إغراق المغرب بالديون الخارجية سيؤدي إلى أزمة خانقة
مصطفى لمودن
تسير الحكومة الحالية نحو إغراق المغرب بالديون، فبالإضافة إلى الستة مليارات التي وضعها صندوق النقد الدولي رهن إشارة المغرب يمكن أن يلجأ إليها في لحطة تقع فيها أزمة خانقة، وطبعا ليس ذلك بالمجان، حصل المغرب على مليار ونصف دولار، بواسطة شراء السندات، يرجع المليار على عشر سنوات مع أرباح خدمة الدين، والنصف على مدى ثلاثين سنة، وهذا المال يكفي لاقتناء مشتريات المغرب لمدة خمسة أشهر فقط، .. اليوم كذلك نقلت الأخبار منح البنك الإفريقي للتنمية للمغرب قرضا آخر.. وتوصل المغرب بقروض أخرى ذكرت قبل أسبوع قيل لوضع منشآت منها الطريق السيار بين الجديدة وآسفي.. والغريب أن ذلك يقرن "بالثقة" في اقتصاد المغرب حسب وجهة نظر الرسميين، يحدث هذا ضدا على ما صرح به رئيس الحكومة عندما زاد في أثمنة الوقود، نتذكر أنه قال إن الزيادة من أجل حماية السيادة المغربية، وعدم رهن مستقبل المغرب بالقروض، لكن الذي حدث فيما بعد هو العكس تماما، فهل يضحك السيد رئيس الحكومة على المغاربة؟ وأين التنمية التي وعد بها أثناء حملته الانتخابية ونسبة ارتفاع النمو التي حددها في 7%؟، والمشكلة التي لا يريد إثارتها رئيس الحكومة ووزارءه وهي أن غالبية القروض تصرف لتسديد العجز في الميزانية وآداء ثمن السلع المستوردة..
إن الحكومة الحالية تقود المغرب نحو أزمة خانقة، ونحو "سياسة التقويم الهيكلي" التي طبقها المغرب في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت وبالا على جيل بكامله.. بحيث انتشر الفقر، وعجزت الدولة عن الوفاء بعهودها المالية، وبذلك أصبحت عرضة لتدخل المؤسسات المالية ووراءها الدول الغنية في شؤون المغرب..
ما يهم أكثر من كل هذا، هو عندما يتيقن بعض المواطنين بشكل عملي ولا لبس فيه، أن السياسة بعيدة عن الدين، والدين لا دخل له في السياسة، بل يجعل بعض الانتهازيين الدين "مطية" للتغرير بالبعض، قصد الوصول إلى كراسي الحكم، وهم بذلك لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل إلى الدين كذلك..
ما يهم أكثر من كل هذا، هو عندما يتيقن بعض المواطنين بشكل عملي ولا لبس فيه، أن السياسة بعيدة عن الدين، والدين لا دخل له في السياسة، بل يجعل بعض الانتهازيين الدين "مطية" للتغرير بالبعض، قصد الوصول إلى كراسي الحكم، وهم بذلك لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل إلى الدين كذلك..