عربون كساد
مصطفى لمودن
قضيت غرضا بكشك والتحقت بمقهى مجاور، أخذت مقعدا، وجلست أتابع بدوري مباراة في كرة القدم بين المنتخبين المغربي والسينغالي التي جرت بمراكش مساء يوم الجمعة 25 ماي..غير العادي ليست نتيجة المباراة، ولا الأجر الخيالي وغير المبرر للمدرب.. إنه ما وقع بالمقهى.. حين انتهى الشوط الأول بهزيمة المنتخب المغربي بواحد لصفر.. وأثناء الاستراحة بين الشوطين، طالب البعض بمشاهدة مباراة كروية أخرى خارج الحدود، ولكنها داخل القلوب.. إنها نهاية كأس الملك في إسبانيا، والتي جرت بين فريق برشلونة وأتلتيك بلباو في مدريد، تابع الجميع المقابلة بحماس.. وظلت الكرة تجول في الملعب بسرعة هائلة، كل عطور فرجة كروية متوفرة، لاعبون في المستوى، ملعب أنيق غاص بالمتفرجين، نقل تلفزي أنيق.. ونسي الجميع المقابلة الأخرى، لا أحد تساءل عنها.. آلمني الوضع، كيف تحولت القلوب والعقول إلى الضفة الأخرى؟
كل صغير وكبير يتابع الدوري الاسباني بلهفة وشغف.. أعداد غفيرة تقصد المقاهي، وتتفاعل بشكل مباشر مع المقابلات كأنها داخل الملعب، تتصايح، تشجع، تنادي اللاعبين بأسمائهم، وتحث هذا وتستفز الآخر من وراء شاشة تبعد عن الميدان الحقيقي بمآت الكيلومترات ومن وراء البحر! كل أسبوع يعقد الشباب سمفونيات بالشوارع وهم يتناغمون بالصياح والتشجيع والتنكيت والشماتة حتى في "خصومهم" الكرويين عقب كل مقابلة..
حينما انتهى الشوط الأول من مباراة كأس ملك إسبانيا، غير صاحب المقهى القناة، وعاد "للرياضية" المغربية، كانت الدقيقة 86، تأسف البعض على النتيجة، ومنهم من قال إنها كانت منتظرة.. هكذا يحس الناس ب"الهزيمة" قبل بداية "المواجهة"، رغم توفر كل المتطلبات، ملعب مراكش في المستوى اللائق على حساب مالية الشعب طبعا، ولا ضير في ذلك، فهو مكسب للجميع، مدرب في رصيده الملايير من عائدات راتبه إذا جمعنا ما يحصل عليه خلال بضعة شهور فقط، لاعبون يحصلون على كل ما ينتظرون وأكثر، ومن له ما ينفي هذا يعلنه، فلماذا هذه "المهازل" التي تكرر نفسها باستمرار؟ لقد انهزم فريقنا الوطني في عقر داره أمام السينغال بهدف لصفر، وهو يستعد للاقصائيات المؤدية لكأس العالم في البرازيل ضد غامبيا والكوت ديفوار..
فضل جمهور المقهى مقابلة إسبانبا لأنها تضمن الفرجة، كما أن قلوبهم الكروية قد مالت منذ زمن غير يسير إلى ما يجري في الجارة الإبيرية، ولهذا الأمر ألف معنى ودلالة وعبرة وتبعات ونتائج لا يجهلها إلا أعمى أو ناكر للحائق الواضحة.
كل صغير وكبير يتابع الدوري الاسباني بلهفة وشغف.. أعداد غفيرة تقصد المقاهي، وتتفاعل بشكل مباشر مع المقابلات كأنها داخل الملعب، تتصايح، تشجع، تنادي اللاعبين بأسمائهم، وتحث هذا وتستفز الآخر من وراء شاشة تبعد عن الميدان الحقيقي بمآت الكيلومترات ومن وراء البحر! كل أسبوع يعقد الشباب سمفونيات بالشوارع وهم يتناغمون بالصياح والتشجيع والتنكيت والشماتة حتى في "خصومهم" الكرويين عقب كل مقابلة..
حينما انتهى الشوط الأول من مباراة كأس ملك إسبانيا، غير صاحب المقهى القناة، وعاد "للرياضية" المغربية، كانت الدقيقة 86، تأسف البعض على النتيجة، ومنهم من قال إنها كانت منتظرة.. هكذا يحس الناس ب"الهزيمة" قبل بداية "المواجهة"، رغم توفر كل المتطلبات، ملعب مراكش في المستوى اللائق على حساب مالية الشعب طبعا، ولا ضير في ذلك، فهو مكسب للجميع، مدرب في رصيده الملايير من عائدات راتبه إذا جمعنا ما يحصل عليه خلال بضعة شهور فقط، لاعبون يحصلون على كل ما ينتظرون وأكثر، ومن له ما ينفي هذا يعلنه، فلماذا هذه "المهازل" التي تكرر نفسها باستمرار؟ لقد انهزم فريقنا الوطني في عقر داره أمام السينغال بهدف لصفر، وهو يستعد للاقصائيات المؤدية لكأس العالم في البرازيل ضد غامبيا والكوت ديفوار..
فضل جمهور المقهى مقابلة إسبانبا لأنها تضمن الفرجة، كما أن قلوبهم الكروية قد مالت منذ زمن غير يسير إلى ما يجري في الجارة الإبيرية، ولهذا الأمر ألف معنى ودلالة وعبرة وتبعات ونتائج لا يجهلها إلا أعمى أو ناكر للحائق الواضحة.
إن مقابلة في كرة القدم تشبه أكلة، إما أن تكون معدة بشكل لائق، وهنا تتدخل عدة أطراف في ذلك وليس الطباخين فقط، أو تكون طبقا فاسدا لا يصلح لشيء، بل ضرره أكثر من نفعه، وقد يكون ذلك من مسببات العنف الذي بدأ يستشري في الملاعب المغربية.
والرياضة ليست تسلية أو ملهاة، بل علما وصناعة واستراتيجية وديبوماسية ومرآة للشعوب..
———–انتهى الشوط الأول في اسبانيا لصالح البارصا ب 3 لصفر.. غادرت المقهى قبل بنهاية المقابلة.
———–انتهى الشوط الأول في اسبانيا لصالح البارصا ب 3 لصفر.. غادرت المقهى قبل بنهاية المقابلة.