وقفة احتجاجية ضد الغلاء بسيدي سليمان
وقفة سيدي سليمان للتنديد بارتفاع الأسعار
دعت المنسقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية، إلى وقفة احتجاجية يوم الأحد 7 أكتوبر 2007، وقد كان الحضور لابأس به بالنسبة لعدد من الوقفات السابقة، حضور بارز للشباب خاصة، وقد قدموا من مختلف الأحياء بالمدينة، في الموعد المحدد أمام باشاوية وبلدية سيدي سليمان بعد الإفطار، وقد لوحظ حضور أمني طوق الساحة من جميع الجوانب، كما وصلت إلى المدينة إمدادات ارتكنت إلى جانب معتم من الساحة، إلى أن انتهت الوقفة، وقد ردد المحتجون شعارات تندد بتفاقم الأسعار، ومخلفاتها السلبية على المعيشة، في ظل أزمة شغل محلية، وانخفاض دخل أغلب الأسر، في الختام ألقى ذ. إبراهيم المحمدي كلمة مقتضبة شكر فيها الحضور على تلبية الدعوة، مذكرا بدواعي هذه الوقفة، وبدور الاحتجاجات في دفع المسؤولين إلى إعادة النظر في قراراتهم، في إشارة إلى التراجع عن بعض الزيادات في الأثمان، ولم يفته التنديد بالحصار الأمني الذي ضرب حول هذه الوقفة حسب قوله، طالبا من الجميع الانسحاب في هدوء. وقد ذكر ذ. الحسين الإدريسي المنسق المحلي لسكرتارية المنسقية النبثقة عن مجلس موسع من عدد من الهيئات الديمقراطية أن هذه الوقفة تدخل ضمن سياق الاحتجاجات المنظمة على المستوى الوطني، ويمكن أن تعقبها أشكال احتجاجية أخرى مستقبلا وفق ما ذكر.
جانب من الوقفة الاحتجاجية، في المقدمة ذ. الإدريسي الحسين منسق اللجنة المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
حضور بارز للشباب
ذ. إبراهيم المحمدي يلقي كلمة عند انتهاء الوقفة
حصار أمني على مدخلي الساحة المحتضنة للوقفة
وقد أصدرت المنسقية بيانا يحمل تاريخ فاتح أكتوبر أهم ما جاء فيه:
عقدت التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية بسيدي سليمان جمعا عاما يوم الاثنين 01/10/2007 بمقر الحزب الاشتراكي الموحد، تداولت خلاله مسلسل الزيادات الصاروخية في أسعار المواد الأساسية والخدمات العمومية، وكذا تطورات القمع تجاه الحركات الاحتجاجية للمواطنين في مختلف مناطق المغرب، فمنذ بداية 2006 برز مسلسل الزيادات المتتالية في الأسعار، والتي ترجعها أبواق الدعاية الرسمية إلى ارتفاع الأسعار بالسوق العالمية وكثرة الوسطاء في السوق الداخلية، وفي غمرة حملة انتخابات 2007 عملت الحكومة على تكثيف إطلاق نار الأسعار متجاهلة في ذلك معاناة المواطنين التي زادها ارتفاع مصاريف الدخول المدرسي وشهر رمضان.
إن تأثر المغرب بتقلبات الأسعار في السوق العالمية على نحو يهدد القدرة الشرائية للكادحين ناتج عن:
أولا: تخلي الدولة عن دعم أسعار المواد الأساسية بخفض تدريجي لاعتمادات صندوق المقاصة في اتجاه إلغائه كليا، وترك الأثمان عرضة للمنافسة التي يستفيد منها كبار التجار المضاربين.
ثانيا: التضحية بأمن البلد الغذائي بسياسة فلاحية تركز على منتجات تصديرية لتنمية أرباح البرجوازية الزراعية، وبتهميش الزراعة المعيشية التي تهم ملايين المغاربة.
ثالثا: حماية الحكومة للمضاربين المستفيدين من فوضى السوق الداخلية.
إنه اختيار واع للماسكين بحكم البلد، فغلاء المعيشة وجه من سياسة طبقية معادية لأغلبية الشعب المفقر والمعطل. اختيار واجهته المقاومة الشعبية في عدد من المدن والقرى (طاطا، افني، بوعرفة، خنيفرة….) وقد شكلت انتفاضة البهاليل-صفرو الأحد 23 سبتمبر 2007 يوما تاريخيا مجيدا في مسيرة هذه المقاومة على طريق التحرر والحياة اللائقة بالبشر.
إن التنسيقية المحلية، إذ تقف على ما تعرض له سكان مدينة صفرو من هجمة قمعية شرسة على إثر احتجاجهم وما نتج عنه من تنكيل بهم، واعتقال عدد واسع من المواطنين والنشطاء الحقوقيين وتقديمهم للمحاكمة، وما واكب ذلك من حملة إعلامية تضليلية بهدف ضرب مشروعية النضالات الاجتماعية، وما تعرضت له من قبل الحركات الاحتجاجية والنضالات العمالية المشروعة (عمال جبل عوام، ساكنة بن صميم…) والمعارضين السياسيين (حملة اعتقالات فاتح ماي 07) فإنها تعلن ما يلي:
1- المطالبة بالتراجع الفوري والشامل عن كافة الزيادات في المواد الغذائية الاستهلاكية والخدمات، وإعادة الاعتبار لصندوق المقاصة بما يكفل دعم القدرة الشرائية للكادحين.
2- تحميل السلطات المحلية بصفرو والسلطات المركزية مسؤولية العنف المضاد الذي أعقب الحركة الاحتجاجية السلمية.
3- المطالبة بإطلاق سراح كافة المواطنين ومناضلي الحركة الاجتماعية والنقابية والحقوقية، ورفع المضايقات على الحق في التظاهر والاحتجاج.
4- التضامن مع الاحتجاجات الشعبية وضحايا القمع والاستغلال والانخراط في البرامج والخطط النضالية المسطرة من طرف التنسيقية محليا ووطنيا.
5- دعوة كافة سكان مدينة سيدي سليمان إلى التضامن والانخراط في كافة الأشكال النضالية في مواجهة سياسة التفقير والتهميش.
كما تم دعوة كل المواطنات والمواطنين إلى الانخراط في البرنامج النضالي الذي انطلق بالوقفة الاحتجاجية المشار إليها سابقا.
وتجدر الإشارة أن الوقفة الاحتجاجية تمت بأسلوب حضاري، حيث عبر المتضررون عن معاناتهم، والرسالة قد وصلت، ولم يسجل أي حادث أو اصطدام، وقد علمنا أن السلطات المحلية عقدت زوال نفس اليوم اجتماعا مع المنظمين ، قيل من أجل وضع ترتيبات ذات طابع أمني.
مصطفى لمودن
ملحوظة: نشرت بأسبوعية " اليسار الموحد" عدد 206، بتاريخ 11 أكتوبر 2007، لكن بصورة واحدة فقط من ثماني صور
إلى كافة القراء يهمنا رأيكم، ونحن مستعدون لإدراج أي مساهمة أو رأي يصلنا، أما التعاليق في أسفل هذه المقالة تبقى مفتوحة للجميع، هدفنا خدمة إعلامية صرفة