الجمعة، 30 ديسمبر 2011

عباس الفاسي وصلاح الدين مزوار مطلوبان للعدالة دعوى قضائية ضدهما


عباس الفاسي وصلاح الدين مزوار مطلوبان للعدالة
دعوى قضائية ضدهما
 
 
مصطفى لمودن
 
تتبع الكثيرون على صفحات الجرائد «الخصام الخاص جدا» بين رجلين من عيار ثقيل، وقد تبادلا الاتهامات فيما بينهما، كل واحد منهما ظل يتوعد الآخر، إنهما ليسا غير عباس الفاسي أمين عام «حزب الاستقلال»، وصلاح الدين مزوار أمين عام «حزب التجمع الوطني للأحرار». قال عباس وهو يتهم مزوار بأنه حصل على دائرة انتخابية في مكناس صنعت على مقاسه، وهو بذلك قد فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة بمقعد في مجلس النواب.. ورد عليه مزوار بقوله إنه يتوفر على "ملفات" قادرة على إدانه عباس الفاسي الذي هو ليس غير الوزير الأول (رئيس الحكومة حسب الدستور الجديد) في الحكومة التي لا تزال تقوم بمهمة تصريف الأعمال، وأضاف مزوار الذي قضى أربع سنوات على رأس وزارة الاقتصاد والمالية مهددا عباس الفاسي بفضحه«إذا ما بغاش يحشم على عراضو » كما نقلت ذلك إحدى الجرائد الوطنية، قبل أن يتراجع عن كلامه ويخفف منه، لكن الجريدة ردت عليه منتقدة إياه على قوله الصريح.
وقد ارتفعت أصوات تطالب بتحريك ملف المتابعة ضدهما، وقد تأخر الأمر إلى يوم 22 دجنبر 2011، حيث تقدم عادل فتحي نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتازة بشكاية عمومية ضدهما نيابة عن ابنيه القاصرين بتهمة عدم التبليغ عن جناية وفق الفصل 209 و 299 من القانون الجنائي، حسب ما أوردته «جريدة الصباح» في عددها ليوم الجمعة 30 دجنبر عدد 3643.. ويرى رافع الشكاية أن ما وقع من تبادل للتهم  بين «الضنينين» (التشديد من عندنا) قادر على إحداث اضطرابات سياسية واقتصادية وثقافية..
فهل ستأخذ الدعوى مجراها العادي ويسائل القضاء الرجلين باعتبارهما مواطنين مغربين قبل أي شيء آخر؟

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

قراءة في المجموعة القصصية "نزيل في التراب" للقاص مصطفى المودن


قراءة في المجموعة القصصية "نزيل في التراب" للقاص مصطفى المودن
 
 
 
تعدنا المجموعة القصصية الأولى لمصطفى المودن منذ البداية برحلة في اتجاه الأعماق، أعماق المجتمع؛ حيث ستقودنا إلى الدروب الضيقة والأزقة الفقيرة والقرى المنسية، وإلى كل ما يرمز إليه التراب.
وقد وفق الكاتب في اختيار القصة الأولى لمجموعته، حيث تعكس تجربة شاب مغربي في بداية المشوار وجها من وجوه هذا المجتمع، فتقايض فتيات في مقتبل العمر ليلة دافئة بأجسادهن الغضة.
في هذه الرحلة يخير الشاب بين حضن امرأة لا يحبها ولا يعرفها، بل بين عدة أجساد كان له حرية الاختيار بين واحد منها، وبين النزول إلى التراب والتيه في الفراغ، فمال دون تفكير للاختيار الثاني..
وإن كانت القصة تعكس وجها قبيحا تسترخص فيه أجساد فتيات في مقتبل العمر، فإنها تعكس أيضا وجها مشرقا لموقف الشاب الذي لا نعرف كيف انتهت رحلته ..
وما يثير الاهتمام في هذه المجموعة القصصية بالإضافة إلى مطلعها،هو الحضور القوي للمرأة فيها، كما أنها تتحفنا بتنوع المشاهد والمواقف، رغم تشابهها في محاولة لرسم الوجه القاسي للمجتمع المغربي خلال التسعينيات من القرن الماضي.
ولا يكتفي القاص بتنويع المواقف لكنه يحاول تنويع اللون القصصي أيضا بين القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا أو ما بات يعرف اختصارا ب ق.ق.ج.
وما يمكن تسجيله على اللغة التي كتبت بها مجموعته القصصية الأولى عموما أنها تجمع بين البساطة والقوة والعمق. حيث لا يكتفي النص بالسرد القصصي، بل يضيف عليه أحيانا البعد التأملي، ويتحفنا بصور رمزية، تصل إلى ذروتها في بعض اللمحات، مثل ما تشي به قصة "حيرة" حيث أننا ننطلق مع الكاتب من البداية في رحلة لا تهم فيها الملامح والسحنات: "يصعب علي تذكرهم جميعا، حتى سحناتهم ونبرات أصواتهم انمحت من ذاكرتي" ولا التفاصيل البسيطة للمكان والزمان، إنها رحلة تيه مقلقة محيرة سببها حمى غريبة كانت صورة رمزية لحال المجتمع، وتنتهي القصة بنفس الحيرة التي انطلقت منها لتترك القارئ حائرا بين كل الاحتمالات.
يحضر سكان قرية ما في تجربة مصطفى المودن بما يشي بنوع من العرفان والامتنان أكثر مما كان تعبيرا عن مجرد الانتماء، في كل قصة هناك رائحة لتراب القرية، حتى عندما لا يأتي على ذكرها بشكل مباشر، إلا أنها تتجسد بوضوح في بعض المحطات كما هو الحال في قصة "الثعبان والبيض المسلوق"
تجربة المجموعة القصصية "نزيل في التراب" تستحق اهتماما نقديا أكبر، لأنها تحمل في ثنايها بذور تجربة مغربية واعدة، لامتلاكها للخيال الواسع، والتمكن القوي من الصورة الرمزية ومن أدوات اللغة.
وككل عمل لا يزال في بدايته لابد أن تشوبه بعض الشوائب، وكقارئة تمنيت لو وضعت بعض القصص القوية جدا في بداية المجموعة القصصية قبل غيرها.
كما أني لاحظت أن لعبة العناوين ليست من السهولة التي تبدو عليها ، فإن كان بعضها قويا ودالا مثل "نزيل في التراب" "عين على مهزلة" "حيرة"…فإن بعض العناوين التي اعتمدها الكاتب افتقدت إلى الدقة، وكانت أطول مما يجب مثل "تاء التأنيث غير المتحركة :عائشة غير التعيسة" في وقت كان من الممكن أن يكتفي بمقطع واحد من هذا العنوان المركب، أو ربما بكلمة واحدة "عائشة" .
انطبق نفس الأمر على عنوان آخر وهو "حالة: فاصلة من حياة مواطن" وكان يمكن، بدل محاولة قول كل شيء في العنوان، الاكتفاء بوضع كلمة واحدة: "فاصلة" أو «حالة" وستكون أبلغ في رأيي المتواضع.
ويجمع النقاد على أن وضع النهاية لأي قصة قصيرة هي الأهم والأصعب في بعض الأحيان، وقد وفق الكاتب في أغلب الأحيان في نسج نهايات بدقة متناهية، لكنه سقط أحيانا في فخ "وعدت فرحا مسرورا" مثل ما حدث معه في نهاية قصة "تاء التأنيث المتحركة: عائشة غير التعيسة" حيث جاءت النهاية باردة تميل للسذاجة.
وفي نفس القصة يقع القاص في بعض الهنات اللغوية، ويتداخل لديه منطوق الكلمات بين اللهجة الدارجة وبين العربية الفصحى، ففي الصفحة 12يقول "كل الكراسي مملوءة، بل محتجزة بالنسبة إلي أنا التي تعبت من المشي.." وبغض النظر عن الصياغة الكاملة للجملة، فربما كان الأولى وضع كلمة "محجوزة" بدل "محتجزة".
في نفس الصفحة يضيف"خاطبتني إحدى النسوتين" بدل "خاطبتني إحدى السيدتين، أو المرأتين، أو إحداهما..
وفي الصفحة 15" وتتحسس أطرافك وتنعل الشيطان" بدل و"تلعن الشيطان..
و تتسرب كلمة أخرى من القاموس العامي دون قصد في الصفحة 17 "وهم يعسفون دون رحمة"
كما يخل الإطناب والإكثار من الكلمات التي تحمل نفس المعنى أحيانا بجمالية النص مثلما حدث في الصفحة 16 "ولا ينسى بعضكم الحديث عن الكرة والبارصا والريال والرجاء والوداد" وتبدو كلمة "الكرة" زائدة يمكن حذفها حيث إن ما بعدها يحيل عليها.
كما تبدو كلمة "عن كلام" إضافة يمكن حذفها في نفس الصفحة "منكم من يتحدث عن كلام في السياسة.." ونفس الملاحظة يمكن الانتباه إليها في الصفحة 18 في عبارة "لا ينادي عليك أحد إلا في بضع المرات القلائل.."
وتبقى هذه الملاحظات إضافة لبعض الهفوات المطبعية القليلة دون تأثير كبير على قيمة العمل، أو قيمة اللوحات القوية التي تزخر بها المجموعة القصصية "نزيل في التراب" مما يؤشر على انطلاق الخطوات الأولى لرحلة قصصية واعدة في المغرب.
 *****************

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف


توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف
 
مصطفى لمودن
توقفت مباراة في كرة القدم بين النادي المكناسي والمغرب الفاسي بعد انطلاقة الشوط الثاني بقليل إثر أحداث عنف عرفها الملعب الشرفي بمكناس.
 وقد كانت تجري المقابلة بين الفريقين الجارين برسم الدورة 13 من "الدوري المغربي للمحترفين" مساء الثلاثاء 27 دجنبر، وبمجرد تسجيل الفريق المضيف للهدف الأول بعد دقيقتين من انطلاق الجولة الثانية، تلقى أولا مدرب الفريق الضيف رشيد الطاوسي ضربة جاءته من جهة الجمهور، وقد أوقعته طريحا على الأرض، وبدأ يتألم في بطنه، ليقاد وهو يعرج إلى مستودع الملابس، ويعود بعد ذلك.. لكن تلقي اللاعب الفاسي عبد المولى بن رابح لضربة على رأسه بواسطة حجر، ليسقط على العشب والدم ينزف من رأسه، جعلت الحكم بوشعيب لحرش يوقف المقابلة على وابل من الأحجار المتساقطة من جمهور "غاضب".
 ومعلوم أن الفريقين تقابلا قبل أسبوعين في الرباط (الأحد 17 دجنبر) برسم نهاية كأس العرش، وقد تغلب المغرب الفاسي بإصابة واحدة لصفر. 
 ويلاحظ المتتبعون لشأن الكروي في المغرب بروز ظاهرة العنف والشغب بحدة في الشهور المنصرمة، رغم القانون الصارم والعقوبات التي تطال فرقا وملاعب (الجمهور) كما هو حاصل مع "المغرب التطواني" الذي تنتظره مقابلة في ملعبه بدون جمهور وأخرى خارج ملعبه، وكذلك معاقبة أشخاصا ذاتيين إثر ممارستهم للشغب..
وتجدر الإشارة أن السلطات العمومية في المغرب ماتزال تعتمد القوة في معالجة ظاهرة الاهتمام بكرة القدم من طرف القاصرين والشباب، كما يساهم الفراغ التأطيري في ذلك من قبل جمعيات المجتمع المدني، مادامت الرياضة بقيت لزمن طويل (وماتزال)حكرا على السلطة ومن يدور في فلكها، تتحكم فيها كما تشاء، ويبقى للإعلام كذلك دور في تهييج بعض الفئات من الجمهور، ما يحوله إلى "منتقم" من خصومه الرياضيين..
 ويجب بالمناسبة أن نقف عند سوء معاملة جمهور فريق "النادي القنيطري" يوم الأحد المنصرم إثر منع عدد كبير من الشباب من امتطاء القطار والتوجه إلى الرباط لمتابعة مقابلة فريقهم مع "الجيش الملكي" رغم أدائهم للتذاكر ذهابا وإيابا، وحضرت القوة العمومية لثنيهم بالقوة عن السفر! مما حولهم إلى غاضبين ومحتجين بطريقتهم في شوارع القنيطرة (جريدة المساء يوم الثلاثاء 27 دجنبر) .. كما سبق أن منع نفس الجمهور من صعود حافلات النقل الحضري من سيدي الطيبي لمتابعة مقابلة خاضها فريقهم بسلا، وقد أكملوا سيرهم على الأقدام..
إن الرياضة مجال للتربية والتكوين والحماس والتنفيس عن المشاكل الاجتماعية والنفسية، ويمكن أن تتحول إلى أدوات للإدماج الاجتماعي عوض زرع الحقد والكراهية والعنف.
____________
الغريب في الأمر أن مذيع قناة "الرياضية" المغربية ظل يطالب المخرج بعدم نقل صور اللاعب المضروب والدم يسيل من رأسه.. وقد نقلتها كذلك إحدى نوات "الجزيرة"..

توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف


توقيف مباراة المغرب الفاسي والنادي المكناسي بسبب أحداث عنف
 
مصطفى لمودن
توقفت مباراة في كرة القدم بين النادي المكناسي والمغرب الفاسيبعد انطلاقة الشوط الثاني بقليل إثر أحداث عنف عرفها الملعب الشرفي بمكناس.
 وقد كانت تجري المقابلة بين الفريقين الجارين برسم الدورة 13 من "الدوري المغربي للمحترفين" مساء الثلاثاء 27 دجنبر، وبمجرد تسجيل الفريق المضيف للهدف الأول بعد دقيقتين من انطلاق الجولة الثانية، تلقى أولا مدرب الفريق الضيف رشيد الطاوسي ضربة جاءته من جهة الجمهور، وقد أوقعته طريحا على الأرض، وبدأ يتألم في بطنه، ليقاد وهو يعرج إلى مستودع الملابس، ويعود بعد ذلك.. لكن تلقي اللاعب الفاسي عبد المولى بن رابح لضربة على رأسه بواسطة حجر، ليسقط على العشب والدم ينزف من رأسه، جعلت الحكم بوشعيب لحرش يوقف المقابلة على وابل من الأحجار المتساقطة من جمهور "غاضب".
 ومعلوم أن الفريقين تقابلا قبل أسبوعين في الرباط (الأحد 17 دجنبر) برسم نهاية كأس العرش، وقد تغلب المغرب الفاسي بإصابة واحدة لصفر. 
 ويلاحظ المتتبعون لشأن الكروي في المغرب بروز ظاهرة العنف والشغب بحدة في الشهور المنصرمة، رغم القانون الصارم والعقوبات التي تطال فرقا وملاعب (الجمهور) كما هو حاصل مع "المغرب التطواني" الذي تنتظره مقابلة في ملعبه بدون جمهور وأخرى خارج ملعبه، وكذلك معاقبة أشخاصا ذاتيين إثر ممارستهم للشغب..
وتجدر الإشارة أن السلطات العمومية في المغرب ماتزال تعتمد القوة في معالجة ظاهرة الاهتمام بكرة القدم من طرف القاصرين والشباب، كما يساهم الفراغ التأطيري في ذلك من قبل جمعيات المجتمع المدني، مادامت الرياضة بقيت لزمن طويل (وماتزال)حكرا على السلطة ومن يدور في فلكها، تتحكم فيها كما تشاء، ويبقى للإعلام كذلك دور في تهييج بعض الفئات من الجمهور، ما يحوله إلى "منتقم" من خصومه الرياضيين..
 ويجب بالمناسبة أن نقف عند سوء معاملة جمهور فريق "النادي القنيطري" يوم الأحد المنصرم إثر منع عدد كبير من الشباب من امتطاء القطار والتوجه إلى الرباط لمتابعة مقابلة فريقهم مع "الجيش الملكي" رغم أدائهم للتذاكر ذهابا وإيابا، وحضرت القوة العمومية لثنيهم بالقوة عن السفر! مما حولهم إلى غاضبين ومحتجين بطريقتهم في شوارع القنيطرة (جريدة المساء يوم الثلاثاء 27 دجنبر) .. كما سبق أن منع نفس الجمهور من صعود حافلات النقل الحضري من سيدي الطيبي لمتابعة مقابلة خاضها فريقهم بسلا، وقد أكملوا سيرهم على الأقدام..
إن الرياضة مجال للتربية والتكوين والحماس والتنفيس عن المشاكل الاجتماعية والنفسية، ويمكن أن تتحول إلى أدوات للإدماج الاجتماعي عوض زرع الحقد والكراهية والعنف.
____________
الغريب في الأمر أن مذيع قناة "الرياضية" المغربية ظل يطالب المخرج بعدم نقل صور اللاعب المضروب والدم يسيل من رأسه.. وقد نقلتها كذلك إحدى نوات "الجزيرة"..

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

حركة 20 فبراير بجهة الرباط تواصل احتجاجها بعد انسحاب أتباع العدل والإحسان


حركة 20 فبراير بجهة الرباط تواصل احتجاجها بعد انسحاب أتباع العدل والإحسان
جانب من مسيرة الأحد 25 دجنبر
 
الرباط-عبد الإله عسول 
 
شباب من حركة 20 فبراير، مناضلون ديمقراطيون، ومن تجمع اليسار بجهة الرباط، حقوقيون، نقابيو من ال’كدش’ و’ا.م.ش’، نشطاء الحركة الأمازيغية، كلهم كانوا في الموعد الذي دعت له الحركة الأحد الماضي.
بنقطة اللإنطلاق بباب الأحد تراصت الصفوف، رفعت اللافتات وشرعت الحناجر تصدح بالشعارات المعهودة لدى الحركة، على رأسها ..كرامة، حرية ..عدالة اجتماعية، إسقاط المخزن، المساواة بين الرجل والمرأة.. إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومنهم معتقلي 20 فبراير، الحاقد، والكبوري وشنو ورفاقهم،… معلنة مواصلة النضال من أجل إسقاط الفساد والاستبداد ومن أجل إصلاح سياسي حقيقي، ومؤكدة أن انسحاب هذه التيار أو ذلك (في إشارة إلى انسحاب أنصار العدل والإحسان) لن يوقف مسيرة الحركة حتى تحقيق مطالبها المعلنة في أرضية التأسيس..
المئات من متنسبي الحركة ومدعميها ساورا في مسيرة سلمية لتأكيد الاستمرارية في الاحتجاج حتى أمام بناية البرلمان الذي خضع سوره الخارجي إلى حراسة أمنية مشددة.
الطيب مضماض (ناشط حقوقي ) أفاد في تصريح خص به المدونة قائلا "هذه مسيرة للمناضلين، الذين جاؤوا للتعبير عن استمرار النضال من أجل المطالب الأساسية لحركة 20 فبراير، وللتأكيد أن ليس هناك تأثير على مسيرة الحركة.. وأن انسحاب العدل والإحسان لم يؤثر على الحضور ولا على نوعيته"
من جهته أكد محمد غفري (ناشط في حركة 20فبراير ) "أن الحركة اليوم تخرج في إطار استمرار نضالها لتؤكد أولا أن نشاطها متواصل من أجل مطالبها التي لازالت مطروحة.. وثانيا أن انسحاب هذه التيار أو ذلك لن يؤثر على نضالية الحركة، وثالثا أن خروجنا يأتي للتعبير أن المشاكل الجوهرية المتعلقة بإقرار إصلاح سياسي ودستوري حقيقي.. لازالت مطروحة .."

تجديد مكتب فرع الجمعية المغربية الحقوق الإنسان بسيدي سلمان


تجديد مكتب فرع الجمعية المغربية الحقوق الإنسان بسيدي سلمان
 
محمد الشيكر(*)
بتاريخ 25 دجنبر 2011 وبدار الشباب سيدي سلمان وبحضور 60 منخرطا انعقد الجمع العام التنظيمي من أجل تجديد مكتب فرعالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سلمان بتأطير من  محمد الشيكر عن مكتب جهة القنيطرة ورشيد بوكطاية عن المكتب المركزي لنفس الجمعية،  وبعد المصادقة بالإجماع عن التقريرين الأدبي والمالي، تم انتخاب أعضاء المكتب الجديد بواسطة الاقتراع السري المباشر، وقد حدد الجمع العام عدد الأعضاء في تسعة، فكانت التشكيلة كالتالي :
لائحة الشباب:
رضوان سكحال، ادرسي الإدريسي، سهام الأبيض
 اللائحة النسائية:
ملكة الكرز، فاطمة الوديي
اللائحة العامـــــــــــــــــة:
مصطفى بريول، ايت عبد السلام، سمير موطيع، عبد الإله الانصاري.
وسوف يتم توزيع المهام ما بين أعضاء المكتب في أقرب وقت حسب ما اتفق علية أعضاء المكتب الذين تم انتخابهم.
ملاحظة لابد منها: فيما يتعلق بثلث النساء في المكتب فإن الرفيقة سهام الأبيض يمكن احتسابها ضمن الشباب والنساء حسب القانون الداخلي الصادر عن المؤتمر الأخير للجمعية.
_________
 
(*) رئيس فرع سيدي قاسم وعضو المكتب الجهوي

تسونامي 1755 هل يمكن أن يضرب المغرب من جديد؟


تسونامي 1755 هل يمكن أن يضرب المغرب من جديد؟




حقل واسع من الصخور الضخمة المتناثرة بشاطيء تمارة
مصطفى لمودن
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الشواطئ الغربية للمغرب عرفت أمواج مـدّ عاتية سنة 1755م. أي ما يعرف الآن بالتسونامي، حيث يتسبب زلزال قوي أو انفجار بركاني في أعماق المحيط في إطلاق موجات عاتية تصل إلى الشواطئ المقابلة، وتغمر السواحل، لتحدث دمارا هائلا..
 الأدلة واضحة على شواطئ المغرب، وقد كان الفضل في ذلك للدكتورة نادية محمدي الباحثة في المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس أكدال ـ الرباط ـ وهي تستدل بأحجار أجثت من ثل صخري لتلقى بواسطة التسونامي على الشاطئ، وقد بقيت الحجارة الضخمة في موضعها وعلى وضعها منذ ذلك التاريخ، منها ما قلب وبقي في مكانه، ومنها ما تكسر على الشاطئ بمجرد ارتطامه، وظل هناك شاهدا على هول "غضب البحر"، وكثير من الأحجار الضخمة اصطفت قبالة الشاطئ على خط مستقيم.
 يشهد على ذلك شاطئ "سهب الذهب" بتمارة جنوب الرباط، كما توجد شواهد مماثلة بشواطئ أخرى كما هو عليه الحال قرب العرائش كما ذكرت الأستاذة الباحثة المتخصصة في الجيولوجيا البحرية والشواطئ نادية محمدي وهي تؤطر جزء من الورشات التكوينية لفائدة الإعلاميين حول "الإعلام والتغيرات المناخية"، وقد نظمت من طرف "صندوق الأمم المتحدة للتنمية" و"المركز الدولي للصحافيين" ودولة اليابان حضرتها "مدونة سيدي سليمان" في بداية شهر دجنبر 2011 بالرباط.
 

أحجار تكسرت بمجرد سقوطها!
حسب مختلف الدراسات التي أنجزتها الباحثة أو طلبتها بالمعهد العلمي فتسونامي 1755 كان قويا، وعرفت أولى موجاته ارتفاعا ما بين 10 و 15 مترا.
  لا توجد أي أدلة مكتوبة في المغرب تؤرخ لذلك الحدث، باستثناء "شواهد" الطبيعة نفسها، وهناك خط بارز تقول الباحثة على سور مدينة الصويرة المقابل للبحر يحدد مكان وصول الأمواج سنة 1755.
 لكن الغرب أرخ للحدث حتى فيما يخص المغرب؛ فقد أرسل رهبان الأديرة المسيحية التي كانت ببعض حواضر المغرب خاصة على السواحل تقارير إلى رؤساهم في بلدانهم الأصلية حول التسونامي المتحدث عنه..
   إن تسونامي 1755 لم يضرب المغرب فقط، بل جميع الدول المقابلة للمحيط الأطلسي، وقد سمي بتسونامي لشبونة Tsunami Lisbonne ، لأن عاصمة البرتغال حينذاك هي من عرفت توثيقا للحدث وتسجيل أكبر الخسائر، فقد فارق الحياة 60 ألف شخص، علما أن عد السكان كان وقتها 250 ألف، في الأول حدث الزلزال، وتساقطت البيوت، فهرع الناس إلى الشاطيء ورصيف الميناء، وإذا بموجة التسونامي تداهمهم حسب إحدى الوثائق، بينما يتحدث آخرون عن وفيات كثيرة داخل الكنائس بمدن أوربية ساحلية، لأن التسونامي فاجأهم وهم يؤدون شعائرهم صبيحة يوم الأحد 1 نونبر 1755، لهذا شرعوا كل سنة يخلدون ذلك ويسمونه ب"يوم الموت" في نفس التاريخ، وقد اعتقدوا حينذاك حسب الوثائق الموجودة في إسبانيا والبرتغال ودول أخرى بحصول "عقاب إلهي" لهم!

الدكتورة نادية محمدي وهي تشرح المعطيات للإعلاميين 
 المؤكد هو حصول التسونامي وقد ضرب المغرب بدوره رغم غياب الأدلة المكتوبة، المهم هو استخلاص الدروس، فلا شيء يمنع من تكرار نفس الفاجعة في أي لحظة، بما فيها أعاصير قوية، وتحدثت الأستاذة الباحثة في معرض حديثها عن إمكانية حدوث ذلك بقولها إن بعض الدراسات تتحدث عن تكرار الظاهرة كل 300 سنة، وبعملية حسابية بسيطة، فقد يعود البحر لغضبته في حدود 2055، ما يتطلب اتخاذ عدة إجراءات، منها ما هو آني، كتدريب المواطنين على تنظيم أنفسهم عند وقوع حادث مماثل واستعداد أطقم الإغاثة، وضع منبهات في عمق البحر كما فعلت اليابان ودول أخرى للإنذار المبكر، وتجنب وضع منشآت قرب الساحل، خاصة في المناطق المنبسطة.. ورغم ذلك يستمر المغرب في تشييد بنايات مختلفة بجانب البحر منها أحياء سكنية بكاملها..
بنايات في وضعية خطرة على ضفة ابي رقرار بين سلا والرباط: أساسات فوق الرمل وتعرض لهجمة البحر (مشروع تهيئة ضفتي أبي رقرار) 
 
 حاجز حجري وضع في غير محله ما يحول تدفق الماء إلى جدار الوداية وهو بذلك يتآكل!
كما نتمنى أن يتم الحفاظ على تلك الأحجار كشاهد على حادث مروع يمكن أن يكرر نفسه، كما يجب التعريف بذلك، وتنظيم رحلات سياحية على ذلك الشاطئ، يشارك فيها كذلك تلاميذ المؤسسات التعليمية.

تجديد مكتب فرع الجمعية المغربية الحقوق الإنسان بسيدي سلمان


تجديد مكتب فرع الجمعية المغربية الحقوق الإنسان بسيدي سلمان
 
محمد الشيكر(*)
بتاريخ 25 دجنبر 2011 وبدار الشباب سيدي سلمان وبحضور 60 منخرطا انعقد الجمع العام التنظيمي من أجل تجديد مكتب فرعالجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سلمان بتأطير من  محمد الشيكر عن مكتب جهة القنيطرة ورشيد بوكطاية عن المكتب المركزي لنفس الجمعية،  وبعد المصادقة بالإجماع عن التقريرين الأدبي والمالي، تم انتخاب أعضاء المكتب الجديد بواسطة الاقتراع السري المباشر، وقد حدد الجمع العام عدد الأعضاء في تسعة، فكانت التشكيلة كالتالي :
لائحة الشباب:
رضوان سكحال، ادرسي الإدريسي، سهام الأبيض
 اللائحة النسائية:
ملكة الكرز، فاطمة الوديي
اللائحة العامـــــــــــــــــة:
مصطفى بريول، ايت عبد السلام، سمير موطيع، عبد الإله الانصاري.
وسوف يتم توزيع المهام ما بين أعضاء المكتب في أقرب وقت حسب ما اتفق علية أعضاء المكتب الذين تم انتخابهم.
ملاحظة لابد منها: فيما يتعلق بثلث النساء في المكتب فإن الرفيقة سهام الأبيض يمكن احتسابها ضمن الشباب والنساء حسب القانون الداخلي الصادر عن المؤتمر الأخير للجمعية.
_________
 
(*) رئيس فرع سيدي قاسم وعضو المكتب الجهوي

الخميس، 22 ديسمبر 2011

تجرأ على استعمال عقلك… هذا شرط الانتماء لــ 20 فبراير.


تجرأ على استعمال عقلك…
هذا شرط الانتماء لــ 20 فبراير.
 
 
 
حـــميــد هـــيــــمــة
 
 
ليس التشبع بالديمقراطية والانتماء للمدينة هو ترديدهما كشعارات أو جمل وعبارات مفروغة من محمولها الثقافي والفلسفي، وإنما الديمقراطية، كفلسفة، تقوم على الجرأة في استعمال العقل والقدرة على التفكير المستقل المنفلت عن صياغة الهوامش التبريرية للقرارات التي يصنعها الزعيم/ الشيخ.
 
 أن يكون الإنسان ديمقراطيا هي أن يضع حدا لقصوره الذي تسبب فيه بنفسه. هذا القصور الذي يعني عدم قدرته على استعمال فاهميته (ملكة الفهم) دون وصاية أحد آخر، على حد قول "كانط" في معرض جوابه عن سؤال "ما الأنوار؟".
 
سياق هذا الحديث، هو النزوع الجماعي لأتباع طائفة "العدل والإحسان" لتبرير موقف انسحابهم من حركة 20 فبراير. واجتهادهم النشيط لصياغة مبررات للموقف "المفاجئ" وربطه آليا بموقف تيار سياسي داعم  ومنخرط في حركة 20 فبراير: الحزب الاشتراكي الموحد وعموم النشطاء اليساريين في حركة 20 فبراير ذات الأفق التغيير الديمقراطي.
 
 
ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه الرأي العام من أتباع ياسين مناقشة موقف الانسحاب، الذي صدم قواعد الجماعة، و التداول في خلفياته وأبعاده وآليات صناعته في المطبخ الياسيني، تفاجأ الجميع بالإبداع الذي تفتقت عنه عبقرية الأتباع بربط موقف الجماعة من 20 فبراير بمواقف الحزب الاشتراكي الموحد في مؤتمره الأخير.
 
نشط أنصار الجماعة، كما المناسبات السابقة، في الترويج الكثيف لفيديو القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، محمد الساسي، يركز فيه على موقف حزبه من اللحظة السياسية في المغرب وأطراف الصراع، ومنها جماعة "العدل والإحسان"، وخارطة الطريق نحو الديمقراطية التي تقطع مع كل أشكال الاستبداد المخزني والأصولي. واعتبروا أن انسحابهم هو رد فعل عن مواقف الحزب التي شدد عليها في مؤتمره الأخير، وهي دعم حركة 20 فبراير على قاعدة وثائقها التأسيسية، الملكية البرلمانية..هنا و الآن، حصر التحالفات مع القوى الديمقراطية والتقدمية المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان مع التشديد على عدم التحالف مع "العدل والإحسان" لكفرها بهذه القيم الإنسانية النبيلة. وهو موقف، حسب اعتقادي الخاص، يتبناه الحزب المذكور منذ ولادته في صيف 2002 في مؤتمره الاندماجي، كما أن قياديين في الحزب ( الفيديو 1 + الفيديو 2) سبق لهم أن أكدوا، في مناسبات سابقة، عن تعارض مشروع حزبهم مع ما تعتقده طائفة "العدل والإحسان".
 
كانت الجماعة، قبل 2006، قد بشرتنا بــالحدث العظيم؛ فاجتهد أتباعها في رسم صور خيالية لطبيعة ومضمون الحدث العظيم باستثمار خيالهم المغرق في الماضوية. لكن عندما تبخر الحلم/ الرؤيا، أصيب أتباعها بخيبة أمل وإحراج كبيرين. وتعرضت الجماعة لنزيف تنظيمي ناجم عن اهتزاز ثقة أتباعها بأحلام الشيخ. غير أن "الحدث العظيم" لسنة 2011، هو انسحاب الجماعة من 20 فبراير دون إنذار مسبق، لجأ زعماء الجماعة، أولا، لتمرين نفسي يخفف من حدة الصدمة التي تلقتها قواعدها بسبب الموقف "العظيم" من 20 فبراير. وثانيا، لصرف انتباه أتباع الجماعة عن مناقشة خليفات الموقف وارتباطه بصناع القرار في السلطة عبر وساطة "السفارة الأمريكية" وإخوانهم في "العدالة والتنمية. هذا دون إثارة آليات صناعة الموقف الذي لم  تستشر فيه قواعد الجماعة، والتي تقوم، في نهاية المطاف، بتنفيذ القرار وتنزيله والبحث عن مبررات له.
 
كان على  أنصار الجماعة، وفق إطار "الشورى" على الأقل، التداول في خلفيات الموقف في علاقة بوصول إخوانهم في "العدالة و التنمية" إلى حكومة تفتقر لكل الصلاحيات الدستورية والسياسية في ظل نظام استبدادي. كما كان عليهم التساؤل عن آليات اتخاذ الموقف داخل الجماعة. إن مثل هكذا أسئلة هي التي ستحدد انتماء الأتباع لمجتمع المواطنة والديمقراطية كما اقترحته "حركة 20 فبراير" في مشروعها التغييري.
 
من الثابت أن عقولا يقظة وشجاعة في الجماعة، كما هو حال المرحوم البشيري، ستنتبه إلى خلفيات الموقف، بيد أن معظم الأتباع سيعيدون اجترار نفس سمفونية "الآخر" الذي دفع الجماعة لاتخاذ موقف الانسحاب. إنها ذهنية غير قادرة على ممارسة تمرين السؤال و النقد، لأن من شأن ذلك خلخلة عقيدة الانتماء للجماعة والإيمان بمعجزات وبركات شيخها. 
 
"تجرأ على استعمال عقلك . فهذا، حسب كانط، هو شعار الأنوار". و هو اليوم شرط الانتماء لــ 20  فبراير.

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر


 محمد بنسعيد آيت يدر نضال مستمر
 
رفقة محمد بنسعيد آيت يدر مصطفى لمودن ونظيرة رفيق الدين في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد
مصطفى لمودن
الأول من صعد منصة المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ب"سينما الملكي" مساء يوم الجمعة 16 دجنبر 2011، حريص على احترام المواعيد، ما أن ظهر حتى صدحت الحناجر "بنسعيد يا رفيق ما زلنا على الطريق"، ولما وصل لم يأخذ الكرسي ليراقب الحضور الذي غصت به القاعة، بل ظل واقفا يبادل التحية بأحسن منها.. كان المناضل والعضو البارز في جيش التحرير ومنسقه الوطني في الجنوب أيام "المقاومة" الغراء حاضرا بقوة في الشريط الذي قدم بالمناسبة حول "حياة الحزب الاشتراكي الموحد"، وعبره تذكر الجميع أن بنسعيد هو أول من فجر "قنبلة تازمامرات" داخل قبة البرلمان، في وقت "كان الحسن الثاني يرفض أن يقول أن هناك تازمامرات" كما قال محمد الساسي وهو يقدم الرجل ليلقي كلمة أمام المؤتمرين والضيوف والمتتبعين، وأضاف الساسي  مخاطبا من يقول أن بنسعيد اعتزل السياسة".. لم يعتزل السياسة، فهو عضو المجلس الوطني، ويشارك في مهام تنظيمية، ومن آخر عمله رئاسته للجنة التضامن مع المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم كما هو الحال مع الصحفي رشيدي نيني، كما ساهم في النقاش الحزبي الداخلي حول الدخول في الانتخابات أو مقاطعتها، ورغم أن رأيه كان هو المشاركة في الانتخابات الأخيرة، لكن الأغلبية ارتأت العكس، فانساق لقرار الأغلبية"…
حافظ بسعيد أثناء مداخلته على توهجه النضالي ومواقفه الصريحة، لقد خاطب الجميع بموقف سديد بعدما رأى وسمع الحماس الفياض خارج القاعة وداخلها، وقرأ مغزى الحضور المكثف لرموز اليسار المغربي، بحيث قال " نرجو أن يكون لها ما بعدها"، وأن يتوحد اليسار على الوضوح والشفافية وأن يضع ميثاقا أمام الشعب، والغريب أن الرجل لا يلتفت كثيرا إلى الماضي، بل أغلب كلامه يركزه على الحاضر والمستقبل، فقد رأى أن "المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد ينعقد في شروط مهمة، سواء بالنسبة للتحولات التي يعرفها العالم العربي أو المغرب، وظهور "حركة 20 فبراير" التي اعتبرها "حدثا جديدا"، وقد كان لها ما بعدها، سواء خطاب 9مارس، أو الانتخابات، وتعيين رئيس الحكومة من "التيار الأصولي"، وقال "هذه فرصة ليبينوا وجههم الحقيقي"، وقد عبر عن احترامه لنتائج صناديق الانتخابات، وذكر أن الفترات السابقة اختلطت فيها الأوراق مما سبب خلطا في الرؤية لدى الجماهير… ولعل رجوعه الوحيد نحو الماضي القريب عندما ذكر أن "الكتلة قد ماتت منذ استفتاء 1996"، والجميع يعلم حينذاك كيف صوتت ثلاث أحزاب سياسية لصالح الدستور، بينما رفضت "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" ذلك، وقد كان يرأسها محمد بنسعيد آيت يدر نفسه، ما جعلها تنال "عقابا" صارما؛ من الحصار والانشقاق وإغلاق جريدة "أنوال".. وقال محمد  بسعيد آيت يدر وهو يتطلع إلى الوجوه الشابة التي ملأت القاعة عن آخرها وهي تقاطعه بشعارات جديدة أملتها المستجدات بعد 20 فبراير مثل "عاش الشعب"، "إن الكتلة لم تعد تلعب الدور الذي أسست من أجله، والأمل افتقد حينذاك"، ليؤكد بحسه النضالي أن كل تنظيم أو حركة كي ينجح يجب أن يحمل معه الأمل للشعب، ولهذا يرى بصراحته أن "اليسار لم يعد يلعب الدور  الطليعي لتحقيق برنامجه"، لكن أمام المستجدات الحاصلة قال "هذه فرصة بالنسبة لليسار"، لكن حسبه، على هذا اليسار أن "يعترف بالأخطاء التي ارتكبها"، حتى تعرف الأجيال ما حصل، كما أن القمع الذي تعرض له المغاربة من الستينيات إلى الثمانينيات "، أعطى الثقة للنضال"، لكن لم تتحقق مطامح الشعب، والخوف الذي كبل النخبة التي ليست لها الجرأة… لهذا "يجب أن يستفيد اليسار من هذه الأخطاء، ويقدم نقدا ذاتيا، وهذا يقدم الثقة للأجيال الجديدة".
وفي آخر مداخلته وجه دعوة صريحة إلى "كل اليساريين والديمقراطيين"من أجل "وحدة حقيقية وليست عاطفية"..
  منذ نزول بسعيد من المنصة في نهاية الجلسة الافتتاحية وهو يتلقى المصافحات والعناقات، وهناك من يريد أن يأخذ معه صورة رغم الزحام، إنها مناسبة لا تعوض، والرجل لا يضجر أو يقلق، بل يبتسم ويعبر ويسمع لهذا ولتلك، وعندما تقدم أمامه شاب يحمل كاميرا خفيفة وسأله عن موقفه مما يحدث، ظهرت فجأة صرامة على محيا الرجل وهو يتساءل عمن المستوجب ولمن يقوم بذلك، وقد انطلق يجيب لما قال المصور "من أجل شباب 20 فبراير"..
  بالنسبة إلي كانت أول مرة أتشرف فيها بالوقوف قرب معلمة حية كبيرة وعظيمة اسمها المناضل محمد بنسعيد آيت يدر، ولم أفوت الفرصة لأتخلى عن مصورتي وأطلب من أقرب واقف أن يأخذ لنا صورة للذكرى والتذكر..
رغم تاريخ الرجل وإشعاعه، تخلى عن دائرته الانتخابية التي كان باستمرار يجد فيها الالتفاف الشعبي حوله لصالح مرشح آخر من حزبه في انتخابات 2007، كما ترك الكتابة العامة للحزب في 2002 لمناضل آخر شاب وهو محمد مجاهد حينما تشكل "اليسار الموحد" ذات صيف حار بالدار البيضاء..  
  العظام دائما يخلقون بمواقفهم ونضالاتهم بما تتذكرهم الأجيال.