الخميس، 7 يونيو 2007

سيدي سليمان تكحل عيونها تعبيد الشوارع في انتظار تنمية حقيقية


   سيدي سليمان تكحل عيونها                       
     تعبيد الشوارع في انتظار تنمية حقيقية
   قررنا أن نحرص في هذه المدونة على المصداقية، وعكس اهتمامات وانتظارات المواطنين، حسب مقدرتنا طبعا، مع إتاحة الفرصة لكل الآراء، في ظل الاختلاف المشروع، وحرية التعبير "المسؤولة"، التي يجب أن نصنعها و نرعاها نحن المواطنون… مناسبة هذا الكلام ما تعرفه المدينة من "ورش إصلاحي" قائم لا يمكن إغفاله، فإذا كان البعض يعتبر في المجال الصحفي أن مثلا عض كلب لرجل خبر عاد، بينما إذا حدث العكس يكون ذلك هو الخبر الجدير بالنشر، وكذلك المثل الآخر عن تأخر القطار عن موعده كخبر "مهم"، أما الحديث عن القطارات التي تحترم المواعيد، فذلك لايهم سوى قلة من المسافرين، مثل هذا الأسلوب الصحفي ليس دائما على صواب، وإن كان الخبر العجائبي غالبا هو ما يثير الاهتمام. نعود لصلب الموضوع فنقول أن المقصود "بالورش الإصلاحي" هو تعبيد عدد من شوارع المدينة، فبعدما أهملت هذه الشوارع لعقود طويلة، وأصبحت ممتلئة بالحفر والخنادق، ولم تعد تصلح لسير العربات والراجلين، انطلقت عملية التعبيد من الحي الجديد ثم حي السلام ولم تصل بعد لحي الغماريين…وأضيف شارعان بحي الوزين (المعمل)، نتمنى أن تشمل كل طريق غير صالح للإستعمال، كلفت العملية 3.7 مليار سنتيم، حصلت عليها البلدية في إطار غلاف مالي أكبر ضمن قرض من صندوق التجهيز الجماعي وفق مطلعين، أي أن ذلك من المال العام، وليس من جيب أحد، رغم أن التوقيت قد يثير بعض الشبهات، لقربه من موعد الانتخابات البرلمانية، ما يعني دعما غير مباشر لجهة معينة

  
نموذج شارعين بعد تعبيدهما
    حسب ملاحظاتنا تعبد الشوارع بكيفية جيدة، حيث تزال الطوارات القديمة وتعوض بأخرى، تسوى الأرض، ثم توضع غالبا فرشتان من المزرار(حجارة صغيرة الحجم) والزفت المخلوطان والمنصهران، بينما يتم الاكتفاء في أزقة أخرى برشها بواسطة الزفت تم يوضع مزرار في شكله الأولي، وبعد ذلك يوضع الخليط الساخن (ما يسمى بالنيلو)، ينتج عن كل ذلك شوارع في المستوى المطلوب، تعطي قيمة مضافة لهذه المدينة، زوروا مثلا فيلات حي السلام، حيث كانت سابقا هذه الدور الفاخرة تسبح في فضاء شبه قروي…
    لكن إذا كنا نسجل بإيجابية كل مشروع يرى النور في هذه المدينة التي أهملت، وأحس ساكنوها بالغبن، ومنهم من فضل الإقامة في القنيطرة رغم أن شغله مرتبط بسيدي سليمان، مثل ذلك عدد من المحامين والأطباء، غير أننا نسجل من جهة أخرى ملاحظات أولية نبديها كمواطنين لنا الحق في ذلك، منها اللجوء إلى القروض لإنجاز أي شيء بهذه المدينة، كما وقع للمسبح البلدي (يحرصون على تسميته رسميا بالمسبح الأولمبي)، الذي لم يشتغل ولم ينتج شيئا، رغم تشييده منذ زمن بعيد يفوق عشر سنوات، وما تطلبه ذلك من أموال باهضة، ثم إدخال الماء الصالح للشرب من جهة القصيبية، اعتمادا على قروض لتعويض الماء غير المستساغ السابق، لكن الماء الصالح للشرب حقا لم يصل لساكنة المدينة بالوفرة المطلوبة، إذ تم توزيعه في الطريق على قرى عديدة، والتي من حقها التوفر على الماء، ولكن ليس على حساب آخرين، ورأت مشاريع أخرى النور كإعادة تهيئ حديقة شارع الملعب المهملة الآن، وبناء مقاطعة بفضل ميزانية الجهة، وتعبيد شارع الحسن الثاني من الميزانية الإقليمية، أو إعداد مرافق غير صالحة للاستعمال كسوق السمك، وسوق الخضر قرب حي اخريبكة… وهكذا لم تفكر المجالس المتعاقبة والسلطات المختصة محليا وجهويا ووطنيا في توفير المناخ المناسب لإحداث مشاريع ووحدات إنتاجية، وكل ما يمكن أن يدر على المدينة مدا خيل مالية تغنيها عن اللجوء المستمر إلى القروض، التي ترهق الميزانية، وتكبل أي مجهود "تنموي" قد يتم التخطيط له، رغم أن هناك من يرى أنه لايمكن إحداث أي قفزة تنموية بدون اللجوء للقروض، لكن المشكل هو في كيفية إنفاق هذه القروض، كمهتمين لا يفاجئنا أي تقصير في المجال الاقتصادي من جانب المنتخبين، فهذا رئيس المجلس البلدي الحالي السيد قدور المشروحي قال لصحيفة محلية: "بالنسبة لنا كجماعة لا دخل لنا في الاقتصاد، لأن الاقتصاد له أصحابه" (الزمن المغربي عدد17). وإخفاء العجز وراء أسباب واهية لا معنى له، مادامت للمجالس المنتخبة وللرئيس خاصة صلاحيات واسعة في ظل ميثاق الجماعات المحلية الحالي، يمكن للجماعة أن تكون مستثمرا في المجال الاقتصادي، وموفرة للظروف المناسبة لذلك، ومن يريد أن يتخلى عن دوره فذلك "شغله"، فرئيس المجلس البلدي لسيدي سليمان، قال في نفس الجريدة المشار إليها في سياق الحديث عن "الإصلاحات" حسب السؤال الموجه إليه: "إذا كان كل من يريد أن يطلع على الملفات، فيمكن أن يجدها عند المسؤولين الذين يسعون جاهدين لإعداد مدينة نموذجية، مدينة تحاول الانتقال إلى عهد جديد…إلى مجال الأعمال الإيجابية".  فهل المسؤولون هنا هم ممثلو سلطة الوصاية؟ الذين لهم اختصاصاتهم حسب القوانين الجاري العمل بها،  وما دور المنتخبين الممثلين للسكان؟ والذين يعدون أثناء الحملات الانتخابية بالممكن والمستحيل. وارتباطا بموضوع الفاعلين المحليين نسجل عدم انفتاح كاف على الإعلام والمواطنين المهتمين، حيث لا تشهر مثلا اتفاقية/ صفقة 2007/06 الخاصة بتعبيد الشوارع، ولا تقام ندوة لذلك، وليس هناك موقع إلكتروني يمكن الإطلاع من خلاله على التفاصيل، وبالنسبة للبعض يتفادى أي "تجهم" يستقبل به في إطار البحث عن المعلومة، وعليه نوجه دعوة لهؤلاء الفاعلين قصد مدنا بالمعلومات وتسهيل وصولنا إليها في ظل احترام كرامة كل متسائل أو باحث، لإفادة المواطنين، وفي انتظار ذلك سنتابع عن قرب، ونكتب عما لم يعبد من الشوارع، وما لا يتم بشكل لائق، على الأقل في هذا الموضوع.
     فيما يخص الأشغال الجارية، فعلا يبدو أن التعبيد يتم بشكل ملائم، حسب معاينتنا البسيطة، بينما المختصون والمراقبون والسلطات المعنية، هم الكفيلون بتحديد مستوى الجودة، وليتحمل كل مسؤوليته، حتى لا تتكرر تجربة شارع الحسن الثاني، التي زفتت قبل شهور من طرف نفس المقاول، بتمويل من الميزانية الإقليمية، وظهرت به شقوق وحفر، يتم ترقيع بعضها الآن، ولمن أراد التأكد فليذهب إلى الشارع المذكور على الأقل انطلاقا من حي السلام في اتجاه الشرق. وأخيرا تم تعبيد طريق أولاد الغازي المؤدية إلى دار بالعامري، والذي كان في حالة لا تطاق، وعرف عمليتين سابقتين فاشلتين لتعبيده، وكان ذلك نموذجا لهدر المال. عرفت بعض مواقف السيارات (بجانب البريد) وبعض الممرات (بالفيلات) التهيء بالإسمنت المسلح، بينما أهمل موقف سيارات بحي الزاوية قرب "الصيدلية الشعبية"، رغم تعبيد الطريق المحادية له، كما أحدثت مواقف جديدة بعدد من الأماكن. إذا كان استبدال أحجار الطوار بأخرى جديدة عمل جيد، لكن مستوى الجودة يبقى بدوره مطروحا، فقد وجدت إحداها مهشمة من الوسط، وهي تتفتت بمجرد لمسها بالأصابع، وذلك أمام المنزل رقم 136 بحي رضا، وقمت بنفس الشيء بالنسبة لأخرى فكانت صلبة. أما الطوارات القديمة والتي كان بعضها من الحجر المصقول، فعلا أن مجر نقلها عملية مكلفة، لكنها مادة خام تصلح لعدة استعمالات، كأن تهشم وتسوى بها مسالك في محيط المدينة أو بالعالم القروي، وليس أن تبقى متراكمة في إحدى الساحات، ووضع أكوام الأتربة وسط حي السلام فعل غير مناسب،  ويخشى أن تسوى بعين المكان في علو غير متناسق مع المنازل المجاورة، لماذا لا يوضع منها بحفرة كبيرة في ساحة متواجدة ببلوك المدرسة في حي السلام عينه؟ 
 جانب من أكوام الأثربة التي وضعت وسط المدينة
وإعادة تعبيد الشوارع دون التفكير في إصلاح قنوات الواد الحار المختنقة أو غير الصالحة، يثير علامات استفهام، كما هو عليه الحال في حي السلام، ونفس الشيء بالنسبة للصيانة المغيبة من قائمة أنشطة المصالح البلدية، فكثير من الشوارع تحتاج إلى ترميم الحفر، التي تظهر وتهمل إلى أن تتسع وتتعمق، رغم أن بعض هذه الشوارع تكون حديثة التجديد، كما هو عليه الحال في محيط مسجد الهدى، بحي السلام، والشارع المتفرع عنه جهة الشرق، لماذا تهمل ولا تصان ككل طرق العالم داخل عمرها الافتراضي، ليجري المنتخبون بعد ذلك وراء الصفقات الكبرى والقروض، لابد من الإشارة كذلك لضعف جودة الطرق ببعض التجزيئات السكنية، التي يستخلص أصحابها الملايير ويرحلون، في انتظار أن يتكفل المجلس البلدي في يوم ما بهذه الطرق، وإن أي جولة بسيطة كفيلة بتأكيد ذلك. 
    كان في السابق السائقون يسيرون ببطء حفاظا على عرباتهم من خطر الحفر، أما الآن فبعضهم يعتبر الشوارع طرقا سيارة، هناك سيارات وحتى شاحنات تسير بسرعة لا تناسب المدينة، قد تهدد حياة الراجلين، وفي غيبة ميادين الرياضة وفضاءات اللعب، يرى البعض أن عددا من الشوارع تصلح لممارسة مباريات الكرة المصغرة، وهو ما شرع فيه فعلا.
    ختاما نقول هل ستعود سيدي سليمان لشبابها السابق؟  عندما شيدها المستعمر، وكانت بوتقة جذب، حيث وفرت الشغل والفضاءات المناسبة لساكنة ذلك الزمن، أم أنها أصبحت امرأة هرمة؟ تكحل عيونها بالزفت، وتضع مساحيق رخيصة تخفي التجاعيد والوهن، من جانبنا نتمنى لهذه المدينة تنمية حقيقية، وتصالحا مع ساكنتها الطواقة لمدينة عصرية، توفر مرافق الحاضرة الحقيقية، وتتصالح في إطار تكاملي مع محيطها الفلاحي. في احترام تام لخصوصية كل مجال، وبدون بدونة (من البادية) المدينة. 
          مصطفى لمودن
     أدل بملاحظاتك وبرأيك وبمعلومات ترى أنها مناسبة للنشر، وكل من له رأي مخالف مستعدون لإدراجه

الثلاثاء، 5 يونيو 2007

سكان حي الوركة بسيدي سليمان ينتظرون منذ خمسة عشر سنة افتتاح مدرسة "أم هاني"!


   سكان حي الوركة بسيدي سليمان ينتظرون منذ خمسة عشر سنة افتتاح مدرسة "أم هاني"!

      طالت حكاية هذه المدرسة الفريدة من نوعها، فبعدما تركها المقاول الأول دون إتمام البناء، الذي شرع فيه منذ خمسة عشر سنةثم جاء مقاول ثاني وأضاف سورا، ولما ظهرت شقوق وعيوب في البناء، يمكن أن تكون سببا في حصول كارثة لو ولجها التلاميذ، ورغم ذلك منحت في إحدى السنوات الخوالي تجهيزات دراسية، من طاولات وسبورات…الخ، لكن الافتتاح لم يتم والجرس لم يدق، أما تلاميذ هذا الحي المهمش والمنسي، والذي يقدر عدد سكانه بألفي نسمة الآن، فليس لهم من خيار غير التوجه لمدرسة"أنوال" أو مدرسة "عبد الله الشفشاوني" البعيدتين في أحياء أخرى، وقطع السكة المزدوجة والتعرض لشتى الأخطار، كما وقع في 24 أبريل المنصرم للتلميذة ك. غ. التي دهسها القطار، وذهبت ضحية الإهمال وسوء التدبير…(انظر أخبار سيدي سليمان)
     اطلعنا في إطار مهمتنا الإعلامية على وضعية هذه المؤسسة، يوم الأربعاء 23 ماي، فوجدنا، المدرسة مقطونة من طرف عائلتين، الأولى في مسكن وظيفي، والثانية بقسم، استقبلتنا امرآتان فقط رفقة أطفال، في غياب الزوجين، تقولان أنهما رفقة عائلتيهما، يحرسون المدرسة مجانا طيلة الخمسة عشر سنة!منذ رحيل المقاول الذي كان يشغل زوجيهما، تذكران على لسان واحد بحسرة وأسف أنه "لولاهما – العائلتان- لخربت المدرسة"، وقد علمنا كذلك أنه سبقتنا إلى عين المكان في نفس اليوم إحدى اللجان ضمن الزيارات التفقدية التي لا تنتهي!.
   تتضمن المدرسة 12 حجرة من سفلي وطابق واحد، ومنزلا للحارس، وسواري قائمة تشبه أطلال معلمة تاريخيةقيل أنها لبناء سكن المدير ومطعم أو أي شيء آخر لم ير النور، بها كذلك بئر وخزان مائي، ومضخة اقتنتها العائلتان المقيمتان بالمدرسة، وهي غير مرتبطة بالكهرباء والماء الصالح للشرب، محيطها مترب وموحل شتاء، أغلب زجاج نوافذها مكسر، والجدران مشققة…
   يحدث هذا في مدينة وإقليم وجهة…بها مسؤولون "يزاولون" مهامهم، ومنتخبون يقودون حملات انتخابية منهم من تحالفه "الحظوظ" للعودة ثم العودة…للكرسي، فكم سيكلف ترميم هذه المدرسة؟ أو بناء أخرى في محلها، هل استعصى الأمر إلى هذه الدرجة، ليترك عدد كبير من الأطفال يخاطرون بأنفسهم، ويقطعون المسافات الطويلة للذهاب إلى المدارس؟
                          نشرت بجريدة اليسار الموحد

قصة: تاء التأنيث المتحركة


قصة:     
تاء التأنيث المتحركة
مصطفى لمودن
            1 ـ دردشة
 * من قرية ظالمة إلى شرنقة حالمة  
كنت دائما أحاول أن أكلمها، كبرنا في نفس المدينة الصغيرة، أعرفها منذ كانت تذهب إلى المدرسة الابتدائية حاملة محفظتها الثقيلة على ظهرها، تروح وتؤوب دون التفات، كأنها نملة جادة تحمل هم مجتمع النمل لوحدها…
   أخيرا أتيحت لي الفرصة… وجدتها بجانبي، لا تفصلني عنها سوى بضع سنتيمترات، أبصر الشاشة وأضغط على" الفأرة " بإبهام يميني… بين الفينة والأخرى أختلس إليها نظرة، فأجدها منهمكة في النقر بأصابعها العشرة بسرعة هائلة… ثم تتوقف لتقرأ، فتبدو على محياها ابتسامة دافئة.
   افتعلت إسقاط قلمي قرب قدميها ، حاولت أن أنحني لآخذه، التفتتْ جهتي وابتسمت أكثر… رددت التحية بأحسن منها، تشجعت وقلت في نفسي هذه هي المناسبة، خاطبتها هامسا:
    ـ الأخت الكريمة أريد أن أتحدث إليك، مدة وأنا متلهف لمثل هذه اللحظة…
   ـ ولماذا يا أخي ؟
   ـ لماذا !..
 ضغطت على شفتيّ وسحبت هواء كثيفا وأضفتُ:
  ـ قد نتعارف، وقد تتمتّن علاقاتنا، وقد… 
     أوقفت بضربة من سبابتها الحاسوب، دارت جهتي بكامل جسدها، قطّبت حاجبيها الدقيقين، وعالجتني بسؤال مختصر كأنه رسالة إلكترونية مستعجلة تحمل خبرا حزينا:
   ـ هل تشتغل ؟
  قلت لها: ـ لا، أخي الأكبر هو من يشتغل من ضمن أسرتنا.
  ـ هو أولى من يتحدث إلي إذن. وأضافت صارخة بلهجة صارمة حتى انتبه كل رواد المحل:
  ـ ألا ترى أنني في دردشة؟
 وعادت تحملق في شاشتها، التقطتُ قلمي، واستأنفت تصفحي باحثا عمن أدردش معها من قارة أخرى.
2ـ رحــــــلة
  * من ضيق الدار إلى أفق الانتظار
 دلفت المقصورة، ألقيت بجسدي المنهك على المقعد، وقد بدأت انتعش بفضل الهواء المكيف للقطار من فرط حرارة فصلية مقنطة… بجانبي شاب وسيم وأنيق،يبدو أنه لم يتخط ربيعه الثاني، خدوده تلمع، ملامحه تفصح عن هويته،يظهر أنه من شرق أسيا وقد نال نصيبه من الطفرة الاقتصادية التي بلغت هناك شأنا رفيعا، تجلس على يمينه فتاة نصف مكتنزة، بيضاء البشرة ، تبرز مساحة شاسعة من صدرها العريض،يظهر حملها واضحا من بطنها المنتفخ، وهو يكاد يمزق سترة رهيفة، تتمدد أكثر وتمد ساقيها، يتطلع الشاب إلى دليل سياحي باللغة الإنجليزية حول المغرب ، يسأل عن البلدات والمدن التي يتوقف بها القطار ، تحاول الشابة أن تعلمه بضع كلمات دارجة، يلوكها متلعثما ويضحك كوليد  اكتشف الحبو، ترد هي بضحك خفيف ، فيميل برأسه على صدرها منشرحا كمن تلقف بلسما لا يفنى لروح متشظية.
   انتبهت سيدة تقعد قبالة الفتاة لطريقة جلستها، فقدمت لها بعض النصائح من وجهة نظرها حول الحمل والجنين والولادة… هي تتحدث والفتاة ترد بإيماءة من رأسها، ما أن حدست السيدة مرور التيار بينهما، حتى بادرتها بسؤال عن رفيقها الذي لا يعرف العربية، ردت الفتاة بسرعة وعلامات فرح طفولي بادية عليها:" إنه زوجي جاء من اليابان، وهو مستقر معنا منذ سنة، بعد ولادتي سنرحل إلى بلاده".
3ـ محاكمة
* من جنس السياحة إلى لبس السياسة
 كن ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو س… العدد لايهم… بعدما وضعن محفظات التحصيل، جئن حاملات حقائب الأمل إلى طنجة أو أكادير أو البيضاء أو س…  الفضاءات تتشابه.
بالنسبة لهن انتهى ردح من الظهر وهن جاريات بين ثنايا الشظف، من أجل المعرفة والرغيف، حققن نصف المبتغى ومازال في الخاطر شغف لبناء ذات مولعة بالحياة ، وردِّ دَيْنٍٍٍ فيما قد فات… تحت الإبط شهادة، وفي اليمين براءة، ومن اليسار إشارة نصر مؤجل، ولسان الحال يصدح بالمصير والمآل.
    "البحر من أمامكن، ولجة العنوسة من خلفكن، وعناكب العفن قسرا حول أعناقكن، إما أن تمددن أياديكن مستسلمات، أو تعدن لأوكار مظلمة خانعات، ما لكن من خيار…"
      هذا ما كان يردده أمامهن الغول باستمرار، وهو فاغر فاه، يصطاد ويعدد ضحاياه، ينقش على صخر الفضيحة فتوحاته الدنيئة، مشعلا نار الفضيحة على أعلى جبل.

           تقول عائشة: "تموت الحرة ولا تأكل من فرجها "… ولما رأت الأخريات منكسات رؤوسهن أضافت:" لن أتحسر على كثير ليس لي، لا أصله.ولا ألوم نفسي على جهد، لم أبذله… أعرف وتعرفون أن الطريق طويل ، والعابر عليل ، والخطب جليل ولكن لا نعدم حيلة…"
     قامت رقية، مسحت دمعة سالت على الخد، تأملت الجالسات حولها، نظرت إلى الأفق الذي لا يرى، وكمن استفاق من غيبوبة طويلة صاحت:
  -" لماذا؟ لماذا كل هذا الإذلال ؟". رفعت صوتها أكثر باستغاثة مجلجلة انتبه لها حتى من في خارج قاعة المحكمة: "وا مغرباه "، قمن جميعا صائحات: "وا مغرباه "، أعدن إلى المعتقل، بأمر من القاضي، وعلقت جلسة المحاكمة إلى أجل لاحق.  
**********
    إشارة : نشرت هذه القصة بجريدة "الصحيفة المغربية" مجزأة على ثلاث مراحل بكل من العدد 123 والعدد128 والعدد 141، وقد تفضل الشاعر والناقد  محمد الشيخي، فكتب  بالعدد الأخير عن الجزء الثاني "رحلة" قائلا: "أعجبت بهذا النص القصصي الجميل، الذي استطاع بالرغم من اختزاله وتركيزه الشديدين، أن يبلغ بنجاح رسالته إلى المتلقي، وأن يحدث أثره الكلي ومتعته الجمالية. الحدث هنا يبدو بسيطا ومألوفا، لكن أسلوب السرد، بإيقاعه السريع والمتماسك، والذي يتجلى في أشكال التقطيع اللغوي بواسطة الجمل القصيرة المتقابلة، وإلغاء أدوات الربط، واعتماد أدوات الترقيم بتنوعها…كل هذا أوحى بدلالات المفارقة وثقل الواقع، والتناقض الحاد بين الحلم والواقع، بين الممكن والمستحيل. كما أثار انتباهي هذا النسيج المتماسك من لغة صافية ووصف وحوار وسرد في هذا الحيز القصير، مما أعطى لهذا النص بناء متماسكا له بداية ووسط ونهاية مفتوحة، توحي ببساطتها المتناهية بأعمق الدلالات والصبوات المستحيلة…أهنئك على هذا النص الجميل  

النقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي- فرع سيدي سليمان


 النقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي- فرع سيدي سليمان
 في إطار التأسيس المتوالي للفروع، تكون فرع النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي سليمان يوم الأحد 22 أبريل2007، وتشكل المكتب من الأساتذة والأستاذتين:
             حسن الحجي:            كاتب   
            عبد الحق الحضري:    نائبه
           بهيجة منعم:               الأمينة
           محمد زيوق:              نائبها
          محمد الترابي، إدريس ذهاب،  خالد بوستة، خالد خونة، نجاة نجيم
         محمد السر غيني، عبد الكريم بوكرين: مستشارون                                               
 وبعد الحصول على وصل الإيداع، تم إخبار الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني أحسن بالتأسيس في 23 ماي 2007، بمراسلة وضعت لدى مصالح الأكاديمية تحت عدد 4585، ثم سلمت نسخة عن ملف التأسيس لرئيس قسم الاتصال بنيابة القنيطرة، مع طلب عقد لقاء مع النائب الإقليمي، كما صرح لنا بذلك كاتب فرع النقابة المشار إليها.
    
     نتوجه بالدعوة إلى النقابات والجمعيات الراغبة في الإعلان عن أنشتطها أن تتصل بنا أو تبعث بمراسلاتها