الخميس، 20 ديسمبر 2012

إغراق المغرب بالديون الخارجية سيؤدي إلى أزمة خانقة


 إغراق المغرب بالديون الخارجية سيؤدي إلى أزمة خانقة

مصطفى لمودن
تسير الحكومة الحالية نحو إغراق المغرب بالديون، فبالإضافة إلى الستة مليارات التي وضعها صندوق النقد الدولي رهن إشارة المغرب يمكن أن يلجأ إليها في لحطة تقع فيها أزمة خانقة، وطبعا ليس ذلك بالمجان، حصل المغرب على مليار ونصف دولار، بواسطة شراء السندات، يرجع المليار على عشر سنوات مع أرباح خدمة الدين، والنصف على مدى ثلاثين سنة، وهذا المال يكفي لاقتناء مشتريات المغرب لمدة خمسة أشهر فقط، .. اليوم كذلك نقلت الأخبار منح البنك الإفريقي للتنمية للمغرب قرضا آخر.. وتوصل المغرب بقروض أخرى ذكرت قبل أسبوع قيل لوضع منشآت منها الطريق السيار بين الجديدة وآسفي.. والغريب أن ذلك يقرن "بالثقة" في اقتصاد المغرب حسب وجهة نظر الرسميين، يحدث هذا ضدا على ما صرح به رئيس الحكومة عندما زاد في أثمنة الوقود، نتذكر أنه قال إن الزيادة من أجل حماية السيادة المغربية، وعدم رهن مستقبل المغرب بالقروض، لكن الذي حدث فيما بعد هو العكس تماما، فهل يضحك السيد رئيس الحكومة على المغاربة؟ وأين التنمية التي وعد بها أثناء حملته الانتخابية ونسبة ارتفاع النمو التي حددها في  7%؟، والمشكلة التي لا يريد إثارتها رئيس الحكومة ووزارءه وهي أن غالبية القروض تصرف لتسديد العجز في الميزانية وآداء ثمن السلع المستوردة..
إن الحكومة الحالية تقود المغرب نحو أزمة خانقة، ونحو "سياسة التقويم الهيكلي" التي طبقها المغرب في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت وبالا على جيل بكامله.. بحيث انتشر الفقر، وعجزت الدولة عن الوفاء بعهودها المالية، وبذلك أصبحت عرضة لتدخل المؤسسات المالية ووراءها الدول الغنية في شؤون المغرب..
ما يهم أكثر من كل هذا، هو عندما يتيقن بعض المواطنين بشكل عملي ولا لبس فيه، أن السياسة بعيدة عن الدين، والدين لا دخل له في السياسة، بل يجعل بعض الانتهازيين الدين "مطية" للتغرير بالبعض، قصد الوصول إلى كراسي الحكم، وهم بذلك لا يسيئون لأنفسهم فقط، بل إلى الدين كذلك.. 

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

من أغرب ما قرأت ربط أحد أساتذة اللسانيات اللغة العربية بالمقدس


 من أغرب ما قرأت
ربط أحد أساتذة اللسانيات اللغة العربية بالمقدس


مصطفى لمودن
كتب أستاذ جامعي لليسانيات يعمل في جامعة بني ملال حول اللغة العربية يقول " ارتباط هذه اللغة الإنسانية (العربية) بالوجود الإنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يجعلها لغة قوية يستحيل أن تفنى أو أن تموت.. وهو ما أهلها، أيضا، على جعلها لغة الوحي بامتياز، حاملة لمعانيه، ناقلة لألفاظه بالدقة التي يستحيل أن يأتي بمثلها ابن آدم".. ويضيف أستاذنا المحترم محمد إسماعيل علوي  فتوحاته بقوله " إن اللغة العربية هي الوحيدة التي تستحق أن تعتبر اللغة الإنسانية بامتياز، لأنها تساير أمر الله ومشيئته..". وأورد أمورا تكاد تكون مضحكة حول الضمائر المتعددة في اللغة العربية وقد ربط ذلك بالقداسة والأمر الإلهي و"رغبة الله في خلقه"، وأصدر أحكاما قطعية كما نشرت في جريدة "المساء" يوم الثلاثاء 18 دجنبر 2012 (ع 1998) تقول " الحقيقة هي أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي تحترم حقوق الناس أجمعين في التعبير.."، وربط ذلك بتعدد الضمائر!! وغير ذلك مما أصدره الأستاذ المحترم من أحكام غاية في الغرابة، فهل هذا الأستاذ يعرف كل لغات العالم؟ هل يعرف اللغات القديمة المنقرضة من كلدانية وسانسكريتية، هل يعرف اللاثينية التي احتضنت المبادئ الأولى للفلسفة؟ هل يعرف اللغة الصينية والهندية والعبرية التي تشبه كثيرا العربية؟ هل يعرف لغات إفريقيا وسكان أمريكا الجنوبية قبل الغزو الأوربي؟ وكيف توصل إلى أن الله قد خص العربية برعاية خاصة؟
إن اللغة (أي لغة) كيان قائم بذاته، له أصوله وقواعده، هي أذاة تواصلية، نشأت بفعل الحاجة وهي إبداع بشري خالص، تراكمت معانيها ومفراداتها وصيغها الدلالية عبر الزمن، وهي معرضة دائما للتجديد، كما يمكن أن تتعرض للانقراض..
إن اللغة العربية فعلا لغة معيارية، جد مقعدة، وجد معبرة، شخصيا أجد فيها ذاتي للتعبير، لكنها كأي لغة تحتاج باستمرار للتجديد ومواكبة العصر حتى لا تصبح لغة محطنة كما يريد صاحبنا أستاذ الليسانيات من حيث لا يدري..
بكل موضوع أقول إنه لأمر عجب أن يكون مثل هذا الأستاذ يدرس في الجامعات المغربية، ولعل مثل هذا الأمر ما يجعل التعليم المغربي والجامعي خصوصا يحتل درجات متدنية بين جامعات العالم..
(نشرت بالفايسبوك وأثارت نقاشا قويا)

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

آخــــــــر همسةْ ـــــــ إلى ٱمرأةٍ رحلتْ رُغماً عنها… شعر: جـــــواد المـــومنـــــي


           آخــــــــر همسةْ     
ـــــــ  إلى ٱمرأةٍ رحلتْ رُغماً عنها

    شعر: جـــــواد المـــومنـــــي

آخر همسةْ
الأخيرةُ أنا لَقَطْتُها
رشَّحتْني لِأُصْخيها
تلكَ الروحُ
تلك النّسمةْ .
عرَّجتْ بي
ولا رفضتُها،
بالفجر عَطَفتْ
تركَتْ كلَّ جَلْسةْ
وَشَّحتْني هُبوبَها،
رَجفَ كياني
سكنَ سكوني
عَبر إلى الصمت
جُنوني
وٱنْتظرْتُ
أنْ تُعيدَ الأريجَ
هذه العَرْصةْ .
طالَ النظــــر
جال البصر
وما البابَ عاوَدتْ
طارقةُ الغَبَشِ،
سيدةُ العتْمَةْ …
عجِبتُ لكِ يا " حَبيبهْ "
مِنْ علياء الرحيلِ
تَمرقين،
وعني،
ما صَدَّكِ غيرُ صرخةْ !
خياركِ أدْركْتُ
يا جُــرْسَةْ
وَلَغْوَكِ الذي حَيَّرَ،
ما عَــــزَّ فهْمهُ؛
ناوِلــــــي فقطُّ الإشارةْ
وٱنْصرفي
فما البلاغُ إلّا
لِرسولِ الحُرْقةْ !!
     ************   

إنتهــــى النــــص بشاطئٍ ضـــــاحيةَ پـــــــيرپــــــــينيــــــــان: 27
 يونيو/حزيران 2012

الأحد، 16 ديسمبر 2012

صعد لشكر وهوى الاتحاد


 صعد لشكر وهوى الاتحاد

 مصطفى لمودن
يبدو أن "الاتحاديين والاتحاديات" اختاروا إدريس لشكر كاتبا وطنيا لحزبهم ونحن الآن في نهاية يوم الأحد 16 دجنبر، وقد بدأت تظهر النتائج الأولية على مستوى الانترنيت.. وبهذا يكون حزب عبد الرحيم بوعبيد قد انتهى كحزب له مواقف نضالية وصمود ضد تيار المخزن.. انتهى حزب "القوات الشعبية"، لتحل مرحلة أخرى تقود الحزب نحو ابتعاد سحيق عن الجماهير شعبية، و"انفتاح" على الأعيان وتجار الانتخابات، والتحالف مع "أحزاب الإدارة" وعلى رأسها حزب "البام"، قد يحقق لشكر بعض "المنافع" للحزب، من ذلك منحه بعض المقاعد وبعض الجماعات في الانتخابات الجماعية القادمة، في مقابل ذلك، سيتخلى الحزب عن كل رؤية استراتيجة تهم المغرب كما كان الحال في عهد عبد الرحيم بوعبيد .. لقد انتصر في الحزب اتجاه غلبة المصالح الضيقة، مصالح الذين ينتظرون الريع الانتخابي والصفقات مع الولاة والعمال.. المنتفعون من "مرحلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، حيث يوزع المال العام لإسكات جزء من المجتمع المحتاج، وإلهائه في "مشاريع" يقال إنها مدرة للدخل.. لكن بالمقابل هذا النكوص الذي حصل في "الاتحاد"، سيكون بمثابة رفع اللبس والحرج عن المتعاملين مع هذا الحزب، سواء ممن تبقى من مناضلين صادقين داخله، أو ممن يعولون على تحالفات تجمع أكبر عدد ممكن من يساريي المغرب.. أصبح الآن الأمر واضحا، لا يمكن أن يكون "الاتحاد" يساريا، بالمفهوم الصحيح لليسار، حيث الانتصار للشعب وللديمقراطية وللوضوح.. الآن اكتمل المشهد السياسي الفرجوي بصعود الوجه الثالث إلى الحلبة إلى جانب بنكيران وشباط.. لتتحول السياسة في المغرب إلى عمل بئيس، ينتج الشعبوية والفرجة والعراك اللفظي..