جوانبه بالحرب والتوحش وبانحدار الإنسان من البشاعة الوجودية التي يصعب تخيلها. في عالم تبدلت فيه موازين القوى الحضارية، فصارت الحضارة العربية هي المتحكمة في مسيرة البشرية.
     كما تلامس الرواية الواقع الحقيقي، بل تشخصه في صوت شخصيات بعضها واقعي: عيسى الشخصية الرئيسية في الرواية /ليلى زوجته/ابتسام ابنه/الخالة مسعودة، وبعض أخر استلهمه رشيد الجلولي من عالمه المتخيل الرمزي بمرجعيات جمالية متعددة، كسفيان الداودي الحاكم الدكتاتور. ليجعل المتلقي جزء من فضاءات زمنية متخيلة يعيش أحداثها وأمكنتها.
   وهذه النمطية الكتابية التي نقش من خلالها رشيد الجلولي عمله الأول، ذات أبعاد تأويلية مختزنة لمفاهيم وأبعاد متخيلة، تمزج بين الواقع والمتخيل دون أن يشعر المتلقي بهذا الاختلاف الواقعي الذي يترك المتلقي يشاكس بالأسئلة عبر الإجابة المتعددة التأويل والاحتمال، فالقارئ مثلا لن يدري ما الحرب التي يقصدها رشيد الجلولي في هذا العمل، أهي الحرب العالمية الأولى أم حرب اجتياح العراق أم حرب أخرى استعملت فيها كذلك الأسلحة الحديثة المتطورة؟ مما جعل النمط الذي انساقت معه الرواية يطغى عليه السحر اللغوي والتأويل الجمالي الفاتن والمنساق مع الفرضيات المتعددة التأويل، على نحو ما نجد في روايات أمريكا اللاتينية على شاكلة كتابات غابريل ماركيز باولو كويلو و خورخي لويز بورخيز.
     رواية “الخوف ”صورة مصغرة لواقع تأثر بنظريات تصادم الحضارات في ظل التغيرات الفكرية التي طرأت على الساحة العالمية وانعكاساتها على الذات تدميراً واغتيالا للفكر والعقل. هذه السياقات الجهنمية التي فشلت في قتل البطل وضعته أمام خيارين: الأول تتلاعب به القوى المادية والعسكرية دون إبداء أي رد فعل، والثاني يعبر عن الغضب كدليل على أن البطل لازالت فيه بقايا أحاسيس وحياة، وإن كان الكاتب قد انتصر للخيار الأخير، حيث نجح بتحالف مع أحد السقائين في إشعال حرب غير مسبوقة، لكنه لم يجعل من العنف والنار أفقين ضروريين من أجل الخلاص من الاستعباد.
     إن رواية الخوف هي رواية جامحة، تنفتح على كل المعارف الإنسانية، حيث يتقاطع فيها الشعري بالفلسفي والسياسي، من خلال توظيف إيحاءات بلاغية مكنته من توظيف الاستعارات والتشبيهات والإنزياحات، وقد نجحت في جعل المتلقي يعيد التفكير في علاقة الإنسان بالسلطة، وييسائل أكثر من الآخر، سواء كان الكون أو الإنسان أو الموت باستبداله بالحب.
    و لعل الرواية مقاربة استشرافية لجذور الإشكالية التي أدت إلى التطرف الفكري، وإلى اختلال موازين القوى في جميع المجالات المبتلية بفوضى الوجدان، وهي دعوة لحوار الثقافات كبديل لصدام الحضارات. وتجيب الرواية عن التساؤلات المطروحة التي تدور حول مفهوم الحرب والخوف وكيفية التخلص من فكرة “أنت لست معي إذن أنت ضدي”.

 إن رواية الخوف في جزئها الأول، هي رواية من أجل الانتصار للحب في صيرورة صراع الإنسان مع المجهول الكبير الذي هو الإنسان بالدرجة الأولى والكون بالدرجة الثانية، إنها إرادة الحياة ضد إرادة الموت.