الخميس، 24 ديسمبر 2009

جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم


جمعيات تربوية في حالة " شرود " قانوني بإقليم سيدي قاسم
حميد هيمة 
ذكرت تقارير إعلامية أن هناك خمسين(50)جمعية ذات طابع تربوي في وضعية غير قانونية بسيدي قاسم، على خلفية عدم التزامها بتجديد مكاتبها طبقا للمقتضيات القانونية ذات الصلة بقانون الجمعيات. و أشارت يومية " الأحداث المغربية "، في عددها ( 3910) بتاريخ (11/12/2009)، في تقرير  لها حول الموضوع، أن عدة فعاليات نقابية طالبت بإصدار مذكرة نيابية تطالب فيها بضرورة تجديد مكاتب جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ في المؤسسات التعليمية الخاضعة لنفوذ النيابة الإقليمية لسيدي قاسم . ووفقا لتصريح السيد رئيس فيدرالية جمعياتالآباء و أولياء التلاميذ بالنيابة، للجريدة المذكورة، فإن هناك ما يقارب من (50) جمعية في وضعية غير قانونية. ورغم الوضعية " غير القانونية " لهذه الجمعيات، فإنها تستأنف، في بداية كل موسم دراسي، استخلاص رسوم الجمعية من التلاميذ، وتستنكف عن القيام بدورها  في تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي والمادي للمتعلمين والمتعلمات حسب التقرير الصحفي المذكور. يذكر أن " المخطط الاستعجالي"  يراهن علىالمجتمع المدني من أجل تصريف أهدافه الراميةإلى إصلاح اختلالات المنظومة التربوية، بحسب  ما أكدته تصريحات الجهات الوصية على القطاع. و السؤال المطروح: هل يمكن المراهنة على بعض الجمعيات، التي تتخبط في مشاكل قانونية وتفتقر لأفق وتصور واضحين، من أجل إعطاء نفس جديد للمدرسة العمومية ؟

أصحاب المعــــــالي


أصحاب المعــــــالي

   
رضا سكحال

هيأت أقلامي
و وضعت الأوراق أمامي
فبدأت أكتب عن أصحاب المعال
فجأة دخل المسؤول بيتي
ومزق مقالي
فتش بيتي فوجد كتبا ودفاتر
قال لي بصوت خافت لم أفهمها
سيرسلونك إلى المخافر
وبعدها إلى المقابر
بعد تفتيش دقيق وجد دفتر 
تفحصه فوجد خطي أحمر
حرر المحضر و أرسلني إلى المخفر
هناك وجدت رفيقا يعذب  ورفيقا يضرب
و رفيقا يحتضر
فعقد جهاز الأمن مؤتمر 
فقرروا مصادرة جميع الدفاتر
و اغتيال أصحاب الضمائر
قرروا قطف كل الأزهار
وتمزيق الدواوين والأشعار
قرروا باختصار
إعدام كل الثوار
بعد لحظة وحين
وجدت أبيات المستشهدة
و أوراقي الممزقة
و أقلامي المهددة
  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هته القصيدة تذكرني في أيام لطالما اشتقت إليها وعشقتها
كتبتها في القنيطرة سنة 2008 في الحي الجامعي
أهديها إلى جميع رفاقي
إلى روح الشهيد آيت الجيد محمد بنعيسى
إلى من اتخذوا من الفكر والممانعة سلاحا في زمن التخاذل والتراجع
إلى المعتقلين السياسيين بالبلاد
إلى أصغر معتقلة سياسية: زهراء بودكور.

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

المجلس الإداري الثامن للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير


المجلس الإداري الثامن للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا زمور زعير
المطالبة بالرفع من قيمة الميزانية لتنفيذ برنامج العمل متوسط المدى وتسجيل خصاص كبير في المواد البشرية.
 
جانب من المجتمعين أعضاء المجلس الإداري 
الرباط: عبد الإله عسول
ركزت تقارير اللجان المنبثقة عن المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للرباط سلا زمور زعير، خلال انعقاد دورته الثامنة  بمقر الولاية يوم الاثنين 7 دجنبر 2009، ركزت على المطالبة بتفعيل عدد من التوصيات من أبرزها سد الخصاص في الموارد البشرية بالجهة، خصوصا بنيابتي التربية والتعليم بسلا والخميسات، والعناية بالمؤسسات العتيقة التي تعتبر إرثا تاريخيا يجب الحفاظ عليه، خلق مركبات تربوية بالعالم القروي، انجاز أقسام تحضيرية بتمارة وإعطاء المزيد من الاهتمام للجانب المادي والاجتماعي للأسرة التعليمية.
من  جهة أخرى، طالب ممثل مفتشي التعليم الثانوي بالاهتمام أكثر بالعمق التربوي عبر مراجعة البرامج وخطط التكوين بناء على حاجيات المدرسين، مسجلا أهمية المذكرة الوزارية 157 التي قامت بتخفيف بعض المواد من خلال حذف بعض الدروس، مقدما مقترحا يتعلق بإعادة النظر في الترقية بالأقدمية، لكونها في نظره تساعد على الاستكانة لدى الأطر العاملة، وجعل الترقي مرتبطا بالتكوين والمردودية، وهو مطلب لم يشاطره فيه ممثلو هيأة التدريس الذين اعتبروا الترقي بالأقدمية حقا مكتسبا، أسوة بالترقي بالشهادات الجامعية والامتحانات المهنية، مؤكدين في نفس الوقت على أهمية فتح أبواب الجامعات في وجه أطر التعليم، بما سيساعد على  الرفع من كفايايتهم التربوية والتعليمية.
وطالب ممثل هيأة مفتشي الابتدائي بتمكين هذه الأخيرة من وسائل العمل (النقل، انترنيت..) حتى يقوم المفتشون بدورهم الأساسي في المراقبة والتتبع، كما طالب بوضع برنامج التكوين المستمر تحت إشراف هذه الهيأة احتراما لما ينص عليه النظام الأساسي لموظفي التعليم ولاختصاصات الهيأة نفسها، وبإحداث منصبي كاتب عام ومفتش عام للاكاديمة أسوة بهيكلة الوزارة .
وتميزت الدورة التي تزامنت مع وفاة أحد أعضائها المقاوم عثمان جوريو، عن سن يناهز 93 سنة وهو من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، ومن أعمدة التعليم  بالبلاد، تميزت بكلمة ألقاها وزير التربية أحمد اخشيشن بصفة رئيسا للمجلس الإداري، أكد فيها على "أن طريق الإصلاح شاق وطويل"وأن "حجة نقص الإمكانات أصبحت غير ذي موضوع بعد الدعم الحكومي غير المسبوق" مشددا على ضرورة تجاوز التدبير البيروقراطي واعتماد القرب واللاتمركز إلى أبعد مدى ممكن.
مديرة الأكاديمية لتربية والتكوين التيجانية فرتات، قدمت عرضا تناول الحصيلة المؤقتة لانجاز ميزانية 2009، مخطط العمل لسنة 2010، وحصر مشروع الميزانية الأولية لسنة 2010.
حيث أكدت أن سنة 2010ستعرف برمجة مشاريع منبثقة أساسا من البرنامج الاستعجالي، كما طالبت من مختلف الشركاء ومن الحكومة، العمل على تقليص الفرق المسجل بين الحاجيات التي رصدها برنامج العمل المتوسط المدى والميزانية المرصودة(ناقص 111،650880مليون درهم في ميزانية الاستغلال وناقص 669،710300مليون درهم في ميزانية الاستثمار )، والأخذ بعين الاعتبار  حجم الخصاص الذي تعرفه الموارد البشرية بالجهة (ابتدائي :25 بسلا -47 بالخميسات. إعدادي مجمل الجهة:21 العربية -30 التربية الإسلامية-23 اجتماعيات -10فرنسية-16 رياضيات-21 علوم الأرض والحياة-30فيزياء وكيمياء-23 تربية بدنية-4انجليزية.. تأهيلي مجمل الجهة :12 عربية-5 تربية إسلامية-11فلسفة-7اجتماعيات-21تربية بدنية-38فرنسية-26انجليزية-11رياضيات-22علوم الأرض والحياة-33فيزياء)
ناهيك عن حاجيات الأكاديمية من الأطر العليا المتخصصة :المهندسون 15، الأطباء 5، الممرضون5، المحاسبون5، التقنيون10، المتصرفون20، أي ما مجموعه60 من الأطر المتخصصة.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

المطرح البلدي بسيدي سليمان:التدبير البيئي


المطرح البلدي بسيدي سليمان:التدبير البيئي
(الجزء الثاني)   
كيف تتحول النفايات إلى مصـــدر ثـروة
المجلس البلدي يُعـد لتفويت الجمع والمعالجة
الحسين الإدريسي
حياة الإدريسي  (*)             
1-تتبع جمع الازبال بالمدينة ( في الجزء الأول من هذا الملف، نشر سابقا)
2-المطرح البلدي لسيدي سليمان ( في الجزء الأول من هذا الملف)
3- تدبير الازبال بشكل عقلاني و منظم ضمانا لسلامة البيئة و الصحة
   مع نهاية القرن الماضي أعطيت عناية كبيرة لمسألة الحفاظ على البيئة ببلادنا خاصة بعد مؤتمر كيوطو وتوسع المدن وارتفاع وثيرة التلوث بالمخلفات الصناعية والنفيات المنزلية، لذا ارتفعت الاستثمارات، فقد كانت سنة 1997 أقل من4000مليون درهم، وفي 2005  بلغت أكثر من 6000 مليون درهم، موزعة بتفاوت على القطاعات الإستراتيجية : الماء 38% والنفايات المنزلية 29% والصرف الصحي 13%)  وظهرت على الساحة التشريعية ترسانة من القوانين تحاول مواجهة المشكل أو على الأقل الحد  منه  عبر التدبير الجيد للمكونات المحدثة للاختلالات البيئية، ونذكر ضمن هذه القوانين:
-القانون 11.03المتعلق باستصلاح وحماية البيئة
-القانون 12.03المتعلق بدراسة التأثيرات على البيئة
-القانون 13.03المتعلق بمكافحة تلوث الهواء
-القانون 10.95المتعلق بالماء ومنع التلويث للمياه السطحية والجوفية
-القانون 28.00المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها  
في إطار تطبيق مقتضيات هذه القوانين يتحمل المجلس البلدي، وليس وحده، كل مسؤولية للحفاظ على النظافة وحماية البيئة وذلك  بالسهر على عملية تنظيم جمع الأزبال وتوفير الآليات الضرورية لذلك، وٳن كان يتمتع بحق التفويت لشركة في ٳطار التدبير المفوض وفق ما تقتضيه الشروط في هذا الصدد، مع رعاية مصالح المواطنين أولا وقبل كل شيء.
                                             
المطرح مصدر ثروة محفز على تغيير الرؤى في التدبير:
المطرح فضاء (عشوائي أو منظم ومراقب ) يستقبل مواد مختلفة أوراق، بلاستيك، مادة معدنية، زجاج، قشور الفواكه والخضر.. التي  نسميها عادة بالأزبال(النفايات الصلبة) كل هذه المواد يمكن تدويرها وٳعادة تصنيعها واستعمالها (باستثناء المواد الممنوعة) ليتحول بذلك المطرح إلى مصدر ثروة ثمينة. 
فالمطرح مصدر للمواد الأولية القابلة للتدوير يمكن من الحصول على:
مصدر للسماد البيولوجي التي تستعمل بدل السماد الكيميائي                         
مصدر للطاقة  ومصدر للتشغيل المهيكل

 تدبير الأزبال:
 ـ مواد أولية = تنمية مستدامة
ـ فرص الشغل= تنمية بشرية 
ـ المحافظة على البيئة = تنمية مستدامة
ـ المحافظة على الصحة = حق إنساني                

المطرح مصدر ثروة                                                             
وما دام كذلك فإن المهتمين  بالاقتصاد وبتدبير الشأن المحلي قد أدرجوه في مجال الاستغلال والاستثمار مستفيدين من التطورات العلمية والتكنولوجيا في مجال التدبير البيئي. و تجدر الٳشارة أن الاهتمام بهذا المجال تبلور في أحضان المجتمعات الصناعية (أوروبا-أمريكا-اليابان) لينتقل ذلك إلى العالم الثالث في سياق تصدير التكنولوجيا المتطورة، عن طريق الشركات المتعددة الجنسية مع نهاية الثمانينات من القرن الماضي. والمغرب كان من البلدان المستوردة لهذه التكنولوجيا بعقد أول اتفاقية له مع LYDEC الفرنسية (مجموعة ليون سويز).
 فإذا كانت التكنولوجيا المتطورة تساعد على تحسين الخدمات والرفع من مستوى المردودية، فإنها مع ذلك (ومن سلبياتها) تغلب عنصر الربح على مصلحة المواطنين والتلاعب في دفتر التحملات ورعاية مردودية الراساميل المستثمرة.

الطريقة البيئة السليمة لمعالجة الأزبال
 يبدأ  تدبير الأزبال من نقطة التفكير في المعالجة؛ التخطيط، التدقيق في الإجراءات والقرارات، وذلك من صلاحيات المجالس المنتخبة أو الشركة الحاصلة على التدبير المفوض، وصولا ٳإلى  تجميع الأزبال، حيث يتم تجميع كل مادة على حدة (أوراق، بلاستيك، مادة معدنية، زجاج، قشور الفواكه والخضر… بهدف تدويرها وإعادة تصنيعها و استعمالها مما يساهم تخفيض نسبة الأزبال إلى اكثرمن90% بالنسبة للازال المنزلية وشبه المنزلية.
وتجدر الإشارة أن ٳعادة هذه المواد لعجلة الصناعة سيؤدي ٳإلى الحفاظ على مواردنا الطبيعية، بما يساهم في التنمية المستديمة.
 ولا شك أن هذه الطريقة تستلزم ضمن ما تستلزم تنظيم حملات تحسيسية في صفوف المواطنين ليصبحوا بذلك فاعلين عبر الانخراط الواعي في مواجهة  أحد مشاكل الشأن المحلي في ٳطار التدبير المواطن والتشاركي.
 هناك طرق أخرى للتخلص من الأزبال كالحرق المباشر (طريقة غير سليمة من المنظور البيئي) أو التجميع في مطرح مهيكل يحترم المعايير البيئية (معالجة عصارة الأزبال بشكل بيولوجي أو كيميائي بعد عملية فرز النفايات)
 المطرح المهيكل المختلف حسب خاصيات الموقع وتقنية المعالجة   
 فيما يخص المطرح المهيكل فالمغرب أحدث عدة قوانين تنص على ٳإلزامية  الجماعات المحلية لاختيار شكل سليم لتدبير الأزبال وٳنشاء مطارح مهيكلة بموازاة مع العناية بالبيئة وانتشار التكنولوجيا الجديدة في هذا المضمار، ٳلا أنه   قليلة هي المدن التي تتوفر على مطارح مهيكلة بٳشراك شركات أجنبية (التدبير المفوض المطبق بالبيضاء ومكناس وطنجة ووجدة كأمثلة فقط وليس الحصر) مما يبين بدون شك قصور الجماعات المحلية في معالجة هذا المشكل بالارتماء في أحضان الرأسمال الأجنبي الذي يدعي الانفراد بالتكنولوجيا المناسبة للحماية البيئة.
   و بالرجوع إلى ما تقدمه الشركات ذات الاختصاص فإن المطارح المهيكلة تشكل بديلا  لهدر الطاقات والتلوث والوقت، إذ تمكن هذه المطارح من خلق إطار مندمج بيئيا واقتصاديا واجتماعيا ضروريا لتحقيق التنمية المستدامة: إن العرض الذي قدم أمام أعضاء المجلس البلدي بقاعة بغداد (سيدي سليمان  بتاريخ 16-10-  2009 ) من طرف ممثل شركة إيطالية لمقنع للغاية، خاصة وأن المدينة في حاجة  ٳإلى مطرح ملائم ومناسب للمكانة التي تبوأتها أخيرا. 
   
تهـــــــــيئ المكان
تحويل النفايات الطبيعية ٳلى أسمدة compostوإلى غازات(طاقة)   3 -وحدة

1 - الفرز الأولي  للنفايات المنزلية

    

2- مسلسل تدوير: تحويل النفايات الطبيعية.      
    

3 -وحدة التحويل والتخزين.  
تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة

1-  النفايات الصلبة 
              

2 ـ وحدة التحويل. 
3ـ الطاقة

المجلس البلدي يحضر لتفويت قطاع النظافة بالمدينة
في جلسة عمل مع جمعية العقد العالميللماء(بتاريخ 22 أكتوبر 2009 ) أفصح المجلس البلدي ممثلا في مكتبه الجديد عن مشروعه لتفويت قطاع النظافة ٳإلى شركة أجنبية، على غرار ما قام به الرئيس السابق للمجلس بتفويت التطهير السائل إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب (onep)، وصادف ذلك بدون شك  تواجد ٳرادة للتخلص من أحد القطاعات (بجانب التطهير السائل وحتى الإنارة العمومية، أنظر مقررات الاجتماع الأول للمجلس) الذي أصبح تقيلا على كاهل  المجلس وهو يباشر مهامه في ظل الميثاق الجماعي الجديد الساعي ٳإلى الرقي بممارسة الشأن المحلي ٳإلى مستوى متطلبات الحكامة الجيدة. فرغم البساطة التي تكتسي عملية جمع الأزبال فٳن المجلس قد ارتأى تركيز اهتمامه على المطرح البلدي في إطار التدبير البيئي للنظافة بالمدينة، مبررا المشروع  بتجربة التدبير المفوض المعتمد بعدة مدن عبر اتفاقية مع الشركات الأجنبية  (فيوليا، أماندس…)
يظهر أن التوجه إلى تفويت قطاع النظافة بالتدبير المفوض إلى شركات ذات الصلة بالخدمات المتعلقة بالماء والتطهير الصحي والنفايات، قد أصبح قناعة لدى أعضاء المجلس البلدي بعد تجربة كل من البيضاء والرباط وطنجة وتطوان وغيرها  بالشمال كما بالجنوب (انظر جدول الشركات المحضوضة بالمغرب في ٳطار اهتمام الشركات المتعددة الجنسيات بالتدبير المفوض) والتجربة السابقة برئاسة الاتحاد الاشتراكي مكنت من تفويت التطهير الصحي إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، مما فتح الباب للتخلص من الخدمات لصالح القطاع الخاص رغم ما يثير ذلك من رفض أو احتجاجات داخل المجالس أو خارجها. وكيف ما كان الحال فٳن موجة نقل الخدمات إلى مؤسسات شبه عمومية أو خاصة (شركات أجنبية منها الفرنسية) من طرف المجالس قد أصبح يشكل خاصية في تجربة الجماعات المحلية مع مطلع القرن 21  بالمغرب: فأكثر من 38 مدينة قد وقعت اتفاقيات مع شركات لحل مشكل النقل وأكثر من 10 مدن فوتت قطاع النظافة إلى شركات أجنبية التي تقدم أساليب وتقنيات متطورة لمواجهة مشكل تدبير النفايات، ابتداء من تجربة الدار البيضاء سنة 1997 وبقيمة إجمالية تتجاوز 140 مليار درهم على مدد تتراوح ما بين 10 و 30 سنة (انظر الجدول)
مع هذا المد لا يجب استثناء مجلس سيدي سليمان الذي راهن على العصرنة وإدخال أسلوب جديد لمعالجة المشاكل العالقة في تدبير الشأن المحلي من قبيل البنيات التحتية ونظافة المدينة وحماية البيئة في علاقتها مع التدهور السائد. لذا عمل المجلس على انجاز دراسة حول الأزبال بالمدينة  والمطرح المتعلق بها، كما ربط العلاقة مع شركة ايطالية في ٳطار مشروع  التوأمة ما بين سيدي سليمان ومدينة ايطالية.
ويبدو أن الشركة قد أعربت عن استعدادها للانخراط في المشروع المدعم بهبة مالية ايطالية (6مليون € ) الشيء الذي شجع المجلس البلدي للتحضيرالٳداري  لتفويت تدبير الأزبال والمطرح إلى الشركة الأجنبية التي ستدخل في حلبة المنافسة مع شركات أخرى وفق الشروط المعمول بها في هذا المجال، من أجل تحسين الخدمة لصالح المستهلك، قبول كل المستخدمين، تحديد عدد الموظفين الأجانب لتعويضهم تدريجيا. ومع ذلك لا زالت قضايا تتطلب الحل التقني والإداري، مثل المكان المناسب للمطرح، قبول مختلف الأطراف المعنية بالمشروع ومصير المستخدمين والآليات في العقدة. وٳذا يسرت كل تلك الخطوات سنرى اسم الشركة الايطالية المرشحة على لائحة الشركات الأوروبية المحضوضة لاستثمار أموالها ببلادنا.
                     
الشركات المحضوضة في مجال التدبير المفوض

المدة
الإستتمار
الشركة المستفيدة
السنة
المدينة
30
30
LYDEC
غشت 1997
البيضاء

13,74
REDAL
يناير 1999
الرباط
10
14.40
EDGEBERO INT
2001
فاس

3.7
AMENDIS
يناير 2002
طنجة

3.9
AMENDIS
يناير 2002
تطوان
15
7.65
CSD/CRB. SARL
2004
وجدة
15
4.39
SEGEDEMA
2006
الجديدة(م.ع. الله)
10
3.68
SOS  NDD
2006
القنيطرة
10
2.28
GMF
2006
الصويرة
20
33.88
PIZZORNO.SEGEDE
2007
الرباط . سلا
20
1.9
VEOLIA  PROPRETE
2007
بركان
10
19
TECMED
2007
أكادير+6 جماعات
15
3.58
SEGEDEMA
2008
الحسيمة(نقور)
142.10 مليار درهم
المجموع

14 مدينة

خلاصة :من هذه الدراسة يمكن استنتاج ما يلي

1-إن مدينة سيدي سليمان قد بدأت تنخرط في مجموعة من المشاريع للخروج  من العزلة والتهميش السائدين.إذ لم تفتح الفرصة أمام التأهيل إلا أخيرا عبر منجزات اختلف المتتبعون على تقييم انعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية. لقد تحققت أوراش (المسبح، تزفيت الطرق وقنوات الصرف للمياه العادمة ودار الطالبة ومرافق أخرى) بغلافات مالية مهمة لكن المستفيد الأساسي يبقى الفاعل الخارجي؛ الشركات المنفذة للمشاريع، اليد العاملة في غالبيتها استقدمت من المدن الأخرى.
 2- إن الاهتمام بمجال الأزبال يأتي في إطار المشاكل التنظيمية والبيئية المطروحة بحدة  جراء توسع المدينة وتعمق معالم التردي في الخدمات، الشيء  الذي يفرض التسريع بالحلول الملائمة، باتخاذ الإجراءات المناسبة في إطار الصلاحيات المخولة للمجالس المنتخبة والسلطات ذات الصلة بالمسألة البيئة، بما فيها صحة المواطنين. ففي هذا الإطار  اختار المجلس البلدي اللجوء إلى التدبير المفوض لتفويت قطاع النظافة إلى شركة مختصة للأسباب التي عبر عنها:
  - إعمال التوجيهات الرسمية للمحافظة على نظافة المدينة وحماية البيئة
- الانخراط في تحديث قطاع النظافة.
- الاقتناع بفعالية التكنولوجية الأجنبية وقوة عروض الشركات المتعددة الجنسيات.
وبناء عليه يقدم المجلس البلدي نفسه كمدافع على التدبير المفوض في النظافة وبدون شروط ويبقى البث  في المشروع مسألة وقت فقط.
3- رغم هذه الظروف يبقى مشكل النظافة بالمدينة قائما في انتظار التوصل إلى اتفاقات حول  المكان المناسب للمطرح المهيكل وحول معضلة تلوث واد بهت.
 
سيدي سليمان 16-12-2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة: أنجز البحث في إطار مجموعة العمل التابعة لجمعية التعاقد العالمي للماءـ أكمي المغرب ـ  
(1)         عنwww.vmpress.it:

ـ الرسومات عن نفس الموقع
 ـ استدراك: سندرج لا حقا صورا توضيحية 


الأحد، 20 ديسمبر 2009

فـــــــــرجة الـــكــرة أي دوافع لهذا الهوس؟


فـــــــــرجة الـــكــرة
أي دوافع لهذا الهوس؟
تتيح كرة القدم اهتماما واسعا لدى جمهور عريض، ونظرا للإقبال المكثف عليها كفرجة يطرح ذلك عددا من التساؤلات:
 ـ ما سبب هذا الاهتمام المتزايد بكرة القدم، وخاصة بفرق معينة؟
ـ كيف يمكن قراءة هذا التلهف على الفرجة وتحمل كل المشاق من أجل ذلك؟
 
مشهد من مقهى أثناء إجراء مقابلة بين البارصا والريال، من تأخر لم يجد مكانه في المقاهي طبعا!
ليس الجواب عن هكذا تساؤلات متاح الخوض فيه بسهولة، فهذه الكرة الممتلئة بالهواء لا تعني فقط جسما يتدحرج، يركض خلفها لاعبون من أجل إدخالها إلى شباك الخصم فقط، أو حماية المرمى من غزوات الخصوم.
بل وراءها عدة عوامل رياضية وفنية وبيولوجية واقتصادية وسياسية وإعلامية…
كرة القدم رياضة تطلب مجهودا بدنيا، وقوة هائلة  واستعدادا دؤوبا بالنسبة للمحترفين على الأقل، رياضة جماعية تتطلب خطة للعب، ووضع اللاعب المناسب في المكان المناسب، وتوزيع اللاعبين على رقعة الملعب حسب الملابسات التي تتطلبها كل مقابلة، ولا يدري ذلك غير مدرب مقتدر، مطلع على إمكانيات الخصم، ومقدر لقوة فريقه وعناصره.  
لعبة كرة القدم لا يمكن أن تتاح ممارستها بفنية لجميع الناس، أولا هي موهبة، قدرة على التحكم في الجسد في مختلف وضعياته، ولا يكفي ذلك، بل تحتاج إلى تكوين وتدريب مستمر، وهي ثانيا تقنية تكتسب مع النمو الجسدي، كم من فريق الآن في العالم يراقب الأطفال ويرعى الموهوبين منهم منذ صغرهم.
الطب الرياضي وحده يحدد من له إمكانات بيولوجية ليسير بعيدا في اللعبة، ومن الضروري إحضار المختصين عند كل تعاقد جديد مع أي لاعب بالنسبة للأندية الكبيرة كي يضبطوا أي خلل جسدي لدى المرشح لحمل قميص الفريق، حتى لا تضيع أموالهم سدا. 
الآن وراء كرة القدم ومن أمامها الملايير، تحرك اقتصادا بكامله، ثروة هائلة تعرف الفيفا قيمتها حق المعرفة… دون الحديث عن صناعة التجهيزات الرياضية الخاصة بالكرة، والتي لا تمثل إلا النزر القليل مما يروج، ودون الحديث عن مداخل بيع التذاكر في الملاعب، هذا مجرد قشة لا تصم ظهر البعير… في الكرة تتحرك السيولة المالية بطرق أخرى، قد تكون صفقات"بيع" اللاعبين جزء منها فقط، لكن الأهم الآن هو عائدات الإعلانات الإشهارية والتي يؤدي قيمتها في الأصل كل المستهلكين، تستغل الشركات الكبرى الإقبال على الكرة كفرجة لتروج سلعها وخدماتها.. وطبعا يكون ذلك بالمقابل الذي يسيل له لعاب الأندية الكروية (المشهورة)، ومرة أخرى أمام هذا الهيام بالكرة دخل عامل جديد يدفع أكثر، إنها القنوات التلفزية، هذا الوسيط الذي يحمل الفرجة إلى البيوت والمقاهي دخل الميدان بقوة، الآن تدفع بعض القنوات الملايير من أجل نقل بعض الدوريات المشهورة كالإسبانية والإيطالية.. كل شيء له علاقة بالكرة والفرق يباع، حتى شارة الفريق وقميصه وصور اللاعبين.. الأندية الكبرى شركات قوية لها أسهم في البورصة، ورؤساؤها إما مالكو أغلبية الأسهم أو رؤساء وصلوا إلى سدة التسيير بعد مخاض طويل من عرض المشاريع وإقناع المنخرطين للتصويت عليهم.. بينما في أماكن أخرى الأندية مطية قصيرة لصعود على صهوة تسييرها بتحفيز من السلطة هنا وهناك، ونقصد بذلك الدول التي تسعى لمراقبة كل شيء والتحكم في حركات المجتمع ومفاصله. أحيانا تكون الرياضة عموما وتسيير فرق الكرة أقرب طريق نحو الوصول إلى الناخبين وتحيق الطموح السياسي الذي يبقى مشروعا للجميع في الدول التي تسيير دواليبها حسب آليات الديمقراطية الحق.
كل وسائل الإعلام تجري وراء الحدث الرياضي الكروي للترويج له، لأنه ببساطة يثير اهتمام عدد من المتلقين، وبالتالي يتيح مداخيل أكثر، كل وسيلة إعلامية تعرض لذلك حسب نوعيتها وكيفية عرض منتوجها الإعلامي. 
فلم كل هذا الاهتمام والإقبال من قبل جمهور عريض متعطش للفرجة الكروية؟   
 سنحاول في العرض اللاحق الإجابة عن ذلك