السينما
المغربية بين حرية التعبير ومحاولة الحصار
مصطفى
لمودن
أعتبر
حلقة اليوم الأربعاء 13 فبراير من برنامج "مباشرة معكم" حدثا تاريخيا،
فقد شارك متخصصون في مجال السينما، لرد الاعتبار لهذا الفن أمام الهجومات
العشوائية التي يتعرض لها.. شارك في الحلقة نورد الدين الخماري ومحمد إسماعيل
ولطيفة أحرار وياسين أحجام وبلال مرميد.. والبرنامج من تقديم جامع كلحسن.
ـ نور
الدين الخماري مخرج فيلم "كازا نيكرا" و"زيرو" دافع بقوة عن
حرية الإبداع وكان مقنعا في تدخلاته..
ـ محمد
إسماعيل مخرج فيلم "وبعد"، ربط الحرية بالمسؤولية، ودافع عن الاستعمال
الفني لبعض اللقطات التي يكون عليها
اعتراض من طرف البعض، لكنه أعلن رفضه للاستعمال المجاني لذلك..
ـ
لطفية أحرار ركزت على مفهوم تعدد الأجناس الفنية والأغراض السينمائية، وعلى حرية
الإبداع، ودعت إلى تعليم الفن في المدارس.. حتى يتمكن الجمهور من تحليل الإبداع
السينمائي والتعامل معه بموضوعية..
ـ
ياسين أحجام تعامل بذكاء مع الموضوع، فهو ليس مجرد ممثل محترف، بل برلماني مع
"حزب العالة والتنمية"، لكنه دافع عن حرية الإبداع وقرنه بالمسؤولية
والجودة.. ولم يسقط في النمطية الجارية من طرف "إسلاميين" يعلنون
اعتراضهم على الفن بشكل صريح أو مضمر.
ـ بلال
مرميد الصحفي بميدي 1 والناقد السينمائي توقف عند ضرورة التوفر على أدوات فهم
وتحليل الأعمال السينمائية قبل إصدار أي حكم عليها، ودافع بقوة عن حرية الإبداع وترك
الحرية والمسؤولية للمخرجين فيما يقدمونه للجمهور، ويبقى في نظره الجمهور هو
الحكم..
ولعل هذه الحلقة المتميزة
من "مباشرة معكم" أتاحت الفرصة
كذلك للداعين إلى "فن نظيف" كي يعبروا عن وجهة نظرهم، سواء من خلال آراء
جزء المشاهدين أو تمرير آراء صحفي من جريدة "التجديد" الناطقة باسم
الذراع الدعوي لحزب "العدالة والتنمية" المعروف عن كثير من أعضائه
وقوفهم ضد حرية الإبداع السينمائي.. كما تحدث فنانون آخرون في ربورتاجات خارجية،
ولعل المثير ضمن ذلك هو وصف نور الدين الخماري
"ناقدا سينمائيا" بالرجعي وشبه الناقد والدافع إلى كره السينما، لأنه أصدر
أحكام قيمة ذات بعد "أخلاقي" على الأفلام، واتهم المخرجين بالحرص إلى
استعمال لغة ما تحت الحزام..
إن مثل
هذه المواضيع المتعلقة بالسينما والمعترضين عليها أو على حريتها في اختيار أي لغة أو
أداة تعبيرية تبقى جد حيوية للنقاش العمومي الذي يجب أن يتوسع ويشمل مواضيع أخرى
مختلفة بدون طابوهات أو حصار..