السبت، 3 مارس 2012

كشف قائمة لجزء من المستفيدين من رخص النقل هل هي بداية الطريق نحو المساواة في المواطنة؟


   كشف قائمة لجزء من المستفيدين من رخص النقل
هل هي بداية الطريق نحو المساواة في المواطنة؟
 

مصطفى لمودن
بنشرها لقائمة طويلة لأسماء المستفيدين من الريع المخزني تكون حكومة بنكيران قد وضعت خطوة نحو الاتجاه الصحيح، فنحن نعترف بجرأة وصلاحية مثل هذه المبادرة، ولولا "حركة 20 فبراير" المجيدة، لما وصل حزب "العدالة والتنمية" لما وصل إليه لما جرت الانتخابات، وما كانت لتحل الحكومة ويعدل الدستور وتجرى انتخابات سابقة لأوانها.. لقد كانت في الأفق "تهيئات" أخرى في اتجاه آخر، ينعثه بعض السياسيين بمحاولة "بنعلة" المغرب.
  ما ظهر الآن عبر كشف لقائمة المستفيدين من مأذونيات النقل يواسطة الحافلات هو فقط جزء من السطح البارز لكتلة الجليد الضخمة، من الامتيازات والريع غير المشروع، والنهب الذي طال واستمر في نهش خيرات المغرب طولا وعرضا..
لقد ظهر في القائمة المعلنة "فنانون ورياضيون وأعضاء عائلات كبيرة ومقربون من هذا وذاك.."، منهم من يتوفر على أكثر من رخصة، كلهم يحصلون على مداخيل سمينة شهريا وهم لا يقومون بأي شيء.. ينامون ويستيقظون ويمدون أياديهم لصنابير المال الذي يوفره لهم آخرون، يكدون ويعملون بحق..من أجل هؤلاء النوام.
من المحصلين على رخص حافلات النقل ومن أشهرهم الآن الفقيه الزمزمي صاحب فتاوى التحريم والتحليل، ومنهم أحمد السنوسي (باز)، ولاعب الكرة السابق صلاح الدين بصير (2)، يوسف شييو (2).. والمفاجأة العجيبة هي حصول منسق "حزب اليسار الأخضر" محمد فارس (طبيبب)بدوره على رخصة كار… والقائمة طويلة منها كذلك "شركات" لا يعرف لمن هي، وفي القائمة كذلك أسماء مبهمة وغير تامة ك"كحل العيون"..
ويبدو أنه لهذا الغرض وغيره وقفت "بعض النخب" ضد "حركة 20 فبراير"، التي تحتج بقوة ضد الفساد والريع،  ولنفس الغرض سبق أن هرع بعض المتزلفين من "وجوه معروفة" إلى بنكرير لما كانت هناك حملة انتخابية يقودها فؤاد عالي الهمة في شتنبر 2007 وهو من المقربين لمطبخ صناعة القرار، ومن ضمن من حضر حينذاك من لهم رخص.
وما تزال هناك قوائم أخرى خاصة بمقالع الرمال والأحجار والصيد في أعالي البحار.. وكيف وزعت الضيعات الفلاحية العمومية رغم ما يقال عن دفتر التحملات، وقبل ذلك كيف دفعت هذه الضيعات دفعا نحو الإفلاس.
أما كيف وزعت سابقا المناصب والجماعات المحلية والمقاعد في المجالس المنتخبة والغرف المنتخبة فتلك كارثة أخرى قادت بلادنا نحو الافلاس.
وما تزال إلى الآن وزارة الداخلية تحتفظ لوحدها بالقائمة الطويلة والعريضة للمستفيدين من رخص النقل الخاصة بالسيارات الصغيرة، وهي تعد بالآلاف.. وقد كانت هذه الرخص في الأول تعطى للمعوزين حقا، من قدماء المحاربين والمقاومين واليتامى.. لكنها مع الوقت تحولت إلى رشاوى ومنح بدون موجب حق وريع يوزعه المخزن (السلطة) على المقربين والوجوه التي حصلت على صيت إعلامي.. الخ.
 لقد علمت السلطة الكثير من الناس الريع والتواكل والكسل والتملق والتزلف.. لنيل "المنى"، تعود الكثيرون على أن "الخير كل الخير" يأتي من السلطة المحتكرة لكل شيء، الغنى يأتي منها دون أي جهد.. ألم يدعو وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري إلى منح العائدين أحياء من حجيم سنوات الرصاص رخص نقل؟  بينما نفس السلطة مارست شططها المعروف عبر تاريخ المغرب الحديث، إلى أن هبت "المصالحة والإنصاف"، وجاء الوقت لتوقيف هذا العبث ليكون المواطنون سواسية..
مطلوب الآن تصفية كل "الريع" المنتشر في المغرب، مع مراعاة ظروف المحتاجين حقا من أرامل وأيتام صغار بدون دخل، لكن ليس عبر "الريع" بل بواسطة مسطرة قانونية يتساوى فيها جميع المواطنين، فلا مجال ولا معنى  لأن تميز الدولة بين مواطنيها، ولا حق ولا صواب مع كل من استفاد ويستفيد من الريع.. وليتم تنظيم قطاع النقل بشكل آخر، عبر دفتر تحملات، والمساهمة في الإنتاج الوطني وأداء المستحقات الضريبية وتوفير الخدمات المناسبة للمواطنات والمواطنين.
أدعو لوضع قانون عادل يحاكم بموجبه كل من يسئ إلى المغاربة عبر التمييز يبنهم في نيل البعض "الامتيازات" الخاصة بدون حق. 

_____________ 
استدراك: اعتبر اللائحة بمثابة قائمة للعار والفضيحة..

الخميس، 1 مارس 2012

ضحايا التقسيم الإداري بقطاع التعليم بوزان يتحركون


ضحايا التقسيم الإداري بقطاع التعليم بوزان يتحركون

  وزان: محمد حمضي

بعد الانخراط الواسع لأفراد الشغيلة التعليمية ضحايا التقسيم الإداري في المعركة النضالية ليومي 22 و 23 فبراير التي دعت لها تنسيقيتهم الإقليمية المكونة من ممثلين عن النقابات الأربعة ذات التمثيلية (ك د ش / إ م  ش / ا ع ش م / ا و ش م ) وبعد تسجيله " للتجاهل المريب للجهات المسؤولة لمطالبنا المشروعة " كما جاء في البيان الذي أصدره مكتب التنسيقية المشار إليها  في اجتماعه يوم الأحد 26 فبراير والذي تمخض عنه دفترا مطلبيا، لخصه المتضررون في النقاط التالية :
ـ  التشبث بحق حصول كل المتضررين من التقسيم الإداري بوثيقة تثبت بأنهم لا زالوا تابعين لجهتهم الأصلية ( الغرب الشراردة بني احسن )
ـ  احتفاظ الأطر التربوية المتضررة بحق المشاركة في الحركتين الانتقاليتين (المحلية و الجهوية ) بالإقليم والجهة اللتين كانوا تابعين لهما قبل التقسيم الإداري.
ـ  اعطاء حق الأسبقية للمتضررين للالتحاق بجهتهم الأصلية .
 ولتحقيق هذه المطالب سيخوض المتضررون جملة من المعارك النضالية حددها بيان تنسيقيتهم الثالث في تنظيم وقفات احتجاجية بمقرات النيابة التعليمية (29 مارس ) وبالأكاديمية الجهوية بالقنيطرة ( 5مارس )، وأمام باب وزارة التربية الوطنية (12 مارس ) كما سيخوض المتضررون سلسلة من الإضرابات الإقليمية طيلة شهر مارس.
   يذكر بأن إقليم وزان قد رأى النور في أواخر 2009، وأن نفوذه الترابي تشكل بعد اقتطاع جزء من إقليم شفشاون وجزء ثاني من إقليم سيدي قاسم، وألحق بجهة طنجة / تطوان بعد أن كان يقع تحت نفوذ جهة الغرب الشراردة بنيي احسن، وهو ما خلف عدة ضحايا في قطاع التعليم، ولم تبادر وزارة التربية الوطنية في عهد الحكومة السابقة بمعالجة هذا الملف، لينطلق المتضررون اليوم يسابقون الزمن من أجل إنصافهم بعد أن أعيتهم التسويفات.

الاثنين، 27 فبراير 2012

ماذا لوْ كانتِ الأزمة تقود إلى الحرب؟؟


 حوار مُترجَم
ماذا لوْ كانتِ الأزمة تقود إلى الحرب؟؟
  التقديم :
 لُورانْ آرْتورْ دو پْليسيسْ   

 ماي 1952، صِحافي ومحلل فرنسي مختص في المشاكل جيوــ سياسية،  من المؤلفات: ـ الحرب العالمية الثالثة ابتدأت (2000)
ـ الإسلام ـ الغرب، الحرب الشاملة (2004)
 ـ من الأزمة إلى الحرب: إنهيار النخب( أكتوبر 2011(

في هذا الحوار القصير من حيث الحجم؛ والمليء بالتصورات والرؤى النقدية للوضع الإقتصادي العالمي المأزوم؛ يكشف عن مكامن الخلل الذي يصيب الإقتصاد الكوني بشلل فظيع، ويؤكد أن الأمر سيُفضي لا محالةَ نحو حرب إنسانية مدمرة
كما يقربنا من وجهة نظره الشخصية بخصوص علاقة " الإسلام " بما يجري…
  إليكم الحوار الذي أجراه: فْريديكْ پُّونص لصالح المجلة الأسبوعية الفرنسية: في عددها رقم: 3921 ليوم الخميس، 19 يناير
إلى 25 منه سنة 2012، في الصفحة .42

      سؤال: ـ كيف يمكنكم تفسير أن الأزمة الحالية ( أشد خطورة من أزمة 1929 ) تقودنا نحو حرب عالمية ثالثة ؟
      جواب: ـ كل أزمة إقتصاديةٍ خانقة لا بد أن تُذْكيَ جَذْوَةَ التطرف و أن تُغَلِّبَ كفة الحروب. فأزمة 1929 أَنْتَجَتْ صعود النازية وعلى إثرها كانت الحرب العالمية الثانية. والأزمة الحالية، مقْرونةً بالعولمة، ستُخوِّلُ للمتطرفين الإسلامويين إمتلاك آليات الدولة وبالتالي تنظيم " إرهابٍ " ضد الغرب، وهذا ما يعنيه تشكيل " صاعق "الحرب العالمية الثالثة

      س ـ مَن هي أطراف هذا الصراع؟
      ج ـ سيكون الغرب وحليفاه : اليابان والهند ضد الإسلام والصين، في خليط من الحروب الأهلية والعرقية وما بين الدول، وسيُنْعشُ ذلك "إرهابٌ" على مستوى عالمي بأسلحةِ دمار شامل.
لكني أتساءل هنا : ـ إلى أيّ طرَفٍ ستنحاز روسيا ؟؟

      س ـ أيمكن الإعتقاد حقا في تحليلكم الكارثي هذا خصوصاً أن الدول الكبرى وكل المؤسسات الدولية عازمة على الأخذ بناصية الأمور؟
   ج ـ توشك الأزمة من ذروتها مع انهيار بعض الدول، التي سيعقِّدُ من مأمورياتها الإنفجار القريب ل " نِسَب الفوائد" ، وهذا ما سيُعطل إلى حد بعيد الأنظمة المصرفية الكبرى والإقتصاد بالتالي.

      س ـ وأين نحن إذاً من سياسات " التقشف " المطروحة خلال أشْهُر خَلَتْ؟
     ج ـ لَوِ اعْتُمِدَتْ هذه السياسات منذ عشرين أو ثلاثين عاما سابقة لَانْتعشتْ ونشطت الأنظمة البنكية،  لكنها اليوم ستُسَرِّعُ انهيارها بفعل الشلل الذي سيُصيب الإستهلاك " الذي هو محرك النماء الغربي، والذي تم التقليل من شأن تأثيره السلبي في المستقبل إبان سياسات المعالجة فور أزمة 2008. وهذا ما ألقى بظلاله على الدول الأكثر تصديراً، مثل ألمانيا والصين، فالأزمة بالتالي ماضيةٌ في خنق الإقتصاد العالمي دون أن تَقْدِر المؤسسات العالمية على إيقافها. لقد تم تجاوز نقطة اللاعودة!! 

    س ـ كيف يمكنكم أن تقولوا إن الأزمة كانت مُرتقبة؟
     ج ـ النموالإقتصادي الغربي في وضع حَرجٍ، مادام أنه مُؤسَّس على القروض الرخيصة وعلى المديونية، وليس على الإذخار والإستثمار. ف " أَلَانْ كْريسپان " مدير البنك المركزي الأمريكي مابين 1987 و 2006 كان قد خَفَّضَ بشكل :فظيع الفوائد الرئيسَةَ ما خلَّفَ تَسَيُّباً في القروض، والنتيجة سِلسلةٌ من " الفَقاقيعِ المُضَارَباتية " التي قَوَّضَتِ الإقتصاد الحقيقي فُقاعةُ الأنترنيت غير المندمجة سنة 2000، تَلَتْها الفُقاعة الأخطر: العقار، ثم أخرى في البورصة. كل ذلك هدم الإقتصاد الأمريكي، وبدوره سيُدْخل في دوامته كل الغرب.

    س ـ هل تَنبَّأَ أحد بكل ذلك؟
    ج ـ نعم، الألماني:
 كُورْتْ رِيشْباشير ( 2007 ـ1918) المعروف كثيراً لدى الأوساط الإعلامية الأنجلوــ ساكسونية، والذي  كنتُ قد استشهدتُ به في أحد مؤلفاتي سنة 2002، يُعتبرُ من المتنبئين بالأزمة، وكان قد اعتمد غالبيةُ المحللين على المدرسة النمساوية :
 لُودْفيكْ فون ميزس ( 1881ـ1973 ) وفْريدْريش هايْكْ ( 1889ـ 1992 ) الحائز على جائزة نوبل للإقتصاد سنة 1974، والذي مَنَحَ الدور الرئيسَ لِلْقرض ولِلنقد، لكن تلاعُبَ الدولة بهما يُضَلِّلُ النشاط الإقتصادي.

    س ـ كيف ذلك؟
    ج ـ تعتمد الأبناك المركزية على نِسَبِ فوائد جد منخفضة مظهرياًّ ثم تعمل على ضخ سيولة مالية هائلة، وهذا يخلق  فَقاقيع مُضارباتية " (بالُونات مُنتفخة بالريح !) إنه الإستثمار السيّء، غيرُ المُنتج، الذي يُغَيِّبُ حقيقةَ الطلب. نُضيف إلى هذا "التَّغْليط حالَتَيْ : الإكْتئاب والرُّكود الإقتصادِيَّيْن، مِمّا يَقودُ إلى كارثة حَتْمية، يَتَفسّخُ إزاءَها النظام النقدي، ما عدا إذا تَمَّ التراجع المُسْبق عن هذا البذخ المالي.
*******

أَنْجَزَ الترجمة : جواد المومني
في : پــــــــــيرپــــــــــينـــــــيان/فرنسا ، الإثنين 6 فبرايرـــ شباط 2012