السبت، 31 مارس 2012

الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطليعة


 الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الطليعة
 

الرباط: مصطفى لمودن
هنيئا لرفيقاتنا ورفاقنا في " الطليعة الديمقراطي الاشتراكي" على نجاح الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع للحزب المنعقدة بقاعة سينما الملكي بالرباط عشية الجمعة 30 مارس 2012، ونتمنى للحزب التوفيق في بقية الأشغال التي تنعقد على مدى ثلاث أيام بمركز الهرهورة، خاصة الخروج بمقررات تجيب عن أسئلة المرحلة التي يعرفها المغرب، وتشكيل هياكل الحزبليدعم الخط النضالي الذي تسير عليه "أحزاب ديمقراطية" من أجل الحرية والكرامة والعدالة والتأسيس لدولة ديمقراطية تنعم بسيادة القانون والمساواة.. بعد ترديد النشيد الحماسي للحزب ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية كلمات بالمناسبة لعل من أهمها رأي الحزب نفسه في عدد من القضايا كما مهد لذلك علي بوطوالة من مقعده على المنصة وسط أعضاء المكتب السياسي للحزب وهو يقدم أحد أهم المناضلين الصامدين بالمغرب، إنه عبد الرحمان بنعمرو، تلا هذا الأخير كلمته المكتوبة وقد ذكـّر فيها بجملة مواقف صادرة عن الحزب رفقة حلفائه، وألقت كلمة باسم "تحالف اليسار الديمقراطي" نبيلة منيب الأمينة العامة "للحزب الاشتراكي الموحد".. وقد نوه الجميع بحركية الشباب المغربي، خاصة المؤسسين ل"حرة 20 فبراير" والمشاركين فيها، وقد تطرقت كلمة باسم شبيبة الحزبلمطالب الشباب عموما.. صعد المنصة عدد من الضيوف كان من مقدمتهم ممثل دولة فلسطين وممثلين لعدد من الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في دول أوربية وفي فلسطين… وكانت أبرز كلمة استمع لها الحاضرون جاءت من البشير بنبركة باسم عائلة الشهيد المهدي بنبركة، اعتذر البشير عن الحضور بسبب التزامات مهنية كما جاء في الورقة
انطلقت الجلسة الافتتاحية على نغمات موسيقية وأغان وأناشيد عذبة وملتزمة بقضايا الإنسان من طرف فرقة من العرائش أغلب أعضائها أطفال.. من اللحظات المؤثرة في الجلسة الافتتاحية ظهور أحمد بنجلون في شريط قدم بالمناسبة وهو يحيي المؤتمرين والمتتبعين للجلسة الافتتاحية من منزله إذ استحال عليه الحضور بسبب مرضه، لقد وقف الحاضرون وصفقوا طويلا لهذا الرجل الذي تعرض في زمن القهر والرصاص المخزني لشتى صنوف التعذيب بسبب أرائه.. حرص حزب الطليعة ذي المرجعية "الاتحادية" على إبراز وطنيته بوضعه علم المغرب ممتدا خلف المنصة، إلى جانب حضور فلسطين في الفضاء عبر علم فلسطين وما جاء من مواقف صدرت من نفس القاعة.. كما لوحظ الاحتفاء بشهداء النضال الوطني كالمهدي بنبركة عبر وضع صورة مكبرة له على مقدمة المنصة، وصورة عمر بنجلون الزعيم "الاتحادي" المغتال في 18 دجنبر من سنة 1975من طرف أيادي غادرة بالشارع العام، وصورة الطالب محمد كرينة المستشهد في 24 أبريل 1979 جراء التعذيب الذي تعرض له في أقبية أمنية، وكان حاضرا كذلك "معتقل الملوك الثلاثة" محمد بوكرين وقد تعرض لذكره عبد الرحمان بنعمرو مستحضرا خصاله النضالية.. ولم تتوقف قافلة المعتقلين المنخرطين في الحزب في الوقت الحاضر، لقد أثار ممثل الشبيبة الطليعية في كلمته اعتقال شابين من المنتظر محاكمتهما كما قال.. 
تابع الجلسة ممثلو الأحزاب التالية: الحزب الاشتراكي الموحد، المؤتمر الوطني الاتحادي، النهج الديمقراطي، الاتحاد الاشتراكي، التقدم والاشتراكية، وحزب الأمة، والبديل الحضاري. بالإضافة على ممثلين عن النقابات؛ الاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، النقابة الوطنية للتعليم (كدش). وجمعيات حقوقية وشبيبة.. 
لا يرتقب إحداث أي تغيير على "الخط النضالي" للحزب بعد المؤتمر الحالي، وفي الغالب يرسّم عبد الرحمان بنعمرو كأمين عام وهي المهمة التي ظل يمارسها بالنيابة منذ الغياب الاضطراري لأمينه العام أحمد بنجلون بسبب المرض.. أغلب الجمهور المتابع للجلسة الافتتاحية من الشباب وينتظر أن ينعكس ذلك على تحمل المسؤوليات..
 (يحتاج الحدث لتغطية أخرى أكثر تدقيقا)

الثلاثاء، 27 مارس 2012

جسامة مسؤولية الكبار تجاه الصغار في الأسرة والمدرسة


 جسامة مسؤولية الكبار تجاه الصغار في الأسرة والمدرسة
الحسين بوخرطة

كما سبق أن أشرنا إلى ذلك في كتابات سابقة، إن ضرورة العناية التربوية بالطفل مرتبطة بطبيعته النفسية والوجدانية، طبيعة متميزة بقوة استيعابية خارقة تمكنه من التقاط كل ما يدور في محيطه التواصلي بسرعة كبيرة. وأمام هذا المعطى، لا يسمح التعامل مع الأطفال داخل الأسرة وفضاءات التنشئة المختلفة بدون معرفة وإلمام بالعلوم التربوية والنفسية.
إن عصر الانفتاح والتقدم الفكري والتكنولوجي لم يعد يسمح بالتماهي في تحديد الأهداف والطموحات الحقيقية في مجالي التربية والتعليم. النضال من أجل المستقبل ببلادنا يتطلب اليوم كأولوية المراهنة بكل الوسائل المتوفرة على خلق القطيعة مع ما أسميه "التغليط الثقافي"، مع بذل المجهودات الفكرية الضرورية لتفنيد كل ما ترسخ من بدع وأفكار وسلوكيات واهية تغلغلت وانتشرت في أوساطنا الثقافية، ولدى جماهير الشعب عامة. في اعتقادنا، ما يجب أن يطمح إليه مغاربة القرن الواحد والعشرين هو العودة بعزم كبير إلى العقل والعقلانية والعلم والروح العلمية في كل شيء، بدءا من تربية أبناء الغد على أسس علمية لا تترك أدنى حظ لاستمرار المنطق التقليدي العفوي في التربية الأسرية، ومرورا بمواجهة الدعوات غير الموضوعية للرجوع إلى الوراء والدعوات الاندفاعية والانفعالية للهروب إلى الأمام (الارتماء في أحضان منطق الحضارات الأخرى)، ووصولا إلى تعميم العقلانية والقضاء النهائي على الأمية التربوية والثقافية. إنه مطلب تبرره إلحاحية حاجة بلادنا إلى أجيال جديدة لا تعير اهتماما كبيرا ولا تضطر لبذل المجهودات الذهنية المرهقة لابتداع الحلول الوسطية في التوفيق بين الجديد والقديم، وبين الاقتباس من الايدولوجيا الليبرالية الغربية ومن الواقع المجتمعي المحلي.
إن المدخل الأساسي  للتقدم في العملية التحديثية بوثيرة مقبولة يتطلب أولا استدراك النقص في تقوية الوعي عند الأسرة بمتطلبات التربية العصرية، وثانيا الاعتراف بضرورة تدارك النقص في الممارسة التربوية. لقد حان الوقت لتوجيه منظومتنا التربوية والتعليمية في اتجاه توفير الشروط المواتية للتحرر الحقيقي، تحرر بمنطق يسهل عملية تشكيل بورجوازية وطنية ناشئة، بثقافة حداثية واضحة ومتميزة، وبقدرة فكرية وأخلاقية تؤهلها لنسج علاقات جديدة مع الآخر، علاقات تحد بشكل نهائي من تأثيرات رواسب التحالفات مع الانتهازيين. إنها الحاجة إلى هوية جديدة لا تترادف فيها القوى القديمة والقوى الجديدة، ولا تتعدد ولا تتشعب فيها الالتواءات والانعراجات المفتعلة، هوية تتجه بالقوة اللازمة والسرعة الفائقة نحو الهدف مباشرة ولا تبالي بالعراقيل والعقبات المصطنعة.
في هذا السياق، وبعدما تناولنا في مقالات سابقة الوسائل والآليات لترسيخ مقومات التربية السليمة وتعويد الأطفال على القراءة والكتاب ومعالجة مشكلات الكبار قبل حل مشكلات الصغار، نعود اليوم للوقوف عن كتب عن ما ينبغي أن يتجنبه الكبار في العملية التربوية لضمان سلامتها ونجاعتها. إن التمادي في ارتكاب الأخطاء التربوية في حق الأطفال تكون تأثيراتها وخيمة على شخصيته، ويمكن أن تساهم، بفعل التراكم اليومي، في تفاقم وتطور مشكلاته السلوكية، وفي اختلال علاقته مع والديه، وعرقلة تطور شخصيته بشكل سوي وطبيعي، والتأخر في دراسته جراء ما يسببه ضغط أخطاء الكبار من تشتت للانتباه والتركيز، ومن سوء لتوظيف الذكاء والنباهة.
وفي هذا الصدد، ينصح المختصون الآباء والأمهات والمربين بصفة عامة بأن يكونوا باستمرار جزءا لا يتجزأ من مشكلات الأطفال بدلا من أن يكونوا جزءا من حلها. وعندما نتكلم على ضرورة توفر المعرفة والإتقان والإبداع في العملية التربوية، نعني بذلك الابتعاد الكلي عن ارتكاب الأخطاء واعتماد الأساليب الخاطئة في التعامل مع الأبناء. ومن ضمن الأخطاء الأشد تأثيرا على نفسية الطفل، والتي يجب الابتعاد عنها كليا، نذكر:
* ـ استخدام العنف: العنف بشقيه البدني (الضرب، الصفع، الربط، التقييد بالحبال،…) واللفظي (السب، الشتم، التحقير، التوبيخ،…) يعد من أسوأ الأساليب الخاطئة في حل مشكلات الأبناء. أكثر من ذلك، يساهم العنف في تعقيد نفسية الطفل ويجعله يرد على العنف الذي مورس عليه بعنف أقوى وبعدوانية مقاومة للتغيير في سلوكياته. كما يترتب عن تكرار ممارسة العنف على الطفل تقوية حدة العناد لديه والإصرار على تكرار الأخطاء انتقاما من المعاقب (الأب أو الأم أو المربي بصفة عامة). إن ممارسة العنف لا جدوى منها ولا منفعة فيها على الإطلاق، فما هي إلا عملية ردعية تخويفية لا ينتج عنها سوى نتائج مؤقتة. إن ممارسة العنف على الطفل جراء تكرار أخطائه ما هو إلا وسيلة تمكن الكبار من شفاء الغليل وتفريغ التوتر، وسرعان ما يعود الطفل إلى سلوكياته المشينة وبدرجة أقوى، وبالتالي يتعود على الازدواجية في السلوك (انفصام) حيث يلجأ إلى أسلوب "التقية" في حضور المربي، وينتفض في غيابه. وبخصوص تفاعل الطفل مع السب والشتم والقذف، أكد المختصون أن عقل الطفل اللاواعي يجعله يتصرف وفقا للأوصاف القبيحة الموجهة له، أكثر من ذلك، تترسخ هذه الصفات في سلوكياته، وقد يتصرف وفقا لها بعد ذلك. وبخصوص الصراخ في وجهه، فقد اعتبره المختصون نوعا من العنف الذي يعيق العملية التواصلية "التفاهمية" بين الوالدين وأطفالهما. كما أن تعرض الطفل باستمرار لهذا الأسلوب يفقده التركيز في استيعاب أخطائه، ويدفعه حرصه الدائم لتفادي غضب المربي إلى اللجوء إلى الكذب.
*ـ التهرب من معرفة مشاكل الطفل: إن انشغال الآباء والأمهات على أطفالهم ومشاكلهم، أو لجوءهم إلى الحلول السهلة العقابية في أغلب الأحيان، أو المراهنة على الزمن لحلها من تلقاء نفسها، لا يؤدي إلا إلى تفاقم السلوكيات المشينة عند الأطفال واستعصاء معالجتها مع مرور الوقت. بفعل التراكم، تتحول هاته المشكلات من طبيعتها العادية إلى طبيعتها المعقدة والمركبة والتي قد تستدعي تدخل الطب النفسي المختص من أجل معالجتها. 
*ـ  الوقوع في أوضاع الانفعال الشديد: بالطبع عندما ينفعل المربي ويفقد أعصابه وثباته وهدوءه تضيع منه الكفاءة والمعرفة والعقلانية، ويضعف في تدخلاته التركيز والانتباه والتفكير السليم والقدرة على الإبداع. ولذلك، ينصح في حالة الشعور بالغضب بالانسحاب إلى أن يعود الهدوء والتركيز من جديد. بالعصبية والتوتر قد يلجأ المربي إلى الخروج عن حيز المشكلة المطروحة، بل قد يوسع دائرتها لتشمل الماضي والحاضر والمستقبل. وفي هذه الوضعية، يجد الطفل نفسه أمام تعداد حزمة من المشاكل بدون أي حلول تربوية، مما يخلق لديه حالة استياء شديدة من نفسه ومن محيطه. 
*ـ  المبالغة في الوعظ والإرشاد: لقد تأكد أن الإطناب والمبالغة في الوعظ والإرشاد يخلق الملل والسأم عند الطفل. إن فرض ساعات من الوعظ والإرشاد على الطفل تشعره بالغباء، وباختلال العملية التواصلية مع الواعظ أو المرشد (الأب أو الأم أو المربي). وفي هذه الحالة ينصح المختصون، إضافة إلى اعتماد الحوار والنقاش في العملية التربوية، التقليل من الكلام عبر اللجوء إلى الاختصار المفيد (خير الكلام ما قل ودل وكفى وأصاب المضمون)، الاختصار الذي يمنح للطفل الفرص المواتية للتعبير وتقييم سلوكه بسهولة واستنباط العبرة من ذلك. كما ينصح باعتماد الإرشاد غير المباشر عن طريق الحكايات والقصص عوض الإرشاد المباشر الذي لا يولد إلا المقاومة والدفاعات النفسية داخل الطفل، وبالتالي يحرم من الاستلذاذ من التداعي الحر اللطيف.
*ـ الخصام الطويل مع الطفل ولومه وتأنيبه والإفراط في نقدهعملية اللوم والتأنيب والنقد لا تؤدي إلا إلى إشعار الأطفال بالذنب بدون معرفة العلاج السليم لمشكلاتهم. بهذا الأسلوب لا تحل المشاكل المطروحة بقدر ما يسود النفور في القلوب والمشاعر الإيجابية بين الوالدين (أو المربين) والأطفال، وتتوتر العلاقة التربوية والتواصلية بينهم. إن اللوم والنقد المستمرين، خصوصا أمام الآخرين، يشعر الطفل بالنقص وعدم القدرة على التصرف بصواب، الشيء الذي قد يسبب له فقدان الثقة في النفس، والتعود على اللجوء إلى الآخرين قصد المشورة والتوجيه قبل اتخاذ قراراته. بالمبالغة في النقد تعقد المشكلات ويتشتت التركيز عند المربي والطفل على السواء. أما التهديد بكل أشكاله، فهو أكثر خطورة من العقاب، لكون طبيعته الغامضة تولد القلق والخوف عند الطفل (التهديد هو التوعد بعقاب منتظر). كما أن الخصام الطويل مع الطفل، نتيجة لما ارتكبه من أخطاء، يشعره وكأنه مرفوض وغير مقبول من أعز الناس إليه (الأب أو الأم). إن مخاصمة الأطفال ومقاطعتهم لفترة زمنية معينة هو أسلوب من أساليب الهروب من المشاكل، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تفاقم المشاكل وتباعد القلوب وقسوتها. كما يسبب هذا الأسلوب كذلك في حرمان الطفل من الحب والعطف الضروريين، وبالتالي يسبب له ذلك نوع من الإحباط ونوع من الشعور بالعدوانية.
*ـ  المن والمقارنة السلبية الظالمةبالإفراط في المن وتكراره يجد الطفل نفسه في وضعية ضعف وتأنيب نفسي ذاتي مستمر. فالطفل لا علاقة له بقرار إنجابه، وتربيته وتنشئته من مسؤولية وواجبات الأمهات والآباء. المصروف حق من حقوق الأبناء على الآباء لكي لا يشعرون بالحرمان والدونية والنقص، ولكي لا يلجئون إلى السلوكيات الخاطئة (كالسرقة مثلا) لتلبية حاجياتهم اليومية. كما أن اعتماد أسلوب المقارنة السلبية للطفل بغيره لتأنيبه لا يحل المشكلة المطروحة بقدر ما يبعد الجميع عنها. بالمقارنة السلبية للطفل المخطئ بأطفال آخرين وبخاصة إخوته (أخوه الصغير على الأخص) ترتفع حدة الغيرة والحقد والحسد والبغضاء بينهم.
*ـ  سحب الثقة من الابن: أساس تقوية العلاقات بين بني البشر تنبني على الثقة. وعليه لا يمكن نجاح الوالدين في تربية الأطفال بدون أن تكون العلاقات السائدة داخل الأسرة تنبني على الثقة القوية المتبادلة. إن شعور الطفل بعدم ثقة والديه فيه يسبب له ذلك، مع مرور الوقت، فقدان الثقة في نفسه، ويترسخ في ذهنه أنه مهما التزم بالسلوكيات الجيدة، فإن ذلك لن يمكنه من نيل رضاهما وكسب ثقتهما فيه.
*ـ  التهديد بالطرد أو الطرد من المنزل: مجرد التهديد المتكرر بطرد الطفل من المنزل تجعله يشعر بعدم الأمان والاستقرار، وينتابه شعور بالخوف والقلق المستمر، الشيء الذي يدفعه إلى التفكير في حماية نفسه من خلال الاستعداد وتوفير شروط الهرب من المنزل قبل أن يتخذ في حقه قرار الطرد التعسفي (جمع المال بالسرقة مثلا). وعند طرده الفعلي من المنزل، يشعر الطفل أنه طرد من قلوب والديه وإخوته والناس أجمعين، وبالتالي يسقط في حالة الاكتئاب الدائم، ويكون في آخر المطاف فريسة سهلة للوقوع في الإدمان كوسيلة للتهرب من واقعه ومن آلامه ومعاناته وشعوره بالذنب، وعرضة للميول إلى الانحراف والإجرام بفعل تأثيرات أصدقاء السوء في الشارع.
*ـ  الدعاء على الأبناء: الدعاء على الطفل يعتبره هذا الأخير كراهية له. ويتمخض على هذا السلوك تباعد القلوب واختلال التواصل وكراهية الطفل لنفسه، ومضاعفة حدة المشاكل لديه واستعصاء حلها.
خاتمة:
في اعتقادنا، للخروج من وضعية الاختلالات التي تعرفها المنظومة التربوية ببلادنا، على المغاربة اليوم، دولة ومجتمعا، التجند بالقوة اللازمة من أجل إعادة الاعتبار للأسرة والمدرسة كمؤسستين اجتماعيتين أساسيتين مهمتهما تربية النشء وتعليمه وإعداده لمواجهة الحياة وتحدياتها ورهاناتها. فإضافة إلى ضرورة الوعي بما يجب أن يتجنبه الكبار من أخطاء في التربية المنزلية، يتطلب الأمر تنمية القدرات المعرفية والمادية والمعنوية للأسرة المغربية بالشكل الذي يمكنها من تهيئ أطفالها للدراسة الابتدائية (تعميم التعليم الأولي ومدارس الحضانة)، ومن مساعدتهم بمختلف الطرق والوسائل خلال مراحل دراستهم. إن وضع الأسرة المغربية لا زال مقلقا نظرا لتدهور أوضاعها المادية والثقافية. فأغلب الآباء والأمهات يضطرون للخروج إلى البحث عن لقمة العيش طوال النهار وفي ظروف صعبة، الشيء الذي يمنعهم عن القيام بمراقبة أبنائهم في الدراسة وتقديم المساعدات الضرورية لهم، هذا علاوة على عدم توفرهم على السكنى اللائقة. لقد حان الوقت لتطبيق المنع القانون لاستعمال العنف ضد الطفل في الأسرة والمدرسة وفي كل الفضاءات العامة والخاصة بشقيه المادي (الضرب، الصفع،…) أو المعنوي (حمل الطفل على رفع الأيدي على الجدار، أو إخراجه من القسم، أو سبه وشتمه،…). فالعملية التربوية لا ولن تستقيم ما لم تتوفر مجموعة من المقومات في شخص المربي تجعل منه قدوة عند الأطفال وعند أفراد المجتمع، والتي نذكر منها: الاتزان النفسي، والاستبصار والصبر والإيجابية، والثبات الانفعالي والقدرة على التحكم في الذات، والثقة في النفس والالتزام بالتفاؤل والأمل، القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، والقدرة على التواصل والتفاوض وتحمل المسؤولية، والقدرة على العطاء والإبداع والتعاطف والحب والشعور بمشكلات الأطفال والرغبة الدائمة لحلها،…الخ. 

الأحد، 25 مارس 2012

الإعلان عن تأسيس "المجلس الوطني للصحافة"


 الإعلان عن تأسيس "المجلس الوطني للصحافة"

وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة وصحافيون يتطرقون للمشهد الإعلامي بالمغرب
 علي أنوزلا، نورد الدين مفتاح، محمد العوني، عزالدين المنصور، توفيق بوعشرين. 
مصطفى لمودن

بعد أسبوع تنشر المسودة المنظمة للمجلس الوطني للصحافة، الوعد الذي أدلى به مصطفى الخلفي وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو يشارك في ندوة حول نفس الموضوع من تنظيم "منظمة حريات الإعلام والتعبير" مساء الخميس 22 مارس بالرباط، وجاء في مداخلته كذلك أن المجلس سيتكون من خمسة عشر عضوا منتخبين من طرف الناشرين والصحفيين المهنيين، بينما ثلاثة أعضاء يمثلون المجتمع، واحد قاض سابق ومحام وممثل عن الإئتلاف الحقوقي المكون من ثمانية عشر جمعية حقوقية (يمكن أن يصل العدد إلى 21).. شارك في الندوة التي احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال الصحافيون علي أنوزلا مدير موقع "لكم" الإلكتروني، وتوفيق بوعشرين مدير نشر "جريدة "أخبار اليوم"، ونور الدين مفتاح مدير نشر أسبوعية "الأيام"، وعز الدين المنصوري أستاذ الإعلام، أدار الندوة محمد العوني رئيس الجمعية المنظمة والصحفي المنتج بالإذاعة الوطنية.. كانت الندوة غنية بالأخبار الجديدة حول الإعلام عموما، وعن مشروع المجلس الوطني للصحافة، وعرض نماذج للمقارنة مع بعض الدول كسويسرا وكندا، وتخللت الندوة نقاشات مفيدة وصلت أحيانا إلى الحدة وتبادل "الرسائل" والإشارة إلى قضايا ذات بعد نقابي ومطلبي.. وتجدر الإشارة أن الجمعية المنظمة سطرت سلسلة نقاشات مفتوحة حول الإعلام وحرية التعبير بالمغرب.
من المهام التي ستناط ب"المجلس الوطني للصحافة"، حسب المتدخلين خاصة الوزير مصطفى الخلفي  وبوعشرين ومفتاح الذين شاركوا في صياغة النسخة المنقحة للمشروع، أنه سيتلقى (المجلس) شكايات المجتمع والمتضررين من النشر الصحفي، بحيث لا يمكن أن تصل كل الشكايات إلى القضاء، وتحل قبل ذلك بالصلح أو التعويض أو جبر الضرر بالاعتذار.. ولكن في حالة التمادي فهناك العقاب المعنوي، المتمثل في "التشهير" بالصحفي أو المؤسسة الناشرة، ويصل الأمر في حده الأقصى إلى سحب البطاقة المهنية من الصحفي، لكن يمكنه الاستئناف أمام القضاء. ثم الدفاع عن حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات والأخبار، ووضع وثيقة لأخلاقيات المهنة، كما سيتمتع المجلس بالاستقلالية المالية والإدارية، وتوضع رهن إشارته إدارة تحت سلطة الرئيس، ولا تتدخل في شؤونه أية سلطة أخرى كالحكومة، وبعد المصادفة على القانون المنظم له، يصدر بالجريدة الرسمية ويعتبر بمثابة قانون…
تحدث بعض المتدخلين عن تخوفاتهم من استعمال المجلس للحد من حرية التعبير وكبح بعض الصحفيين، فهناك قانون ينظم مهنة الصحافة بالإضافة لرقابة المؤسسة الناشرة، يقول عز الدين المنصوري، كما أن سلطة الناشرين ستكون حاضرة كذلك في المجلس، وإلى أي حد ستكون للمجلس صلاحية التدخل في حالة حجب المعلومة من طرف مسؤول مثلا؟ يضيف أستاذ الإعلام وهو يتساءل عن الاستقلالية المالية، فمجلس كيبيك بكندا المماثل يتوفر على ما يعادل 700 ألف أورو، مختتما مداخلته التي طرح فيها مقارنات مع عدد من الدول بقوله:" لا يجب أن يكون هذا المجلس مجرد مكتب للشكايات، بل يتم توسيع دائرة اختصاصه ليشمل الدفاع عن حرية التعبير والنشر، والتكوين والتكوين المستمر ومحاولة تطوير قانون الصحافة، في اتجاه يخدم حرية التعبير".
دافع نورد الدين مفتاح وتوفيق بوعشرين عن المجلس المرتقب إحداثه، واعتبرا أنه يعد من طرف المعنيين، دون أن تتدخل في ذلك أية جهة، ورأى مفتاح أنه ليست هناك مشكلة لاشتغال الصحافيين مع الناشرين في نفس المجلس، "فجل الناشرين صحفيين مهنيين"، وينوب في الغالب حسبه مديرو التحرير عن ناشرين آخرين..
طالب بوعشرين أن يحصل المجلس على حق الترافع دفاعا عن الصحافيين، ورأى أن المجلس يجب أن ينظم مهنة الصحافة، التي أصبحت وفق قوله "مهنة من لا مهنة له"، ووضع قواعد لإصدار الصحف والنشر، ووجه نقدا قويا لما سماه صحافة الرصيف، وذكر أنهم تراجعوا عن تمثيلية "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" في المجلس المرتقب، كما اعترضوا على تعيين كاتب عام من طرف الحكومة، وتطرق لمشاكل تمويل الصحف وحصول بعضها على الإعلانات دون أخرى، وأشار إلى ضرورة دفاع المجتمع عن حقه في إعلام مهني ومساندة المتضررين من الصحافيين، خاصة أمام ضعف المقاولة الصحفية في المغرب من حيث الإمكانيات، فأول جريدة ضرب بها مثلا تتوفر على 35 صحفيا، وطالب في مداخلته بإزالة العقوبات السالبة للحرية، الأمر الذي يرفضه وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة…
إشارات:
ـ نور الدين مفتاح:
 ليس في المغرب جمعيات للقراء، حتى يكون القراء ممثلون في المجلس، وهو يجيب متدخلة طالبت بذلك، واعتبر أن الثلاثة (محام، وقاض سابق، وحقوقي) يمثلون القراء.
ـ في المغرب، يقول مفتاح، هناك 500 عنوان في النشر الصحفي، لكن 70 فقط ممن لها تأشيرة اللجنة الثنائية، أي ما يحق لها انتخاب أعضاء المجلس..
مصطفى الخلفي:
ـ قانون حرية الولوج إلى المعلومة سيخرج في 3 ماي، (العوني: في اليوم العالمي لحرية الصحافة).
ـ في الأسبوع المقبل ننظم ندوة عن الإصلاح القطب العمومي.. لا ينتظر مني البعض أن أغير الأشخاص، ولكن وجدت أن الإشكال في تحديد مضامين الإصلاح… الإشكال في القطب العمومي مرتبط بالتنافسية وجودة الخدمة، تواجهنا في محيطنا منافسة شرسة، ونحن أمام تحد عميق.. يجب أن ننتقل إلى وضعية TNT قبل 2015 ، أنجزنا إلى الآن 2من المشروع الذي يتطلب مليار درهم.
علي أنوزلا:
 طالبا الكلمة ليسائل الوزير عن الدور الحقيقي للإعلام العمومي، هل هو مشكل إمكانيات أم سياسة تريد خدمة الشعب أم شيئا آخر.
توفيق بوعشرين:
القضاء غير متخصص للنظر في قضايا تهم الإعلام.. والقضاء يريد أن يبقى فوق النقد.
ـ العربي المساري (وهو يتابع في القاعة) رفض كل نقاش حول استباحة حرية الصحافة (لما كان وزيرا)، وقضى أربع سنوات بدون شيء، وتخصص في لغة الخشب..
ـ نضطر لنتكيف مع الأوضاع، حتى نستمر في العمل، وهو يرد على متدخلة انتقدت مصداقية بعض الصحف، وكانت تعني الجريدة التي يصدرها بوعشرين. 

اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تعقد دورتها الأولى


 اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تعقد دورتها الأولى

وزان: محمد حمضي

   بعد حفل تنصيب أعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة الذي أشرف عليه الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان يوم ثاني فبراير الأخير، وبعد جملة من الترتيبات سيكون أعضاء اللجنة الجهوية على موعد في أول دورة تحتضن اشغالها مدينة طنجة يوم فاتح أبريل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، وذلك طبقا للمادة 21 من القانون الداخلي للمجلس الوطني.
   مداولات أعضاء اللجنة الجهوية في دورتهم العادية، ستنطلق بتقديم الظهير المتعلق بإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى استنفاذ باقي النقط الواردة بجدول الأعمال وهي كالتالي:
- عرض حول خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- تقديم الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان.
 - عرض حول منهجية شعبة الحماية. 
 -  تقديم العناصر الأولية حول خطة عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان لسنة 2012. 
- تشكيل فرق العمل الموضوعاتية:
    *  فريق حماية حقوق الإنسان 
    * فريق النهوض بثقافة حقوق الإنسان 
    *  فريق إثراء الفكر والحوار حول الديمقراطية وحقوق الإنسان . 
                             

————————- 
المدونة: محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لجهة طنجة