الخميس، 19 يناير 2012


إعلان عن "النوايا الحسنة" في التصريح الحكومي
 
 رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران
مصطفى لمودن
 قدم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران التصريح الحكومي منتصف يوم الخميس 19 يناير 2011 أمام أعضاء الغرفين معا، وقد استغرق في تلاوته ما يربو عن ساعة ونصف قسمه على خمسة أبواب رئيسية، أولها ما سماه "تعزيز الهوية الوطنية الموحِدة وصيانة تلاحم وتنوع مكوناتها والانفتاح على الثقافات والحضارات" قدم فيه المرتكزات الأساسية للدولة المغربية، لكن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الصدد ذكره "الملكية الدستورية" بخلاف ما ينص عليه الدستور في ديباجته حيث نجد تعريفا ممططا ضمنه كذلك "الملكية البرلمانية" لنظام الحكم في المغرب، وعليه هل هذا قراءة خاصة برئيس الحكومة وحده أم اجتهاد يهم كل التشكيلات الحزبية المكونة للائتلاف الحكومي، وبالتالي فلن تختلف "تنزيلات الدستور والقوانين التنظيمية عن نفس المخرج؟ وهو ما يعني عودة إلى نقطة الصفر قبل الحراك المجتمعي مع "حركة 20 فبراير".    
وحول الخدمات الاجتماعية ركز بكلام عام على  التعليم والصحة والسكن… كقوله بضرورة إعادة الثقة في المدرسة العمومية وتفعيل دور الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وضمان ولولوج الصحة للجميع خاصة بعد ضمان انخراط 10 ملايين مستفيد من الضمان الاجتماعي، وحصول 30  % من المغاربة المعوزين أي 8.5 مليون شخص على مساعادات طبية، وفي نفس الصدد تحدث  عن إصلاح صندوق المقاصة، وربطه بتقديم دعم نقدي للمحتاجين مقرونا بشروط كتعليم الأطفال وهو إجراء بدأت تطبقه الحكومة السابقة… ولم  يضف ما يقنع حول السكن سوى ذكره توفير "منتوج جديد" خاصة للطبقة الوسطى والقضاء على دور الصفيح وهي لازمة تتكرر مع جميع الحكومات المتعاقبة.
وفي مجال المرأة وعد بالمساواة في مرتين من مداخلته  أمام الاحتجاجات القوية ضد تهميش النساء في الحكومة، لقيت استغرابا من داخل المجلس نفسه، وقد نظمت عدة نساء من تنظيمات مختلفة كانت ضمنهن نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب.. ورد بنكيران بقوله إنه صادق فيما يعد به. ووعد كذلك بتفعيل صندوق التضامن الأسري الوارد في "مدونة الأسرة".
وحول الشباب ذكر بنكيران بنية حكومته  تشكيل "مجالس جهوية للشباب"، والاهتمام بالمسنين..
وفي مجال الشغل ظل التصريح رهين المقاربات التقليدية؛ في مطلب تشغيل المعطلين تحدث عن "الـتأهيل والإدماج" بدون مزيد توضيح، ووعد بتشغيل حاملي الشواهد في جمعيات المجتمع المدني! وتشجيع المبادرة الخاصة..
ولم ينس بنكيران تطمينه للمحيط الذي يقترب منه "فكريا وتنظيميا" ونعني به المكلفون بالجانب الديني والدعوي، رغم حرصه على ربط ذلك في الأخير بمهام الملك.
ولوحظت "لمسة تقدمية" فيما يخص الجانب "الثقافي" والإعلام واللغة (العربية، الأمازيغية، الحسانية..) يتمنى الجميع أن ينفذ ذلك فعلا في إطار احترام التعددية والديمقراطية والحرية (هو يضيف المسؤولية القابلة لعدة تأويلات).
وذكر بنكيران فيما يخص الجهوية عزم الحكومة "إصدار الميثاق الوطني للاتمركز"، ودعم المقاولة، وإخراج صندوق للمخاطرة في الاستثمار، وإصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وتقوية مؤسسات الرقابة وتعزيز دور مكانة المجتمع المدني في ذلك، ودعم استقلال القضاء وسيادة القانون وإصلاح عميق للدولة، والاهتمام بالعالم القروي والمناطق النائية والمدينة.
وحافظ التصريح الحكومي كذلك في مجال السياسة الخارجية على نفس دوائر التعامل الخارجي، فأعطى الأسبقية للاتحاد المغربي( تجنب لفظة العربي) وركز على إشارة مهمة وهي السعي من "أجل التطبيع الكامل مع الجزائر"، ثم انتقل إلى العالم العربي والإسلامي ولم يغفل طبعا "الاتحاد الأوربي" ودعم القضية الفلسطينية.. رغم أن هناك آفاقا كثيرة يمكن التعامل معها كأمريكا اللاثينية والتي كانتلحكومة التناوب التوافقي علاقات مثينة ببعض دولها..
لقد حمل التصريح الحكومي الكثير من الأماني والوعود العامة، وهي مجرد "نيات حسنة"، يمكن إنجازها أو تركها في غياب وضع أجندات محددة لذلك وعرض التفاصيل المالية لكل المشاريع ومصادر التمويل…
إن ما حمله بنكيران للشعب المغربي ليس فيه أي جديد، وأي رئيس حكومة يمكن أن يأتي بمثله.. في غياب أي تعاقد صريح، ودون أن يثير أصحاب المنافع والامتيازات غير المشروعة  ومتى سيوضع حد لذلك. ولم يتحدث عن عدة مناطق ظل لا يقربها كحال الأجهزة الأمنية..
فهل جاءت حكومة بنكيران "مخدومة" بمقاس محدد في ظل ظرف معين لامتصاص الغضب ومطالب الشارع دون تحول جذري في التعامل الحكومي مع قضايا الوطن والمواطنين؟ و الشهور الأولى القادمة كفيلة بمنح الجواب الشافي.
 لوحظ تركيز رئيس الحكومة  على إقرانه "المسؤولية بالمحاسبة"، وهو يعلم أن ضمن حكومته عدة وزراء تكنوقراط لا يلزمهم أي شيء بالنزول عند الناخبين في نهاية الولاية الحكومية.
 _________________

الثلاثاء، 17 يناير 2012

النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تعقد مؤتمرها الثاني خلال شهر أبريل


النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي تعقد مؤتمرها الثاني خلال شهر أبريل
من أجواء المؤتمر الأول بمكناس
مصطفى لمودن
 تعقد "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" مؤتمرها الثاني خلال يومي الأربعاء والخميس فاتح وثاني فبراير المقبل بالمركب التربوي الجهوي بمدينة تازة تحت شعر " الارتقاء بالتعليم العمومي رهين بتحقيق الكرامة والحرية والعدالة والاجتماعية" حسب بلاغ توصل بنسخة منه موقع أنوال، ويضيف البلاغ على أن كل فرع تابع للنقابة ينتدب 10 مؤتمرين كحد أقصى (!)قبل 28 من شهر يناير، وأن يكون كل مؤتمر (ة) عضوا خلال السنة الجارية. ومعلوم أن هذه النقابة الفئوية كانت قد تأسست في مراكش سنة 2006، وكان ككاتب عام لها محمد بلبهلول الذي تم وتوقيفه وقد خاض إضرابات واعتصامات بالرباط قبل إرجاعه إلى منصبه، وتحمل مسؤولية الكتابة العامة فريد أعديشن بعد المؤتمر الأول المنعقد بمكناس صيف 2008. تخوض "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" نقاشات قوية حول جدوى النقابة الفئوية، من ذلك ما كتبه كاتبها العام نفسه، وقد سبق لهذه النقابة أن انضمت إلى مركزية نقابية ساهمت في تأسيسها تحت لواء "اتحاد النقابات المستقلة"، لكن دعم هذه الأخيرة للتحالف الديمقراطي الذي تشكل من ثماني أحزاب قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، جعل رابط الود ينهار وتم تجميد العضوية بها، مادامت نقابة المدرسين ذو نفحة يسارية وتساند حراك "حركة 20 فبراير" وفق بياناتها..

الأحد، 15 يناير 2012

العودة إلى نقطة الصفر مع عبد الحميد جماهري


العودة إلى نقطة الصفر مع عبد الحميد جماهري

عبد الحميد جماهري إلى جانب محمد سعيد السعدي في افتتاح المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد

مصطفى لمودن
 
لماذا نضيع على المغاربة 13 سنة تذهب هباء؟
 
لماذا انساق الاتحاد الاشتراكي وراء السراب في 1998؟، ليظهر في 2002 أمام عبد الرحمان اليوسفي بالواضح والملموس أنه ليست هناك لا "منهجية ديمقراطية" ولا هم يحزنون، ولينطق الآن عبد الحميد جماهري بقول فصل في "تنصيب الحكومة" والقفز على الشكليات الديمقراطية التي صاحبت ذلك..
 
لماذا يساق بعض المغاربة عن حسن نية أحيانا إلى متاهات لا يكتشفون "المقلب" إلا بعد فوات الآوان؟
 
حينما أقرأ أو استمع إلى عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ومدير تحرير الجريدة الناطقة باسم هذا الحزب لم أشعر بالذهول، لأن ما ينطق به هذا المسؤول السياسي عن روية هو عين العقل والصواب، لكن بعد فوات الآوان…
 
لقد كان الرجل صارما وهو يرد على من يعتبر العمل بمقتضيات الدستور مجرد شكليات بينما الناس تنتظر الخبز، في حلقة من برنامج "مباشرة معكم" ليلة الأربعاء 11 يناير، ولم يجعل الفرصة تفوت أو يستسلم لمحاولات الصحفي المسير ثنيه عن مزيد من التوضيح، لقد سار في نفس المنحى الذي تعرضنا له في مقالة بنفس هذا الموقع (آراء حرة) تحت عنوان " ما لا يبعث على الاطمئنان في حكومة عبد الإله بنكيران"، واعتبر أن "شكليات الدستور" أمر أساسي من أجله خرج المغاربة للاحتجاج ومن أجل ذلك قامت ثورات في العالم العربي… وأن التعيين الحقيقي للحكومة يكون بعد مصادقة البرلمان على البرنامج الحكومي، حيث تتفعل الإرادة الشعبية الحقيقية، وأضاف في نفس الحلقة أنه يتوفر على أخبار مؤكد من صديق له في الحكومة تقول باستمرار الحكومة السابقة في مزاولة مهامها وأن الوزراء يوقعون الوثائق تحت تاريخ سابق عما سمي "تسليم المهام"، إنه منتهى التلاعب بالإرادة الشعبية وبروح الدستور على علاته.
 
وتوقف عبد الحميد جماهري عند هذا المنحى الخطير الذي يثير "الالتباس والقلق" في "كسر الخاطر" على الصفحة الأخيرة من جريدة "الاتحاد الاشتراكي" يوم الجمعة 13 يناير ووضع لمقالته عنوانا صريحا يقول "الدستور ليس أولوية !!!" بصيغة تعجب.
 
وقدم اعترافا يسجل لصالحه، نتمنى أن يكون ضمن سياق حزبي داخل الاتحاد الاشتراكي يعيده لمساره الذي افتقده منذ مارس 1998، "الاعتراف" يمكن اعتباره بمثابة نقد ذاتي (صريح أو مضمر لا يهم)، يوضح "التباسا" آخر مماثلا كان قد وقع فيه حزب عبد الرحيم بوعبيد آنذاك، لنصغ لهذه الفقرة الواضحة" وللحقيقة والتاريخ، كان قد "انتابنا" نحن أيضا (يقصد حزبه) كيسار التدبير الحكومي، نوع من هذا التفكير (يقصد ثانوية المسألة الدستورية) عشية التناوب وبعيده بقليل، وكانت الفكرة الرائجة آنذاك هي أن "الشعب ينتظر الشغل والسكن والصحة.. أما المطالب الدستورية فهي نخبوية وتهم القلة القليلة".
 
ويضيف نفس الكاتب "وفي أقل من أربع سنوات تبين بأن معالجة من هذا النوع قاصرة عن فهم آليات اشتغال الدولة والمؤسسات، وأن البلوكاج كان في الغالب يتم باسم الدستور القديم" .
 
وقدم خلاصته في الجملة التالية:" ولطالما عطل الدستور السياسة، كما يمكن للسياسة أن تعطل الدستور".
 
ما قيمة الدرس بعد فوات الآوان؟ وهل سيمضي وقت طويل قبل أن يكتشف "حزب العدالة والتنمية" نفسه أمام نفس الحائط الذي واجهته حكومة التناوب الأولى والثانية؟
 
ختاما هل ينسلخ بهدوء حزب الاتحاد الاشتراكي عن مواقفه وتجربته السابقة ليدخل غمار تجربة جديدة؟ أم أن ما يطفو أحيانا من قبل بعض مسؤوليه لا يعدو أن يكون رأيا ذاتيا وبالونات تطلق في الهواء؟
—————-

نبيلة منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد


نبيلة منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد

 
 
انتخبت نبيلة منيب أمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد يوم الأحد 15 يناير في اجتماع للمجلس الوطني المنعقد بمقر الحزب في الدار البيضاء.. وهي أستاذة جامعية بالدار البيضاء للبيولوجية، وعضوة مسؤولة بالنقابة الوطنية للتعليم العالي، وقد طفا اسمها منذ انتهاء المؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد المنعقد في منتصف شهر دجنبر المنصرم إلى جانب محمد الساسي الذي اعتذر عن تحمل المسؤولية.. ومعلوم أن الحزب الاشتراكي الموحد يدعم "حركة 20 فبراير"، ودعا إلى مقاطعة الاستفتاء على دستور 1 يوليوز، وقاطع الانتخابات البرلمانبية الأخيرة
وأصبح المكتب السياسي للحزب يتكون من الأسماء التالية والتي غلبت عليها صفة الشباب:
نبيلة منيب، محمد مجاهد، سعيد زريوح، محمد العيساوي، عبد العالي كميرة، مصطفى مسداد، المهدي لحلو، قيلش عبد اللطيف، محمد بولامي، محمد الوافي، عبد الغني القباج، عبد الوهاب البقالي، مصطفى الشافعي، كمال السعيدي، فاطمة الزهراء الشافعي، نعيمة الكلاف، حياة التيجي، منذر السهامي، رشيد نور الدين.