الخميس، 31 ديسمبر 2009

الدكتور " محمد مجاهد " في مشرع بلقصيري لتشخيص الحالة المرضية للمغرب السياسي. الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في ضيافة جمعية الشعلة للتربية والثقافة


الدكتور " محمد مجاهد " في مشرع بلقصيري لتشخيص الحالة المرضية للمغرب السياسي. 
الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في ضيافة جمعية الشعلة للتربية والثقافة

بلدية بلقصيري 
  
مشرع بلقصيري: حميد هيمة.

يحل الدكتور" محمد مجاهد "، الأمين العامللحزب الاشتراكي الموحد، ضيفا على الفرع المحلي ل " جمعية الشعلة للتربية و الثقافة " – فرع بلقصيري يوم الأحد (03) يناير (2010)، لتدارس وضعية المغرب السياسي الراهن وتحديد اتجاهات انغلاق الحقل السياسي واستخلاص مؤشرات تفاقم الأوضاع  الاجتماعية للبلاد؛ كمحصلة طبيعية للسياسات اللاشعبية المنتهجة رسميا. ويأتي هذا النشاط الإشعاعي  للفرع المحلي " جمعية الشعلة "، في سياق تنامي القلق والارتياب من " المبادرات "  السياسية للدولة المخزنية في اتجاه غلق اللعبة السياسية وعودتها القوية لممارستها القديمة، التي اعتقدنا  متوهمين أنها طويت، في تأسيس الأحزاب الإدارية المدللة، والهجوم على الحريات، والتضييق على الأحزاب السياسية المناضلة؛ و في القلب منها أحزاب اليسار الجذري، ثم ما طرأ من أحداث أخيرا مثل مسرحية المدعوة " أمينتو حيدر " وانعكاساتها على القضية الوطنية…
و المؤسف، أن هذا التردي العام  يزداد تفاقما بفعل ضعف وتشظي الحركة الديمقراطي
 واليسارية على وجه التحديد: الموت الإكلينيكي للكتلة الديمقراطية – التاريخية، ارتباك اليسار في إبداع مبادرات نضالية واكتفائه بردود فعل  تفتقر للفاعلية السياسية، انتشار حروب الطوائف بين تنظيمات اليسار حتى بمفهومه الواسع ،،، الخ.
فهل سيتوفق الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، الدكتور"  محمد مجاهد "، في تشخيص الحالة الصحية للمغرب السياسي الراهن؟ و ما الوصفات العلاجية التي يقترحها " الاشتراكي الموحد " لاستدراك هذا الوضع المأزوم؟
يذكر أن " الحزب الاشتراكي الموحد  " هو ثمرة حركة اندماجية بين تيارات اليسار المغربي ( منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، الديمقراطيون المستقلون، الحركة من أجل الديمقراطية، الفعاليات اليسارية، الوفاء للديمقراطية ). وهو بذلك يولف بين تجارب وآفاق نضالية متنوعة تمتد من الحركة الماركسية المغربية إلى الحركة الاتحادية الأصيلة.
وتجدر الإشارة ، إلى أن  مدينة مشرع بلقصيري تحولت  إلى كعبة  يقصدها المؤمنون بقيم  اليسار الخالدة، لتدارس الوضع السياسي الراهن واحتمالات تطوره في الاستقبال؛ حيث كان من المقرر يوم الجمعة المنصرم (25) دجنبر (2009) تأطير نشاط إشعاعي أخر من لدن الدكتور " اسماعيل العلوي "، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في موضوع " المغرب السياسي: الراهن والمستقبل "؛ غير أن الاضطرابات الجوية  فرضت تأجيل هذا النشاط السياسي إلى موعد لاحق. وكنا قد أشرنا، في إعلان سابق،  إلى أن الدولة قد عدلت من آليات محاربة القوى اليسارية، لكنها تفاجأت، أي القوى اليسارية، بمحاربة " الطبيعة " لها. فهل ستغضب الطبيعة، أيضا، على"محمد مجاهد"؟
بطاقة تقنية للنشاط الإشعاعي :


 * التنظيم :  " جمعية الشعلة للتربية والثقافة " – فرع بلقصيري .
* الموضوع : المغرب الراهن إلى أين ؟
* المؤطر : محمد مجاهد ، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد .
* الزمن : يوم الأحد ( 03) يناير (2010) ابتداء من الساعة الثالثة (15h.) بعد الزوال .
* المكان : قاعة الحفلات ببلدية مشرع بلقصيري.
ـــــــــــــــــــــــــ


سنــــة ســـعـــيـــدة!


سنــــة ســـعـــيـــدة!
 
 
بمناسبة حلول سنة ميلادية جديدة تحمل رقم 2010، تتقدم مدونة سيدي سليمان بأحر التهاني لكافة قرائها الأعزاء، متمنية للجميع السعادة وراحة البال.  
كل عام وأنتم بألف خير
 
 *************
الحلزون رجل (عفوا، حشرة) السنة    
بما أن كل شيء عندنا يسير ببطء شديد قررنا هذه السنة تكريم الحلزون، وتسمية السنة المنصرمة بعام الحلزون، وقد أعطيناه الكلمة بهذه المناسبة، فقال: 
"سنة سعيدة!.. آه كم هي السنة قصيرة!
لم أتمم كل الأعمال التي قررت إنجازها، من قال أن العام طويل؟…
ولو كنتم تسيرون ببطء سيصلكم راسْ العامْ وأنتم في الطريق!..
لنكمل معا المشوار دون توقف..
لا تستهينوا بي أنا الحلزون، بدوري أسير وأسير."

الوفاء وتكريم العطاء حفل على شرف الأساتذة المتقاعدين


 الوفاء وتكريم العطاء
حفل على شرف الأساتذة المتقاعدين
جمعية مدرسي التربية البدنية والرياضة بمدينة سيدي سليمان في موعد متجدد 
صورة جماعية (بقية الصور أسفله)
ذ. مصطفى تيدار(*)
لا يمكن لهذا اليوم أن يكتمل دون أن يحفظ  لحظة منفردة هي لحظة قصيرة بمقياس الزمن،لكنها تذكر بعمر طويل من العمل والعطاء، إنها أمسية من أمسيات الوفاء، وهي لحظة رائعة قامت بها جمعية مدرسي التربية البدنية والرياضة بمدينة سيدي سليمان تجاه زملائهمالمتقاعدين والفاعلين محليين تقديراً للمجهودات التي بذلوها، و لكي تحيى الكلمة لابد من تقدير العمل والجهد، لكي يزداد العطاء ويكون التواصل سمة التقدير للأجيال القادمة..
إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن نتقدم بالشكرالجزيل إلى أساتذتنا وإخواننا وزملائناالمتقاعدين، وللفاعلين المحتفى بهم، الذين ساهموا بإخلاص و فعالية في خدمة التربية البدنية والرياضة، من خلال عطاءاتهم ومجهوداتهم على مر سنوات عملهم وعمرهم، سنظل لكم أوفياء، نذكر لكم فضلكم وسابقتكم في العمل بتفان، وفي التكوين والتدريب،  ونحن إذ نكرمكم اليوم بجوائز  تذكارية قد تكون رمزية، لكننا نهدف إلى التكريم المعنوي.  
   وأنتم  تستقبلون، أو استقبلتم،  مرحلة جديدة من مراحل الحياة، والتي نأمل أن تخصصوا لنا منها بعض الوقت للاستفادة من خبرتكم، لقد زخرت هذه الأمسية بالكثير من الذكريات والأحاديث التي تأخذ بزمام بعضها البعض في نسق جميل وتسلسلٍ أخّاد ، تاركة لنا رصيداً قيماً من التاريخ الرياضي لهذه المدينة، الذي يجب أن يؤرخ ويؤخد بعين الاعتبار، فلا يمكن للحظة كهذه أن تحيط بكل هذا الجهود وبكل هذا الحضور المشرق الذي يشيعه أساتذتنا وكل  الفاعلين الرياضيين…لا يمكن لهذه اللحظة أن تختصر مسارا حافلا في حياة المحتفى بهم المهنية والرياضية والإنسانية، إذ أن آثارهم ممتدة وعليها أن تبقى في الزمن والمكان.
فكل تاريخ سجل حافل، و كل سنة ذكريات مجيدة، هي كلمات صادقة منا أليكم أحبتنا،  تحمل من دلالات الوفاء أقصاها ومن معاني المودة أبلغها…
ونسأل الله أن يكتب لنا و لكم التوفيق والسداد والرفعة، ولكم منا كل تقدير والعرفان، ولكم منا جزيل الشكر.
                                 والسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كلمة ألقيت بمناسبة حفل التكريم   

صور عن حفل التكريم:



 













الوفاء وتكريم العطاء حفل على شرف الأساتذة المتقاعدين


 الوفاء وتكريم العطاء
حفل على شرف الأساتذة المتقاعدين
جمعية مدرسي التربية البدنية والرياضة بمدينة سيدي سليمان في موعد متجدد 
صورة جماعية (بقية الصور أسفله)
ذ. مصطفى تيدار(*)
لا يمكن لهذا اليوم أن يكتمل دون أن يحفظ  لحظة منفردة هي لحظة قصيرة بمقياس الزمن،لكنها تذكر بعمر طويل من العمل والعطاء، إنها أمسية من أمسيات الوفاء، وهي لحظة رائعة قامت بها جمعية مدرسي التربية البدنية والرياضة بمدينة سيدي سليمان تجاه زملائهمالمتقاعدين والفاعلين محليين تقديراً للمجهودات التي بذلوها، و لكي تحيى الكلمة لابد من تقدير العمل والجهد، لكي يزداد العطاء ويكون التواصل سمة التقدير للأجيال القادمة..
إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن نتقدم بالشكرالجزيل إلى أساتذتنا وإخواننا وزملائناالمتقاعدين، وللفاعلين المحتفى بهم، الذين ساهموا بإخلاص و فعالية في خدمة التربية البدنية والرياضة، من خلال عطاءاتهم ومجهوداتهم على مر سنوات عملهم وعمرهم، سنظل لكم أوفياء، نذكر لكم فضلكم وسابقتكم في العمل بتفان، وفي التكوين والتدريب،  ونحن إذ نكرمكم اليوم بجوائز  تذكارية قد تكون رمزية، لكننا نهدف إلى التكريم المعنوي.  
   وأنتم  تستقبلون، أو استقبلتم،  مرحلة جديدة من مراحل الحياة، والتي نأمل أن تخصصوا لنا منها بعض الوقت للاستفادة من خبرتكم، لقد زخرت هذه الأمسية بالكثير من الذكريات والأحاديث التي تأخذ بزمام بعضها البعض في نسق جميل وتسلسلٍ أخّاد ، تاركة لنا رصيداً قيماً من التاريخ الرياضي لهذه المدينة، الذي يجب أن يؤرخ ويؤخد بعين الاعتبار، فلا يمكن للحظة كهذه أن تحيط بكل هذا الجهود وبكل هذا الحضور المشرق الذي يشيعه أساتذتنا وكل  الفاعلين الرياضيين…لا يمكن لهذه اللحظة أن تختصر مسارا حافلا في حياة المحتفى بهم المهنية والرياضية والإنسانية، إذ أن آثارهم ممتدة وعليها أن تبقى في الزمن والمكان.
فكل تاريخ سجل حافل، و كل سنة ذكريات مجيدة، هي كلمات صادقة منا أليكم أحبتنا،  تحمل من دلالات الوفاء أقصاها ومن معاني المودة أبلغها…
ونسأل الله أن يكتب لنا و لكم التوفيق والسداد والرفعة، ولكم منا كل تقدير والعرفان، ولكم منا جزيل الشكر.
                                 والسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كلمة ألقيت بمناسبة حفل التكريم   

صور عن حفل التكريم:



 













الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها


المستفيد الأول من الحوار الاجتماعي النقابات نفسها 
حصلت النقابات "الأكثر تمثيلية" على المزيد من العدم، من النتائج المترتب عن "الحوار الاجتماعي" الأخير، رفع نسبة الدعم الحكومي لهذه النقابات من 15 إلى 20 مليون درهم، وبذلك يظهر أن النقابات هي من خرج "منتصرا" من مراطون المفاوضات الأخير، هذا ما أعلن عنه اليوم الثلاثاء 29 دجنبر 2009، وقد أظهرت القناة الأولى التي أذاعت الخبر الوزير الأول وبعض أعضاء الحكومة في مقابل الزعماء النقابيين، والجميع تبدو عليهم علامات الانشراح، في انتظار توضيح كل الملابسات في غضون ساعات أو أيام قادمة.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية بعض "المتكسبات" الأخرى، كحذف السلاليم الدنيا من 1 إلى أربعة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 2200 درهم، ودفع تعويضات للعاملين في العالم القروي النائي تصل إلى 700 درهم بدون ضرائب، وذلك بأثر رجعي يبتدئ من فاتح يناير 2008، وتم الحديث كذلك عن إجراءات تهم الرفع من قيمة التعويض عن المرض بالنسبة للقطاع الخاص… ويدو أن النقابات لم تنجح في مطلبها الداعي إلى الرفع من الأجور بما يناهز20 %، ولم تحصل على مسعاها الرامي إلى الرفع من عدد المترقين في بعض القطاعات كالتعليم، الذي راكم أعدادا هائلة طال انتظارها ضمن الكوطة الجاري بها العمل..
 وعليه يحق للشغيلة أن تتساءل الآن:
 ـ هل ستستمر بعض النقابات في الجري وراء تحصيل عائد بطائق الانخراط ، والحال أنها تمنح أموالا مهمة من دافعي الضرائب المغاربة؟ 
ـ هل ستقوم النقابات التي تحصل على الدعم المذكور بدورها التأطيري للعمال والمستخدمين والموظفين (على الأقل منخرطيها) فيما يخص التوعية القانونية والتشريعية، والتكوين حول السلامة والوقاية من مخاطر الشغل، وهل ستسعى لتتوفر على مقرات مناسبة تضمن الراحة أثناء الاجتماعات؟ وهل ستنكب على اقتناء أدوات لوجستيكية للعروض والتثقيف تغير حالة البؤس التي توجد عليها بعض المقرات؟

بنصميم في القناة الثانية هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟


بنصميم في القناة الثانية   
هل سيفتح ملف تفويت ماء العين من جديد؟  
عرضت القناة الثانية المغربية لموضوع قرية بنصميم في معرض نشرتها المسائية ليوم الإثنين 28 نونبر، وقد كانت مادة إعلامية متوازنة بخلاف ما سبق أن عرض في الأجهزة الرسمية، جاء في التقرير صور من عدة وضعيات للقرية ومجرى الماء والعين ومعمل التعبئة الذي يتم بناؤه وقد شيدت الطريق الموصلة إليه، كما تحدث المذيع عن الأضرار المنتظرة التي ستلحق ساكنة القرية ال3000 نسمة في حالة ما إذا تم تحويل الماء إلى المعمل، وأدلى علي الطاهري من سكان القرية برأيه في الموضوع، مبرزا نفس المخاطر، ثم فاعل جمعوي سرى على نفس الاتجاه، ومهندس حلت عليه الكاميرا في مكتبه ليتحدث عن رأي الجهة المسؤولة، لكنه كان متدبدبا، بحيث ذكر أنهم يمكن ان يوقفوا المعمل غذا ما تجاوز حصته المسموح له بها! فهل يعني هذا بداية إعادة النظر في الموضوع ، على جمعية التعاقد العالمي للماء (ACME – Maroc)  أن تتحرك باستمرار لمساندة السكان، في وقت يتم في الحديث عن إعادة فتح الملف من جديد من قبل "وكالة حوض سبو" للماء، الجهاز الرسمي المسؤول عن الماء في المنطقة، وتجدر الإشارة أن شركة أجنبية حصلت على تفويت بموجبه "يحق " لها ملأ  قنينات الماء من العين وبيعها، مما جعل السكان يدخلون في حركات احتجاجية عرفت مدا وجزرا منذ 2002، وتدخلت جمعيات وطنية وأجنبية على الخط مساندة لمطالب السكان.    

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

عاشوراء بين النار والماء من قطرات الماء الرمزية إلى الرشق بالبيض


عاشوراء بين النار والماء   
من قطرات الماء الرمزية إلى الرشق بالبيض
مصطفى لمودن   
كيف تتحول عادات الشعوب وتخلق أخرى؟ كيف تصبح بعض التقاليد ممارسة متجذرة في بعض الأوساط؟ أسئلة كثيرة تتناسل من خلال ملاحظة ظواهر تنقرض وأخرى تتناسل… مناسبة هذا الحديث ما أصبحنا نلاحظه من سلوكات أقل ما توصف به أنها غريبة، وأقصى ما تنعث به أنها تسيب وفوضى، وبينهما مواقف تختلف من شخص لآخر في قراءة لهذه الظواهر.  
    هذه الأيام وبعد انتهاء مناسبة عاشوراء المعروفة لدى المغاربة، وقد يعتبرها البعض مناسبة "دينية" أخرى، هناك من يصوم يوم أو يومين بالمناسبة، وهناك من يعد لها عدة خاصة؛ ذبيحة غالبا ما تكون من الطيور الداجنة! هناك من يحرص على اقتناء الفواكه الجافة، والجميع يشتري لعبا للأطفال((sauf les déconnectés، وتسمع في الأوساط الشعبية التهاني بمبروك "العواشر" (مصطلح له قداسة يقال في المناسبات الدينية)، إنها مناسبة يستغلها كذلك التجار وباعة المناسبات لترويج سلع خاصة بمناسبة عاشوراء، بل حتى بعض الجماعات المحلية تستفيد عبر كراء محلات مؤقتة للتجارة في فضاءات عامة… في خلطة تجمع بين "المقدس" والأسطوري والاقتصادي والاجتماعي.. تنتهي بإشعال نار وسط هدوء الليل وسواده؛ تحمل النار عدة دلالات، تعني حرق مرحلة وبداية أخرى، تعني احتفالا مترسبا في اللاوعي الجمعي بعد نصر أو نجاح أو إحياء ذكرى أو مجرد الحصول على صيد ثمين.. تعني ترك فرصة للأطفال ـ مشعلي النار ـ لتجريب المخاطر والاستعداد لها، عبر القفز على النار والمرور وسطها. قد تعني إنارة قوية لمجال إنساني يعاني ظلمة وضيقا وحزنا دفينا، كما هو عليه حال الشيعة، وهم يحيون كل سنة مأساة قتل الحسين بن علي، حفيد الرسول (ص) ونجل فاطمة ابنته.  
  ليس هناك شك في أن بعض الممارسات الشيعية بقيت مستمرة في المجتمع المغربي، وقد دخل التشيع مع أولى الهجرات المشرقية إلى المغرب، ومن أبرز ذلك الدولة الإدريسية التي تأسست في نهاية القرن الثاني الهجري بالمغرب، فقد وصل المولى إدريس الأول إلى المغرب سنة 172 هجرية (788ميلادية)، فرارا من بطش الدولة العباسية، وبذلك أسس ما يمكن أن نطلق عليها وصف الدولة الشيعية بالمغرب(788 – 974م.)، كما عرف المغرب في بعض أطرافه إمارات شيعية في بعض الأحيان، مثل ما وقع مع الدولة "الأباضية" التي كان لها امتداد في شرق المغرب، وقد استمرت 120 سنة، بين منتصفي القرن الثاني والثالث الهجري… وعليه يمكن التأكيد على أن المجتمع المغربي لا تخلو منه بعض المظاهر المترسبة من "ظواهر" لها امتداد شيعي، رغم انمحاء هذا المذهب الديني من قبل الدول المتعاقبة على حكم المغرب، خاصة الدولة المرابطية ثم الموحدون… الذين فرضوا الدين الرسمي للدولة والذي لم يكن شيعيا.
لهذا استمر الاحتفاء ب"عاشوراء" لدى الأوساط الشعبية، دون الحديث عن معنى الرموز والدلالات التي تحملها عند الشيعة في مناطق أخرى من العالم الإسلامي؛ بما تعنيه من تذكر وتذكير بخلافات حادة دموية وقعت في التاريخ الإسلامي بين الطوائف المتصارعة فيما بينها، واندحار الشيعة والتنكيل بهم.
   وبما أن الحياة مستمرة، ليس من طبيعة العقلاء الاستمرار في الحزن والتعبير عنه، تنتهي الذكرى فينتهي كل شيء له علاقة بالموضوع (نار ـ بكاء ـ عويل ـ شق الصدور وضربها… كما هو  حاصل عند الشيعة) لينصرف الناس لشؤونهم. وهكذا كان الناس يصبحون في اليوم الثاني من عاشوراء على "يوم زمزم"؛ "زمزم" بئر في منطقة مكة، به ماء عذب زلال، وأكيد يحمل بدوره معنى روحيا لدى المسلمين واعتبارا دينيا كباقي الرموز والأماكن التي توجد في مكة والمدينة بالحجاز وغيره…
       تعودنا ونحن صغار أن تجلب بعض النسوة (خاصة الجدات) ماء "جديدا" من مصدر الماء المتوفر في الصباح الباكر، ويقمن برش أماكن في البيت برشات خفيفة، ويحرصن على تسليط قطرات على كل أفراد الأسرة حتى من لا يزال في فراشه (خاصة الأطفال)، فالماء هنا له معنى الإطفاء، إطفاء حريق نار عاشوراء، إطفاء الغضب والحزن، لكنه ليس كأي ماء، فهو يحمل اسم "زمزم"، لهذا لا يتضايق أحد من ذلك، بل يتقبله بصدر رحب، ويتضاحك الأفراد ويتسلون لبعض الوقت داخل بيوتهم وليس في الشوارع والأزقة كما أصبح يقع بعد ذلك..
 في يوم "زمزم" انطلاقا من نهاية السبعينيات تغير الأمر في المغرب، وأصبح هذا اليوم يعني إغراق المارة بالمياه، إفراغ أصطل على الناس وهم يتمشون في الشوارع، لا يستثنى من ذلك أحد، أكان رجلا أو امرأة، طفلا أو شيخا أو مسنا أو مريضا أو معافى… خاصة في الأحياء الشعبية.
   لكن آخر صيحة وأخطرها لجأ لها الآن مراهقون طيلة أيام، وبعد عاشوراء، هو رشق المارة بالبيض! أمام المؤسسات التعليمية وفي الشوارع المتفرعة عنها، يقف "جيش" من الشباب والأطفال يضعون في أكفهم بيضا (منه المتعفن) يختارون ضحاياهم بعناية ليلطخوا رؤوسهم وملابسهم عبر ضربهم بالبيض، شاهدت كيف اعترض شاب فتاة في غفلة منها وأزاح سترة عن رأسها ليلطخ شعرها بحمولة بيضة تعني الكثير لفاقد غذاء يدفئ الجسد، أمام المؤسسات التعليمية بقايا قشور البيض وبقع داكنة بالشوارع، أطفال يتمشون في هرولة فزعين متخوفين عائدين إلى منازلهم، كما عاينت ذلك في مساء اليوم الثاني عن انقضاء "يوم زمزم"!… وقد حرصت على متابعة الظاهرة بالشارع.
 فكيف وقع هذا التحول الغريب؟
   يصعب وضع تفاسير لذلك، هذا يتطلب مجهودا من قبل عدة مؤسسات بحث، لعل أهمها ذات الاختصاص العلمي كعلم الاجتماع وعلم النفس..
هل هو استهانة بوضعية الآخرين وعدم احترامهم وإيذائهم تحت ذرائع واهية لا يتقبلها العقل والمنطق؟ هل الشباب "المقترف" لهذا الفعل الغريب يسعى للتعبير عن تواجده عن طريق عنف ـ غير منظم طبعا ـ مغلف بمسحة دينية يعتقد أنها تجيز له ذلك؟ هل ذلك "صرخة قوية" لرغبة في تواصل مفتقد خاصة بين الجنسين؟
   الإشكالية المطروحة الآن هي كيف يمكن مواجهة الظاهرة؟ فهي تستمر لأيام، وتتحول إلى ابتزاز في بعض الأحيان، وتثير قلق الأسر وهي تتخوف على أبنائها من وقوع حوادث تصادم وتبادل للعنف…
 هل يمكن معالجة هذه المعضلة عن طريق المؤسسات التربوية كالمدرسة والأسرة…؟ هل يجب أن يتدخل في الأمر "الجهاز الأمني" ليقع في شبه مطاردة غير مجدية بالشوارع (مطاردة الأشباح)؟ رغم أن حمايته للفئات الضعيفة ضرورية في هذه الحالة، كالأطفال الصغار والبنات… وأي دور للمؤسسات الدينية في الأمر كالمجالس العلمية؟…نسجل بكل أسف غياب مؤسسات للحوار المجتمعي في المغرب، وذلك راجع لتراكمات خاطئة كانت باستمرار تريد عزل المجتمع والتحكم فيه عن طريق مراقبته باستمرار ومنع فرص الحوار والنقاش، الآن يجب إعادة النظر في وسائل  التنشئة الاجتماعية والتربوية ومناهجها (الأسرة، المدرسة ، الإعلام، المجتمع المدني…) لتناقش كل المواضيع المطروحة وتتاح الفرصة للجميع ليعبر عن وجهة نظره.
في الختام ندعو كل الشباب الذي يسيء  للآخرين في هذه المناسبة التوقف عن ذلك والبحث عن وسائل أخرى للتعبير عن ذاته، ونفس الدعوة نواجهها لجميع الجهات المختصة بقضايا المجتمع لتوفر للشباب الفضاءات المطلوبة ليفجر طاقته الثقافية والفنية والرياضية… بعيدا عن التشنج والفوضى.

الأحد، 27 ديسمبر 2009

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان تجديد المكتب الفرع


الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان
 تجديد المكتب الفرع
انعقد جمع عام لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان من أجل تجديد مكتب الفرع المحلي يوم الأحد 27 دجنبر بالخزانة البلدية تحت إشراف عتيقة الضعيف عن المكتب المركزي للجمعية وبحضور أحمد السعداني رئيس الفرع الجهوي لجهة القنيطرة، وقد صادق الجمع العام بإجماع الحاضرين على التقريرين الأدبي والمالي، باستثناء تحفظين عن التقرير الأدبي. 
  

وأسفر التصويت السري عن فرز 9 أعضاء هم:
ـ فتيحة العماري
ـ الحسين الإدريسي 
ـ فاطمة الوديي
ـ مصطفى بريول 
ـ مصطفى لمودن
 ـ عز الدين عزيز
ـ فاطمة العواد
ـ إدريس الخارز
ـ مليكة الكرز
ومن المرتقب أن يوزع أعضاء المكتب المهام فيما بينهم في غضون أيام قليلة. 
 جانب من الحضور للجمع العام 
 
انتهاء مهام أعضاء المكتب السابق على تحايا القاعة وترديد شعارات تنوه بالجمعية 
  
فرز الأصوات
وبعد ذلك وزع الأعضاء المهام فيما بينهم كالآتي:
المكتب الجديد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمانـ الحسين الإدريسي (الرئيس)ـ  فاطمة الوديي نائبته ـ فتيحة العماري)الكاتبة) ـ مصطفى لمودن (نائبها) ـ مصطفى ابريول (الأمين) ـ عز الدين عزيز نائبه / مليكة الكرز ـ إدريس الخارز ـ فاطمة عواد (مستشارون مكلفونبمهام)، وكما أشرنا سابقا فقد انعقد جمع عام من أجل ذلك يوم الأحد 27 دجبر.

وزان قرية سيدي بوصبر تغرق


وزان                  قرية سيدي بوصبر تغرق
محمد حمضي  

 
صور من المنطقة، طرق جرفتها أمطار الفصل المنصرم بقيت على حالها
 علمنا  أن مركز قرية سيدي بوصبر التابعة إداريا لنفوذ إقليم وزان المستحدث أخيرا، قد عزلت تماما عن باقي المناطق المجاورة وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة.
  في هذا السياق أكد السيد إدريس المغراوي المستشار الاتحادي بمجلس الجماعة المذكورة بأن الأمطار التي تهاطلت على القرية تسببت في عزل مركز الجماعة عن العالم الخارجي، كما خلفت خسائر مادية فادحة على مستوى البنية التحتية الهشة بعد أن جرفت المياه العائمة المنازل والمتاجر وأتت على ما يسمى بالطرق.
   الايجابي في هذه التساقطات المطرية التي أنقدت الموسم الفلاحي وبالتالي أنقدت المآت من سكان القرية من التشرد، بحكم أن الفلاحة البورية وبالطرق التقليدية تعتبر مورد عيشهم الوحيد، ليس هو غزارتها أو ما ترتب عنها، ولكنها شكلت مناسبة عرت عن الوجه الحقيقي للمتلاعبين بمصالح الساكنه الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الجماعة. ولاشك أن الغياب المطلق للمجلس القروي والسلطات الحلية والإقليمية. وترك السكان يواجهون  محنتهم و مصيرهم لوحدهم  اليوم ما هو إلا فصل من فصول مسرحية انطلق شوطها الأول يوم 12 يونيوه الأخير.
   يذكر بأن السكان يعيشون العطش في عز الفيضانات، بل رغم اتكاء قريتهم على ضفاف ثاني أكبر سد في إفريقيا، علما أن عامل الإقليم أعطى منذ شهر الإشارة للصنابير لتروي عطشهم، صنابير ستجف ما أن غادر الوفد الرسمي القرية ! يقول المستشار الاتحادي. 
تتوفر المنطقة على مناظر طبيعية هائلة